• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

آيات الشهادة والفريضة الغائبة

د. فارس العزاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/2/2010 ميلادي - 3/3/1431 هجري

الزيارات: 50973

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آيات الشهادة والفريضة الغائبة


قد يُحيط الغموض والتَّعقيد والإشْكال حول هذا العنوان لأوَّل وهلة لدى قارئِه؛ بسبَب الإجْمال وعدم الوضوح؛ لكثرة المعاني التي يدلُّ عليها دون تحديد، ولكن أظنُّ أنَّ التمعُّن فيه، وإعادة النَّظر قد يُزيل هذا الإشكال، ويساعد على توضيحه، وبلا شكٍّ يزْداد هذا الوضوح عند معرفة مفاصِله ومحاوره، وجلاء غاياته ومقاصده.

 

يَدور عنوان هذا المقال حوْل مصطَلَحين متداوَلَين في النصوص الشرعيَّة وفي غيرها، أمَّا المصطلح الأوَّل وهو (الشهادة)، فإنَّ مضمونه قد جاء صريحًا في كتاب الله تعالى في آياتٍ متعدِّدة، ولكن اختلفتْ فيها المعاني؛ بسبب اللَّفظ تارة، وبسبب النَّصِّ وسياقه تارة أخرى، ويَنبغي تجْلِيَة هذه المعاني من خلال سَوْق هذه الآيات أو بعضها؛ حتَّى نَستطيعَ أن نتعرَّف على مقصود مصطلحِنا في هذا المقام، ويُمْكِنُنا أن نحصُر هذه الآيات في ثلاثة معانٍ:

الأوَّل: الإقرار بالشَّيء عن عِلمٍ به واعتِقادٍ لصحَّته وثبوته[1]، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]، وقوله: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]، وقوله تعالى: ﴿ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 181]، وقوله: ﴿ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ ﴾ [البقرة: 282]، وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾ [النساء: 135]، وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ﴾ [المائدة: 8]، وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ﴾ [النور: 40]، وغيرها.

 

الثَّاني: الشهيد: المقتول في قتال الكفَّار، وقد عرَّفه العلماء بأنَّه: "كلُّ مسْلمٍ طاهرٍ بالِغٍ، قُتِل ظلمًا وَلَم يَجِب بقتله مالٌ ولَم يرتثَّ - أي: حُمِلَ مِن المعركة رثيثًا؛ أي: جريحًا وبه رمق - والشهيد: القَتيل في سبيل الله"[2].

 

وقد جاء ذلك المعنى في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 154]، وقوله: ﴿ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ﴾ [آل عمران: 140]، وقوله: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169]، وقوله: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]، وغيرها.

 

الثَّالث: الشهادة على الخلْق والأمم يوم القيامة، في قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143]، وقوله: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]، وقوله: ﴿ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ ﴾ [النحل: 89]، وقوله: ﴿ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ﴾ [الحج: 78].

 

أمَّا المصطلح الثاني، فهو (فريضة) والمراد به ما أَمَرَ به الشَّارع على وجْه الإلزام، وحكمُه - كما يقول الأصوليون -: يُثاب فاعله امتِثالًا، ويستحقُّ العقابَ تاركُه، ويبحثُه العلماء في إطار الفرض والواجب في مبحث الحكْم الشَّرعي.

 

وقد جاء هذا اللَّفظ صريحًا في كتاب الله في قوله تعالى: ﴿ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 11]، وقوله: ﴿ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 24]، وقوله: ﴿ سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا ﴾ [النور: 1] - ليدلَّ على هذا المعنى.

 

أمَّا لفظ (الفريضة الغائبة)، فقد استعمله بعضُ المعاصرين ليستدلَّ به على غياب فريضةٍ من الفرائض الَّتي أوْجبَها اللهُ على عباده، وهي فريضة الجهاد، ولا شكَّ أنَّ النصوص القرآنيَّة والنبويَّة قد دلَّت صراحة على وجوب الجهاد على الأمَّة، سواء كان وجوبًا عينيًّا أم وجوبًا كفائيًّا، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾ [الأنفال: 39]، وقوله: ﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ﴾ [التوبة: 5]، وقوله صلَّى الله عليْه وسلَّم: ((إذا تبايعْتُم بالعينة، وأخذتُم أذناب البقر، ورضيتُم بالزَّرع، وتركتُم الجهاد - سلَّط اللهُ عليْكُم ذلًّا لا ينزعُه عنكم حتَّى ترجعوا إلى دينكم))[3].

 

ولكن وإن كان الجهاد واجبًا على الأمَّة، فإنَّه إنَّما وَجَبَ عليها من باب وجوب الوسائل لا وجوب المقاصد، ويصح عندئذٍ التَّأكيد على أنَّه الفريضة الغائبة، وأنَّ الأمَّة مرتبطة به ارتباطَها بالمقاصد يُعتبر خللًا في المنهجيَّة وتفويتًا لأولويَّات الشَّريعة في تحقيق مقاصدها - وأعظمها ولا شك: تعبيدُ النَّاس لربِّ العالمين، وتَحقيق التَّوحيد ونبذ الشِّرك، وتبليغ رسالة الإسْلام إلى النَّاس كافَّة - وإدْخالًا للأمَّة في الانحراف والزَّيغ عن الحقِّ والهدى، وجلبًا للمفاسِد والمهالك الَّتي أدركتْها الأمَّة خلال سنوات مضتْ.

 

وفي هذا المعنى يقول الخطيب الشربيني: "وجوب الجهاد وجوبُ الوسائل لا المقاصد؛ إذ المقصود بالقتال إنَّما هو الهداية وما سواها من الشهادة، وأمَّا قتْل الكفَّار فليْس بِمقصود، حتَّى لو أمكن الهداية بإقامة الدَّليل بغير جهاد، كان أوْلى من الجهاد"[4].

 

وإذا كان الأمر كذلك، فما الَّذي نقصدِه بآيات الشهادة؟ وما هي الفريضة الغائبة؟

لقد تقدَّم معَنَا أنَّ لفظ الشهادة يدور حول ثلاثة معانٍ، والمعنى المقْصود هُنا هو الشهادة على الخلْق والأُمم يوم القيامة، إنَّه الوصف الَّذي خصَّت به هذه الأمَّة دون غيرها من الأُمَم، فيحْمل في طيَّاته تشريفًا وتكليفًا في الدنيا والآخرة، وإذا كانت الأمَّة في إطار التَّكليف بالشهادة على الأُمم يوم القيامة كما دلَّت عليه النُّصوص المتقدِّمة؛ كقوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ﴾ [البقرة: 143]، وقوله: ﴿ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ﴾ [الحج: 78]، فإنَّ عليْها أن تكون حاملة أمانة التَّكليف في الدنيا، وهذا إنَّما يكون بتبْليغ شرْع الله ودينه إلى النَّاس كافَّة، وإقامة الحجَّة على الخلْق، ونشْر التَّوحيد ونبْذ الشرك، وإدخال النَّاس في دين الله أفواجًا، وهذا هو الذي نَعنيه بمصطلح (الفريضة الغائبة).

 

إنه يمثِّل الدَّعوة إلى الله، ونشْر دينه في النَّاس كافَّة، وتحقيق صفة وخصِّيصة من خصائص هذه الأمَّة، وهي العالمية، هذا الوصْف الذي يكاد أن يكون من الأبعاد الغائبة عن الأمَّة عمومًا، وعن كثيرٍ من الحركات والجماعات الإسلاميَّة التي أخذتْ على عاتقِها تبليغَ الإسلام والدَّعوةَ إليه بكافَّة اتِّجاهاتها الفكريَّة والمنهجيَّة، حتَّى كادت أن تكون هذه الحركات مكبَّلة بالمكان، وأضحَت تُوصف بالإقليميَّة وليس بالعالميَّة، وانشغلتْ عن تَحقيق الهدف الأسْمى الذي يرتكِز عليه شهودها يوم القيامة، فكيف ستشْهد الأمَّة وهي لَم تحمل هذه الأمانة وتبلِّغها للنَّاس؟! وكيف سيكون جوابُها للرَّسول صلَّى الله عليْه وسلَّم، الَّذي سيكون شهيدًا عليْها يوم القيامة: ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]؟!

 

إنَّنا إزاء فريضة غائبة عن الأمَّة، وغيابُها دليلٌ على تراجُع الأمَّة عن نَهجِها وسبيلها في هذا المجال، وإذا كنَّا نؤكِّد على أهمِّيَّة الدَّعوة وأصولها وفروعها وندرِّسها طلَّابنا، فإنَّنا في واقع الأمر نحْصرها في البلاد الإسلاميَّة دون غيرها، بل الأمْر يتجاوز ذلك ليكون محصورًا في إطار قُطري، وأصبحنا نسمع شعاراتٍ هنا وهناك على المستوى الرَّسمي والشَّعبي تُنادي بالوطنيَّة والقُطريَّة، وخَمد ذلك الصَّوت الشَّجيُّ الَّذي يشدو ويقول:

أَنَا عَالَمِيٌّ لَيْسَ لِي
أَرْضٌ أُسَمِّيهَا بِلادِي
وَطَنِي هُنَا أَوْ قُلْ هُنَا
لِكَ حَيْثُ يَبْعَثُهَا المُنَادِي

 

وإذا كانت هناك نشاطات وأعْمال دعويَّة فإنَّها لا ترقى إلى مستوى الهدَف المنشود؛ لأنَّها جهود فرديَّة، والهدف المقصود إنَّما يتأتَّى بجهود جماعةٍ تتوافر عليْها كلُّ مقدَّرات الأمَّة وإمكانيَّاتها وجهودها، إنَّنا بحاجة ماسَّة اليوم إلى تلمُّس هدْي السَّلف في إقامة هذا الواجب الشَّرعي، ونظرة في نصوص الشَّريعة تظهر لنا حقيقة ذلك، فالله وصفَ هذه الأمَّة بوصفين عظيمين ينبغي استِحْضارُهُما عند كلِّ مسلم؛ لأنَّ الله رَبَطَ الخيريَّةَ بهما، وإذا تخلَّف أحدُهُما تخلَّف الحكم؛ فالحكم يدور مع علَّته وجودًا وعدمًا، فإذا كانت الخيريَّة مرتبطة بهذَين الوصفَين، فإنَّ غياب أحدِهما - فضلًا عن الاثنين - معناه غياب الخيريَّة.

 

قال تعالى واصفًا هذه الأمَّة: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]، إنَّ الله لمَّا أنزل القرآن إنَّما أنزله بلُغة العرب، ولَم يكن الغرض منه أن يكون محصورًا في إطار مكان التَّنزيل وهو الجزيرة العربية، وإنَّما كان الهدف الانطِلاق به إلى كافَّة بقاع الأرض؛ قال تعالى: ﴿ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ﴾ [الأنعام: 19]، فاللهُ أخرج هذه الأمَّة لتكون في إطار دفْع إلهيٍّ، وعلاقتها بقُرآنها ورسالتها علاقة تكْليف وتَبَنٍّ وإيمان وطاعة وتبليغ، لا علاقة إنشاء وتوليد مِن ذواتِهم، قد خرجوا ليحقِّقوا مهمَّتين: الدَّعوة إلى الإيمان بالله، والأمْر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، كما دلَّت عليه الآية المتقدِّمة في سورة آل عمران[5].

 

إنَّنا بحاجةٍ اليوم إلى أن نُعيد النَّظر في أولويَّاتنا ومناهجنا، ولا أقصِد بالمنهج هنا الأُصول والقواعد الشَّرعية؛ فهذه ثابتة وراسخة، وإنَّما أقصد به الطَّريق الَّذي يَسلكه الدُّعاة إلى الله، ونَجعل من مقاصدنا تبليغ هذا الدِّين للنَّاس كافَّة، وإذا كان الله قد وجَّه الأمر إلى نبيِّه صلَّى الله عليْه وسلَّم: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ﴾ [المائدة: 67]؛ للاستِمْرار بتبْليغ هذا الدِّين، فإنَّ الأمَّة حاملة الأمانة بعد رسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم عليْها واجب التَّبليغ؛ لأنَّها وارثة هذه الأمانة.

 

وفي ثنايا الآية الكريمة المتقدِّمة تَحذيرٌ للأمَّة من عواقب عجْزها وتقْصيرها عن أداء هذه الأمانة، ويكون وصْفها بأنَّها لم تبلغ الرِّسالة، وهذا يستلزم معرفة مقْتضيات الدَّعوة وأهْدافها ومحاورها، ومجال عملها الَّذي يمثِّل الأمم كافَّة؛ لأنَّ هذه الأمَّة أمَّة رسالة عالميَّة، ولا يُمكن أن يتحقَّق هذا الوصف إلَّا إذا قامت بتأْدية أمانتها إلى النَّاس؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾ [الأعراف: 158]، وقوله صلَّى الله عليْه وسلَّم: ((وكان النَّبيُّ يُبعثُ إلى قومه خاصَّة، وبُعثتُ إلى النَّاس عامَّة))[6]، فكيف يُمكن جعْل الرّسالة عالميَّة والأمَّة منشغِلة بشؤونِها الدَّاخليَّة وصراعاتها الهامشيَّة في كلا مجاليْها الفكْري والعملي؟! وإذا أردْنا أن نحسن الظَّنَّ بحركاتنا الإسلاميَّة - ومنْها ولا شكَّ حاملة منهج السَّلف في الدَّعوة إلى الله - ونقول: إنَّها حركات داعية إلى الله تعالى وتبلغ شرعه، لكن حسن الظَّنِّ لا يغني عن النَّظر إلى حقيقة الأمر، وهي أنَّ الأمَّة مقصِّرة في هذا الواجب؛ لأنَّ الكفاية في تبليغه لم تتحقَّق، هذا على القول: إنَّ الدَّعوة إلى الله فرض كفاية، أمَّا على القول: إنَّها فرضُ عَيْن، فمِن باب أولى.

 

فينبغي أن تُعيد النخبة الفكريَّة في هذه الأمَّة - وأقصد علماءها ومفكّريها - النَّظرَ في واجباتها، وأن تجعل في برامجها مساحة واسعة لتبليغ هذه الدَّعوة إلى الأمم جميعًا، فلا وجْه لوصف رسالة هذه الأمَّة بكونِها عالمية وهي منغلقة على نفسها، قاصرة على إقليمها، قابعة في حدودها، منشغِلة بنفسها.

 

إنَّ عليها أن تجعل هذا الواجب في سلَّم أولويَّاتها، ولا يلزم أن تتَّخذ نفس الوسائل التي اتَّبعها أسلافنا رحمهم الله تعالى، بل الأمَّة مطالبة باتِّخاذ كلّ الوسائل الممْكنة المنضبِطة بالشَّرع من أجْل تأدِية هذا الواجب، ولا شكَّ أنَّ الأمر جلل وليس هيِّنًا، فعليْنا على الأقلِّ أن نقدِّم بين يدَي اللهِ الحجَّةَ والبرهانَ يوم القيامة على أنَّنا قُمْنا بواجبنا، وبلَّغنا هذا الدين إلى الأمم جميعًا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 164].

 

وإذا أردنا في واقع الأمر أن نعقِد مقارنة بين حال السَّلف وبين غيرهم، فإنَّنا نجد "بونًا شاسعًا بين فهْم الصَّدر الأوَّل لطبيعة الرّسالة وخصائص الخطاب، وبين فهْم مَن جاء بعدهم، وحين نطْوي فترات الزَّمن لنصِل إلى عصرِنا هذا يبدو لنا واضحًا ضَعفُ هذا الخطاب، وعجْزُه عن الإقناع والتَّفسير، وإثارةِ الاهتمام[7]، ويظهر هذا جليًّا في نموذج من النَّماذج الَّتي قدَّمها أسلافُنا، إنَّه خطاب المغيرة بن شعبة ورِبْعي بن عامر لقادة الفُرس، كما نقله الحافظ ابنُ كثير في "البداية والنهاية" بقوله: "لمَّا تواجه الجيْشان بَعَث رستم إلى سعْد: أن يَبعث إليْه برجُل عاقِل عالِم بما أسألُه عنه، فبَعَث إليه المُغيرة بن شعبة رضِي الله عنه، فلمَّا قدم عليْه جعل رستم يقول له: إنَّكم جيرانُنا، وكنَّا نُحسِن إليْكم ونكفُّ الأذى عنكم، فارجِعوا إلى بلادِكم ولا نَمنع تِجارتكم من الدُّخول إلى بلادنا، فقال له المغيرةُ: إنَّا ليس طلبُنا الدنيا، وإنَّما همُّنا وطلبُنا الآخرة، وقد بَعَث اللهُ إلينا رسولًا، قال له: إني قد سلطتُ هذه الطَّائفة على من لَم   يدِن بديني، فأنا منتقم بهم منهم، وأجعل لهم الغَلَبة ما داموا مقرِّين به، وهو دين الحق، لا يرغب عنه أحدٌ إلَّا ذلَّ، ولا يعتصم به إلَّا عزَّ، فقال له رستم: فما هو؟ فقال: أمَّا عمودُه الَّذي لا يَصلح شيءٌ منْه إلَّا به، فشهادة أن لا إله إلَّا الله وأنَّ محمَّدًا رسول الله، والإقْرار بما جاء من عند الله، فقال: ما أحسَنَ هذا! وأي شيء أيضًا؟ قال: وإخراج العباد من عبادة العِباد إلى عبادة الله، قال: وحسَن أيضًا، وأيُّ شيء أيضًا؟ قال: والناس بنو آدمَ وحوَّاء، فهم إخوة لأب وأم، وقال: وحسَن أيضًا، ثمَّ قال رستم: أرأيتَ إنْ دخلْنا في دينكم أترجِعون عن بلادنا؟ قال: إي والله، ثمَّ لا نَقْرَب بلادَكم إلَّا في تجارة أو حاجة، قال: وحسن أيضًا، قال: ولمَّا خرج المغيرة مِن عنده ذكر رستم رؤساء قومِه في الإسلام، فأنِفوا ذلك، وأبَوْا أن يدخلوا فيه - قبَّحهم الله وأخْزاهم، وقد فعل.

 

قالوا: ثمَّ بَعَث إليه سعدٌ رسولًا آخَر بطلبه، وهو ربعيُّ بن عامر، فدخَلَ عليْه وقد زيَّنوا مجلسَه بالنَّمارق المذهبة، والزَّرابيِّ الحرير، وأظْهر اليواقيت، واللآلئ الثَّمينة والزينة العظيمة، وعليْه تاجه وغير ذلك من الأمتِعة الثَّمينة، وقد جلس على سريرٍ من ذهب، ودخل ربعي بثِياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولَم يزَل راكبَها حتَّى داس بها على طرف البساط، ثمَّ نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليْه سلاحه ودرعه وبيضتُه على رأسه، فقالوا له: ضع سلاحك، فقال: إنِّي لم آتِكُم، وإنَّما جئتُكم حين دعوتُموني، فإن تركْتُموني هكذا وإلَّا رجعتُ.

 

فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكَّأ على رمْحِه فوق النَّمارق فخرق عامَّتها، فقالوا له: ما جاء بكم؟ فقال: اللهُ ابتَعَثنا لنُخْرِج مَن شاء مِن عبادة العباد إلى عبادة الله، ومِن ضِيق الدنيا إلى سعتها، ومِن جوْر الأدْيان إلى عدْل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقِه لندعوهم إليه، فمَن قبِل ذلك قبِلْنا منه ورجعنا عنْه، ومَن أبَى قاتلناه أبدًا حتَّى نفضي إلى موعود الله، قالوا: وما موعود الله؟ قال: الجنَّة لِمَن مات على قتال مَن أبَى، والظَّفر لِمَن بقِي، فقال رستُم: قد سمِعْتُ مقالتَكم، فهل لكم أن تُؤَخِّروا هذا الأمر حتَّى ننظُر فيه وتنظروا؟ ..."[8].

 

فهذا الخطاب دليلٌ على أنَّ القوم كانوا يُدركون طبيعة هذه الرسالة وخواصَّها، وسائر محدَّداتها، وفي ذات الوقْت يُظهِر الخطابُ متانةً ورصانة ووحْدة في القضيَّة، واتفاقًا بين حمَلَتِه على تقْديم ما حقُّه التَّقديم، وتأْخير ما حقُّه التَّأخير، المبني على فهم لطبيعة المنهج، وإدراكٍ للمقاصد الشَّرعيَّة التي تربَّوا عليها رضِي الله عنهم وأرضاهم[9].

 

إنَّ الدَّعوة إلى الله تعالى قد أخذتْ حقَّها من التدرُّج والترْتيب والأولويَّات في التَّشريع، فكان حقَّها أن تدُور في دوائر ثلاث، لا بدَّ من تحقُّقها في هذه الأمَّة الحاملة لأمانة التَّبليغ، والموْصوفة بوصْف الشهادة:

الأولى: حمْل النَّفس على الهدى والعمل الصَّالح، وهذا ظاهر في كثيرٍ من النصوص الشرعيَّة؛ قال تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، وقوله تعالى: ﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾ [المدثر: 3]، وقوله: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8].

 

الثانية: دعوة ذوي القُربى، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214].

 

الثالثة: دعوة الناس كافَّة، وهذا قد توافرتْ فيه نصوص كثيرة في الكتاب والسُّنَّة، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94]، وقوله: ﴿ قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾ [المدثر: 2]، وقوله: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108]، وقوله صلَّى الله عليْه وسلَّم لمعاذ: ((إنَّك ستأتي قومًا أهلَ كِتابٍ فإذا جئتَهم فادْعُهم إلى أن يشهدوا أن لا إلهَ إلَّا الله وأنَّ محمَّدًا رسول الله ...))[10].

 

إنَّ استِحْقاق وصف الشهادة لهذه الأمَّة يمثِّل - كما قلنا - مقامَ تكليف بالنسبة لها، وهذا المقام يستلزم تحقيق مناطه، وهو إقامة الشَّرع في النَّفس وفي الآخَرين[11]، وهذا ظاهرٌ في قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143]، وقوله تعالى: ﴿ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 78]، فلوازم هذا المقام تتمثَّل فيما يلي:

• إقامة التَّوحيد، فهذه الأمَّة أمَّة توحيدٍ ونبْذٍ للشِّرْك؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، وقوله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256]، وقوله صلَّى الله عليْه وسلَّم: ((فادْعُهم إلى أن يَشهدوا أن لا إلهَ إلَّا الله وأنَّ محمَّدًا رسول الله...)).

 

• الالتزام بالعمل الصَّالح، وهذا يتمثَّل بإقامة الشَّعائر التعبديَّة، من الصَّلاة والزَّكاة وغيرها، كما دلَّت عليه آية الحج؛ لأنَّه يمثِّل إقامة حكْم الشَّرع على النَّفس، واستِعانة بها على مهامِّ التَّبليغ؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 45]، وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].

 

• الاتِّصاف بالوسطيَّة والعدالة كما هو منطوق آية البقرة، فوصف الأمَّة بالوسطيَّة إنَّما بسبب كونهم وسطًا في كلِّ أبواب الدِّين، وبسبب عدالتِهم وحكمهم بالقسْط، وجعل حكمهم على بقيَّة الأمم في اليوم الآخر يستلزم أن تكون الأمَّة بعيدةً عن التُّهَم المانعة مِن الحُكْم بالعدْل والقسط؛ لأنَّها الأمَّة المصلحة، فتكون صالحة في نفسِها ومصْلِحة لغيرها.

 

فعليْنا إذًا أمانة عظيمة تَحتاج منَّا إلى توفُّر كلِّ الجهود والإمكانيَّات والقدرات من أجل تأْديتها، وإذا أردْنا في واقع الأمر أن نكون كذلك فلنُجِب على سؤال واحد، وهو:

أين نحنُ مِن فهم السَّلف ومنهجهم وقد عرفنا خطابهم؟ وهل نحن مستحقُّون للخيريَّة التي وصفوا بها؟

 

أظنُّ أنَّ الإجابة الصَّحيحة عن هذا التَّساؤُل تجعلُنا في المسار الصَّحيح، إذا كنَّا عازمين على تحقيق الهداية ونشْر هذا الدين العظيم، وإعلاء كلمة الله في الآفاق؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾ [النور: 54]، وقال: ﴿ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 137]، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آلِه وصحْبِه وسلَّم.



[1] انظر: فتح المجيد، عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، ص51، وقرَّة عيون الموحِّدين، له أيضًا، ص13، أنيس الفقهاء، قاسم القونوي، ص235.

[2] أنيس الفقهاء، قاسم القونوي، ص123 - 124.

[3] أخرجه أبو داود، رقم 3462، باب في النهي عن العينة، كتاب الإجارة.

[4] مغني المحتاج، الخطيب الشربيني: ج4 ص210.

[5] أبعاد غائبة عن فكر ومُمارسات الحركات الإسلاميَّة المعاصرة، أ. د/ طه جابر العلواني، ص23.

[6] أخرجه البخاري، رقم 328، كتاب التيمم.

[7] أبعاد غائبة، ص10.

[8] البداية والنهاية، ابن كثير: ج 7 ص 47 - 48.

[9] أبعاد غائبة، ص 10.

[10] أخرجه البخاري، رقم 1425، باب أخذ الصدقة من الأغنياء وتردُّ في الفقراء حيث كانوا، كتاب الزكاة.

[11] الأبعاد السياسية لمفهوم الأمن في الإسلام، د. مصطفى محمود منجود، ص 17.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أمة البشارة برسول الإسلام.. إعدادها القيادي والحضاري
  • العلاقة بين ميدان الشهادة وميدان الغيب
  • الشهادة في سبيل الله
  • فضل الشهادة في سبيل الله
  • متى ستنتقل من الشهادة إلى الشهود؟

مختارات من الشبكة

  • زبدة الأحكام من آيات الأحكام: تفسير آيات الأحكام (2) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عدد آيات سورة الفاتحة وكلماتها وحروفها(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أهم ما ترشد إليه الآية الكريمة: آيات مختارة من سورة الفاتحة والبقرة وآل عمران (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرياح آية من آيات الله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الماء آية من آيات الله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عشر آيات كونية من الآيات القرآنية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عدد آيات الفاتحة، وهل البسملة آية منها؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات حول آية: تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آيتان من آيات الله: الخسوف والكسوف (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
حامد - السعودية 20-02-2010 02:14 PM
يا أمة لم تدر من قبل ما شكل السلاح
لا تبحثي في الأرض عن عمر ولا تبكي صلاح
ما دمت لا يعنيك أن تغتال حي على الفلاح
جزاكم الله خيراً ووفقكم .
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب