• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية والتعليم
علامة باركود

التعب: العوامل المؤدية إليه ووسائل علاجه

الشيخ طه محمد الساكت

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/10/2018 ميلادي - 21/1/1440 هجري

الزيارات: 8774

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محاضرات في التربية وإدارة المدارس (3)

التعب:

العوامل المؤدية إليه، ووسائل علاجه


التعب مظهر من المظاهر العادية في الحياة، وإذا لم نشعُر بتعبٍ بعد القيام بمجهود طويل، فإننا نعجب لذلك كل العجب؛ فالتعب يَتبع الشغل والعمل، فهو مُؤشِّر لحاجة الجسم للراحة، وهذه حقيقة لا جدال فيها ولا مراء، فدراسة التعب وأعراضه وأسبابه وعلاجه... إلى آخره، لها أهمية كبيرة للمُرَبِّين.

 

تعريفه: التعب: هو الحالة التي يشعُر معها الإنسان بالاحتياج إلى الراحة وبعدم القدرة على الاستمرار في العمل بعد القيام بمجهود عقلي أو جسمي.

 

وعند التعب يشعُر الإنسان بالْمَلَل، ويقِلُّ نشاطُه، وتكثُر أخطاؤه، وتقلُّ نسبة العمل الذي يقوم به عن النسبة التي اعتادها.

 

ويتوقف أداء العمل على ثلاثة أجزاء من الجسم، وهي:

1- المخ

2- الأعصاب

3- العضلات

فالتعب نوع من التَسَمُّم ينتج في الأنسجة والعضلات في أثناء قيامها بعملها، وبإزالة هذه الفَضَلات بالراحة والرياضة الخفيفة في الهواء الطلق، وإيقاف العمل وتغيِيره، والاستحمام بالماء الساخن، ودَلْكِ الجسم بعد ذلك جيدًا؛ حتى يجري الدم في الجلد، وتخرج السموم من الجسم؛ فيزول التعب، ويعود للجسم نشاطه، ويقول العلامة "موسو" الإيطالي: "لو أخذنا بعض الدم من كلب مُتعَب وحَقنَّا به حيوانًا آخر غير متعب، لظهرت على الأخير أعراض التعب في الحال".

 

أنواع التعب:

التعب نوعان: جسمي وعقلي، ولا يمكن فَصْل أحدهما عن الآخر، فما يُتْعِب الجسم يُتْعِب العقل والعكس، وما يُؤَثِّر في أحدهما يُؤَثِّر في الآخر؛ لأن الجسم والعقل وحْدةٌ مُتماسِكة الأجزاء، مَتِينة الارتباط، متصلة بعضها ببعض كل الاتصال، فالتعب الجِسميُّ أو العَضَليُّ لا ينشأ عن إجهاد العضلات فقط، ولكن قد ينشأ عن تعب العقل أيضًا، كما أن التعب العقليَّ لا ينشأ عن التعب الفِكري وإجهاد العقل فَحَسْب، ولكن ينشأ عن إجهاد الأعصاب والعضلات أيضًا، فكثيرٌ من التعب العقلي يَحدُث بعد تعب العضلات في أثناء التمرينات البدنية الشاقَّة.

 

أما كراهية العمل أو سآمته مِن جهة الميل لأعمالٍ أخرى شائعة تَسْتَمِيلُنا نحوها وتَعُوقنا عن الانتباه إلى العمل الذي في يدنا، فلا تُعَدُّ من التعب العقلي.


أعرض التعب وعلاجه:

ليست أعراض التعب مقصورة على الشعور الداخلي بالقلق والضَّجَر والسآمة والْمَلَل، فالشخص الْمُتْعَب من المجهود الجسمي والعقلي، يبدو عليه التعب؛ فتُصبِح حركاته أقلَّ نشاطًا، وتَصِير مُحَادثته مَيتةً لا حياة فيها، ويتثاءب ويميل إلى النوم ويَمَلُّ العمل أيًّا كان نوعه، والطفل الْمُتْعَب من اللعب قد ينام ولُعَبُه بين يديه، والجندي الذي أجهدته الموقعة الحربية قد ينام بين طلقات الغدَّارات (الغَدَّارة: آلة إطلاق قذائف، بين المسدس والبندقية) ودَويِّ المدافع.

 

وفي أثناء التعب يحاول الإنسان أن يتذكَّر الشيء فيَصْعُب عليه تَذَكُّره، وهذه الأعراض إنذار من الطبيعة، يستدعي إيقافَ العمل والاستجمام بالراحة أو المحادثة الودِّيَّة، وترك الأشياء التي تحتاج إلى حَصْر الفكر والتفكير العميق.

 

وبالرياضة الخفيفة في الهواء الطلق تجد راحة واستعادة للقوَّة، والنشاط بعد الانتهاء من العمل العقليِّ الطويل، أما الرياضة البَدَنِيَّة التي تستدعي مجهودًا شاقًّا فلا تُقَلِّل من تَعَبِنا؛ ولكنها تزيد الْمُتْعَب تَعبًا على تَعبه كما ذكرنا.

 

وليس من الحكمة أن يأكل الرجل أكلةً ثقيلة إذا كان يشكو شِدَّة التعب؛ لأن هذه الأكلة مُتعِبة في ذاتها فيتضاعف التعب على الشخص ويُضَرُّ ضررًا كبيرًا.

 

وقد يصير التعب مزمنًا بأن يبدو على الشخص النُّعاس والكسل دائمًا في الصباح، وهذا النوع من التعب عادي بين التلاميذ في المدارس الذين يَقْضُون يومهم المدرسي في العمل، فإذا ما ذهبوا إلى منازلهم وجدوا أنفسهم مُثْقَلِين بالواجبات المنزلية التي تستدعي قضاء جزءٍ كبير من وقتهم في أدائها؛ فلا يجدون الراحة الكافية، ولا النوم الكافي فيَتَثاءَبون كثيرًا في الصباح ولا يستفيدون الفائدة الْمَرْجُوَّة في النصف الأول من اليوم، مع أن ذلك الوقت هو وقت النشاط والعمل الذي يستطيع فيه الإنسان أن يقوم بأهمِّ الأعمال التي تستدعي تفكيرًا جَدِّيًّا؛ وهذه الحالة تعتبر إنذارًا بالخطر! فيجب أن يَنْتَبِه المدرس إليها، ويعمل على تخفيفها بإِراحة أمثال هؤلاء الأطفال، وتخفيف العمل عنهم وعدم إِثْقال كَاهِلهم بواجبات يمكن الاستغناء عنها، فإن هذا الإجهاد لو استمرَّ أَضَّرَ الأطفال وأعصابهم وأدى إلى مرضهم.

 

ومن أعراض التعب الْمُزْمِن الصداع وثِقَل العينين، وصعوبة فتحهما، ووجود هالات سوداء حولهما، وبطء حركتهما واصفرار اللون والفُتُور العام والكسل، وبطء الحركات الجسمية، وعدم انتظامها، وكثرة الخطأ في القراءة أو الكتابة وضَعْف الانتباه، وخفض الصوت، والأرق والنوم الْمُتَقَطِّع، والانزعاج والرُّعْب في أثناء النوم بالهذيان والأحلام المزعجة، وكل هذه الأشياء تُؤثِّر في نفس الشخص الْمُتْعَب وأخلاقه؛ فتبدو عليه علامات الاكتئاب والحزن، ويضيق صدره ويَكثُر غضبه على غير العادة، ويشتدُّ تَأثُّره وهياجه، وتسوء صحَّتُه على العموم، وتضطرب حالته، وتقل رغبته في الطعام، وتخور قواه، ويَضْعُف نشاطُه، ويَقِلُّ اكتراثه، وهذا كله ناشئ عن كثرة العمل، وقلة الراحة حتى يوم الجمعة، وإن راحة يوم في الأسبوع تُقَلِّل من نتائج التعب ومضارِّه.

 

فالتعب الْمُزمِن هو نتيجة العمل المستمرِّ، وإنه لا يُقَلِّل من مقدار العمل وجَوْدَته فَحَسْب، ولكنه يَضُرُّ الشخص الذي أَجهَد نفسه إلى درجة الإعياء، فالتلميذ الْمُتعَب يجد صعوبةً كبيرة في الانتباه، وصعوبة كبيرة في تذكُّر الدروس وفَهمها، وقد يتخذ كل وسيلة ليقوم بالواجب إذا كان مخلصًا في عمله، فيزداد تعبًا على تعب، ولا تبدو منه أي شكوى!

 

كل ذلك والمدرس لَاهٍ عنه، متفائل، لا يُفكِّر في هذا التلميذ المسكين، وإرشاده إلى الطريقة التي بها يُريح نفسه ويُؤدِّي عمله، وقد يزداد التَّعَب لدرجةٍ لا يستطيع معها التلميذ أن يشعُر بالتَّعَب، وإذا أُنْهِكَت الأعصاب وأُجْهِدت فوق طاقتها؛ فإن التخلُّص من نتاج هذا الإجهاد يكون صعبًا، وقد تحدث أنواع من الشَّلَل في الجزء الْمُجْهَد من الجسم؛ وذلك لضَعْف الخلايا العصبية التي في العمود الفقري، وفي الأحوال التي يُجْهَد فيها المخ قد تُضَرُّ خلايا اللحاء "القشرة السنجابية للمخ" ضَرَرًا كبيرًا لا يُشْفَى إلا بعد راحة طويلة، وقد يعسر شفاؤه أو يستحيل، وحينما يصل التعب العصبي حقيقة إلى درجة يستطيع معها الإنسان أن يرى ذلك التعب، فإن الشخص الْمُتعَب يُعْتَبر في حالة خطرة تقريبًا، ولا تظهر علامات هذا التعب إلا إذا وصل المريض إلى درجة الإعياء العصبي التام.

 

أسباب التعب أو العوامل المؤدية إليه:

ينشأ التعب العادي من تراكم الفضلات السامَّة في العضلات والخلايا العصبية؛ كحامض الكربونيك وحامض اللبينيك، ولا وسيلة لإزالة هذه الفضلات إلَّا الدم الصالح، وينشأ أيضًا عن قلة الأكسجين واستنفاد القوَّة المحركة الْمُنَشِّطة في الجسم، والتخلُّص من هذه الموادِّ السامَّة ضروريٌّ لحفظ الحياة الإنسانية، فالإحساس بالتَّعَب يقتضي إيقاف العمل، ثم الراحة أو النوم أو الرياضة في الهواء الطلق؛ لتعويض ما فَقَده الجسم والتخلُّص من الفضلات السامة؛ حتى يزول التعب، ويعود إلى الإنسان نشاطُه باسترداد القوَّة التي استنفدها، فتتجدَّد قُواه، ويستطيع أداء العمل ثانية، كما يقتضي الامتناع عن الإسراف في استِنْفاد النشاط الجسمي؛ لأن الإسراف مُضِرٌّ بالجسم عمومًا وبالعضو الْمُجْهَد خصوصًا، ولو اشتغل الإنسان باستمرار لمدة طويلة من الوقت أُجهِد وقلَّ نشاطُه، والأحسن أن يُعطي الشخص جزءًا من العمل ثم يَتْلُو ذلك شيءٌ من الراحة؛ فإن الاستمرار في العمل وقلة الراحة وعدم الرياضة تُؤَدِّي إلى مضاعفة التعب وضَعْف الجسم، والعجز عن أداء العمل الواجب كما ينبغي.

 

ولقد ذكر "ثورندايك" العالم الأمريكي أن التعب العقلي يجب أن يُفعَل معه ما يُفعَل في التعب الجسمي لإزالة الفضلات السامة والتغيُّرات الكيماوية التي تُسبِّب التعب؛ لأنه إذا لم تُزَلْ هذه الموادُّ السامَّة، فمن الصعب القيام بعمل عقلي يحتاج إلى تفكير عميق.

 

أما أسباب التعب العصبي فكثيرة؛ منها:

1- الوراثة: يختلف الناس كثيرًا في مقدار الطاقة العصبية التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، فهذا قد يكون ضعيف الأعصاب لا تتحمَّل أعصابُه كثيرًا، وذلك قد يكون متوسطًا، وذلك قد يكون قويَّ الأعصاب يتحمَّل كثيرًا من الإجهاد، فما يُتعِب الأول قد لا يُتعِب الأخير.

 

2- رداءة الغذاء أو قلَّته: للغذاء الذي يتناوله الطفل صلة كبيرة بطاقته العصبية؛ فالطفل الذي لا يجد من الطعام ما يكفيه، والذي لا يجد لذَّة في الطعام الذي يأكله، والذي يتناول غذاءً غير صحي؛ كل هؤلاء الأطفال ضِعافُ الأعصاب؛ لأن أعصابهم لا تجد من الغذاء ما يكفيها، فما يتغذَّى به الجسم تتغذَّى به الأعصاب؛ فإذا كان الغذاء صحيًّا مقبولًا، استفاد منه الجسم، وتغذَّى منه الجهاز العصبي، وإذا كان رديئًا أو قليلًا أو تمجُّه نفسُه؛ ضعف الجسم، وتحمَّلت الأعصاب نصيبها من الضَّعْف أيضًا.

 

وإن أكثر من نصف الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة من غير إفطار يفعلون ذلك؛ لا لأنهم لا يجدون طعامًا في الإفطار، بل لأنهم من التعب لا يجدون رغبة في الأكل صباحًا، وقد أجهدت المدرسة أعصابَهم بكثرة الأعمال حتى رغبوا عن الأكل، وإذا ما ابتدؤوا يشعُرون بالراحة في العطلة الصيفية أخذوا ما يرغبون فيه.

 

3- البيئة غير الصحية: يُقَاسي الأطفال كثيرًا من تعب الأعصاب إذا كانت البيئة غير صحية في المنزل أو في المدرسة؛ فهذه البيئة تضُرُّ بصحَّة التلاميذ وأعصابهم، وخاصة إذا كُنَّا نُطَالِبُهم وهم صِغارٌ بكثرة الأمور العقلية.

وهذه الأسباب الثلاثة السابقة منفردة أو مجتمعة تُعتبَر أسبابًا رئيسية في تعب الأطفال من الوجهه العصبية.

 

4- قلة النوم: إن النوم أكبر مُجَدد للصحة، ولا يقلُّ في أهميته للطفل عن الطعام ذاته، وفي أثناء الطفولة يحتاج الطفل إلى مدة طويلة من النوم، وينتقد الأطباء الإنجليز المدارس الخاصة لديهم؛ لأن التلاميذ فيها لا ينامون المدة الكافية، وإن قلة النوم مُضِرَّة بصحَّتِهم مُجِهدة لأعصابهم، وأنهم لا يجدون كل الهدوء والسكون في حجرة النوم، أما الأطفال الذين يُضطرون إلى أن يستيقظوا مُبكِّرين في الصباح، فيجب أن يُعوضوا النوم مُبكِّرين في المساء، أما حجرة النوم فيجب أن يُطفأ نورُها بعد ذهاب التلاميذ إلى النوم.

 

5- طول الحصص مع كثرتها: إذا نظرنا إلى التعب العصبي الناشئ عن العمل المدرسي، وجب أن نذكر من أسباب هذا التعب طول الحصص مع كثرة ساعات الدراسة في اليوم، وقد أثبتت التجربة أن صِغار الأطفال لا يستطيعون أن يُوجِّهُوا كل انتباههم إلى مادة من المواد إلا مدة قصيرة؛ ولذا يَحْسُن أن تكون الدروس للأطفال قصيرةً، وأن يُعْطَوا فترات للراحة أو الرياضة واللعب الخفيف بعد كل درسين مثلًا، فإذا طالت مدة الحصص عما يجب، فلا تعجب إذا سَئِم التلاميذ العمل، ولم يستفيدوا الفائدة الْمَرْجُوَّة من الدراسة، وتكوَّنَتْ لديهم عادات الكسل والعبث بالنظام وعدم الانتباه إلى الدرس والتَّلَهِي عنه بأشياء أخرى، فطول الدروس للأطفال مُدعاة لسَآمتهم وتعبهم؛ أما قِصَرها فيُقلِّل منها.

 

وترى "مارجريت إيفَري" أن التعب الناشئ عن العمل المدرسي لا ينشأ عن كثرة العمل فَحَسْب، ولكنه ينشأ أيضًا عن طول الدروس وسوء ترتيب المواد، ورَداءة التهوية، وقلة النوم، وكثرة الضوضاء ورَداءة الجلسة... وأنه يجب الابتداء بالأعمال التي تحتاج إلى دِقَّة وتفكير في الأوقات التي يشعُر فيها التلاميذ عادة بالراحة والقوَّة والنشاط، كأول النهار وأول الأسبوع وأول السنة.

 

وأما الواجبات المنزلية فيجب ألَّا تُكلَّف للطفل قبل أن يبلغ من العمر اثنتي عشرة سنة، وألا تخرج عن الإعادة والمراجعة، أو التطبيق على ما أخذه التلاميذ من الدروس والقواعد.

 

6- القلق وانشغال البال: إن انشغال البال والقلق والضجر من جهة الأعمال المدرسية أو غيرها، كثيرًا ما تؤدي إلى التعب العصبي.

 

علاج التعب:

إن خير علاج طبيعي للتعب هو الراحة والنوم العميق؛ ففي النوم يجد الجسم فرصةً لتجديد ما فقده من المركَّبات الكيميائية الْمُولِّدة للقوَّة الحيوية، وفرصة لإزالة الفضلات السامَّة المتراكمة في الخلايا، ومعلوم أن تناول بعض الأطعمة وبخاصة السكرية منها يُسرِع في إزالة التعب مؤقتًا، وكذا بعض المنبهات؛ كالشاي والقهوة.

 

وإذا كان التعب من النوع العقلي، فذاك يستدعي إيقاف العمل حتى يقف الهدم، ويستدعي أيضًا تعويض ما فقده المخ، وإزالة هذه الفضلات، أما إيقاف الهدم فإنما يكون بالراحة التامَّة أو الامتناع عن العمل فترة من الزمن،

 

وأما الأمران الآخران فلا وسيلة إليهما إلا بالدم الذي يأتي من القلب وينصبُّ في المخ، فيكتسح ما فيه من الفضلات، ويُغذِّيه بما أتى به من المواد الصالحة لتكوين الأنسجة العضلية، ولا يخفى أنه كلما كان الدم نقيًّا قويًّا كان قادرًا على القيام بهذا العمل، ومن هنا نجد أن الانقطاع عن العمل، وتناول الغذاء الجيد، وأخذ الإنسان كِفايته من الراحة من الأمور الضرورية لمعالجة التَّعَب.

 

ومسألة التعب العقلي من المسائل التي ينبغي أن يلتفت إليها المعلمون؛ فإن الجهل بطبيعة المخ كثيرًا ما يؤدي إلى إفساد عقول الأطفال، فكما أن كثرة الطعام تُفسِد المعدة وتُسبِّب التُّخمة، كذلك كثرة المعلومات واستمرار النظر فيها بالنسبة للطفل الصغير تؤدي إلى إفساد عقله، وقتل ما فيه من مواهب واستعداد.

 

والذي يُؤسَف له كثيرًا أن المعلمين يُثْقِلُون كَواهِل الأطفال بالأعمال العقلية في زمن يجب أن يصرفه الطفل في اللعب والسرور، نَاسِين أن التعب العقلي زيادة على إفساد عقولِ الأطفال يعوق أجسامهم عن النموِّ بما يأخذه الدماغ من الغذاء الذي يحتاج إليه الجسم.

 

والآباء كثيرًا ما يكونون السبب في إعنات الطفل، وإتعاب عقله بإلزامه بالاستذكار بعد انتهاء عمله، أو باحضار مدرس خاص يغتصب من أوقات لَعِبه، فليس بعجيب بعد هذا أن تستولي البَلادة على عقول الأطفال، ويُصيبهم النحافة والهزال، ويصبحوا عُرضةً للإصابة بالأمراض العصبية وأمراض الدورة الدموية والسُّل وسُوء الهضم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ويا أبتي تلاشى ذلك التعب (قصيدة تفعيلة)
  • التعب العام والقوة الداخلية وحسن استخدامها

مختارات من الشبكة

  • قياس التعب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الوجيز في فقه الزكاة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا هذا التعب والكدح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اللعب بعد التعب(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • في بعض التعب يسكن النجاح(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • النصر والهزيمة بين العوامل الذاتية والعوامل الغيبية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محاضرات في التربية وإدارة المدارس (1)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المدينة المنورة: تجديد سجاد الممرات المؤدية للروضة الشريفة بالمسجد النبوي(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الزهايمر: تعريفه، تاريخه، أعراضه، مراحله، عوامل تطوره، علاجه(مقالة - المترجمات)
  • لفظ الاتكاء ولفظ القعود(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب