• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية والتعليم
علامة باركود

شذرات عن طريق طالب العلم (4)

إبراهيم العيدان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/5/2017 ميلادي - 16/8/1438 هجري

الزيارات: 5010

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شذرات عن طريق طالب العلم (4)

 

الحمد لله، مصلِّيًا على رسوله وآلِه وصحبه ومسلِّمًا.

وبعد:

• فهذا هو الجزء الرابع من مجموع رسائل (شذرات عن طريق طالب العلم)؛ تُعين الطالبَ في طلَبِه، وهي في الأصل موجَّهةٌ لطالب العلم المبتدئ، وإن كانت تَذكِرةً وذكرى للمنتهي، بعضها نقلًا، وبعضها رَقْمًا، سبق وأرسلتُها لمجموعة من الأحبَّة كرسائل قصيرة، ورأيتُ جمْعَها وعرضها ليُنتفع بها.


يا ربِّ حقق المنى، وأخلِص النيَّةَ، وأصلح العمل.

♦ ♦ ♦

 

يا طالبَ العلم، سُئل شيخ الإسلام - رحمات الله المتوالية عليه إلى يوم الدِّين - سؤالًا مهمًّا، فجاء الجواب حسنًا كعادته...

تأمَّل!

"أيهما أفضل طلب القرآن أو العلم؟


الجواب:

• أمَّا العلم الذي يَجب على الإنسان عينًا كعِلم ما أمر الله به، وما نَهى الله عنه، فهو مقدَّم على حِفظ ما لا يجب مِن القرآن؛ فإنَّ طلب العلم الأول واجبٌ، وطلبَ الثاني مستحبٌّ، والواجب مقدَّم على المستحبِّ.


• وأمَّا طلَب حِفْظ القرآن، فهو مقدَّم على كثيرٍ مما تسمِّيه الناس علمًا وهو إما باطل، أو قليل النفع، وهو أيضًا مقدَّم في التعلم في حقِّ مَن يريد أن يتعلَّم علمَ الدين من الأصول والفروع؛ فإنَّ المشروع في حقِّ مثل هذا في هذه الأوقات أن يبدأ بحِفْظ القرآن؛ فإنَّه أصلُ علوم الدين، بخلاف ما يفعله كثيرٌ من أهل البدع من الأعاجم وغيرهم؛ حيث يشتغل أحدُهم بشيء من فُضول العلم، من الكلام، أو الجدال والخلافِ، أو الفروعِ النَّادرة، والتقليد الذي لا يحتاج إليه، أو غرائب الحديث التي لا تَثبُت، ولا يُنتفع بها، وكثير مِن الرياضيات التي لا تقوم عليها حجَّة، ويترك حِفْظَ القرآن الذي هو أهمُّ من ذلك كله، فلا بدَّ في مثل هذه المسألة من التفصيل.

والمطلوب مِن القرآن هو فَهْمُ معانيه، والعملُ به، فإن لم تكن هذه هِمَّةَ حافِظِه، لم يكن مِن أهل العلم والدين، والله سبحانه أعلم".

[الفتاوى الكبرى (٢/ ٢٣٤ - ٢٣٥)].

♦ ♦ ♦


• يا طالبَ العِلم، أيما وجدتَ فرصةً مِن إجازة ونحوها... فاعلم أنَّها فرصة ومنحة ربانيَّة.

فخطِّط لها:

• قراءة كتبٍ ورسائل.

• وحضور دروس ودورات.

• وحفظ متون ومنظومات.

• ومذاكرة صحبك ومناقشتهم.

• وضبط محفوظك ومراجعته.


وأعظم ما يرفعك وينفعك وأُوصيك به أمران:

• أحدهما: "شدَّة لزوم شيخك"؛ فأنت فارِغ.

• وثانيهما: "كثرة قراءتك وحفظك".


وإليك مثالًا (عمرو بن ميمون الأودي) للملازمة التي أثمرَتْ عِلمًا وفيرًا؛ حيث يقول:

• "قدِم علينا معاذُ بن جبَل اليمنَ رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلينا، قال: فسمعتُ تكبيرَه مع الفَجر؛ رجلٌ أجشُّ الصَّوت، قال:

♦ "فأُلْقِيتْ عليه مَحبَّتي، فما فارقتُه حتى دفَنتُه بالشَّام ميتًا، ثمَّ نظرتُ إلى أَفْقَهِ النَّاس بعدَه، فأتيتُ ابنَ مَسعودٍ، فلزمتُه حتى مات"؛ [رواه أبو داود في سننه].

♦ ♦ ♦

 

• يا طالبَ العِلم، عليك بالحفظ؛ فهذا زمنه.

• أخذ إسماعيل بن أميَّةَ حديثًا عن أبي هريرة رضي الله عنه مِن أعرابي، فأراد أن يتوكد حِفظه، فكان ما جرى:

• "قال إسماعيل: ذهبتُ أُعيد على الرجل الأعرابي، وأنظر لعلَّه، فقال: يا بنَ أخي، أتظنُّ أنِّي لم أحفَظْه؛ لقد حجَجتُ ستِّين حجَّةً، ما منها حجَّة إلَّا وأنا أعرف البعيرَ الذي حججتُ عليه"[1].

• يا طالبَ العِلم، "فأَعْلَمُنا أحفَظُنا"[2].

♦ ♦ ♦


• يا طالبَ العِلم، الْتِزامك لشيخ، لا بدَّ أن يكون مبنيًّا على اختيارٍ صحيح.

شيخ مُزكًّى في دينه وعلمِه، وأدبِه وسَمْتِه...

وليس كلُّ مَن علَّم حرْفًا كان حَرِفًا.

ولا مَن ضبَط شيئًا صار شيخًا.

ولكن! أهل العلم معروفون...

زادك الله مِن واسع فضله.

♦ ♦ ♦


• يا طالبَ العِلم، قال العلَّامة مرتضى الزبيدي رحمه الله:

♦ "وقد أجمَع العلماءُ على فضل التعليم والتعلُّم مِن أفواه الشيوخ".

[إتحاف السادة المتقين (١/ ٦٦)].

هم أهْلُه، وهم به أَبصَر!

♦ ♦ ♦


ومن الأمور التي تغُم القلبَ تكاسُلُ بعض الطلَّاب عن الاستفادة مِن مشايخهم - رغم توفُّرهم، وضرورتهم وحاجتهم إليهم - بحُججٍ واهية؛ كقول أحدهم: الشَّيخ قد لا يسمح؛ جدَلًا.


يا صويحبي:

• تعالَ له مرَّةً بدرس، ومرَّةً بسؤال، وأخرى اقضِ حاجتَه، وقل له ما تريد، ورابعة بإرسال أحدٍ إليه، وخامسة بمراسلته، وسادسةً بتحرِّيه عند باب بيته ومسجده...

فإنَّه متى وجَد مِنك إقبالًا إليه وإلى ما عنده، رفع السترَ بينك وبينه ووضع الاستئذانَ... وحينها قد هبَّتْ رياحُك، وربح سوقُك.

ولكن!

لقد أسْمعتَ لو نادَيْتَ حيًّا!

♦ ♦ ♦


يتظاهر كثيرٌ من طلَّاب العلم بشغل مستمرٍّ، وضِيق وقتٍ، وتعدُّد ارتباطات؛ ويتَّخذها أعذارًا يخبِّئ وراءها ضعفَ همَّتِه، وكسلَ نفسه، ورداءةَ رأيه.

والكثير الآخر يدَّعي العلم، وينتحل التعالُمَ، ويظنُّ أنَّه بلَغ مِن العلم مبلغَ الكِبار، ورفع المنارَ، لأجل سَطْر واحدٍ قرَأه بقراءته المتعتعة، وحديثٍ بالَّتي واللُّتيا بحِفْظه الرَّكيك حفِظه...

وكلاهما في السوء سواء، ويتعالون الثغاء.

ومتى سلِم المرءُ مِن هذين، وجَدَّ واجتهد، كان إلى الخير أقرب.

♦ ♦ ♦


• يا طالبَ العِلم، اعلم أنَّ ارتباطك بشيخك هو ارتباطُ ابنٍ بأبيه؛ ولا عجب! فهذا الإمام النَّووي رحمه الله يقول: "إنَّهم أئمَّتنا وأسلافنا، كالوالدين لنا"[3]، وقال: " فإنَّ شيوخه في العلم آباءٌ في الدِّين، ووُصلةٌ بينه وبين ربِّ العالمين... مع أنَّه مأمورٌ بالدُّعاء لهم، وبِرِّهم، والثَّناء عليهم، والشكر لهم"[4].


بينك وبينه رَحِمُ العلم، رَحِمُ أرواح لا رَحِم أجسام، يبيِّن ذاك شيخ الإسلام ووالدُنا رحمه الله حيث يقول:

• "فالشيخُ والمعلِّم والمؤدِّبُ أبو الرُّوح، والوالِدُ أبو الجِسم"[5].

فيا ليتَ شِعري، أين هم البررة؟!

♦ ♦ ♦


• يا طالبَ العلمِ، تلطَّف حين المسألة، وتملَّق لشيخك؛ فإنَّ أدَب الطَّلب روحُ العلم، فلَطالما كانوا يَقولون بين يدي مسألتهم: "رَحِمك اللهُ، ما تقول في كذا وكذا؟"، وإيَّاك ومسابقةَ شيخك في الكلام، ومنازعتَه الخِطاب؛ فما هذا مِن الأدب في شيء.


فأَذِلَّ نفسَك بين يدَي شيخك تَعِزَّ؛ قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما:

"ذللتُ طالبًا، فعززتُ مَطلوبًا"[6].

ولا تمارِ شيخَك وتستمهن المخالفةَ فيخبو ضوءُ عِلْمك؛ فقد كان أبو سلَمة يماري ابنَ عبَّاس؛ فحُرِمَ بذلك عِلمًا كثيرًا[7].

يا طالبَ العلمِ، أحسِن سؤالَك، أحسَن اللهُ إليك.

♦ ♦ ♦


• يا طالبَ العِلم، ليس طلَب العلم حِكرًا على ساعة مُحاضرةٍ، أو جلسة عِلم معيَّنة، في ظروفٍ معيَّنة، مع شيخٍ معيَّن.

وإن لم يَحصل ذلك، فلعب وتَرْفيه، أو نَدْب حَظٍّ وانتظار توفُّر الظُّروف على ما تَشتهي وتريد.

الطلب الحَقيقيُّ هو حياة مكرَّسة للعلم، تعلُّمًا وضبطًا، وحِفظًا وعملًا، وتخلُّقًا وبحثًا، وثَنْيَ رُكَب، ومزاحمةَ مناكب، ونسخًا ونقلًا، وجِدًّا ومثابرة، وبهذا تَنال العلم حقًّا، وتبلغ منه منزلةً رفيعة عليَّة.

• يا طالبَ العِلم، العلم عُمْر، و((خيركم مَن طال عمرُه، وحسُن عمله)).

♦ ♦ ♦


• يا طالبَ العِلم:

• سِرْ ووَقودُك الحُبُّ.

• امضِ وحاديك الشَّوق.

• تيم قلبك قلادةَ العلم، فغدوت تتلذَّذ بخرزها وجواهرها، ويحلو في فمك دقيقها وجليلها.


قال النفيلي رحمه الله حين حدَّث بحديث سنده (حدَّثني وحدَّثنا):

• "واللهِ إنَّه عندي أَحلى مِن العسَل"؛ [سنن أبي داود (٤/ ٣٣٠)].

• يا طالبَ العِلم، حلواك في حليِّك، وحليُّك عِلْمُك.

♦ ♦ ♦


كيف يرجو العلم مَن لا يريد أن يضحِّيَ بمالٍ أو تجارة من أجله؟! بل كيف يؤمِّله من أهرق دمَه للاتجار؟!

كان السَّلَف وخلفهم مِن أهل العلم لا يساوِمون المالَ على العِلم، ولا يقدِّمونه عليه إلَّا أن يقدِّموه له!


قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:

• "أقام شُعبةُ على الحَكَم بن عُتَيْبةَ ثمانية عشَر شَهْرًا - يعني يطلب الحديث - حتى باع جُذُوعَ بيته!"[8]، وقال الإمام ابن عُيينة رحمه الله:

• "سمعتُ شعبةَ يقول:

• من طلب الحديثَ أفلَس!"[9].

وقد "أفضى بمالِك بنِ أنس رحمه الله طلَبُ العلم إلى أن نقَض سقفَ بيته فباع خشَبَه"[10].

• يا طالبَ العِلم، أكْرِم عينَ العلم، فلأجل عينٍ تغور عيون.

♦ ♦ ♦


للعلم تُحَلُّ الصُّرَرُ، ولنيله تُنفق الدنانير.

• يا طالبَ العِلم!

كان الكبار - من قدواتك - يشترون هذا العلمَ بجدِّهم وجهدهم ومالهم.


قال خلف بن هشام رحمه الله:

• "أَشكَل عليَّ بابٌ من النَّحو، فأنفقتُ ثمانين ألف درهم حتى حذقته!"[11]، وقال الإمام الشعبي رحمه الله:

• "لو أن رجلًا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليَمَن فحفظ كلمةً تنفعه فيما يستقبل من عمره، رأيتُ أنَّ سفَره لم يَضِع"[12]، وكم مِن مال وجهد سيهراق في سبيلها؟!


وإليك قول ابن المقرئ رحمه الله:

• "مشيتُ بسبب نُسخة مفضل بن فضالة سبعين مَرحلة! ولو عرضَتْ على خبَّاز برغيف لم يَقْبَلْها"[13].

• يا طالبَ العِلم، اركب جهدك ومالك لعِلمك؛ فإنَّما هما ظَهْر والعلم منتهى.

♦ ♦ ♦


• يا طالبَ العِلم، فِ لمشايخك، وتودَّد لهم؛ فإنَّ جفاء الشيخ ليس مِن صِدق الطلب، واذكر أنَّ ((حُسْن العَهْد مِن الإيمان))، و((مَن صنَع إليكم مَعروفًا فكافِئوه...))؛ الحديث.

• يا طالبَ العِلم الوَفِي، كَمال علمك، وتاج فَهمك، أن تُكرم العينَ التي نبعَتْ لك فارتويتَ منها وكنتَ ظمآنَ! والعذقَ الذي أطعمَك وكنتَ جوعانَ!

بل واللهِ مَن عَرَّفك عزَّك وشرفَك وكنتَ عنه شاردًا، وجذبك للحقِّ والكمال وكنتَ عنه ساربًا...

الوَفاء إكسيرُ الطَّلب، وتَرْكُه كاسِره.

♦ ♦ ♦


ظاهرة بيع المشايخ..

• يا طالبَ العِلم، إيَّاك وبخس مشايخك وبيعهم! ولازِمْهم ولا تتخلَّف عنهم! فما بتَرْكك شيخك كرامةٌ ولا مُروءة، حتى لو هَجَرك؛ فإنَّما عليك التودُّدُ والتلطُّف والاصطبار.

فقد قام الإمامُ أبو حنيفة عن مجلس شيخه حمَّاد، ظنًّا منه الغُنية، فسُئل عمَّا لا يعرف! قال: "فجعلتُ على نفسي ألَّا أفارِقَ حَمَّادًا حتى يَموت، فصحبتُه ثماني عشرة سنة"[14].


وقام الإمامُ مالكٌ وسليمان بن بلال عن مَجلس شيخه ربيعةَ، فقال له الشَّيخ:

• يا مالِكُ، تَلْعب بنفسك؟! زَفَنْتَ وصفَّق لك سليمان، أبَلغتَ أن تَتَّخِذ لك مجلسًا؟ ارجِعْ إلى مجلسك!"[15].

• يا طالبَ العِلم، اتَّبع شيخك ولا تَبِعْه!

♦ ♦ ♦


يعزُّ على النَّفس ويكدِّر الخاطرَ: رؤيةُ طالب علم يزهَدُ فيمن حوله ومَن بقُربه من أهل العلم، ويسعى فيمَن قد لا يتيسَّر، فيَفوتُه القريب فيتحسَّر، ومدار القول في حال توفُّر المراد عند القريب، قال عروة بن الزبير:

• "أَزْهَدُ الناس في العالِم أهلُه وجيرانُه"[16]؛ "كالسِّراج بين أظهُر القوم يستصبح النَّاس منه ويقول أهلُ البيت:

• إنَّما هو معنا وفينا، فلم يَفْجَأْهم إلَّا وقد طفئ السِّراج، فأمسك الناس ما استَصْبحوا من ذلك"[17].


وما أجمل قول الماوردي في أدبه:

• "وإذا قرب منك العالِم، فلا تَطلب ما بَعُد... وربَّما انبعثَتْ نفسُ الإنسان إلى مَن بَعُد عنه استهانةً بمَن قَرُب منه... فلا يدرِك مَطلوبًا، ولا يَظْفر بطائل"[18].

• يا طالبَ العِلم، كُن للقريب آفاقيَّ الشَّوق، لا زَهِد الجوار!

♦ ♦ ♦


• يا طلبة العلم، "يَنبغي لنا دائمًا في حال قِراءتنا وفي حال تعلُّمنا أن نَستشير مَن عنده تجربة وخبرة"[19].

فعقولٌ: أَحرى للصَّواب مِن واحدها، وملاقحَةُ فِكرِ ذَوي الفِكْر فِكرَك: أَدعى لإدراكِ الغاية، سواء كان في الطَّلب، أو التَّتلمذ، أو القِراءة، أو البحث، وكثير ممَّن يُعتدُّ برأيه يعتدي، ومَن رأى لنفسه فَضلًا عن الاستشارة ما يزداد إلَّا نَقصًا، وعن الحقِّ إلا بُعدًا.

• يا طالبَ العِلم، استَشِرْ، تَشترِ عقولًا بالمجان، وتُوفَّق لخير رأي وأوسط سبيل.

♦ ♦ ♦


قال سفيان الثَّوري رحمه الله:

• "إنَّما العِلم عندنا الرُّخصةُ مِن ثقة، فأمَّا التشديد، فيُحسِنه كلُّ أحَد"[20].

♦ ♦ ♦


بعض طلبة العلم - لعدم وضوحِ الأمر لديه - يَصُبُّ جُلَّ اهتمامه على أقل الأمر، معتذرًا أنَّه لا ينقصه إلَّا هذا؛ وكأنَّه قد أتقن مهمَّات العلم وأصوله، دوافعه لهذا إمَّا عَجْزُه وكَسَلُه، وإمَّا ضَعْف بصيرته وبُعْده عن المشايخ الذين يَأخذون بيَده لِما فيه نَفْعه، فيَنساق وراءَ الصوريات والشكليَّات، ويدَع الجوهريَّات والرئيسات... هذا داءٌ دواؤه نَقيض دوافعه، فلْيُنْتبه له.

♦ ♦ ♦


• يا طالبَ العِلم، مِن شُكْر العلم أن تَحْفظ لِمن علَّمك حَقَّه، ولا تنسى له فَضْله؛ فإنَّ الله قال: ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ [البقرة: 237].


وأَجْمِلْ بكلمةِ الإمام الوَفيِّ محمد الشافعيِّ رحمه الله حين قال:

• "الحُرُّ يحفظ ودادَ لَحظة، ولِمن أفادَه لَفْظة"، فكيف بمَن نال مِن عِلم شيخه ما قامت به قدَماه، وعرف العلمَ بسببه؟!

واذكر أنَّ "أحبَّ الطلَّاب إلى الله أكمَلُهم أدبًا مع شيخه"[21]؛ كما قال العلَّامة محمد الشنقيطي حفظه الله.



[1] سنن أبي داود (١/ ٢٣٤).

[2] رواه مسلم.

[3] تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١١).

[4] مواهب الجليل (١/ ٥).

[5] المستدرك على الفتاوى (١/ ١٩٩).

[6] جامع بيان العلم وفضله (١/ ٥٠٦).

[7] جامع بيان العلم وفضله (١/ ٥١٧).

[8] العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٤٢).

[9] سير أعلام النبلاء (٧/ ٢٢٠).

[10] تاريخ بغداد (٢/ ١٣).

[11] سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥٧٨).

[12] حلية الأولياء (٤/ ٣١٣).

[13] تذكرة الحفاظ (٣/ ١٢١).

[14] تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٢١٨).

[15] الانتقاء (١/ ٣٧).

[16] العلم؛ لأبي خيثمة (١/ ٣٨).

[17] حلية الأولياء (٤/ ٢٤٥).

[18] أدب الدنيا والدين (١/ ٨٢)؛ بتصرف.

[19] "شرح لامية شيخ الإسلام"؛ للشيخ عمر العيد.

[20] جامع بيان العلم وفضله (١/ ٧٨٤).

[21] دروس العلامة محمد المختار (٢٥/ ١٣).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شذرات عن طريق طالب العلم (1)
  • شذرات عن طريق طالب العلم (٢)
  • شذرات عن طريق طالب العلم (٣)

مختارات من الشبكة

  • شذرات عن طريق طالب العلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شذرات في علوم القرآن (1) جواب القسم في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في تكثير الماء ببركته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في تكثير القليل من الطعام ببركته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في شفاء المرضى على يديه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في إخباره بتغير أخلاق الأمة الإسلامية في آخر الزمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في إخباره بضعف الأمة الإسلامية في آخر الزمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في انقلاب الأعيان على يديه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في إخباره بالغيبيات المستقبلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم في إخباره بالغيبيات الماضية(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب