• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الطفل (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة السادسة عشرة: الاستقلالية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    العنف المدرسي في زمن الحياة المدرسية: من الصمت ...
    عبدالخالق الزهراوي
  •  
    في العمق
    د. خالد النجار
  •  
    كيف يمكن للشباب التكيف مع ضغوط الدراسة وتحديات ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    المحطة الخامسة عشرة: استخدام القدرات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    غرس القيم الإسلامية في نفوس الأطفال: استراتيجيات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    أحكام العِشرة بين الزوجين
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    المحطة الرابعة عشرة: الطموح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الجهل الرقمي كفجوة بين الأجيال: حين لا يفهم ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    التعلق المرضي ليس حبا، فكيف لنا أن نفرق بين الحب، ...
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    عين على الحياة
    د. خالد النجار
  •  
    التجارب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإسلام يحافظ على الكيان الأُسري
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

العباد من الميلاد إلى الميعاد

العباد من الميلاد إلى الميعاد
خميس النقيب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/3/2013 ميلادي - 21/4/1434 هجري

الزيارات: 10589

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العباد من الميلاد إلى الميعاد


اكتمال الدين، وإتمام النعمة، واختيار الإسلام لخير أمة، حيثيات لبلوغ القمة في الدنيا والآخرة، كيف؟ ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، أفضل صُحبة للإنسان من الميلاد إلى الميعاد هو الإسلام؛ فالإسلام دين عظيم يُهذِّب الأخلاق، ويقوِّم السلوك، ويرفع الهِمم، ويُعلي القيم، ويسمو بأتباعه إلى الأخلاق الحسنة والقيم العالية والآداب الرفيعة! فيُرضون ربهم، يستمدون منه المعيَّة، ويَرجون منه الهداية؛ ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].



إنهم يسيرون على البسيطة لكن ارتبطت قلوبهم بخالقها، فارتقت حتى بلغت عَنان السماء، ويسجدون لله على الأرض، ولكن ارتقت نفوسهم وارتفعت جِباههم حتى لامست السُّحب في الفضاء، فصاروا لا يَهابون أحدًا من البشر، ولا يركنون إلى قوة من قوى الأرض، ولا يقفون عند مغنمٍ من مغانم الدنيا، طريقهم واضح، وهدفهم واضح، وغايتهم إرضاء الله، لا أحد سواه!



إنهم عاشوا - بأخلاقهم - يُرسون العدل في الأرض، ويَبثُّون النور في الحياة، وينشرون الخير في ربوع الدنيا، يَسعدون بتقديم الخير للناس، كل الناس، مؤمنهم وكافرهم، قويّهم وضعيفهم، أبيضهم وأسودهم؛ لأنهم فهموا الآية: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]. وفقِهوا الحديث: ((خير الناس أنفعهم للناس))؛ صحيح، تُظلِّلهم نعمة الإيمان وتُلاحقهم نعمة الإسلام - وكفى بها نعمة - في حياتهم، وعند وفاتهم، وبعد مماتهم؛ بل قبل أن يوجَدوا، وبعد أن يُحاسبوا، كيف؟!


1- قبل الميلاد: الإسلام يأمر المسلم أن يختار لأولاده أمًّا صالحة مُلتزِمة بتعاليمه لتربِّيهم تربية حسنة، وتُنشئهم نشأة صالحة؛ ((تزوَّجوا الودود الولود؛ فإني مباهٍ بكم الأممَ يوم القيامة))؛ صحيح، ((فاظفر بذات الدين تَرِبت يداك))؛ أي: التصقت يداك بالتراب؛ فقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يشكو إليه عقوق ابنه؛ فأحضَر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ابنَه وأنَّبَه على عقوقه لأبيه، فقال الابن: "يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟"، قال: "بلى"، قال: "فما هي يا أمير المؤمنين؟".



قال: "أن يَنتقي أمه، ويُحسِن اسمه، ويُعلِّمه الكتاب - أي: القرآن"، فقال الابن: "يا أمير المؤمنين، إنه لم يفعل شيئًا من ذلك؛ أما أمي، فإنها كانت لمجوسي، وقد سماني جُعَلاً - أي: جعرانًا - ولم يُعلِّمني من الكتاب حرفًا واحدًا"! فالتفت أمير المؤمنين إلى الرجل، وقال له: "أجئتَ إليَّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققتَه قبل أن يَعُقَّك، وأسأت إليه قبل أن يُسيء إليك؟!" وقيل: فقال الولد: "يا أبتِ إنك عققتَني صغيرًا؛ فعققتُك كبيرًا، وأضعتني وليدًا؛ فأضعتُك شيخًا".



2- عند الميلاد: يُستحبّ للوالد ‏أن يؤذِّن في أذن ابنه حين يولَد؛ لما روى عبدالله بن رافع عن أمه أن النبي - صلى الله عليه ‏وسلم - أذَّن في أُذنِ الحسن حين ولدته فاطمة، وعن عمر بن عبدالعزيز أنه كان إذا ولِد له ‏مولود أخذه في خِرْقة فأذَّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى وسماه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن أحبَّ أسمائكم إلى الله عبدالله وعبدالرحمن))، وقالرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كل مولود يُولد على الفطرة، وإنما أبواه يُهوِّدانه أو يُمجِّسانه أو يُنصِّرانه))؛ متفق عليه.



3- عندما يصبح غلامًا: أمره بتعليم أولاده الصلاة ليكتسب الأخلاق الحسنة: ((مُروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر))، ووجَّهه لتعلُّم الرياضة ليُحافظ على صحته؛ "علِّموا أولادكم السباحة والرِّماية وركوب الخيل"، هذا أثر عن عمر - رضي الله عنه - والزواج ليساعده على غضِّ بصره وتحصين فرجه أو الصوم، ففي الصحيحين: ((يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء)).


4- حتى إذا بلغ أشده: وجَّهه الإسلام إلى شكر النعمة مصحوبًا بالعمل الصالح والدعاء للوالدين والذرية؛ ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15]، وبلغ أربعين سنة؛أي: بلَغ الأشدَّ، ووصَل إلى أكمله، وأوزعني:ألهِمني؛ أي: ألهمني شُكر النعم التي أنعمت بها عليَّ وعلى والدي، من النعم الدينية كالإيمان والتوفيق، ومن النعم الدنيوية كالصحة والعافية، والوصاية بالدعاء للوالدين بألا يَغفُل الإنسان عن التفكر في مستقبله بأن يَصرِف عنايته إلى ذريته، كما صرَفها إلى أبويه؛ ليكون له من إحسان ذريته إليه مِثل ما كان منه لأبويه، وإصلاح الذرية يشمَل إلهامهم الدعاء إلى الوالد.



5- عند الكبر: الأب والأم حينما يكبُران ويحتاجان إليك كما احتجتَ إليهما سلفًا، حينئذ ستجد زوجة تصرِفك عنهما بمطالب المنزل التي لا تنتهي قوائمها، واحتياجات الأطفال في بحر متلاطم الأمواج من الملهيات، حتى تأتي لحظة فِراق الريحانتين، حين لا ينفع ندمُ نادم على ما فرَّط في حقهما، فاقرأ أخي القارئ وتدبَّر، واذكر قول رب العالمين: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]، إن الله لما أمر بالدعاء للأبوين وعَد بإجابته على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- لقوله: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم بثَّه في صدور الرجال، وولد صالح يدعو له - بخير عند الكِبَر))، والله - سبحانه - يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقًّا، فإن للابن على أبيه حقًّا؛ فكما قال الله -تعالى-: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ﴾ [العنكبوت: 8]، قال -أيضًا -: ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6]، فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم، ونِعم هذا الهدى، فمن اتبع الهدى فلا يشقى: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه: 123].



6- عند الاحتضار: ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الواقعة: 83 - 87]، هنا يحتاج الإنسان إلى مَن يثبِّته عند السؤال، ويطمئنه على ما خلَّف، ويبشِّره بما هو قادم إليه، مَن له بذلك؟

﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: 30، 31]، وهنا يحتاج إلى التلقين: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لقّنوا موتاكم لا إله إلا الله))؛ رواه مسلم، ثم ينادي بلطف: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30]، أما الكافر فيتعرَّض للضرب والمهانة؛ ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الأنفال: 50].



ثم الغسل والكفن والدفن: ﴿ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴾ [المائدة: 31].


دور الغراب في هذه القصة هو تعليم الإنسان كيف يدفِن موتاه، فلماذا اختاره الله - سبحانه وتعالى - من دون المخلوقات ليكون المعلّم الأول للإنسان؛ أثبتتِ الدراسات العلمية أن الغراب هو أذكى الطيور وأمكرها على الإطلاق، ويُعلّل ذلك بأن الغراب يملِك أكبر حجم لنصفي دماغ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة، الإسلام يوجِّه أتباعه لأن يذكروا محاسن موتاهم.. كيف؟ في سنن أبي داود عن عبدالله بن عمر: ((اذكروا محاسن موتاكم وكفُّوا عن مساوئهم))، وهذا ماعز يطلب من النبي أن يُطهِّره من الزنا بالرجم، فيقول له الرؤوف الرحيم: ((هل تعرف الزنا؟))، قال: أتيتُ من امرأة حرامًا، مِثل ما يأتي الرجل من امرأته حلالاً، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((فما تريد بهذا القول؟))قال: أريد أن تُطهِّرني، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((نعم))، فأمَر به أن يرجَم، فرجم حتى مات، فلما صلَّوا عليه، ودفنوه، مرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على موضعه مع بعض أصحابه، فسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلين من أصحابه، يقول أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستَر الله عليه، ولم تَدْعه نفسه حتى رجِم رجْم الكلاب، فسكت النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار، قد أحرقته الشمس حتى انتفخ وارتفعت رجلاه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((أين فلان وفلان؟)) قالا: نحن ذا يا رسول الله،قال: ((انزلا، فكُلا من جِيفة هذا الحمار))، قالا: يا نبي الله، غفر الله لك، مَن يأكل من هذا؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((ما نِلتما من عِرض أخيكما آنفًا أشد من أكل الميتة، لقد تاب توبة لو قُسِّمت بين أمة لوسِعْتهم، والذي نفسي بيده، إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمِس فيها)).



وورد أنه يوم نام إبراهيم ابن الرسول - عليه الصلاة والسلام - في حِضْن أمِّه مارية، وكان عمره ستة عشر شهرًا والموت يُرفرِف بأجنحته عليه، والرسول - عليه الصلاة والسلام - ينظر إليه ويقول له: ((يا إبراهيم أنا لا أملِك لك من الله شيئًا))، ومات إبراهيم وهو آخر أولاده، فحمله الأب الرحيم ووضعه تحت أطباق التراب، وقال له: ((يا إبراهيم إذا جاءتك الملائكة، فقل لهم: الله ربي، ورسول الله أبي، والإسلام ديني))، فنظر الرسول - عليه الصلاة والسلام - خلفه فسمع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يُنهْنِه بقلب صديع، فقال له: ((ما يُبكيك يا عمر؟))، فقال عمر - رضي الله عنه - يا رسول الله، ابنك لم يبلغ الحُلُم، ولم يجرِ عليه القلم، وليس في حاجة إلى تلقين، فماذا يفعل ابن الخطاب، وقد بلغ الحُلُمَ، وجرى عليه القلمُ، ولا يجد مُلقِّنًا مِثلك يا رسول الله؟!


وإذا بالإجابة تنزل من رب العالمين - جل جلاله - بقوله تعالى ردًّا على سؤال عمر: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].



7- عند القدوم على الله: بينما يُقدم المجرم على ربه هكذا؛ ﴿ إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى [طه: 74]، يكونهذا حال المؤمن: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى} ﴾ [طه: 75].



8- عند العرض: فرْزٌ غير عادي للفريقين، ومراجعةٌ لهما في كل شيء وفي العلن: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾  [الحاقة: 18]، ((إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، أي رب، حتى إذا قرَّره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلَك، قال: سترتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفِرها لك اليوم، فيُعطى كتابَ حسناته، وأما الكافر والمنافقون، فيقول الأشهاد: ﴿ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18]))؛ البخاري.



9- عند ظهور النتيجة: المؤمن فَرِح وسَرور: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴾ [الحاقة: 19، 20]، والمشرِك تَرِح وشرور: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴾ [الحاقة: 25 - 29].



10- المصير: المؤمن مصيره وسبب فوزه: ﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 21 - 23]، لماذا؟ ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24]، والكافر: مصيره وسبب هلاكه ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ﴾ [الحاقة: 30 - 32]، لماذا؟ ﴿ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴾ [الحاقة: 33 - 37].



11- الخلود: حفاوة وتَهانٍ وخلود في جنات عدن؛ ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23، 24].



اللهم ارزقنا هدايتك، وامنحنا جنَّتَك، ووفِّقنا لصحبة نبيك والنظر إلى وجهك الكريم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإسلام دين الفطرة

مختارات من الشبكة

  • العباد من الميلاد إلى الميعاد(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • شرح حديث: ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • ميلاده ميلاد أمة سعدت بميلادها الأمم(مقالة - ملفات خاصة)
  • قبل ميلاد سيد العباد(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • احذر يا عبد الله من حقوق العباد فإن لها من الله طالبا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة هدية ابن العماد لعباد العباد ( نسخة أخرى )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • من حسن أخلاق العباد احترام الوقت والميعاد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الميلاد الجديد: التوبة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أولادنا من الميلاد إلى ست سنوات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • نبي الأمة من الميلاد إلى البعثة(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 28/12/1446هـ - الساعة: 15:32
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب