• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أزواج وزوجات
علامة باركود

قلوب مضطربة (1)

أ. أريج الطباع

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/2/2010 ميلادي - 3/3/1431 هجري

الزيارات: 11982

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
أوَّل شعور يلفُّ قلوبَنا حينما نقرِّر المواجهة يكون مؤلمًا، نشعُر باختناق ثمَّ يتحوَّل لغضب، ولو منعْناه قد يتفجَّر بشكل عبرات غير مبرّرة، وقد نعود ثانيةً لدوَّامة الكبْت والتعليب، وعقولنا تستفزُّنا بلسان حالها الَّذي يقرر لنا: "إنَّ المشاعر هي السَّبب، فلماذا نعطيها مساحةً أكبر من حجمها؟! الأمر ببساطة يكفي معَه أن نفكِّر بعقولنا".

لكن مهلاً، لماذا تؤلِمنا المشاعر لهذه الدَّرجة؟ ولماذا نعجز عن التَّعامل معها، والاستِفادة من قوتها؟ المشاعر كالمارد، قد تكون عدوًّا يغْلبنا، وقد تكون صديقًا يُساعدنا للوصول للمستحيل.

الإنسان عادة عدوُّ ما يجهل، وجهْلنا بحقيقة مشاعرنا هو السَّبب الأكبر لتعَبِنا منها، وعدم قدرتِنا على مواجهتها والاستفادة منها إيجابيًّا.

من أكبر نعم الله عليْنا:
قلوبنا التي نَحملها بين جوانحنا، ولكنَّنا نحتاج معها إلى كتيب استخدام، لنتعلَّم كيف نستخدمها، ولا شكَّ أنَّ الله علَّمنا كلَّ ذلك بوضوح، لكنَّنا - لجهلنا وعدم تلمُّسنا للغايات الحقيقيَّة التي خلَقَنا الله من أجلها - غفلنا عنه!

المشاعر كالإشارات التي تُعيننا على المسير، لكنَّنا بحاجة لأن نربطَها بعقولنا؛ فشرارة القلب حينما تمرُّ بعقْلٍ ناضج وتتعدَّاه تُصبح لا حدودَ لها، وتفوق العقل المحْدود لأفقٍ أوسع من العواطف الدَّافعة للإنجاز والسَّعادة، لكنَّ المشكلة حينما تسير بخط سير خاطئ، فتخالف عقولنا، ويهدّنا التصادُم بينهما!

البداية من القلْب وتمرّ على العقل، لكن كيف يكون ذلك لو لم نفْهم إشارات قلوبنا، والرَّسائل التي تحْملها لنا مشاعرُنا؟

أسرع المشاعر ظهورًا، وأكثرُها تنفيسًا من النَّاس غالبًا هو الغضَب، الغضب هو الشُّعور التلقائي الَّذي يُسارع بالتمرُّد حينما نكْبت بقيَّة المشاعر بداخلنا؛ ولذلك نجِد الأطفال في بداية نُموِّهم أسرع غضبًا كلَّما تأخرت تلبية احتِياجاتهم، أو تعرَّضوا لإحباطات ممَّن حولهم.

الغضَب يوصِّل لنا رسالة مفادُها أنَّنا عاجزون؛ ولذلك كلَّما نضج الإنسان كلَّما أصبح أكثر قدرةً على ضبط غضبه، وكلَّما كان أكثر حريَّة في التَّعبير عن نفسه وأكثر ثقةً بنفسِه وبِمَن حوله، كلَّما كان أقلَّ عرضةً لمثيرات الغضب أيضًا.

ومع الغضب تحديدًا، لا أوافق مَن يقولون بتنْفيسه والتَّعبير عنه؛ فالرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((لا تغضب))، وما ينطق عن الهوى، إنَّما هو وحْي يوحى، كما كثرت الآيات الَّتي توضِّح أجْر كظم الغيظ والعفْو، وارتباطه بالإيمان.

إذًا؛ فالأهمّ هو فهْم السَّبب الحقيقي الَّذي يوصلنا للغضب، والرّسالة التي تصلنا من خلال هذا الشعور، فالمرْحلة الأولى بصداقة مشاعِرِنا، أن نفهم ما الَّذي ترغب بإيصاله لنا، وأن نروِّضها لتكون لنا لا عليْنا.

الرّسالة الرئيسة الَّتي تصلنا مع شعور الغضَب هي العجز: عجزنا عن التَّعبير، أو عن التصرُّف، أو عن تقبُّل أنفسنا، أو عدم رضانا عن وضْعِنا بشكل عام، أو شعورنا بعدَم فهم الآخرين لنا، أو .....!

لذلك؛ حينما يتملَّكك الغضب بقوَّة، تذكَّر/ي أنَّه شعور متحوّل، وابحث/ي عن الشعور الحقيقي الكامن خلفه، أو السَّبب الحقيقي الَّذي يجعلنا بهذا القدر من الغضب.

الغضب كالنيران، كلَّما نفخْناها كلَّما ازدادتِ اشتعالاً؛ لذلك مع الغضَب التَّنفيس عنه يَزيده حدَّة واشتعالاً، لكن فهمه وقراءة الرِّسالة الكامنة خلفه يَجعله يخْمد حيث انتهت مهمَّته!

فهلاَّ نظرنا بدواخِلِنا، وتلمَّسنا مشاعرنا ومشاعر مَن حولنا، متى نغضب؟ ومتى يغْضب الطَّرف الآخر؟ وما هي الأسْباب الكامنة خلف غضبِنا أو غضب الطَّرف الآخر؟ وكيف نفهَمُها بداية ونتعامل معها ونتغلَّب عليها؟



بانتِظار مشاركاتِكم الواقعيَّة وتجاربكم؛ لنتعاون معًا على إطفاء نيران الغضَب بفهْمه، ولنصل لوصيَّة رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تغضب)).


بانتظاركم لننتقل بعدها - بإذن الله - لكل الخطوات بالترتيب.



• أن تكونَ المشاركات ضِمْن الموضوع الذي تم طَرْحه بالمقال.

•
أن يلتزمَ المشارِك الجديَّةَ والموضوعية، بالإجابة عن الأسئلة التفاعُليَّة بنهاية المقال.

•
ستُحَوَّل الاستشارات المتَعَلِّقَة بمحْور المقال لقِسْم الاستشارات، ثُمَّ ترْفَق بالمقال حين إخراجه على هيئة كتاب.

• أن تكونَ المشاركات هادفة لإثراء المقال، وتحصيل المزيد من الفائدة المتوَقَّعة.

•
مراعاة ضوابط الحوار وآدابه.

•
الرد على التعقيبات سيكون بعد مضي أسبوع، لاتاحة المجال للمشاركة دون التحكم بمسار الإجابات.

 


ملحوظة:
سيتم حذف وتعديل أي تعقيب يخل بالشروط أعلاه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الثقافة الزوجية.. فهم أعمق
  • بين الخرافة والعقل
  • وحدث ما لم يكن في الحسبان!
  • خلف الجدران (1)
  • خلف الجدران (2)
  • وقلوب نعقل بها!
  • قلوب معلبة
  • قفص.. وإن كان ذهبيًّا
  • قلوب مضطربة (2)
  • مفاتيح القلوب
  • أبجدية الحب
  • كوكب واحد وعالمان مختلفان
  • نساء ورجال.. ووجوه متعددة
  • مهارات ومفاتيح لتواصل ناجح
  • هو وهي والآخرون
  • المقال الأخير

مختارات من الشبكة

  • قلوب قلبها مقلب القلوب فأسلمت واهتدت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قلوب خارج خارطة الأشياء(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خطبة: وسام أبي بن كعب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أنواع القلوب(11) تأثر القلوب الحية بمواقف اليهود العدوانية(1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أنواع القلوب (3) القلب الراضي (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دع القلق واهنأ بشهر الصيام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أنواع القلوب (10) القلب المتذكر المعتبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حدثوني عن قلب الأم(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الإيمان وأهميته في قلوب الأبناء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
14- تعليق مميز  متابعة..
أريج 26-03-2010 01:31 AM

أشكر كل من تابعوا وأضافوا..

لا شك أن الموضوع لا يكتمل إلا بأرائكم ومشاركتكم، واضافاتكم. فهو ليس مجرد مقال، بل مقال تفاعلي ينتظر اثراء البقية له، مهما تعددت الآراء.

يتفاوت الناس كثيرا باستجابتهم للغضب، فالبعض يكون أسرع انفعالا وتوترا من غيره، وقد يكون لذلك سبب فسيولوجي متعلق بقشرة الدماغ وبافراز اللوزة الدماغية، حيث البعض يولد باستعداد أكبر للانفعال من غيره.. لكن ما أثبتته الدراسات، أنه حتى أولئك الذين يلدون أكثر انفعالا من غيرهم يمكن تدريبهم لضبط مشاعرهم والاستفادة منها ايجابيا، ووقتها سيتحكمون هم بها عوضاً عن أن تتحكم هي بهم!

الغضب يدمر من الداخل بقدر تدميره للخارج، فحينما يغضب الشخص تتسرع نبضات قلبه، ويرتفع ضغطه، وسكره، ويكون عرضة للجلطات أكثر من غيره حيث يتخثر الدم بسرعة مع الغضب للغليان الداخلي الذي يحصل بالدم.. وكم من السكتات الدماغية التي سببها الغضب الشديد غير الجلطات وغيرها من المشكلات الفسيولوجية!

الشخص الغاضب يصل لمرحلة لا يستطيع التفكير بها، لذلك من الصعب أن نأتي له وقت غضبه وننهاه عنه، يحتاج الأمر لتربية طويلة المدى لتظهر آثارها بنوبات الغضب. معظم الغاضبين يتصرفون بطريقة لا يرضون عنها ويندمون بعدها أو يشعرون بالذنب لتصرفهم بطريقة لا ترضيهم!
نحتاج أن نبني الداخل لنتجنب لغضب.. والتربية الايمانية لا شك هي خير معين، وكلما زادت مرتبة الايمان والصدق كلما أعان ذلك صاحبه.. وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديداً ولكنه بنفس الوقت يحركه التقوى والورع ويقبل النصح حتى وقت الغضب، وقد وردنا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً استأذن على عمر رضي الله عنه فأذن له، فقال له: يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجزل (العطاء الكثير ) ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر رضي الله عنه حتى همّ أن يوقع به، فقال الحر بن قيس ، (وكان من جلساء عمر): يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل قال لنبيه ، صلى الله عليه وسلم: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) وإن هذا من الجاهلين، فوالله ما جاوزها عمر رضي الله عنه حين تلاها عليه، وكان وقافاً عند كتاب الله عز وجل..رواه البخاري.

صحيح أني اقتصرت على الجانب السلبي من الغضب، حيث دور الشيطان وحظوظ النفس والهوى.. وحيث الدمار والألم والتراكم بداخل النفوس!
ويبقى له جانب آخر أضافه الاخوة جزاهم الله خيراً حول الغضب لله ولحرماته، وهو الغضب الوحيد الذي وردنا أنه ظهر على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبان في نبرة صوته.. لكن ما نلاحظه من الأحاديث أنه حتى بغضبه كان ضابطاً لنفسه متحكما بمشاعره لا تتحكم به، وكان يظهر الحزم بموقفه ليس الغضب غير المنضبط.
البعض نواياهم جيدة لكنهم يسيئون الطريقة فيكونون سببا لفتنة الناس بغضبهم عوضا عن دعوتهم، وما هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم بل كان يملك نفسه ويقدم تلقائيا مصلحة الإسلام عن أي مصلحة..
أما حينما لا يتعلق الأمر بحدود الله فقط كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أشد الناس حلماً فكماوردنا عن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم (ما بين العنق والكتف) وقد أثرت بها حاشية البرد، ثم قال: يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم فضحك، ثم أمر له بعطاء متفق عليه.

قد نتعرض لظلم من الناس فنغلي غضباً، لكننا نتذكر ما علمه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ليس الشديد بالصرعة لكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب، ونتعلم من الموقف الذي علمنا به كما وردنا عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقوم يصطرعون، فقال: ماهذا؟ قالوا: فلان الصريع ما يصارع أحداً إلا صرعه قال: أفلا أدلكم على من هو أشد منه، رجلٌ ظلمه رجلٌ فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه.. رواه البزار قال ابن حجر بإسناد حسن.

لكن لا شك أن كل ذلك لا يعني الضعف، ولا يعني أن نسمح للآخرين باستغلالنا، أو التلاعب بمشاعرنا.. لكن القوة الحقيقية تكمن بالحزم الذي يجعلنا أقدر على تحديد ما نهدف إليه والتصرف وفقه بثقة ودون أن نشعر بعدها بالذنب!
ووقتها سيكون الأثر أكبر وأعمق..

13- نغضب لغضب الله ورسوله ... ونبتعد عما يغضب الله ورسوله..ونستغفر الله إذا قصرنا
مجاهد الكناكري - سوريا 25-03-2010 01:54 AM

بدايةً:
مبارك للألوكة انطلاقتها الجديدة بحلتها الجميلة ، ونسأل الله لكم التوفيق والمتابعة في تميز الطرح والجوهر كما تميز الشكل والمظهر ...
الاستاذة أريج الطباع :
منذ فترة وأنا أتابع موضوعك هنا وتأملته من الألف إلى الياء وتابعت أكثر تعليقات الزوار وردك عليهم ..في هذه المقالة والمقالة الثانية ( قلوب مضطربة٢) وإن لم تسنح لي الفرصة لأكسب شرف التعليق على موضوعاتكم في ألوكة الخير ..
مابدا واضحاً جلياً أنك تتبنين التعريف بالغضب كونه شيئاً سلبياً وشعورً يجب التغلب عليه لدفع آثاره المدمرة ،
وقد استشهدت بجزء من الحديث النبوي الذي أوردته بقولك: (لاتغضب) لتأييد ماذهبت إليه وسلمت به .. وأنا معك بماذهبت إليه من ناحية وصية رسول الله ..
لكني أرى أنه يمكن أيضاً أن نستخلص مقاصد أخرى من هذه الوصية
واسمحي لي أن أعود وأذكر هذا الموقف الآخر الذي وردت فيه هذه النصيحة ليتوضح أكثر بعض مقاصد الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم السلام من قوله لاتغضب :
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال
قلت يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله ؟
قال ( لا تغضب )
وإن عرفنا متى وكيف يغضب الله (لان هذا جوهر السؤال) .. عرفنا متى وكيف نغضب نحن (لأن هذا جوهر الجواب) ..
وإن عرفنا أنه أيضاً بعض القصد من هذا الحديث كون الجزاء من جنس العمل ..
ولأنه كما ذكرت الأخت سارة:
(يعني ملخص : الإنسان لا يستطيع ألا يغضب بمعنى عدم الشعور بالغضب ، لكن يستطيع ألا يغضب بمعنى إنفاذ الغضب وهذا يكون بالاستعانة بالله)
ونقلاً عن موقع آخر: تفسيراً لمقصد آخر للنصيحة:
أن يكون مراده الأمر بالأسباب التي توجب حسن الخلق: من الكرم والسخاء، والحلم، والتواضع، ونحو ذلك من الأخلاق الجميلة؛ فإن النفس إذا تخلقت بهذه الأخلاق، وصارت لها عادة ـ أوجب لها ذلك دفع الغضب عند حصول أسبابه.

وهذا ما تشتمل عليه الآية الكريمة :
( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
ولنتأمل مرادفة الانفاق وكظم الغيظ في هذه الآية وحديث الرسول عليه الصلاة والسلام يوم قال:
" صدقة السر تطفئ غضب الرب "
وأيضاً قوله:
" ليس الشديدُ بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "
إذا لا يمكننا أن نعتبر الغضب بحد ذاته سلبياً ...
...
وهنا نصيحتي إن تقبلتموها مني :
أرجو ألا نخصص باطلاق الأحكام على مانعتقد ونجعل مانقول ونتبناه هو الصحيح فقط .
وأقول فقط لأنه ليس من الضروري أن يكون خاطئاً ، ولكنه يشكل أحد جوانب القضية وليس القضية بأكملها ،
فأن نصور غيره على أنه خاطئ وعلينا أن نبتعد عنه فهذا يوقعنا أو يكاد بغير الصواب ..
فقد اقتصرتم بحديثكم هنا على تصوير الغضب فقط بشكله السلبي ، وإن كنا نحتاج لانصافه أكثر والحديث عن دوره الإيجابي ..
قولك أستاذة أريج الطباع :
الغضَب يوصِّل لنا رسالة مفادُها أنَّنا عاجزون؛ ولذلك كلَّما نضج الإنسان كلَّما أصبح أكثر قدرةً على ضبط غضبه، وكلَّما كان أكثر حريَّة في التَّعبير عن نفسه وأكثر ثقةً بنفسِه وبِمَن حوله، كلَّما كان أقلَّ عرضةً لمثيرات الغضب أيضًا.

ومع الغضب تحديدًا، لا أوافق مَن يقولون بتنْفيسه والتَّعبير عنه؛ فالرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((لا تغضب))، وما ينطق عن الهوى، إنَّما هو وحْي يوحى، كما كثرت الآيات الَّتي توضِّح أجْر كظم الغيظ والعفْو، وارتباطه بالإيمان.

ففي هذه النقطة تحديدا لا أوافقك الرأي بعدم الغضب ،
وأبدأ أولاً بذكر تعريف الغضب كما ذكره الجرجاني :
«تغير يحصل عند غليان دم القلب ليحصل عنه التشفي للصدر» ،
ويصبح هنا المهم حينها مايحصل أثناء الغضب وماسيحصل بعده ..
فالغضب بحد ذاته شعور وفعل حاصل لامحال مع كل الخلائق .. ولكن يبقى معرفة أي الغضب نغضبه وأي الغضب لانغضبه ...
فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يغضب في كثير من المواقف عندما تنتهك حرمة من حرمات الله ،
وأرجو هنا منكم أن تكون نظرتنا واسعة لنعي ماهي حرمات الله ،
فديننا (وهذه عظمته وروعته وخلوده) على خلاف الأديان الحالية التي أصابها التحريف والزيادة والنقصان ، هو دين الحياة ،ودستور الانسان أينما توجه :
مع ربه ، مع نفسه ومع الناس في خلوته وداخل بيته وخارجه ،
دين الإصلاح والحياة السعيدة السليمة وضمان نجاتنا في الدنيا والآخرة ..
فكثيرة هي المواقف التي كان يغضب فيها عليه الصلاة والسلام ممن حوله :
فمواقفه مع تعدي اليهود على الله وصفاته سبحانه وتعالى كثيرة وأذكر منها ماورد في السيرة النبوية:
عندما جاءه رهط من اليهود فقالوا: يا محمد هذا الله خلق الخلق فمن خلقه، فغضب النبي حتى امتقع لونه ثم ساورهم غضبا لربه، فجاءه جبريل فسكنه وقال: اخفض عليك جناحك يا محمد، وجاءه من الله جواب ما سألوه عنه بقوله تعالى (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد* اللَّهُ الصَّمَد * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) "سورةة الإخلاص".
فلما تلاها عليهم النبي قالوا صف لنا ربك كيف خلقه وكيف عضده وكيف ذراعه، فغضب النبي أشد من غضبه الأول، ثم ساورهم فأتاه جبريل فقال مثل مقالته، وأتاه بجواب ما سألوه عنه (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ). "سورة الزمر آية 67"
وأيضا فقد غضب سيدنا موسى من أخيه هارون ثم من قومه يوم أضلهم السامري وماغضب سيدنا موسى إلا من غضب الله مثل ماكان غضب سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لله وفي الله ومثلما ينبغي أن يكون غضبنا
***
وعلنا نقف عند المثال التالي وقفة أكثر تأملاًً لنعرف حقوق العباد ومكانة الانسان في ديننا ومكان ديننا في الانسان:
ففي البخاري عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي وَاللَّهِ لأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلانٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا فِيهَا قَالَ:
فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ أَشَدَّ غَضَبًا فِي مَوْعِظَةٍ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ قَالَ:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُوجِزْ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ .
فإن كان الرسول عليه الصلاة والسلام يغضب لأمر صحابته وحرصاً عليهم وعلى صحتهم أفلا نغضب نحن عندما يصيبنا ويلحق بنا الضرر ويؤذينا ... ويؤذي أخوة لنا وأحبة لنا في الله ، ينالهم ماينالهم من سوء العذاب وقسوة الخذلان ..
وهنا أعود لاستميحك عذرا ونسلط الضوء بعض الشيء على عباراتك التي ذكرتها وذكرتني بتجربة مررت بها وهي:
ونوع آخر يستفزه الآخرون وتغضبه حاجته للتقدير أو الاحترام أو الحب! وغالباً ما تكون هذه الشخصيات بحاجة لأن تصادق أنفسها أكثر وتكتسب الثقة!
قد يصح قولك يستفزه الآخرون بصورة ما ويكون الوصف صحيحاً ، حسب الحالة ،
وأيضا يكون الأصح في بعض المواقف أن ينتفض المسلم للدفاع عن كرامته وعرضه وماله ، بعد أن ينتهكها غيره..
وقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام : ( كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) لتدخل هذه الحرمات ضمن حرمات الله وخاصة أن رسولنا الكريم لاينطق عن الهوى ولا يحرم ويحلل بعيدا عن الله ...
وإن كنا هذه الأيام مقصرين كثيراً في الغضب لحرمات الله كلها، بالقدر الذي نغضب فيه لحرماته التي تخصنا شخصياً ..فكما قال الأخ الكريم أبو أنس :
أنه ما أحوجنا هذه الأيام لأن نغضب على مايجري بالمسلمين في معظم مناطقنا العربية وغير العربية من قتل وتشريد
وهتك أعراض وتدمير وتدنيس مقدساتنا ونحن نسمع ونرى ..

*****

وليكون هذا الغضب إيجابياً ومفيداً لابد أن نراعي فيه أمرين:
الأول : أن يكون ضمن حدود الله ولأجل حرماته ولايتعداها ..
والثاني : أن يكون بوقته ولا نؤجله ونكبته ..
ولكي لانكون ممن ننظر ولانطبق فسأقص هنا موقفاً حدث معي :
ولنتعرف على شعور الغضب أكثر وأكثر وأسقط عليه بعض ماتفضلتم به أستاذة أريج الطباع ..
كثيراً مايوفق الانسان في هذه الحياة باختياراته وأفعاله وأقواله .. وأحياناً يجافيه الصواب ويخذله الرشد فيخطئ ويواجه نتائج خطأه كما تحمل أخطاء غيره ..
خلاصة ما أوصلني للغضب الشديد هو :
أن تصحو من حٌلمِك وقد ذهب حِلمُك كلّه دفعة واحدة ، بعد أن تجد نفسك مصدوماً بشىء لم تكن تتوقع حدوثه لامن قريب ولا من بعيد ،
في هذه الحالة:
سيحزن القلب ...
ويغلي الصدر غضباً ..
لتتصرف حينها تصرفاً يناسب أو يزيد مع كبر الصدمة وخطورة الموقف ..
وأن تضطر للدفاع عن كرامتك وتضع حداً لمزيد من الإهانة والتقليل من شأنك وقدرك ..
بعد أن فشلت الوعود بكف يد الإساءة عنك ..
الموضوع هنا أكثر من كونه استفزاز .. ولايصبح الهم هنا لا اثبات الذات ولا المحافظة على الثقة بقدر المحافظة على الكرامة وماء الوجه ..
برأيي هذا غضب إيجابي يجب أن يكون على قدر الموقف .. وإن كنت أعترف أن حلمي الزائد الذي ماكان بموضعه ومالاقى أهله ، هو الذي أوصلني لهذا الشيء .. حيث كنت أمني نفسي بسلوى أن تمر الأمور بسلام .. بعد أن انتهى وزال كل شيء

وهنا يأتي دور كلماتك أستاذة أريج الطباع حين قلت :
فَهْمنا للغضب يجعل الشعور يتحلَّل ويعود للمشاعر المكبوتة التي خلفه، الألم من الواقع، ومن الجبن أن نَهرب منه؛ بل عليْنا مواجهته لنتعامل معه بإيجابيَّة وبرضا،
ونحدِّد ما الَّذي يمكننا فعله؟ وما الَّذي لا نملك معه إلاَّ التَّسليم والدعاء؟

علينا أن ننتبه أن الموقف أحياناً يفرض نفسه بظروفه ومحيطه والمشاعر القديمة الجديدة التي تصحبنا ..
هذا لن يسمح لنا بأن نحدد ماذا سنتصرف !!
بل سنتصرف حسب ماحددته معرفتنا بحيثيات الموضوع !! وخاصة عندما لايكون لديك الوقت الكافي لتذهب عنك ثورة الغضب ..
سنتصرف حينها حسب تربيتنا الإيمانية وتأثير تربيتنا البيتية علينا ..
إذا سنحزن .. نتألم .. نغضب نتصرف .. إذا كان تصرفك سليماً فستزول كل المظاهر التي سبقت غضبك :
سيزول الحزن كما يزول الألم وتعود السكينة لتملأ قلبك ..
أما عن تربيتنا الايمانية والبيتية فقد شعرت جلياً عند غضبي كيف أن الشيطان يجري بنا مجرى الدم ولأني فعلت ماأخبرتم به من محاولة للتنفيس عن شعورنا بالكتابة أو تغيير الوضعية أو الوضوء فقد كتب حينها هذه الكلمات وأنا غضبان مما صدمني وأساء إلي فكتبت حينها :

قد تعيش على أنقاض غيرك ، وقد يصل نبلك لأن تسمح لغيرك أن يعيش على أنقاضك .
(* وقتَها قد تلحُّ عليْنا أفكار متتالية *)
هل تسامح وتصفح أم تبرح وتجرح ؟؟!!
لكن الشيطان لايترك لك وقتا لتفكر وتمسك بزمام الأمور ، ويتصرف بك نيابة عنك ، فتستشعر قوة خبثه في نفسك وتصرخ كذئب متعطش للدماء:
غفرانك ربي ، اني أعوذ بك من همزات الشياطين وأن يحضرون
سبحانك ربي ، إني أستغفرك وأتوب إليك من ضعفي من تقصيري واستسلامي
دعائي ربي ، أن ترزقني نورا من عندك أمشي به ، وفضلاً من عندك يغنيني عمن سواك
***
...
ليأتي دور كلامكم :
لنسيطر على الغضب، فإنَّنا نَحتاج أن نأخذ نفَسًا عميقًا، ونستعيذ بالله من الشَّيطان.
هذا إن كان من الممكن أن نأخذ نفساً عميقاً .. أما الاستعاذة من الشيطان فهي والله عن تجربة أقولها :
هي السر في أن تحرر نفسك من وسوسات هذا العدو المبين ...
....

تحمُّلنا لألم الماضي ليس محالاً، لكنَّه يزيد حينما نَخاف من تَكْراره:

أضف لهذا التحليل : أن ألم الماضي يزيد حينما تعلم أنه كان هباءً وكنت تتحمله استغباءً ..

عندما يكون غضبك صدمة لاكتشافك حقائق منافية كلياً لماكنت تظنه وتتوقعه ... ولن تفيد حينها الحجج والأعذار التي تزيد الأمر سوءً .. وستعرف حينها لماذا أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام وقال : المسلم لايكذب ..
في هذه الأثناء قد يخونك الصواب قليلاً ، وتدعو فقط أن يلطف الله بأقداره ،
فحينما يحدث أمراً وأنت تعرفه وتنتبه لكل جزئياته وأبعاده وتراعي كافة جوانبه وتأخذها بالحسبان فإنك ستسيطر على الموضوع ، وسيكون غضبك حينها إيجابياً مفيداً لاسلبياً مؤذياً ..
لكن ماذا يحدث عندما يحدث العكس:
ستتحول جمرات هذا الألم الذي تشعر به إلى وقود غضب ترغب أن تشعل به من سبب ألمك وأشعل الجمرات بصدرك .. لكنك تتذكر الغضب الأكبر .. غضب الله إن أخطأت وتماديت بالاقتصاص لكرامتك لتظلم غيرك وتؤذيه ..
تعرف أن الحلم أفضل وأن حلم الله سبق غضبه عز وجل .. وأن الإحسان هو الأنبل وأننا مأمورون بقول التي هي أحسن ..لكن أحيانا نحتاج أن ندرب أنفسنا أكثر على عيش هذه الأقوال وتطبيقها على أرض الواقع ، ولايجدي نفعاً مهما خففت على نفسك بقصة تلك الزوجة التي أطلقت حكمتها لزوجها تطمئنه يوم صارحها بأنه كثير الغضب سيء الخلق أحياناً لتجيبه : ( ما أسوء منك خلقاً إلا من حاجك لسوء الخلق )
كما أنه أحياناً أخرى:
تنتبه أنه ليس عليك أن تكون ملكياً أكثر من الملك بحد ذاته .. وأن لكل مقام مقال ..
وأخيراً تقر عيناً يوم توقن أنه مهما فعلت أو قلت فإن الله يصفح ويغفر بفضله ورحمته وكرمه علينا وأنه قال:
( ماغضبت على أحد غضبى على عبد أتى معصية فتعاظمها فى جنب عفوى .. فلو كنت معجلا العقوبة أو كانت العجلة من شأنى لعجلتها للقانطين من رحمتى ... ولو لم أرحم عبادى الا من خوفهم من الوقوف بين يدى ؛ لشكرت ذلك لهم ، وجعلت ثوابهم منه الأمن لما خافوا . ) ..
ردنا الله لديننا ردا جميلاً وجعل ذكره ملازماً لنا ... عسى أن نحسن التحكم بغضبنا في كل حين ونكظم غيظنا ونملك نفسنا عند الغضب ..
وأنتقل هنا من الحديث عن الغضب إلى الحديث عن الخوف هناك( قلوب مضطربة٢ ) دون تفصيل وسأكتفي بتأييدكم بما ذكرتموه .
وذكر ما يطمئن قلوبنا وينبهنا كي ننجو بأنفسنا:
ففي حديث قدسي قل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل: ( لاأجمع على عبدى خوفين ولا أجمع له أمنين : اذا أمننى فى الدنيا أخفته يوم القيامة ، واذا خافنى فى الدنيا أمنته يوم القيامة . )
وقـوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ‏} ‏[‏آل عمران‏:‏ 175‏]‏‏
(لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) (الزمر:16)
اللهم أمن روعاتنا واستر عوراتنا وارحمنا يوم العرض عليك..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
....
للإنصاف فقط:
معظم تعليقات الموضوعين بناءة ومفيدة على عكس ماعهدته في المواضيع السابقة !!!
أفادنا الله وإياكم منها ،وجعلنا ممن يستمع القول ويتبع أحسنه ..

12- الغضب نوعان
ابو انس - الجزائر 07-03-2010 10:07 PM
السلام عليكم

بكل ماتحمله الكلمات من معاني التقدير ازف لكم اعجابي بما تقدموه من مواضيع رائعة .لدلك احببت ان اشارك بتعليقي البسيط لاسهم معكم في اثراء موضوع الغضب لانه في الحقيقةطويل ومتشعب فاقول وبالله التوفيق ان ما تفضلت به صاحبة الموضوع جميل لانها ارادت الانتصار للحلم لان عواقب الغضب وخيمة في معظم الاحيان .
والغضب اخوتي نوعان كما عنونت تعليقي فالمدموم منه والممدوح .ومااجمله من غضب في سبيل الله وفي سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل حرمات الله ولنا في رسول الله اسوة حسنة وهو الدي لم يضرب احدا بيده الشريفة ولم يغضب قط الا ان تنتهك حرمات الله .ولان حرمات الله وشعائر الله ومقدسات الله تنتهك في زمننا بشكل يجعل الحليم حيران حق لنا ان نغضب وان نستشيط غضبا وان نتحول الى براكين .ففلسطين الجريحة والعراق السليبة وهدا الارهاب الاعمى الى غيرها من ضياع كبير في القيم والاخلاق لخير دليل على دلك .وحتى يكون غضبنا محمودا علينا ان نحوله الى واقع دعوي يبشر باخلاق الاسلام والدفاع عنه باللسان والقلم والصورة الحسنة بعيدا عن المزايدات والانفعالات التي لاتجر الا الهزيمة .وصلى الله على محمد وسلم

والسلام عليكم
11- لا تغضب
إسماعيل العُمري - السعودية- الر ياض 03-03-2010 11:02 PM
جزاكم الله خير على هذا الموضوع والطرح المفيد.

وبما أنني صاحب تجربة فسوف أذكرها هنا:
كنت من عدة سنوات سابقة من أشد الناس غضباً، وكان كل ما في يدي يجب أن يُكسر ولقد تأذى مني الكثير من الناس وخاصة الأقارب والجيران، وبفضل من الله استطعت أن أتغلب على هذا الغضب الذي أحدث الكثير من الدمار فيما حولي.
كان للدعاء والنية الصادقة في التغيير الأثر الأكبر في التغيير من رجل غضوب إلى رجل حليم قل ما يغضب.

الغضب له أسبابه لعل من أبرزها هو عدم الرضى عن الوضع الذي يعيش فيه هذا الإنسان فحينما نرى شاب أو شابة سريعي الغضب نجد أن لديهم في حياتهم الأسرية الكثير من المشكلات أو أن هناك انفصال بين الوالد والوالدة ولذلك يأتي الغضب تعبيراً السخط على الوضع الراهن، ومن خلال الاستشارات التي تصلني والبرامج التي أقدمها تأتيني أسئلة عن الغضب وأكتشف أن مشكلة ما في الأسرة جعلت هذا الغضب أسيراً له ولها.

من أسباب الغضب أيضا، هو الوراثة ولقد ثبت أن الآباء الذين لديهم سرعة في الغضب يخرج من أبنائهم من يسير على خطاهم.

ومن الأسباب أيضاً فترة الحمل التي تمر فيها الأم فإذا تعرضت الأم للكثير من الضغوط في فترة حملها ينعكس سلباً على الطفل ولقد ثبت هذا الأمر طبياً وأن الطفل يتأثر بنفسية أمه.

ومن الأسباب

والحلول المقترحة هي:

الهدي النبوي في القضاء على الغضب كأن يجلس إن كان واقفاً، وأن يضطجع إن كان جالساً.
وعليه بالوضوء فإن الماء تطفئ الغضب وتعيد الهدوء للنفس وتجدد النشاط.

أن يكون الشاب والفتاة على قناعة تامة بأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم وأن الله قدر لهم ما هم فيه من ضيق وأن الغضب سوف لن يزيد من مشاكلهم إلا المزيد من الندم والمآسي، فعليهم بالرضى بما قسم الله،

الدعاء وهو من أهم أسباب النجاة من هذه الآفة ومجاهدة النفس على ذلك، أعلم أن الأمر ليس من السهولة بمكان فكيف يحول غضبه لحلم، ولكن بالمجاهدة سيصل، وحينما نعتبر أن هذا الأمر تحد حقيقي وأننا في صراع لكي نكسب الرهان فحتماً سيكون تنافساً جميلا مع النفس والأجمل حينما نرى النتيجة إيجابية.


كثرة الاطلاع في الكتب والموضوعات التي تحدثت عن الغضب وتجارب الآخرين.

أن يستشعر أن الغضب يفوت عليه الكثير من القرارات الصائبة ولعل كل واحد منا أن يعود بذكرياته للوراء ويعيد ذكرياته ليعرف كم من القرارات والفرص التي فوتها بسبب الغضب.

إن الغضب ينقص من عمر الإنسان ويعرضه للشيخوخة بشكل مبكر .
10- تعليق مميز  تحليل الردود..
أريج 03-03-2010 10:04 AM
إذن الغضب ليس شعوراً مكبوتاً، بل على العكس هو الشعور الناتج عن الكبت!
إحداهن سألتني: هل ما نلمسه من معاناة وأمراض وجلطات هو نتيجة غضب مكبوت؟!
ــ ربما يكون نتيجة لمشاعر مكبوتة، لكنها ليست الغضب وحده قطعاً! فما الغضب إلا نتيجة لمشاعر أخرى تحولت..
لذلك نحن بحاجة لأن نفهم أسباب غضبنا وغضب من أمامنا لنجيد التعامل معها أكثر.

بعض العائلات اعتادت التنفيس عن غضبها ببساطة، وتجد الأسرة بهذه الحالة تتميز بسرعة الغضب والانفعال، قد يغضبون بسرعة ويخرجون كل ما بداخلهم، ثم يمارسون حياتهم بعد ذلك كأن شيئا لم يكن! وينتقل الغضب كالعدوى من شخص لآخر بهذا النوع من الأسر، كأنهم يعبرون عن حاجتهم للمشاعر بطريقتهم الخاصة!
هنا يحتاج الأمر لشجاعة وتدريب، فتغيير العادات ليس أمراً مستحيلا، لكنه يحتاج صبراً وإرادة، وقبلهما دافع حقيقي.. ويكفينا من دافع ما أوصانا به الرسول صلى الله عليه وسلم، بوصيته لأحد الصحابة بقوله: لا تغضب . قال (الصحابي) : ففكرت حين قال رسول الله ما قاله ، فإذا الغضب يجمع الشر كله.
فحينما نغضب فإننا قد نتصرف دون وعي، بدافع من شعور قوي يحرق دواخلنا، ويلامس الجانب الأضعف بنفوسنا ونعين الشيطان علينا! لذلك حينما
استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجه أحدهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب غضبه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

حمامة الحرم،، رائع حرصك على حدود الله.. وفهمك لداخلك وتحديدك لأسباب غضبك. مشاركتك نبهتني أن الناس نوعين، نوع مثلك لا يحركه إلا ما يمس داخله وحاجاته الداخلية، وغالباً ما تكون هذه الشخصيات أقل تأثرا بمن حولها.. ونوع آخر يستفزه الآخرون وتغضبه حاجته للتقدير أو الاحترام أو الحب! وغالباً ما تكون هذه الشخصيات بحاجة لأن تصادق أنفسها أكثر وتكتسب الثقة!
شعور الغضب الذي يحصل معك، غالباً متحول من مشاعر آخرى، مواجهتك وتعاملك مع المشاعر الأصلية سيعينك كثيراً..
وثقي أنه ما دام محركك رضا الله، فسيرضيك بإذن الله..
تابعي معنا دورة المشاعر، فستجدين بإذن الله ما يعينك على ادارة مشاعرك، كيلا تتقلب عليك فتتعبك!

القلب السمح،،لا شك أن المزاجية من أصعب الطباع، إذ يصعب علينا التنبؤ بتصرفات من أمامنا، وبالتالي يصعب علينا التعامل معه وفهمه! غالباً المزاجيين لا يفهمون أنفسهم ويعتادون كبت مشاعرهم لفترات ثم تتفجر عليهم! الشخص المزاجي شخص عاطفي، وإن كان ينكر ذلك بداخله! أهم أساس بالتعامل مع المزاجي، أن يكون الطرف الآخر واثقاً بنفسه ثابتاً بمكانه.. ويتوقع أنه مهما تأرجح مزاج من أمامه إلا أنه سيعود حينما يشعر بالثقة، فقط لا تعيني شيطانه عليه، وساعديه ليفهم نفسه أكثر.
لا تتوقعي أن يتغير مئة بالمئة، لكن مع الحوار، والفهم يتحسن الوضع كثيراً.. وكلما زاد الاستقرار كلما قلت المزاجية!

سارة،، ما شاء الله عليك وفيت بأمثلة كثيرة، وحللتها بشكل جيد.. أوافقك على أغلبها، وإن كنا بحاجة لأن نقسمها بشكل واضح لنتمكن من العودة لها.

ولا شك بالنهاية، أن البعض قد أكرمهم الله فباعد بينهم وبين الغضب، وجبلوا على الحلم أكثر من غيرهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة:إن فيك خلتين يحبهما الله الحلم والأناة . قال : يا رسول الله ! أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما ؟ قال : بل الله جبلك عليهما . قال : الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله

والبعض يحتاج أن يجاهد ويتحلى بالايمان والارادة ليتغلب على نيران غضبه ويكتسب الحلم، وذلك ليس بمحال إذ قال صلى الله عليه وسلم:إنما العلم بالتعلم ، و إنما الحلم بالتحلم ، و من يتحر الخير يعطه ، و من يتق الشر يوقه)
9- ..
حكاية حلم - السعودية 01-03-2010 03:48 PM
يدمرُ بيوتاً, يشرد أبناءً, بسببُ عيشاً مراً, ألماً وحسرة, ندماً وخيبة !

كل ذلك بسبب الغضب !

****

كيف تنعامل مع شخصٍ اشتاط غضباً حتى أصمه وأعمى بصيرته ؟ نُصِح فلم ينتصح ؟
ذُكر بالله فلم يتذكر ؟




اقتباس (وسأشارككم أيضا بإذن الله بنماذج غاضبة كان نزع فتيل الغضب عنها بفهمها! *
متابعة لكِ ولصفحتك .


أريج وفقكِ الله وزادك من فضله .
وجعلنا وإياكِ ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .
8- تعليق مميز  متابعة وتعقيب..
أريج 23-02-2010 12:42 AM
أشكر كل من عقب وشارك، وإن كانت قلة المشاركات والتجارب تدفعني للتساؤل عن السبب! ألا يحيط الغضب بحياتنا ونحتاج أن نسيطر عليه؟ ألا نتوق أحيانا كثيرة للفهم، خاصة حينما تغلفنا المشاعر السلبية ونعجز عن التخلص منها؟!

زينب،، نعم نحن بزمن زادت به الضغوط وتعددت الأدوار، فطبيعي أن نشعر بالتوتر مع الضغط واستعجال النتائج الذي يصاحب زمننا! زمن السرعة والساندوتشات بكل شيء، حتى يصيبنا التلبك المعوي من المأكولات السريعة، والتلبك النفسي من تدرج الحياة السريع! لكننا نستطيع بإذن الله أن نعيد ترتيب حياتنا لنحظى بقدر أكبر من الاسترخاء بإذن الله.
أما عن التنفيس عن الغضب بين المرأة والرجل، فالتنشئة الاجتماعية تجد الغضب لا ينافي الرجولة وخاصة مع الصوت العالي والتنفيس المباشر، بينما قد تستنكر ذلك بشدة على المرأة! وبالمقابل الدموع تناسب المرأة أكثر وتعد عيبا للرجل بحال الضغوط! فتجدين كثيرا من النساء بنهرن بكاء حين يتملكهن الغضب، وكثير من الرجال يصرخون ببساطة كلما شعروا بضغط!
ما نحتاج أن نصل له هو أن نتجنب الغضب، وندرك كم هو مدمر لنا وللآخرين!

شريفة،، شاكرة لك اضافتك الثرية، وأعجبني كثيرا وصفك للغضب أنه سريع الزوال منا هو سريع الحدوث، فالعادة تلعب دورا كبيراً بالغضب، لذلك يجب علينا أن نعود أنفسنا وأولادنا على تجنبه وكظمه وتحويله عوضا عن سهولة تفريغه! وتوجد الكثير من التمارين التي تعين على ذلك.. لكن قبل ذلك تجنب ما يوصلنا للغضب قدر استطاعتنا!

سارة،، قصدت أول شعور حينما نقرر المواجهة بعد كبت، وهو نفس المعنى الذي عبرت عنه بقولك (حينما نخشى المواجهة ونجبن عنها) و (حينما نعجز عن ايجاد طريقة للمواجهة) هذه أول المشاعر التي تعترينا حينما نقرر المواجهة بعد كبت طويل، فليس سهلا أن ننقلب من تعليب لمشاعرنا لحرية بالتعبير عنها!
الغضب هو أول من يتمرد من المشاعر، وأقواها وأكثرها تدميراً.. لذلك حينما نفهمه ونسيطر عليه نجاوز الخطوة الأولى لنصل لما بعده من مشاعر مكبوتة!
أعجبني جداً ربطك بالاستعانة بالله لمقاومة العجز، الذي هو أول مسببات الغضب، نسأل الله أن يجعلنا ممن يجيد الاستعانة به ويرضينا بما كتبه علينا ويعيننا على التعامل معه بحكمة.
نستطيع يا سارة بإذن الله التغلب على الغضب كشعور، ليس كسلوك فحسب، لكن ذلك يحتاج تدريباً وفهماً للشعور ومسبباته لنتغلب عليه.. ونتعلم طرق أخرى لتجاوز مشكلاتنا بعيداً عن الغضب بإذن الله!

ماذا عن البقية؟ ألن تشاركونا؟ ألم تمر عليكم لحظات غضب عجزتم بها عن فهم أنفسكم والتخلص منها؟ ألم تحتاروا بالتعامل مع شركاء غاضبين لم تتلمسوا أسباب غضبهم؟ بانتظار مشاركاتكم وتجاربكم.. وسأشارككم أيضا بإذن الله بنماذج غاضبة كان نزع فتيل الغضب عنها بفهمها!
7- أيضا المزاجية مشكلة
القلب السمح - السعودية 22-02-2010 05:58 PM
السلام عليكم
أود أن أورد تعليقا بسيطا
لا مشكلة متى عرف الطرف اأول ما يغضب الطرف الآخر و يفهمه و بالتالي يبعد عنه
لكن عندما يكون الطرف الآخر مزاجيا يغضب من شي في بعض الأحيان و احيانا أخرى يكون نفس الشي و لا يغضب منه بل على العكس يستغرب عدم إقبال الطرف الأول عليه
6- غضب واقعي
سارة بنت محمد 22-02-2010 03:08 PM
السلام عليكم

ها قد ظهرت المشاركات الممتعة ، حينما وضعت مشاركتي كنت أظن أنني أول مشاركة فاعذروني


طرحت أستاذتنا أريج أسئلة هامة
"
فهلاَّ نظرنا بدواخِلِنا، وتلمَّسنا مشاعرنا ومشاعر مَن حولنا، متى نغضب؟ ومتى يغْضب الطَّرف الآخر؟ وما هي الأسْباب الكامنة خلف غضبِنا أو غضب الطَّرف الآخر؟ وكيف نفهَمُها بداية ونتعامل معها ونتغلَّب عليها؟"

للغضب أسباب عديدة أحاول أن أجمعها لك :

1- شخص يغضب لله وبالله طاعة لله ، هذا غضب محمود ثم ينقسم التصرف إلى أقسام :
أ - يتصرف بما لا يرضي الله من العنف في غير موضعه
ب- يتصرف بما يرضي الله من الدعوة بالرفق واللين
جـ - يتصرف بما يرضي الله من الحزم والقوة في أمر الله في موضعه (يختلف هذا عن الشدة والعنف)

فالأول مذموم وإن كان غضبه كشعوة محمود ، والثاني والثالث محمود ومنه رفق النبي صلى الله عليه وسلم مع من أخطأ من الصحابة كحديث بول الأعرابي في المسجد وحديث الشاب الذي أراد الزنا ، ومن الثالث كالجهاد في سبيل الله وكحزم الأئمة في شرع الله ، وكقتال المرتدين على عهد أبي بكر ، وكحزم وقوة رجال الهيئة المحتسبين ..الخ


2- شخص يغضب لأن الأمور لا تسير على ما يرغب
هذا عنده مشكلة ، تجده منفعلا لأقل شيء ولا يستطيع التعبير عن سبب هذا الغضب ، ربما هو نفسه لا يدري لماذا هو منفعل ، فقط يشعر بشعور متصل من عدم الراحة والشد لأن فكره لا يقبل الاختلاف وليس في ذهنه قبول مرن للطرف الأخر ووجهات النظر

نجد هذا النوع من الغضب غالبا يظهر في سن الشباب ومع التجربه وعرك الحياة يتطور الأمر فيهدأ قليلا أو كثيرا. أو لا يهدأ ويحتاج لتقويم من قبل الكبار بأسلوب حكيم غير مهين

3- شخص يغضب للاختلاف ، يعني ديكتاتور لا يقبل المناقشة ولا المحاورة ولا الاختلاف أيضا تجده ثائرا عند النقاش وهو غالبا ضعيف الحجة يغطي ضعف حجته بالسب والشتائم والاهانات

نجد هذا الصنف عند صغار طلاب العلم ، وعند من اشترى الدنيا بالآخرة من العلماء ونجدهم في الزوج المسيطر والأم المتسلطة أيضا.

لست بحاجة طبعا إلى القول أن هذا يحتاج لتقويم تربوي لنفسه ،


4- شخص يغضب عندما لا يشعر بعدم الثقة
هذا النوع قد يتصرف بنفس الأسلوب الذي يتعامل به الصنف السابق لكن ، دوافعه مختلفة
هو يغضب ليحمي نفسه من شعور الدونية الذي يعذبه يثور ليخفي ضعفه وهوانه أمام مرآته الداخلية

وحله أن ينظر لنفسه من منطلق الثقة بالله والذل لله وليس حله كما قد يظن البعض أن نجعله يثق في ذاته
يفكر أن الله الذي خلقه لم يتركه هملا

ومما زادني فخرا وتيها وكدت بأخمصي أطل الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن أرسلت أحمد لي نبيا


5- شخص يغضب عندما يتصرف الآخرين بأسلوب خاطئ - وطبعا الخطأ من وجهة نظره هو .
وأعني بالأخرين أهل البيت ، وأحيانا الأصدقاء ، لكن غالبا يهذب أسلوبه مع الأصدقاء بعد قليل مخافة أن يخسرهم ، لكن مع أهل البيت يظل على أريحته وغضبه الثوري

فتجده يثور جدا لو اخطأ أحدهم ويتصرف بعنف لو فكر قليلا ربما وجد أن هذا العنف رد فعل أسوأ من الفعل نفسه

مثاله المضحك المبكي :
احمر وجهة غضبا ورفع يده عاليا وأهوى بها على وجهه وصاح غاضبا في ثورة أيها الأحمق اخفض صوتك !!

لست بحاجة طبعا إلى القول أن هذا يحتاج لتقويم تربوي لنفسه ومزيد من التفكر في حاله والتدرب على تلقي أخطاء الآخرين بحلم ربما يحتاج الأمر لمعاملة خاصة ممن حوله لكي يرتدع عن السلوك غير السوي

6- شخص يغضب إذا شعر بالحرج أو جرح مشاعره
غالبا هذا في النساء وبعض الرجال ذوي الحساسية العالية ، وقد يكون رد الفعل غضب وثورة ، وقد يكون بكاء وقد يكون انطواء وخصومة وقد يكون اهانة ...يعني حسب الشخصية

وحله التصالح مع النفس والتدرب على عدم الحساسية ، والتدرب على التعامل مع الحرج بأسلوب مختلف ، قد يكون بحاجة لمساعدة خارجية

7- غضب سببه الأساسي بطر الحق وغمط الناس والعحب
يشعر فيه المرء بالغضب من أفعال الآخرين لأنها غبية في نظره تصرفات دون المستوى كلها أخطاء وغباء فهو يسيء الظن بالناس ويحسن الظن بنفسه

لست بحاجة طبعا إلى القول أن هذا يحتاج لتقويم تربوي لنفسه

8- غضب نابع من سوء الظن والتسرع
فلا يستوثق من الموقف ويسارع بالغضب من أي شيء يشم منه رائحة الاهانة أو الضرر ، فيسيء الظن بالناس ولا يلتمس الأعذار

لست بحاجة طبعا إلى القول أن هذا يحتاج لتقويم تربوي لنفسه

9- غضب سببه الضغط النفسي
يشعر الإنسان بضيق مثلا ، باحباط ، أي شعور
ثم لا يحسن التعامل معه أو التعبير عنه
أو يكبته عمدا مثلا
فينفجر في وقت غير متوقع ويخونه لسانه وجوارحه

قد يكون سبب الانفجار غير مفهوم سواء له أو للناس
قد يكون سبب الانفجار تافه جدا في نظر الآخرين

لأن في الواقع السبب المؤدي للانفجار ليس هو سبب الغضب بل هو سبب الانفجار

تماما مثل حال البالون الممتلئ هواء

لو تم مسه بدبوس ينفجر بصوت ، في حين أنه لو تم مسه بنفس الدبوس قبل امتلائه بالهواء لما سمعنا له أدنى صوت

حله ببساطه التصالح مع النفس ،

تعلمي أريج أن البكاء بين يدي الله تعالى في جوف الليل علاج لمثل هذا الضغط ، ومصالحة للنفس ومكاشفة للهموم

الصلوات الخمس بخشوع والوضوء يغسل الروح من الداخل ويطهرها

الشعور بأن الدنيا لا تسوى جناح بعوضة

الارتباط بالآخرة يجعل للانسان هدف وعلو همة ويجمع الله به الشمل

الطاعة نور في الصدر يقاوم ظلمة المعصية التي تسبب المعيشة الضنك ولو كان أغنى الناس مالا وأكثرهم ولدا !!

في حين أن الارتباط بالدنيا يجعل الانسان يخلد للأرض وينضغط دائما ويهتم

أطلت وإن كنت سكت خشية الإطالة !!

اللهم اجعل كلامنا حجة لنا لا علينا
5- عندما أعجز أغضب !
حمامة الحرم - حدود منزلي 22-02-2010 06:18 AM
موضوع جميل يعبر عنا كأشخاص لا نستطيع أن نفهم أنفسنا ومشاعرنا..

بالنسبة لي فإني أشعر أني لا أستطيع قيادة مشاعري إلا إذا مس حدود الشرع ..
فإن غضبت من والديّ لا استطيع كتم غضبي إلا إذا تذكرت (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما )وإن عبرت عن غضبي بشكل خطأ أحاول الاستدراك بالإعتذار والتعويض بأي شكل!

وعادة أغضب عند شعوري بالعجز أكثر من غضبي عندما يحاول أي شخص آخر استفزازي..

وكثيرا ما أشعر بالغضب بسبب عدم استطاعتي بأن أعبر عن حبي للشخص الذي أحبه خشية أن أتعدى حدود الله وبعدها أشعر بحزن وأبكي ثم أشعر بالرضى لأني أرضي الله ( بإذن الله ) وبعد فترة تعود لي نفس المشاعر وهكذا ..

هذه أمثلة بسيطة عن غضبي ..
1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب