التخطيط الإستراتيجي "خطتي1"

إن النَّجاح حلم مزمن، يراود كل مجتهد، لكنه يحتاج لتنظيم وتخطيط إستراتيجي منظم، يرسم النجاح مِن خلال نظرة الأمل التي طالما يشرد بها هؤلاءِ المجدُّون، الذين يصنعون النجاح مِن خِلال تعَب العمل، وعرق الجبين، والتفكير العميق.

تأتي أهميةُ التخطيط الإستراتيجي لِوَضْع خطة عمل منظمة، مِن خلال عملية التنبُّؤ بالمستقبل، وكيفية الاستِعداد لهذا المستقبل، هذا مِن وِجْهة نظر "fayol" رائد مدرسة التخطيط.

فالتخطيط بشكلٍ عامٍّ يعرف بأنه: ذلك النشاط المنظَّم المتصف بالاستمرارية لفترات زمنية متلاحِقة؛ لتحقيق أهداف مرسومة محددة بذاتها، وذلك في ضَوْء الإمكانيَّات المادية والبشريَّة المتاحة.

وبذلك فالتخطيط عبارة عن رسمٍ مستقبلي لصورة واضحة المعالِم، وهدف موجود تعمل المؤسَّسات على تَحقيقه، مِن خلال وسائل متَعددة الأساليب والوسائط، يستخدم فيه الإمكانيَّات المتاحة ذات التكلفة الأقل.

إنَّ المتتبع لمراحل تطوُّر الشركات الكبرى والمؤسسات العالمية، يلْحَظ جليًّا ما للتخطيط الإستراتيجي مِن أهمية كبرى، مِن خلال إدارة خُصِّصت لتحقيق هذه التصوُّرات، وتحويلها إلى واقعٍ متميز بالنجاح، فالخطط الموضوعة - سواء السنَوية أم متوسطة وطويلة الأجل، والأساليب المتعددة الموجودة - تجعل من السهل على هذه المؤسسات الرائدة أن تنجح في تحقيق الهدف المنشود.

وكما يقول الاقتصاديون: مؤسسة بلا تخطيط = لا نجاح "فشل".

إن وضع الخطط الإستراتيجية يحتاج لإمكانيات معينة تقسم إلى:

• الإمكانيات المادية: وهي مجموع التكاليف المحملة على إدارة التخطيط الإستراتيجي للقيام بدورهم الفاعل في التوظيف والتطوير، وإقامة الأبحاث والدورات التدريبية، إضافة إلى البرامج المخصصة وغيرها.

• الإمكانيات البشرية: وهي المتمثِّلة في توافُر الكوادر البشرية القادرة على إدارة التخطيط؛ من حيث امتلاكها للمؤهلات العلميَّة والخبرة العملية، وقدرتها على تَحمل المصاعب في ظروف عمل استثنائية، إضافة لقُدرتهم على التواصُل مع المؤسسات العالمية، التي استطاعتْ بالتخطيط أن ترتقي إلى أعلى مراتب النجاح والازْدِهار.

كل هذا يجعل من التخطيط، ورسم الخطة الإستراتيجية في أي مجال وفي كل المستويات والأصعدة - أهمية قصوى، وحاجة ملحة لا بدَّ من الانتباه إليها، والوقوف عندها طويلاً، ومحاولة استقراء الواقع، والتماس ما يَجب عمله، والأهم هو معرفة خطتي، كيف أبنيها، وأعمل على تحقيقها؟