مفاتيح الفرج

﴿ إنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 6]

مفاتيح الفرج

المفتاح الأول: الله الله ربي لا أشرك به شيئًا:

عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أُعلِّمُكِ كلماتٍ تقولينهن عند الكرب أو في الكرب؟ الله الله ربي لا أشرك به شيئًا))؛ رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه [وصحَّحَه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1824].

المفتاح الثاني: اللهُمَّ إني عبدك ابن عبدك ابن أَمَتِك ناصيتي بيدك:

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ما قال عبْدٌ قَطُّ إذا أصابه هَمٌّ أو حزنٌ: اللهُمَّ إنِّي عبدُك ابن عبْدِك ابن أَمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حُكْمُك، عَدْلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سمَّيْتَ به نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابك، أو عَلَّمْتَه أحدًا من خَلْقِك أو استأثرت به في عِلْم الغيبِ عندك، أن تجْعَل القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدْري، وجِلاء حزني، وذَهاب همِّي؛ إلَّا أذهب الله عز وجل همَّه، وأبدلَه مكانَ حزنِه فرحًا))، قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلَّم هؤلاء الكلمات؟ قال: ((أجل، ينبغي لمن سمعهُنَّ أنْ يتعلمَهُنَّ))؛رواه أحمد والحاكم والطبراني [وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1822].

المفتاح الثالث: اللهم رحمتك أرجو فلا تَكِلْني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت:

عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعوات المكروب: اللهُمَّ رحمتك أرجو، فلا تَكِلْني إلى نفسي طرفة عين، وأصْلِح لي شأني كُلَّه، لا إلهَ إلَّا أنْتَ))؛رواه الطبراني وابن حِبَّان [وحسَّنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1823].

المفتاح الرابع: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

عن أُبَيِّ بن كعب قال: قلت: يا رسول، إني أُكثِر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ((ما شئتَ))، قلتُ: الرُّبع؟ قال: ((ما شئتَ، فإن زِدْتَ فهو خيرٌ لك))، قلتُ: النِّصْف؟ قال: ((ما شئتَ، فإن زِدْتَ فهو خير لك))، قلت: فالثلثين؟ قال: ((ما شئت فإنْ زِدْتَ فهو خير لك))، قلت: اجعل لك صلاتي كلها؟ قال: ((إذَنْ تُكْفَى هَمَّكَ ويُغْفَر ذَنْبُكَ))؛ رواه أحمد والحاكم والترمذي، وفي رواية للطبراني: ((إذًا يكفيك الله ما همَّك من أمر دُنْياك وآخرتك))، [وقال الألباني: حسن صحيح في صحيح الترغيب والترهيب 1670].

المفتاحالخامس: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض رب العرش الكريم.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب: ((لا إله إلَّا الله العظيم الحليم، لا إله إلَّا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض رب العرش الكريم))؛ متفق عليه ]البخاري 6990، مسلم 2730].

المفتاح السادس: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين:

عن سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه، قال: قال صلى الله عليه سلم:((دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]، فإنه لم يَدْعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قَطُّ إلَّا استجابَ اللهُ له))؛رواه الترمذي [وصحَّحَه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1644].

المفتاح السابع: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث:
عن أنس رضي الله عنه، قال عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنه كان إذا كربه أمر قال: ((يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث))؛ [رواه الترمذي، وصحَّحَه الألباني في صحيح الترمذي 2796].

المفتاح الثامن: اللهم إنِّي أعوذ بك من الهَمِّ والحزن والعجز والكسل:

عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه سلم يقول: ((اللهُمَّ إنِّي أعوذ بك من الهَمِّ والحزن والعجز والكسل والجُبْن والبخل، وضَلَعِ الدَّين وغَلَبة الرجال))؛ رواه البخاري ]البخاري 6008].

المفتاح التاسع: حسبنا الله ونِعْم الوكيل:

قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ﴾ [آل عمران: 173- 174].

المفتاح العاشر: لا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم:

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ قال: بلى يا رسول الله، فداك أبي وأمي، قال: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله))؛ متفق عليه [البخاري 4205، مسلم 2704].

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى باب مِنْ أبواب الْجَنَّةِ؟))، قال: وما هو؟ قال: ((لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله))؛ رواه أحمد والطبراني [وقال الألباني: صحيح لغيره في صحيح الترغيب والترهيب 1581].

المفتاح الحادي عشر:كثرة الاستغفار:

قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10- 12]، وقال: ﴿ وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52].

المفتاح الثاني عشر: اسم الله الأعظم:

سمع النبي صلى الله عليه سلم رجلًا يقول في التشهُّد: اللهُمَّ إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنَّان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، ياحيُّ ياقيوم، إنِّي أسألُك الجنة، وأعوذُ بِكَ من النار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((تَدْرُون بما دعا؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:((والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئِلَ به أعطى))؛ رواه الترمذي والحاكم في المستدرك (1 /504)، وصحَّحَه ووافقه الذهبي.

المفتاح الثالث عشر: سورة الفاتحة:
فيها سِرٌّ عجيبٌ وهي الكافية والشافية وهي رقية؛ عن أبي سعيد الخُدْري أنَّ ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر، فمَرُّوا بحيٍّ من أحياء العرب، فاستضافوهم فلم يضيِّفوهم، فقالوا لهم: هل فيكم راقٍ؛ فإنَّ سيِّد الحي لديغ- أو مصاب- فقال رجل منهم: نعم، فأتاه فَرَقاه بفاتحة الكتاب، فبرأ الرجل، فأُعْطِي قطيعًا من غنم، فأبى أن يقبلها، وقال: حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال: يا رسول الله، والله ما رقيت إلَّا بفاتحة الكِتاب، فتَبَسَّم وقال: ((وما أدْراكَ أنَّها رُقية))، ثم قال: ((خذوا منهم، واضربوا لي بسَهْمٍ معكم))؛ متفق عليه [البخاري: 5504، مسلم 2201].

أخيرًا: اعلم أن الله عز وجَلَّ لا يبتلي العبد إلا إذا أحبَّه، وإن الله لا يبتليك ليعذبك؛ وإنما ليُطهِّرك ويُقرِّبك، ليرى مدى صبرك واحتسابك، فإنْ صبرت رفع منزلتك، وغفر ذنبك، وكنت من الفائزين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ))، وقال ابن القيم رحمه الله: ((فإنَّ طبيعة الحياة الدنيا الهموم والغموم التي تُصيب الإنسان فيها، فهي دار الأدواء والشِّدَّة والضَّنْك؛ ولهذا كان مما تميَّزت به الجنة عن الدنيا أنه ليس فيها هَمٌّ أو غَمٌّ))، فإنَّ الحياة بطبيعتها لا تخلو أبدًا من الهموم والكروب والشدة... والعاقل هو مَنْ يعرِف أنَّها جُبِلت على ذلك، وأنَّه لا راحة إلَّا في الجنة، كذلك عليه أن يُكثِر من المفاتيح السابقة، ويجعلها وِرْدًا له يوميًّا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سَرَّه أنْ يستجيبَ اللهُ له عند الشدائد والكرب، فليُكْثِر الدُّعاء في الرخاء)).

يا صاحَبَ الهَمِّ إنَّ الهَمَّ مُنْفرِجٌ أبْشِر بخيرٍ فإنَّ الفارجَ اللهُ اليأسُ يقطَعُ أحْيانًا بصاحبِه لا تيأسَنَّ فإنَّ الكافي اللهُ إذا بُليت فثِقْ باللهِ وارْضَ به فإنَّ الذي يكشف البَلْوى هو اللهُ الله يُحدِث بعد العُسْر مَيْسرةً لا تجزعَنَّ فإنَّ الصانِعَ اللهُ والله ما لَكَ غير الله من أحدٍ فحسبُك الله في كُلٍّ لكَ اللهُ

المفتاح الرابع عشر: يا ارحم الرحمين ارحمنا. قال تعالى ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ﴾ [سورة الأنبياء: 83-84].

المفتاح الخامس عشر: التسبيح المستمر وكثرة السجود. قال تعالى ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾ [سورة الحجر: 97-98].

المفتاح السادس عشر: سورة الفاتحة.فيها سر عجيب و هي الكافية و الشافية و هي رقية.

عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم فقالوا لهم هل فيكم راق فإن سيد الحي لديغ أو مصاب فقال رجل منهم نعم فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل فأعطي قطيعا من غنم فأبى أن يقبلها وقال حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال يا رسول الله والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب فتبسم وقال: (وما أدراك أنها رقية ثم قال خذوا منهم واضربوا لي بسهم معكم) متفق عليه [البخاري: 5504، مسلم 2201].

اخيراً: اعلم أن الله عزوجل لا يبتلي الله العبد إلا إذا أحبه ، وليرى مدى صبرك واحتسابك، فإن صبرت رفع منزلتك، وغفر ذنبك ، وكنت من الفائزين قال النبي صلى الله عليه وسلم (وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ) وقال ابن القيم رحمه الله: (فان طبيعة الحياة الدنيا الهموم والغموم) والعاقل هو من يعرف انها جبلت على ذلك وانه لا راحة الا في الجنة ، كذلك عليه ان يكثر من المفاتيح السابقة ويجعلها ورد له يوميا فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (من سره ان يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء).

يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير فان الفارج الله اليأس يقطع احيانا بصاحبه لا تيأسن فإن الكافي الله إذا بليت فثق بالله وارض به فإن الذي يكشف البلوى هو الله الله يحدث بعد العسر ميسرة لا تجزعن فإن الصانع الله