• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء / أطفال
علامة باركود

أخطاء شائعة في المداواة (أو التداوي): (من الممارسة اليومية) (2)

د. غنية عبدالرحمن النحلاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/5/2015 ميلادي - 29/7/1436 هجري

الزيارات: 11941

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من الممارسة اليومية

أخطاء شائعة في التداوي (ج2)


أخطاء التداوي بحر زاخر، وقد أوجزنا بعضها في الحلقة الماضية عندما تحدثنا عن قطرات الأنف، وعن الصادات، وأشرنا إلى مَساعي المنظمات الدولية للحدِّ من سوء استخدام الصادات (الأنتيبيوتيك) ومن أحدثها النداء الذي أطلقَته منظمة الصحة العالمية لترشيد المداواة بها، قبل أن نرى البشرية تعود لما سمِّي "عصر ما قبل الصادات"!

 

ونتناول في هذا الجزء مسكِّنات الألم الخافضةَ للحرارة:

التعامل مع خافض الحرارة المسكن للألم


مقدمة: مادة "الباراسيتامول" للأهمية:

إنَّ أكثر هذه الأدوية شيوعًا واستعمالاً الدواء المعروف علميًّا باسم: باراسيتامول، وله عدة أسماء تِجارية (ماركات) عالمية ومحلية، ويعرف في بعض الدول - مثل أمريكا - باسمه العلمي الثاني: اسيتامينوفين، ونتناوله هنا ليس لأنه من أكثر أسباب التسممات الدوائية وحَسْب، وليس فقط لأنه بداية بسيطة قد تنتهي بكارثة! فنبدأ بدواء لا يُلقي له البعض بالاً لعلاج الصداع والحمى المتوسطة مثلاً، وننتهي بتسمم شديد مهدِّد للحياة؛ بل أتناوله - مع ما سبق - للمساهمة في تصويب الخطأ التاريخي الطبِّي الذي نشَر قناعة تامة عند الناس بأنه علاج آمنٌ، آمن تمامًا حتى عند الأطفال والحوامل! فذلك هو الأمان الكاذب! لماذا؟ لأنه: آمن، ثم آمن، ثم آمن... ثم: قد يكون قاتلاً!!

 

والمعلومة أنه آمن ليست خاطئة بحد ذاتها، ولكن الخطأ في المبالغة بها، وفي نشرها وترسيخها عند الإنسان العادي، دون حدودٍ أو قيود؛ فهو مهما كان آمنًا يبقى مادة دوائية لها محاذيرها وجرعاتها المضبوطة بالدساتير الطبية، وهناك "عواملُ خطورة" - كما نسميها طبيًّا - تجعلها قاتلة في بعض الحالات.

 

كل ذلك والمزيد - مما سيَلي - أدَّى إلى قلق عالمي من انتشار حالات التأذي من هذا الدواء.

 

◙ نقلة وعي: من الأمان إلى السُّميَّة:

• إحصائيًّا تمثِّل سُميَّة الباراسيتامول واحدةً من أكثر أسباب التسمم شيوعًا في جميع أنحاء العالم، وهي سُمِّية كبدية بالدرجة الأولى؛ فهذا الدواء هو السبب الأكثر شيوعًا للفشل الكبدي الحادِّ في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وقد يؤدي لسمية كُلَوية، وإنَّ معظم حالات الإفراط الدوائي الضار تنجم عنه بالذات كما في الدول التي توفر إحصائيات؛ مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا! وفي دراسة لحالات فشل الكبد الحاد بين نوفمبر 2000 وتشرين الأول 2004 من قبل "مراكز مراقبة الأمراض والوقاية" بأتلانتا في الولايات المتحدة وُجد أن الباراسيتامول هو سبب 41 ٪ من مجموع الحالات لدى البالغين، و25 ٪ من الحالات لدى الأطفال!

 

◙ وتضمُّ عوامل الخطورة التي تَزيد من احتمال التسمم بالباراسيتامول وخطورته:

◄ شرب الكحول المتكرر ولو بكميات قليلة، والحمد لله أنه حرمه على عباده.

 

◄ سوء التغذية والمَخْمَصة الجماعية في المجاعات والحصارات، والفرديَّة منها عند فئات معينة (كالفنانين وعارضات الأزياء)! والتي تترافق بنَقص شهية مرَضي يسمَّى: "القمَه العصبي: Anorexi Nervosa".

 

◄ التدخين، فوقَ ما له من أضرار معروفة.

 

◄ الإكثار من الكافيين (ولا سيما تناول مشروبات الطاقة).

 

◄ السوابق المرَضية والدوائيَّة: وخاصة وجود أمراضٍ بالكبد والكلية؛ وتناول أدوية تؤثر على الكبد مثل بعض الأدوية المضادة للاختلاج (Anticonvulsants) أو بعض أدوية مرض السل.

 

◄ على طرفي العمر: تزداد أهمية الحذر عند الذين تجاوزوا الستِّين من العمر، وفي مرحلة الوليد الذي لم ينضج كبده بعد.

 

وأنوِّه هنا إلى أنه يُمنع قطعًا إعطاء الباراسيتامول للمواليد حتى نهاية الشهر الثاني من العمر على الأقل، وعلاج الحمى في هذا العمر لا يَجوز بدون فحص طبي بالسرعة القصوى (ويُكتفى بالكمادات ريثما يتم ذلك).

 

◙ تذكروا: آمن تمامًا، وقاتل أحيانًا!

رغم تنامي الوعي فإن مِن أهم ما ترتَّب على مفهوم الأمان المطلَق للباراسيتامول - ومنه ما نراه في الممارسة اليومية - التالي:

• لأنه آمن فهو يُباع على حد سواء (دون وصفة طبية)، وكذلك مع الأدوية التي لا تُباع إلا بوصفة طبية؛ وهذا يجعله متاحًا بوفرة ويُصيِّر احتمال التعرض لجرعة زائدة أو سُمِّية منه كبيرًا جدًّا؛ بسبب مركَّبات ذات سمِّية عالية مماثلة (كالإيبوبروفين والأسبرين) كما ورد في دراسات الانتشار الوبائي العالمية!

 

• وبالتالي فإنَّ الباراسيتامول (بأسمائه التجارية المعروفة) في مفهوم أكثر الناس ليس دواءً يَلزم إخبارُ الطبيب عنه عندما يَسأل: ماذا تُعطي ولدك؟ أو ماذا تستعمل من أدوية؟ (ثم قد يصفه الطبيب باسم تجاري آخرَ يكون فيه منفردًا، أو مع مادة دوائية أخرى؛ فهو يَدخل في تركيب العديد من المستحضرات، فتتضاعف الجرعة، وفي حال إصابة كبدية في بدايتها يَستحكم الضَّرر!).

 

• ولأنه آمن فلا بأس ولا تثريبَ على أحدٍ في وصفه: وكنا ذكَرنا في الجزء السابق أن المداويَ قد يكون الطبيب وقد يكون الصيدلانيَّ وقد يكون المرء نفسه: لنفسه أو لطفله، ناهيك عن القريب والجارة وأعضاء مجموعات التواصل.

 

إحدى الأمَّهات تلقَّت على واحدة منها عشَرات النصائح المتناقضة، وبعضها خاطئ تمامًا؛ لأن حرارة ابنها بلغَت (39) درجة، ولم تستجب للخافض (الباراسيتامول)، وكتبَت إحداهن تشجِّعها على تَكرار الجرعة: "لا تخافي من الخوافض، الحرارة يجب أن يتم السيطرة عليها"، وأقول لها ولكل أم: بل خافي من الخوافض (بمعنى الحذر والتنبه)، فهي مركَّبات تعطى بقَدر، وليست ماء ملونًا ومحلًّى! أما الحمَّى فتستحق بحثًا مفصَّلاً، ولكن لا بد في هذه العُجالة من تصحيح بعض المفاهيم حولها، وهذه وقفةٌ قصيرة لذلك:

◙ الحمى: وجود بعض المفاهيم الخاطئة:

• مِن الخطأ المبالغةُ في الخوف من الحمى، وإن كان القلق مبرَّرًا ولكن ليس منها؛ بل مما تُخفيه وراءها! فالحمَّى عرَض وهي ليست المرض، عرض يدل على ردِّ فعلنا ضدَّ المرض؛ إذ يُفرز الجسم موادَّ تؤدي للحرارة العالية التي تقوم بدور جرس الإنذار، والغالبية العظمى من أسبابها إصابات فيروسية إنذارها سليم عادةً! ونعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سبِّ الحمى[1].

 

وتتفاوت الأجسام في شدة الحمى الناتجة عن العامل المسبب عينه؛ فهناك مَن يوعَكون بشدة، وهنالك من يكون الترفع الحروري عندهم خفيفًا جدًّا أو غائبًا؛ مهما كان المرض الحموي شديدًا؛ إحدى الطبيبات أخبرتني أنها أصيبت بالحمى التيفية (حمى التيفوئيد) دون أن تَرتفع حرارتها! (والمرض اسمه حمى! ولم تُصَب بحمى خلاله)! وهي حالات نادرة تُرينا كيف أن وجود الحمى مع المرض نعمةٌ؛ فقد يَدخل الإنسان في الاختلاطات الخطرة قبل أن يتمَّ تشخيص المرض؛ سبحان الله!

 

• يَشيع الظنُّ أن الحمى تؤثر على الدماغ إن لم تعالَج، وأنها قد تؤدي لالتهاب السحايا (الحمى الشوكية)، والحقيقة هي العكس؛ فذلك الالتهاب هو سبب ارتفاع الحرارة وليس ناجمًا عنها، كما أنَّ الحرارة لا تؤدي إلى أذية الدماغ.

 

• الاختلاج الحروري عند الأطفال هو أحد أسباب الخوف من الحمى؛ فقد تؤدي الحرارة المرتفعة إلى اختلاجات سليمة عند بعض الأطفال بعمر أقل من (٥) سنوات وهي غير الرجفان أو القُشَعريرة أثناء الحرارة العالية، وهو بحث آخر يهمنا منه بالنسبة لموضوعنا أن زيادة الجرعة أو تقصير الفواصل بين الجرعات المعطاة من الخافض ليس هو الحل لمنع أو علاج الاختلاج الحروري.

 

• أول خطوة لعلاج الحمَّى ليست إعطاء الخافض؛ بل هي تخفيف الملابس ووضع كمَّادات ماء حرارته عادية، وأعجب أنها خطوة قد تهمَل من الأمهات - لاسيما الجزء الأول منها - على أهميتها.

 

◙ اللاءات الثلاثة: في المشاهدات اليومية يقع الخطأ والضَّرر التالي له بالنسبة لهذا الدواء، فيما يلي:

تجاوز الجرعة - تجاوز المدة - تجاوز الاستطباب - الغفلة عن وجود عوامل خطورة؛ مثل إصابة خلسية في الكبد.

وتزداد المسألة خطورة بوجود أكثرَ من خطأ من الأخطاء المذكورة عند نفس المريض كما سنرى في الأمثلة.


وفي طب الأطفال أحذر الأم وأؤكد للقارئ لزوم التقيد باللاءات الثلاثة خلال تدبير الحرارة المرتفعة تحت أي ظرف:

• لا تتجاوزوا 15 ملغ لكل كيلوغرام من وزن طفلكم من الدواء في الجرعة الواحدة.

 

• لا تَنقصوا المدة بين الجرعتين عن أربع ساعات، ولكن تطويلها ممكن.

 

• لا تتجاوزوا مدة 72 ساعة قبل مراجعة الطبيب لفحص طفلكم الذي يَزيد عمره عن سنة (أو إعادة فحصه) إذا لم يستَجِب للمخفِّضات والكمَّادات خلالها (أما دون السنة فلا أكثرَ مِن 24 ساعة).

 

ناهيك عن التحذير البديهي من ترك الأدوية بمتناول الأطفال، ولا يَندُر أن يفتح الطفل العطِشُ الثلاجةَ ويَكرَع نصف محتوى عبوة الباراسيتامول قبل أن يُهرَع الأهل مذعورين للطوارئ (بعد أن دأَبوا على وصفه للطفل: عصير.. عصير)!

 

أعراض الإصابة الحادة عند الأطفال والكبار (محاولات الانتحار)؛ والإسعاف الفوري:

خلال ساعتين (وربما أقلَّ) يصبح الطفل شاحبًا، ويُصاب بالغثَيان، وقد يتجشَّأ ويقيء، ويستمر ذلك لمدة (24) ساعة، وهنا فإن إعطاء مضاد التقيُّؤ قد يَزيد من خطورة التسمم بالباراسيتامول، وعمومًا يُمنع إعطاء أي دواء من قِبَل الأهل في هذه الحالة؛ وأحيانًا تَظهر أعراض جديدة بعد 48 ساعة مثل التخليط الذهني والألم البطني وانتفاخ البطن، والمضض في منطقة الكبد؛ وإن الإسعاف الفوري سيَمنع هذا التطور الخطر، وأول خطوة هي إزالة الدواء المبتلَع من معدة الطفل بتحريض التقيؤ أو غسل المعدة، والحمد لله أن التسمم بهذا الدواء بالذات له تِرياق نوعي يُفيد في حماية الكبد إن أُعطي مبكرًا (بعد أقل من 8 ساعات من بدء التسمم) بالوريد أو بالفم.

 

الحالات الصعبة في جميع الأعمار: وفيها قد لا تظهر أعراض سُمِّية الباراسيتامول على الإطلاق في الـ (24 ساعة) الأولى بعد جرعة زائدة، وفي حالات أخرى تظهر الأعراض، ثمَّ يشعر المصاب بعد أول 24 ساعة بالتحسن، إلا أنه في الوقت ذاته يبدأ تطور الضرر الكبدي أو الضرر في الكُلَى خلسةً، ولا يكشف إلا مخبريًّا، وتعود الأعراض للظهور بشدة أكبر بعد (72 - 96ساعة)!

 

وقد تكون الشكوى غير محددة عند كثيرين في الجرعة الزائدة المتكررة لعدَّة أيام أو الجرعة العادية لأسابيع؛ مثل آلام مبهمة بالبطن وغثيان، ومع تقدم الإصابة تبدأ علامات الفشل الكبدي في التكامل عند البعض وأسوؤها اعتلال الدماغ الكبدي، وتشمل الاضطرابات المخبرية عند هؤلاء وأولئك، إضافة لارتفاع مستوى الدواء في الدم، وانخفاض مستوى سكر الدم، وزيادة حموضة الدم وارتفاع أنزيمات الكبد، علمًا أنَّ هذه الأخيرة قد ترتفع إلى ثلاثة أضعاف قيمتها الطبيعية بعد الجرعة العادية (واحد غرام باراسيتامول أربع مرات في اليوم) لمدة أسبوعين، وهو مؤشر منذر!

 

بعض الأعراض تزول تلقائيًّا عند البعض، كما أنَّ عدم تقديم العلاج المذكور أو تأخيره قد يجعل المريض بحاجة لعملية زرع كبد بدلَ التالف، ولكن التهاب الكبد الصاعق (أو الوخيم) غالبًا ينتهي بالوفاة.

 

• أمثلة واقعية:

• تجاوز المدة: وتشاهد هذه الحالات عادة بعد عمر الطفولة؛ سواء لتقصير الطبيب في تحديدها، أو لأن المريض استعمله دون وصفة واستمر عليه أيامًا وأسابيع، وبعضهم لأشهُر! وفي هذا خطر كبير على الكبد كما سبق.


وحتى في الطفولة كُثرٌ لا يعتبرونه دواء، فيستمرون بإعطائه لأسابيع دون استشارة؛ بدعوى "التسنين" مثلاً أو بكاء الطفل غير المبرَّر.

 

• تجاوز الجرعة: وهو خطأ يَشيع عندما لا يزول الألم، أو لا تنخفض الحرارة، ومن الحالات المؤثرة التي ترجع للثمانينيَّات وانتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية، وأحدثَت ضجة في الوسط الطبي وقتها - حالةُ طفلة في الثامنة ضاعفَت لها والدتها الجرعة المقررة من الطبيب؛ لأن الحرارة لم تكد تنخفض عن الأربعين، وبعد يومين تغيم وعي الطفلة وأصيبت بالتهاب كبد صاعق، وسرعان ما فارقت الحياة!

 

ومنذ عامين نشَرت الصحف البريطانية نبأ وفاة شابة إنكليزية بفشَل كبد حاد؛ لأنها ضاعفت جرعة الباراسيتامول لتسرع تخفيف آلام تلَت استئصال ورم حميد من الثدي، وطلب أهلها نشر القصة لتحذير الناس؛ وعلقت سيدة على موقع إخباري عربي نشَرَها: طبيب ابنتي وعمرها سنتان يصفه لها ولم ينبهني للخطورة، بل ظننتُه دواء بلا خطورة؛ كونه يوصف للأطفال دائمًا بهذا الشكل! وتابعَت: "إن الأطباء يبخلون بإعطاء المعلومات، ونحن نجهَل الكثير"! وأنتقل من كلماتها التي نقلتُها كما هي إلى الفقرة التالية:

◙ توزع المسؤولية: تبرز هذه القضية في الحالات الكارثية، ولكنها موجودة باستمرار مع تزايد الاحصائيات حول الأخطاء اليومية، والتسممات المزمنة:

• الطبيب مسؤول إن لم يوضح التعليمات، والمريض مسؤول في حال لم يتقيَّد بها أو أخفى معلوماتٍ صحيةً عن طبيبه سهوًا أو عمدًا، وجهلاً بخطورة ذلك؛ كأن لا يخبر طبيبه أن لديه سوابقَ مرض كبدي، أو أنه مدخِّن، ويتناول الكحول؛ وهو مسؤول إن استقى التعليمات من غير أهل العلم.

 

ونعلم أن المسلم مأمور بالتبيُّن وأخذ العلم من مَظانِّه في جميع أموره، والصحة من أهمها؛ ويَزيد اتساعُ المشكلة بين الأسر رغم الحداثة، فأفرادها إما ينتمون لجيل لا يقرأ أو لا يعقل ما يسمع، أو لجيل لم يكن يتمعَّن بما يقرأ أو يطبق ما يسمع، وأكثر هؤلاء وأولئك يقول: سمعنا، وهم لا يسمعون!

 

◙ وتشترك الهيئات العامة في المسؤولية عن هذا الجهل.

• واليوم لا يكاد يخلو منشور توجيهي صحي عام من الحديث عن التسمم بهذا الخافض، ويَحفُل الإعلام التقليدي والإلكتروني بالدراسات والمعلومات المفيدة حوله.

 

• وتتضمن الجهود المبذولة عالميًّا لمنع الإصابة "بأذيات الجرعة الزائدة من الباراسيتامول" السعي لاستصدار قوانين تحدُّ من بيعه بدون وصفة طبية.

 

ختامًا:

فنحن مأمورون بحمد الله تعالى بالتداوي؛ روى أبو الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداوَوا، ولا تتداووا بالحرام))؛ رواه أبو داود.

 

والباراسيتامول دواء جيد، والأجود أن نتناولَه بحذر، دون إفراط ولا تفريط، والله مِن وراء القصد.

 

أهم المراجع والمصادر:

1- منشورات منظمة الصحة العالمية.

2- منشورات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة:

the US Centers for Disease Control and Prevention=CDC

3- كتاب طب الأطفال نلسون: Kliegman: Nelson Textbook of Pediatrics



[1] عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب - أو أم المسيب - فقال: ((ما لكِ يا أم السائب - أو يا أم المسيب - تُزَفزفين؟)) فقالت: الحمى، لا بارك الله فيها! فقال: ((لا تسبِّي الحمى؛ فإنها تُذهب خطايا بني آدم كما يُذهب الكيرُ خبَثَ الحديد))؛ رواه مسلم. "تُزفزفين" تتحركين حركة سريعة، ومعناه أنها ترتعد، وهو بضم التاء؛ والقياس في ذلك أن مصائب المؤمن تكفيرٌ لخطاياه ورفعٌ لدرجاته (وإن كان طفلاً فلأهلِه)، ويَشهد له حديثُ عائشة رضي الله عنها، عنه صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يُشاك بشوكة فما فوقها إلا كُتبت له بها حسنة، ومُحيت عنه بها خطيئة)) رواه مالكٌ وأحمدُ ومسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أخطاء شائعة في المداواة (أو التداوي): (من الممارسة اليومية) (1)
  • أخطاء شائعة في المداواة (أو التداوي): (من الممارسة اليومية) (3)
  • أخطاء شائعة في المداواة (أو التداوي): (من الممارسة اليومية) (4)
  • التلوث الغذائي والأمراض الناجمة عنه (1)

مختارات من الشبكة

  • أخطاء المزكين: من أخطاء الناس في باب الزكاة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أخطاء شائعة في شهر رمضان وكيفية تجنبها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخطاء شائعة وبدع ومخالفات واعتقادات باطلة تتعلق بشهر رمضان وزكاة الفطر والعيدين (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • أخطاء شائعة واعتقادات باطلة تتعلق بشهر رمضان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أخطاء شائعة في الوضوء (mp3)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أخطاء شائعة في الوضوء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخطاء شائعة في قراءة سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخطاء شائعة في الأذان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخطاء لغوية شائعة: مغلق لا مغلوق(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أخطاء شائعة: الإنسان لا الإنسانة(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب