• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

فوق سن الأربعين

الشيخ حسين شعبان وهدان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/8/2014 ميلادي - 20/10/1435 هجري

الزيارات: 21027

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فوق سن الأربعين


منظومة الأرقام في الكتاب العزيز تسترعي انتباه أولي البصائر المستنيرة، وتحرك الهمم إلى استلهام درر المعاني منها، وهي في كل أحايينها ضربٌ من الإعجاز القرآني المبهر في إخبارها، أو عمق مراميها، أو جمال مبانيها.

 

فلا غروَ أن يهتم نفر غير قليل من العلماء النابهين من هذه الأمة قديمًا وحديثًا بالإعجاز العددي في القرآن الكريم؛ لأنهم لا يخرجون من هذا البحر الزاخر إلا بالدرر والجواهر والنتف التي تسعد الخاطر، وتزيد في الإيمان.

 

فكم سينبهر العقل ويزداد اليقين في القلوب بعد الوقوف على هذه الحقائق العددية في القرآن الكريم!

 

♦ أن المدة التي لبِثها أصحاب الكهف في كهفهم هي ثلاثمائة وتسع سنوات، كما قال الله تعالى: ﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴾ [الكهف: 25]، وقد قص الله تعالى علينا قصتهم في سورة الكهف بثلاثمائة وتسع من الكلمات!

♦ تكررت كلمة الحياة مائة وخمسًا وأربعين مرةً، وكذلك كلمة الموت!

♦ تكررت كلمة الصالحات مائة وسبعًا وستين مرةً، وكذلك كلمة السيئات!

♦ تكررت كلمة الدنيا مائة وخمس عشرة مرةً، وكذلك كلمة الآخرة!

♦ تكررت كلمة الملائكة ثمانيًا وثمانين مرةً، وكذلك كلمة الشيطان!

♦ أن الرَّجل ذُكر أربعًا وعشرين مرةً، وكذلك المرأة!

 

وبعد:

فهذا لا يمثل أدنى من نصف قطرة صغيرة من خضم بحر لجي لا ينفد عطاؤه، لكنه مبهر ويبين الإعجاز في أظهر صوره، ويدل أتم الدلالة على أن القرآن العظيم في غاية الإحكام؛ كما قال ربنا جل شأنه: ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1].

 

ومن فرائد المعاني في الإعجاز العددي القرآني أنه يأخذ بيد المؤمنين إلى ارتياد آفاق إيمانية رحبة بعد أن تفاجئهم الآيات البينات بري الهدى، وقوارع المواعظ، وتنير لهم دروب الإيمان بإشارات هادية لا يعقِلها إلا العالِمون.

♦♦♦♦♦

 

ومن الأرقام الواردة في كتاب الله تعالى: رقم "الأربعين"، جاء يرفل حينًا في وشاح النعمة، وحينًا آخر في أطمار مقتٍ وغضب، وجاء كذلك حدًّا فاصلاً بين زمن غشته الغفلات، وزمان آخر تسترد فيه الهمم وتدفع فيه العوائد من الطاعات لقرب الرحيل.

 

فمما جاء في عدد الأربعين من فيض النعم: قوله تعالى: ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾ [الأعراف: 142]، فأربعون ليلةً كاملة يقضيها الكليم موسى عليه السلام في الواد المقدس لمناجاة ربه، واستلام كتابه: نعمة كبرى، وعطاء لا تحتويه العبارة.

 

وفي ملمح قرآني آخر مع سيدنا موسى عليه السلام أيضًا يأتيك نبأ الأربعين هذه المرة، ولكن على عدد السنين، لا على عدد الأيام، تحمل نير النقم، بصدور مرسومِ الغضب على بني إسرائيل، بعدما نكصوا على الأعقاب، وفروا هاربين من الجهاد، وضاجروا نبي الله موسى عليه السلام بالجدل العقيم، وكان قضاء الله المبرم: ﴿ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 26].

 

وفي ملمح قرآني ثالث، يجعل الله تعالى سن الأربعين فاصلاً زمنيًّا ملهمًا للانتباه بين سِنِي الانهماك في طلب الدنيا، وبين بداية التوبة الحقيقية الصادقة التي لا حظ للشيطان ولا للهوى فيها؛ وذلك لاقتراب الأجل، وهذا ما أشارت إليه الآيةُ المباركة: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].

 

ومع سنِّ الأربعين تبدأ علامات الضعف في الظهور، وكلما مرت الأيام وتعاقبت السنون، كان ذلك إيذانًا بودَاع قريبٍ من هذه الحياة الفانية، مع وجوب الجِدِّ في المسابقة إلى الخيرات:

ولَمَّا رأيتُ الشَّيبَ حلَّ بمَفرقي
نذيرًا بتَرحال الشَّباب المفارِقِ
رجعتُ إلى نفسي فقلتُ لها: انظري
إلى ما أتى، هذا ابتداءُ الحقائقِ
دعِي دعواتِ اللَّهو قد فات وقتُها
كما قد أفات الليلُ نورَ المشارقِ
دعي منزلَ اللَّذَّات ينزِلُ أهله
وجِدِّي لِما نُدعَى إليه وسابِقِي

 

وكثير من الناس في غفلة طاغية عن الانتظار لضيف الشيب بعدما عطف الشباب إلى بدايات الوداع؛ ولهذا يهرب الناس من لون الشيب ووقاره إلى صبغ الشعر، وتبديل لونه، كأنهم يبدلون الحقائق مع أنهم يبدلون مجرد الصور!، وقد كان الناسُ قديمًا يهربون من الشَّيب ويغتمُّون لظهوره، كأنهم يحمِلون أثقال الجبال؛ فالإنسان يروم دوامَ الصحة، ويهرب بفطرته من الضَّعف والاعتلال، قال علي بن جبلة وهو يذكر الشيب وقد بلغ الأربعين:

ألقى عصاه وأرخى من عمامتِه
وقال: ضيفٌ، فقلتُ: الشَّيب؟ قال: أجَلْ
فقلتُ: أخطأتَ دارَ الحيِّ قال: ولِمْ؟
مضَتْ لك الأربعون التِّمُّ ثم نزَلْ
فما شجيتُ بشيء ما شجيت به
كأنما اعتَمَّ منه مَفرِقي بجبَلْ

 

ومع هذا، فالموفَّقون من عباد الله هم الذين يستثمرون زمنهم بما افترض اللهُ عليهم فيه؛ فلكل زمن فريضة؛ فرمضان للصيام، ومواقيت الصلاة لإقامتها، وبذل الزكاة يوم حصادها، ولا غرو ففريضة عمر الأربعين الأولى هي التوبة، مع ما يتعلق بها من واجبات التفكُّر فيمن مضى ومن بقي من الآباء والأمهات، وعمل الصالحات، لتبقى ذخرًا للذرية، وشُكر الله تعالى على ما أفاء من نِعم، وعلى ما أسداه لعبده من فيوض الكرم طوال عمره قبل الأربعين؛ قال الله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].

 

وفوق الأربعين بكثير من الأعوام يبقى الشباب في القلب ملازمًا للموفَّقين من أهل الهِمم، حتى وإن صاروا كهولاً أو شيوخًا، ومنهم ابن عقيل الذي قال:

ما شابَ عَزْمي ولا حَزْمي ولا خُلقي
ولا ولائي ولا دِيني ولا كرَمي
وإنما اعتاض شَعري غيرَ صِبغته
والشَّيبُ في الشَّعر غيرُ الشَّيبِ في الهِمَمِ

 

وقال غيره:

ما كنتُ أرجوه إذ كنتُ ابنَ عِشرينا
مُلِّكْته بعدما جاوزتُ سبعينا

 

ومع بعض الهِمَم التي صارت مضرب الأمثال في مجتمعاتها بعد الأربعين إما بالخير والثناء، وإما بالنعت السيِّئ.

 

قال لي أحد الآباء الذين تظهر عليهم آياتُ الصلاح - والله حسيبه -:

بدأت حفظ القرآن وأنا ابن ثلاث وأربعين سنة وحفظتُه بفضل الله تعالى في أقل من حولين في ظروف صعبة؛ حيث كنت عاملاً في أحد المصانع، ثم حدث في يوم من الأيام أن شاهدتُ جاري غيرَ المسلم وتابعت حاله وما هو عليه من عادات وطقوس دِينية، فحمدت الله تعالى على نعمة الإسلام، وقررتُ بعدها أن أصوم لله؛ ليكون الصوم شكرًا لربِّي على أن خلَقني مسلمًا، فإنني حينما أقف على شيء من كفر الكافرين وشِرك المشركين يقشعرُّ بدني، ويواصل صاحب الثلاثة والسبعين عامًا - والنور الساطع يبرق من وجهه ولحيته البيضاء -: آتي إلى المسجد كل ليلة قبل الفجر بساعتين، فأتهجَّد بالقرآن الذي أحفظه بلا خطأ واحد! وقد أمدَّني الله تعالى بقوة من عنده لأتمكن من إتمام ختمةٍ قرآنيَّة كل يومين!

 

ووالد آخر لم يحفظِ القرآن أيضًا إلا بعد سن الأربعين، وكان قد كُفَّ بصرُه بعد رحلة من الخدمة في بيوت الله تزيد عن خمسين سنة، واستطاع بعد مشقة بالغة أن يحفظ القرآنَ بالترداد من التسجيل الصوتي، وكم كان شراء ذلك الجهاز صعبًا عليه؛ إذ كان من المال معدِمًا! فلله هذه الهمم!

 

وحال كثير من طلاب الهداية فوق سن الأربعين قد أسعدهم الله تعالى بالبقاء على ظهر الأرض لإكمال كثير من النقص العلمي المترسب في الأعمار التي غشاها الشغل بالحياة الدنيا، فثنى كثيرٌ منهم ركبتيه للعلماء، يتعلمون في بيوت الله ما انشغلوا عنه طيلة أعمارهم التي مضت، فتعلموا قبل أن يواري أحدَهم الثرى إلى مثواه الأخير من هذه الحياة.. يا لبشراهم!

 

وآخرون في خدمة مجتمعاتهم قد قطعوا ما تبقى من رحلة الحياة التي اقتربت بهم إلى زمن الرحيل، فطفِقوا يتقلبون في متعة الخدمة للفقراء والمساكين واليتامى والمحتاجين، ويجدون في ذلك لذةً ونعيمًا روحيًّا يُغريهم بتقديم المزيد.

♦ ♦ ♦ ♦


وحكى الواقع عن آباء قد دفعوا أولادهم إلى الهاوية وهم على حافة وجودهم في الدنيا "يعني فوق سن الأربعين بكثير"، ها هي زوجة شابة تشتكي من والد زوجها مُر الشكوى، أنه دمر حياتها؛ حيث كانت تعيش مع زوجها وولدها الصغير فقط، واحتاج والد زوجها أن يعيش معهم بعدما ماتت زوجه، وكان الوالد الكبير خبيرًا في فنون الخلاعة والمجون، ومنها المخدِّرات، وكان الزوج الشاب ينام مبكرًا ليذهب إلى عمله في الصباح، فتغيرت حاله وما يُفيق إلا وقت الظهيرة، وبدأ التغيير السلبي يزحف إلى البيت الصغير، وحل عليهم الفقر والكآبة، وإذا بالوالد قدوةِ السوء قد درَّب ولده على المخدِّرات والخمر، حتى زوده بالخبرة اللازمة في مدة قصيرة جدًّا لا تتعدى ثلاثة أشهر، وانتهى الأمر ليكون الولد من الأشقياء كما كان الوالد طول حياته: ((كما تنتج البهيمة بهيمةً جمعاء...))؛ (صحيح البخاري 4775 بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه).

 

وهناك من الآباء من لم يعرف طعم الدخان الخبيث في فمه إلا بعد بلوغه سن التقاعد؛ أي بعد ستين سنة، فلعلَّه أراد أن يختم حياته بطريقة لا تنفع ولا ترفع دينًا ولا دنيا!، ثم أصبح خبيرًا كعادة الغافلين في شؤون اللعب وفنون التسلية المشاهدة والجامعة لأشتات بشرية ميتة القلب بَيْدَ أنها تسعى على قدمين!

♦ ♦ ♦ ♦


والمفروض أنه بعد سن الأربعين تبدأ مناجاة العبد لمولاه بالأوبة والندم، ودفع عوائد الطاعات، ومعالجة أمراض القلوب، والسعي الدؤوب إلى رضا علام الغيوب؛ حيث لم يعد هناك وقت - بعد سن الأربعين - يضيع في غفلة، فضلاً عن التصميم على المعاصي؛ فالموت قد اقترب، والحساب عسير، وقد بدت نُذر الفِراق، وبدأ مجال الأمل في الدنيا يضيق وقد أشفى العمر القصير على نهاية الطريق، وعما قريب سيحمل العبد على الأعناق ليرقد في وسط الحفائر إلى يوم يبعثون، تمامًا مثل المعنى الذي قصده سعود الحجيلي بقوله:

فالأربعين اليوم قد جاوزتُها
شبحُ المشيب يعِجُّ في الأعماق
لا بدَّ يومًا في حياتي مقبلاً
وأكون محمولاً على الأعناق
ويكون في وسط المقابر مرقدي
والدَّمع مسفوحًا من الأحداق
اجعَلْ ختامي يا إلهي جنَّةً
يا مَن تقسِّمُ طيِّبَ الأرزاق

 

بعد سن الأربعين تبدأ المسؤولية الحقة في المناصحة والمشورة في الوجوب لكل طالب لها؛ حيث اكتمال العقل، وذهاب الصبوة، والتحرُّر من وثبة الشباب.

 

ونادرًا ما يكلف الرجال بالمناصب الكبرى قبل الأربعين؛ فكل المناصب تأتي بعد ذلك، حتى قادة المجتمعات والأمم بعد الأربعين، وحتى الأنبياء.

 

والمطلوب جميعًا باختصار: أن يحذَر أهل الأربعين مفاجآت القدر، وخصوصًا من عكَّرت الدنيا صفو إيمانهم مع ربهم أن ينتبهوا.. فهم الآن على مفارق طرق، ومن الدنيا على آيات وداع.

 

وأخيرًا:

سألت طفلين من أطفالنا عن عدد الأربعين في مخيلة كل منهما، فقال أحدهما على عجل: "علي بابا والأربعين حرامي"، أنا شاهدت هذا الفيلم، وقال الآخر: إن أبي قد اشترى لي كتاب (الأربعين النووية) وأمَرني بحفظه، فقلت في نفسي: هذا فارق التربية والتوجيه واضحًا وضوح الشمس في زمن الصبا، وسيسطع أثرُه آلاف المرات بعد سن الأربعين.

 

ولا شك أن كلاًّ من الولدين يعرف عدد الأربعين، لكن الفارق الفاصل بينهما كما بين السماء والأرض علوًّا وهبوطًا.

 

ونسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الختام، وأن يجعلنا من ورثة الجنة بسلام، والحمد لله في بدء وفي ختام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحياة بعد الأربعين هدوء ومتعة
  • أزمة الرجل الأربعيني

مختارات من الشبكة

  • لطائف لغوية في قوله تعالى: {والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن}(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أحافظ على أسناني ( قصيدة للأطفال )(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • مشكلة العناد عند الأطفال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مخطوطة كتاب الأربعين عن المشايخ الأربعين عن أربعين صحابي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • السلوك المزعج للأولاد: كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟ (3) صفات السن(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • هل في تقويم الأسنان مخالفة شرعية؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • مخطوطة الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كتاب الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة المجالس السنية في الكلام على الأربعين النووية ( شرح الأربعين النووية )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الفتح المبين بشرح الأربعين ( شرح الأربعين النووية )(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب