• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة التاسعة عشرة: الصبر
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    حقوق الزوج على زوجته
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الثامنة عشرة: الحكمة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (2)
    نجلاء جبروني
  •  
    حاجتنا إلى التربية
    محمد حسني عمران عبدالله
  •  
    المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (1)
    نجلاء جبروني
  •  
    الإجازات وقود الإنجازات
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أنثى في القلب
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    خلف الكواليس
    د. ابتهال محمد علي البار
  •  
    إن لم تحرز تقدما تراجعت!
    أسامة طبش
  •  
    المحطة السابعة عشرة: المرونة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الآباء والأمهات لهم دور كبير في توجيه الطفل حتى ...
    عثمان ظهير
  •  
    جيل الحساسية الاجتماعية المفرطة
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الطفل (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    معذور لأنه مراهق!
    محمد شلبي محمد شلبي
  •  
    الزواج وفوائده وآثاره النافعة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / حوارات وتحقيقات
علامة باركود

رعاية الأطفال في الإسلام وحقوقهم

رعاية الأطفال في الإسلام وحقوقهم
محمد بن داوود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/4/2022 ميلادي - 19/9/1443 هجري

الزيارات: 40360

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رعاية الاطفال في الإسلام وحقوقهم


لقد اعتنى الإسلامُ بالأطفال عنايةً خاصةً، وحثَّ على الاهتمام بهم براعمَ وصبيانًا، حتى قبل ولادتهم ومجيئهم إلى هذه الحياة، بتهييء بيئة أسرية مناسبة لهم، كما أوجب على الوالدين حسن رعايتهم وتربيتهم وَفق مبادئ وأسس تُسهم في بناء شخصيتهم بشكل متوازن، لذلك أوصى الإسلام بعنايتهم وصونهم؛ كما جاء في قول الله تعالى: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾ [النساء: 11]، فما المقصود برعاية الأطفال في الإسلام؟ وما خصائص هذه الرعاية؟ وما حقوق رعايتهم في الإسلام؟

 

المطلب الأول: مفهوم رعاية الأطفال في الإسلام:

إن إعطاء مفهومٍ لرعاية الأطفال في الإسلام، يحيلنا إلى تعريف الرعاية أولًا ثم الأطفال ثانيًا بتحديد مرحلة الطفولة:

• الرعاية مصدر رعى، ومنه: "رعى الحاكم الرعيَّة: تولَّى أمرَهم ودبَّر شؤونهم، ورعى اليتيم: كفَلَه"[1]، ويقال: "مركز رعاية الطِّفل: مصحَّة للاهتمام بالأطفال حديثي الولادة"[2]، والفاعل "الراعي: الوالي... ورعاه: أي حفظه، رعاية ورعيًا، ويقولون: في رعاية الله تعالى: أي في حفظه"[3]، وبذلك تأتي الرعاية بمعنى العناية والاهتمام والحفظ، وتولي الأمر وتدبيره من طرف الوالدين؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجِها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها»[4].

 

• الأطفال: جمع "الطِّفْلُ، بالكسر: الصَّغيرُ من كلِّ شيءٍ، أو المَوْلودُ"[5]، ومنه قوله تعالى: ﴿ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ﴾ [النور: 31]، ويُعرف "الطفل: الصبي ما بين أن يولد إلى أن يحلم، قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا ﴾ [النور: 59]، يقال: صبي طفل، وصبية طفل، وصبيان طفل، قوله عز وجل: ﴿ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ﴾ [الحج: 5] في معنى أطفال، ويخرج كل واحد منكم طفلًا"[6]، ومعنى "الحلم بضم الحاء فهو بلوغ الصبي"[7]، وبذلك تبدأ مرحلة الطفولة من ولادة الطفل إلى بلوغه.

 

وبناءً على ذلك يمكن القول: إن رعاية الأطفال في الإسلام يُقصد بها العناية بالأولاد من ولادتهم إلى حين بلوغهم، والاهتمام بشخصيتهم بشكلٍ شامل ومتوازن من جوانبها المختلفة عقليًّا وروحيًّا ونفسيًّا وجسديًّا واجتماعيًّا، وحفظ حقوقهم لمساعدتهم على الانخراط في الحياة بإيجابية وَفق أخلاق وقيم دين الإسلام.

 

المطلب الثاني: خصائص رعاية الأطفال في الإسلام:

انطلاقًا من مفهوم رعاية الأطفال في الإسلام الذي تَمَّ استخلاصه أعلاه، يُمكن استنباط الخصائص والمميزات الآتية لرعاية الأطفال في الإسلام:

1- خاصية الربانية: ذلك أن رعاية الأطفال في ديننا الإسلامي تقوم على مصدرية الوحي الرباني متمثلًا في القرآن الكريم، من خلال الآيات القرآنية التي جاءت تنظم كيفية رعاية الطفل، وكذلك من السنة النبوية الشريفة المطهرة، بتقديم بعض مظاهر رعاية الأطفال في الحياة النبوية وهو صلى الله عليه وسلم الذي م ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]،يقول لعمر بن أبي سلمة مربيًا إياه بالوحي الرباني: «يَا غُلَامُ، سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ»[8].

 

2- خاصية الشمولية: تتمثل في اهتمام الإسلام برعاية الطفل من جميع جوانب شخصيته، سواء من الناحية النفسية بالاستجابة لحاجاته الوجدانية والعاطفية، بتوفير قيم المودة والرحمة والعطف والمحبة تُجاهه، ومثال ذلك عطف النبي صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم؛ حيث "أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ"[9]، أومن الناحية الروحية بحثه على التحلي بتقوى الله وخشيته والإيمان به وتوحيده لتطهير رُوحه؛ كما في رعاية لقمان لابنه: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]، أو من الناحية العقلية بحثه على التدبر والتفكر وطلب العلم والقراءة والكتابة، بدءًا من أول آية نزلت من القرآن الكريم ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، أو من الناحية الجسدية بتوفير الغذاء والصحة والتطبيب له، أو من الناحية الاجتماعية بتعليمه كيفية تعامُله مع أفراد المجتمع بأخلاق الإسلام، وبذلك تظهر خاصية الشمولية في رعاية الطفل من كل ناحية.

 

3- خاصية التوازن والاعتدال: كما اهتم الإسلام برعاية الطفل من جميع جوانب شخصيته بشكل شامل، فقد تميزت هذه الرعاية بخاصية التوازن والاعتدال؛ بحيث لا ينبغي تغليب العناية بجانب من جوانب شخصيته على الجوانب الأخرى، فلا ينبغي مثلا الإفراط في رعايته من الجانب الجسدي بتوفير المأكل والمشرب له، وكل ما يقيم جسده، والتفريط في الجوانب الأخرى؛ لأن ذلك مؤداه إلى الإهمال التربوي له بشكل غير متزن ومستو.

 

المطلب الثالث: حقوق رعاية الأطفال في الإسلام:

1- الحق في التنشئة الإسلامية: يجب على الآباء أن يربوا أبناءهم على الإسلام؛ وهذا حق للولد على أبيه؛ كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾"[10].

 

2- الحق في التربية السليمة واختيار الاسم الحسن: من حقوق الأطفال على آبائهم أن يُحسنوا تربيتهم على القيم الإسلامية والأخلاق الفاضلة كالصدق والعفو والتسامح، كما يقع على عاتقهم اختيار الاسم الحسن لولدهم ذكرًا كان أم أنثى، فعن ابن عباس أنهم قالوا: يا رسول الله، قد علمنا حقَّ الوالد على ولدهِ، فما حق الولد على والده؟ قَالَ: "أَنْ يُحْسِنَ اسْمَهُ، وَيُحْسِنَ أَدَبَهُ"[11].

 

3- الحق في التعليم: يُعد التعليم من حقوق الطفل الواجبة على الآباء تجاه أبنائهم، فعن أبي رافع قال: قلت: يا رسول الله، أَلِلْوَلَدِ علينا حق كحقنا عليهم؟ قال: "نَعَمْ، حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُعَلِّمَهُ الْكِتَابَةَ وَالسِّبَاحَةَ وَالرَّمْيَ..."[12]، وإتيان الطفل بهذا الحق فيه استجابة العبد لأمر الله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1].

 

4- الحق في الحياة: لقد أعطى الله تعالى للطفل الحق في الحياة رضيعًا وطفلًا صغيرًا، حتى قبل مجيئه لهذه الحياة وهو في بطن أمه؛ حيث حرَّم سبحانه وتعالى الإجهاض وقتل الأطفال مهما كان المبرر الداعي لذلك؛ فقد نهى عن ذلك قائلًا: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 31].

 

5- حق اختيار الوالدين لأحدهما: لقد حث الشرع الحنيف على رعاية حق الطفل حتى قبل الزواج، وذلك باختيار الأب الأم الصالحة للطفل، وباختيار الأم الأب الحسن له، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ»[13]، وحفظًا لحقِّ تنشئته على الإسلام أمر الله تعالى كلًّا من الأب والأم بحسن اختيار أحدهما للآخر: ﴿ وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ﴾ [البقرة: 221].

 

6- الحق في النفقة: تعرف النفقة بأنها "إخراج الشخص مالًا ينفق به على من تجب عليه نفقته، وتشمل المأكل والملبس والمسكن"[14]، وكذلك التطبيب والعناية بصحته ومصاريف تعليمه؛ حيث أوجب الشرع الحنيف على الأب الإنفاق على الطفل وهو جنين في بطن أمه ولو بعد طلاقه لزوجته؛ لقوله عز وجل: ﴿ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾ [الطلاق: 6]، ومن الآيات الدالة على وجوب النفقة للأطفال مطلقًا من طرف الآباء قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 233].

 

7- الحق في الإرضاع: يجب على الوالدين توفير الرضاعة للطفل، فإن كانت الأم قادرة على ذلك، كان حق الرضيع عليها أن ترضعه؛ لأن لبنها أصلح له كما قال فخر الدين الرازي: "حَيْثُ إِنَّ تَرْبِيَةَ الطِّفْلِ بِلَبَنِ الْأُمِّ أَصْلَحُ لَهُ مِنْ سَائِرِ الْأَلْبَانِ"[15]، والله "تَعَالَى كَمَا وَصَّى الْأُمَّ بِرِعَايَةِ جَانِبِ الطِّفْلِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ ﴾ وَصَّى الْأَبَ بِرِعَايَةِ جَانِبِ الْأُمِّ حَتَّى تَكُونَ قَادِرَةً عَلَى رِعَايَةِ مَصْلَحَةِ الطِّفْلِ فَأَمَرَهُ بِرِزْقِهَا وَكِسْوَتِهَا بِالْمَعْرُوفِ... وأَنَّهُ تَعَالَى وَصَّى الْأُمَّ بِرِعَايَةِ الطِّفْلِ أَوَّلًا، ثُمَّ وَصَّى الْأَبَ بِرِعَايَتِهِ ثَانِيًا، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ احْتِيَاجَ الطِّفْلِ إِلَى رِعَايَةِ الْأُمِّ أَشَدُّ مِنِ احْتِيَاجِهِ إِلَى رِعَايَةِ الْأَبِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ الطِّفْلِ وَبَيْنَ رِعَايَةِ الْأُمِّ وَاسِطَةٌ الْبَتَّةَ، أَمَّا رِعَايَةُ الْأَبِ فَإِنَّمَا تَصِلُ إِلَى الطِّفْلِ بِوَاسِطَةٍ"[16]، وبذلك يظهر أن الإسلام حفظ حق رضاع الطفل من جانب الأمومة والأبوة معًا.

 

8- الحق في النسب: لقد أعطى الإسلام أهمية كبيرة للنسب، فأمر بإلحاق الأبناء بآبائهم في قوله تعالى: ﴿ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [الأحزاب: 5]، وهناك آيات كثيرة تبرز مكانة النسب وضرورة إقراره ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54]، كما حرَّم الإسلام إعطاء النسب لغير الابن الشرعي؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ»[17]، حفظًا لحق الطفل في الانتساب إلى والديه.

 

9- الحق في التملك: لقد أعطى الإسلام حقَّ التملك للطفل بمجرد ولادته حيًّا، وإن مات مباشرة بعد ذلك، وهو ما يعرف بالاستهلال، فإذا استهل الطفل في الحياة وجب له حقه من الميراث؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اسْتَهَلَّ الْمَوْلُودُ وُرِّثَ»[18]، كما عمل الإسلام على حفظ مال الطفل وحقه في التملك بالميراث في قوله الله تعالى: ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [النساء: 8]، وقوله سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10] ما يدل على أن حق الطفل في التملك صانه الإسلام وحفظه.

 



[1] معجم اللغة العربية المعاصرة، د. أحمد مختار عبد الحميد عمر بمساعدة فريق عمل، عالم الكتب، ط:1، 1429 هـ-2008م، 2/ 909.

[2] معجم اللغة العربية المعاصرة، 2/ 910.

[3] شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، نشوان بن سعيد الحميرى اليمني، تحقيق: د حسين بن عبد الله العمري وآخرون، دار الفكر المعاصر-بيروت-لبنان، ط: 1، 1420 هـ - 1999م، 4/ 2547.

[4] صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، ط: 1، 1422ه، 3/ 120.

[5] القاموس المحيط، يعقوب الفيروزآبادى، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، إشراف: محمد نعيم العرقسُوسي، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، ط:8، 1426 هـ-2005 م، ص: 1025.

[6] الغريبين في القرآن والحديث، أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي، تحقيق ودراسة: أحمد فريد المزيدي، قدم له وراجعه: أ. د. فتحي حجازي، مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعودية، ط: 1، 1419هـ-1999م، 4/ 1174.

[7] الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، شهاب الدين النفراوي الأزهري المالكي، دار الفكر، 1415هـ - 1995م، 2/ 347.

[8] صحيح مسلم، لمسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي – بيروت، 3/ 1599.

[9] صحيح البخاري، 2/ 83.

[10] صحيح البخاري، 2/ 94، صحيح مسلم، 4/ 2047.

[11] شعب الإيمان، أبو بكر البيهقي، تحقيق: مختار أحمد الندوي، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند، ط: 1، 1423هـ-2003م، 11/ 132.

[12] شعب الإيمان، 11/ 136.

[13] سنن ابن ماجه، ابن ماجة القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، 1/ 633.

[14] شرح مدونة الأسرة: الزواج، انحلال ميثاق الزوجية وآثارها، الولادة ونتائجها، محمد الأزهر، ط: 6، 2013م، ص: 258.

[15] مفاتيح الغيب، فخر الدين الرازي، دار إحياء التراث العربي – بيروت، ط:3، 1420 هـ، 6/ 459.

[16] مفاتيح الغيب، 6/ 461.

[17] صحيح مسلم، 1/ 80.

[18] سنن أبي داود، أبو داود سليمان بن الأشعث السِّجِسْتاني، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، 3/ 128.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دور الأسرة في رعاية الأطفال الموهوبين
  • دور المجتمع في رعاية الأطفال الموهوبين

مختارات من الشبكة

  • غرس القيم الإسلامية في نفوس الأطفال: استراتيجيات عملية لتربية الأطفال على الأخلاق الإسلامية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال للجمزوري (المتوفى سنة 1227 هـ) ومعه منظومة تحفة الأطفال (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • همم الرجال في شرح تحفة الأطفال ويليه منظومة تحفة الأطفال للإمام سليمان الجمزوري رحمه الله (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • متن تحفة الأطفال المسمى تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن للشيخ سليمان بن حسين الجمزوري(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • القصة في مجلات الأطفال ودورها في تنشئة الأطفال اجتماعيا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • روسيا: افتتاح مخيم لتعليم الأطفال أساسيات الإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • روسيا: مؤتمر نسائي عن دور الإسلام في تربية الأطفال(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تربية الأطفال في الإسلام(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • إسبانيا: المطالبة بتعليم الأطفال المسلمين الإسلام في المدارس(مقالة - المسلمون في العالم)
  • منهج الإسلام في تربية الأطفال(كتاب ناطق - المكتبة الناطقة)

 


تعليقات الزوار
1- تنويه
عبد الرزاق عبد السلام بنعتو - المغرب 07/05/2022 09:01 PM

شكر الله صنيع أستاذنا الفاضل محمد بن داوود على اختيار هذا الموضوع الذي أجاد وأفاد فيه وأحاط به من كل جوانبه الإبداعية والمعرفية مع التركيز على الإحالات في المراجع والمصادر نتمنى له التوفيق والنجاح الدائم في كل منشوراته

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/1/1447هـ - الساعة: 10:1
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب