الوقاية من الحريق في الإسلام

الوقاية من الحريق في الإسلام

تمهيد:

ديننا الإسلام فعلًا ربانيٌّ عالمي، لم يَدَع شيئًا يُهِمُّ الإنسانَ إلا وتحدَّث عنه، بل بعضه أصبح إعجازًا علميًّا عندما تعاصَر مع الحضارة الحديثة، وهناك قلة في بعض المجالات قد تطرَّقت إليها، مثل المجال الذي سنتحدث عنه اليوم على عجالة، وهو مجال الوقاية من الحريق.

♦ الوقاية من الحريق في العالم الحديث:

هذا العلم تُديره عالميًّا اليوم بقوانين ومعايير "المنظمة الدولية للوقاية من الحريق" NFPA، وهي اختصار لـ National Fire Protection Association ومقرها: الولايات المتحدة الأمريكية - كوينسي؛ حيث لا يُبنى أي مبنى حول العالم إلا ويَخضع لمعايير الـ NFPA التي كان سبب تأسيسها حريق فندق في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أكثر من 150 عامًا؛ حيث تضع هذه المنظمة جميع المعايير المطلوبة للوقاية من الحريق لأي بناء حديث يُبنى؛ سواءٌ أكان فندقًا أو مستشفى، أو صالات طيران، أو محطات موانئ، أو محطات قطارات... إلخ.

وأغلب دول العالم ترجع إليها في مواصفات وضع البنية التحتية للوقاية من الحريق، وتشترط معايير الـ NFPA في فسح البناء، ولا يُسلم للمالك ولا يُقبل تشغيله إلا بعد أن يخضع لتطبيق جميع معايير ومواصفات هذه المنظمة الدولية، وعندنا في المملكة العربية السعودية هو المتطلب الأساس من قِبَل الدفاع المدني للمكاتب الهندسية في فسح البناء.

♦ الوقاية من الحريق في الإسلام:

هنا ستقرأ بعض الأحاديث النبوية التي تطرَّقت إلى مجال (الوقاية من الحريق)، ذكرها النبي محمدٌ صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من 1400 سنة، مُحذرًا أصحابه رضوان الله عليهم ليَقوا أنفسهم نارَ الدنيا، كما كان ينصحهم أن يَقوا أنفسهم نارَ الآخرة.

1- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تتركوا النارَ في بُيوتكم حين تنامون))؛ متفق عليه.

2- عن أبي موسى رضي الله عنه قال: احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فحدَّث بشأنهم النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن هذه النار إنما هي عدوٌّ لكم، فإذا نِمتُم فأطْفِئوها عنكم))؛ رواه البخاري.

3 - عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خمِّروا الآنية، وأجيفوا الأبواب، وأطْفِئوا المصابيح))؛ رواه البخاري.

4 - عن جابر بن عبدالله أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ((غطُّوا الإناء، وأَوْكُوا السِّقاء، وأغلِقوا الباب، وأطفِئوا السِّراج))؛ رواه مسلم.

5 - عن ‏مالك ‏عن ‏أبي الزبير المكي ‏عن ‏جابر بن عبدالله أن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال: (‏(أغلقوا الباب، ‏وأَوْكُوا ‏السِّقاء، ‏وأَكْفِئُوا ‏الإناء، ‏أو ‏خمِّروا ‏الإناء، ‏وأَطفِئوا المصباح))؛ رواه مالك في موطَّئه، والترمذي في سننه، وصحَّحه الألباني.

6 - وعنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نِمتم فأطفِئوا سُرُجكم))؛ رواه أبو داود في سننه، وصحَّحه الألباني.

7 -قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أطفِئوا المصابيح بالليل إذا رقَدتُم، وغلِّقوا الأبواب، وأَوْكُوا الأسْقِيَة، وخمِّروا الطعام والشراب))، قال همَّام: وأحْسَبُه قال: ((ولو بعُودٍ يَعْرُضُه))؛ رواه البخاري.

8- ‏عن ‏جابر ‏رضي الله عنه ‏عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال: ((‏إذا ‏اسْتَجْنَحَ ‏الليلُ ‏فكُفُّوا صِبيانكم؛ فإن الشياطين تَنتشر حينئذٍ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخَلُّوهم، وأغلِق بابك واذكُر اسم الله، وأطْفِئ مصباحك واذكر اسم الله، ‏وأَوْكِ سِقاءَك ‏واذكر اسم الله، ‏وخَمِّر إناءَك ‏واذكر اسم الله، ولو تَعرُضُ عليه شيئًا))؛ رواه البخاري.

9- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان جُنح الليل أو أمسيتم، فكُفُّوا صِبيانكم؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخَلُّوهم، وأغلِقوا الأبواب واذكروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يَفتح بابًا مغلقًا، وأَوْكُوا قِرَبَكم واذكروا اسم الله، وخَمِّروا آنيتَكم واذكروا اسم الله، ولو أن تَعْرُضُوا عليها شيئًا، وأطفِئوا مصابيحكم))؛ متفق عليه.

وأما حديث: ((إذا رأيتم الحريق فكبِّروا؛ فإن التكبير يُطفئه))، فهو حديث ضعيف؛ لأن فيه القاسم بن عبدالله، وهو متروك، رماه الإمام أحمد بالكذب، والحديث ضعَّفه العلامة الألباني رحمه الله تعالى في الضعيفة (6/ 110، رقم2603).

وكتبه / ناصر بن هزاع المعجل [1]