• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة الرابعة عشرة: الطموح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الجهل الرقمي كفجوة بين الأجيال: حين لا يفهم ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    التعلق المرضي ليس حبا، فكيف لنا أن نفرق بين الحب، ...
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    عين على الحياة
    د. خالد النجار
  •  
    التجارب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإسلام يحافظ على الكيان الأُسري
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الثالثة عشرة: التسامح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تربية الأبناء في عصر "الشاشة" كيف نربي طفلا لا ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تطوعي نجاحي
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية والتعليم
علامة باركود

محاضرات في التربية وإدارة المدارس (1)

الشيخ طه محمد الساكت

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/9/2018 ميلادي - 15/1/1440 هجري

الزيارات: 8919

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محاضرات في التربية وإدارة المدارس (1)

محاضرات التربية للشهادة العامة بالتخصُّص للسنة الثالثة

كلية أصول الدين 1352هـ - 1933م

 

العناصر:

1- الإدارة المدرسية.

2- تقسيم التلاميذ إلى فصول، والطرق المختلفة لذلك التعليم الفردي والجَمْعي.

3- مدرس الفرقة، ومدرس المادة.

4- جدول الدروس والمبادئ التي يُبنَى عليها عمل الجدول.

5- التعب: أسبابه، والعوامل المؤدية إليه، ووسائل علاجه.

6- الواجبات المنزلية.

7- الكتب المدرسية وشروطها.

8- الامتحانات: الفرق بين الاختبارات التي يُعطيها المدرس في فصله والامتحانات التي يقوم بها غير المدرس، وأثر الامتحانات في التعليم، والشروط التي تُراعى في وضع الأسئلة، وتقدير الدرجات، والامتحانات الشفوية وقيمتها.

 

أولًا: الإدارة المدرسية:

تقوم وزارة المعارف بتنظيم مدارس القطر على اختلاف أنواعها، وتجعلها تعمل متعاونة على سدِّ حاجات البلد المتعددة، وتقريب الأُمَّة من المثل الأعلى الذي تَرْمي إليه.

 

وإنَّ حُسْنَ إدارة المدرسة وتنظيمها وأثر شخصية الناظر فيها - يجعلها خير بيئة صالحة للتربية والتعليم، فاطِّراد (تتابُع) العمل فيها ونظامه، والعناية بكل شأن من شؤونها صغيرًا كان أم كبيرًا، وقيام كل مدرس وموظفٍ فيها بعمله اللائق به والملائم لميوله ومقدرته، وحُسْن توزيع التلاميذ على فصولهم توزيعًا يجعل كلًّا منهم؛ بحيث يستطيع أن يحصل على أكبر فائدة من التعليم والتَّدرُّب، وعدد التلاميذ في الفصل الواحد، وتنظيم المقاعد في الفصول تنظيمًا يجعل كل تلميذ معتمدًا على نفسه في استذكاره وتعلُّمه، وعمل جدول الدراسة بحيث تقع كل مادة في الوقت الملائم لها، والاهتمام بأمر المواظبة والتبكير، وتسجيل كل ما يجب تسجيله في سجلَّات المدرسة ودفاترها، والعناية بنظام دخول التلاميذ في الفصول الدراسية ومغادرتهم إيَّاها؛ كل هذه لها الشأن الكبير في تعويد التلاميذ النظام والطاعة والاجتهاد وحُكْم أنفسِهم بأنفُسِهم؛ ولا سيَّما إن كانوا يُكلَّفُون بإدارة ناديهم المدرسي وسائر جمعيَّاتهم المدرسية، وتنظيم أحوالهم واجتماعاتهم وألعابهم، واختيار رؤسائهم وممثليهم، وإدارة المكتبة بأنفسهم، والمعاونة في إدارة الفصل نفسه، والإشراف على الحدائق، وإدارة شركات تعاونهم، وتنظيم حفلتهم السنوية، والحرص على تنظيم مركز الاقتصاد والإبداع في صناديق التوفير، وما إلى ذلك ممَّا يتعلق بالحياة الاجتماعية في المدرسة.

 

هذه وإن كثيرًا من المدرسين الآن يُشرِكُون التلاميذ إشراكًا فِعليًّا في إدارة المدرسة نفسها، ويتركون أمر العقوبة أو الثواب إلى مجلس يُعقَد من التلاميذ أنفُسِهم.

 

فالإدارة المدرسية: هي قيام ناظر المدرسة وغيره ممَّن له الإشراف عليها بتَيْسِير العمل فيها بسهولة وانتظام؛ تَيْسِيرًا يَكْفُل تحقيق الغرض الذي من أجله أُنْشِئَت المدرسة، فيكون كل شيء في المدرسة وكل تلميذ وكل مدرس بها - يُؤدِّي العمل المطلوب منه على الوجه الصحيح الأكمل.

 

ولحُسْنِ التنظيم المدرسي والإدارة المدرسية شأنٌ كبيرٌ في نجاح التعليم بالمدرسة؛ فهو يكفُل راحة المعلم والمتعلم معًا؛ لهذا تجب العناية بالأمور الآتية:

1- اختيار موقع الدراسة، وحسن بنائه وتنظيمه بحيث يُحقِّق الغرض الذي ترمي إليه المدرسة.

 

2- حسن أثاث المدرسة، ووجود الأدوات التي تُساعد على حُسْن التدريس، وفهم الدروس. ويُراعى في اختيار الأثاث الراحة، والفائدة الصحية، وتقليل التعب والمتانة، وجمال الشكل، وسهولة النقل، وسهولة التنظيف.

 

3- تقسيم التلاميذ إلى فِرَقٍ وفصولٍ تقسيمًا يُمَكِّن كل تلميذ على حِدَتِه من الحصول على أكبر فائدة من التعليم يستطيع الحصول عليها مَنْ هو في مثل سِنِّه وفي المرحلة التي هو فيها.

 

4- توزيع العمل على المدرسين توزيعًا يتَّفق مع كفايتهم وخبرتهم واستعدادهم وفائدة التلاميذ أنفسهم.

 

5- جدول الدروس الذي به يَسير العمل سيْرًا حسنًا، فتُدرَّس كل مادة في أنسب الأوقات وأصلحها للاستفادة منها، من غير أن تُرهِق التلاميذ إرهاقًا يُحْدِث فيهم من التعب ما يَضُرُّ بهم وبالعمل بنفسه.

 

6- الطرق العامة للتدريس.

 

7- دفاتر المدرسة وسجلَّاتها حيث يُدَوَّن تَقَدُّم كل تلميذ ومواظبته وترقيته، وكل ما يتعلَّق به.

 

ثانيًا: تقسيم التلاميذ إلى فصول والطرق المختلفة لذلك:

إن تقسيم التلاميذ إلى فِرَقٍ وفصولٍ ووضْع كل تلميذ في الفصل الذي يُناسبه - مشكلة من المشاكل التي يصعُب حَلُّها حلًّا صحيحًا؛ وذلك لأن الأطفال يختلفون في المقدرة العقلية اختلافًا كبيرًا، كما يختلفون في المهارة والميول والاستعدادات الخاصة والظروف المنزلية، وفيما عرَفوه من المعلومات، وكذلك يختلفون من حيث الصحة والقوة الجسمية والقدرة على الاحتمال، فيجب على ناظر المدرسة أن يُعطي كل مدرس طائفةً من التلاميذ المتجانسين في القوى العقلية والعلمية تجانُسًا يُمكِّنُهم من العمل معًا، ومن الاستفادة في الدروس التي تُلْقَى عليهم بحيث يترقّون كلٌّ بحسب قوَّتِه الطبيعية، وينبغي أن يضع الناظر الأمور الآتية نُصْبَ عينيه عندما يقسم التلاميذ إلى فصول:

1- أن يكون كل تلميذ في الفصل الملائم له تمام الملاءمة؛ حتى يستفيد أكبر فائدة من الدروس التي يتلقَّاها أو يُكَلَّف بِإعْدادِها.

 

2- أن يكون تلاميذ الفصل الواحد متقاربين بعضهم من بعض؛ من حيث التحصيل والمعلومات والمستوى العقلي، وبذلك تُراعى المقاييس العلمية ومقاييس الذكاء.

 

3- التقارُب في السن، بمعنى أن يوجد التلاميذ في مرحلة واحدة من مراحل التَرَقِّي بحيث يكون العمر الميلادي مُتقاربًا؛ فتكون غرائزُهم وميولهم وقُواهم العقلية مُتجانسةً أو متقاربةً، فمن الخطأ أن يكون في الفصل الواحد تلاميذُ في سنِّ العاشرة وآخرون في سِنِّ التاسعة عشرة؛ لأن هؤلاء يختلفون بعضهم عن بعض اختلافًا كبيرًا.

 

4- أن يكون بالفصل الواحد من التلاميذ ما يجعل لِرُوح الجماعة أثرًا واضحًا في أفراده؛ حتى يستطيع المدرس أن يَسْتَثِير في نفوس التلاميذ الميول والبواعث التي تدفعهم إلى العمل وتُحرِّكهم إلى المثابرة فيه.

 

5- يجب ألا يزيد تلاميذ الفصل الواحد على العدد الذي يستطيع المدرس حكمه وتأديبه، والعناية بأفراده عنايةً تستلزمها أحوالُ كُلٍّ منهم النفسية والجسمية.

 

6- حال الجسم العامة: إن لحال الجسم العامة - من حيث الصحة والقوة والقدرة على الاحتمال - أثرًا كبيرًا في تقدُّم التلاميذ واستفادتهم من التعليم، فيجب ألا يُكَلِّف المدرس ضِعاف الأجسام ما يُكَلِّفُه أقوياءهم القادرين على العمل المتواصل؛ فذلك يُرهِقُهم، ويجعل التعب الشديد يُدركهم بسرعة، هذا وإنَّ من العاهات والأمراض ما له أثر كبير في وقف تَقَدُّم التلاميذ عقليًّا وجسميًّا.

 

فالتلاميذ المصابون بالزوائد الأنفية أو ثِقَل السَّمْع أو قِصَر النظر الشديد، لا يتسنَّى لهم أن يجاوروا إخوانهم الأصِحَّاء في مضمار واحد؛ فقِصَار النظر، وثِقَال السَّمْع - يجب أن يُوضَعُوا على الأقل في الصف الأول من الفصل، إن لم تُجعَل لهم فصول خاصة بهم.

 

ومما تقدَّم يتبيَّن لنا أن التقسيم الصحيح للتلاميذ إلى فِرَقٍ وفصول متلائمة، له فوائد تعليمية وإدارية كثيرة؛ فهو يضع كل تلميذ في الفصل المناسب له تمام المناسبة؛ من حيث السن والذكاء والمقدرة العلمية، ويكون التلميذ مشغولًا طول وقته بالعمل المطلوب منه؛ فلا يجد وقتًا للتكاسُل أو الإخلال بالنظام، ويسهُل على المدرس تأديب التلاميذ وضبطهم الضبط الكافي.

 

وإن وُجِد التلميذ في الفصل المناسب له، يوَفِّر جزءًا كبيرًا من جهده ووقته، ويفسح له المجال لإظهار شخصيته وتقدُّمه فيما يميل إليه بطبعه واستعداده، أما وجود التلميذ في فصل غير ملائم له، فقد يقف في سبيل تقدُّمه، وقد يُعطِّله زمنًا طويلًا.

 

نظم التقسيم:

إن تقسيم التلاميذ إلى فصول يكون إمَّا على أساس:

1-تقارب قواهم ومعلوماتهم في كل مادة على حدتها من مواد المنهج.

2- أو على تقارُب قواهم في جميع مواد المناهج جملة واحدة.

3-أو على تقارُب قواهم في مجموعة معينة من هذه المواد.

 

كل ذلك مع مراعاة السن إلى حدٍّ ما، ولنشرح كلًّا من هذه النظم الثلاثة:

(1) في الحالة الأولى: يوضع كل تلميذ في كل مادة على حِدَتِها في الفصل الملائم لقوَّتِه، ودرجة معلوماته في كل مادة على حدة، وبذلك لا يكون التلميذ طول الوقت في فصل واحد معين؛ بل ينتقل في الفصول المختلفة حسب مصلحته ومقدرته، فتلميذ الفقرة الثالثة الابتدائية مثلًا قد يكون في فصل منها في اللغة العربية والتاريخ، وفي فصل آخر من فرقة السنة الثانية في الجغرافيا، وفي السنة الرابعة في الحساب، وفي السنة الخامسة في اللغة والخط مثلًا؛ أي: إن هناك تقسيمًا في كل حصة وفي كل مادة، ولا شك في أن هذه هي الطريقة الْمُثْلى؛ لأن التعليم يكون عندئذٍ مناسبًا للتلميذ تمام المناسبة، فيتقدَّم في كل مادة بحسب ميوله ومواهبه وسرعته الطبيعية غير مُقَيَّد بسرعة زملائه، على أن في هذه الطريقة مصاعبَ كثيرةً:

1- إنها تستخدم كثيرًا من الفصول والمدرسين.

2- لا بد فيها من تدريس مادة واحدة في وقت واحد لجميع الفصول في المدرسة.

3- تقتضي أن يكون لكل تلميذ جدولٌ خاصٌّ به.

4- يضيع وقت كبير في كل حصة من جرَّاء الانتقال من فصل إلى آخر.

5- تدعو التلميذ إلى أن يتخصَّص قبل الأوان، ويعني بمادة ويُهمل أخرى.

6- فيها يصعب اختبار هؤلاء التلاميذ في امتحان عام.

 

وهذا النظام هو المعروف الآن بالتعليم الفردي، [وهذا النظام ما يُسمَّى حاليًّا بنظام الساعات الْمُعتمدة]، وعلى الرغم من صعوباته الكثيرة تتَّجه إليه التربية الحديثة اليوم، وتعمل له جهد الطاقة؛ لأنه يناسب التلميذ ومقدرته العلمية والعقلية في كل مادة على حدة.

 

(2) في الحالة الثانية: وهي المتَّبعة الآن في مصر وفي أكثر المدارس الألمانية والفرنسية والإنجليزية، فتجد أنه لا بد من تقسيم التلاميذ حسب قوَّتهم في كل مادة على حدة، ثم يُقسَّمُون حسب متوسط قوَّتهم في جميع مواد المنهج، فلكل فرقة من الفِرَق منهاج مُعَيَّن قائم بنفسه، تَنْتَظِر المدرسة من كل تلميذ أن يُلِمَّ به إلمامًا عامًّا، وإن أساس هذا التقسيم هو المناهج كلها، لا كل مادة على حِدَتها.

 

ومحاسن هذا التقسيم: أنه سهل يُؤدِّي إلى الثقافة العامة في الابتدائي والثانوي قبل التخصُّص، وبه تنال كل مادة حظَّها من العناية والاهتمام، ويسهل ربط المواد بعضها ببعض، ولا سيما إن كان المدرس هو مدرس الفصل، ويُدَرِّس أكثر من مادة، ويجعل تنظيم الفصل سهلًا على المدرس العادي.

 

ولهذه الطريقة كما لغيرها والمَثالِب (العيوب)؛ منها:

إن التلاميذ النُّجَباء لا يتقدَّمون تقدُّمًا مناسبًا يناسب نجابتهم وتفوُّقهم، بل يُضطرُّون إلى السير مع المتوسطين من زملائهم، فيضيع عليهم وقتهم الثمين، وقد تحبط هِمَّتُهم، كما أنها تُهمِل ميول التلاميذ واستعداداتهم، فتَضْعُف لقلة ما تجده من التشجيع، أما التلاميذ الضِّعاف فيُهمَلون ولا يجدون العناية الكافية بهم من المدرس، فيظلُّون على ضَعْفِهم، في حين أن المتوسط يبقى متوسِّطًا، ومن التلاميذ من يضطرُّه هذا النظام إلى البقاء سنة أخرى في فرقته لرسوبه في مادة واحدة قد تكون غير ذات شأن كبير على الرغم من تقدُّمه في المواد الأخرى تقدُّمًا كبيرًا، وفي ذلك من ضياع الوقت ما فيه.

والتعليم بحسب هذه الطريقة من التقسيم يُعرَف باسم التعليم الجَمْعِيِّ.

 

(3) في الحالة الثالثة: فهي وسط بين الطرفين السابقين، وهي مزيجٌ منهما، وتقتضي أنْ يبقى التلميذ في فصله في عدة مواد تكون درجته فيها متقاربة، وفي فصل آخر أرقى منه أو أدنى في مادتين أو ثلاث مثلًا.

 

ومن فوائد هذه الطريقة: أن التلميذ يبقى في فصل واحد معين في أكثر المواد، فيحصل على الفوائد التي تنجم عن الطريقة الثانية، وهي طريقة التعليم الجَمْعِيِّ، وفي الوقت نفسه يُشجع على التقدُّم في مادتين أو أكثر من المواد التي يميل إليها، أو التي يشعُر بالضَّعْف فيها؛ وبذلك يحصل على قسط وافر من العناية الفردية، ومثل هذه الطريقة هي المتَّبَعة في المدارس الإنجليزية الحديثة؛ حيث إن لكل ناظر مدرسة الحريةَ في تقسيم التلاميذ على أي أساس يريد.

 

المدارس الصغيرة:

وكلما صغرت المدرسة قلَّ عددُ تلاميذها، وازداد التقسيمُ صعوبةً، فإذا كان عدد حجرات المدرسة وعدد المدرسين بها قليلًا، لم يكن ثَمَّةَ بُدٌّ من اجتماعٍ فرق كثيرة في حجرة واحدة أو اثنتين، يقوم رئيس المدرسة بالتدريس في واحدة منها، ويقوم المدرس الآخر بالتدريس في الحجرة الأخرى، وهذا هو الواقع في كثيرٍ من المدارس الأوَّلية والإلزامية في مصر وغيرها، وعندئذٍ يجب أن يُراعى في عمل الجدول أن يكون جميعُ التلاميذ مشغولين بعمل نافع في وقت اشتغال المدرس بالانتباه إلى فرقة معينة منهم، وكذلك يجب ألا يكون العملُ في فرقةٍ ما مُعَطِّلًا للعمل في فرقة أخرى تشتغل على مقربة منها.

 

وأهم الوسائل لتخفيف المضار التي تنشأ عن التعليم الجَمْعيِّ أربعة، وهي:

1-جعل نقل التلاميذ مَرِنًا:

في النظام المدرسي الحاضر يُضطرُّ التلميذ إلى أن يبقى سنة دراسية كاملة في كل فرقة من الفرق، ولا ينتقل منها إلى فرقة عُلْيا إلا إذا اجتاز امتحانًا في كل المواد الدراسية، ونجح فيها حسب النُّظُم الموضوعة للامتحان، فمهما كان التلميذ ذكيًّا قادرًا، فلا بد أن يبقى سنة مكتبية إذا رسب في مادة لا يميل إليها على الرغم من نجاحه وتقدُّمه في المواد الأخرى.

 

وإنَّ هذا النظام الجامد الذي يحتِّم ألا يُنقَل تلميذ من فرقة إلى فرقة أعلى منها، إلا في نهاية السنة بعد تأديته امتحانًا مع سائر أفراد فرقته، ونجاحه في ذلك الامتحان - نظامٌ فاسدٌ، وقلما يدافع عنه أحد الآن من علماء التربية؛ لذلك يرى كثيرون من المربِّين جعل مواعيد النقل مرة كل ثلاثة أشهر، أو كل نصف سنة مثلًا، فإذا رسب تلميذ واضطرَّ إلى أن يعيد، فهو يعيد المقرر لثلاثة الأشهر، لا المقرر للسنة كلها، وبدلًا من أن يتأخَّر سنة، فهو يتأخَّر رُبع سنة، وفي ذلك ما لا يخفى من الفوائد الكثيرة، فهو يُقلِّل بقاء التلاميذ للإعادة إلى حَدٍّ كبير، وهذا التقليل له أثر كبير في نجاح التلاميذ والدراسة نفسها؛ لأن النجاح يُساعد على النجاح، ولقد قِيل: إن من يرسب في الامتحان، ويعيد مرتين يغلب عليه أن يخفق في الحياة، فرسوبه هذا يُثبِّط هِمَّتَه، ويُوحي إليه أنه أقل من زملائه، ويشعُر بأنه لا فائدة من أن يبذل جهده أو يُثابر في التعلُّم، في حين أن تشجيع التلميذ ونقله إلى فرقة أعلى من فرقته، يحمل سائر التلاميذ على الانتباه والاجتهاد، ومضاعفة الهِمَّة والمجهود، ويضطرُّ المدرس إلى العناية بما يُلقيه من دروس، وإلى العناية بدرس تلاميذه وتفهُّمهم، وتشجيع المجتهد منهم على التقدُّم.

 

ومع ذلك يجب الاحتراس من التهاون في النقل والتساهُل فيه، كما يجب الاحتراس من الحكم على التلميذ بالإعادة، فنقل التلميذ من غير استحقاقٍ يَضُرُّ به وبتقدُّمه من غير شك، كما يَضُرُّهُ الرسوب والإعادة ظُلْمًا.

 

2-إعطاء دروس إضافية:

وفي كثير من المدارس يعمل المدرسون على تقليل الفروق التي بين تلاميذ الفصل الواحد بقِسْمَتهم إلى أقسام ثلاثة: ضعاف، ومتوسطين، وأقوياء؛ فالضِّعاف يُعْطَون دروسٌ إضافية في أوقاتٍ غير أوقات الدراسة العادية بطرقٍ تُناسبهم، يُسْتَكثَر فيها من وسائل الإيضاح المختلفة، ويقلُّ ما فيها من الأمور المعنوية، وتَكثُر فيها الأمور المحسوسة، ويُدرَّس لهم أكثر الدروس بطرقٍ مُشَوِّقة، في حين أن الأقوياء يُساعدون على زيادة التعمُّق في مادتهم، بدلًا من أن يُضطرُّوا إلى السير بخطوات المتوسطين أو الضِّعاف من زملائهم؛ فهذا الترتيب يُقرِّب الأقوياء من الفرقة التي فوق فرقتهم؛ ويُقرِّب الضِّعاف من متوسطي الفرقة التي هُم فيها.

 

3- جعل الفصول متقاربةً متجانسةً في القوى:

لكي يكون كل جماعة من التلاميذ أكثر تجانُسًا فيما بينهم؛ من حيث القوة العقلية ومقدار التحصيل، يلجأ كثير من المدارس إلى ما يُسمَّى "بالفصول المتوازية"، أو "المتقاربة في القوى"، ففرقة السنة الأولى بالمدارس الثانوية مثلًا تقسم إلى ثلاثة فصول؛ ففي الفصل الأول الأقوياء، ويدرسون في السنة الواحدة مقرَّر السنة وربع سنة، وفي الفصل الثاني المتوسطون ويدرسون مقرر السنة في سنة، وفي الفصل الثالث الضِّعاف من هذه الفرقة عينها ويعطونهم في سنة ثلاثة أرباع المقرر للسنة ذاتها، فكأن منهاج التعليم الثانوي مثلًا وهو خمس سنين مُقسَّم إلى أقسام ثلاثة: القسم الأول يُوزَّع على أربع سنوات، والثاني على خمس، والثالث على ست.

 

4- الاختيار في مواد الدراسة:

وفي بعض المدارس يُكلَّف التلاميذ دراسة بضع مواد أساسية، ثم يُسمَح لهم باختيار ما يميلون إلى دراسته بعد ذلك من المواد التي تدرس في المدرسة، فيختار كل تلميذ ما تميل إليه نفسه، أو ما يتَّصل بحياته العملية والعلمية في المستقبل، وهذا الاختيار يكون طبعًا بإشراف المدرسة وإرشادها.

 

كل هذه الوسائل والنُّظُم ترمي إلى تقليل الأضرار والْمَثالِب (العيوب) التي تنشأ عن نظام الفصول المألوف، وهو ما نُسَمِّيه الآن بالتعليم الجَمْعيِّ، وكلها تَفْرِض أولًا ضرورة جمع التلاميذ في فصول وتكليفهم العمل والدراسة معًا بنظامٍ واحد، ثم تحاول إيجاد وسائل مختلفة كالتي ذكرناها لتخفيف المضارِّ التي تنشأ عن التعليم الجَمْعِيِّ المتَّبَع في معظم المدارس، لكنها لا تعمل على ما يُسمَّى الآن بالتعليم الفردي، وهو أحسن الطرق الحديثة في التربية.

 

التعليم الفردي والتعليم الجَمْعيُّ:

يُسمَّى التعليم على نظام الفصول من غير مراعاة للفروق العلمية والعقلية بالتعليم الجَمْعيِّ، والتربية الحديثة ترمي إلى أن يكون التعليم فرديًّا بقدر الإمكان؛ بحيث تُراعى فيه مقدرة الفرد من الوجهتين العلمية والعقلية، ولنتكلم عن كل منهج بإيجاز.

 

التعليم الجَمْعيُّ:

إن نظام الفصول والتعليم فيها تعليمًا جَمْعيًّا، كان له أثر كبير في نشر التعليم وتقليل نفقاته، فهو الذي مَكَّن الشعوب من تعليم الملايين من جماهيرها، أما اليوم وقد تَقَدَّمت التربية تقدُّمًا كبيرًا، فلا يرضى عنه أحد من الْمُجَدِّدين، وذلك لأسباب:

1- فيه يكون المدرس مضطرًّا إلى أن يهمل جزءًا كبيرًا من التلاميذ، فإن سار في تدريسه بحسب الأقوياء والأذكياء أرهق المتوسطين إرهاقًا كبيرًا، وأهمل الضِّعاف، وإن سار حسب قوة الضِّعاف أَحَسَّ الأقوياء بأنهم أُهمِلوا، فتَفْتر هِمَّتُهم، ولا يستفيدون فائدةً تُذكَر.

 

2- وفيه يهمل المدرس ما بين التلاميذ من اختلافٍ، فيعاملهم كأنهم جميعًا من نوعٍ واحد، وكأن ميولهم واحدة ونفسيتهم واحدة، والحق أنهم ليسوا كذلك، فالأطفال يختلفون اختلافًا كبيرًا من حيث الذكاء الطبيعي والمهارة المكتسبة، والقدرة على العمل، ومن حيث المعلومات، وكذلك يَتَباينون من حيث الصحة والقوة البدنية تَبايُنًا عظيمًا، فالمدرس في التعليم الجَمْعيِّ يُهْمِل الفرد إهمالًا كثيرًا من حيث ميوله ومواهبه وشخصيته.

 

3- إنَّ هذا التعليم الذي يجعل المدرس يقوم بكل شيء، ويَسْتَبْقي التلاميذ جامدين في أمكنتهم ينتبهون في الظاهر إلى ما يقوله، ويعتمدون كل الاعتماد عليه - خطأٌ؛ لأنه يؤدي إلى تهاوُن التلاميذ في التحصيل والاستفادة، ويجعلهم معتمدين على غيرهم.

 

4- التعليم الجَمْعيُّ يُضيِّع وقتًا كبيرًا على التلاميذ والمدرسين جميعًا، وفيه يُضطرُّ المدرس إلى أن يسير بحسب الطرق العقيمة في التدريس؛ لأنه ليس لديه الحرية الكافية.

 

التعليم الفردي:

تَجلَّى للباحثين في علوم التربية والنفس ضرورةُ مراعاة الفروق الكبيرة التي بين التلاميذ في التعليم والتهذيب والمعاملة، ولقد أدَّى بهم البحث إلى أنه ينبغي ترك نظام الفصول كليةً، والعمل على جعل نظام التعليم فرديًّا، فتكون طريقة التربية التي يتَّبِعها المدرس مع زيد مناسبة لقوَّة زيد نفسه وسرعة تقدُّمه وميوله وحاجاته النفسية، ومميزاته الشخصية، وعلى هذا وُجِد التعليم الفردي، ووُضِعَتْ كُتُبٌ وأجهزة خاصة؛ لكي يُعلِّم التلميذ نفسه بنفسه بحسب قوَّته وميوله، مع إرشاد المدرس عند الحاجة، ومراعاة مقدرته في كل مادة على حِدَةٍ.

 

وأحسن الطرق التَّوسُّط بين الطريقتين بمراعاة التعليم الجَمْعيِّ والتعليم الفردي معًا في نظام الفصول المتقاربة المتجانسة في المقدرتين العقلية والعلمية، وفي السن أيضًا.

 

ومن أهم الطرق الحديثة التي تتَّبع نظام التعليم الفردي، طريقة منتسوري "الطبيبة الإيطالية"، وطريقة دالتون "وهي بلدة بأمريكا"، وصاحبة هذه الطريقة "مِس هِيلين بَارْك هِيرِسْت" بالولايات المتحدة، وطريقة "وِنْتِكا" وصاحبها الدكتور "كَارْلِتُون وَاشْبورْن" الْمُرَبِّي الأمريكي، وطريقة "وِيكرولي" الْمُرَبِّي البلجيكي.

 

ولا يتسع المقام لشرح هذه الطرق وغيرها من الطرق الحديثة في التربية التي ترمي كلها إلى التعليم الفردي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الشيخ سعيد بن محمد آل ثابت في محاضرة بعنوان: القدوة في التربية

مختارات من الشبكة

  • مؤتمر علمي عن التربية والتعليم بكلية التربية الإسلامية بجامعة بيهاتش(مقالة - المسلمون في العالم)
  • سؤال التربية بين الخطاب الرؤيوي والبديل السوسيوثقافي من خلال كتاب: إشكاليات التربية بالمغرب لمحمد أمزيان(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إسبانيا: وزارة التربية والتعليم تعلن تدريس التربية الدينية الإسلامية العام المقبل(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مناهج التربية العقدية عند الإمام ابن تيمية "بحث تكميلي" لرسالة ماجستير التربية(رسالة علمية - آفاق الشريعة)
  • التربية الجمالية في الإسلام ومفهومها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مقاصد الصيام (2) مقاصد التربية (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: (المحاضرة السادسة) تأصيل وتصحيح لمفاهيم خاطئة حول العرضة الأخير(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الرابعة: رد دعوى الطاعنين بالقول بنقص القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الثانية: إبطال دعاوى تحريف المصحف الإمام ودحضها(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الثالثة: أصول وقواعد في الدفاع القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/12/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب