• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

هكذا كان العلماء في الرجوع عن الخطأ

هكذا كان العلماء في الرجوع عن الخطأ
أ.د. عبدالحكيم الأنيس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/6/2014 ميلادي - 18/8/1435 هجري

الزيارات: 44812

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هكذا كان العلماء في الرجوع عن الخطأ


الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 

وبعد:

فإنَّ من إكرامِ الله تعالى لهذه الأمة، وحفظهِ كتابَه وسُنَّة نبيه عليها، أنْ هيأ فيها علماء أجلاء. وهبهم عقولاً راجحة، وعلوماً جمة، ورَجعهم إلى ورعٍ مكين، وخوفٍ منه متين، فحملوا هذه الأمانة وقاموا بها خير قيام، حتى وصل إلينا هذا العلمُ - علم الإسلام - صافيًا مصفىً، خاليًا من الشوائب، محفوظًا من الكدورات، سالمًا من الهوى والخطأ المتوارث.

 

وكان مِنْ رجاحة هذه العقول، وسُموِّ تلك النفوس، وجميلِ ذاك الورع، وعظيمِ ذلك الخوف: منهجٌ علميٌّ رفيعٌ، أسَّسوه على تقوى من الله ورضوانٍ، يقومُ على التزامِ الحقِّ في الأقوال والأفعال، وطلبِ الحق في الصدور والورود، والتنبيه على الحق في الصغر والكبر، والعودة إلى الحق في السر والعلن.

 

وعلِمَ اللهُ منهم صدقَهم في كل هذا فرفعهم ورفعَ بهم، وأجرى ذكرَهم بالتبجيل والتقدير على مرِّ الزمان واختلاف المكان.

 

وإنك لتبحثُ عن أمثالهم في الأمم فلا تجد، وتنظرُ في سيرهم وما دُوِّن من أخبارهم ووقائعهم فتعجب، ويهزك منهم مواقفُ رائعة، وتأسرك صورٌ خلابة، وتُدهش لصفاء تلك النفوس، ونقاء هاتيك الصدور، وتشكر الله على دينٍ صنع أناساً كهؤلاء، طلبوا الكمال من بابه، ولم يتخذوا سوى الحق والصدق مأوى لهم.

 

نعم، كان الحقُّ شعارهم ودثارهم مدى أعمارهم، إنْ أخطأوه عادوا إليه، وإنْ أخطأه بعضهم دلوه عليه، ومِن المفيد أن نقتبس هذه اللمحات الدالة:

♦ روى سعيد بن منصور في «السُّنن» عن سعد بن إياس عن رجلٍ تزوَّج امرأة من بني شمخ [في الكوفة]، ثم أبصر أمَّها فأعجبته، فذهب إلى ابن مسعود فقال: إني تزوجتُ بامرأة فلم أدخل بها، ثم أعجبتني أمُّها فأطلق المرأة وأتزوج أمها؟

قال: نعم.

فطلقها وتزوَّج أمها.

 

فأتى عبدُ الله المدينة. فسأل أصحابَ رسول الله [ذُكِر منهم في بعض الطرق: عمر وعلي رضي الله عنهما]. فقالوا: لا يصلح.

 

ثم قدم فأتى بني شمخ فقال: أين الرجل الذي تزوَّج أمَّ المرأة التي كانت عنده؟

قالوا: ههنا.

قال: فليفارقها.

قالوا: كيف وقد نثرتْ له بطنها؟!

قال: وإن كانتْ فعلتْ فليفارقها، فإنها حرامٌ من الله عز وجل.

 

وهكذا يعلمنا الصحابيُّ الجليل عبد الله بن مسعود - وهو مَنْ هو في جلالة القدر وسعة العلم - ألا نأنف من الرجوع عن الخطأ إذا تبيَّن لنا، ويعلمنا دوام الاهتمام بالوصول إلى الصواب وإن طال المدى.

 

♦ وعن مَخْلَد بن خُفَاف قال: ابتعتُ غلاماً فاستغللته، ثم ظهرتُ منه على عيب، فخاصمتُ فيه إلى عمر بن عبد العزيز [وكان أميرَ المدينة] فقضى لي بردِّه، وقضى عليّ برد غلته، فأتيتُ عروة بن الزبير فأخبرته، فقال: أروحُ إليه العشية فأخبره أنَّ عائشة أخبرتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في مثل هذا أن الخراج بالضمان (أي: يأخذ الخراج - الغلة - من يقع عليه الضمان).

 

فعجلتُ إلى عمر، فأخبرته ما أخبرني عروة عن عائشة عن النبي فقال عمر: فما أيسرَ عليَّ من قضاء قضيته، اللهُ يعلم أني لم أرد فيه إلا الحق، فبلغتني فيه سنةٌ عن رسول الله، فأراد قضاء عمر وأنفذ سنة رسول الله. فراح إليه عروة، فقضى لي أن آخذ الخراج من الذي قضى به عليّ له.

 

ومن الضروري أن نتوقف عند عبارة عمر: «فما أيسرَ عليَّ من قضاء قضيته... فأرد قضاء عمر، وأنفذ سنة رسول الله». بهذا السموِّ في الرجوع عن الخطأ إلى الصواب مازهم اللهُ عزَّ وجلَّ فامتازوا.

 

♦ ومثل هذا ما جاء عن قاضي المدينة سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (ت 127هـ): قال ابنُ أبي ذئب: قضى سعدٌ على رجل بقضيةٍ برأي ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فأخبرتُه عن النبي بخلاف ما قضى به. فقال سعدٌ لربيعة: هذا ابن أبي ذئب - وهو عندي ثقة - يخبرني عن النبي بخلاف ما قضيتُ به؟

 

فقال له ربيعةُ: قد اجتهدتَ ومضى حكمُك.

 

فقال سعدٌ: واعجباً! أنفذُ قضاء سعد بن أم سعد وأردُّ قضاء رسول الله؟! بل أردُّ قضاء سعد بن أم سعد وأنفذ قضاء رسول الله.

فدعا سعد بكتاب القضية فشقَّه، وقضى للمقضي عليه.

♦ ونتقدم مع الزمن لنشهد عجائب في هذا الباب، وقد بلغ الأمرُ ببعضهم إلى طلب بيان الخطأ - إن كان - من عارفه، من غير نظرٍ إلى سنِّه، كما حصل للإمام البخاري مع عدد من شيوخه، ومنهم ابنُ أبي أويس الذي قال له:

انظرْ في كتبي وجميع ما أملك لك، وأنا أشكرُ لك أبداً ما دمتُ حياً.

 

♦ وهناك مَنْ كان يدفعُ الذهب لمَن يراجعُ عمله كما جاء عن المحدِّث التاجر دَعْلج بن أحمد بن دعلج المعدَّل (ت 351هـ):

قال الخطيبُ البغدادي: بلغني أنه بعث بـ "مُسنده" إلى ابن عقدة لينظرَ فيه، وجعل في الأجزاء بين كل ورقتين ديناراً.

 

♦ وكان الإمام المفسِّر البقاعي (ت 885هـ) يقول:

«ما تركتُ أحداً ممَّن يلم بي إلا قلتُ له: المراد الوقوفُ على الحق من معاني كتاب الله تعالى، والمساعدةُ على ما ينفع أهل الإسلام، فمَنْ وجد لي خطأ فليخبرني به لأصلحه، ووالله الذي جلتْ قدرته وتعالتْ عظمته لو أنَّ لي سعة تقوم بما أريد لكنتُ أبذل مالاً لمن ينبهني على خطئي، فكلما نبهني أحدٌ على خطأ أعطيته ديناراً. ولقد نبهني غيرُ واحد على أشياءٍ فأصلحتُها، وكنتُ أدعو لهم وأثني عليهم، وأقولُ لهم هذا الكلام ترغيباً في المعاودة إلى الانتقاد، والاجتهاد في الإسعاف بذلك والإسعاد».

 

♦ وكان للعلماء في إعلان ما أخطؤوا فيه وبيان رجوعهم عنه ما تندهشُ له الألباب:

قال ابنُ الجوزي: «وقد كان في السلف - قدَّس اللهُ أرواحهم - مَنْ إذا عرف أنه قد أخطأ لم يستقرَّ حتى يُظهر خطأه، ويُعلم من أفتاه بذلك».

 

ثم روى أنَّ الحسن بن زياد اللؤلؤي (ت 204هـ) استُفتي في مسألة فأخطأ، فلم يعرف الذي أفتاه فاكترى منادياً فنادى أن الحسن بن زياد استفتي يوم كذا وكذا في مسألة فأخطأ، فمن كان أفتاه بشيء فليرجع إليه. فمكث أياماً لا يفتي حتى وجد صاحبَ الفتوى فأعلمه أنه قد أخطأ وأن الصواب كذا.

 

♦ وجاء مثل هذا عن العز عبد السلام (ت 660هـ) فقد أفتى مرة بفتيا، ثم ظهر له أنه أخطأ، فنادى في مصر والقاهرة على نفسه: مَنْ أفتى له فلانٌ بكذا فلا يعمل به فإنه خطأ.

 

♦ وكانوا يُعلنون عن خطئهم في المحافل العامة:

ومن أجمل الأخبار في ذلك ما فعله واعظُ عصره العلامة أبو الفضل عبد الله بن الحسين الجوهري المصري (ت 480هـ) حين نبَّهه على خطئه وافدٌ غريبٌ حضرَ مجلس وعظه، والخبر ساقه القاضي أبو بكر بن العربي في كتابه «أحكام القرآن»(1/182-183)، ولولا طولُه لنقلته، فعُدْ إليه واقرأه وتأمله، وقد ختمه أبو بكرٍ بقوله:

«فانظروا - رحمكم الله - إلى هذا الدين المتين، والاعتراف بالعلم لأهله على رؤوس الملأ، مِنْ رجلٍ ظهرت رياسته، واشتهرت نفاسته، لغريبٍ مجهولِ العين، لا يُعرف مَنْ ولا مِنْ أين، فاقتدوا به ترشدوا».

 

♦ وأعجبُ من هذا فعلُ ابن حزم إذ أبقى على خطئه في كتابه، ورَدَّ على نفسه بنفسه، وبيَّن أنه أخطأ، فانظر - إنْ شئت - «المُحلى» وتعليق الشيخ أحمد شاكر عليه 6/66-74.

 

♦ وكانوا يَقبلون التصحيحَ ولو كان قاسياً:

روى الإمامُ أحمدُ عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال: حدَّث سفيان الثوري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي أنه قال: لا تصحب الملائكةُ رفقةً فيها جرس.

 

فقلتُ له: تعستَ يا أبا عبد الله - أي عثرتَ -.

فقال: كيف هو؟

قلت: حدَّثني عبيدُ الله بن عمر عن نافع عن سالم عن أبي الجراح عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فقال: صدقتَ.

 

قال السخاوي: «قد اشتمل هذا الخبرُ على عظم دين الثوري، وتواضعه، وإنصافه، وعلى قوة حافظة تلميذه القطان، وجرأتهِ على شيخه حتى خاطبه بذلك، ونبهه على عثوره..».

 

♦ وجاء في ترجمة إمام النحو أبي الحسن الأخفش: سعيد بن مسعدة (ت بعد 210هـ) قوله: أتيتُ بغداد، فأتيتُ مسجد الكسائي، فإذا بين يديه الفرّاء والأحمر وابن سعدان، فسألتُه عن مئة مسألة، فأجاب، فخطأتُه في جميعها، فهمُّوا بي، فمنعهم، وقال: بالله أنتَ أبو الحسن؟

قلت: نعم.

 

فقام وعانقني، وأجلسني إلى جنبه، وقال: أحبُّ أن يتأدبَ أولادي بك. فأجبته.

♦ ومثل هذا الحلم والسعة ما جاء عن الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام (ت 223هـ) فقد قيل له: إنَّ فلاناً يقول: أخطأ أبو عبيد في مئتي حرف من «الغريب المُصنَّف».

 

فحلم أبو عبيد ولم يقع في الرجل بشيء، وقال: في «المُصنَّف» كذا وكذا ألف حرف، فلو لم أخطئ إلا في هذا القدر اليسير ما هذا بكثير، ولعل صاحبنا هذا لو بدا لنا فناظرناه في هذه المئتين بزعمهِ لوجدنا لها مخرجاً.

 

قال الزبيدي (ت 379هـ): عددتُ ما تضمنه الكتابُ من الألفاظ فألفيتُ فيه سبعة عشر ألف حرف، وسبع مئة، وسبعين حرفاً.

 

♦ وقد يَقبلون التصحيح حتى من الرجل الأعرابي البعيد:

جاء عن الإمام أبي خارجة عنبسة بن خارجة الغافقي (ت 210هـ) أنه قرأ: إنَّ المشط يذهب الوباء -بالتصحيف–، وحضره رجل أعرابي فقال له: يا أبا خارجة، انظر في هذا الحرف، إنما هو «الوناء» - بالنون - فتفكر أبو خارجة قليلاً ثم قال: نعمْ والله، هو الوناء وهو الضعف والكلل، ودليل ذلك قوله تعالى ﴿ وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴾ [طه: 42] - يعني: تضعفا.

 

♦ أما الذين قبلوا من تلامذتهم فهم كثرٌ، ويُذكرُ منهم:

زيد بن ثابت، وشعبة بن الحجّاج، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، والمُعافى بن عمران، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق الصنعاني، والداخلي - شيخ البخاري -، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر ابن الأنباري، وبكر بن حمّاد، وابن ناصر السلامي، وابن الجوزي، والمزي، والشُّمُنِّي - شيخ السيوطي -....

 

♦ هذا، ومن المقرَّر في علوم الحديث أنَّ الغلَّاط الذي لا يرجع عن غلطه يُترك، وفي هذا كلامٌ لشعبة بن الحجاج، وعبد الله بن المبارك، وأحمد بن حنبل فيما نقله الخطيب البغدادي.

 

بينما يفوزُ الرجَّاع بالثناءِ الحسن والثقةِ بدينهِ وعقلهِ:

قال الحافظ عبدُ الغني بن سعيد الأزدي (ت 409هـ): لما رددتُ على أبي عبدالله الحاكم «الأوهامَ التي في المدخل» قرأ هذا على الناس، وبعثَ إليَّ يشكرني، ويدعو لي، فعلمتُ أنه رجلٌ عاقلٌ.

 

وقال الشوكاني عن التاج السبكي (ت 771هـ): «إنه كان في غاية الإنصاف، والرجوع إلى الحق في المباحث، ولو على لسان أحد الطلبة».

 

♦ والاختلافُ بمسوِّغاته المقبولة، والردودُ بضوابطها المعقولة: منهجٌ مقرَّر، ويقول الشيخُ محمد مولود اليعقوبي الموسوي (ت 1323هـ):

ردُّ الأجلاَّءِ على الأجِلّا
مِن الأبين والشيوخِ دلّا
معَ قبول كلِّ واحدٍ نبهْ
لهُ على جوازهِ أو طلبهْ
ردَّ على مالكٍ ابنُ القاسمْ
وابنُ ابنِ عاصمٍ على ابن عاصمْ
وابنُ ابنِ مالكٍ على ابنِ مالكْ
ولم يَعبْ صاحبُ نقلٍ ذلكْ
كذا الرهونيُّ على رسوخهْ
قد أكثرَ الردَّ على شيوخِهْ
وذاك عندي أنّ حقَّ الحقِّ
مُقدَّمٌ على حُقوقِ الخلقِّ

 

واستيعابُ هذا الباب يطولُ.

 

♦ ومَنْ ثقل عليه التصحيح، أو آذى المصحح بقول أو فعل، فله في الحَجَّاج بن يوسف الثقفي أسوةٌ، فقد نفى مَنْ ذَكَرَ له خطأه - مع أنَّه هو الطالب له - مِن أرضه!

 

والخبرُ في «طبقات فحول الشعراء» (1/13) فانظره.

 

♦ ولا أحبُّ أن أختمَ هذه الكلمة قبل أنْ أذكر هذا الخبر العميق:

قال الفلاس: رأيتُ يحيى القطّان يومًا حدَّث بحديثٍ فقال له الحافظ عفان بن مسلم الصفّار (ت 220هـ): ليس هو هكذا. فلما كان من الغد أتيتُ يحيى فقال: هو كما قال عفان، ولقد سألتُ الله أن لا يكون عندي على خلاف ما قال عفان.

 

قال الذهبي:

"هكذا كان العلماءُ، فانظر يا مسكينُ كيف أنتَ عنهم بمعزِل؟".

ونحن نرجو الله أن لا نكون عَن هؤلاء بمعزل، وندعو إلى إعاشة هذا الخلق النبيل وإشاعته، والنفورِ من الإصرار على الخطأ، والإعجاب الزائد بالنفس والعمل، وقد قال الأئمة مجاهد بن جبر، ومالك بن أنس، ويونس بن حبيب:

«ليس أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو يُؤخَذُ من قوله ويُتركُ».

 

والله ولي التوفيق





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تصويب أخطاء وأوهام العلماء
  • فقه الخطأ
  • ضحايا أم جناة؟

مختارات من الشبكة

  • الشيخ المحدِّث خالد بن عبدالعزيز الهويسين في محاضرة بعنوان (مكانة العلم والعلماء وأهمية الرجوع إليهم)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • تذكير العلماء بسيرة سلطان العلماء(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • برنامج كرسي العلماء (فضل مجالس العلماء)(مادة مرئية - موقع د. حسن سهيل الجميلي)
  • البوسنة: رئيس العلماء يستقبل وفدا من رابطة العالم الإسلامي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الرجوع إلى الحق والتسليم بالخطأ في الحوار(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حقوق العلماء بعد وفاتهم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرجوع إلى منى للمبيت، ورمي الجمار(مقالة - ملفات خاصة)
  • من أسباب رفع البلاء: الرجوع واللجوء إلى الله تبارك وتعالى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نية الرجوع في أداء الضامن الدين عن المضمون عنه (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • أهمية الرجوع إلى الأصول القديمة في كل علم(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
3- منهج قويم
أبو البركات السندي - مصر 21-06-2014 03:38 AM

بارك الله فيك أتحفتنا!
وذلك منهج قويم لسلفنا الصالح، وميزة للإسلام، وإن دلت هذه النماذج وإنما تدل على نقاء وصفاء هذا الدين المبارك ، أنه قائم على التنقيح والتهذيب.
ولو أخطأ أحد قبل مئات السنين من العلماء ، ليأتي أحد من ينبه على ذلك ، وخير دليل على ذلك ما هو منثور في ثنايا كتب التراجم والتاريخ والحديث.
جزاكم الله كل خير مولانا الشيخ

2- كلمات نافعة ماتعة
أبو عمر الرياض 19-06-2014 02:43 AM

الدكتور عبدالحكيم الأنيس جزاك الله خيراً، ووفقك الله إلى المضي في إظهار هذه الأخلاق النبيلة، وقد أعجبني قولكم:"ونحن نرجو الله أن لا نكون عن هؤلاء بمعزل، وندعو إلى إعاشة هذا الخلق النبيل وإشاعته، والنفور من الإصرار على الخطأ، والإعجاب الزائد بالنفس والعمل".
وللمشاركة لما أتحفنا به الشيخ الفاضل -حفظه الله- أذكر موقف بين الإمامين عبد الرحمن بن مهدي (ت 198 هـ)، والقاضي الفقيه الثقة عبيد الله بن الحسن العنبري (ت 168 هـ) قال عبد الرحمن بْن مهدي: كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن وهو على القضاء، فلما وضع السرير جلس وجلس الناس حوله، قال فسألته عن مسألة فغلط فيها، فقلت: أصلحك الله القول في هذه المسألة كذا وكذا، إلا أني لم أرد هذه، إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو أكبر منها، فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال: إذا أرجع وأنا صاغر، إذا أرجع وأنا صاغر، لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/307).
وفي رواية عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (1/716):"فأطرق ثم رفع رأسه فقال: صدقت أخطأت، والصواب ما قلت. قال عبد الرحمن: لو أراد أن يتمادى في الخطأ ويخطئني لأمكنه وأعانه من حوله فصوّبوه وخطئوني".
وقد يتفق الشيخ الفاضل معي على الحاجة إلى ذكر العلماء في عصرنا ممن تحلى بهذا الخلق، حتى تكتمل الفائدة، والأمثلة على ذلك كثيرة، فإذا أعجب الدكتور بفعلُ ابن حزم إذ أبقى على خطئه في كتابه، ورَدَّ على نفسه بنفسه، وبيَّن أنه أخطأ، فقد فعل الإمام الألباني -رحمه الله- ما يشبهه، ففي "السلسلة الصحيحة" الحديث رقم (986):"خير الصحابة أربعة وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف ولا يغلب اثنا عشر ألفا من قلة". كان الإمام -رحمه الله- في الطبعة القديمة ذكر الخلاف في إسناده، وذهب إلى ترجيح وصله، ثم تبين له بعد ذلك أن الراجح أنه مرسل، لا يصح، فأثبت ذلك في الطبعة الجديدة للسلسلة الصحيحة (1415هـ)، فأبقى على الحديث وذكر تصحيحه كما في الطبعة القديمة، ثم قال عقب ذلك:"استدراك: هذا كان ما وصل إليه علمي منذ أكثر من عشرين سنة، ثم وقفت على أمور اضطررت من أجلها إلى أن أعدل عن القول بصحة الحديث، راجياً من المولى سبحانه وتعالى أن يلهمني الصواب في ذلك ...". ثم شرع في بيان ذلك، وختمه بقوله:"وجملة القول:إنالحديث لا يصح، فما جاء مخالفاً لهذا في بعض كتاباتي فأنا راجع عنه قائلاً: ". وكان قد ذكره في "صحيح سنن أبي داود -الأم-" (7/366) رقم (2350) فنبه إلى نقله إلى "ضعيف سنن أبي داود -الأم-" (2/324-325) رقم (449/2)، وهناك قال بعد أن ذكر تصحيح الحديث:"وقد أعله المؤلف -يعني أبي داود- فيما نقله عنه البيهقي (9/156) عقب الحديث بأن جرير بن حازم أخطأ. يعني: في وصله؛ وأن الصواب: أنه عن الزهري مرسل. ورده ابن التركماني بأن جريراً ثقة: فتقبل زيادته. وهو ما كنت ذهبت إليه في "الأحاديث الصحيحة" (986)، وبينت أن الذي أرسله عن الزهري لا يحتج به، وأن جريراً قد توبع على وصله؛ فراجعه. وأزيد الآن فأقول: إن له شاهداً عند البيهقي وغيره. ثم رجعت عن تصحيحه في الطبعة الجديدة لـ " الصحيحة".وقال أيضاً في "التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان" (7/109):"ضعيف -(الصحيحة) (986- الطبعة الجديدة)". انظر كيف حرص على بيان كيفيه رجوعه، في غير كتاب، فَللَّه دره ما أدق تحريره. والله ولي التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

1- شكر
أبو رسلان - سورية 18-06-2014 07:26 AM

جزاكم الله عنا كل خير

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب