• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تنمية المهارات
علامة باركود

طرق علاج ازدواجية السلوك من منظور التربية الإسلامية

طرق علاج ازدواجية السلوك من منظور التربية الإسلامية
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/2/2016 ميلادي - 23/4/1437 هجري

الزيارات: 9758

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طرق علاج ازدواجية السلوك من منظور التربية الإسلامية

 

من خلال ما سبق ذكره حول أهمية قيام المربين والمسؤولين في مختلف الجهات المعنية والمختصة في الأمة بتوجيه وإرشاد الأفراد وعلاج ما يطرأ على سلوكياتهم من أفعال لا تليق وتوجيهات الإسلام، نركز في الصفحات القادمة - بإذن الله تعالى - على مجموعة من الوسائط الفاعلة في علاج ظاهرة ازدواجية السلوك وهي: [الأسرة - المدرسة - المسجد - الإعلام].

 

وسوف أعلق باختصار على دور كل من هذه الوسائط بما أرى أنه يكفي من إيضاح المقصود إن شاء الله تعالى:

أولاً:الأسرة.

لا يمكن بحال إغفال دور الأسرة في توجيه وإرشاد النشء، فهي المحضن الأول للإنسان، بل إن سلوكياته تتكون وفق ما يغرسه الوالدان في السنين الأولى من عمر النشء، ولذا يقول الشاعر:

وينشأ ناشئ الفتيان منا ♦♦♦ على ما كان عوده أبوهُ


والأسرة تتكون من عدة عناصر رئيسة، هي:-

1 - الأب.

2 - الأم.

3 - الإخوة [ذكوراً - إناثاً].

 

والذي يهم هنا - وإن كانت جميع العناصر ذات أهمية - دور الأب والأم في توجيه وإرشاد أولادهم، لأن ذلك من أوجب الواجبات عليهم، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم:6]، وقال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع ٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع ومسؤول في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته. الحديث" (صحيح البخاري، حديث رقم 853، ج 1، ص 304)، وقال صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت " (رواه الطبراني في الكبير، حديث رقم 13414، ج 12، ص 382).

 

من هذه التوجيهات السامية ينبغي على الوالدين الحرص التام في غرس عقيدة التوحيد ومبادئ الإسلام الحسنة في نفوس أنجالهم، وأن يكونا قدوة صـالحة لهم في كل شئ، لأن الطفل لا يمكن أن يستجيب لتوجيهات وإرشادات والديه ما لم يكونا أول الملتزمين بهذه التوجيهات والإرشادات فعلى سبيل المثال: إذا وجه الوالدان الأبناء بالالتزام بالصدق والأمانة مع الآخرين ولم يطبقا هما في سلوكهما فلـن يكـون لهـذا التوجيه والإرشاد أي أثر في سلوك الأولاد ويصدق عليهما قول الشاعر:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ♦♦♦ عار عليك إذا فعلت عظيم


وقبل ختام الحديث عن دور الأسرة في توجيه وإرشاد أولادهم، أرى من الأهمية بمكان الإشارة إلى أمرين في غاية الأهمية، هما:-

1 - حتى يكون توجيه الأباء والأمهات بوعي وإدراك يؤتي أُكله بإذن ربـه تعالى، فعلى الوالدين السعي إلى طلب العلم الشرعي والاستزادة منه مع المدوامة على ذلك طيلة حياتهما، وألاّ يعزفا عن ذلك بحجة ضيق الوقت، أو كبر السن، أو خلاف ذلك من الحجج الواهية التي تمليها النفس الضعيفة، فطلب العلم واجب شرعاً، وقد وجه الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم للاستزادة منه فقال تـعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ﴾ [طـه: 114]، وقال صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مـسلم "(سنن ابن ماجـة، حديث رقم 224، ج 1، ص 81).

 

والوسائل المعينة على طلب العلم ميسرة ومتنوعة خاصة هـذه الأيام ولله الحمد، فأسهل ما ينصح به هو الاستماع إلى دروس العلماء ومحاضراتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة وخصوصاً الشريط الإسلامي، وفي حالة عدم الفهم لموضوع معين أو الاستفسار عن قضية محددة، فإنه يمكن بسهولة الاتصال بالعلماء المختصين، وطلبة العلم المتمكنين للإجابة على الموضوعات والاستفسارات المطلوبة، وقد وجهنا الله تعالى في ذلك فقال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قـَبـْلِكَ إِلَّا رِجـَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فـَاسْأَلوا أَهـْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنـْتُمْ لا تَعـْلَمُونَ ﴾ [النحل:43]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنبياء:7].

 

2 - مراعاة التوازن والاعتدال في توجيه وإرشاد الأولاد، فلا إفراط ولا تفريط، فالتوازن والاعتدال مبدأ إسلامي أصيل تتميز به الشريعة الإسـلامية في كل شؤونها، فينبغي على الوالدين التوسط والاعـتدال في محبتهم لأولادهم، فلا يفضل ابن على ابن، ذكراً كان أم أنثى، وأن لاتصل الشـدة واللين بالأولاد إلى حد الإفراط، فكل ذلك ينتج معه أثارٌ سلبية تؤدي إلى الانحراف والتورط في المحظور والعياذ بالله، وأن لا يغيب عن ذهن الوالدين بأن يكون بجانب وقت الدراسـة وطلب العـلم ما يخصص للعب.

 

والمرح والترويح عن النفس، فالنفوس إذا تعبت ملت، وصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه: "يتخول أصحابه بالموعظة في الأيام كراهية السآمـة "(صحيح البخاري، حديث رقم 6048، ج 5، ص 2355).

 

وخلاصة القول أنه إذا التزم الآباء والأمهات في تربية أولادهم التربية الإسلامية الصحيحة، فإنهم قد أعدوا جيلاً من أبناء الإسلام صالحاً في تعامله مع خالقه ونفسه والآخرين، فلا خداع ولا كذب ولا حقد ولا حسد ولا نميمة، ولا أي سلوك مخالف لمنهج الله تعالى.

 

ثانياً: المدرسة.

بعد أن يمضي الإنسان في الغالب ما يقارب الست سنوات تحت إشراف أسرته وقد تشبع وغُرست فيه بعض السلوكيات، ينتقل إلى المدرسة وفيها يمضي الإنسان سنين طويلة تصل إلى اثني عشر عاماً، وفي خلال هذه الفترة يتلقى التوجيهات والإرشادات في إطار المعتقدات والمبادئ والقيم والأفكار، ويتأثر أيضاً بالسلوكيات التي تصدر من المعلمين، لذلك سوف يتم التركيز على دور المدرسة في معالجة ازدواجية السلوك من خلال عنصرين أساسيين في المـدرسة هما: ـ

 

1 - المـعـلـم.

المربون وغير المربين يعرفون أهمية الدور الذي يضطلع بـه المعلم داخل المدرسة، وتأثيره الفاعل في سلوك المتعلمين، ولا نخالف الواقع إذا قلنا أن كثيراً من الطلاب يحاكون سلوك معلميهم في ملابسهم وفي ألفاظهم، وفي طريقة كلامهم وما إلى ذلك، بل نقول أن غالبية سلوك الطلاب هو انعكاس لسلوك المعلمين داخل المدرسة وخارجها.

 

ولذلك أهتم السلف والخلف بوضع صفات أساسية للمعلمين، ويجب على الجهات المعنية بتعيين المعلمين وفي كافة المستويات الاهتمام بهذه الصفات.

 

واستبعاد أي معلم لا تتوافر فيه، وفي مقدمة هذه الصفات تقوى الله تعالى وحسن الأخلاق والصدق والأمانة وسعة العلم والثقافة الإسلامية، فإذا ما اتصف المعلم بهذه الصفات وحرص المسؤولون على وجودها في المتعلمين فبدون شك لن يصدر أي سلوك من المعلم ما لم يكون موافقاً لمنهـج الله سبحانه وتعالى، فلا يصدر منه مذمة لزملائه، أو ازدراء لأحدٍ من الناس، أو تعاطٍ للتدخين، أو سماع للأغاني الساقطة، أو ضياعٍ للأوقات فيما لا فائدة منه، أو عدم الاهتمام بمادته وإعطائها حقها من الإطلاع والتحضير والشرح، ويكون كل همه هو مصلحة الطالب وإعداده إعداداً مركزاً؛ فإذا تصورنا أن ذلك حال جميع المعلمين أو جلهم فنكون اقتربنا حينئذٍ من إعداد جيلٍ من أبناء الإسلام واعٍ مدركٍ صالحٍ مصلحٍ، سلوكه واحد لا ازدواجية ولا انحراف، يحقق للأمة الإسلامية عزها ومجدها.

 

2 - الكتاب المـدرسي.

يعد الكتاب مصدراً أساسياً من مصادر التعليم، لذلك تتعالى نداءات التربويين وأولياء الأمور والمثقفين وكل المهتمين بالعملية التربوية بين الحين والآخر للعناية بالكتاب المدرسي، لكي يتواكب والمتغيرات العصرية من جهة ويتناسب ومدارك المتعلمين واهتماماتهم من جهة أخرى، وهذه النداءات دليل واضح على مدى الأهمية الكبرى للكتاب المدرسي، وحتى يكون للكتاب دوره الفاعل في معالجة ازدواجية السلوك ينبغي التركيز على عدة أمور منهــا:-

1 -غرس عقيدة التوحيد في نفوس الناشئة بالوسائل والطرق الملائمة، وبيان مظاهرها في شتى جوانب الحياة.

 

2 -الاهتمام والتركيز على الثقافة الإسلامية وبيان أصالتها وزيف الثقافة الغربية المعاصرة.

 

3 - التركيز على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم [الأسوة الحسنة]، وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، والتابعين لهـم بإحسان، وعـرض مواقفهم وسلوكياتهم المتوازنة عرضاً يجعل من كل هؤلاء، ومن الرسول صلى الله عليه وسلم تحديداً نماذج ومثل أعلى يحتذي بهم.

 

4 -نشر المبادئ والقيم الإسلامية.

 

5 -الاهتمام بالجانب التطبيقي العملي في عرض محتويات الكتاب، فالجانب العملي أكثر تأثيراً ورسوخاً في الشخصية.

 

6 -إن أي تطوير وتجديد للكتاب المدرسي ينبغي أن يتوافق مع أصول الإسلام وقواعده العامة، ويُسأل في ذلك العلماء والمختصون والمعروف عنهم الإخلاص والغيرة على الإسلام ومصالح المسلمين.

 

ثالثاً: المسـجــد.

المسجد أحد الروافد الأساسية للتوجيه والإرشاد في المجتمع المسلم، بل كان المسجد في صدر الإسلام هو المنطلق لكل شؤون الدولة، فلم يكن مكاناً لأداء الصلوات الخمس فحسب، بل مركزاً للحكم، ومركزاً للإدارة والسياسة، والاقتصاد، وقيادة الجيوش المجاهدة لإعلاء كلمة لا إله إلاّ الله محمداً رسول الله، ومركزاً للإشعاع العلمي والمعرفي.

 

والآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة التي توضح مكانة المسجد كثيرة جداً، ومنها:-

قال تعالى: قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة:18]، وقال تعالى ﴿ فِي بُيـُوتٍ أَذِنَ اللـَّهُ أَنْ تُرْفـَعَ وَيـُذْكـَرَ فِيهَا اسـْمُهُ ﴾ [النور: من الآية36] وقال صلى الله عليه وسلم: " أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها. الحديث " (صحيح مسلم، حديث رقم 671، ج 1، ص464 ).

 

وإذا نظرنا إلى واقع المساجد اليوم، فنلحظ أن البون شاسع بين وظيفة المسجد في صدر الإسلام وبين الواقع المعاصر، فالمساجد لم تعد تؤثر ذلك التأثير المطلوب في سلوك الإنسان المسلم، لأنها اقتصرت غالباً على أداء الصلوات الخمس، وأحياناً يتم إلقاء بعض الدروس والمواعظ في أوقات وأزمنة ومساجد محدودة.

 

ومع يقيني بتطور الحياة وتعقدها واتساع مجالاتها مما يصعب أن يكون هناك اتفاقاً تاماً بين وظائف المسجد في صدر الإسلام وبين وظائفه اليوم، إلا أنه لابد أن يكون للمسجد تأثيراً أقوى في حياة الأمة مما هو عليه اليوم، والسؤل الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف يمكن للمسجد معالجة ازدواجية السلوك؟ فأرى إن ذلك يحتاج إلى عدة أمور أهمها:-

1-الاهتمام باختيار الأئمة والمؤذنين ممن لديهم علم وإلمام بالعلوم الشرعية وعلم أيضاً بالواقع المعاصر ومتصفون بصفات الصلاح والتقوى والاستقامـة في السلوك، ويوجهون بالاهتمام بتوجيه وإرشاد المصلين فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وإقامة دروس مستمرة في وقت يتناسب مع جماعة المسجد.

 

2 -الأئمة والمؤذنون القائمون على أداء هذه الشعيرة ممن سبق تعيينهم أو ترشيحهم وهم دون المستوى المطلوب فمن المستحسن إعادة تأهيلهم التأهيل الشرعي اللازم وفق خطط مدروسة، وبرامج منظمة يتوافر لها علماء متخصصون، وكفـاءات إدارية، وإمكانات مادية كافية.

 

3 -تكثيف الأنشطة الدعوية مثل: [الدروس، المحاضرات، الندوات، الكلمات الوعظية. الخ]، وأن يخصص لها رجـال مـعـروفون بعلمهم وصلاحهم، وتنظم هذه المناشط وفق أسس علمية مدروسة بعيدة عن الإجراءات البيروقـراطية المعقدة.

 

4 -التركيز على إيضاح ما يواجهه العالم الإسلامي من تحديات في مقدمتها الغزو الفكري والثقافي الذي يبث هذه الأيام عبر القنوات الفضائية، وعبر شبكة المعلومات العالمية [الإنترنت]، وكيفية مواجهة ذلك الغزو بأسلوب يقوم على الحكمة ووسطية الإسلام لتبيين محاسن الإسلام وعظمته، وأنه الدين الخاتم المتمسك به ينال خيري الدنيا والآخرة.

 

رابعاً: الإعلام.

يعد الإعلام أهم وأخطر الوسائل المؤثرة في السلوك، وكثير ما يستخدم لبث المعتقدات والأفكار لتكون سلوكاً يمثله الأفراد في شؤون حياتهم.

 

والإعلام أكثر الوسائل وضوحاً في ازدواجية السلوك في واقعنا المعاصر، فعلى سبيل المثال ترى وسيلة إعلامية معينة سواءً تلفازاً، أو مذياعاً، أو مجلـة، أو صحيفة... الخ تحدثك عـن توجيهات القرآن الكريم والسنة المطهرة، ووجوب اتباعهما، بل أنها تفتتح برامجها اليومية وتختمها بآي مـن القرآن الكريم، أضف إلى ذلك توقف البرامج فجأة لإعلان وقت دخول لأذان، وبعد لحظة أو لحظات ترى برنامجـاً أو تسمع أغانٍ ماجنة، أو رقصٍ فاضح، أو أفلامٍ ساقطة، أو إعلانات مائعة!!! ومن خلال هذا الزخم الإعلامي الموبوء تُفسد الأخلاق وتزين المساوئ وتشيع الفاحشة.

 

ولما كان الإعلام بهذه الصورة المهزوزة، فكان لابد من وضع خطوات يمكن من خلالها تصحيح مساره، ويكون أداة ناجعة في القضاء على ازدواجية السلوك، ومن تلك الخطوات:-

1 - تذكـير القائمين عـلى أجـهزة الإعـلام بوسائله المختلفة بمثـل قـول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَـشِيعَ الْفـَاحـِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوالَهُمْ عـَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنـْيَا وَالْآخـِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعـْلَمـُونَ ﴾ ]النور:19]، و قـوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج:10].

 

2 -على الجهات المسؤولة في الدولة اختيار رجال الإعلام ممن عرفوا بصلاحهم وتقواهم وفقههم، ليكونوا مشعل هداية وخير لأمتهم بما يبثونه من برامج إعلامية هادفة.

 

3 -أن يلتزم هؤلاء المختارون لإدارة الأجهزة الإعلامية بالتوسط والاعتدال في إعداد وعرض البرامج الإعلامية، بعيداً عن الإفراط أو التفريط.

 

4 -الاهتمام بعنصري التنويع والتشويق في عرض البرامج الإعلامية لجذب المشاهدين والبعد عن البرامج ذات الأسلوب الرتيب، والإخراج العتيد.

 

5 -عدم التقوقع على الذات ومحاولة الاستفادة الجادة من البرامج الإعلامية الهادفة التي تبثها القنوات الإعلامية الأجنبية، وعرضها بما يتوافق وخصوصية الفكر الإسلامي، فالحكمة ضالة المؤمن، قال صلى الله عليه وسلم: (الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها) سنن الترمذي، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، حديث رقم 2687، ج 5، ص 51.

 

خلاصة الدراسة:

الحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وقدوتنا محمد خير من حمد الله وشكر، وعلى آله وصحبه، ومَنِ اتَّبع هديه إلى يوم الدين:

 

فمن خلال ما سبق في فصول الدراسة، يمكن تحديد أهم ما توصلت إليه الدراسة في النقاط التالية:

1 - إن المقصود بالازدواجية ليست الحالة السوية التي تتكامل فيها العناصر المزدوجة في الإنسان؛ ولكن المقصود هو: الانحراف كثيرًا عن الوسطية والتوازن الحقيقي الذي وضعه المنهج الإسلامي (قرآنًا وسُنَّةً) للإنسان في تعامُله مع الخالق والكون والإنسان.

 

2 - تأكيد القرآن الكريم والسنة المطهرة على وجود الازدواجية في سلوك الإنسان، ومقت الله تعالى الشديد لهذه الصفة.

 

3- إن السلوك جزءٌ من الشخصية، فالشخصية أصل والسلوك فرع منها.

 

4 - الازدواجية وضع قائم في سلوك الإنسان، يلمسها هو في ذاته، وفي الآخرين أيضًا.

 

5 - لازدواجية السلوك أسباب عدة منها: البعد عن الالتزام بحقائق الدين الإسلامي، وغياب القدوة الحسنة، والمؤثرات الخارجية، واتِّباع الهوى والشهوة والتسويف وطول الأمل.

 

6 - لازدواجية السلوك آثار سلبية على الفرد والمجتمـع، ومن آثارها على الفرد: (فقدان الثقة في النفس، عدم الاهتمام بالوقت وإضاعته فيمـا لا فائدة منه، استغلاله من أصحاب النفوس الضعيفة)، ومن آثارها على المجتمع (التخلف عن الأمم المتقدِّمة، تبدُّد الأخلاق، تفشِّي الغش والفساد الإداري، اهتزاز الصف المؤمن المرصوص، فقدان الثقة بين أفراد المجتمع الواحد).

 

7 - أهمية التربية الإسلامية في معالجة وإصلاح ازدواجية السلوك، وأنها هي الأساس في إصلاح أي خلل في الإنسان بخاصة والمجتمع بعامة.

 

8 - يقع على عاتق المربِّين والمسؤولين وكافة قطاعات الدولة مسؤولية عظيمة جدًّا؛ إذ إن عليهم جميعًا توجيه أفراد المجتمع والأمة وعلاج ما قد يطرأ على أفرادها من سلوكيات ناشزة عن هدي الإسلام.

 

9 - أهمية الأسرة، والوالدين تحديدًا في تـوجيه وإرشاد النشء وغرس السلوكيات الإيجابية ونبذ السلوكيات السلبية وفق توجيهات التربية الإسلامية.

 

10 - للمدرسة دور فاعل في علاج ازدواجية السلوك من خلال اختيار معلمين أكْفَاء بمـواصفات وشروط علميـة محددة، ومن خلال تأصيل الكتاب المدرسي تأصيلًا وفق ضوابط شرعية من جهة ومسايرة المتغيِّرات المعاصرة من جهة أخرى.

 

11 - يمكن للمسجد القضاء على ازدواجية السلوك من خلال إعادة رسالته من خلال الآتي:

أ - العناية باختيار الأئمة والمؤذِّنين.

ب - تكثيف الأنشطة الدعوية.

ج - تنظيم دورات علمية لكثير من الأئمة والمؤذِّنين الذين هم على رأس العمل لإعادة تأهليهم التأهيل الشرعي.

 

12- الإعلام من أكثر الوسائل وضوحًا في ازدواجية السلوك؛ ولذلك ينبغي تذكير القائمين عليه بتقوى الله تعالى، وحُسْن اختيار العاملين فيه المعروفين بصلاحهم وتقواهم واعتدالهم.

 

التوصيات:

من خلال استعراض فصول الدراسة، وتحديدًا المبحث الخامس المتعلق بطرق علاج ازدواجية السلوك، فقد تمت الإشارة إلى جملة من الآراء التي يمكن أن تكون مناسبةً لعلاج هذه الظاهرة، وفي الوقت نفسه يتم التأكيد عليها هنا كتوصيات، ومن أهمها:

1 - التأكيد على الجهات المعنية بتعيين المعلمين بأن يكون اختيارهم وفق جملة من الصفات في مقدمتها: تقوى الله تعالى وحسن الأخلاق والصدق والأمانة وسعة العلم والثقافة الإسلامية.

 

2- التوصية بإعادة رسالة المسجد من خلال الآتي:

أ - العناية باختيار الأئمة والمؤذنين.

ب - تكثيف الأنشطة الدعوية.

ج - تنظيم دورات علمية لكثير من الأئمة والمؤذنين الذين هم على رأس العمل لإعادة تأهليهم التأهيل الشرعي.

 

3- تذكير الإعلاميين بمثـل قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10].

 

4- اختيار رجال الإعلام ممن عرفوا بصلاحهم وتقواهم وفقههم؛ ليكونوا مشعل هداية وخير لأمتهم بما يبثونه من برامج إعلامية هادفة.

 

5- التوصية بالتركيز على الالتزام بتوجيهات الإسلام، وتفعيلها في سلوكياتنا قولًا وفعلًا.

 

6- التأكيد على ضرورة تكامل المؤسسات التربوية والاجتماعية في معالجة ظاهرة ازدواجية السلوك.

 

7- التركيز على الاقتداء بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل أحواله، والاقتداء بالصحابة الكرام رضوان الله عليهم، والتابعين لهم بإحسان.

 

8- محاسبة النفس باستمرارٍ، والبعد عن اتباع الهوى والشهوة، وعدم الانتصار لها في أي حال من أحوالها.

 

9- مراقبة الله تعالى في كل أعمالنا، والتفكر في حسابه وأليم عـقابه ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

 

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أهمية التربية الإسلامية
  • النظافة.. من منظور التربية الإسلامية
  • التربية الإسلامية والتحديات المعاصرة
  • الثقافة التربوية ومفهوم التربية الإسلامية

مختارات من الشبكة

  • الازدواجية في السلوك: أسبابها وطرق علاجها من منظور التربية الإسلامية (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الازدواجية في السلوك ( أسبابها وطرق علاجها من منظور التربية الإسلامية PDF )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • طرق علاج سوء الظن من منظور التربية الإسلامية (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أساليب السلوك الإيجابي عند الأطفال وطرق تنميتها(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • طريق الحق واحد وطرق الضلال كثيرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طرق الفساد وطريق الإصلاح(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من طرق تعديل سلوك الطلاب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • وقفات مع مصطلحات: الازدواجية، الشخصية، السلوك(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خطر الإلحاد .. بعض أسباب الإلحاد وطرق العلاج منها(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • أسباب الحسد وأعراضه وطرق الوقاية والعلاج الشرعي(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب