• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

الآفة الاجتماعية الكبرى: انشغال المرء بعمل غيره

الآفة الاجتماعية الكبرى: انشغال المرء بعمل غيره
مصطفى مهدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/9/2014 ميلادي - 22/11/1435 هجري

الزيارات: 19984

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الآفة الاجتماعية الكبرى

انشغال المرء بعمل غيره


من المقرَّر فطريًّا وعلميًّا ونظريًّا أنَّ الإنسان اجتماعيٌّ بطبعه؛ فلا يستطيع الاستقلال بالعيش وقضاء مصالحه بمفرده؛ لذلك احتاج إلى التَّفاعُل مع مَن حوله من الأفراد المشاركين له في مجتمعه، كما يَحتاجون هم إليْه ليصِل الجميع إلى حالة من حالات إشْباع الحاجات ممَّا يُعين على استِقْرار ذلك البناء الاجتِماعي، خصوصًا تلك الحاجات الَّتي لا تقوم الحياة إلاَّ بها.

 

وفي ذلك البناء الاجتماعي يُشارك الجميع بما آتاه الله من القدرات الفطريَّة، ويسَّر له من المواهب الكسبيَّة، الَّتي بالتَّفاعل في العمل بها يُضمَن استِقْرار المجتمع، في صورة من الصور النّظاميَّة التي لا يعتريها خلل، وهذا النظام والاستقرار يعين على الإنتاج والتفرّغ للمهامّ التي نيطت بالبناء الاجتماعي بكلّيَّته تجاه أفراده ونحو المجتمعات الأخرى.

 

ومن الملاحظ أنَّه عند الْتزام كلّ فرد من أفراد الجماعة بالواجب المحدَّد الَّذي عليه، ممَّا يتوافق مع قدرته ومواهبه، وممَّا يحتاج المجتمع لوجوده فيه، فمِن الملاحظ أنَّ ذلك يجعل الطَّاقة العامَّة للجماعة موجَّهة نحو النموّ والارْتِفاع بالمجتمع في سُلَّم الرقيّ، بخلاف ما لو تشتَّتت هذه الجهود ولم توجَّه التَّوجيه السَّليم، أو حصل نوع من التَّقصير من بعض الأفراد فيما نيط بهم، فإنَّ ذلك لَمؤذنٌ بحدوث الخلل الَّذي يعوق حركة السَّير تجاه الدرجات العُلى في سلَّم الرقيّ الحضاري الَّذي تظهر آثاره في الدّنيا والآخرة.

 

فالخلل في الوظيفة الاجتِماعيَّة للفرد أو المجتمع، يضيِّع الجهود، ويفرّق الطاقات، ممَّا يفوّت المصالح الكثيرة على الجماعة؛ لأنَّ البذل حينئذٍ على جِهَتين:

أ- جهة إصلاح الخلَل، وما تسبَّب في تفويته من مصالح، وتدارُك آثار ذلك.

ب- جهة السير إلى التقدّم والنهوض بالمجتمع، والارْتِفاع في سلَّم الرقيّ المتنوّع الأوْصاف.

 

وهذا الخلل العائق عن السَّير تجاه الأعْلى والأرْقى، تتعدَّد أسبابه وتختلِف.

 

فمن الأسباب ما هو خاصّ بالجماعة، ومنه ما هو خاصّ بالفرد، ومنه ما هو مشْترك بيْنهما، ومنْه ما هو متعلّق بالجلْب، ومنه ما هو متعلّق بالسلْب، أو بمعنى آخر منه ما هو دافع للإيجابيَّات بالازدياد منها، ومنه ما هو رافع للسلبيَّات باستِئْصالها أو الحدّ منها.

 

فمن هذه الآفات الفتَّاكة التي تنخر في عظام الهيْكل الاجتماعي حتى توهنَه وتجعله فريسة سهْلة: آفة: "انشغال المرء بعمل غيره".

 

وتكْييف تلك الآفة هو أنَّ الإنسان يضع نفسَه في الموضع الَّذي لم يُنَط به، ولا يوافق قدراته ولا مواهبه؛ رغبة منه في امتِثال هذا العمل.

 

صور وأمثلة على هذه الآفة:

والمثال يُبين هذا ويوضحه أكثر، ولكن قبل التَّمثيل أودّ الإشارة إلى أنَّ هذا الأمر لا يقتصِر على الدنيويَّات من الوظائف والأعمال، ولكن يشمل الجانب الدّيني أيضًا بما يتبيَّن ممَّا يأْتي.

 

فمثال ذلك من الأمور الدنيويَّة:

الطّب؛ فالكلّ يدرك حاجة النَّاس إلى وجود الأطبَّاء، وحاجة المجتمع لعمَلِهم الَّذي يقوم على حفظ إحدى الضَّروريَّات الخمس، وهي ضرورة النَّفس.

 

فتظهر الآفة في هذا الأمر بأن يدَّعي الطبَّ مَن لا يحسنه، كأن تجِد رجلاً قد تمرَّس في أعمال الإسعافات الأوَّليَّة ثمَّ هو يصِف الدَّواء للنَّاس، أو تجد مَن يتجاسر ويصف للنَّاس التَّراكيب والعقاقير والمجرَّبات من العلاجات، بناء على موروثات الأجْداد الَّتي لا تناسب كلَّ أحد، فتجد هؤلاء يتكلَّمون فيما لا يحسنون، ممَّا يؤدّي إلى خلل في الهيكل الاجتماعي بكلام مَن لا يحسن الطّبَّ في الطّب، فيفسد أبدان الناس، ويتسبَّب في إصابتهم بالأمراض الَّتي قد تنتهي بالموْت؛ بسبب وصفةٍ خاطئة من رجل جاهل أو امرأة جاهلة.

 

وهذا يترتَّب عليه جملة من الأضْرار الَّتي تعود على مرتكب هذه الجريمة، وعلى الضَّحيَّة، وعلى المجتمع، ممَّا يجعل المجتمع يفقد الجهْد الكبير في هذه الحادثة، الَّتي لو التزم كلّ طرف فيها بعمله لَما حدث هذا الخلَل، ولما ترتَّب عليه هذا العدد من المفاسد.

 

ومثال آخر على ذلك: مجال الهندسة والبناء؛ فتجد عامل البِناء الذي كان يحمل القصعة على كتِفه ويصعد بها إلى الأدْوار العليا، والمساعد الَّذي كان ينقل اللَّبنات والحجارة بالأمس، قد صارا اليوم من كبار المُقاولين الَّذين يتولَّون الإشراف على أعْمال البناء والتَّرميم، وسبحان الله!

 

هكذا بلا دراسةٍ ولا هندسة ولا حسابات، ولا غيْر ذلك من الأمور الَّتي ينبغي لِمَن اشتغل بهذا الأمر أن يكون على دراية بها، ولكن بالخبرة والجُرْأة، فيقوم ببناء المساكن الَّتي سرعان ما تهدّ فوق رؤوس قطَّانها في واحدة من كُبرى الكوارث والمصائب الَّتي تذهب بأرْواح المئات في لحظة، بالإضافة إلى انشِغال الجهات المسؤولة بمعالجة هذا الأمر من جهة الإسعافات وازْدِحام المستشْفيات بالوفيَات، مع ما يُبذل من مَجهودات لإيجاد مساكن لهؤلاء الضَّحايا، وعلى إثر هذا التجرّؤ من رجُل جاهل على ما لا يُحسن من الأمور، تذهب قوى المجتمع في طريق تدارُك الآثار، بدلاً من طريق التطوّر والتقدّم.

 

والأمثلة على ذلك الأمر كثيرة لا تُعَدّ ولا تُحْصى في مختلف المجالات، وبسبَبِها يظلّ المجتمع محلّه، أو يسير إلى التأخّر بدلاً عن التقدّم والرقيّ؛ بسبَب تخلّي كلّ واحد عن عملِه والدّخول في عمل غيرِه في صورة من صور الآفات التي تُصيب المجتمع وتعوق تقدّمه؛ بل تتسبَّب في القضاء عليه وإن كان أربابه كالأشباح الجامدة في وجودهم.

 

وإذا انتقلْنا من الجانب الدنيوي إلى الجانب الدّيني، وجدنا نفس النَّوع من الآفة قد ظهرت وفشتْ وعمَّت وطمَّت، وظهر ضررها على ظاهر وباطن الخلْق، ممَّا أضرَّ بدنياهم وآخرتهم على السواء، بل إنَّه قد أدَّى إلى تغْيير كثير من ملامح الحقّ أو تشْويهها، لولا أنَّ الله -تعالى- قد تعهَّد دينه، وقيَّض له الرّجال المخْلِصين الَّذين يذبُّون عنه ويبيِّنون الحقَّ للنَّاس.

 

ولنضربْ على ذلك مثالَين؛ الأوَّل: تحفيظ القرآن، وقد أصبح مهنةَ مَن لا مهنة له، وحرفة العاطلين والبطَّالين.

 

فهذه الرّسالة العظيمة الَّتي ترتَّب عليها الفضل والأجر الجزيل، ولا يُحسنها إلا مَن استقام بالعربيَّة لسانه، وتنقَّح بالتَّجويد تلاوته وترتيله، أصبحتْ مرتعًا لكلّ أحد يَخوض فيها ويتكسَّب من خلالِها.

 

والمشْكلة لا تكمن في اتّخاذ التَّحفيظ وسيلة للتكسّب؛ بل في أنَّ المتصدّر للتَّحفيظ لا يُحسن تلاوة القرآن، ولا يعلم من التَّجويد أصوله ومبادئَه ولا قواعده؛ بل إنَّه يَلْحَن اللَّحن الجليَّ المتعلّق بالإعراب ممَّا يخلّ بالمعنى، فلا يكون ما يقرؤُه ويتلوه ويعلِّمه هو القرآن المنزَّل على محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

ويترتَّب على هذا أن يُضفَى على هذا الأفَّاك لقب الشَّيخ ويتصدَّر في المجالس، ويُقدَّم للإمامة، ويُلقَّن ذلك المتعلِّم القرآن على غير وجهه، فيحرّفه بلسانه؛ ممَّا قد يكون له الأثر على أن يحرفه في الفهم والعمل.

 

وأمَّا الصورة الثَّانية - وهي أشدّ خطورة من سابقتها - فهي التصدّر للإفتاء ممَّن لا يُحسن النَّقل عن المجتهدين أو الاجتهاد، وهذا يترتَّب عليه مسخُ الشَّريعة، وأن يُظنّ الحقّ باطلاً، والباطل حقًّا، بالإضافة أنَّ هذا النَّوع من الآفات أعمّ وأشدّ ضررًا على الأفراد والمجتمعات؛ لأنَّه يتعلَّق بالشَّريعة والمنهاج الَّذي وضعه الله -تعالى- للنَّاس ليتعاملوا على ضوئِه، والَّذي يؤدّي الخلل فيه إلى تحوّل الحياة إلى نوع من الهمجيَّة والبهيميَّة، والرّجوع بالنَّاس إلى الجاهليَّة في العبادات والمعاملات.

 

فهذا الَّذي يتجاسر على الخوْض فيما ذهب أكثر أهله - وما بقي منْه إلاَّ النَّقل والنَّظر في المنقولات - من أخطر الآفات على المجتمع وعلى الأفراد؛ لأنَّ ضرَره متعدٍّ، وضرره يوافق الهوى عند كثير من ذوي القلوب المريضة، فيتمكَّن المرض منه، ولأنَّ ضرره يعمّ المعاصر من أبناء الإسلام والأجيال القادمة، ولأنَّ ضرره يعين الحاقدين وأعداء الملَّة على التهجّم على الثوابت الشرعية.

 

فكم سمِعْنا عن فتاوى تُخالف النَّقل والعقل ممَّن لم يقطع الطَّريق المعهود في طلب العِلْم، فضلاً عن تحصيل آلات الاجتهاد.

 

فهذه أمثِلة توضّح معنى تلك الآفة الَّتي تموج بها مجتمعاتُنا، ويظهر أثرها على سلوك ونشاط الأفراد بصورة سلبيَّة؛ بسبب الفجوة العريضة التي يتركها المرء بهجْر موقعه، وامتناعه عن البذْل الَّذي وجب عليه، بالإضافة إلى تهجُّمه وصولانه على ما لا يَجب الخوض فيه والإقدام عليه، فيتسبَّب بصنيعه هذا في إحْداث ضرر مزْدوج في المجتمع وكيانه.

 

حكم تلك الآفة:

لا يشكّ عاقل فاهم لمبادئ الشَّرع ومقاصِده التَّشريعيَّة أنَّ هذه الآفة من المنكرات المذْمومات، ويتَّضح ذلك بأنَّ من المتَّفق عليه أنَّ الشَّريعة لم تترُك مجالاً إلاَّ وحكمتْ فيه بحُكْم يعلم حكمتَه وغايتَه كلُّ مَن كان له قلب أو ألْقى السَّمع وهو شهيد، فهذه المسأَلة الَّتي نحن بصددِها بعد ما كيَّفناها، ووجدنا أنَّ معناها أن يقْحم المرء نفسه في ما لا يعلمه، فمِن الجليّ أنَّها تندرج تحت معنى قول الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [الإسراء: 36].

 

وقد نقل ابنُ جرير في تفسيره (17 /446) عن ابن عباس وقتادة أنَّ المعنى: لا تقُل ما ليس لك به علم.

 

وقال الإمام القرطبي في تفسيره (10 /225): "ولا تقْف؛ أي: لا تتبع ما لا تعلم ولا يعنيك".

 

وهذا القَفْو والتتبّع يشْمل الأمور الدنيويَّة والدينيَّة، وفي المنْع من التكلُّم في الأخيرة بالظَّنّ والخرص والباطل والجهل الآياتُ الكثيرة الَّتي حذَّرت من الافتراء على الله -تعالى- بالكذِب، وهو ما يتضمَّن الافتراء على شريعته ورسالته لخلْقه، كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النحل: 116 - 117].

 

ومن ذلك قولُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم من حديث عائشة - رضِي الله عنها -: ((المُتَشَبِّعُ بِما لَمْ يُعْطَ كلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ))؛ مسلم: (2129).

 

قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (14 - 110):

"قال العلماء: معناه المتكثّر بما ليس عنده؛ بأن يظهر أنَّ عنده ما ليس عندَه؛ يتكثَّر بذلك عند النَّاس ويتزيَّن بالباطل، فهو مذْموم كما يُذَمّ مَن لبس ثوبي زُور".

 

أسباب تلك الآفة:

من الممكن أن تُجْمل الأسباب الدَّافعة إلى وجود تلك الآفة وانتِشارها بملء السَّمع والبصَر إلى:

1- حبّ الظّهور مع ما في جبلَّة الإنسان من الظّلم والجهل، والبغي الَّذي لم يذهب درنه بنور الشَّريعة وصفاء الرِّسالة والوحْي.

 

2- تطلُّع المرْء لِما في أيدي النَّاس من النِّعَم والمنح الحسّيَّة والمعنويَّة، ممَّا يُخالف قوله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ إلى قوله - سبحانه -: ﴿ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 32].

 

3- غياب حرَس الحدود القائمين على حماية الحِرَف والصّناعات، فضلاً عن الأمور الشَّرعيَّة.

 

4- غياب الرّقابة العامَّة على الأعمال والوظائف المدنيَّة والدينيَّة.

 

5- انتِشار الفساد، الَّذي منه الرّشوة الَّتي قد تُدفع لاستِصْدار تصْريح مزاولة نشاط لِمَن ليس بأهل، وهذا بارز في صورَتَي البناء ونحوه، والدَّعوة والخطابة والإفتاء؛ فإنَّ المسؤولين عن الأحْياء ممَّن ضربهم الفساد يُصْدِرون التَّصاريح بالرّشوة غاضّين الطَّرف القلبي والبصري والعقْلي عن آثار ذلك من الكوارِث، كما يقوم المسؤول عند إصْدار تصاريح الخطابة والدَّعوة لِمَن ليس بأهل بتنْحية من هو أهلٌ عن عمد وقصد.

 

كيفية علاج هذه الظاهرة أو الحد منها:

وأمَّا علاج هذه الظاهرة بصورة تامَّة، فهو - من وجهة نظري - أمر مستحيل؛ لأنَّ الآفات من المتأصّلات في الجبلَّة البشريَّة وطبيعة الإنسان، ولأنَّه من المقرَّر بقاء الشَّرّ والخير في سُنَّة التَّدافُع إلى أن يشاء الله تعالى، فمَن ظنَّ مَحو الشَّرّ بصورِه عن وجه الأرض، فهو مخطئ، ولكن مِن الممْكِن تَحجيم ذلك ومنعه من البروز والانتِشار في المجتمع المسلم بالكثير من الإجراءات الَّتي يقوم بها العقلاء من المسلمين والمسؤولين والدعاة، بعد المشاورات والمداولات.

 

وممَّا ينصح به في ذلك الأمر لعلَّه يساعد في الحدّ منه، ما يلي:

1- العمل على نشْر الوعْي بمفهومه العامّ، لا مجرَّد الوعْي الدّيني والاقتِصار عليه؛ بل الوعْي بالصَّحيح المستقيم من الأمور، وبيان أسُسها الَّتي لا يمكن تخطّيها عند الإقدام على مباشرة أمرٍ ما.

 

2- الاهتِمام بأمر الرّقابة، وانتِقاء الشُّرفاء، أو مَن يَجبن عن الوقوع في المخالفة بدلاً من غيرهم، وبهذا نأْمن المخالفة لشروط إتْمام أمرٍ ما.

 

3- تفْعيل العقوبات وتطبيقها على المستويَين المدني والديني، مع المجاهرة بالتَّطبيق، لعلَّه على إثر ذلك ترتدِع النفوس الشريرة أو تُقيّد فلا تستطيع الإفْساد.

 

4- بيان حُرْمة خوض المرْء فيما لا يعلمُه ممَّا يضرّ بدنياه وآخرتِه، وممَّا يتعدَّى ضررُه ويقصر، وبيان ضرَر ذلك ومفسدته عقْلاً أيضًا.

 

5- بيان المفاسد الفرْديَّة والاجتماعية الَّتي تترتَّب على هذه الآفة.

 

6- محاولة شغْل هؤلاء بِما يفجّر طاقتهم، ويحقّق لهم الانتِفاع المُرضي بما عندهم من طاقات ومواهب قد يغفلون عنها، بالإضافة إلى انتِفاع المجتمع أجْمع بما عندهم من قدرات ومنافع.

 

وبهذا العرْض المختصَر أرجو أن أكون قد بيَّنت تلك الآفة المنتشرة التي تضرّ بِمجتمعِنا، وساعدت في توْصيفها والتمثيل لها، وبيان بعض أسبابِها، والإشارة إلى بعض طرق علاجها.

 

والحمد لله في الأولى والآخرة، والصَّلاة والسَّلام على محمَّد وآله وصحْبه، والتَّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ابدأ بنفسك أولاً

مختارات من الشبكة

  • ذنوب الخلوات تأكل الحسنات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف آفة السمر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التخبيب ... آفة لخراب البيوت (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدوافع الاجتماعية للتعرض للصحف السعودية، مع تصور مقترح للمضامين الاجتماعية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • ملخص بحث: دور الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية في تنمية الشعور بالمسؤولية الاجتماعية عند أفراد المجتمع(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • التوضيحات الكبرى من غزوة بدر الكبرى!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة السنن الكبرى (سنن النسائي الكبرى)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • علامات الساعة الكبرى (أشراط القيامة الكبرى)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • متى تصبح الظاهرة الاجتماعية مشكلة اجتماعية؟(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • الآفة المدمرة(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- mrc
selina - algerie 13-04-2016 11:07 PM

mrc beaucoup 3awantouni bach hadart la leçon

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب