تعليم الحروف الشامل في مرحلة الحروف المفردة وما بعدها

تعليم الحروف الشامل في مرحلة الحروف المفردة وما بعدها

(1)

إنْ لحَظْنا تعليم الحروف المفردة أول مراحل تعليم القراءة والكتابة وما بعدها، فإننا سنلمَس أنه عند بدء تعليم القراءة والكتابة يكون التعليم مجزَّأً لأسباب كثيرة.

كيف؟

يتوزَّع اهتمام المعلِّم على رسم الحرف وكتابته أي كتابة فقط، وقد يهتمُّ بنطقه وصِفاته ومخرجه تطبيقًا، لا تنظيرًا وتطبيقًا معًا، وقد لا يهتم.

ما نتيجة ذلك؟

نتيجته تكوين عادات الكتابة والقراءة كيفما اتَّفق خارج القواعد العِلمية المقرَّرة في علمَي الأصوات والخط، وهما العِلمان المنوط بهما مراحل تعليم القراءة والكتابة.

فهل يمكن التعليم على وفق القواعد المقرَّرة إصلاحًا لما هو موجود؟

نعم.

كيف؟

بالتعليم الشامل للحروف.

ما معنى ذلك؟

معناه أن يهتمَّ المعلم برسم الحرف على وفق قواعد خطِّ النسخ لشُيوعه، وأن يهتم بالحروف مخرجًا وصفات، لا سيما مع الحروف التي تَحتاج إلى ذلك لتمييزها عن غيرها، أو مع الحروف التي لا تَجري مع عادات النُّطق العامية التي تمثِّل سليقة الأطفال قبل بدْء تعليمهم.

وهل يستوعب التلميذ قواعد خطِّ النَّسخ وما يتصل بالحروف مِن علم الأصوات؟

نعم.

كيف؟

إن للحرف على وفق قواعد علم الخط نقاط تعليم، هي:

1- مكونات الحرف: أهو جزء واحد؟ أم أكثر من جزء؟

2- نزوله عن السطر أو عدمه.

3- وجود مساحة خالية فيه من عدم ذلك.

4- طوله أو عرضه على وفق عدد النقاط من سنِّ قلم الكتابة.

ولا يُطلب في هذه المرحلة إلا مكوِّنات الحرف التي تحدِّد طريقة رسمه وكتابته، ونزوله عن السطر من عدمه، وانفتاحه أو عدمه، وتُترك مسألة اتِّساع الحرف حسب نقاط سنِّ قلم الكتابة إلى حين التمكُّن والتمكين.

إذًا، كيف يتمكن المعلم من ذلك؟

(2)

إن مراعاة مهارتي الخط والأصوات عند تعليم القراءة والكتابة شيء مُهم؛ فإن معلم القراءة والكتابة منذ بدْء درب التعليم عليه مهمَّة عظيمة في التأسيس اللغوي الصحيح للطفل قراءةً وكتابةً، لو امتلك الرؤية والوعي والنية المُخلِصة.

كيف؟

يَنبغي له أن يقرأ الكتب التي تعطيه المهارات اللغوية، ومعها يقرأ الكتب التي تُعطيه المهارات التربوية التي تساعد على نقل المهارات الأولى بما يتلاءم مع اللغة وعمر الطفل المُتعلِّم.

وهل هي متاحة؟

نعم.

كيف؟

عادت وزارة التربية والتعليم هذا العام إلى الطريقة الجزئية في تعليم الكتابة، فقرَّرتْ في الصف الأول الابتدائي الحروف في الفصل الدراسي الأول، وخرَج الكتاب المقرر متميزًا في مادته وأنشطته التدريبية، وزاد كتاب "دليل المعلم" الفائدة، وأرى أنه يلزم مَن يشتغل بتعليم الصغار الاطلاع على هذين الكتابين، ولا يقتصر اقتراحي على الكتابين السابقين فقط، بل أرى ضرورة الاطلاع على كتاب "الدليل الإرشادي لتنمية مهارات القراءة للصف الأول الابتدائي" الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية؛ فهذه كتب ضرورية للاطلاع عليها، إضافةً إلى الكتب التي تصدر الآن مُتأثِّرة بالطريقة النورانية وما يسير في دربها؛ فهي متميزة في بابها.

وكل ما سبق يُحرَّر بخط النسخ؛ مما يتيح للمعلم معرفة خصائص الحروف ويركز في تعليمها، إن لم يُحِطْ بمهارات خطِّ النَّسخ على الأقل، وإلا فخطُّ الرقعة مطلوب مع خط النسخ.

ما معنى ذلك؟

معناه ألا يكون كل مقصود المعلم أن يرسم الطفل الحرف رسمًا مؤديًا المطلوب، بل يكون مقصوده أن يرسم الطفل الحرف رسمًا يُطابق قواعد خط النسخ والرقعة، أو النسخ فقط إن لم يستطِع غيره.

(3)

ويكون الأمر مع القراءة هو ذاته مع الكِتابة.

كيف؟

لا يكون هدف المعلِّم أن ينطق الطفل الحرف أي نطق، بل يكون مطلوبه أن يَنطق الطفل الحرف بصفاته ومِن مخرَجِه، ولا يُسمح له بالانتقال إلى حرف جديد إلا بعد أن يُتقن الحرف مخرجًا وصفات أداءً، لا وصفًا نظريًّا، فإن فعل المعلم ذلك، خرج جيل يمتلك المهارات اللغوية الصحيحة منذ أول لبنة في دربهم.

(4)

وهذه رؤية مُقترحة لتحقيق ذلك، تنهَض على الآتي:

1- تعليم الحروف بدءًا يكون مع الحروف المُفرَدة.

2- يذكر المعلم للطفل اسم الحرف، ويحدِّد أينزل جزء منه عن السطر أم لا، ويهتم المعلم في أثناء المراجعة بهذه المعلومة ليثبتها داخل الطفل.

3- هناك بعض الحروف تحتاج إلى التنبيه إلى مخرَجِها أو صفتها كالجيم والحاء والخاء والثاء والذال والظاء، و... إلخ، فيعلمها المعلم تلميذه ويتابعه فيها لتمكين المعلومة.

4- ينبغي الانتباه إلى أن هناك مُوازنات ينبغي أن تتمَّ بين بعض الحروف للتفريق بينها، مثل: ذ - ظ، و ز - س، و ق- ك،... إلخ.

5- هذه الجداول تخص الحروف المفردة، وعند بدء المعلم مرحلة صور الحرف بدءًا ووسطًا ونهاية في كتابة الحروف، يَنبغي أن يستمر على هذه القواعد أيضًا بما يتلاءم مع خصائص المرحلة.

6- هذه الجداول تخصُّ الحروف المُفرَدة، وعند بدء المعلم مرحلة أصوات الحروف أي الحركات والمدود والشدات والتنوين، ينبغي الاستمرار على المنهج نفسه بما يتلاءم مع خصائص المرحلة.