• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الجهل الرقمي كفجوة بين الأجيال: حين لا يفهم ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    التعلق المرضي ليس حبا، فكيف لنا أن نفرق بين الحب، ...
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    عين على الحياة
    د. خالد النجار
  •  
    التجارب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإسلام يحافظ على الكيان الأُسري
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الثالثة عشرة: التسامح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تربية الأبناء في عصر "الشاشة" كيف نربي طفلا لا ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تطوعي نجاحي
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية الخاصة
علامة باركود

محمد المشعان يتذكر

محمد بن سعد المشعان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/3/2011 ميلادي - 4/4/1432 هجري

الزيارات: 9415

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وزارة المعارف

الأمانة العامة للتربية الخاصة

المكتبة المركزية الناطقة بالرياض

 

 محمد المشعان يتذكر

 

 ألقاها

الأستاذ/ محمد بن سعد المشعان

ألقيت بمبنى المكتبة المركزية الناطقة بالرياض عام 1414هـ

أدار ندوتها

الدكتور/ زيد المسلط


 

يسرني أن أرحب بكم، في اللقاء الثاني من البرنامج الثقافي للمكتبة المركزية الناطقة لهذا العام (1414هـ)، كما يسعدني أن أقدم لكم محاضرنا في هذه الأمسية وهو أديب وشاعر، عرف بسعة اطلاعه في مجلات التربية والآداب، وقد أمضى زهرة شبابه وكهولته في مجال المعوقين بالمملكة إنه الأستاذ (محمد بن سعد المشعان).

 

ولد عام 1352هـ بمدينة الرياض، ودرس في مدارسها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم التحق بكلية الشريعة، وتخرج فيها عام (1308هـ).

 

بدأ اهتمامه بمجال المكفوفين في وقت مبكر أثناء مراحل الدراسة، حيث قدم بعض المساعدات الشخصية لعدد من زملائه المكفوفين، وعندما افتتحت وزارة المعارف أول معهد للمكفوفين بالرياض عين مديراً مساعداً لمعهد النور بالرياض، لذلك يعتبر الأستاذ (محمد المشعان) من الرعيل الأول الذي ساهم في وضع اللبنات الأولى للتعليم الخاص، ومن الذين عاصروا وواكبوا مسيرة تطور هذا الميدان، من البداية وحتى وقت قريب، حينما قرر بطوعه واختياره التقاعد المبكر.

 

في عام (1381هـ) ابتعث إلى القاهرة لمدة عام، حصل فيها على دبلوم في تربية وتعليم المكفوفين، وعندما أنشأت وزارة المعارف إدارة التعليم الخاص عين الأستاذ (محمد المشعان) مديراً مساعداً لتلك الإدارة، وكان الأستاذ (عبد الله الغانم) مديراً لها، وفي (1393هـ) ابتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة التربية والمناهج في مجال المعوقين، ضمن الدورات الأولى التي نظمتها وزارة المعارف مع جامعة (إنديانا) في (بلومنكتُن) بالولايات المتحدة الأمريكية.

 

في عام (1402هـ) عين مديراً عاماً للتعليم الخاص، ثم شغل أول منصب بمسمى (أمين عام التعليم الخاص)، واستمر في تحمل الأمانة، حتى طلب التقاعد عام (1406هـ).

 

عرف محاضرنا في مجال الأدب بوجه عام، والشعر بوجه خاص، وأضاف إلى المكتبة العربية عدة دواوين منها:

• نشوة الحزن

• إضاءات

• ومضات

• الألغاز

• غرابيل

 

ولا يزال يتحف القراء بغرابيله في جريدة الرياض مرة كل أسبوع، كما أنه لا يزال يمد صفحات الأدب في الجرائد والمجلات بقصائده الشعرية المتميزة بالسخرية والنكتة.

 

سيكون حديثه في هذا اللقاء عن خبرته العملية في ميدان التعليم الخاص بشكل عام وتعليم المكفوفين بشكل خاص.

 

الأستاذ: محمد المشعان:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهو الذي تركنا على المحجة البيضاء، وهو القائل (أنتم أعلم بشؤون دنياكم) ومن منطلق أنتم أعلم بشؤون دنياكم، أستميحكم عذراً لأنطلق يمنة ويسرة في الحديث إليكم، خلال اللحظات التاليات، دونما خوف من العصا البيضاء[1]، أو غير ذلك من وسائل الإسكات، وذكرت العصا البيضاء لأنها مناسبة للمقام.

 

ثم أعود وأقول الحمد لله أن قد تتالت الأيام والليالي، رُخاء إلى أن جاءت ليلة الرابع والعشرين من الشهر الخامس عام (1414هـ) فجمعتنا الجهود الخيرة للاستماع إلى محاضرة قدمها أستاذ فاضل هو الدكتور (محمد المفدى)، الذي مازال حديثه وسيظل مصدر إمتاع لمن سمعه ولمن سمع عنه.

 

أيها الأفاضل.. أما وقد فُتح باب الحديث على مصراعيه، ليتحدث إليكم (ابن مشعان محمد) وهو يعلم أن الدكتور (ابن حسين محمد) يتحدث إليكم إن شاء الله في أواخر البرنامج الثقافي هذا العام، مما يجعل (ابن مشعان) محاطاً ببحور من المعلومات.

 

تحدث الدكتور (محمد بن عبد الرحمن المفدى) في المحاضرة السابقة عن بدايات تعلم المكفوفين القراءة والكتابة بالحروف البارزة، أي بالطريقة المعروفة بطريقة برايل، وذكر أن تلكم البدايات كانت عام (1373هـ)، وحين ذكرت يوم محاضرة الدكتور (المفدى) أن البدايات حسب ظني كانت عام (1374هـ)، صحح الدكتور ذلك مؤكداً أن العام كان (1373هـ)، أو (1372هـ)، وأنا أيها الأفاضل لست شديد العناد، لأني لا أرى تعارضاً بين رأيين أو خلافاً على شيء واحد ثابت، فالدكتور (محمد المفدى) رجل ثقة، وقد قال لكم ما يعلم، وأنا قلت ما يغلب على ظني أنه صحيح، وإذا كان الدكتور قد لمس البدايات قبلي بعام أو أكثر من عام فأنا قد رأيت شيئاً من هذه البدايات بعده بعام أو أكثر من عام، فتحدث كلانا عما يعلم ولا نزاع.

 

والذي نحمد الله عليه - وهو سبحانه محمود على كل حال - أن المكفوفين أو كثيراً منهم، قد تعلم القراءة والكتابة، ولكنهم تعلموها بطريقة لويس برايل، وفي اعتقادي أنهم لو تعلموا القراءة والكتابة بطريقة (مون)، لكان ذلك أكثر جدوى على المدى البعيد.

 

وطريقة (مون) هي إبراز الحروف الهجائية المعتادة، بحيث تكون ملموسة أو مدركة باللمس، وهذه الطريقة معاصرة لطريقة برايل تقريباً، ولكن الظروف والملابسات في ميادين البحوث التربوية، لم تساعد طريقة (مون) على البروز، ولو قُدر لها النجاح لكانت في رأي بعض المهتمين أفضل من غيرها، لأنها ستكون وسيلة مشتركة، يقرأها المبصر والكفيف، ولكن أكثر الناس فضلوا طريقة برايل، ولله الأمر.

 

لكن من يدري، فقد يتصدى لإحياء طريقة (مون) واحد أو أكثر من المهتمين، يطورها بحيث تكون هي الوسيلة الثانية أو الأولى، التي يقرأ ويكتب بها المكفوفون.

 

أما ذلكم الذي أتوهم أنه سوف يتصدى لمثل هذا الأمر وأرجو أن يكون سعودياً - ابتسم الاستاذ (كمال خواسك)[2] - وأرجو أن يكون سعودياً أكررها، فإني أحب أن أقول لكم إن طريقة (مون) هي طريقة الشيخ (علي بن أحمد الآمدي) المتوفى عام (704هـ)، حسب ما ذكر ذلك الأستاذ (عبد الرحمن بن سالم الخلف العتيبي) في الصفحة السادسة عشرة من كتابه المسمى : (تعليم المكفوفين في العالم العربي - نشأة الخط البارز)، وقد أشار الأستاذ (عبد الرحمن) إلى الشيخ الآمدي باختصار ذاكراً اسمه وتاريخ وفاته ثم علق على ذلك بقوله عن طريقة الآمدي : (ولكن هذه الطريقة لا ترفع الآمدي إلى درجة المبتكر لطريقة تعليمية جديدة)، هذا رأي الشيخ (عبد الرحمن) وهو رأي له ما يسوغه، ولكني لا أجد في نفسي ميلاً للموافقة عليه لأسباب من أهمها:

• أن الشيخ (الآمدي) لم يجد في زمنه، ما وجد (لويس برايل) من المؤسسات المتخصصة، ووسائل الإعلام الواسعة الإنتشار، والنهضة العلمية الصاعدة، فالنهضة في أيام الآمدي كانت آخذة في الإنحدار  والإندحار، أيام (هولاكو)، ومن قبله، ومن بعده، ولون أن الشيخ (عبد الرحمن الخلف) ومن قبله صاحب كتاب (نكت الهميان في نكت العميان) لم يتحدثا عن الشيخ (الآمدي) لما عرفنا عنه أو عن طريقة القراءة التي ابتكرها لنفسه شيء.

 

ولولا  أن قيم هذه (الصومعة) التي يسمونها المكتبة الناطقة، - أو الناقطة على أساس أن رئيسها يكتب النقط البارزة - أقول لولا أن قيم المكتبة الناطقة أشار إلى (الآمدي) في كتابه الذي آسلفنا ذكره، لما تذكرت إماماً من السابقين، كان له من الفضائل الشيء الكثير.

 

كما كان له مما يسمى لدى البعض (الكرامات)، الشيء اللافت للنظر، الصادم للنقل الذي يرفض التخريف.

 

أيها الأخوة، إن كنت قد أطلت الحديث عن الشيخ الآمدي، فسببت لكم بعض الملل، فإني أقترح أن أزيد الحديث، لا لأسبب لكم مزيداً من الملل، ولكن أقترح أن أزيد الحديث عنه في بعض السطور على طريقة (إذا ضربت فأوجع) ، و(إذا أطعمت فأشبع)، والثانية موجهة إلى داعينا إلى هذا الاجتماع (عبد الرحمن الخلف) حفظه الله وأنعم عليه.

 

أعود إلى الشيخ الآمدي فأقول: إن مما روي من كرامات الشيخ (الآمدي)، أنه سرقت له (نصفية)، ولا أدري مامعنى نصفية، هل هي شيء يمُت إلى المكاييل أو إلى الملابس، إذا كانت المكاييل فهي تعني النصيف أو النصف، فهي نصف الصاع أو المد أو شيء من هذا، وإذا كانت لها علاقة بالملابس فهي الصدرية أو (الجاكيت)، المهم أنها سُرقت، وقام سارقها فأودعها عند شخص ثالث، وفي منام للشيخ (الآمدي) سمع من يخبره (أن النصفية أخذها فلان وأخفاها عند فلان، فاذهب وخذها ممن هي عنده) فلما أصبح الشيخ (الآمدي)، ذهب إلى الذي عنده النصفية وقال له (يقول لك فلان وذكر اسم السارق - هات النصفية)، فما كان من الرجل إلا أن ناوله إياها، فأخذها الشيخ وانصرف.

 

هناك كرامة ثانية هي الأخيرة من كرامات الشيخ (الآمدي) التي ذكرها صاحب كتاب (نكتب الهميان في نكتب العميان)، (أن الشيخ رأى في المنام أن أحدهم يطعمه دجاجة مطبوخة، قال الشيخ ((فاستيقظت من النوم فإذا في يدي بقية الدجاجة المطبوخة))، صدقوا أو لا تصدقوا.

 

وأنا أيها الأفاضل أقول للمعجبين ببرايل وأمثاله: هل لهؤلاء كرامات، من الكرامات المخرفة التي تروى عن الشيخ (الآمدي)، إذا كان الجواب لا، وأرجوا أن يكون كذلك، فأقول لكلٍ طريقته في الكتابة، ولكن الشيخ (الآمدي) زاد له الرواة الكرامات، لذلك فإن شيخنا أحق بالتكذيب في كراماته، وأحق بالإستحسان لطريقته في الكتابة، التي أخترعها أو ابتكرها لنفسه، والحكمة ضالة المؤمن.

 

أيها الأفاضل، أوردت هاتين الحكايتين عن الشيخ (الآمدي) للفكاهة فقط، ولعل (الآمدي) بريء من ذلك كله.

 

أيها الأخوة اسمحوا لي أن أقف وقفة تأمل قصيرة، ثم أبحث بعد ذلك بين الحاضرين، عن واحد من الزملاء، الذين مازالوا يؤدون واجبهم الوظيفي في تربية وتعليم المكفوفين، إنه الأستاذ (عبد العزيز بن عبد المحسن السريبي)[3] مدير معهد النور للمكفوفين بالرياض حالياً، إني أعتقد أنه مهيء وفي هذا الوقت، لاقتراح قد يكون مفاجئاً له، وقد لا يكون مفاجئاً، إني أدعو الأستاذ (عبد المحسن بن عبد العزيز السريبي) إلى أن يختم عمله الوظيفي بخطوة رائدة، إني أدعوه إلى تبني طريقة الآمدي وتطوير رسم حروف المبصرين بحيث تكون محسوسة باللمس، حتى يوجد اللغة المشتركة التي يمكن أن يستعملها الكفيف والمبصر معاً، أدعو الأستاذ (عبد العزيز السريبي) إلى ذلك لأنه خبير في طريقة برايل واختصاراتها وعقدها، ولأنه مؤهل لذلك بحكم ميله أحياناً إلى استعمال طريقة المكفوفين في القراءة والكتابة، وبخاصة في أيام الأختبارات حيث يصبح ويمسي هو المتعهد الوحيد لرعاية كل من يتعلق بالإمتحانات في ميدان المكفوفين، وإني أدعوه إلى ما دعوته إليه لأنه عمل في ميدان المكفوفين أكثر من ثلاثين عاماً دونما كلل أو ملل، إنها مجرد دعوة مؤكدة لكي يفكر في الأمر بجديدة، ولعل التنفيذ يأتي لاحقاً عاجلاً غير آجل.

 

أيها الأفاضل لعلكم تأذنون لي بالعودة أو في العودة إلى البدايات حيث علمنا أنها كانت حسب اعتقادي عام (1374هـ)، حينما جاء زميلنا الكفيف (أحمد باحسين) من العراق، وذكر لبعض زملائه من المكفوفين، أنه تعلم هناك الحروف الهجائية بطريقة النقط البارزة، التي يستطيع المكفوف إذا عرفها أن يقرأ   ويكتب بها، فتلقى بعض الطلاب المكفوفين هذه الطريقة التي عرفت فيما بعد بطريقة (برايل) بالترحاب، وما هي إلا فترة من الوقت حتى مهر في استعمال هذه الطريقة الجديدة بعض زملاء الدراسة من المكفوفين، وبعد حوالي ثلاثة أعوام من عام البداية أي في عام (1377هـ)، أخبرني الشيخ (عبد الله بن محمد الغانم) وكان زميل دراسة وصديقاً - أخبرني بأنه يريد أن يقيم دورة لتعليم بعض المكفوفين القراءة والكتابة بطريقة (برايل)، لأنه مقتنع بفائدتها، كما أخبرني أنه يريد مني أن أساعده - باعتباري مبصراً - في الكتابة والمراقبة ونحو ذلك، ثم أخبرني بأنه سوف يحاول إيجاد مكان تنفيذ ما عقد عليه العزم في مساء كل يوم، لأن وقت الصباح سيكون مشغولاً بدراستنا، فنحن كنا طلاباً في كلية الشريعة بالرياض، ونحتاج إلى بذل المزيد من الجهود في كلتا المهمتين الدراسة للحصول على الشهادة العليم، وتعليم المكفوفين.

 

وقد تم إنجاز خطوات كثيرة كانت عاملاً مشجعاً للاستمرار، ومن هذه الخطوات، موافقة سماحة مفتي الديار السعودية آنذاك الشيخ (محمد بن إبراهيم آل الشيخ) بإعتباره الرئيس الأعلى للمعاهد العلمية، وكليتي الشريعة واللغة العربية، وافق رحمه الله على ما عرضه عليه الطالب - في ذلك الوقت  - (عبد الله بن محمد الغانم) عن طريق مدير المعهد العلمي في الرياض سماحة الشيخ (عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ) - يرحمه الله -، بأن يتم تدريس المكفوفين الطريقة الجديدة في مبنى كليتي الشرعية واللغة العربية في حي (دخنة) مدة شهرين فقط في العطلة الصيفية عام (1377هـ)، وقد أختارني الشيخ (عبد الله الغانم) لأقوم بعمل مساعد مدير الدورة، وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت لكم أن ذلك المنصب القصير العمر، قد أشعرني برغبة في أن أمشي في الأرض مرحاً، وأن أخرق الأرض، وربما بلغت الجبال طولاً، فكرت أن أتوقف عن الدراسة، لأني وصلت إلى المنصب، فلماذا أدرس؟ لقد قمت بعمل المراقب الكاتب القائد الخاص لمدير الدورة، كما كنت أقوم بقيادة مجموعة من المكفوفين بعد إنتهاء الدروس المسائية في الدورة، وأعود بذلكم الرتل من المكفوفين سيراً على الأقدام إلى المسجد الجامع، مسجد الإمام (تركي) لأنه هو المسجد الذي تتوفر فيه الإنارة الكهربائية ليلاً، وكان الشيخ عبد الله الغانم يكافئني إذا أحس مني شيئاً من التذمر ببعض الكلمات التشجيعية.

 

الشيخ (عبد الله الغانم) في ذلك الوقت كان يتصرف بعفوية وحماس، وإذا أقتنع بفكرة ما، سعى جاهداً إلى تحقيقها، وقد وفق إلى تحقيق الكثير مثل الآتي:

أ- طلب من وزارة المعارف أن تسمح له باستعمال إحدى المدارس في وقت المساء، لتعليم المكفوفين القراءة والكتابة بطريقة (برايل)، وكان وزير المعارف في ذلكم الوقت أي عام (1378هـ)، هو خادم الحرمين الشريفين الآن الملك (فهد بن عبد العزيز)، فوافقت وزارة المعارف على أن نستعمل مدرسة (جبرة) الابتدائية في حي (جبرة) في هذا الغرض، بإدارة (عبد الله الغانم).

 

ب- أثناء الحفل الذي أقمناه للملك (سعود بن عبد العزيز) - يرحمهما الله عندما زار مدرسة (جبرة) وشاهد المكفوفين فيها وهم يكتبون ويقرؤون بطريقة (برايل)، طلب الشيخ (عبدالله الغانم) من الملك (سعود) أن يأمر بشراء مطبعة للمكفوفين فأستجاب الملك (سعود) لذلك الطلب، وكان ذلك عام (1378هـ).

 

ج- طلب الشيخ (عبد الله الغانم) إيجاد مقر يدرس فيه المكفوفون، فأمر الملك (سعود) بأن يكون بيت والدته مقراً لتدريس المكفوفين، وكان البيت غير مأهول في ذلك الوقت.

 

د- بسعي متواصل من قبل الشيخ (عبد الله الغانم) ضمت وزارة المعارف عام (1380هـ) الفصول المسائية لتعليم المكفوفين، والتي صار أسمها معهد النور إلى ملاكها، واستأجرت له عام (1381هـ) مقراً في شارع (الظهيرة) شارع (الحمرا)، والمقر هو عمارة (ابن سلمه)، كانوا يسمونها كذلك.

 

و- استثمر الشيخ (عبدالله الغانم) معرفته لرئيس بلدية الرياض في ذلك الوقت، الأمير (فهد الفيصل)، وكان رئيس البلدية آنذاك، له نفوذ قوي وصلة وثيقة بالملك سعود، بالإضافة إلى أنه كان له رغبة في تحقيق بعض الأعمال الخيرية، فأفاد رحمه الله كثيراً، حيث كان ينفذ كل ما يطلبه منه الشيخ (عبد الله الغانم) لمصلحة المكفوفين.

 

ز- سعى الشيخ (عبد الله الغانم) إلى إنشاء أول إدارة للتعليم الخاص في المملكة العربية السعودية، وحين تحقق ذلك عام (1382هـ)، صار هو مديراً لهذه الإدارة، واختارني لأقوم بدوري الهامشي كالعادة، فبعد عودتي من دورة في مصر وحصولي على دبلوم تربية المكفوفين أصبحت مساعداً لإدارة التعليم الخاص، التي استمرت تحمل هذا الاسم حتى عام (1392هـ)، وهو العام الذي أصبحت فيه إدارة التعليم الخاص مديرية عامة اسمها (المديرية العامة لبرامج التعليم الخاص).

 

أيها الأخوة الأفاضل، أرجو ألا يظن أحد أني أكيل المديح للشيخ (عبد الله الغانم)، إني لا افعل ذلك الآن، لا لأن كيل المديح سيء، ولكني أحاول أن أصف الواقع وأتذكر الأحداث كما رأيتها متفادياً التفاصيل التي لا تفيد، وقد تضر بإضاعة الوقت، ثم إن الشيخ (عبد الله الغانم) حسب ظني، لن يكافئني بدوافع ذاتية، ولن أطلب منه ذلك، والآن لست في حاجة إلى الحصول على ثمن للمديح، فقد انتهى كل شيء، لا مناصب ولا مكافآت ولا تبادل منافع ولا خوف على المستقبل الوظيفي، أردت فقط أن ألقي الضوء على البدايات كما أتذكرها ، وعلى الجزء المرئي من رحلتي في التعليم الخاص، تلكم الرحلة التي قُدرت بسبع وعشرين سنة.

 

أيها الأفاضل انتقل الشيخ (عبد الله الغانم) إلى عمل آخر تعرفونه في (المكتب الإقليمي)، الذي أسس لتوسيع نطاق العمل التربوي بحيث تستفيد منه أقطار محتاجة إلى خدماته في الشرق الأوسط.

 

أما التعليم الخاص في وزارة المعارف، فقد تسلم قيادته رجل تربوي فاضل، وإداري ناجح، وهذا ليس من باب المدح بل هي الحقيقة، وذلك هو الأستاذ (عبد الرحمن بن عبد الله العبدان)، الذي عُرف عنه هدوءه وحبه للتنظيم، مما جعل التعليم الخاص ينعم في عهده سنوات استقرار هيئت الفرصة لوضع كل شيء في موضعه الصحيح.

 

ومن باب المداعبة أقول لعل واحداً من الزملاء السابقين أو اللاحقين يسألني ذلكم السؤال الذي لا أحب أن أسمعه فيقول لي: (لماذا لم يختاروك أنت خليفة لمدير التعليم الخاص السابق الشيخ عبد الله الغانم وقد كنت مساعداً له حتى انتقل إلى عمله الجديد، رئيساً للمكتب الإقليمي)، والجواب أعانني الله على قول الصدق هو أنني:

أولاً: بقيت في التعليم الخاص ولم انتقل مع الشيخ الغانم إلى المكتب الإقليمي لأني توقعت أني أحق بالمنصب.

 

ثانياً: أني لو سئلت عن رأيي في الأسمين الآتيين (عبد الرحمن العبدان) و(محمد المشعان)، وأيها أرشح، لأخترت الأستاذ (عبد الرحمن العبدان) للأسباب التالية، ولا يظن أحد أنني أجامل في  هذه المسألة:

أ- كفاءة الأستاذ (عبد الرحمن العبدان) إدارياً وتربوياً، مع توفر روح القيادة فيه، وحسن علاقاته الإجتماعية.

 

ب- أن (محمد المشعان) كان على أبواب بعثة تدريبية تربوية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي بعثة مغرية في ذلك الوقت، وما كان ابن مشعان يرغب في العودة عن ذلك مهما كانت المغريات.

 

ج- أن الأمور أيها الأفاضل جرت بتلك الصورة منذ عشرين عاماً.

 

والنتائج ولله الحمد مفيدة، ذهبت إلى البعثة التدريبية وعدت، والمسؤولية الثقيلة استقرت على كتفي الأستاذ (العبدان)، فأعانه الله ونهض بأعبائها، جزاءه الله خير الجزاء.

 

ثالثاً: ولن أقولها إلا إذا أذن لي، هل أقولها يا أستاذ عبد الرحمن؟

الأستاذ: عبد الرحمن العبدان

نعم.

 

الأستاذ محمد المشعان:

إذا أراد أحدكم زيادة في اللت والعجن، ذكرنا سبباً مصادره غير موثوق فيها، وهذا السبب الواهي نسرده كما يلي: - زعموا - ومشايخنا قالوا الزعم مطية الكذب - زعموا أن منصب الأستاذ (عبد الرحمن العبدان) قبل التعليم الخاص، كان هدفاً لجهات لا أعرفها بوزارة المعارف، يريدون هذا المنصب لكن فيه رجل كفء، فماذا يفعلون؟ وهذه الجهات رأت في تحرك الشيخ الغانم حدوث فراغ في المنصب، فإذا مُلء هذا الفراغ بمساعد إدارة التعليم الخاص (محمد المشعان) بقي الأستاذ (عبد الرحمن العبدان) في منصبه، ومنصبه - كما قلت هدف، لذلك أحدثوا قناة تؤدي إلى إبتعاثي إلى أمريكا، وجعلوا مساعد التعليم الخاص (محمد المشعان) ينزلق إلى بعثة عبر هذه القناة، حين ذلك أصبح إنتقال الأستاذ (عبد الرحمن العبدان) له ما يسوغه، ولا يغضب أحد، وشغر منصبه السابق، وأصبح المجال مهيئاً لإستمرار الخطوات الشطرنجية، أو لعبة البيروقراطية كما يقولون.

 

إني أعترف أن هذا الكلام يشبه الخيال، ولكن عذرنا أننا قلنا إنه زيادة في اللت والعجن، فالله سبحانه وتعالى أعلم.

 

كما أرجو ألا يسألني أحد عن النهايات، أي لجوئي إلى طلب التقاعد المبكر، فهذا الأمر سكت عنه محمد، لأنه باختصار جاء نتيجة لمجموعة كبيرة من العوامل التي كوّن مجموعها ثقلاً وضغطاً لم أستطع تحمله فآثرت أن أخلي الميدان لمن هو أقوى وأكثر قدرة على تحمل المسؤولية.

 

نكتفي بهذا القدر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

هناك بعض المعلومات التي استفدتها من الأستاذ (محمد المشعان) لأول مره على الرغم من عملي في هذا الميدان لمدة تزيد عن (30) عاماً، وتتمثل في ذكره لتاريخ نشأة مطابع التعليم الخاص.

 

غير أن لي بعض الملاحظات، حول كتابة الآمدي، وحول قراءة (مون)، فقراءة مون لا تقدر على منافسة برايل لأسباب من أهمها، أن الكتابة بها تمثل صعوبة وضخامة في الكتب، نظراً لكبر حجمها، وبالتالي كبر حجم الكتب المحتوية عليها، والتي ربما يعجز الكفيف عن حملها في مجال المدرسة، وفي مجال التنقل بها.

 

أما بالنسبة للآمدي، فهو كتب أرقام ومسميات بعض الكتب لهدف تجاري، ولم يكتب بها لغرض التعليم أو الثقافة، ولا تمثل كتابته بهذه الطريقة مصدر ثقافة له ولا للمكفوفين العرب، وإنما يهدف من وراء هذه الكتابة إلى معرفة أسماء الكتب وأثمانها للرجوع إليها عند بيعها أو السؤال عنها، وربما يكتب هذه العناوين والأرقام لنفسه فقط.

 

ولا ننكر أن هناك معارضة لطريقة برايل عند أول ظهورها، حتى في فرنسا بلد المخترع لهذه الطريقة، وكذلك في النمسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ولم تعترف بها بعض الدول الغربية إلا بعد مرور أكثر من سبعين سنة على ظهورها، وكان هناك رأي في الولايات المتحدة الأمريكية ينادي باستخدام طريقة (مون)، ولكنها فشلت أمام طريقة برايل، ولاسيما حينما أختصرت من (12) نقطة إلى (6) نقاط، مما أدى إلى تصغير حجم الكتب وكثرة محتواها، وبالتالي أصبحت الكتب المطبوعة بخط (برايل) في نطاق قدرة الكفيف.

 

وأنا ممن يفضلون الاستفادة عن طريق السمع أكثر من طريقة اللمس، فالحصول على المعلومات عن طريق السمع في نظري هو أكبر منافس لطريقة (برايل)، وربما يفضله السواد الأعظم من المكفوفين.

 

الأستاذ: محمد المشعان:

شكراً للشيخ (عبد الرحمن) وقد ذكر أن الحروف ستكون بطريقة (مون) كبيرة، والكتب بهذه الطريقة سوف تكون أكبر حجماً، وفيما يظهر لي أن هذا يخضع للجوانب الفنية، فالذين يطبعون بهذه الطريقة يمكن أن يطبعوا الحرف في حجم الحرف الذي يقرأه المبصر، ويكون الكتاب على نفس الحجم الذي يستعمله المبصرون، لو ظهرت هذه الطريقة فسيكون هناك فلان وفلان وعشرات من الناس المهتمين بهذا الموضوع، وسيكون هناك تجديدات وإبداعات وتتغير الأمور بالنسبة للقراءة لدى المكفوفين، فإذا كان أحد يخشى أن هذه الطريقة سواء سميناها طريقة مون أو طريقة الآمدي أو أي طريقة أخرى، إذا كان أحد يخشى أنها ستنافس طريقة (برايل) فأعتقد أنها ستكون ردءاً لها، وستكون المنافسة منافسة شريفة، وليس هناك ما يضر، فأنا لازلت أرى أن باب الإبداع يجب أن يكون مفتوحاً باستمرار هنا أو هناك، والذي يفوز في النهاية يستعمله الناس، فازت (برايل) في سنوات، أعطوا الفرصة لطريقة (الآمدي) أو طريقة (مون).

 

الدكتور: ناصر الموسى:

لي تعليقات على بداية (برايل)، كما تعرفون (برايل) بدأت في منطقة الشرق الأوسط، والبداية على حسب ما ذكر معهد الدراسات البريطانية وكذلك (مايكل ماكينزي) في تقرير اليونسكو، فقد ذكروا أن أول من فكر في طريقة القراءة والكتابة عند المكفوفين هو شخص أسمه (ديديمس).

 

وأخيراً أستقر الرأي في أمريكا على نظام (برايل)، لأن الأمريكان خشوا أن ينعزلوا عن العالم، بنظام يختلف عن النظام الذي أعترف به العالم كله.

 

والتقرير الذي كتبه (مايكل ماكينزي) ذكر أن في منطقة الشرق الأوسط ظهرت (9) أنظمة في قراءة برايل، بعضها يقرأ من اليمين إلى اليسار، وبعضها يقرأ من اليسار إلى اليمين.

 

ولا أعتقد أن المجال يسمح لي بالحديث في هذا الموضوع، فقط أردت أن أعلق على هذه القضية وشكراً.

 

الأستاذ: محمد هاشم

هل هناك عناصر نسائية ساهمت في بداية تعليم المكفوفين بالمملكة؟

 

الأستاذ: محمد المشعان

العنصر النسائي لم يكن له دور في بداية تعليم المكفوفين بالمملكة، فكل المجموعة التي سبقت عام (1380هـ) كانوا من الرجال، ودور المرأة في تعليم المكفوفين حسب علمي، بدأ بافتتاح أول معهد للكفيفات في مدينة الرياض عام (1384هـ)، ومن بين اللاتي درّسن في هذا المعهد مواطنات سعوديات ومتعاقدات من مصر، كان لهن دور بارز في تعليم الفتاة السعودية هذه الطريقة في المعهد، ولا يحضرني ذكر الأسماء.

 

الأستاذ: أنور النصار[4]

أريد أن أسأل عن عدد الطلبة الذين قمتم بتعليمهم، وما هو مردود هذا التعليم؟ وأين هؤلاء الطلبة؟ هل يحضركم أسماء منهم في الوقت الحاضر.

 

الأستاذ: محمد المشعان

شكراً على هذا السؤال، على الرغم من صعوبة الإجابة عليه إذ أنه يتعلق بمدة تقرب من (40) سنة.

 

وأذكر أنني كنت من بين هؤلاء الطلبة، فقد تعلمت (برايل) في هذه المدرسة على يد الشيخ (عبد الله الغانم)، وكنت بالإضافة إلى ذلك موظفاً في نفس المدرسة، ومن بينهم على ما أتذكر الأستاذ الشيخ (عبد العزيز الفايز)[5] والشيخ (فهد الجوهر)[6] - رحمه الله - وآخرون لا تسعفني الذاكرة بذكر أسمائهم، ثم جاءت مجموعة أخرى من بينهم الأستاذ ( عبد العزيز السريبي)، وربما تعلم طريقة برايل على يد الشيخ (عبد الله الغانم).

 

الأستاذ عبد الرحمن الخلف

(عبد الله التويجري) من الناس الذين دعوتهم لحضور هذه الندوة، وهو الشخص الذي ألقى كلمة بطريقة (برايل) أمام الملك سعود - رحمه الله -، فأرجو أن تعطي له دقائق ليتحدث عما يعرفه عن البدايات.

 

الأستاذ: عبد الله التويجري[7]

كنت أدرس بالمعهد العلمي في الثاني التمهيدي، ويمثل السادسة الابتدائي في ذلك الوقت، وأخبرت أن معهداً للمكفوفين فتح بمدرسة (جبرة)، فالتحقت به ودرست فيه مدة ثلاث سنوات، ولما تحول إلى دراسة صباحية تركته، وواصلت دراستي في المعهد العلمي، إذ أن هذا هو الأحسن والأفضل لي.

 

وأتذكر أنني أخذت الأول على زملائي في هذه المدرسة حينما كانت مسائية، وقُدمت لي (ألفية بن مالك) المكتوبة بالخط البارز، والمطبوعة في مصر، كهدية لتفوقي ، وحفظت منها بعض الأبيات، وفي نظري أن تلقي المعلومات عن طريق حاسة السمع، هو أفضل من تلقيها عن طريق حاسة اللمس، إلا أن هذه القضية ترجع إلى ما تعود عليه الشخص.

 

أحد الحاضرين:

سؤالي عن بداية دخول (برايل) للملكة العربية السعودية، هل دخلت بطريقة عفوية تلقائية، أم أنها خُطط لدخولها للمملكة عن طريق منظمات عالمية، كمنظمة اليونسكو مثلاً.

 

الأستاذ: محمد المشعان

كما ذكرت لكم جاء طالب اسمه (أحمد باحسين) من العراق، سعودي وذكر لزملائه المكفوفين أنه في أثناء الإجازة الصيفية التي قضاها العام الماضي في العراق تعلم حروفاً إذا عرفها المكفوف إستطاع عن طريقها أن يقرأ وأن يكتب، فصاروا يتعجبون، فأراهم إياها فبدءوا يدركون فائدتها.

 

هذه إذا سميتها طريقة عفوية فهي طريقة عفوية، لكن ليس هناك حسب ما أعرف منظمات أو منظمة أدخلت هذه الطريقة إلى المملكة العربية السعودية، بل جاءت عفوية.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الغملاس[8]

سؤالي عن الشيخ (عبد الله الغانم) بصفته الرجل الأول، صاحب الباع الكبير في هذا المجال، أين تعلم طريقة برايل؟ وكيف أدخلها إلى المملكة؟ هل تعلم في أماكن أخرى غير المملكة أم في المملكة؟

 

الأستاذ: محمد المشعان

الأستاذ الشيخ (عبد الله الغانم) تعلم هذه الطريقة مثل ما تعلمها بعض الزملاء المكفوفين، أخذها من الأخ (أحمد باحسين)، (فعبد الله الغانم) حرص مع زملائه على أن يتعلموها ويمهروا فيها، وبالفعل مهروا فيها، وأخذوا يتصلون بجهات منها المركز النموذجي لرعاية المكفوفين في الزيتون بالقاهرة، وبالأردن وفلسطين، بدءوا يسألون عن وسائل (برايل) ويشترونها بالإضافة إلى بعض المجلات المكتوبة بالخط البارز.

 

فالشيخ الغانم تعلمها هنا في المملكة وطور نفسه بالتجربة والخطأ والصواب حتى مهر فيها.

 

الأستاذ: عبد الله التركي[9]

دفعني حديث الشيخ (عبدالله التويجري) لأن أتحدث عن شيء مما في نفسي عن برايل والمكفوفين.

 

المكفوفون في الواقع عمالقة في الأدب وفي العلم وفي خدمة الوطن، قالوا فأجادوا، وكتبوا وألفوا، وكانوا حماة لكثير من أمورنا الإجتماعية والتراثية والعلمية، ومن هنا أقول، هل كان لمجيء (برايل) فضل في تعلمهم، أم كانوا عمالقة قبل ذلك؟ كانوا عمالقة قبل (برايل)، كانوا أيضاً رجال علم ورجال قضاء ورجال فقه قبل أن تأتي (برايل)، فهل جاءت (برايل) بخير لهؤلاء، ألا يكون كونهم يدرسون كما كانوا جنباً إلى جنب بجوارنا نحن - المبصرين - ألا يكون أجدى لنا ولهم وللبلد.

 

أقول هذا الكلام وأتساءل مع أني أعرف أن هناك من تعلموا (برايل)، لكن لم يكن علمهم معتمداً على هذه الطريقة، إنهم تعلموا من خلال سمعهم المرهف وبصيرتهم القوية، تعلموا العلم ونفذوا في أغواره عن طريق سمعهم، فأقول نعم لاستمرار السمع، ولتكن (برايل) طريقة أخرى، أو مصدر ثقافة من مصادر ثقافاتهم.

 

في هذا المقام استميح الدكتور (زيد) عذراً في أن اقترح ونحن في هذا المجمع المبارك أن تكون هناك جماعة أو جمعية متطوعة ليست رسمية، تتابع أحوال المكفوفين وتقترح ما يفيدهم، كما كان الأساتذة المشعان والغانم وابن حسين والسريبي، كانوا يحاولون التطوير، ليكن أيضاً لدينا جماعة أو جمعية تحاول الإجتماع شهرياً أو كل نصف سنة لتبحث عن الطرق المفضلة لتطوير تعليم المكفوفين والاستفادة منهم أكثر مما يستفاد منهم الآن.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف

بما أن الموضوع موضوع تسجيل وإذا سجلت أي كلمة فسوف تكون وثيقة، فهناك كلمة قالها الدكتور (ناصر)، والحديث يجب أن يكون دائماً أخذ وعطاء، وتوضيح لبعض النقاط أو تعليق عليها، فالدكتور (ناصر) قال إن في الشرق الأوسط (9) طرق، وأنا أختلف معه في هذا الجانب، لأن التسع طرق كانت في بريطانيا، قبل أن تعترف بالخط البارز بطريقة برايل[10][11].


[1] العصا البيضاء: شعار يعرف به المكفوفون، وتصنع هذه العصا من مادة خاصة، ويتم طلاءها بمادة فسفورية لونها أبيض.

[2] الأستاذ (كمال خواسك) أحد الإخوة المصريين العاملين في التعليم الخاص في مجال توجيه المكفوفين، وعمل في هذا المجال بالمملكة أكثر من (20) سنة، عاد إلى مصر عام 1417هـ.

[3] الأستاذ عبد العزيز السريبي: من الرعيل الأول الذين واكبوا بداية التعليم الخاص، عمل مدرساً فيه ثم موجهاً ثم مديراً لإدارة تعليم المكفوفين بالوزارة ثم مديراً لمعهد النور بالرياض، حاصل على كلية الشريعة من الرياض، ودبلوم تربية وتوجيه المكفوفين من القاهرة، أحيل على التقاعد عام (1418هـ).

[4] أنور النصار: أحد المدرسين المكفوفين العاملين في معهد النور، حاصل على شهادة جامعية من جامعة الملك سعود، حصل على الماجستير من الولايات المتحدة الأمريكية، وتولى إدارة معهد النور بالرياض فيما بعد.

[5] أ. عبد العزيز الفايز: من الرعيل الأول الذين درسوا (برايل)، وبعد تخرجه من كلية الشريعة عين مدرساً في معهد النور بالرياض واستمر فيه حتى نقل إلى التدريس في مجال التعليم العام إلى أن أحيل إلى التقاعد، انظر ترجمته في (من أعلام المكفوفين) للأستاذ/ عبد الرحمن الخلف (تحت الطبع).

[6] الشيخ (فهد الجوهر): من الرعيل الأول الذين تعلموا طريقة (برايل)، وعين مدرساً في معاهد النور حاصل على كلية الشريعة بالرياض، توفي عام (1406هـ) - رحمه الله - انظر ترجمته في ( من أعلام المكفوفين).

[7] تخرج في كلية الشريعة بالرياض، وبعد تخرجه عين قاضياً في الباحة، ثم طلب الانتقال إلى التعليم ونقل مدرساً في المعاهد العلمية ولا يزال يُدرس في المعهد العلمي في الرياض حتى إعداد هذه السطور، له نشاط ملموس في مجال الدعوة.

انظر ترجمته في (من أعلام المكفوفين).

[8] أحد خريجي معهد النور، يعمل مدرساً في التعليم العام.

[9] انظر ترجمته في المحاضرة الخاصة به.  

[10] اتصلت بالدكتور (ناصر) أثناء مراجعتي لهذه المحاضرة، وما دار حولها من تعليقات ومداخلات، فأثبت لي أنه متأكد مما قاله، وهذه الطرق التسعة مذكورة في تقرير اليونسكو الذي كتبه (مايكل ماكينزي) ولا أزال أختلف معه إذ أن (HectorChevegny) (هيكتور تشيفني) و( Cdell Brevrman) (سيدل بريفرمان) قالا في كتابهما (تكيف الكفيف) ترجمة د. (محمد عبد المنعم نور) ونشر مطابع البلاغ بمصر طبعة سنة (1961م) ص160 ما نصه: ((في بريطانيا وحدها قبل إدخال الكتابة بالنقط، كان هناك على الأقل تسعة طرق لكتابة الحروف وذلك حوالي سنة (1871م) )).

وربما يكون هذا صحيحاً في طرق القراءة والكتابة الخاصة بالمكفوفين التي انتشرت في بريطانيا وفي الشرق الأوسط.

[11] المحاضرة رقم ( 5 ) من كتاب لقاءات علميّة وثقافية في المكتبة الناطقة إعداد ومراجعة وتعليق الأستاذ/ عبد الرحمن بن سالم العتيبي





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المكفوفون ونور البصيرة (خبرتي وذكرياتي)
  • لقاء فكري وثقافي مع د. محمد بن سعد بن حسين

مختارات من الشبكة

  • التعليقات الكافية في ضبط الوافية نظم الشافية لقوام الدين محمد بن محمد السيفي القزويني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تبصير أولي الألباب بسيرة الرسول في سؤال وجواب لمحمد محمد محمد شبانة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ديوان العلامة محمد البشير الإبراهيمي المسمى: المورد العذب النمير من أشعار العلامة محمد البشير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من مآثر الشيخ محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • لباب الإعراب لمؤلفه تاج الدين محمد بن محمد بن أحمد الإسفراييني المتوفى سنة 684 هـ (PDF)(كتاب - موقع الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن)
  • مسلسل الأولية رواية الصدر محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي (664-754)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اللهم صل على محمد وعلى آل محمد (بطاقة دعوية)(كتاب - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • مخطوطة حديث أبي منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة فوائد أبي محمد عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان أبي الشيخ(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة جزء فيه حديث ابن صاعد أبي محمد يحيى محمد(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 4/12/1446هـ - الساعة: 18:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب