• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء
علامة باركود

مداخل عامة في مسؤولية الآباء تجاه الأولاد

مداخل عامة في مسئولية الآباء تجاه الأولاد
د. عبدالرب نواب الدين آل نواب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/5/2012 ميلادي - 3/7/1433 هجري

الزيارات: 144997

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله الكبير المتعال، والصلاة والسلام على النبي المصطفى المختار، وعلى آله وصحابته الأبرار الأخيار، ومن تبعه بإحسان إلى يوم التناد.

 

وبعد:

فإن طبيعة تكوين الإنسان على اختلاف جوانبه النفسية والفكرية والبدنية، وعلى تعدد مراحل نموه وترعرعه، ترتبط ارتباطا وثيقاً بما يكتنفه من عوامل التكوين والتحوير، والإنسان ينفرد من بين المخلوقات بهذه الخاصية التي تمثل القابلية العقلية والنفسية للتأثر والتأثير.

 

وتكاد تجمع الدراسات الاجتماعية والتربوية والنفسية على أن أخصب مراحل عمر الإنسان وأكثرها قابلية للتربية والتكوين والتحوير هي مرحلة الطفولة والصبا، وهي أطول طفولة من حيث الزمن من بين سائر المخلوقات المتدرجة في سلم الحياة.

 

ولئن كان الطفل منذ سن التمييز تبدأ لديه القابلية للتعلم والتأمل والمحاكاة فإن الأبوين يضطلعان بالدور الأكبر والأساس في هذا المضمار الحيوي الذي تبقى آثاره أمداً طويلاً من عمر الإنسان، ويفوق دورهما الأدوار الأخرى التي تناط بالمدرسة والمجتمع والبيئة كماً ونوعاً وعمقاً، مرات عديدة.

 

ويمكن تلخيص (أهمية مسؤولية الآباء تجاه الأولاد) على ضوء الحديث النبوي الشريف الذي تؤسس عليه الدراسات التربوية والفقهية المتعلقة بهذا الموضوع وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء؛ هل تحسون فيها من جدعاء"[1].

 

ويتبين ذلك من خلال الفقرات الآتية:

1- أن الأبوين يقومان بالدور الأول والأساس في (تشكيل) شخصية الطفل، و(تكوين) أنماط سلوكه وفكره وتوجهه، إذ يعتمدان على الأسلوب والمتكرر، ويقضي الولد معهما أطول زمن، ولاسيما في مرحلة النشأة المبكرة، كما أنهما يفعلان ذلك طبعًا وسجية لا تكلفًا ومهنة، وعليه فإن تأثيرهما التربوي إيجابًا أو سلبًا أعمق وأثرهما أبقى.

 

2- تلقى الولد من أبويه أسرع وأغزر لما بينه أبيهما من وشائج الولادة والصفات الوراثية، ولانعدام الموانع التي تمنع أو تعرقل عملية الإلقاء والتلقي، أو عملية التأثير والتأثر، أو التعليم والتعلُّم، وأيضا بفعل المغريات والمشجعات الكثيرة المتنوعة التي يصطنعها الأبوان لتحقيق بغيتهما التربوية في صورة أسرع وأعمق.

 

3- الجانب العقدي من تربية الأبوين أهم الجوانب التي يقومان بها في تربية الأولاد، ويفوق ذلك الجوانب البدنية والنفسية الأخرى، بل لا سبيل إلى المقارنة والمقاربة بين الجانب الديني الذي ينبثق من فكر وسلوك الولد، وبين الجوانب الحياتية الأخرى، إذ يحدد الدين مصير الإنسان الأبدي، فهو ينتظم الحياة الدنيا والآخرة، بينما لا تتجاوز حاجات الإنسان الأخرى الحياة الدنيا الماثلة.

 

4- دقة وعمق التأثير الذي يطبعه الوالدان في قلب الولد وعقله؛ بحيث يشب الولد على دين أبويه، لا يكاد يفترق عنهما ولا يفارق عوائدهما وموروثاتهما العقدية والفكرية قيد أنمله إلا نادراً.

 

5- تكاثر المؤثرات السلبية المعاصرة وتنوعها وتعددها، مما يجابهه الطفل المسلم والشاب المسلم المعاصر على اختلاف الأصعدة:

الصعيد الإعلامي، والتربوي، والبيئي، ولاسيما مع تطور وانتشار وسائل الإعلام والاتصال والمواصلات، الأمر الذي يجعل هاتين الفئتين من المجتمع الإسلامي - أعني: الأطفال والشباب من الجنسين - هدفا استراتيجيًّا للقوى المعادية على اختلاف مصادرها وتعدد ثقافاتها.

 

وهذا مما يستوجب مضاعفة الجهود لتنشئة الأولاد على مبادئ دينهم وثوابته ولوازمه، ثم لتحصينهم ضد تلكم التيارات الفكرية الغازية، ثم لإعدادهم من بعد ذلك ليقوموا بدورهم الرائد في تربية الجيل التالي، وفي مجابهة القوى المعادية بالمثل، وبما وتستوجبه رسالة المسلم نحو نفسه وولده وإخوانه المسلمين والناس أجمعين.

 

وليس يقوم لهذا الواجب الجليل على الوجه المتوخى غير الأبوين المسلمين الغيورين، قال العلامة ابن القيم: "قال بعض أهل العلم إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما أد للأب على ابنه حقا فللابن على أبيه حق"، فكما قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ [العنكبوت: 8] وقال تعالى: ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6].

 

قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: علموهم وأدبوهم، وقال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى﴾ [النساء: 36]

 

وفي حديث النعمان بن بشير- رضي الله عنه - مرفوعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اعدلوا بين أولادكم"[2].

 

فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ﴾ [الإسراء: 31] فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً ولم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا!

 

كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال: يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا! وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا!![3].

 

وقال: ما أفسد الأبناء مثل غفلة الآباء وإهمالهم واستسهالهم شرر النار بين الثياب!! فأكثر الآباء يعتمدون مع أولادهم أعظم ما يعتمد العدو الشديد العداوة مع عدوه وهم لا يشعرون!! فكم من والد حرم ولده خير الدنيا والآخرة، وعرضه لهلاك الدنيا والآخرة، وكل هذا عواقب تفريط الآباء في حقوق الله وإضاعتهم لها، وإعراضهم عما أوجب الله عليهم من العلم النافع والعمل الصالح، حرمهم الانتفاع بأولادهم وحرم الأولاد خيرهم ونفعهم لهم وهو من عقوبة الآباء[4].

 

ويقول ابن القيم- رحمه الله-: "بهذا يبرز الأخطار الكثيرة التي يتردى فيها الولد حين يهمله والداه فيتسببان في الإضرار به إضرارا بليغا وهم لا يشعرون، ولاسيما إهمال تعليمه أمور دينه وأخلاقه وحقوق غيره".

 

هدا ولموضوع الكتاب أهمية تربوية غير ما ذكر، سيلمسها القارئ الحصيف في ثنايا هذا الكتيب الوجيز.

 

نظرات في منهج البحث:

من المعلوم لدى المصنفين والمؤلفين أن الدراسات الإسلامية على تنوعها، ليست تستغني- كي تتسم بالأصالة- عن التوثيق العلمي وهو مظهرا من مظاهر التأصيل الذي ينبغي أن تؤسس عليه الأبحاث العلمية، ولعلي في منهج الكتاب توخيت ذلك على وجه الدقة ما وسعني فعزوت الآيات القرآنية، وذكرت مراجع التفسير، كما عزوت الأحاديث النبوية الشريفة إلى مصادرها المعروفة وغالبا ما أكتفي بالصحاح الستة، ولم أذكر في كتابي هذا حديثا ضعيفة ولا معلولا بل اقتصرت على الصحيح، واكتفيت في عزو الأحاديث بذكر المصدر واسم الكتاب ورقم الحديث لأن دلك ثابت مطرد لا يختلف باختلاف الطبعات ثم هو أقرب إلى الاختصار، واعتمدت في ذلك على الطبعات المشهورة المتداولة، وأشرت إلى كتب شروح الصحاح، كما أني لم أهمل مراجعي ومصادري الأخرى.

 

ولقد استغرق هذا الكتيب مني جهدا غير قليل ووقتا كنت به ضنينا، والكتاب بعد هذا جهد المقل وبضاعة المكدود، لست أزعم له الكمال ولا ينبغي أن يكون ذلك لغير كتاب الله المجيد، فإن اطلعت أيها القارئ الكريم على ما هو حسن فخذ به واحمد الله أن هيأه لك من غير نصب ولا وصب! ووفقك إليه وأعانك على فهمه واسأله التوفيق على العمل به، فإن القول السديد ليس يكمل إلا بالعمل الرشيد، وإن رأيت خطأ وزللا فذكرني له فهو من حقي عليك! وأني إلى الحق- إن شاء الله- رجَّاع، وبه مستمسك، ولست أستكف عنه ولا أتردد عن ترك الباطل والتبري منه إن لاح وظهر، ولا حول ولا قوة إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب لا إله غيره ولا رب سواه.

 

وبعد:

فلعل في هذا الجهد الكليل حافزا للآباء إلى أن يهتموا بالأولاد وأن يقوموا بواجباتهم الشرعية تجاه فلذات الأكباد، كي ينعم الجميع بالحياة الطيبة الهانئة في الدنيا وبالنعيم المقيم في الآخرة كما هو موعود الله تباركت أسماؤه، حيث يقول: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].

 

وحرره في المدينة النبوية يوم الجمعة 12/ 4/ 1418هـ كاتبه عبدالرب بن نواب الدين بن غريب الدين آل نواب عفا الله عنه وعامله بحلمه وفضله لا بعلمه وعدله آمين.

 

وصلى الله وسلم على عبده وخاتم رسله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

 

مدخل:

◘ تعريفات عامة.

◘ تعريف بالآباء والأولاد.

◘ العلاقة بين الآباء والأولاد في الإسلام.

◘ المسؤولية المعنية حدودها وآثارها.

◘ بعض ما ورد في فضل تربية الأولاد.

 

مدخل

تعريفات عامة

تعريف بالآباء والأولاد:

قال علماء اللغة. أصل الأب (أبو) محركة، لأن جمعه آباء مثل قفو وأقفاء ورحى وأرحاء فالذاهب منه واو، لأنك تقول في التثنية أبوان... ويجمع أيضا على أبون وأبو وأبوة، يقال: أبوت وأبيت صرت أبا، وأبوته إباوة- بالكسر- صرت له أبا، والاسم: الإبواء، وتأباه اتخذه أبا... وأبو المرأة زوجها[5].

 

والأب: الوالد ويطلق على الجد والعم والصاحب وعلى من كان سببا في إيجاد شيء أو ظهوره أو إصلاحه، والأبوان الأب والأم[6].

 

قالوا: والابن: الولد، أصله بني أو بنو وجمعه أبناء، والاسم البنوة[7].

 

والولد: اسم يجمع الواحد والكثير والذكر والأنثى.

 

والولد:- محركة وبالضم والكسر والفتح- واحد وجمع، وقد يجمع على أولاد وولدة وإلدة- بكسرهما- وولد- بالضم-[8].

 

مما سبق يتبين أن لفظة الأب تتضمن خصائص الوالدية بكل صورها وأبعادها سواء كان بالأصالة وهو الوالد، أو التبعية فيدخل فيه العم والمعلم والمربي والكامل ونحو ذلك. وكذلك الولد، يطلق على الابن والبنت الصليبيين، وقد يطلق على من يجمعهم معنى من معاني البنوة كالتلميذ والخادم واليتيم ونحوه.

 

ولنتأمل هده المعاني اللغوية الثرة على هدى الكتاب والسنة ولان فرق بين المفهوم اللغوي والاصطلاحي للفظ الأب والولد:

فالأبوة أسم جامع لمعاني الوالدية بكل ما تحمله هذه اللفظة من مشاعر الإنسانية وعواطف الوالدين الحانية.

 

والأب في التنزيل الحكيم يطلق على الوالد، ويطلق على الأم مع الأب، ويطلق على الجد الذي هو أب الأب وان علا، ويطلق على العم.

 

ودونك بعض الأمثلة على ذلك:

فمن إطلاقه على الوالد وهو الاستعمال الأصيل، قول الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 74].

 

وقال في موضع آخر: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ﴾ [مريم: 41، 42].

 

وأبوه هو آزر كما نصت الآية الشريفة وليس بعمه كما زعمه بعض المفسرين إذ لا دليل عليه.

◘ والأم مع الأب يطلق عليهما الأبوان، كما في آية المواريث: ﴿وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ﴾ [النساء: 11]، والوالدان هما الأبوان أي الأب والأم، كما في قوله تعالي: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [البقرة: 83].

 

◘ والخالة أم كما في حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - النبي - صلى الله عليه وسلم - "الخالة بمنزلة الأم"[9].

 

وعليه فتلحق الخالة بالأم في هذا الإطلاق، ومنه قوله تعالى في قصة يوسف.

 

﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ﴾ [يوسف: 100] على تفسير من قال بأن المقصود أبوه وخالته وهو مرجوح.

 

◘ والجد أب وأن علا، وفي هذا قول الباري جل ذكره في قصة يوسف بن يعقوب عليهما السلام: ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ﴾ [يوسف: 6] فسمى الجد وأباه أبا، لأن إسحاق جد يوسف الأدنى، وإبراهيم جده الأعلى، وكلاهما أبواه وآباء الإنسان أجداده مهما علوا قال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ [المؤمنون: 68].

 

◘ والعم أب إن ذكر مع الأب كما في قوله تعالى: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 133].

 

هذا ولا يصح الانتساب لغير الأب الذي هو الوالد لقول البارئ جل ذكره: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ﴾ [الأحزاب: 5] هذا عن الأبوة ومرادفاتها ومدلولها اللغوي والاصطلاحي.


أما البنوة والولادة، فالولد كما سبق ذكره يطلق على المفرد والجمع والذكر والأنثى وأصل استعماله في الولد الصليبي كقول إبراهيم الخليل لابنه:

﴿يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى﴾ [الصافات: 102] على القول الصحيح وهو أن الذبيح إسماعيل، عليهم جميعا السلام، وأيضا قول لقمان لابنه: ﴿يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: 13].

 

وبنو آدم: أولاده وذريته على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، وولد الإنسان: بنوه وبناته من صلبه كما في قوله تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ﴾ [البقرة: 233].

 

والولد: بنو الإنسان وبنو بنيه كما في قوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ [الأنفال: 28]، وقد يسمى ولد الولد حفيدا كما في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ [النحل: 72].

 

وقد يطلق لفظ (الولد) أو (الابن) تجوزا على من يشملهم الإنسان بعطفه وشفقته كالتلاميذ واليتامى وصغار السن، ومنه حديث أنس- رضي الله عنه - قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا بني "[10].

 

وعلى ما تقدم:

فإنه يقصد بعنوان الكتاب وهو (مسؤولية الآباء تجاه الأولاد): تلك المسئوليات والواجبات التي تقع على كاهل الأبوين على الأصالة نحو أولادهم مما تتضمنه مجالات التربية والتقويم والتهذيب والتغذية والصيانة والتعهد والرعاية، كما يقصد ضمنا من يلحق بالأبوين ممن هم في مكانتهما في حال فقدهما أو فقد أحدهما بالموت أو العجز، سواء أدلى بوشيجة القرابة النسبية كالأعمام والأجداد ونحوهم، أو من كان أبا معنويا كالمربي والمعلم والإمام.

 

العلاقة بين الآباء والأولاد:

العلاقة بين الآباء والأولاد علاقة الأصول بالفروع، وهي أقوى علاقة وأثبت عرى، إنها علاقة النسب والدم وعلاقة الإرث الحسي والمعنوي، والآباء أقرب الناس إلى الأولاد، كما أن الأولاد أعز ما يحبه الإنسان فطرة وسجية، فهي إذا علاقة استمداد واتساق وليس فوق رابطة الدم والنسب ورابطة الفرع بالأصل سوى رابطة الإيمان التي تعلو كل رابطة وتسمو على كل وشيجة.

 

يستمد الأبناء من آبائهم الصفات الخلقية والخلقية، كما يتمسكون بموروثاتهم الفكرية والعقدية ويلاحون عنهم ويحتمون مما لهم من مكانة اجتماعية أو مكتسبات ويشيدون بها، يفعلون ذلك بدافع الحمية والسجية، فالأبوة هي العطاء كما تراها البنوة وكما يتبادر إلى الحس.

 

وفيما يلي أهم ملامح هده العلاقة الفطرية بين الآباء والأولاد:

أ- افتخار الأولاد بمآثر الآباء:

وهو افتخار واعتداد لم يعبه الشرع إذا كان باعثا على الخير، بأن يسلك الأبناء مسالك آبائهم في الخير والرشد، فحب الآباء والاعتزاز بمآثرهم سجية في الإنسان لم يحاربها الدين الحنيف، بل هذبها وجعلها من منطلقات السعي نحو الفضائل والمناقب، ومن بواعث التأسي بهم في المحامد والمكارم.

 

ومما يدل على فلك قول الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾ [البقرة: 200].

 

ومن أوجه التفسير للآية الشريفة: فاذكروا الله كذكر الأبناء الصغار للآباء إذا قالوا أبه أمه![11].

 

وتأمل كيف طفق الناس يذكرون مريم لما جاءت بولدها عيسى عليهما السلام من غير أب بقدرة الله إذ قالوا: ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾ [مريم: 28].

 

وسواء كان هارون أخا موسى أو غيره أو كانت مريم من نسله فنسبت إليه كما يقال للتميمي يا أخا تميم وللمضري يا أخا مضر [12]، فإن تذكيرها بأصلها الطيب الخير فيه حفز لها إلى معالي الأمور، وكأنهم قالوا لها يا أيتها المنتسبة إلى هارون ما كان أبوك يأتي الفواحش ولا كانت أمك زانية فلماذا تورطت في إتيانك بهذا الولد ولا زوج لك؟!.

 

وهم لا ريب مخطئون لأنها ما بغت وحاشاها لكنها أتت بعيسى عليه السلام من غير أب ليكون للناس آية على قدرة الله تعالى ومشيئته.

 

ويؤخذ من هذا أن تذكير الولد المنحرف بأبويه الصالحين أسلوب في تربيته إذ يتضمن ذلك حافزا له إلى أن يسلك مسلك أبويه في صلاح الحال واستقامة السيرة، فالعصبية والحمية نزاعة إلى موافقة الآباء لا مخالفتهم.

 

وهذه الموافقة والمتابعة إنما تحمد إن كانت في الخير، أما إن كانت في الشر فهي البلاء!.

 

وقد عاب كتاب الله على الكفرة حميتهم الجاهلية إذا دعوا إلى الإيمان والتوحيد، قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 170].

 

ب- انتفاع الأبناء بصلاح الآباء:

وهو انتفاع يسري في الحياة الدنيا وفي الآخرة، أما في الدنيا فإن الأب الصالح أو الأم الصالحة يحفظ الله تعالى ببركة صلاحهما أو صلاح أحدهما الولد في الدنيا من كثير من الآفات والمصائب، إما بدعائهما وإما بمحض رحمة الله وتفضله وإحسانه.

 

ومما يدل عليه قول الله تعالى في قصة الغلامين اليتيمين: ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴾ [الكهف: 82].

 

قال ابن كثير: فيه دليل أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته وتشملهم بركة عبادته في الدنيا والآخرة بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم كما جاء في القرآن ووردت به السنة[13].

 

وهذا الحفظ الإلهي يسري في الولد بصلاح والده سواء أكان الولد في مستوى صلاح والده أم لا ما دام مسلما. كما قال الطبري عن ابن عباس رصي الله عنهما: حفظا بصلاح أبيهما وما ذكر منهما صلاح [14] وفي التنزيل الحكيم: ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ [الأعراف: 196].

 

أي: لا غيرهم، والصلاح هنا هو الإسلام، لأن الله ليس وليا للكافرين.

 

وانتفاع الولد بصلاح الوالد في الدنيا أمر لا غنية عنه، وهو أعظم من الانتفاع المادي، أما في الآخرة فهو أعظم من انتفاعه في الدنيا، ويكون بالشفاعة في دخول الجنة أو رفع درجاته، ودليله قول الله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [غافر: 8].

 

وشرط هذا الانتفاع أن يكون من أهل الإيمان والعمل الصالح كما ذكره أهل العلم[15]، إذ تتقطع الأسباب في ذلك اليوم العظيم سوى سبب الإيمان والعمل الصالح كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]

 

وقال في موضع آخر: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا﴾ [لقمان: 33].

 

قال الإمام ابن القيم: لا يشفع أحد لأحد يوم القيامة إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى، فإذنه سبحانه في الشفاعة موقوف على عمل المشفوع له من توحيده وإخلاصه، ومرتبة الشافع من قربه عند الله، ومنزلته ليست مستحقة بقرابة ولا بنوة ولا أبوة، وقد قال سيد الشفعاء - صلى الله عليه وسلم - وأوجههم عند الله لعمه ولعمته وابنته. "لا أغني عنكم من الله شيئا" رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - [16][17].

 

ج- انتفاع الآباء بصلاح الأبناء:

وهو- أيضا في الدنيا والآخرة- أما في الدنيا فبالنفع المادي وصلة الرحم والبر بالوالدين والإحسان إليهما حتى وأن كانا كافرين، ومن المعلوم أن بر الوالدين من أعظم الحقوق بعد حق الله تبارك وتعالى، لدا قرن الله تباركت أسماؤه حقه بحقهما في غير ما آية من كتابه المجيد من مثل قوله: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [الإسراء: 23].

 

وقيام الآباء بمسؤولياتهم تجاه الأبناء من حسن الرعاية وكمال التربية يزرع فيهم القيام بحق الوالدين لاسيما عند الكبر لأن المنبت الطيب يجيء بالثمرة الطيبة وكذلك العكس إلا من عصم الله.

 

ومما ورد في بر الوالدين الكافرين حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستفتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: قدمت علي أمي وهي راغبة أفاصل أمي؟ قال: "نعم صلي أمك"[18].


ومن بر الوالدين بذل المعروف وخفض الجناح ولين الجانب وترقيق القول واحتمال ما قد يبدر منهما، وسد حاجاتهما وتمكينهما من كل ما يحتاجانه.

 

وفي حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه"[19].

 

وأما ما ينتفع به الوالدان بصلاح ولدهما في الآخرة فإنما يتحقق بشرط الإيمان والعمل الصالح كما سبق، ولي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. "إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول أنى لي هذا فيقال باستغفار ولدك لك "[20] رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - .

 

وعليه فالولد الصالح لا يقطع بره بوالديه بل يصلهما بالدعاء والخير.

 

د- تحريم الانتساب لغير الآباء:

وهو تحريم تحفظ به الأنساب، وتضبط به الحقوق المترتبة على ذلك، والانتساب إنما يكون إلى الأب الوالد إلى غيره ولقد أبطل الإسلام عادة التبني التي كانت شائعة في الجاهلية وفي هذا يقول الباري سبحانه: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 4، 5].

 

ومن التدابير الشرعية أن حرم الإسلام سائر العلاقات المنحرفة لين الرجال والنساء، وشرع النكاح المعروف وجعله الطريق الوحيد إلى الانتساب إلى الآباء، ومن انتسب إلى غير أبيه بعد علمه وقد أتى كبيرة تستوجب عقابه ولعنه وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من انتسب إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "[21].

 

هـ- تلاحم وتعاضد كيان الآباء والأبناء:

وهو ثمرة لما تقدم من أوجه العلاقة بين الآباء والأبناء، وبين الأبوين والأولاد وشائج متداخلة وعرى محكمة يساند بعضهم بعضا في الدين والدنيا، منها - سوى ما تقدم- التوارث بشرط الإسلام، ومنها قضاء الديون ورد الودائع، ومنها قضاء الفرائض التي تشرع فيها النيابة كالحج والعمرة والصدقة والصوم.

 

حدود مسؤولية الآباء تجاه الأولاد:

تتنوع مسؤوليات الآباء كما ونوعا، وتأخذ أبعادا متعددة لتشمل كل متطلبات الحياة السوية، فعلى البعد الزماني: يتحمل الآباء مسؤولياتهم نحو الأولاد قبل الإنجاب بحسن اختيار الزوجة الصالحة التي ستكون محضنا صالحا ومدرسة تربوية للأولاد وحتى الممات، وعلى البعد المكاني. لا بد من تهيئة البيئة الصالحة والأسرة الفاصلة بتوخي المجتمع الإسلامي الأمثل، وعلى البعد التربوي: تشمل مسؤوليات الآباء كل متطلبات الولد وحاجاته الأساسية والتكميلية، لسد حاجاته البدنية والعقلية والروحية والنفسية، وكذلك العمل الدؤوب على تحصين الولد ضد مواقع العطب.

 

ومن تأمل معطيات الدين الحنيف في منهاج تربية الأولاد يدرك مدى الشمولية التي يتسم بها ذلك المنهاج، ولنأخذ مثلا ير عجالة على ذلك ما بوب به البخاري رحمه الله العديد من كتب الصحيح: ففي كتاب الوضوء باب بول الصبيان، وفي كتاب الأذان باب وضوء الصبيان ومتى يجب عليهم الغسل والطهور وحضورهم الجماعة والعيدين والجنائز وصفوفهم في الصلاة، وفي كتاب الجمعة باب هل على ما لم يشهد الجمعة غسل من الماء والنساء وعيرهم وباب خروج الصبيان إلى المصلى، وفي كتاب الجنائز باب صفوف الصبيان مع الرجال في الجنائز وباب صلاة الصبيان مع الناس على الجنائز، وفي كتاب الحج باب حج الصبيان، وفي كتاب الصوم باب صوم الصبيان، وفي كتاب الشهادات باب بلوغ الصبيان وشهادتهم، وفي كتاب الجهاد باب قتل الصبيان في الحرب وأنه نهي عنه، وفي كتاب الاستئذان باب التسليم على الصبيان.

 

وهذا غيض من فيض مما تزخر به كتب المصادر الإسلامية وفي هذا دلالة على اهتمام الإسلام بالمسلم مذ طفولته وصباه، وأن المنهج الإسلامي في تربية الأولاد من الدقة والشمولية بمكان لا تجد له نظيرا في المناهج الأخرى القاصرة إذ يزخر بالكثير كما سنرى إن شاء الله في أبواب التربية الرئيسة: العقائد والعبادات والمعاملات.

 

بعض ما ورد في فضل تربية الأولاد:

الولد نعمة من حيت هو هبة من الله امتن بها على والديه، وأن صلح ورشد فهو نعمة فوق نعمة تستوجب شكر الباري المنعم جل وعلا، والولد نعمة من حيث هو ميدان لكسب الحسنات بما يتكبده الوالدان من مشقة تربيته وتغذيته ورعايته وحسن تأديبه وتحمل ما قد يصدر منه ومما ورد في تربية الولد من فضل ما ألخصه في الفقرات التالية:

 

الحث على طلب الذرية الصالحة:

وهو دأب الأنبياء والصالحين، ذلك أن الولد نعمة وهو امتداد لأبويه، والله تعالى امتن على الناس فقال: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ [النحل: 72].

 

وقال عن الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وهم صفوة الناس وقمتهم في الكمالات البشرية: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ [الرعد: 38].

 

وقص عليها القرآن العظيم قصص أنبياء سألوا الله نعمة الولد الصالح، منهم زكريا الذي قال: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ [آل عمران: 38].

 

وقال تعالى عن عباده الصالحين: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74].

 

ولقد كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - عدد مي الأولاد أولهم القاسم وله كان يكنى، ثم زينب، تم رقية، وأم كلثوم، وفاطمة، ثم عبدالله، وكلهم من خديجة ولم يولد له من زوجة غيرها، ثم ولد له بالمدينة إبراهيم من سريته مارية القبطية، وكل أولاده توفوا قبله إلا فاطمة فإنها تأخرت وفاتها لعده ستة أشهر[22].

 

وقد قال العلماء ينبغي للمسلم أن يجعل في نكاحه نية لطلب الذرية الصالحة حتى يؤجر على ذلك، ولقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجابر - رضي الله عنه - لما تزوج: "الكيس الكيس يا جابر" [23] يعني عليك بطلب الولد.

 

فضل تربيتهم على العقيدة الإسلامية ولوازمها:

تربية الأولاد على العقيدة الإسلامية من أعظم وأجل مسؤوليات الآباء لا يوازيها في الفضل والأهمية شيء آخر، لاسيما التوحيد ومستلزماته فيبصر الولد منذ سن التمييز توحيد الله عز وحل ويلقن مبادئ الدين (كمراتب الدين، وأصوله الثلاثة) بالأسلوب المناسب لمداركه وعقله، وتأثير الوالدين في هذا أعمق وأثرهما أبقى كما سبق في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جد عاء"[24].

 

ومتى صلح الولد واستقام أمره ورشد كان خيره لنفسه ولوالديه ولمجتمعه، ومتى كان من أهل التوحيد الذين لا يشركون مع الله غيره فاز بسعادة الأبد، وتعليم الولد ذلك وتبصيره به من أعلم مسؤوليات الوالدين وهو من أهم مما استرعاهما الله عليه كما في حديث ابن عمر - رضي الله عنه - قال. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها " الحديث[25]

 

وسيأتي الحديث مفصلا عن التربية على العقيدة إن شاء الله.

 

فضل إعالتهم وسد حاجاتهم:

للطفل كغيره من الكائنات حاجات مادية كالطعم والمشرب والملبس والمداواة والترفيه، ومعنوية كالحب والحنو والشفقة والرحمة وتنمية المدارك وغرس الفضائل، والقيام بذلك كله فيه أجر عظيم إن صلحت في ذلك نية الأبوين أو من في حكمهما كالأخ والعم والكافل والوصي، ففي فضل سد الحاجات المادية للولد حديث أنس- رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أن هو وضم أصابعه"[26].

 

وهذا ولا شك فضل عظيم، وليس يقتصر هذا الفضل على إعالة البنات وقد جاء هذا الفضل في إعالتهن لأن النفوس تحب وتميل إلى البنين، بل يشمل الأخوات لاسيما إن كن قاصرات، كما في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن؛ فله الجنة". وفي رواية. "ثلاث أخوات أو ثلاث بنات، أو بنتين أو أختين"[27].

 

والإعالة تشمل سد سائر أنواع الحاجات التي يحتاج إليها الأولاد.

 

وأما حاجات الأولاد المعنوية والأدبية- ولا تقل أهمية عن احتياجاتهم المادية- ففيها أيضا فضل عظيم لأنها تمثل مظهرا من مظاهر الأخلاق الإسلامية التي يغرسها الآباء في الأولاد، ومن الأمثلة عليها شفقة النبي - صلى الله عليه وسلم - ورحمته بالصبيان، وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟! قالوا: نعم، فقالوا: لكن والله ما نقبلهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أو أملك إن كان الله نزع منكم الرحمة"[28].

 

فضل احتساب من يموت من الأولاد:

لا ينقطع الفضل والأجر بموت الولد، بل يكتب لوالديه الأجر إن احتسباه وصبرا على موته، فعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم : "ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار"، قالت امرأة: واثنين؟! قال : “ واثنين وفي رواية: “ ثلاثة لم يبلغوا الحنث"[29].

 

ولئن كان الخطاب في الحديث الشريف للأمهات المسلمات فلأن وجدهن أكبر على موت أولادهن من الآباء.

 

وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تَحِلَّة القسم "[30].

 

المصدر

من كتاب " مسؤولية الآباء تجاه الأولاد "، للدكتور عبد الرب نواب الدين آل نواب



[1] متفق عليه: رواه البخاري في كتاب التفسير (4775)، ومسلم في كتاب القدر (2658).

[2] متفق عليه: رواه البخاري في كتاب إلهية حديث (2587) واللفظ له، وسلم في كتاب الهبات حديث رقم (1623).

[3] تحفة المودود بأحكام المولود ص 139.

[4] المرجع السابق ص 147

[5] انظر القاموس المحيط- للفيروز أبادي باب الواو والياء 4/297، ولسان العرب لابن منظور مادة (أبي) 14-6-7.

[6] المعجم الوسيط مادة (الأب)1/3.

[7] القاموس المحيط باب الواو والياء 4/305.

[8] لسان العرب مادة (ولد) 3/ 467 والقاموس المحيط باب الدال 1/347.

[9] رواه البخاري في كتاب الصلح (2700)، وأبو داود في كتاب الطلاق (2280)، والترمذي في كتاب البر والصلة (1904) وقال حديث حسن صحيح.

[10] رواه مسلم في كتاب الآداب (2151) واللفظ له، والترمذي في كتاب العلم (2678) وقال حسن غريب.

[11] انظر النكت والعيون- للماوردي 1/262 وزاد المسير- لابن الجوزي 1/215

[12] تفسير ابن كثير 3/132.

[13] تفسير ابن كثير 3/111.

[14] تفسير الطبري 16/6.

[15] انظر تفسير الطبري 24/ 30، وفتح القدير للشوكاني 4/482، وتفسير السعدي 7/50.

[16] متفق عليه- رواه البخاري في كتاب الوصايا حديث (2753) ومسلم في كتاب الإيمان (204).

[17] تحفة المودود ص 48.

[18] متفق عليه: رواه البخاري في كتاب الهبة (2620) واللفظ له، ومسلم في كتاب الزكاة (1003).

[19] رواه أصحاب السنن أبو داود في كتاب البيوع (3528)، والترمذي في كتاب الأحكام (1358) وقال حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب البيوع (4452)، وابن ماجه في كتاب التجارات (2290) واللفظ لأبي داود والنسائي.

[20] رواه ابن ماجه في كتاب الأدب (3660)

[21] رواه ابن ماجه في كتاب الحدود (2609) واللفظ له، وأحمد في مسند بني هاشم (2880).

[22] انظر زاد المعاد لابن القيم 1/103 -104.

[23] متفق عليه: "رواه البخاري في كتاب النكاح (5245) ومسلم في كتاب الرضاع (715).

[24] متفق عليه: وقد تقدم ص5.

[25] متفق عليه: رواه البخاري في كتاب الجمعة (893)، ومسلم كتاب الإمارة (1829).

[26] رواه مسلم !ي كتاب الر والصلة (2631) واللفظ له، والترمذي (1914) وقال حسن غريب.

[27] رواه أبو داود في كتاب الأدب (5147) واللفظ له، والترمذي في كتاب البر والصلة (1912).

[28] متفق عليه رواه البخاري في كتاب الأدب (5998) ومسلم في كتاب الفضائل واللفظ له حديث (2317).

[29] متفق عليه رواه البخاري في كتاب الجنائز (1250)، ومسلم في كتاب البر والصلة (2634)

[30] متفق عليه: رواه البخاري في كتاب الجنائز (1251)، ومسلم في كتاب البر والصلة (2634) واللفظ له.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التربية بين طموح الآباء وواقع الأبناء
  • معاملة الآباء للأبناء
  • تربية الأبناء على تحمل المسئولية
  • مسؤوليات الآباء تجاه الأولاد قبل الإنجاب
  • معالم تربية الأولاد على عقيدة التوحيد ونماذج لها
  • إلزام الأولاد أداء العبادات المفروضة والمسنونة
  • مسؤولية الآباء تجاه الأولاد بعد سن البلوغ والرشد
  • استنتاجات هامة في قضية " مسؤولية الآباء تجاه الأولاد "
  • وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة
  • خطوات بسيطة ينبغي على الآباء اتباعها من أجل سلامة الهاتف والإنترنت

مختارات من الشبكة

  • سد مداخل الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مداخل الشيطان : الجهل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مداخل تدريس الأصوات في تعليم العربية للناطقين بغيرها (PDF)(كتاب - حضارة الكلمة)
  • من مداخل الشيطان: الأمن من مكر الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مداخل الشيطان: احتقار الذنوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مداخل الشيطان: سوء الظن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مداخل الشيطان: العجب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مداخل الشيطان: الرياء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مداخل الشيطان: الكبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مداخل الشيطان: البخل(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
5- موضوع جميل
عبد الحميد - المغرب 12-01-2019 06:32 PM

شكر الله لك أستاذنا الفاضل وبارك في علمكم ونفع به الأمة في الحقيقة هذا الموضوع جميل جدا فيه إشارات وتوجيها قيمة يجب على الإباء أن يحدو هذا المنحى وهذا المنهج في تربية ورعاية أبنائهم.

4- بحث موثق بالمراجع
محمد عبد الجواد - مصر 08-03-2017 08:41 AM

جزاكم الله خير فقد استفدت من الموضوع
وزادت الفائده بالمصادر الموثق بها البحث

3- مداخل عامة في مسؤولية الآباء أتجاه الأولاد
بوبكر قليل - الجزائر 01-05-2016 05:59 PM

السلام عليكم
تحياتي...حقيقة أن هذا الموضوع مهم جدا جدا لما يحتويه من تعاليم هامة في تربية الأبناء ** بنين وبنات ** في مختلف مراحل حياتهم ... جاء هذا الموضوع لييزيل كثير من اللبس والغموض عن كيفية وطريقة تربية الأولاد حيث استمد الكاتب والباحث جزاه الله كل خير في الدنيا والآخرة إرشاداته ونصائحه من كتاب ربنا ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان موضوع جدير بالقراءة عدة مرات وأتساءل لماذا لا تدرس مثل هذه المواضيع في كل مراحل الدراسة وتوضح أكثر حينما يبلغ الطفل مستوى معين ليصير هو الآخر رب الأسرة لماذا نترك أبناءنا وبناتنا لهواء تتقاذفهم وتتجاذبهم وإلى أيدي تعجنهم وتطبخهم وإلى وسائل اتصال تضيعهم وربما جعلتهم حطب لجنهم من يتحمل المسؤولية الكل يتحمل المسؤولية ابتدأ طبعا بالوالدين والمعلم والإمام والدولة التي لها اليد العليا وصاحبة القرار ..الجميع مسؤول *** كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته...** حديث رسول الله....لما نترك أبناءنا يسلكون طريق التطرف مع والديهم ومع الجيران ومع بلدهم ومع.... لم لا نفكر في إنشاء مجلس من علماء الأمة ومن مختلف الدول العربية الإسلامية طبعا ولا بأس أن نستعين إذا اقتضى الأمر بأولي الألباب من الغرب الذين لهم تجارب في الحياة ...لم لا نفكر في تقوية العقيدة لدى الطفل ولا ننسى باقي العلوم المفيدة ... لم لا ندرس شيء من القرآن الكريم ونتمعن فيه ونتدبره ونستخرج كنوزه ونشجع من يلتزم بتعاليمه ولما لا نتبع حقا وفعلا وسلوكا سنة الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - دون مغالاة ولا تضيق ونجعل جوائز تشيعية مختلفة للأطفال خاصة ونحثهم على الأخلاق الحسنة .. إلى متى ونحن نتمنى مجتمعا راق متطور ذكي .... هل الدنيا وزخارفها أهم من أبنائنا وفلذات أكبادنا ... هل مشاهدة كرة القدم أحسن وأفضل من أبناءنا ... هل ليس لنا أكفاء قادرين على تغير واقعنا الذي يعج بانحرافات خطيرة تكاد تأتي على اليابس والأخضر .... مرة آخر أشكر الباحث الكاتب على بحثه هذا جزاه الله كل خير كما أسأل الله أن نسعى في تطبيقه والعمل بما جاء به من نصائح وإرشادات غالية وثمينة ووفق الجميع لما فيه الخير وصلاح الفرد والمجتمع ونسأل الله أن يقي أمتنا من الشرور .. وأستغفر الله الواحد الأحد الصمد.... أبوبكر شرق الجزائر

2- موضوع شيق
naim boudjada - الجزائر 25-02-2015 09:22 PM

موضوع شيق يستهوي الأنفس للقراءة ما شاء الله وبورك فيكم

1- أهمية هذا الموضوع
أنس أدولف ساكو: من طلاب الدكتور - أنغولي الجنسية طالب في الجامعة الإسلامية 04-01-2013 10:29 AM

جزاكم الله خيرا يا شيخنا, والله إنه جدير بالذكر, وعرضك له كان جميلا جدا, فأسال الله أن يجعله في ميزان حسناتك والله استفدت منها كثيرا وشكرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب