كيف تضبط وقتك ؟

كيف تضبط وقتك؟

إن للوقت أهمية بالغة في حياة الفرد منا، وكثيراً ما ننوه بضرورة استغلاله واستثماره كما يجب، ونُعرِّف بمزاياه التي لا تحصى ولا تعد، والتي على الإنسان أخذها بعين الاعتبار، وعدم تركها تَتَفلَّت منه بسهولة.

ولضبط الوقت وتسييره التسيير الأمثل فنيات، في المقال الآتي، سأحاول منح بعض الإشارات عن ذلك، علها تكون ذات فائدة، ويستفيد منها العامل أو الطالب وحتى بالنسبة للمرأة الماكثة بالبيت:

1- يجب استغلال فترات الوقت بمهارة، فهناك الفترة الصباحية، وبعد الظهيرة، وفي المساء، وأفضل فترة يمكن لك الانجاز فيها، هي الفترة الصباحية، عندما تستيقظ باكراً، ويكون ذهنك نشيطاً ومتوقداً، فتستغل ذلك في انجاز ما بين يديك من أعمال، بفعالية وسرعة وسهولة تامة.

2- عندما تُقبل على عملك، حاول استثمار هذه الروح ما استطعت، فالنشاط والحيوية، يأتيان على فترات خلال اليوم، فحين يأتيان، اجتهد وثابر، فإنهما يُهوّنان عليك الفتور الذي يصيبك بعدها، وقد تجد صعوبة في بعث روح النشاط فيك من جديد.

3- عليك بالقراءة ثم القراءة ثم القراءة، كنت عاملاً أو طالباً أو حتى مُتفرّغاً! لأن القراءة تساعدك على التفكير، واستظهار ما يجول بذهنك من أفكار، فتَنشَطُ خلايا الإبداع في عقلك، وتجعلك تفكر في أمور، ربما لم تكن لتلقي لها بالاً في فترات أخرى من حالاتك.

4- ممارسة الرياضة والحركة، تقذفان في جسدك هرموناً إيجابياً، وهو كفيل بمدك بطاقة إيجابية، تجعلك بعدها تعمل بتفان، وتستغل وقتك الاستغلال الأمثل، ولاحظ هذه المقولة: (العقل السليم في الجسم السليم)، وهي صحيحة إلى حد بعيد، فلو كان ميدانك بعيداً عن القراءة، ولا يمنحك هامشاً طيباً للحركة، اسع بما أوتيت من قوة لإيجاد المجال لذلك، سينعكس إيجاباً على كل حياتك، وستفكر بعدها في تطوير نفسك، وولوج ميادين كنت تراها بعيدة المنال عنك.

5- كن مقداماً وشجاعاً، فإن وضعت خطة طبقها، وإن عزمت على أمر قم به، وإن نهضت من مكانك للإنجاز امضِ، لأن الوقت لا ينتظرك، فهو: (كالسيف إن لم تقطعه قطعك)، فكن أنت السباق إلى ذلك، واشحذ ذاتك وقدراتك، ومكنها التمكين الذي يجعلها تُطوّع الوقت لاستغلاله الاستغلال الأمثل.

6- المرونة أساسية، فقد تعرض لك ظروف قاهرة، تجعلك تذر ما كان بين يديك، حينئذ لا تبتئس ولا يصيبك الملل، بل أَجّل ذلك لأقرب فرصة، لتحاول المحاولة من جديد، واعلم أن من ينجحون في حياتهم ويضبطون أوقاتهم بالشكل الجيد، هم أولئك الذين يضعون في رؤوسهم مقولة: (لا يهم أنني نجحت أم فشلت، المهم أنني حاولت وكان لي شرف المحاولة)، فكن بهذه العقلية الدبلوماسية، تخاطب النفس خطاباً يطمئنها، ويبث فيها الشعور بالرضا والرغبة في المزيد.

7- ابتعد بقدر ما استطعت عمن يضيعون أوقاتهم، فهذه الصفة كالوباء المعدي، وتَقَرَّب من الذين يضبطونها الضبط الجيد، فتنتقل إليك هذه الطاقة الفعالة، فكثيرا ما نحب تقليد بعضنا بعضا، ونغبط هذا أو ذاك، لأنه حقق نجاحا، فأنت اقترب من ذاك الذي ترى فيه الفعالية والنظام والانضباط في حياته.

8- للدورات التدريبية دور في اكتسابك لمهارة ضبط الوقت، ومن المؤسف أن نسمع عنها أحياناً، أنها مجرد كلام غير قابل للتطبيق على أرض الواقع، فالأمر مختلف تماماً، اكتسابك لهذه المهارة بالتدرب والتمرن، يسهل عليك الأمر كثيرا، فأنت على الدوام بحاجة إلى النصيحة، وتذكر هذه المقولة: (ما خاب أبدا من استشار)، فاستشر واطلب العون ولا تخجل، فالخجل وعدم المبادرة هما من يجعلانك تهدر وقتك وتضيعه معه الفرص السانحة.

9- تحل بالإرادة والعزيمة القوية، فإن ضبطك لوقتك، يعتمد على مدى التزامك به، فإن كنت مصراً، نجحت النجاح الباهر، وإن خارت قواك بين الفينة والأخرى، سترى النظام الذي بنيته يفقد أسسه، فانتبه لهذه النقطة جيدا، فالانضباط ينبع من داخلك وذاتك، وأنت من يُطوّع الأمور، فكن الغالب عليها، ولا تجعلها تقودك إلى حيث تريد، كما تشاء هي.

10- وآخر نقطة، ثق بالله وتوكل عليه، واعلم أن كل دقيقة، بل كل ثانية تقضيها في أمر مفيد، أنت مأجور عليها بالاحتساب، وهذا قطعاً يزيدك اندفاعاً، وكن المبادر وتقدم باقتدار، فضبطك لوقتك، هو تعبير عنك كفرد يود أن يجعل لحياته معنى، فاجعل هذه الفكرة راسخة في ذهنك، ولا تدعها لحظة واحدة.

ضبط الوقت هو المرحلة التي تأتي بعد تنظيمه، وهو تعبير عن المسار الذي اتخذته خلال اليوم، وكلما كنت دقيقاً مراعياً للتفاصيل مراعاة كافية، نجحت في مهمتك وحققت هدفك، أما إن لم تعرف كيف تضبطه الضبط الذي يمهد لك الطريق، فتكون فشلت حينها، ولو توفر لك الوقت، ولو وضعت الخطة المناسبة، فاحرص إذا على تقييده، وأن تكون لك معالم واضحة، تسير على هداها.