• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

الدرع المسروقة

الدرع المسروقة
محمد صاحب بابا

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/5/2013 ميلادي - 20/7/1434 هجري

الزيارات: 46098

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدرع المسروقة


هل أنت إنسان عادل مع زوجتك، مع أولادك، مع إخوانك وجيرانك؟!

هل تُفضِّل أحد أولادك على الباقين وتحبُّه أكثر منهم؟ هل تميز بين ابنك وابنتك؟ لو ابنك اعتدى على أحدهم، وجاءك المعتدَى عليه يشكوه لك، هل ستبرِّر فعلته وتقف مع ابنك؛ لأنه يعزُّ عليك أن ترى ابنك يُعاقَب، وتأخذك العزة بالإثم لأنه (متربي)؟!

 

العدلُ ميزان الحكمة، لو ضاع العدل، فسدت الحياة، وضاعت قيَمٌ كثيرة.. ومع كل الأسف هذا ما يحصل في مجتمعنا في الوقت الحاضر، عندما تتضارب المصالح، عندئذٍ تعرف هل أنت عادل أم لا؟ لو ابنك دَهس بسيارته شخصًا واتُّهم غيرُه، هل تُسلِّم ابنك إلى العدالة أم تُحاول التستُّر عليه؟! وأوضح منه: لو أنك محامٍ وتعرف أن موكِّلَك هو المتَّهم، فهل تدافع عنه أم لا؟

 

والمبلغ المعروض عليك لتبرئته لا يُفوَّت! في المنازعات العشائرية.. مع من ستقف؟! مع الحق أم مع الباطل، كرامةً لسُمعة العشيرة؟!

 

العدل يأتي من فوق.. من الحاكم، ويأتي من تحت.. البيت، العدل ثقافة تبتدئ من البيت يُنمِّيه الإيمانُ بالعادل (الله)، وبالعدل رتَّب الله كلَّ شيء، إن الله يُقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة، يقول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((سبعةٌ يُظِلُّهم الله في ظِلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه)) واحد منهم: ((إمام عادل)) يعني: حاكمًا عادلاً، رئيس دولة عادلاً، ربَّ أسرة عادلاً، وسبحانه وتعالى يقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ﴾ [النساء: 58]، فأكثر ما يَعظُنا به: العدل؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8]، ﴿ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾ [النساء: 135].

 

يا مَن زَوَّرت، يا من ارتَشَيت، يا مَن شهِدت زورًا، يا من فضَّلت بين أولادك في الميراث.

 

وأما العكس، فالرَّسول يقول - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((إن المُقسطين - العادلين - عَلى مَنابر مِن نُور يوم القيامة عن يمين الرحمن))، فقالوا: صِفْهم لنا يا رسول الله، قال: ((الذين يَعدلون في حُكمهم وفي أهليهم)).

 

بعد جهود مُضنية بذَلها الرَّسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في نشر رسالته السماوية في الطائف، آمن له ستَّة من الشباب، مع ذلك قالوا له: يا رسول الله، نحن من الأوس، ولو سمع الخزرج بإيماننا بدعوتك فمِن المُحتمل ألا يؤمنوا بك؛ لأننا ومنذ أربعين سنة نتحارب فيما بيننا، فلِمَ لا تَقدم علينا من العام القابل؟ فعسى أن نستطيع أن نقنع بعض الشباب من الخزرج، وفعلاً عاد إليهم الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في العام القابل وقد انضم إلى فتية الأوس ثلاثة من الخزرج، ولك أن تتصور الوضع الخطير الذي يَسود جوَّ المدينة، الحروب الطاحنة بين الأوس والخزرج، المشركون الذين يَرومون قتلَ النبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - إضافة إلى اليهود الذين كانوا يَحيكون المؤامرات والدسائس ضده، هذا الجو المتوتر يحتاج إلى حُنْكةِ قائد، وعبقريَّة رسولٍ، وقلب واسع الرَّحمة ليتمكن من إدارة الأمور، وكان الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يمتلك كل هذه، مع ذلك فالوضع خطير، فأي شرارة تقدح هنا أو هناك، مُمكن أن تُطيح بكل ما أرساه الرسول لنشر دعوته، وخاصة مكر وخُبث اليهود الذين كانوا يتربَّصون الفُرصَ للقضاء على هذا الرسول الذي زعزع أركان هيبتهم وسطوتهم، في هذه الأجواء والرسول يجاهد في إصلاح ذات البَين بين الأوس والخزرج، وهداية المشركين من جهة، ومن جهة أخرى يتصدى لمكر وخُبث اليهود للإحباط الذي أصابهم؛ لأنهم كانوا - وحسب اعتقادهم - يتوقَّعون أن النبيَّ الذي سيظهر في الجزيرة سيكون منهم (أي: يهوديًّا).

 

ولك أن تتخيَّل الموقف العصيب، واحد من الأنصار (الخزرج) سرق درعَ واحد من الأنصار (الأوس)، ويشهد على السارق أيضًا واحد من الأوس، يا للمصيبة! سرقة وقعت بين المسلمين الحديثي الإيمان، سيشمت المشركون واليهود بالمسلمين، والأنكى من ذلك كله، فتيل حرب ستشتعل بين الأوس والخزرج، فدخول الأوس والخزرج في الإسلام لا يعني أن الجروح قد الْتأمت بالكامل فيما بينهم، الوضع حرج جدًّا، وعلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يتخذ موقفًا حاسمًا من السرقة، في هذه الأثناء جاء ثلاثة من الخزرج وقالوا: لا يا رسول الله، إن السارق ليس منا (نحن الخزرجَ)، وإنما واحد من اليهود، وعندنا الدليل، ابعث مَن يُفتِّش عن الدرع في المكان الفلاني في بيت اليهودي، وفِعلاً بعث الرسول من يُفتش بيت اليهودي وجاؤوا به، فطلب الخزرجُ من الرسول أن يصعد على المنبر وأن يُبرِّئ صاحبَهم، وأن يوبِّخ الأوس لافترائهم على بيت مؤمن من الخزرج، فلم يكن أمام الرسول - والدلائل بيِّنة أمام المسلمين - إلا أن يصعد منبرَه ويُبرئ المتهمَ زورًا، ويؤنِّبَ الأوس على فِعلتهم، ويميل بالكلام على اليهودي، واليهودي يقول: (لم أسرق يا رسول الله، ولكنها طُرحت عليَّ).

 

الحمد لله، وإلا لكان من الممكن أن تكون كارثة كبيرة بين الأوس والخزرج! المتهم يهودي، والمبرَّأ مسلم، ونام المسلمون وهم مرتاحون لهذه النتيجة، ولكن هناك من لا ينام.. علام الغيوب، الله - سبحانه وتعالى - الذي بعث جبرائيل فجْرَ تلك الليلة ليثبت أركان العدل، فهو العادل ولا يقبل بالظلم.. تَدخُّل سماوي فوري لإقامة العدل، رغم أن المتهم (البريء) هو يهودي، ينزل جبرائيل فيقول: يا رسول الله، اليهودي بريء، والخزرجي هو السارق!

 

الحادثة حدثت هكذا: غَنِم (رفاعة) - وهو مسلم من الأوس - دِرعًا في إحدى غزوات المسلمين، وبُشير (السارق) أيضًا مسلم، ولكن من الخزرج، والذي شهد السرقة (قتادة) ابن أخ رفاعة، وعندما شهد أمام الرسول كان صادقًا، ولما وجد بشير أن أمره قد انكشف.. ماذا فعل؟ لو كان الأمر يتوقف على الإنكار لأنكر، ولكن كان هناك شاهد، وهو يَعرف أنه صادق، علاوة على ثقة الرسول (بالشاهد)؛ لأنه من المسلمين الموثوق بهم، فالرسول حتمًا سيقبل شهادته، وستبقى الشبهة تدور حوله، ولا يمكنه التخلص من الدرع، وكان له جارٌ يهودي، فتسلق حائطَ دار اليهودي ودفن الدرع في حديقته، ورجع إلى أهله واعترف لهم بالسرقة، وطلب منهم أن يشهدوا على اليهودي ويرمونه بالسرقة، وإلا ستحدث مصيبة كبيرة، فالمسروق منه والشاهد من الأوس، وهو من الخزرج، الموقف حساس جدًّا.. ثلاثة منهم وافقوا على أن يشهدوا، ورابعهم امتنع، وقال: إنها خيانة لرسول الله والإسلام، فقال له بُشير: إذًا اكتم، فقال: سأكتم، واعتقد بُشير أن هذا أقرب إلى الواقع إلى نفس رسول الله؛ إذ ستندفع الشُّبه عن المسلمين، والمتهم يهودي، وهو من أعداء المسلمين، وهؤلاء الثلاثة هم الذين شهدوا لبُشير ضد اليهودي.

 

مشى بنو أُبَيْرِق (رهط بُشير) إلى رجل من رهطهم يقال له: أسيد بن عروة، وكان مِنطيقًا بليغًا، فمشى إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال: يا رسول الله، إن قتادة بن النعمان عمد إلى أهل بيت منَّا أهل شرف ونسب وحسَب فرماهم بالسرقة، واتَّهمهم بما ليس فيهم، فاغتم رسولُ الله - صلى الله عليه وآله - لذلك، وجاء إليه قتادةُ فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال له: ((عمدتَ إلى أهل بيت شرف وحسب ونسب فرميتَهم بالسرقة؟!))، فعاتبه عتابًا شديدًا، فاغتمَّ قتادة من ذلك ورجع إلى عمه وقال: يا ليتني متُّ ولم أكلم رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقد كلَّمني بما كرهته، فقال عمه: الله المستعان، فأنزل الله في ذلك على نبيه - صلى الله عليه وآله -: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا * يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ ﴾ [النساء: 105 - 108]، ثم قال: ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا * وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 109 - 112].

 

بعد صلاة الفجر صَعِد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - المنبر وأخبر المسلمين أن العليم الخبير أنبأه بالحق، وأن اليهودي بريء، والسارق هو بشير، وتلا عليهم الآية التي جاء بها جبرائيل، ورغم أن الآية جاءت ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110] بالاستغفار والتوبة، إلا أن بُشيرًا فعل الأسوأ، فبدلاً من أن يتقبل الأمر الواقع ويستغفر ويتوب، هرب إلى جهة الكفار خوفًا من فعلته، ونزلت بشأنه الآية: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].

 

بعد ذلك نزلت الآيات تترا تؤكد على العدل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8].

 

﴿ كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ﴾ [النساء: 135]، لماذا؟ لأهمية العدل عند الله سبحانه وتعالى، أي: لا عشيرتي عند فصلها، ولا أهلي عند منازعاتهم أولى من الله - سبحانه وتعالى - عندما يتعلق الأمر بالعدل ودفع الظلم.

 

أهدي هذه القصة لكل من شهد زورًا في المحاكم، لكل ظالم أضاع حقًّا لأحد، لكل زوج ظلم زوجته، لكل من يحلف يمينًا كاذبةً في المحاكم، يقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((ألا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟)) ثلاثًا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((الإشراك بالله، وعقوق الوالدين))، وجلس وكان متَّكئًا فقال: ((ألا وقول الزُّور))، قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.

 

ولما انتهى الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - نزل من مِنبره، صاح صاحب الدرع والشاهد: صدق الله، صدق الله، الدرع لله، الدرع لله، تصدقوا بالدرع في سبيل الله، وأما الخزرج (رهط السارق) فقد باتوا مُطمئنين أكثرَ مِن قبلُ، فها هو الإسلام الذي اعتنقوه يضمن للناس كافة العدل ويدفع عنهم الظلم.

 

هذه الحادثة وقعت والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - موجود، والوحي موجود، جبرائيل موجود، والسماء تدخلت لترسي العدل وتدفع الظلم بين أناس فيهم الكافر والمشرك والمنافق واليهودي والمسلم الذي لم يقوَ إيمانُه بعدُ، فما بالنا نحن؟! حيث لا رسول ولا وحي ولا جبرائيل، هل سننتظر من غيرنا أن يقيم لنا العدل ويدفع عنا الظلم؟ أم أن الله - سبحانه وتعالى - عوَّضنا عن ذلك؟ نعم، فهو الرقيب على أعمالنا، صغيرِها وكبيرها، ولا تخفى عليه خافية، فالمؤمن الحق الذي يؤمن أن هناك رقيبًا عليه ينمو في داخله رقيب ذاتي، ألا وهو الضمير، فضمائرنا هي بمثابة الرَّقيب على أفعالنا كلها.

 

أهدي هذه القصة لكل من أراد أن يُنمِّي رقيبه الداخلي من خلال قراءة القرآن، وخصوصًا وأن شهر رمضان المبارك على الأبواب، وكل منَّا قد هيأ نفسه - وكما اعتاد في كل سنة - أن يعزم على ختم القرآن، أهديها لكل من يقرأ القرآن ليس في رمضان المبارك فحسْب، وإنما في كل الأوقات، وكلما قرأ ومرَّت عليه هذه الآيات أن يستذكر أحداث القصة، وأن يحيا بالقرآن الكريم، وأن يعيش أحداثها وكأنها وقعت الآن، وأن يُقارن بين مَواقفه في تعاملاته مع نفسه أو مع الآخرين، وبين ما أرادت الآيات أن تنبهنا إليه، وبهذا تنمو الوشيجة بين الإنسان المؤمن وبين ما يقرأ من آيات الذكر الحكيم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا العظيم وعلى آله الطيبين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بالفضل لا بالعدل
  • العدل في عطية الأولاد
  • المساواة في العدل
  • في واحة العدل (قصيدة)
  • العدل .. شرع الله

مختارات من الشبكة

  • أتصلي المرأة في درع وخمار بغير إزار؟(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • الدرعية في المصادر التاريخية(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • الأسرة في الجاهلية والإسلام(مقالة - ملفات خاصة)
  • حديث: فأين درعك الحطمية؟(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • ما جاء في صفة درع رسول الله صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: إذا أتتك رسلي فأعطهم ثلاثين درعا(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • درعا (قصيدة)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • حديث: اشترى من يهودي طعاما ورهنه درعا من حديد(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • الاعتصام بكتاب الله والاجتماع على ولاة الأمر درع حصين لمواجهة مكر الأعداء وحملاتهم الإعلامية(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • درع العفاف: الحياء والحجاب(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب