• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / فتيات
علامة باركود

إلى من يهمه أمر المرأة

د. خالد بن محمد الشهري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/5/2010 ميلادي - 6/6/1431 هجري

الزيارات: 7859

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّه الأمين.

 

وبعد:

إليك أيُّها الأب الرحيم بأهله، وأنت أيُّها الزوج المحبُّ لزوجه، وأنت أيُّها الأخ المُشفِق على أخته... إلى كل مَن وَلاَّه الله أمر امرأة مُسلِمة أُذَكِّركم بقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((استَوصُوا بالنساء خيرًا)).

 

فيا أخي، هل تراك استَوصَيْتَ بالمرأة خيرًا حينما تركتَها تخرج بادِيَة العورة - والمرأة كلها عورة - وهل استَوصَيْتَ بها خيرًا وأنت تَراها كلَّ يوم تخرُج مُتعطِّرة مُتزيِّنة بكامِل زينتها وجمالها فتَفتِن نفسَها وتَفتِن الناس؟ فلم تنهها؟!


المرأة فتنة:

قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما تركتُ بعدي فتنةً أضر على الرِّجال من النساء))؛ متفق عليه.

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مُستَخلِفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتَّقوا الدنيا واتَّقوا النساء؛ فإن أوَّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء))؛ رواه مسلم.

 

أخي الكريم، إنَّ فتنة النساء عظيمة حذَّر منها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأخبَر أنها أوَّل فتنة بني إسرائيل، فالخلوة بهنَّ فتنة، وما خلا رجلٌ بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما، والاختِلاط بهن فتنة، وهو ما يَسعَى إليه شياطين الجنِّ والإنس اليوم، وخروجهن من بيوتهن لغير حاجة فتنةٌ، وطاعتهن في كلِّ ما أردنَ فتنةٌ، وتبرُّجهنَّ والتساهُل معهنَّ في ذلك فتنة، فالواجب الحذر من هذه الفِتَن التي قد لا يُمكِن إخمادها إذا لم يُلتَفَت إليها من بدايتها؛ ["الدروس اليومية"؛ لراشد العبد الكريم].

 

كلكم راعٍ:

قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيَّته، فالرجل راعٍ في أهل بيته ومسؤول عنهم))؛ متفق عليه، هذا حديث عظيم من أحاديث نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي نحفَظه جميعًا، فأخبرني - أيُّها الأخ الكريم - كم مِنَّا مَن يعمل بهذا الحديث؟ أترى ذلك الذي ترَك نساءَه يخرُجن كلَّ يومٍ مع السائق بحاجة وبغير حاجة، أتراه رعى أهل بيته؟!

وذلك الذي ترك نساءَه يتسكَّعن في الأسواق صباح مساء، أتراه رعى أهل بيته؟!

وذلك الذي يحمل نساءه مُتعطِّرات مُتَجمِّلات، غير مُحتَشِمات ولا مُتحجِّبات يَطُوف بهنَّ على الرجال في الأسواق، أتراه رعاهن حقًّا؟!

وذلك الذي رآهنَّ على سفور وتبرُّج ومعصِيَة فلم يغار عليهن، أتراه رعى أهل بيته؟!

أتُراه وقى نفسه وأهله من النيران؟!


قوا أنفسكم وأهليكم النار؛ قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6].

"قال مجاهد: ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ قال: اتَّقوا الله وأوصوا أهليكم بتقوى الله، وقال قتادة: تأمرهم بطاعة الله، وتنهاهم عن معصية الله، وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه، فإذا رأيت معصية، قذعتهم عنها وزجرتهم عنها..."؛ "تفسير ابن كثير".

 

أيُّها الأخ الكريم، هل سمعتَ بعاقلٍ يرى بيتَه يحتَرِق ثم يجلس ينظر إليه، وفيه أهله وماله يحتَرِقون وهو جالسٌ يضحك لا يحرِّك ساكنًا؟! أليس هذا عجبًا؟! أليس أعجب منه مَن أخذ يأكل ويشرب وهو ينظر إلى أهله يحترقون؟!


أخي الكريم، كم فينا مَن هو الآن على مثْل هذه الحال؟ يرى أهله يَتَقحَّمون في نار جهنم بالمعاصي والسيِّئات ثم لا يستَنقِذهم منها ولا يُبالِي بذلك؛ فيأكل ويشرب وينام ملء عينيه، وكأنه غير مسؤول عنهم!

 

أين القوامة أيُّها الرجال؟!

قال الله - تعالى -: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34].

 

قال ابن كثير في "تفسيره": "يقول - تعالى -: ﴿ الرجال قوامون على النساء ﴾؛ أي: الرجل قيِّم على المرأة؛ أي: هو رئيسها وكبيرها، والحاكم عليها ومؤدِّبها إذا اعوجَّت...".

 

وإنَّ ممَّا يَعجَب له المسلم في هذا الزمان ما يَراه من عدم قِيام كثيرٍ من الرِّجال بالقِيام على نسائهم، حتى ربما رأيته يَجُول بنسائه في الأسواق وفي الأماكن العامَّة وهنَّ مُتَبرِّجات يلبَسن عباءات الموضة - التي تَكشِف أكثر ممَّا تستر - ويَتَزيَّنَّ باللثام أو النِّقاب، ثم لا يكفيهنَّ ذلك حتى يلفِتنَ الناس برَوائِح صارِخَة من العطور النفَّاثة، ثم تجدهن يكلِّمن كلَّ مَن يُقابِلنَه في المحلاَّت ويُضاحِكنه وكأنَّه من محارمهن، ويَبِعن ويَشتَرِين، وهذا الذي يَزعُم أنَّه زوج أو محرم لا يُحَرِّك ساكنًا وكأنه آلة صمَّاء، فلا يؤدِّي دورَه في القِيام على نسائه، وتَعجَب من رضاه بهذا حتى لَتَظُنُّ بأنه ليس بمحرم لهن، فهل مثل هذا يُسمَّى قيِّمًا على نسائه؟! بل ربما كانت إحداهنَّ على هذه الحالة فأوصَلَها إلى عمل تُخالِط فيه الرجال دون محرم، وتَقضِي فيه نصف يَومِها حتى يَعُود ليأخذها آخِرَ النهار دون أن ترى عليه أيَّ بقيَّة من بقايا غيرة الرجال، وكأنه قد استَمرَأ الوضع، بل لعلَّه كلَّما أراد أن يُنكِر هذا يُسكِتُه ما تأتي به آخِر الشهر؛ فيَهُون عليه ما يُرتَكب كلَّ يوم خشية الفقر أو حب الغنى، حتى كأنَّه ممَّن استحبَّ الدنيا على الآخرة، فإن كلَّمتَه في ذلك احتَجَّ بأنَّ عملها مُفِيد للمجتمع، ونَسِي المسكين أنَّ وقاية عرضه وسلامة دينه ودينها أهمُّ من ذلك كله! ألم يَقُل الحكيم الخبير: ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6].

 

ولكن كيف يَقُوم بدَوْرِ الرُّجولة ذلك الذي يأكُل من كَدِّ امرأته وهو رابِضٌ في بيته؟! وكيف يستَطِيع أن يقوم عليها وهي التي تُنفِق عليه كلَّ يوم وتَقتات له؟!


فيا مَن ملأتم الدنيا ضَجِيجًا بالعروبة وأمجاد العرب ألاَ تَغارُون كغيرة آبائكم من العرب إذا لم يمنعكم إسلامكم؟! فلقد كان العرب أشدَّ الناس غيرة على نسائهم، حتى إن أحدهم ربما وأد بناته خوفًا عليهنَّ من العار! فجاء الإسلام ومنَعَهم من وأْد بناتهنَّ، ولكنَّه أبقى على الغيرة على المحارِم ومدَحَها.

 

هل عندنا غيرة؟

اعلم - أخي الكريم، وفَّقك الله - أنَّ "الغيرة هي السياج المعنوي لحماية الحجاب، ودفع التبرُّج والسُّفور والاختِلاط، و(الغيرة) هي: ما ركَّبه الله في العبد من قوَّة روحيَّة تحمي المحارِم والشرف والعفاف من كلِّ مُجرِم وغادِر، والغيرة في الإسلام خُلُقٌ محمود، وجهاد مشروع؛ لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله يَغارُ، وإنَّ المؤمن يَغارُ، وإنَّ غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرَّم الله عليه))؛ متفق عليه.

 

ولقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قُتِل دُون أهله فهو شهيد))؛ رواه الترمذي، وفي لفظ: ((مَن مات دون عرضه فهو شهيد)).

 

فالحجاب باعِث عظيم على تنمِيَة الغيرة على المحارم أن تهتك... "حراسة الفضيلة"؛ للشيخ بكر أبو زيد، ص113.

 

وفي الحديث أنَّ سعد بن عبادة - رضِي الله عنه - قال: لو رأيت رجلاً مع امرأتي، لضَربتُه بالسيف غير مُصفِح، فبلغ ذلك رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((أتعجَبون من غيرة سعد؟ فوالله لأنَا أَغْيَرُ منه، والله أَغْيَرُ منِّي))؛ متفق عليه.

 

وقد ورد عن أسماء بنت الصدِّيق - رضي الله عنها وعن أبيها - أنَّها كانت ذات يَوْمٍ تَسِير على قدمَيْها تَحمِل على رأسها النَّوَى من مَسافة بَعِيدة عن المدينة، فمَرَّ بها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومعه أصحابه وهو راكِبٌ على راحلته فأناخَها ليَحمِلها خلفَه قالت: "فاستحييت أن أسير مع الرِّجال، وذكرتُ الزبير وغيرته"؛ متفق عليه، علمًا بأنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو الأمين الطاهر لا يَلحَق به شكٌّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو مع هذا كأبيها وقد تربَّتْ على يديه.

 

وفي الصحيحين عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((دخلتُ الجنَّة فرأيتُ فيها قَصْرًا، فقلت: لِمَن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخُل فذكرت غيرتك))، فبكى عمر وقال: أي رسول الله، أوَعَليك أغار؟!

 

هذه غيرتهم على مَحارِمهم وأهليهم، فهل عندنا غيرة كغيرتهم؟!


وقد رُوِي عن علي - رضِي الله عنه - أنَّه قال: ألا تستحون من مُزاحَمَة نسائكم العلوج في الأسواق؟

 

فلم يمنعه من الغيرة على نساء المسلِمين أنهن مُتحجِّبات بالحجاب الشرعي فقط، حتى يُكمِلن حجابهنَّ بالقَرار في البيوت.

 

وقبله "منع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضِي الله عنه - النِّساء من المشي في طريق الرجال، والاختِلاط بهم في الطريق"؛ انظر: "حراسة الفضيلة".

 

وقد ثبت عن عائشة - رضِي الله عنها - أنها قالت: "لو أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى ما أحدث النساء لمنعهنَّ المساجد"؛ صحيح مسلم.

 

تقوله أم المؤمنين - رضِي الله عنها - مع حشمة النساء في زمانها وتستُّرهن، واكتِمال غيرة الرجال في ذلك العهد؛ لقُرْبِ عهدهم بالنبوَّة وصريح أخلاق العرب، فكيف بزماننا هذا الذي خرجَتْ فيه بعض النساء مُتبرِّجات غير حيِيَّات حتى في أماكن العبادة؟! وأشدُّ والله منه أن ترى معها محرَمًا لا يَغار عليها ولا يمنعها من الفحش، بل ربما لم يمنع لامسًا!

 

هذا في أمكِنَة العبادة، فكيف بما نراه في الأسواق من تهتُّك ومُجُون وإعلان بالسُّفور والفاحشة؟


كلُّ ذلك إنما كان نتيجةً لِمُخالَفَة أمر الله - تعالى - حين قال: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33].

 

ونتيجة لِمُخالَفة وصيَّة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - للمرأة في قوله: ((المرأة عورة، فإذا خرجت استَشرَفَها الشيطان، وأقرَب ما تكون من رحمة ربها وهي في قَعْرِ بيتها))؛ رواه الترمذي وغيره.

 

فاعلم - أيُّها الأخ الكريم - أنَّ المرأة إذا خرجَتْ من بيتها إنما تَكُون مَرْكَبًا للشيطان ومَطِيَّة له، يَسُوقُها لكلِّ مُنكَر ويجلب إليها نظر كلِّ سافل وفاجر.

 

عفُّوا تعفَّ نساؤكم:

أيُّها الرجل الذي يدَّعِي الغيرة، اعلم أنَّ وقوعك في الحرام سببٌ لإقدام نسائك عليه؛ وقد جاء في الأثر: ((عفُّوا تَعِفَّ نساؤكم))؛ لأنَّ المرأة تَبَعٌ للقائم عليها؛ فإن رأتْه عَفِيفًا استَحَتْ وعفَّتْ، وإن رأتْه ممَّن يتبع الشهوات ويَرتَكِب الفواحش، فعلت مثله؛ إلا أن يَعصِمها الله.

 

قال الشافعي - رحمه الله -:

عِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ فِي الْمَحْرَمِ
وَتَجَنَّبُوا مَا لاَ يَلِيقُ بِمُسْلِمِ
إِنَّ الزِّنَا دَيْنٌ فَإِنْ أَقْرَضْتَهُ
كَانَ الوَفَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَاعْلَمِ

وهذا حالُ كثيرٍ من الناس اليوم؛ ففي الغالِب أنَّ البيت إمَّا أن يكون عَفِيفًا كله وذا غيرة ودين وحياء، وإمَّا أن يكون بيت سوء، رجاله ونساءه، فلا يُبالُون في أيِّ فاحِشة أو محرَّم وقعوا؟!

 

أخي الكريم، إنَّ من أعظم أسباب العفَّة في هذه الأيَّام إخراج الفضائيَّات الساقِطة من البيوت، فقد والله زَرعَتْ شَرًّا كثيرًا منذ دخلَتْ، وإن حصادَها لَمُرٌّ شَنِيع!

 

فقد علَّمَت النساء والأطفال كلَّ مُنكَر في الاعتِقاد والأخلاق، وقد تَتابَعَتْ صَيْحات التحذير منها، وأفتى العُلَماء بتَحرِيمها ووُجُوب إخراجها من البيوت حفظًا للدين؛ بل ذكَر الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - أنَّ إدخالها إلى البيت غِشٌّ من الأب لأهل بيته؛ مُستَدِلاًّ بقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما من عبدٍ يَستَرعِيه اللهُ رعيَّةً يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيَّته إلا حرَّم الله عليه الجنة))؛ متفق عليه.

 

ومَن سَمِع بالمآسي التي جرَّتها هذه الفضائيَّات عَلِم مِقدار خطأ الأب حين يُدخِلها على أهل بيته حيث تُعَلِّمهم الفجور.

 

إن من أهليكم عدوًّا لكم، فاحذروهم!

قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التغابن: 14].

 

"يقول - تعالى - مُخبِرًا عن الأزواج والأولاد أنَّ منهم مَن هو عدوُّ الزوج والولد؛ بمعنى: أنَّه يلتهي به عن العمل الصالح؛ كقوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9]، ولهذا قال - تعالى - ها هنا: ﴿ فاحذروهم ﴾ قال ابن زيد: يعني: على دينكم، وقال مجاهد: ﴿ إنَّ من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم ﴾ قال: يحمل الرجل على قطيعة الرَّحِم أو معصية ربِّه، فلا يستَطِيع الرجل مع حبِّه إلا أن يطيعه"؛ "تفسير ابن كثير".

 

فلا تحملك محبَّتك أيُّها الرجل على التغاضِي عن إلزام نسائك بالحجاب الشرعي الذي فرَضَه الله عليهنَّ، وفُرِض عليك أمرهنَّ بذلك، واعلم أنَّه لا تَساهُل في أمر الله - عزَّ وجلَّ - فلا تلقَ الله - عزَّ وجلَّ - وأنت مُضيِّع لذلك أو مُفرِّط فيه، واعلم أنَّ الليل والنهار يسابقانك، فاسبقهما.

 

وأعلم أنَّ "حجاب المرأة شرعًا: هو ستر المرأة جميع بدنها وزينتها، بما يمنع الأجانب عنها من رؤية شيء من بدنها أو زينتها التي تتزيَّن بها، ويَكُون استتارُها باللباس وبالبيوت.

 

أمَّا ستر البدن، فيَشمَل جميعه، ومنه الوجه والكفان..."؛ كتاب "حراسة الفضيلة"؛ للشيخ بكر أبو زيد.

 

أخي الحبيب، عُدْ إلى وصيَّة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((استَوصُوا بالنساء خيرًا))، واعلَم أنَّ أعظَم خيرٍ تُهدِيه لهنَّ أن تأخُذ بأيديهنَّ إلى الجنَّة، وقد حجبت جميع طُرُقِ الجنَّة فلا يُمكِن دخولها إلاَّ من طريق نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي بيَّنه بقوله: ((كلُّ أمَّتي يَدخُلون الجنَّة إلا مَن أبى))، قالوا: يا رسول الله، ومَن يأبى؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى))؛ رواه البخاري.

 

فهلاّ أطعنا الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - نسأل الله - عزَّ وجلَّ - أنْ يهدينا لذلك، وأن يُجَنِّبنا وأهلينا النار.

 

والحمد لله أوَّلاً وآخِرًا، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلي العظيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقفات مع قضايا المرأة المعاصرة (1/4)
  • وقفات مع قضايا المرأة المعاصرة (2/4)
  • وقفات مع قضايا المرأة المعاصرة (3/4)
  • وقفات مع قضايا المرأة المعاصرة (4/4)
  • المرأة في السنة النبوية المطهرة
  • حوار شبكة الألوكة مع د. معاذ حوّى حول "المرأة" (1/3)
  • حوار شبكة الألوكة مع د. معاذ حوّى حول "المرأة" (2/3)
  • القوامة الشرعية للرجل
  • حوار شبكة الألوكة مع د. معاذ حوّى حول "المرأة" (3/3)
  • المرأة مالئة الدنيا وشاغلة الناس
  • هل يضمن تعليم الفتاة محافظتها على عفتها؟

مختارات من الشبكة

  • رسائل إلى من يهمه الأمر (4): عودة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رسائل إلى من يهمه الأمر(3): القلب مغيظ(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رسائل إلى من يهمه الأمر (2): غارقة...(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رسائل إلى من يهمه الأمر (1): الأكمل والأوفى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لمن يهمه الأمر.. هؤلاء يحتاجون إلى إعادة تأهيل!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حديث: لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • حديث: لا يجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • مكانة المرأة في الإسلام: ستون صورة لإكرام المرأة في الإسلام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تخريج حديث: ((‌لا ‌تزوج ‌المرأة ‌المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها)) وبيان أقوال أهل العلم فيه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لو فهموا الإسلام لما قالوا نسوية (منهج الإسلام في التعامل مع مظالم المرأة)(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
صالح - السعودية 27-05-2010 11:29 AM

جزاكم الله خيراً على الوصايا المهمة والنافعة وبارك الله فيكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب