• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    المحطة الرابعة عشرة: الطموح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الجهل الرقمي كفجوة بين الأجيال: حين لا يفهم ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    التعلق المرضي ليس حبا، فكيف لنا أن نفرق بين الحب، ...
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    عين على الحياة
    د. خالد النجار
  •  
    التجارب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإسلام يحافظ على الكيان الأُسري
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الثالثة عشرة: التسامح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تربية الأبناء في عصر "الشاشة" كيف نربي طفلا لا ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تطوعي نجاحي
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

رحل وعطره الفواح لم يرحل

يحيى المصري أبو البراء

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/8/2009 ميلادي - 28/8/1430 هجري

الزيارات: 7372

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تُوفِّي أخٌ لي في الله منذُ مدة، ولازلْتُ - إذا ذكرتُه - عظيمَ الألم لفقده، كثيرَ الذكرى لمواقفه.

أخٌ أنا كأوسط أبنائه عمرًا، لكنَّ الصلةَ القلبيَّة التي سَرَتْ بيننا قرَّبتْ ما باعده الزمنُ بين الأجسام.

أفهمُ نظراتِه ويفهم عنِّي، يُحيل إليَّ أحيانًا قضايا علميَّة (شرعية)، وأُحيلُ إليه قضايا يَفوقُنِي فيها خبرةً في الحياة، ومِراسًا في الخطوب، ودُربةً في الإصلاح، بل إنني تعلَّمتُ منه الكثير والكثير.

كنتُ أُحقِّر نفسي أمام هِمَّته السامية السامقة، وتربيتِه الربانية العالية.

ماذا أُحدِّث عن همَّته؟ أَأُحدِّث عن قيامه وتهجُّده؟ فهذا يكاد يكون عنده من الفرائض، فبَيْنَه وبين السَّحَر غرامٌ وولع وشجون!

وقد عَمِل سائقًا لفترة طويلة قاربتِ الأربعين عامًا، طاف معظمَ البلاد العربيَّة بشاحِنَتِه المقطورة؛ فلم يكن  يَدَعُ التهجُّدَ في أسفاره، ولو فارقه السائقون المرافقون؛ لثِقَلِ التوقُّف بعد شدِّ الأحمال والانطلاق (زعموا).

وكم، وكم حدَّثَنا عن عجائب توفيق الله - تعالى - له دون الآخرين الذين سبقوه، وربما أخَّروا صلواتٍ أو ضيَّعوها!

أم أُحدِّث عن كثرة ذكره لله - تعالى - واستغلال الأوقات بما ينفع؟!

أم أحدِّث عن بلاغته وبراعته في اقتناص الفرص للدعوة إلى سُنَّةٍ أو خير، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر؟!

كلُّ ذلك في حُجَّة مفحمة، وجواب حاضر.

ولم يتلقَّ هذه البلاغةَ البارعة من علوم البلاغة، ولا تلك الحجَّة من علوم المنطق والجدل على أهميتهما عند الحاجة إليهما؛ وإنما تلقَّى كلَّ ذلك عن فطرةٍ صافية سليمة عن المكدرات، صَقَلَها بكثرة ذكر الله - تعالى- وأقامَها على الطريق المستقيم بمخالفة الهوى.

كنتُ أراه عند صلاة الفجر فأرى عليه أنوارًا هي آكَدُ عندي من المحسوس؛ أما آثارُها فقعودٌ في المسجد إلى أن يُصلِّيَ الضحى مع إخوانه، في حلقةٍ قرآنيَّة لم يَغِبْ عنها إلا لمرض أو سفر فيما أعلم.

يكسو كلامَه صوتٌ جهوري محبوب، ممزوجٌ بأنوارٍ تنهمر على القلوب قبل الآذان، فكم تاب على يديه شباب وشيوخ!

وأهم من هذا: كم استقام على طريقته أناسٌ ممن كانوا يخلطون بين الحسن والسيئ ، ضعفاء أمام المعاصي، فثبتوا بفضل الله - تعالى - ثم متابعته لهم!

فكان يدُلُّ على منبع التوبة ويُتابع التائبين، ويتفقَّدهم بالقول والفعل، حتى يكونَ أحدُهم  قدوةً لمن حوله، في استقامة بلا حيدة ولا رَوَغان.

وهو في كلِّ هذا يخلط وعظَه بخبرته، وزجرَه بإخلاصِه وحُرقَتِه، وجِِدَّه بدُعَابته.

وأذكر هنا مثالاً واحدًا على دُعابته: كان إذا أراد أن يُحيلَ سائلاً إلى بعض أهل العلم، قال له: اسأل فلانًا، أمَّا أنا فمن  قطَّاع الطرق!

يُريدُ أنَّه كان سائقًا لسنينَ طويلةٍ، لكنَّ مَن لا يعرفُه يظنُّ أنه كان مجرمًا يقطعُ طريقَ السابلة، بالإخافة والسلب، وهذا من هضمِه لنفسه - رحمه الله تعالى.

كانت له خبرةٌ بأمور الحياة والرجال، خبرة صقلتْها فِراسَةُ التقوى، فكان يعرف معادنَ الرجال فيُعطي كلاًّ بقدر وعائه، يستدرج الرجل بسؤاله عن أبيه، وجَدِّه، ونسبه، وحيِّه، وعمله، حتى يجد مدخلاً يدخل منه إلى قلبه، ومن ثَمَّ ينصح ويحرك، ويوري ويخمد ويزلزل، ثم يعود به كائنًا آخر!

مواقفُه في قلبي وذاكرتي أثيرةٌ، أذكر نَزرًا يسيرًا منها:
خرجتُ معه مرة من المسجد – وما أكثرَ ما كنتُ أصحبُه  بعد الفجر! –  وكان الشتاء أقرَّ ما يكون، فإذا رجل شيخٌ يلبَسُ ثوبًا رقيقَ النسج مما يلبس في الصيف، قد أخلقتْه الأيام،  يبحث عن لقمة ساقطة هنا وهناك!

فأوقفه قائلاً: أبا فلان، كيف حالُك؟ بلهجة تُدخلُ الطمأنينةَ إلى قلب الرجل.

ألا تشعر بالبرد؟!
فأجاب: بلى، عندها خلع مِعطفَه – وكان من قماش ممتاز – وأفرغَه مما فيه وألبسه الرجل، وأعطاه خبزًا حارًّا كنَّا قد اشتريناه من فرن قريب وودَّعه.

وسرْنا، وإنَّ قلبه ليبكي ألماً وشفقةً على الرجل، وشعرتُ بحال اعترتْه تنضح خوفًا من مكر الله – تعالى - وأيامه التي يُداولُها بين الناس؛ إذ كان يعرف ماضي هذا الرجل وخوالي أيام شبابه، كان مسرفًا على نفسه بالمعاصي!

لا زلتُ أذكر جلساتِنا ولقاءاتِنا فيها، فيها الجم من العلم المنسوب إلى الفرقة من أهل العلم الذين عاصرهم، وفيها الطرف والملح التي تروِّح القلوب.

أضِفْ إلى خصاله سخاءً في غير تكلُّف، بل هذا من أجمل خصاله، فكثيرًا ما يدعوك إلى بيته قبل أن يعلم ما في البيت، ثم يقدِّم  لك ما حضر؛ يُعلِّمك تركَ التكلف بفعله لا بقوله، وحتى لا تجد حرجًا في دعوته إلى يسير الطعام والضيافة.

ومن مواقفه التي لا أنساها: أن غسَّالة بيتنا تعطلت يومًا، فطلبَتْ مني والدتي إحضارَ مختصٍّ لإصلاحها، ثم حان وقتُ صلاة العصر فذهبتُ للصلاة، وبعد خروجنا من المسجد أخبرتُه أني سأذهب لإحضار مصلِّح للغسَّالة، فقال لي: وأنا ماذا أفعل هنا؟!

ثم قال لي: اذهب إلى بيتكم وانتظرني.

دقائق قليلة ويعود ومعه عدة كاملة للإصلاح بكل توابعها، فشمَّر عن ساعديه – في عافية وهمَّة يَخجل منها الشباب – وبسط عِدتَه وفكَّ وشحَّم وأصلح وعالج، حتى عادت صالحةً تعمل، بل أحسن من قبل، وبقيت سنوات تعمل، وتُوفِّي - رحمه الله تعالى - ولا زالتْ تعمل إلى كتابة هذه المقالة، فكانت أثرًا من آثاره، وصدقةً جارية ممتدة بعده.


بيد أنَّ ما لا ينبغي إغفالُه هو أن الرجل رحل بمرض مفاجئ وهو في ذروة إخباته وإقباله، رحل والقلوبُ قبل العيونِ متلهفةٌ إليه.

خرجتْ جنازتُه – كما حُدِّثتُ لأني كنتُ في غربة عن الوطن – فشيَّعها خَلقٌ كثير لا يجتمع لعظيم من العظماء، وكثيرٌ ممن خرج يتحدث عن أخلاقه وشمائله الطيبة.

يُذكِّرني هذا بما يُروَى عن عليِّ زين العابدين بنِ الحسن بنِ علي بنِ أبي طالب - رضوان الله عليهم جميعًا - من أنه كان يتستَّر بالظلام الدَّاجي؛ ليتصدَّق على أهل الحاجات والمُعْوِزِين، فلمَّا تُوفِّي، وأرادوا أن يُغسِّلوه، وجدوا آثار الأكياس قد أثَّرت على ظهره.

رحم الله - تعالى - أخي وأفاض على قبره وابل غفرانه، وأحسَنَ ختامنا إذا صرنا إلى ما صار إليه.

إِذَا سَارَ مَنْ خَلْفَ امْرِئٍ وَأَمَامَهُ        وَأُفْرِدَ مِنْ  أَصْحَابِهِ  فَهْوَ  سَائِرُ

تُوفِّي هذا الأخ وأنا في الغربة، فكان آخرُ لقاء جسدي بيننا يومَ تكرَّم فرافقني إلى المطار مع والدي - حفظه الله تعالى -  وأخي الحبيب، ودَّعَني وودَّعتُه، وبودِّي أني لا أودعه:

لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ عَهْدَهمْ        يَوْمَ الْرَّحِيلِ فَعَلْتُ مَا لَمْ  أَفْعَلِ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإخاء والصداقة والصحبة
  • إذا ما صديقي (بطاقة أدبية)
  • الصداقة.. ما لها وما عليها
  • زجاجة عطر
  • الفرق بين العطور الرجالية والنسائية (خطبة)
  • أينا يرحل أولا؟!!
  • رحل الأخ والرفيق... رحل محمد شفيق

مختارات من الشبكة

  • خطبة ولئن رحل رمضان(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • رحل... فلان (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ورحل البشوش(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رحل عنا المحدث الشيخ ساعد غازي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رمضان رحل وأعماله لم ترحل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ورحل العقد الزينبي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ورحل فارس الصلاح والعطاء(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ورحل مجدد الزمان ونادرة العصر في علم الحديث(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
4- congratulation
ام البراء - الكويت 16-09-2009 12:51 PM
بارك الله لك في هذا القلم الرنان الذي لطالما باح بالكثير من اللآلى و الكنوز المخفية و أرجو الله أن يأتي هذا اليوم الجميل الذي ستطبع فيه كتاباتك النفيسة لكن رجائي أن تتحلى بالمثابرة اللامعة الإسلامية
3- اشكرك واشاركك
ابو البراء - الكويت 03-09-2009 05:36 PM
أشكرك أخي أبا محمود على تفضلك بالقراءة والتعليق ، وأشاركك الأسى على فقد العاملين وكثرة المتحدثين أو الخطباء كما جاء في الأثر .
2- دمعة ألم
أبو محمود - الكويت 02-09-2009 07:11 PM
إن العين لتدمع على أنفسنا وأحوالنا فالإنسان يرغب أن يكون مثل هؤلاء يعمل إذا علم ويحسن إذا عمل ويذكر إذا فني رحمه الله ورحمنا
1- رد على مقال: رحل وعطره الفواح لم يرحل
لا كرب اليوم 19-08-2009 12:42 PM

غفر الله لصديقك و لجميع المسلمين و المسلمات
عليك بالدعاء له و الإعتناء بأهله و أولاده.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/12/1446هـ - الساعة: 12:20
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب