• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تطوعي نجاحي
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية والتعليم
علامة باركود

ركائز موضوعات الأخلاق في دعوة طالبات المرحلة الثانوية

ركائز موضوعات الأخلاق في دعوة طالبات المرحلة الثانوية
د. هند بنت مصطفى شريفي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/4/2014 ميلادي - 30/5/1435 هجري

الزيارات: 29220

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ركائز موضوعات الأخلاق في دعوة طالبات المرحلة الثانوية


تهدف الدعوة في المرحلة الثانوية إلى تنشئة الطالبة التي تتحلى بالقيم والأخلاق المستمدة من الدين الإسلامي، والتي تقوم في معاملاتها وعلاقاتها الاجتماعية على أسس متينة من التخلق بأخلاق الإسلام، فتكون على خلق حسن محمود في تعاملها مع الآخرين، وتتصف بالعدل والوفاء والصدق واجتناب الظلم وإعطاء الحقوق سواء مع المؤمن والكافر، والقريب والبعيد، لقوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا ﴾ [1]، كما تتحلى بخفض الجناح والتواضع والرحمة للمؤمنين، والعزة والشدة على الكافرين، كما قال تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾[2] قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله -: (هذه صفة المؤمنين، أن يكون أحدهم شديدا عنيفا على الكافر، رحيماً براً بالأخيار، غضوباً عبوساً في وجه الكافر، ضحوكاً بشوشاً في وجه أخيه المؤمن)[3].

 

ولتحقيق هذه الأهداف تقوم دعوة الطالبات على ركائز مهمة في موضوعات الأخلاق، منها ما يأتي:

((1)) التعريف بأمهات الأخلاق الإسلامية الحميدة وأصولها، فهناك أخلاق رئيسة يندرج تحتها ويتفرع منها العديد من الأخلاق الفرعية، وقد اشتملت كثير من آيات القرآن الكريم على أصول الأخلاق الحميدة، كما في سورة الإسراء حيث بيّن الله التعاليم الخلقية الأساسية في خمس عشرة آية بدءا من قوله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ... ﴾[4]، نهى فيها عن الشرك، وأمر بالإحسان والتواضع وخفض الجناح للوالدين، ونهى عن التبذير وأمر بالاعتدال، ونهى عن الإسراف في القتل، كما نهى عن ظلم الأولاد وقتلهم، وعن الفواحش، وأمر بإيفاء العهود، ونهى عن التكبر.

 

و تتضح أصول الأخلاق من خلال أقوال العلماء، يقول الغزالي- رحمه الله -[5]: (أمهات محاسن الأخلاق هذه الفضائل الأربعة: الحكمة والشجاعة والعفة والعدل... وقد أشار القرآن إلى هذه الأخلاق في أوصاف المؤمنين، فقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [6] [7].

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:

جماع الخُلق الحسن مع الناس: أن تصل من قطعك بالسلام والإكرام، وتعطي من حرمك التعليم والمنفعة والمال، وتعفو عمن ظلمك في دم أو مال أو عرض[8].

 

وقال تلميذه ابن القيم - رحمه الله -:

(حُسن الخلق يقوم على أربعة أركان لا يتصور قيام ساقه إلا عليها: الصبر والعفة والشجاعة والعدل)[9].

 

ولا تقتصر أمهات الأخلاق على الحكمة والشجاعة والعفة والعدل، بل ربما زادت عن ذلك، فهناك من أوصل أمهات الأخلاق إلى تسعة أصول، وهي:

1- حب الحق وإيثاره.

2- الرحمة.

3- قوة الإرادة.

4- الدافع الجماعي.

5- المحبة للآخرين.

6- الصبر.

7- حب العطاء.

8- سماحة النفس.

9- علو الهمة.

 

وكل أصل من هذه الأصول يندرج تحته فروع عديدة، فحب الحق وإيثاره أصل أخلاقي تتعدد مظاهره وفروعه، ومنها: الاعتراف بالحق والإذعان له، الصدق في القول والفعل والعهد، الأمانة، العدل والرجوع إلى الحق.

 

والصبر أصل من أصول الأخلاق يندرج تحته: الحلم، الرفق، الكتمان وحفظ السر، الدأب والمثابرة، الأناة في الأعمال والأقوال.. وهكذا[10].

 

وأمهات الأخلاق تستنبطها المعلمة الداعية من تأملها في نصوص الوحيين، فما من خلق حسن إلا وجاء الأمر به فيهما، وما من خلق ذميم إلا وجاء التنفير منه، وإن معرفة الطالبة بهذه الأصول وفروعها مما يساعدها على تعلمها أولا، ثم مراقبة نفسها وتخلقها بها لتستكمل مكارم الأخلاق.

 

((2)) التعريف بأمهات الأخلاق الذميمة وأصولها، فدعوة الطالبة في المرحلة الثانوية تهتم بعرض أمهات الأخلاق السيئة وأصولها، التي يحذر منها الإسلام، كاهتمامها بتوضيح أصول الأخلاق الحميدة، لئلا ينطبع سلوك الفتاة بطابع السوء والفساد الذي لا يقتصر ضرره على الطالبة نفسها فحسب، بل يتعداه ليصيب معها من حولها، والمعروف أن المجتمع الذي تنتشر بين أفراده السلوكيات السيئة هو من أبعد المجتمعات عن هدي القرآن والسنة، لأن سيئ الخلق لا ينفع الناس بشيء، ذلك أن (حسن الخلق بذر اكتساب المحبة، كما أن سوء الخلق بذر استجلاب البِغْضة، ومن حسُن خلقه صان عرضه، ومن ساء خلقه هتك عرضه، لأن سوء الخلق يورث الضغائن، والضغائن إذا تمكنت من القلوب أورثت العداوة، والعداوة إذا ظهرت من غير صاحب الدين أهوَت صاحبها إلى النار)[11]. لذلك فإن (الواجب على العاقل أن يتحبب إلى الناس بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق، لأن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد، وإن الخلق السيئ ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل، وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها، وخلق سيئ، فيفسد الخلق السيئ الأخلاق الصالحة كلها)[12]، ومهمة المعلمة الداعية تجنيب الطالبة وتنفيرها من الأخلاق السيئة بتوضيح الآثار المترتبة عليها، والأضرار الواقعة عليها ومن حولها بسببها.

 

وترجع الرذائل والنقائص الخلقية إلى أصول هي أضداد لأصول الأخلاق المحمودة، وهي:

1- كفر الحق وجحوده.

2- الغلظة والقسوة.

3- ضعف الإرادة.

4- الأنانية والأثرة وحب الذات.

5- البغض للآخرين.

6- انعدام الصبر وضعفه.

7- البخل والشح.

8- نكد النفس وشدتها.

9- دنو الهمة.

 

ويندرج تحت هذه الأصول فروع عديدة، فجحود الحق وكفره له مظاهر وفروع عديدة منها: الكذب، النفاق، الظلم، الخيانة، الكبر، الحقد، الحسد، الغرور والإعجاب بالنفس... لذلك فواجب المعلمة بيان هذه الأصول وأنواعها وآثارها بطريقة تفصيلية حتى تسلم الطالبة من التخلق بها..

 

((3)) القدوات الأخلاقية: حيث تحتاج الطالبة إلى القدوة المثلى والأسوة الحسنة التي تأخذ منها صفاتها، وتحاكيها وتقلدها في سلوكها، وذلك من خلال محبتها لها وإعجابها بسمتها، ونظرتها لها أنها تمثل الصورة المتكاملة للمسلمة الحق، حيث يميل الإنسان بطبعه إلى محاكاة من يحبه ويعجب به، فوجود القدوة الحسنة من أهم عوامل الاستقامة والالتزام الخلقي[13].

 

وإن من أسباب انتشار الأخلاق السيئة، وانحسار الأخلاق الفاضلة في المجتمعات افتقار الناس إلى القدوات الأخلاقية البارزة، حتى أصبحت الطالبة تسمع دروسا كثيرة في الفضيلة، ولكنها لا ترى النفوس الفاضلة، وتحفظ أبوابا من الأخلاق، ولكن لا ترى من يتخلق بها، فخلوّ المجتمع النسائي في بعض مؤسساته من القدوات الأخلاقية الصالحة، يؤدي إلى فقدان ثقتها بهذه الأخلاق، والنظر إليها بعين الريبة والتردد، وقد يصل الأمر إلى التشاؤم، بل إن الخلل الكبير الذي يعاني منه المسلمون في حياتهم المعاصرة، من ضعف لمظاهر الدين الإسلامي، وتقصير في إقامته، هو من النقص في الأخلاق التي يجب على كل مسلم أن يتخلق بها، حتى إن البعض يصف هذه الأزمة التي يمر بها المسلمون بأنها (أزمة أخلاقية)[14].

 

ومهما بذلت المعلمة من جهود لتعريف الطالبة بالقيم الخلقية الرفيعة، ومهما سعت لإقناع الطالبة بها وتشجيعها على التحلي بها، فإنها لن تتجاوز العلم النظري، أما إذا رأتها في عالم الواقع متمثلة في إنسان ما، فإنها حينئذ تكون أقدر على الالتزام بها وأسهل لإدراك معانيها.

 

وهذا يؤكد أهمية وضرورة أن تتضمن موضوعات الدعوة دراسة متعمقة لبعض المواقف والشخصيات التي تتعرف بواسطتها على قيم وأنماط السلوك الإنساني الراقي، حتى تتعرف على نماذج من الشخصيات ذات التأثير في مجتمعاتها، سواء كانت شخصيات تاريخية أم معاصرة، وذلك بهدف أن تتعرف الطالبة على هذه المواقف وما فيها من قيم، وما لدى الشخصيات من مُثل وأخلاق، تكون عندها نعم القدوة ونعم المثل.

 

وعلى رأس هذه النماذج القدوة والمثل الأعلى لكل مسلم: نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [15]، فمن المهم التنبيه إلى وجوب اتباعه واتخاذ الوسائل لتعميق محبته في قلب الطالبة، وإبراز شمائله الكريمة، ثم صحابته الكرام وما تلا ذلك من خير القرون.

 

إن أهمية اتخاذ الطالبة النبي - صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى تحاكيه وتقتدي به أمر أساس، تعتني به الداعية والمربية، وهو يتفق مع ما يتسم به النمو الاجتماعي للمراهقة، حيث تتضح الرغبة الأكيدة في تأكيد الذات، ومن وسائل ذلك عند المراهقين البحث عن نموذج يحتذى (مثل الوالدين والمربين والشخصيات الهامة)[16] وهذا أمر مهم بلا ريب، ولكن الأمر الذي لا يقل عنه أهمية، أن توجّه الطالبة لتكون هي نفسها قدوة حسنة لغيرها، تؤثر في من حولها بدماثة أخلاقها وحسن سلوكها، لأن شرط القدوة الحسنة تعلم هدي الكتاب والسنة وتمثله في نفسها، وهذا أمر تستطيعه كل طالبة مسلمة، وليس الأمر وقفا على الأشخاص ذوي الخبرة والمكانة والشهرة.

 

((4)) تعريف الطالبة بالأخلاق المتعلقة بالمعاملات، كالأخلاق المتعلقة بالمعاملات المالية من بيع وشراء، والمتعلقة بالنظام الأسري، أو نظام التكافل الاجتماعي.. وغيره، حيث لا يوجد عمل يقوم به المسلم في أي مجال من المجالات، إلا وله أساس خلقي متين يقوم عليه، فالأمانة والعدل والإحسان هي القواعد التي تقوم عليها المعاملات التي تنظم العلاقة بين الناس، وهي التي تقوم عليها النظم التشريعية كلها.

 

فالنظام الأسري يقوم على العفة وحفظ المرأة، والعلاقة بين الزوجين تقوم على المعروف والإحسان، قال تعالى: ﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾[17]، وعلى العدل وتجنب الظلم: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ﴾ [18]، وعلى التناصح وحب الخير لشريك الحياة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى، فأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء))،[19] أما التعامل المالي والنظام الاقتصادي فإنه يقوم على تحريم الظلم والاستغلال المتمثل في الربا، كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾[20]، ويقوم على العدل ومنع الغرر والغش، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ﴾ [21].

 

((5)) خصائص الأخلاق الإسلامية: حيث تتميز الأخلاق الإسلامية بعدة خصائص لا توجد في أي نظام أخلاقي بشري، لأنها ربانية المصدر والهدف والغاية، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [22] (أي ما آتيه في حياتي، وما يجريه الله علي، وما يقدر علي في مماتي، الجميع لله رب العالمين)[23]، كما تتميز الأخلاق الإسلامية بأنها متوافقة مع الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها، كما قال - صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ))[24]، فبيّن أنه يولد على فطرة الحق والإيمان، وكذلك تتميز بأنها مثالية وواقعية في آن واحد، فهي تدعو الناس إلى السمو كما تراعي نفسية البشر وحاجاتهم وقدراتهم على الارتقاء، ولا تطالبهم بما فوق طاقتهم، قال تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [25].

 

كما تتميز الأخلاق الإسلامية بأنها شاملة لجميع جوانب حياة الإنسان: مع ربه ومع نفسه ومع الناس، في البيع والشراء، في السلم والحرب، في الخلوة ومع الآخرين، و هي كذلك جماعية حيث إنها ترتكز أساسا على النظر للإنسان على أنه جزء من الجماعة ولا ينفصل عنها، كما أنها ثابتة يدور صاحبها مع الحق حيث يدور، لا تقلبها المصالح والأهواء، وكذلك تتميز بأنها متوسطة معتدلة متوازنة، يحقق بها المسلم منهج الوسط الذي تتسم به الأمة المسلمة[26].

 

((6)) آداب وأخلاق طالبة العلم: فتتعرف الطالبة على أخلاق الطالبة المسلمة والتي تثمر البركة في علمها، كإخلاص النية لله تعالى، والتواضع، والصدق في القول والفعل والتطبيق، ورحابة الصدر تجاه الآخرين، واحترام العلم وأهله، والدأب والمثابرة عند التحصيل، وعلو الهمة، ومراعاة الأدب والحياء عند السؤال والاستماع، والعزم على العمل بما علمت.. إلى غير ذلك.

 

كما تتعرف على الأخلاق التي تعوقها عن طلب العلم أو الاستمتاع بثمرته كفساد النية، والغرور والعجب والكبر، وحب الشهرة والتصدر، واستعجال الثمرة ودنو الهمة.. إلى غيره مما جمعه العلماء قديما وحديثا في مؤلفاتهم القيمة.

 

((7)) التعرف على مجالات الأخلاق: حيث تشمل الأخلاق جميع جوانب الحياة عند الفتاة المسلمة:

فأخلاقها مع ربها وخالقها هي القيام بحقوقه تعالى، وهي أعظم الحقوق على الإطلاق، والأدب معه عز وجل هو أوجب الواجبات، فتؤمن به إيمانا جازما وتوحده، وتلتزم طاعته وتجتنب معاصيه،، وتعظم شعائره وحرماته، وتحترم كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم، وتجلّه عز وجل وتنزهه عن كل نقص، وتديم شكره وذكره، وتحسن الظن به، وتحسن عبادته.

 

أما أخلاقها مع نفسها، فتؤدبها بما يرضي الله عنها، فتعبِّدها لله، وتلزمها الإخلاص له والرضا عنه تعالى، وتلزمها بالخلق الحسن، وتبتعد عن ظلم نفسها بأي أنواع الظلم، فلا تتبعها هواها، أو تمنعها حظوظها الدنيوية، وتسعى بها إلى ما ينجيها في الآخرة.

 

وأما أخلاقها مع الناس، فالعدل معهم وتجنب الظلم، والقيام بحقوقهم التي شرعها الله لهم حسب منزلتهم منها، فتعرف أخلاق التعامل مع الوالدين والزوج والأبناء والأهل والأرحام والجيران، وتتسم بالاحترام والإحسان لهم، وبذل المعروف والنصح لهم.

 

وأما أخلاقها مع مخلوقات الله الأخرى، فتقوم على العدل والإحسان، والالتزام بما شرعه الله، من استثمار وانتفاع بالمباح، واستشعار لنعمة الله عليها أن سخرها لها، وتحسن في أحوالها معها[27].

 

((8)) التعرف على المشكلات الأخلاقية في المجتمع، حيث لا يخلو أي مجتمع –قديما أو حديثا- من المشكلات الأخلاقية، وخاصة ما يتعلق منها بمرحلة المراهقة والشباب، حيث انتشرت مشكلة الانحراف السلوكي الذي تشكو منه المجتمعات اليوم، ومغالاة الفتيات في التبرج والزينة وإظهار المفاتن، ومظاهر الميوعة والتخنث عند الشباب، والتقليد السافر لأخلاق الكفرة والفاسقين، والتشبه بهم، ونقص الشعور بالمسؤولية، والافتقار إلى الأمانة والعدل.. إلى غير ذلك من المشكلات التي تدل على ضعف الوازع الديني والضمير الأخلاقي في نفوس الشباب الذين وقعوا في الانحراف، فواجب المعلمة أن تعرض هذه المشكلات وتبحث أسبابها ودوافعها، ثم تقترح أساليب علاجها، والعمل على وقاية الطالبة من الوقوع في شراكها، وعلاجها وتطهيرها منها إن تأثمت بها.

 

ومن المهم تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي تؤدي إلى زيادة المشكلات الأخلاقية، مثل المفهوم الخاطئ للحرية، حيث يطالب الكثير بهذه الحرية المزعومة، للتخلص من القيم الأخلاقية التي اعتبروها قيودا لا تحتمل، وهذه الشعارات التي يرفعها بعض أفراد المجتمع تهدف إلى مجاراة غير المسلمين، وقد (ترتّب على تعلق الناس بالحرية المطلقة الخالية من القيود النابذة لكل القيم والفضائل، ذلك التسيب الأخلاقي الذي عانت وتعاني منه المجتمعات الأوروبية، فليس هناك صوت يرتفع إلا بالمناداة لتمكين الناس من التمتع بكامل بحريتهم النفسية والجسمية...وخاطبوا فيهم الجانب الجنسي الغريزي مخاطبة مكشوفة، ليتعود الناس على تناوله بغير استحياء ولا خجل)[28]، وإذا زال الحياء من النفوس، تجرأ الناس على تناول الفواحش دون رادع، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة لأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت))[29] حيث يبين الحديث الشريف: (الحكمة في التعبير بلفظ الأمر دون الخبر في الحديث، أن الذي يكف الإنسان عن مواقعة الشر هو الحياء، فإذا تركه صار كالمأمور طبعا بارتكاب كل شر)[30].

 

وبناء على ما سبق فإنه من الضروري تصحيح هذا المفهوم وتعريف الطالبة بأنه لا توجد حرية مطلقة عند من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم رسولا، لأن دخول الإنسان تحت مظلة الإسلام يفرض عليه حقوقا يجب عليه أداؤها، ويضع له ضوابط شرعية يجب عليه الخضوع لها ليعيش حياة طيبة مطمئنة، يحقق فيها عبوديته لله تعالى، وإلا عاش كالبهائم الذين شبه الله الكفار - أصحاب الحرية المزعومة - بهم في قوله: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [31].

 

((9)) بيان آثار المتغيرات المعاصرة على أخلاق الطالبة المسلمة، حيث يجب على القائمات على الدعوة في بيئات تعليم الفتاة المسلمة أمور دينها ومتطلبات حياتها، توعيتها بوسائل التأثير على سلوكها وأخلاقها، وخاصة آثار الغزو الفكري والثقافي القادم عن طريق الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في عصر الاتصالات الذي لم يعد للأخلاق في نظمه وقوانينه وزن أو مكانة، حيث تُعرض الرذائل الأخلاقية بصورة براقة زاهية تُزهِّد من يراها في الخير والشرف والفضيلة، فتُشيع الفاحشة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، عبر وسائل الإعلام المختلفة، مما يكون له أثر كبير على شخصية الفتاة المسلمة، فيضعف إيمانها، ويتأثر حياؤها وعفتها، وتضعف حميتها لدينها.

 

كذلك فإن من آثار الغزو الفكري، المشكلات الحادة التي يواجهها الشباب، ومنها (الازدواجية والتناقض بين ما يتعلمونه منذ نعومة الأظافر في مدارسهم ومعاهدهم العلمية والدراسية من فضيلة، وحرص على إشاعة الأخلاق، والمحافظة على القيم والعادات المستمدة من تعاليم الدين الحنيف، ومبادئ التزام وتقويم وإصلاح، ثم يجد الشباب نفسه فريسة لما يُبث عبر وسائل الإعلام من مبادئ وقيم وعادات مستوردة وغير مستوردة، فيعيش الشباب واقعا مشتتا بين ما تربى عليه ودرسه فيه، وبين ما يجده واقعا أو بارزا أمامه)[32].

 

وحتى لا تنشأ الطالبة في ظل هذه التناقضات الصارخة، والاتجاهات المتباينة، فتعيش تشتتا فكريا وقيميا، وتشعر بالحيرة واليأس، وترفض كل ما تراه من القيم والأفكار، أو تتجه إلى موقف الاستسلام والأخذ بكل شيء، والافتتان بكل ما هو من الخارج دون تمييز بين الحق والباطل؛ فإن هذه الوضعية تستلزم تضافر الجهود الدعوية، لحفظ الطالبة من الإحباط والشعور بالانهزامية الفكرية والنفسية والحضارية أمام كل جديد قادم من الغرب، بدعوتها للتمسك بالأخلاق التي تساعد على تثبيتها على المعتقد الصحيح والقيم السليمة، مع توعيتها بفقه السنن الربانية الكونية التي شرعها الله في الأنفس والمجتمعات، لتدرك سر قيام الحضارات وعوامل بناءها وهدمها، لتكون على بصيرة بدينها وما حولها.



[1] سورة المائدة: جزء من آية 8.

[2] سورة الفتح: جزء من آية 29.

[3] تفسير ابن كثير 7/432.

[4] سورة الإسراء: جزء من آية 23.

[5] محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، أبو حامد حجة الإسلام، عالم فيلسوف متصوف، ولد بخراسان سنة 450هـ، ورحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد فالحجاز والشام ومصر ثم عاد إلى بلده وتوفي بها سنة 505هـ رحمه الله، له نحو 200 مصنف، وقال الإمام الذهبي عن كتابه الإحياء: فيه جملة من الأحاديث الباطلة، وفيه خير كثير لولا ما فييه من الصوفية وانحرافاتها. ينظر: سير أعلام النبلاء 19/322، والأعلام: الزركلي 7/22.

[6] سورة الحجرات: آية 15.

[7] إحياء علوم الدين 3/55.

[8] ينظر: مجموع الفتاوى 10/658.

[9] مدارج السالكين 2/308.

[10] ينظر: الأخلاق الإسلامية وأسسها: عبد الرحمن الميداني، الباب الرابع كاملا، 1/517-830 و 2/1-608

[11] باختصار: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء: أبو حاتم البستي ص 65، شرح وتحقيق: محمد محي الدين عبدالحميد وآخرون، دار الكتب العلمية، بيروت، ط: بدون، 1397هـ/1977م.

[12] المرجع السابق: ص 64.

[13] ينظر: أصول التربية الإسلامية: د. عبدالرحمن النحلاوي ص 228-230.

[14] ينظر: خواطر في الدعوة: محمد العبدة 2/44، المنتدى الإسلامي، بريطانيا، ط:1، 1413هـ.

[15] سورة الأحزاب: آية 21.

[16] ينظر: علم نفس النمو: د. حامد زهران ص 386.

[17] سورة البقرة: جزء من آية 229.

[18] سورة البقرة: جزء من آية 228.

[19] سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب قيام الليل ص 206 ح 1308، واللفظ له، وسنن النسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب الترغيب في قيام الليل 3/205، وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود 1/358 ح1309.

[20] سورة البقرة: جزء من آية 275.

[21] سورة النساء: جزء من آية 29.

[22] سورة الأنعام: آية 162.

[23] تفسير الشيخ السعدي ص 245.

[24] متفق عليه: صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، ح1385 (فتح الباري 3/245) واللفظ له، وصحيح مسلم، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين 4/2047 ح 2658.

[25] سورة التغابن: جزء من آية 16.

[26] ينظر: هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا: محمود محمد الخزندار ص 19-24، دار طيبة، الرياض، ط:8، 1424هـ/2003م.

[27] ينظر: الأخلاق الفاضلة: د. عبدالله الرحيلي ص 86-93.

[28] باختصار: قواعد البناء في المجتمع الإسلامي: د. محمد السيد الوكيل ص 68، دار الوفاء، المنصورة، ط:1، 1407هـ/1986م.

[29] صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب إذا لن تستح فاصنع ما شئت، ح6120 ( فتح الباري 10/523)

[30] فتح الباري 10/523.

[31] سورة محمد: جزء من آية 12.

[32] الشباب وقضاياه المعاصرة: د. إبراهيم بن مبارك الجوير ص 26، مكتبة العبيكان، الرياض، ط:1، 1415هـ/1994م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الجهود الدعوية في تحصين طالبات المرحلة الثانوية
  • أهمية دعوة طالبات المرحلة الثانوية من منظور الدعوة الإسلامية
  • ركائز موضوعات العقيدة في دعوة طالبات المرحلة الثانوية
  • أسس وسمات إعداد المعلمة القائمة بدعوة طالبات المرحلة الثانوية (1)
  • خصائص النمو العقلي والانفعالي عند طالبات المرحلة الثانوية
  • المرحلة المتوسطة وأهدافها

مختارات من الشبكة

  • ركائز موضوعات الشريعة في دعوة طالبة المرحلة الثانوية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ركائز الدعوة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ركائز العشرة الزوجية (4)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • ركائز العشرة الزوجية (3)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • ركائز العشرة الزوجية (2)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • ركائز العشرة الزوجية (1)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • ركائز صلاح الأبناء عند الصالحين(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ركائز التربية الناجحة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ركائز الحماية المجتمعية في الإسلام من خلال خطبة يوم عرفة (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • ركائز الحماية المجتمعية في الإسلام من خلال خطبة يوم عرفة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 26/11/1446هـ - الساعة: 15:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب