• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية والتعليم
علامة باركود

اكتملت الصورة.. فلماذا تمزقها ؟!

أبو مالك العوضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/8/2010 ميلادي - 18/9/1431 هجري

الزيارات: 17922

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لماذا نجد الطالِبَ المبتدئ كثيرًا ما ينكر على الشيخ المتمَرِّس دليلَه قائلاً: إنه لا حجة فيه؟


أو يقول له: لا دليل عليه؟

السبب في ذلك أنَّ الشيخ المتمرس ينظر إلى الصورة الإجمالية، والطالب المبتدئ ينظر إلى التفاصيل منفردةً!

 

هل تَعرف لُعْبَةَ تكوين الصورة (puzzle)؟

تخيَّلْ أنَّ هناك صورةً كبيرةً تتكون مِن آلاف القطع الصغيرة، وأنَّ وضْع هذه الأجزاء الصغيرة في أماكنها الصحيحة يُعْطِي الصورةَ الكاملة.

 

هل تخيَّلْتَ ذلك؟

الآن اعلَمْ أنَّ الفرْقَ بين الشيخ المتمرِّسِ والطالب المبتدئ: أنَّ الأول يَرى القِطَعَ مرتَّبةً ترتيبًا صحيحًا، والثاني يَراها أجزاءً منفردةً لا رابطَ بينها.

 

فإذا كانت الصورةُ - مثلاً - لمنظر طبيعيٍّ به بَحْرٌ وشمس وشجر وسحاب، فبإمكان الشيخ المتمرس أنْ يعْرِف أنَّ الشمس أعلى من السحاب، وأنَّ السحابَ أعلى من الشَّجر، وأن الشجر أعلى من البحر، وهكذا.

 

ولكنك تجد الطالبَ المبتدئ يسارع متحفِّزًا فيقول: ما الدليلُ على أنه يوجد سحاب تحت الشجر؟ أتحدَّاك أن تعطيَنِي دليلاً على ذلك، وهاك الأدلةَ كلَّها (أي قِطَع الصورة منفردةً) فأتني بدليل واحد يدل على ما تقول.

 

ولا شك أنه لا توجد قطعةٌ منفردةٌ تدل على ذلك دلالةً واضحةً؛ وإنما جاءت الدلالة مِن النظرة الإجمالية للقِطَع كلِّها إذا رُتِّبت في مكانها الصحيح.

 

الآن ننظر من جهة أخرى، فنقول:

تخيل أن الشيخ المتمرس لم يَضَعْ كلَّ القطع في مواضعها؛ وإنما وضع 75% منها فقط، فإنه من المعقول أن نفترض أنه يمكنُه تخمينُ كثير من الباقي، إن لم يكن جميعَه؛ لأن القطع الموجودة تدلُّ على المفقودة، وكذلك فإنه مِن المعقول أن نفترض أنَّ الشيخ بإمكانه معرفةُ أن هذه القطعةَ موجودةٌ في غير مكانها الصحيح؛ لأنها نشَازٌ في موضعها، ولا تتماشَى مع ما حولها، مع أن المبتدئ سيسارع ويقول: هذا ليس دليلاً.

 

مفهومُ الدليلِ عند الطالب المبتدئ معناه ما يمكنه هو أن يفهمه بعقله القاصر! ولا شك أنَّ هذا خلَلٌ كبير جدًّا في المنهجيَّة العلمية؛ لأنه من أسهل الأمور أن تقول: هذا ليس بدليل!

 

ولكن ما أدراك أن كلامك صحيح؟ وكيف تثق في صحة فَهْمِك أنه ليس بدليل، يعني إذا كان كبارُ العلماء، وفُحولُ العقلاء، وأئمةُ الحكماء يقولون: بل هو دليل، فما الفَيْصَلُ بين كلامك وكلامهم؟! ولماذا رَكَنْتَ إلى عقلك القاصر هنا، ولم تنظر إلى عقولهم التي هي - باعترافك - أكبرُ من عقلك؟!

 

لا تقل لي: إنَّ الفيصل بيننا هو الدليل؛ لأننا حينئذٍ نرجع من حيث بدأنا.

 

الشيخ المتمرس قد ينظر إلى القطعة في غير موضعها فيزيلها، ثم ينظر نظرةً كليَّةً إلى الصورة، فيرى أن الجهة اليمنى - مثلاً - تَميل ألوانها إلى الأصفر في الغالب، وكذلك القطعة التي في يده، فيضعها موضِعَها، فيَنْتَظِم الشكل في سلاسة.

 

وهكذا الناقد المحدِّث يقول: هذا الحديث مقلوبٌ، أو هو بالوَقْفِ أشبه، أو نحو ذلك مما يعرفه بنظرته الإجمالية، أما المبتدئ فيسارع إلى الإنكار، زاعمًا أن هذا الكلام لا دليل عليه، أو أنَّ فيه توهيمَ الثقاتِ بغير حجة!

 

نعم، ليس عليه دليل يمكنك أن تفهمه بعقلك الضعيف، وعِلمك القاصر، وهذا لا نُنَازِعُك فيه؛ ولكن النِّزاع في أنك تحصر الدليل في هذا.

 

وننظر من جهة أخرى، فنقول:

المتخصص في علم من العلوم يمكن أن نشبِّهه بمن تكون القطعُ المفردة عنده - في بعض أجزاء الصورة - أكثرَ من الباقي، فهو يستطيع أن يُعطي أحكامًا جيِّدةً في هذا الجزء دون غيره، أما العالِم المتفنِّن، فهو الذي يكون توزيع التحصيل لديه متقاربًا في الجميع، فتكون أحكامُه المتخصصةُ أقلَّ دقةً، وإن كانت أحكامه الإجمالية أدقَّ؛ لأنَّ رؤيتَه أوسع.

 

أما مقدار تَمَكُّن العالِم، فيُقاس بمدى قربه من الاكتمال التام للصورة، وهو ما لا يصل إليه أحد من الناس، ولكن من المتوقَّع أنَّ العالم لا ينبغي أن يُسَمَّى عالمًا، حتى يكون ما حصَّله من قطع الصورة أكثرَ مما لم يحصِّله؛ بحيث تتَّضِح له المعالِمُ الإجمالية.

 

وننظر من جهة أخرى، فنقول:

ينبغي للعالم ألاَّ يكون واسعَ الجهل بأحد الفنون؛ لأنَّ هذا قد يمثِّل فجوةً كبيرةً في الصورة، تُخِلُّ ببعض التصورات المهمة، بخلاف ما إذا كان يجهل كثيرًا من قطع الصورة المتناثرة؛ فإنه يستطيع توقُّعَها لما يَحْتَفُّ بها من قرائن.

 

يستطيع العالِمُ أنْ يحكم بأنَّ فلانًا لم يَلْق فلانًا؛ لأنَّ الأول في يمين الصورة، والثاني في يسارها، أما المبتدئ فيسارع بأن هذا لا دليل عليه، واللقاء ممكن، وقد اجتمعا في صورة واحدة، فلا مانع من لقائهما.

 

العالم يستطيع أن يستنبط الترتيب المنطقي لما في الصورة، فيقول: إن هذه القطعة قبل هذه القطعة، وهذا مقدَّم على هذا، وتلك أولى من هذه، ولكن المبتدئ يسارع فيقول: هذا لا دليل عليه.

 

العالم يستطيع أن ينفي وجود شيء في الصورة؛ لأنه ينظر نظرةً إجماليةً، فيعرف أن الصورة ليس فيها هرم مثلاً، وليس فيها سياراتٌ، وليس فيها أفيال، ونحوُ ذلك، أما المبتدئ فلا يمكنه ذلك إلا بالاستقراء التام لكل قطعة على حدَةٍ، وأيضًا لا يستطيع بَعدها الجزم؛ إذ لعل ما نفاه موجود مقسمًا بين قطعتين أو أكثر، أو لعله يسارع فينكر على من نفى قائلاً: هل أحطت علمًا بكل القطع؟!

 

العالم يستطيع أن يستنبط أنَّ هذا الرأس يستلزم جسمًا ويدين وقدمين، وأن تلك الكرةَ تستلزم تكملةً من اليمين واليسار، وأن هذه الشجرة تستلزم جذعًا وأصلاً، أما المبتدئ فهو بمعْزِل عن كل هذا.

 

العالم يستطيع أن يفهم المغزى الذي قَصده صاحبُ الصورة؛ لأنه ينظر إلى جملتها، فيعرف أنَّ الجزء الفلاني يُقصد به كذا، وغيره يُقصد به كذا، كما قال الخليل بن أحمد في الرجل الحكيم الذي دخل دارًا، أما غيره فيسارع بالإنكار، ويقول: ما دليلكم القطعي المنقول بالتواتر نصًّا لصاحب الصورة - أنه أراد هذه العلة؟!


وننظر من جهة أخرى، فنقول:

أما العالم المبتدع فهو يضع - ابتداءً - بعضَ القطع المتناثرة مقلوبةً، ثم بعد ذلك يجد نفسه مضطرًّا لوضع القطع الملاصقة لها مقلوبةً أيضًا؛ لتتلاءم مع البقية، فتجده يؤصِّل البدعةَ تِلْوَ البدعة، ويَحمله القولُ الفاسد على القول الفاسد، حتى يصيرَ إلى صورة مقلوبة تمامًا، أو مشوَّهة لا تمثِّل الحقيقة، ولذلك لا جَرَم يَظنُّ أنَّ الناس هم الذين يقلبون الحقيقة!

 

وإذا تخيلنا أنَّ كل عالم من العلماء اجتهد اجتهادَه الخاصَّ في تكوين الصورة، حتى وصل إلى رؤيته المتكاملة، فيمكننا أنْ نتخيَّل أن كلَّ هذه الصورِ اجتمعت كطبقاتٍ شفَّافةٍ فوق بعضِها، حتى نَرى مدى التَّواؤُمِ والتوافق بينها، وحينئذٍ فمِن المتوقَّع أننا سنَرى كثيرًا مِن الأماكن متطابقةً بين هذه التصوُّرات، وكذلك سنرى بعضَها مختلفًا، ويتفاوتُ الاختلاف من مكان إلى مكان، إلا أنه من المعقول أن نفترض أن الأجزاء المتَّفَقَ عليها صحيحةٌ ولا شك.

 

ويلوح لي أنَّ بعض قُرَّاء هذا المقال سيقولون: وما الدليل على أنَّ اتفاقَ هؤلاء صحيح؟


فإن ضحكْتَ الآن من هذا الكلام فقد فَقِهْتَ مقالي وفهمتَه على وجهه، أما إنْ قلتَ هذا القولَ، فأنصحك بإعادة قراءة المقال مرَّةً أخرى!

 

والله الموفِّق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أعلم الناس بما لم يكن!!
  • سؤال العلماء وقول: لا أدري فيما لا يعلمه
  • الصورة وجمالية النسق في توقيعات نعيمة خليفي
  • هل الصور كالتماثيل؟

مختارات من الشبكة

  • الصورة الشعرية بين الثابت والمتحول في القصيدة العربية (صورة الليل والفرس نموذجا)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • بلاغة السرد .. أو الصورة البلاغية الموسعة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة وأجمل هيئة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صناعة الصورة باليد مع بيان أحكام التصوير الفوتوغرافي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الفرق بين (السورة) و (الصورة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • في النهي عن وصف الملائكة بقبح الصورة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأربعون العقدية: حديث الصورة (الجزء الثاني)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الأربعون العقدية: حديث الصورة (الجزء الأول)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الصورة الذهنية للعلاقة الزوجية عند الرجل(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الصورة الذهنية للنجاح(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)

 


تعليقات الزوار
22- البحث عن الحقيقة
أم سطام - السعودية 20-02-2012 08:41 PM

الحقيقة قولهم لا دليل عليه يدل على شيئ هو من أساسيات التربية التي يربي بها العلماء ايتنا بدليلك وإن لا فلا ..

وهذا ان لم يكن مناسبا في الأحاديث بالذات من ناحية العلل إلا أنه مطلوب بالفقه ..

بل من أساسياته ..فكيف تعرف الترجيح وسببه!! ولا نقول انه يوجب الرد مطلقا لكن نقول يوجب البحث ما سبب قول العلامة كذا في كذا وبهذا تنمو ملكة الطالب ليورث العلم لغيره مستقبلا.. كلام جميل نتربى منه لكن لا يمنع من أن نبحث عن الحقيقة ..

21- فكرة رائعة
متفائل - اليمن 05-02-2012 11:26 AM

جزاك الله خيرا على المقال، وهو فكرة رائعة لتصوير واقع بعض الطلبة، ومثل هذا التصوير قد يتم استيعابه في طرح المشكلة أكثر من لوكانت مجرد سرد.
و شكرا

20- في الصميم
خلوصي - الأردن 15-09-2010 03:48 AM

فكيف إذا نظرنا إلى آلاف الأبحاث العقدية التي يسطرها أمثال هؤلاء ؟!
و كيف إذا تأملنا في أساليبهم التي تزرع الشقاق ؟!
و كيف إذا تفكرنا قليلاً في أي عصر نعيش .. عصر الاستضعاف الأكبر ؟!
و كيفات كثيرات !؟!
اللهم عفوك .

19- شكر وثناء
أبو الأزهر - بلاد الشام 12-09-2010 02:19 AM

الحمد لله وحده..

الأستاذ النبيل الفاضل أبا مالك العوضي جزاك ربي خيراً على هذا المقال الماتع الرائع..

بعد ملال النفس من أشياء وأشياء مما يكتب في عالم النت, وجدتني أتذكر رجلاً ذا قلم سيال, ومنطق عالٍ, فسارعت إلى قصر منيف يسمى (الألوكة), واستعنت بالدلال حتى أقف على حجرة صاحبي وزاويته, وما كان إلا أن وُفِّقْت لدخول الحجرة الجميلة التي بعد عهدي بمتاعها الحسن, وجواهرها النفيسة, وكان حظي هذه الدرة الغالية, وبعد تأملي بها معجبا وممتعا ناظريَّ..بدا لي تصوريها واستساخها لأحملها لكثير ممن انتسب للعلم من غير أن يأخذ منه بسبب؛ فقال وكتب؛ فأفسد وعطِب, بدلاً من أن يصلح ويعلو في الرتب, والله المستعان !

محبكم ومتابع دُرَرِكم: أبو الأزهر -كان الله له-!

18- قريب منه ويشهد له
أمجد الفلسطيني - فلسطين 11-09-2010 01:09 AM

ويقرب من هذا المعنى أو هو جزء منه

ما يأمر به العلماء من الرجوع في كل فن إلى أهله
فلا أرى هذا المعنى المذكور في أصل المقال إلا أحد الأسباب التي أرشدت العلماء إلى هذه القاعدة
وهي الرجوع في كل فن إلى أهله

وأرى حسنا أن أنقل هنا نقلين يدعمان هذه المعاني

◘ قال السخاوي عن علم العلل:
(وهو كما قال غيره، أمر يهجم على قلبهم لا يمكنهم رده، وهيئة نفسانية لا معدل لهم عنها، ولهذا ترى الجامع بين الفقه والحديث كابن خزيمة والإسماعيلي والبيهقي وابن عبد البر لا يُنكر عليهم ، بل يشاركهم ويحذو حذوهم ، وربما يُطالبهم الفقيه أو الأصولي العاري عن الحديث بالأدلة، هذا مع اتفاق الفقهاء على الرجوع إليهم في التعديل والتجريح ، كما اتفقوا على الرجوع في كل فن إلى أهله ، ومن تعاطى تحرير فن غير فنه فهو متعنى ، فالله تعالى بلطيف عنايته أقام لعلم الحديث رجالاً نقاداً تفرغوا له ، وأفنوا أعمارهم في تحصيله ، والبحث عن غوامضه وعلله ورجاله ، ومعرفة مراتبهم في القوة واللين ، فتقليدهم والمشي وراءهم ، وإمعان النظر في تواليفهم ، وكثرة مجالسة حفاظ الوقت ، مع الفهم وجودة التصور ، ومدوامة الاشتغال وملازمة التقوى والتواضع يوجب لك إن شاء الله معرفة السنن النبوية، ولا قوة إلا بالله).ا.هـ

فانظر إلى قوله: (وربما يطالبهم الفقيه أو الأصولي العاري عن الحديث بالأدلة).
فهذا مما نحن فيه من عدم اكتمال الصورة
ثم انظر إلى ربطه ذلك بالرجوع إلى أهل الفن

◘علي بن المديني قال: أخذ عبد الرحمن بن مهدي على رجل من أهل البصرة _ لا أسميه _ حديثاً
قال: فغضب له جماعة
قال: فأتوه فقالوا: يا أبا سعيد ، من أين قلت هذا في صاحبنا ؟
قال : فغضب عبد الرحمن بن مهدي ،
وقال : أرأيت لو أن رجلاً أتى بدينار إلى صيرفي، فقال انتقد لي هذا ، فقال : هو بهرج
يقول له : من أين قلت لي إنه بهرج ؟!!
الزم عملي هذا عشرين سنة حتى تعلم منه ما أعلم )ا.هـ

فانظر إلى قوله : الزم عملي هذا عشرين سنة حتى تعلم منه ما أعلم
فهذه هي النظرة الإجمالية واكتمال الصورة
والله أعلم.

17- الفهم الإجمالي للفن والملكة
أمجد الفلسطيني - فلسطين 11-09-2010 12:26 AM

جاء في أصل المقال:
"وهكذا الناقد المحدِّث يقول: هذا الحديث مقلوبٌ، أو هو بالوَقْفِ أشبه، أو نحو ذلك مما يعرفه بنظرته الإجمالية، أما المبتدئ فيسارع إلى الإنكار، زاعمًا أن هذا الكلام لا دليل عليه، أو أنَّ فيه توهيمَ الثقاتِ بغير حجة!

نعم، ليس عليه دليل يمكنك أن تفهمه بعقلك الضعيف، وعِلمك القاصر، وهذا لا نُنَازِعُك فيه؛ ولكن النِّزاع في أنك تحصر الدليل في هذا"ا.هـ

◄ قال أبو الربيع الطوفي في شرح البلبل 3/192:
"لكن من المعلوم في الوجدان، أن النفوس يصير لها فيما تعانيه من العلوم والحِرَف ملَكات قارّة فيها، تُدرِك بها الأحكام العارضةَ في تلك العلوم والحرف، ولو كلفت الإفصاح عن حقيقة تلك المعارف بالقول لتعذر عليها، وقد أقر بذلك جماعة من العلماء ، منهم ابن الخشّاب في جواب المسائل الإسكندارنيات ، ويُسمي ذلك أهل الصناعات وغيرهم دُرْبَة ، وأهل التصوف ذوقا، وأهل الفلسفة ونحوهم: ملكة.

ومثال ذلك الدلاّلون في الأسواق، قد صار لهم دبة بمعرفة قِيم الأشياء، لكثرة دورانها على أيديهم ومعاناتهم، حتى صاروا أهل خبرة يرجع إليهم شرعا في قيم الأشياء، فيركب أحدهم الفرس فيسوقه أو يراه رؤية مجردة ، أو يأخذ الثوب أو غيره من الأعيان على حسب ما هو دلال فيه، فيقول: هذا يساوي كذا أو قيمته كذا، فلا يخطىء بحبة زيادة أو نقص، مع أنا لو قلنا له: لم قلت إن قيمته كذا ؟ لما أفصح بحجة ، بل يقول هكذا أغرف ....الخ "ا.هـ

◄ فالعالم إذا أصدر حكما على مسألة بناءا على النظرة الإجمالية التي فهمها من كثرة دوران مسائل هذا العلم عليه أو من سعة إحاطته بهذه المسائل أشباها وفروقا
فعارضه مبتدىء وطالبه بدليل معين أو ناصّ لم يكن عنده جواب إلا أن يستشهد بهذا الدليل المعتبر وهو النظرة الإجمالية والفهم الكلي لجزئيات العلم أو الفن
ولكي يستشهد به يحتاج أن يعبر عنه
ومثل هذه الأمور يندر أن تقوم العبارة وتقوى على وصفها كما هو معلوم
ثم إن شرح ذلك وبيانه للمبتدىء متعذر ويكاد يكون لا فائدة فيه
لأنه قد يحتاج إلى التسلسل معه من المبادىء إلى الأوساط ثم إلى النهايات لكي يفهم ما فهمه هذا العالم المنتهي
ويحتاج أن يذكر له كثيرا من الأشباه والنظائر والفروق وكثيرا من المسائل حتى يصل معه إلى النتيجة أو العلم الذي فهمه خلال مسيرته العلمية وطول ممارسته لمسائل هذا العلم

ولذلك أحيانا يكون علاج بعض الشباب المتسرعين في بعض الأحكام على الأشخاص وغير ذلك من صنوف الأحكام أن ينصح بطلب العلم على طريقة مؤصلة ومنهجية صحيحة
ولا يكون الجدال في عين المسألة التي أخطأ فيها أو عين ذلك الحكم مفيدا ومثمرا له

◄ ومما يدعم هذه الكلام عقليا أن كثرة دوران المسائل أشباها وفروقا تورث عند صاحبها علما لا يوجد عند من هو فاقد لهذه الصفة
وهذا العلم الموروث معتبر وصحيح عند العلماء والعقلاء ويتعارفون عليه فيما بينهم ضمنا
فهذا العلم لا يتأتى من النظر في هذه المسائل مرة واحدة
وهذا نشاهده في حياتنا العملية وفي الحرف والصناعات وغيرها
فالأول هو العالم والذي بخلافه هو المبتدىء

والله أعلم

16- من النظرة الوسطية
أمجد الفلسطيني - فلسطين 10-09-2010 05:46 PM

بارك الله في المشايخ والإخوة الكرام ونفعنا بعلمهم

هل يمكن أن يقال في الطريق الصحيح أو العلاج الناجع لهذه الآفات أن على:
●المبتدي الذي يشعر من نفسه فطنة وقوة في العارضة: أن لا يعدل عن الإبداع والمعارضة ولكن لا يدعو إليه حتى ينتهي (أي تكتمل الصورة عنده أو أغلبها)
فتبقى محفوظة عنده ثم تقدمه في العلم إما يصححها وإما يبطلها

●والمنتهي: يبدع ويدعو إلى إبداعه لاكتمال الصورة عنده

وبذلك:
● لا نقتل الإبداع في نفس المبتدىء الفطن
● ونحافظ على الشريعة والعلوم من آفة الابتداع وما يلحقها من آفات بسبب عدم اكتمال الصورة المذكور في أصل المقال
● وتكون الثمرة : إبداعات مضبوطة كإبداعات الأئمة
لأنها خرجت بعد اكتمال الصورة
والله أعلم

15- جميل
تشبيه - السعودية 08-09-2010 05:08 PM

تشبيه جميل جذبني لقراءة الموضوع, لأني من عشاق هذه اللعبة..


شكرًا لك..

لكن هل يستطيع من يكون الصورة أن يعي هذا الكلام قبل أن يقاسي صعوبة تكوينها ويعيد توزيع القطع ويتبين له تنافر الألوان أو تناسقها؟!!

ليس هذا بهين عليه حتى يجرب ويجرب ويعيد التجربة..

14- جذور الآفة
حسن عبد الحي - مصر 08-09-2010 01:16 PM

نِعمَ القول ما فصّلت يا شيخ أبا مالك.. ونعم، أوافقك أن التفلت من المنهجية العلمية -وليست الفقهية فحسب- والتخبط باسم الاجتهاد أو الاتباع وتصدّر من ليس بأهل.. جنوا على العلم بمقدار أو أزيد ما جنت المذهبية المتعصبة في القرون الأخيرة.

ولا يخفاك أن جناية العشوائية المعاصرة كانت نتيجة لجناية المتعصبة، فإن الهروب من واقع المتعصبة لم يكن كذلك على طريقة السلف الذين كما زعم المنابذون لطريقتهم، أو للإنصاف نقول لم تكن تلك الحركة العلمية مطابقة لمنهج السلف الأول.

ولو تدبّرت أحوال الذين قادوا حركة رفض التعصب المذهبي في القرنين الماضيين ومن قبلهم ابن حزم لوجدت بعض العوامل -في ذواتهم ومحيطهم- القاضية بإمراض حركتهم.. ولهذا حديث يطول.

والذين ورثوا مفاهيم تلك الحركة، حركة رفض التعصب المذهبي، ورفض بعض التطبيقات المذهبية كذلك.. هؤلاء فقدوا هم كذلك عوامل الترشيد لتلك الحركة، لأسباب كثيرة، يطول ذكرها.

يبقى جماهير الناس الذين تلقفوا الدعوة دون أن يفهموا مقاصدها ومنطلقاتها ووسائها.. هؤلاء هم الذين شوهوا تماما تلك الحركة، وخالفوا أصولها، فدعو لتقليد من هو دون الأئمة علمًا وفضلا وتعصبوا لهم فنفروا من الدعوة، وأقاموا الحجة لمخالفيها.

واليوم ومنذ سنوات تظهر بوادر انقلابة جديدة يقودها بعض طلبة العلم ويغذيها التأصيل القديم لبعض رؤوس المتعصبة المعاصرين تدعو للمذهبية المنضبطة ويشوبها تناقضات لا تسمح بظهورها -انتصارها- كثيرًا، وتلك القومة هي الأخرى نتيجة للإجحاف في الحركة الرافضة للعصبية المذهبية أو التقليد الأعمى.

ونحن نجد أنفسنا مضطرين للخوض في الحديث عن التعصب المذهبي والانحلال المنهجي في المقابل.. ونحن نتحدث عما سماه الشيخ أبو مالك: "كيفية النظر الصحيح في النصوص، ومراعاة النظرة الشمولية، وعدم الفصل بين الأدلة، ومراعاة التواؤم بينها، وعدم ضرب بعضها ببعض".. إذ تلك النظرة الصحيحة في النصوص.. وما تقوم.. مفرق الطريق بين الفريقين.

13- لعبة تكوين الصورة
بن طاهر 07-09-2010 08:30 PM

جزاك الله خيرا، ونفع بك.

فائدة: الاسم الكامل لـ"لعبةَ تكوين الصورة"، فيما أعلم، هو Jigsaw puzzle
وفقكم الله

1 2 3 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب