• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية والتعليم
علامة باركود

أسس وسمات إعداد المعلمة القائمة بدعوة طالبات المرحلة الثانوية (1)

أسس وسمات إعداد المعلمة القائمة بدعوة طالبات المرحلة الثانوية (1)
د. هند بنت مصطفى شريفي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/6/2014 ميلادي - 4/8/1435 هجري

الزيارات: 8577

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسس وسمات إعداد المعلمة

القائمة بدعوة طالبات المرحلة الثانوية (1)


اهتم المسؤولون والمصلحون بحسن إعداد الداعية الكفء التي تكون ركيزة لإصلاح الطالبات، نظرا للأهمية الكبيرة التي تحتلها القائمة بالدعوة في العملية الدعوية والإصلاحية للطالبات ومن ثم المجتمع.

 

وللإعداد الناجح أسس يقوم عليها، وتعتبر الإطار الذي يتم في ضوئه تحديد أهداف إعداد القائمة بالدعوة إلى الله، ووضع مناهج وبرامج الإعداد والتدريب المناسبة، واختيار الطرق والوسائل التي تساعد على إعدادها وتأهيلها للدعوة، لا سيما أن هذه الأسس هي الموجِّه والمرشد للجهود المرتبطة بالتخطيط لإعداد القائمة بالدعوة ومواجهة العقبات المتعلقة بهذا الإعداد، وبتقويم هذه الجهود، ومن هذه الأسس ما يأتي:

أولا: القرآن والسنة هما مصدرا الإعداد الرئيس للقائمات بالدعوة:

لقد أرسى القرآن الكريم قواعد الدعوة ومبادئها، وعيَّن وسائلها وطرقها، ورسم للرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم وللدعاة من بعده المنهج السليم، فهو الفرقان الذي فيه تبيان كل شيء، والمحفوظ بإذن الله إلى يوم القيامة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم هو البيّنة التي أرسلها الله للناس مبشرا ومنذرا بكتابه،كما قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ﴾[1]، وهو إمام الدعاة، وسنته هي المصدر التشريعي الثاني باتفاق العلماء[2].

 

وسيرته العطرة هي خير نموذج يحتذيه من أراد السير على طريقه، لصحتها وتنوعها وتدرجها في مراحل الدعوة، سواء كان ذلك في العهد المكي أم في العهد المدني، فالنبي - صلى الله عليه وسلم هو المبلّغ عن ربه تعالى، وهو مصدر التلقي بما يُبلِغ من قرآن وسنة.

 

والتمسك بالكتاب والسنة هو العاصم من الفتن والانحراف، قال تعالى ﴿ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾[3]، وإنما تثبت قدم الداعية وتُقبل دعوتها ويستجاب لها، بقدر علمها واطلاعها على الكتاب والسنة، وعمق فقهها لهذين المصدرين الكريمين، والتزامها بما فيهما من الأوامر والنواهي، وهذا يفرض على المسؤولين عن الإعداد الاستنارة بنور الوحيين في كل مراحل العمل، فالأهداف يجب أن تكون منطلقة من أهداف الدعوة الإسلامية، ومحتوى مناهج الإعداد يجب أن لا يتعارض مع هدي القرآن والسنة، وترشيح المعلمة للقيام بالدعوة لا بد أن يراعى فيه سلامة عقيدتها وقوة إيمانها وحسن سلوكها، وتقويم الإعداد لا بد أن يستمد أهدافه وأشكاله من التوجيهات الإسلامية بهذا الخصوص[4].

 

ويضاف إلى الكتاب والسنة ما لا يتعارض معهما مما أثر عن السلف الصالح، ومعطيات الفكر الإسلامي الأصيل والثقافة الإسلامية الصحيحة، بالإضافة إلى نتائج الأبحاث والدراسات التربوية والدعوية والنفسية، وعلى الأخص ما كان متعلقا منها بإعداد الدعاة إلى الله، وكذلك التجارب الدعوية الناجحة قديما وحديثا.

 

ثانيا: حسن الاختيار للقائمة بدعوة طالبات المرحلة الثانوية:

يعدّ حسن اختيار القائمة بدعوة الطالبات الخطوة الأساس التي تسبق الإعداد، فليس كل من حصلت على شهادة جامعية تصلح للقيام بواجب الدعوة والتربية، وقد كان منهج النبي - صلى الله عليه وسلم في تربيته لأصحابه: اختيار الرجل المناسب للعمل المناسب، كما كان يذكر أصحابه بأفضل ما فيهم من صفات، ويغضّ النظر عما يعانونه من نواقص بشرية، كما بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم الميزان الذي به يستحق المرء أن يتولى منصبا معينا، فمثلا: المفاضلة في استحقاق إمامة الناس في الصلاة، تكون على أساس التفوق في حفظ القرآن، وبين النبي - صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: ((وليؤمكم أكثركم قرآنا)) [5]، فقراءة القرآن وحفظه من مقومات الصلاة، مع وجوب فقه أحكامها.

 

إن حسن الاختيار للدعاة والتحقق من مدى أهليتهم للقيام بهذه الأمانة، هو من باب الاصطفاء والاختيار، وهو سنة إلهية قال عنها تعالى: ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ﴾ [6] (أي يختار ويجتبي من الملائكة رسلا، ومن الناس رسلا، يكونون أزكى ذلك النوع، وأجمعه لصفات المجد، وأحقّه بالاصطفاء)[7].

 

والقائمة بدعوة الطالبات هي المبلغة عن ربها الداعية للالتزام بشرعه، الساعية إلى تطبيقه، وحسن اختيارها يعني استقطاب النماذج المتميزة إيمانيا وعلميا وخلقيا واجتماعيا لتحمل مسؤولية الدعوة والإصلاح والتربية، وقد أوصى علماء التربية والتعليم في مؤتمراتهم بأهمية و(ضرورة العمل على إعداد المعلم المسلم الذي ينطلق في تصوره وتفكيره من المنطلق الإسلامي، ويكون سلوكه الفردي والجماعي سلوكا إسلاميا ممثلا لقيم الإسلام ومبادئه، ليكون قدوة عملية لطلابه)[8].

 

كما نادى العديد من أهل التربية بأن تكون أفضلية القبول - أو قصره - في كليات التربية وكليات إعداد المعلمات لمن تتوافر فيها الشخصية القوية المتكاملة الممتلكة للصفات الضرورية للنجاح في التعليم والتربية والإصلاح، وهذا يتطلب مزيدا من الاهتمام باختيار المعلمات، وذلك من خلال تقنين (اختبار شخصية) جيد وشامل، تثبت من خلاله المتقدمة لمهنة التعليم امتلاكها للاستعدادات والقابلية للقيام بمسؤوليات المهنة، وواجب كليات التربية القيام بمقابلات دقيقة وموزونة لاختيار من ينتسب إليها[9]، كما جاء في توصيات المؤتمرات العلمية (أن تكون معايير اختيار الطلاب على أساس التزامهم بالتعاليم الإسلامية، وبقدراتهم العقلية، ومدى تحصيلهم الدراسي، وحالتهم الصحية)[10].

 

ثالثا: تقديم الاهتمام في إعداد القائمات بالدعوة بالكيف، وليس الاهتمام بالكم:

ذلك أن الكيف في مقدم على الكم، والعبرة بالكيفية لا بالكثرة، قال تعالى: ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [11]، فالعاقبة لأهل الإيمان و(النصر من عند الله، ليس عن كثرة عدد ولا عدّة)[12].

 

ونصر الله لا يأتي بكثرة العدد، بل بفضل الله وقوة الإيمان به، قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ ﴾[13] قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: (أن النصر من عند الله تعالى وحده، وبإمداده وإن قلّ الجمع، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين)[14].

 

كما يؤكد الإمام ابن القيم -رحمه الله- ضرورة العناية بكيفية بناء الدعاة المجاهدين، ويبين أن انتصار الدعوات يعتمد - بعد توفيق الله - على قوة المؤمنين بها والمضحين في سبيلها لا على كثرة من يصفق لها، بقوله:

هذا وإن قتال حزب الله
بالأعمال لا بكتائب الشجعان
والله ما فتحوا البلاد بكثرة
أنّى وأعداهم بلا حسبان
وكذاك ما فتحوا القلوب بهذه
الآراء بل بالعلم والإيمان[15]

 

وتميُّز المعلمة الداعية يستلزم قوة التربية وحسن الإعداد، بحيث يكون ذلك ضمن منهج متكامل واضح المعالم، يستنبط قواعده وأصوله من شرع الله، ويُراعى فيه حسن التخطيط، ووضوح الأهداف، وفعالية التنفيذ، ودقة التقويم، وتشعر الداعية بمسئوليتها تجاه أمتها بشكل عام، وتجاه طالباتها بشكل خاص، وهذه الروح الإيجابية تورثها قوة الصلة بالله، والحماس للدعوة لدينه، كما تنمي عندها الثقة بالنفس، وتجعلها مستعصية على التحديات والعقبات التي تعترض مسير دعوتها، وتعزز عندها شعور الولاء للمسلمين، فيتحقق فيها قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [16].

 

رابعا: الشمولية في إعداد القائمة بالدعوة:

تعد كل داعية لبنة مهمة في الميدان الدعوي وفي المجتمع الإسلامي، فإذا أخذت إعداداً شاملاً إيمانياً وبدنياً ونفسياً وعقلياً وخلقياً، إلى غير ذلك من الجوانب التي تحقق التوازن والتكامل في شخصيتها، تكون بذلك قد خطت خطوات لا بد منها في إقامة صرح الدعوة على أساس متين، وتكون عضوا نافعا لنفسها ولأهلها ولأمتها، قادرة على الاضطلاع بالأعباء التي تناط بها كداعية في مدرستها.

 

إن الإعداد الشامل يعطي لكل شيء حقه، فلا ينزع إلى تمجيد جانب على جانب آخر، أو يطغى عليه، أو يحصر الداعية في ركن معين، كأن يُركّز في الإعداد على الجانب الوجداني الإيماني فحسب، فيهتم بإخراج داعيات عندهنّ رقة بالغة ومواعظ مؤثرة، لكن في الوقت ذاته يغفل جانب العلم والعقل، فلا يفقههنّ إلا بالنزر اليسير من الدين، ويهمل أجسادهنّ فهي ضعيفة هزيلة، ولا يهتم بتنمية المهارات والقدرات.

 

ومن هنا كان الإعداد الشامل المتوازن يعطي كل جزء من الإنسان ما يستحقه من العناية والرعاية، فيعتني بالجانب الإيماني كعنايته بالجانب العقلي المعرفي، ويولي قدرا كبيرا من الاهتمام بالجانب النفسي والأخلاقي، ويكمل ذلك برعاية الجانب المهاري المهني ؛ لأن شمولية الدعوة إلى الله نابعة من شمولية الدين الذي يتصف بأنه دين شامل متكامل ليس دين عقل أو روح أو جسد فقط، بل إنه يتعامل مع الإنسان المكون من كل ما سبق[17].

 

ومما يحقق الشمولية في الإعداد الدعوي استيفاء برامجه للمتطلبات التي تحتاجها الداعية في فترة إعدادها، ابتداء من صياغة أهدافه ومرورا بمحتواه وانتهاء بالتقويم لبرامجه، فيكون الإعداد بذلك شاملا لجوانب العملية الدعوية، كما يكون شاملا لمقومات البناء الأساسية في شخصية المعلمة الداعية، لتكون سليمة العقيدة، صحيحة العبادة، متينة الخلق، مثقفة الفكر، متعددة المهارات، صادقة العاطفة، نافعة لنفسها ولغيرها.

 

خامسا: التوازن في إعداد القائمة بدعوة الطالبات:

(التوازن هو إعطاء كل شيء حقه من غير زيادة ولا نقص، وهو ينشأ عن معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه، ومعرفة حدودها وغاياتها ومنافعها)[18]، وتحقيق التوازن في الإعداد الدعوي يكون بإعطاء كل جانب من جوانبه وزنه الذي يستحقه، وجهده الذي يحتاجه، وهذا يتطلب صياغة إطار دقيق يوضع فيه كل جانب من جوانب الإعداد، ثم يعطى الوزن الذي يمكنه من تحقيق الهدف في الوقت المحدد[19].

 

إن غياب الرؤية المتوازنة في إعداد القائمة بالدعوة، يؤدي إلى الأخذ ببعض جزئيات الإعداد وتضخيمها على حساب الأجزاء والجوانب الأخرى، وذلك تبعا لنظرة المسؤول عن الإعداد الدعوي، فإذا كان يعتقد أن أساس البناء هو الجوانب العلمية والمعرفية ركزّ في برنامجه على تزويد الداعية بالعلم، وقد يغفل جانب المهارات أو الأساليب والوسائل، وإذا كان المسؤول ممن يرى أن نجاح الدعوة متوقف على الوسائل والأساليب الدعوية، احتل ذلك جزءا كبيرا من برنامج الإعداد، والأساس هنا مراعاة شمولية وتوازن الرؤية في الإعداد بحيث يعطى كل جانب ما يستحقه ليحقق التكامل في الشخصية الدعوية.

 

سادسا: استثمار الطاقات والقدرات وتنميتها:

من المنطلقات الأساسية في إعداد القائمة بالدعوة، البحث عن قدراتها واكتشاف مواهبها، لأن الله تعالى أودع في كل إنسان مواهب وقدرات معيّنة، ولم يجعلها في فرد واحد أو أفراد معينين، بل توزعت هذه القدرات على جميع الأفراد، وذلك حتى يكمل بعضهم بعضا في جميع التخصصات الشرعية منها وغير الشرعية، قال تعالى ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ﴾ [20].

 

واستثمار مظاهر البروز والقدرات لدى القائمة بالدعوة وحسن استغلالها يعني (توجيهها لخدمة أهداف الدعوة إلى الله، أي استغلال الفروق الفردية المتوافرة في الشخصية الإسلامية، تمهيدا لتنميتها واستثمارها)[21]، واكتشاف القدرات والمواهب وتوجيه هذه الطاقات للخير ليست لكل أحد من الناس، فلا يُؤتى ذلك إلا القلة، وغالبا ما يكون هؤلاء قادة وأئمة في شعوبهم[22]، وعلى من منحه الله تعالى هذه الملكة، أن يوجهها في تنمية هذه القدرات وتوجيه هذه الطاقات إلى خدمة الإسلام، وخدمة الدعوة إلى الله، والإبداع والتفوق في ذلك.

 

ومن أوجه استثمار القدرات عند القائمات بالدعوة: استثمار الطاقات الإيجابية الدافعة إلى المبادرة الذاتية، وعدم كبتها، فبعض الناس يحب فعل الخير ويحرص على نشر الهدى، لكنه يفقد العزم على البدء به، وقد يخاف من التثبيط، فيحتاج إلى من يوافقه ويدفعه إلى أولى خطواته بدافع إيجابي ذاتي من نفسه، فيسير في طريق مهيأ، فالدعوة الإسلامية بمسيس الحاجة إلى الداعية التي يتقد قلبها شعورا بالواجب تجاهها، وينشغل تفكيرها بالدعوة إلى الله في كل وقت، ولا تجد سعادتها إلا من خلال طاعة الله، وتقديم الخير وبذل الطاعة والإمكانيات لنشر هذه الدعوة.



[1] سورة المائدة: جزء من آية 19.

[2] كما نقل ذلك الإمام محمد بن علي الشوكاني فقال: (قد اتفق من يعتد به من أهل العلم على أن السنة المطهرة مستقلة بتشريع الأحكام، وأنها كالقرآن في تحليل الحلال وتحريم الحرام، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ألا أني أوتيت الكتاب ومثله معه))، أي أوتيت القرآن ومثله من السنة التي لم ينطق بها القرآن) إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول ص 33، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت- لبنان، ط: بدون، 1399هـ 1979م، والحديث في سنن أبي داود، كتاب السنة، باب في لزوم السنة ص 699 ح 4604 واللفظ له، وسنن الترمذي، كتاب العلم، باب ما نهي عنه أن يقال عند حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - 5/2663 ح 2663وقال: هذا حديث حسن صحيح.

[3] سورة آل عمران: آية 101.

[4] ينظر: إعداد المعلم من منظور التربية الإسلامية: د. عبدالله عبدالحميد محمود ص 294.

[5] صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب 53 (لم يترجم له) ح4302 (فتح الباري 8/22)

[6] سورة الحج: جزء من آية75.

[7] تفسير الشيخ السعدي ص 495.

[8] توصيات المؤتمرات التعليمية الإسلامية العالمية الأربع ص 21.

[9] ينظر: من أسس التربية الإسلامية: د. عمر الشيباني ص 312، وحول التربية والعليم: د. عبدالكريم بكار ص 156.

[10] توصيات المؤتمرات التعليمية الإسلامية الأربع ص 88.

[11] سورة البقرة: جزء من آية 249.

[12] تفسير ابن كثير 1/447.

[13] سورة التوبة: جزء من آية 25.

[14] تفسير ابن كثير 4/67.

[15] الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية المعروفة بالقصيدة النونية ص 20، إدارة ترجمان السنة، باكستان، ط: بدون.

[16] سورة فصلت: آية 33.

[17] ينظر: الخصائص العامة للإسلام: يوسف القرضاوي ص 99- 118.

[18] التنازع والتوازن في حياة المسلم: محمد بن حسن بن عقيل موسى ص 13، دار الأندلس الخضراء، جدة ط:بدون، 1414هـ/1993م.

[19] ينظر: إعداد المعلم من منظور التربية الإسلامية: د. عبدالله عبدالحميد محمود ص306.

[20] سورة الزخرف: جزء من آية 32.

[21] الأهداف الرئيسية للدعاة إلى الله، إصدار: لجنة البحوث في مكتبة دار الدعوة، إشراف: أحمد القطان وجاسم المهلهل ص 114 الكويت، ط:1، 1409هـ/1989م.

[22] ينظر: الأسلوب التربوي للدعوة إلى الله في العصر الحاضر: خالد عبدالكريم خياط ص 57، دار المجتمع للنشر والتزيع، جدة ، ط:1، 1412هـ/1991م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الجهود الدعوية في تحصين طالبات المرحلة الثانوية
  • أهمية دعوة طالبات المرحلة الثانوية من منظور الدعوة الإسلامية
  • أهمية دعوة طالبات المرحلة الثانوية تحقيقا للانتماء لأمة الإسلام
  • ركائز موضوعات العقيدة في دعوة طالبات المرحلة الثانوية
  • ركائز موضوعات الأخلاق في دعوة طالبات المرحلة الثانوية
  • أسس وسمات إعداد المعلمة القائمة بدعوة طالبات المرحلة الثانوية (2)
  • الموازنة بين الاهتمام بالدرس والتفاعل مع المتعلمين

مختارات من الشبكة

  • ما الفرق بين أسس وسمات ومقاييس النقد؟(استشارة - الاستشارات)
  • إعداد القائمة بدعوة الطالبات في المرحلة الثانوية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • برنامج مقترح لتدريب معلمي المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية في ضوء أسس المنهج التكاملي(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • كيفية إعداد المعلمة القائمة بدعوة الطالبات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أسس التعامل مع مراحل نمو الطفل(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مفهوم الانطلاق الاقتصادي وسمات النمو الاقتصادي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مقدمة في خصائص وسمات المعاق بصريا(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • معاني وسمات الوسطية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسس الدعوة في أول عصر النبوة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسس ومبادئ الارتقاء بالدعوة الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب