• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء
علامة باركود

نصائح تربوية في وجود الأب المربي

نصائح تربوية في وجود الأب المربي
مصطفى محمود زكي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/10/2016 ميلادي - 17/1/1438 هجري

الزيارات: 8813

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نصائح تربوية في وجود الأب المربي


إن البيت إنما هو مملكة صغيرة في بُنيانها، قويةٌ في ثمارها؛ تنبت الخير إذا كانت بذور النبات من الخير وسُقيت من خير، وتُخرِج الشوك والشر إذا كانت بذور النبات مُحاطة بالشوك، أو سقيت بطريقة خاطئة بها شوائب عالقة، تنشط وتكبر مع الزمن؛ فتفسد ما كان صالحًا، ولو كانت السقيا بجهلٍ وبدون قصد، فستخرج مما تروى منه وتنهل.

 

وهذه المملكة لها ملِك حاكم يقودُ الأمور، ويُهيمن ويسيطر عليها، ولكن بالحب والود والتألُّف، وليس بالقمع والقهر والقوة، فالقهر لن يولِّد سوى انفجار، والحب سيولِّد الخيرَ والألفة والتعايش والاستقرار الذي سيعم على المملكة كلِّها، مما يعود بالنفع على الملِك ذاتِه، المتمثِّل في الأب، أما الأم، فهي نبع الحنان الصافي، ذلك النبع الدافئ الذي يشع نور الحب وضياء المحبة؛ فهي باختصار عنوان الخير كله.

 

هكذا يجب أن يكون الأب، وكذلك يجب أن تكون الأم؛ الأب حاكمٌ بالحب، ولكن يملك القوة التي يجب أن يستخدمَها لردع أي طارئ قد يطرأ على الاستقرار الذي يعم المملكة، والأم نبعُ الحنان الصافي الدافئ، المشع نورًا وحبًّا، ولكن بحرص وحذر دون إفراط ولا تفريط، والمحكومون في هذه المملكة يجب أن يعلموا هذا؛ أنه كما يوجد العطف والرحمة والتودد، هناك قوة وحزم وحسم.

 

دور الأب:

فدور الأب هنا لا يجب أن يقتصر على دور البنك المركزي للأسرة، أو أنه مركز تحصيل المنفعة وفقط، بل هو القائد المحبوب بين الأسرة، فكثيرٌ من مشاكل الأسرة تحل بوجود الأب وجودًا فعليًّا محيطًا وملمًّا بما حوله، وعكس ذلك يحدث بلبلة في الكيان الأسري.

 

وجوده:

يجب كي تكون المملكة سعيدةً هانئة مستقرة كما ذكرنا أن يكون حاكمها موجودًا وجودًا مهمًّا في المملكة، بحيث لا يكون ذلك الرجل الخفي الذي لا يظهر إلا في الأوقات الحرجة وفقط ليلقي بيانًا رنَّانًا، أو قويًّا عنيفًا على مسامع الجميع؛ لينهي مسألة وقتية، وانتهى وجوده على هذه الشاكلة، ولا يظهر إلا إذا كان هناك مشاكل جديدة، أو حالة من الطوارئ القصوى التي تستدعي وجوده، بل أحيانًا أنه يحل محله نائبٌ، قد يكون الأم أو أي شخص آخر، فلا يُرى الملِك إلا قليلًا.

 

فالأب هو نواة الاستقرار في الأسرة، ووجوده هام للغايةِ، وليس كما يظن بعض الآباء أنهم ذو مهمة واحدة وفقط؛ وهي جني الأموال، وأن الأم هي المسؤولة أولًا وأخيرًا عن تربية الأبناء، وأن هذا ليس من شأنه، ولا من مهامه ولا سلطاته، بل إنه خوَّل كل السلطات إلى الأم؛ ولذلك فهي المحاسَبة وحدها عندما تجنحُ الأبناء، أو يكون سلوكُها مغايرًا لما يجب أن يكون عليه.

 

نعم الأم مسؤولة، ولكن ليس وحدها؛ فهذا الكيان أو هذه المملكة لها أذرعٌ، والأم أحدها، والأب محرِّك فيها، إن توقف الأب عن القيام بدوره، تعطَّلت الأدوار، أو على الأقل أصابها الخلل الذي سيؤثِّر - حتمًا ولا بدَّ - على باقي الأذرع.

 

ولذلك؛ فإنه يجب على كل الآباء أن تكون موجودة في الأسرة دائمًا وبشكل مستمر، وألا تنشغل بالعمل الذي يأخذ كل أوقاتهم، وتأتي إلى البيت على النوم وفقط، كما لو كان هذا البيت مركزَ ضيافة للأب وفقط، وليس أسرة وكيانًا يحتاج إليه، وإلى وجوده باستمرار.

 

فيجب على الأب أن يفرغ من وقته لبيته، فكما أن العمل مسؤولية وشيء مهم في الحياة لجني الأموال التي تُنفق على الأسرة، فإن هذه الأسرة التي تشقى من أجلها تحتاج إلى وجودك أيضًا، وإلى أن توليَها أولويَّة في حياتك كما العمل؛ لأنه إذا لم تفعل ذلك ستتصدع الأسرةُ وتنهار، وبذلك يضيع تعبك هباءً منثورًا، كالتي نقَضَتْ غَزْلَها من بعد قوة أنكاثًا، وضاع كل ما بذلته من جهد في مهب الرياح.

 

فهذا الأمر في غاية الأهمية، بل لو أستطيع وصفه بأكثر من ذلك لوصفته، وهذا أمر لا جدال فيه ولا نقاش، فمَن أراد بيتًا مستقرًّا، وأطفالًا يصلحون أن يكونوا نواة في بناء المجتمع والنهوض به، وألا يكونوا كما الرويبضة بين الناس، وأن يكونوا في مقدمة المسير، أو على الأقل أن يكونوا ناجحين - فيجب عليه أن يكون موجودًا في المملكة.

 

الوجود الفعلي، وليس الظهور اللحظي:

إن كثيرًا من الآباء يأتي إلى البيت بعد يوم شاقٍّ متعب في العمل، لا يفكر في شيء سوى أن يأكل ثم يرتاح بعد هذا اليوم الشاق، وينام نومة هنيَّة، ولا يفكر في أي شيء آخر سوى ذلك؛ حتى يكون مهيَّأ ليوم غد الشاق من أوله إلى آخره، وهكذا إلى لا نهاية، حتى في يوم العطلة لا يفكر الأب إلا في الراحة وفقط؛ حتى يستعدَّ للعناء الذي يلاقيه في الأيام التالية في العمل، ولكن هذه هي الطامة الكبرى، فنعم هو موجود في المنزل ولكنه عديم الفائدة، بل تجد الأسرة تقول على ذلك: ليته لم يكن موجودًا، حيث إنهم لا يشعرون به، بل إنه بذلك يضيق عليهم أيضًا، فهو حتى يرتاح لا يريد أن يضايقه أحد، أو يُصدِر صوتًا، أو يُحدِث أمرًا، وتقوم الأم هنا بدور الحارسة التي تُسكت كلَّ صوت يخرج، وتكتم كلَّ فم يتحدث بصوت عالٍ؛ حتى لا يستيقظ الملك الحاضر الغائب عديم الفائدة.

فهذا وجود ولكنه عديم الفائدة، أما الوجود الذي نتحدث عنه فهو إعطاء الأسرة جزءًا من الوقت، فلتعتبره عملًا إضافيًّا أو أي أمر آخر يحتاج إلى وقتك الذي يجب أن تفرغَه لهم، ولو بضع ساعات يوميَّة، المهم أن تكون موجودًا فعليًّا في المنزل، ولكن كيف يكون هذا الوجود الفعلي؟!

 

إن الوجود الفعلي يكون بعدة أساليب وطرق؛ كي يشعر المحيطون أنك موجود معهم؛ ولذلك سنذكر بعضًا منها، وللجميع الحق في الابتكار:

أولًا: الوجود بالاستماع:

من أهم أساليب الوجود الفعلي أن يكون بالاستماع؛ بمعنى أن يكون الأب جالسًا مع الأسرة بعد نهاية اليوم يستمعُ لهم، فيما يريدون أن يتحدثوا فيه حتى ولو كانت توافهَ الأمور كما يظن البعض، وقطعًا ستكون كذلك؛ فإن الطفل لن يجلس ليتحدَّث معك في مسألة الكونجرس الأمريكي مثلًا، وقراراته التي تضيق على العرب والمسلمين، أو أنه سيتحدَّث حتى عن حلِّ مجلس إدارة إحدى نوادي الكرة، فإنه سيكون حديثُه على قدر سنه؛ فالطفل كل أحلامه وطموحاته أن يبرز اهتمامك به؛ ولذلك يتحدَّث كثيرًا في أي شيء تافهٍ وصغير، ولكنه كبير بالنسبة له؛ لأن ذلك أقصى ما وصل إليه فكرُه حتى الآن؛ ولذلك فلا يجب عليك أن تحقر مما يقول، وأن تبرز اهتمامَك بما يقول، وأن تشعر أن ما يقوله ذو قيمة كبيرة لك، وأنه هامٌّ ومؤثر في حياتك؛ فهذا يُنتِج لدى الطفل الحس بالمسؤولية، والثقة بالنفس، والاهتمام بالمواضيع كبيرِها وصغيرها، وأمورًا كثيرة جدًّا نعجز أن نحصيَها الآن، وكل هذا ينتج فقط بمجرد جلوسك والاستماع لما يقول الطفل، وإبراز اهتمامك والتحاور حول ما يقوله، هذا إن كان الطفل صغيرًا وأظن حتى السابعة من العمر؛ لأنه بعد ذلك يكون هناك آليات أخرى سنذكرها لاحقًا.

فهذا الاستماع سوف ينتج أمرًا إضافيًّا عما سبق؛ وهو المصارحة والتصادق بين الأب والأبناء، وأنه لا داعي للذَّهاب للغير ليستمعوا لهم، وأهمية هذا الأمر هو أن الطفل يحتاج إلى من يسمعُه فإذا وُجد وكان الأب ممن يستمع له، فإنه لن يذهبَ إلى خارج هذا الإطار ليُخرِج تلك الطاقة التي يجب أن تخرُج؛ لأنه لا يعلم مَن الذي سوف يوجِّهه، وأي توجيه سيوجه، وهل سيكون صحيحًا أم خاطئًا؟ وإن كان في الغالب الأعم سيكون خاطئًا ألفًا بالمائة؛ ذلك لأن الطفل سيصادق طفلًا مثله، وفي مثل فكره، ولا يستطيعون أن يوجِّه بعضهم بعضًا توجيهًا صحيحًا.

 

ثانيًا: الوجود بالنصح:

من أهم الأمور الخطيرة التي يتفاوت في فهمها الآباءُ، وكذلك الأمهات: النصح، وخصوصًا في طريقة النصح؛ فتجد كثيرًا منهم يشكون أن أبناءهم لا يستجيبون لنصائحهم، أو أنهم يضطرون إلى الضرب دائمًا، والذي سوف نتحدَّث عنه لاحقًا؛ ذلك لأنهم لا يجدون وسيلة أخرى للنصح أو التأديب أو غير ذلك.

 

النصح:

كما ذكرنا من قبل ووصفنا أن الملك لا يجب أن يكون حازمًا طوال الوقت، ولكنه يملأ المملكة حبًّا ودفئًا، وبذلك الحب وهذا الدفء يقوم بالنصح بأنواعه، بالترغيب وبالترهيب:

فأما النصح بالترغيب، فيكون بترغيبه في أمرٍ ما يحبُّه ويريده، بقولنا: إن فعلت ذلك فسوف تنال هذا، أو بالترهيب: إن لم تفعل ذلك فلن تنال ما تريد؛ فهذا النصح العادي المتعارف عليه بين الناس وفقط، وهذا ليس سيئًا، بل هو شيء جيد للغاية، ولكن يجب أن يضاف عليه أمر هام جدًّا؛ وهو التوعية؛ كي يكون نصحًا حقيقيًّا، وليس نوعًا من أنواع الأوامر التي يفرضُها الحاكم على الرعيَّة، فيجب أن تُفهِّم الطفل بأن هذا الأمر الذي فعلته هو أمر خاطئ؛ ذلك لأنه كذا وكذا، وخطورته كذا وكذا، أو أنه يجب أن تفعل أمرًا ما، وذلك للأسباب الآتية، والتي تعدِّدها له، قد يظنُّ البعض الطفلَ ذا عقلية صغيرة، ولا يفقه ما تقولُ له، وهذا فهم خاطئ؛ فالطفل ذو عقلية وبصيرة عالية تنمو مع الوقت، ويجب أن تُحترم دائمًا، ولا تؤخذ على سبيل أن الأب هو الكبير الحاكم المهيمن، والذي يجب أن تطاع أوامره ونواهيه دون أي مناقشة كما الحاكم العسكري.

فإني أود أن أشير إلى نقطة هامة جدًّا في مسألة النصح، فإن ما تمليه على الطفل سوف يتوقَّف عن فعله سواء بالحب أو بالقوة، ولكنه سوف يعاود فعل ذلك مرة أخرى، وسوف تنهاه أنت مرة أخرى، وقد يكون بعنف وقوة أكبر من سابقتها؛ وذلك لأنك أمرته من قبل وعلَّمته من قبل، فكيف نسي هذا؟!

إن الطفل لم ينسَ، ولكنه لم يفهم من الأصل ما تريد؛ فهو حين نفذ ما أردته منه كان يريد التخلُّص من الموقف، أو أنه يريد ما رغَّبته فيه، أو لا يريدُ ما رهَّبته منه، ولكن حين تُرشدالطفل سوف يرسخ في عقله بعضٌ مما قلته له، حتى إذا أخطأ مرة أخرى وذكَّرته بما قلت من قبل، وبفهم أعمق من ذي قبل، سوف يفهم الطفل حينها أن ما فعله خطأ لأجل كذا، وستجد هذا الطفل يُرشد الأطفال من حوله لهذا الأمر أيضًا بما علمته إياه؛ ذلك لأنه فهم ووعى ما تقول أنت، وليس الأمر عبارة عن أوامر تصدر من الوالي الشرعي للبلاد.

 

ملحوظة هامة للنصح:

إن الطفل لديه أداة هامة وخطيرة جدًّا؛ ألا وهي: القياسُ؛ فإنه يقيس على ما تبثُّه في عقله من معلومات وأوامر ونواهٍ، وكل شيء يراه في حياته، حيث إن عقل الطفل يكون خاويًا ثم تبدأ أنت في ملئه بما شئت في إطار الأسرة، ثم يخرج هذا الطفل إلى المدرسة فيبدأ الملء بشكل آخر؛ لذلك يحتاج هنا إلى توجيه آخرَ، ثم يخرج إلى الحياة بصفة عامة فيجد صدامات مع ما تعلمه في البيت أو تعلمه في المدرسة؛ لأنه يقوم بعملية قياس على ما تعلمه؛ ولذلك فلا تنزعج من طفلك حين يقوم بتصرف في وضع ليس بوضعِه؛ ذلك لأنه يقيس على ما تعلمه سابقًا؛ فتجد بعض الأطفال عندما تكون أمهم منتقبة فتجده كلما رأى منتقبة يقول: (ماما ماما)؛ ذلك لأنه قام بالقياس، وأيضًا عندما تنصحه ألا يأخذ شيئًا من فلان هذا، فلا تنزعج إن لم يأخذ من عمه وخاله وأقاربه أيضًا، وكذلك عندما تصفون أمامه أن فلانًا به أقبح الصفات، فلا تنزعج إذا رأيته يصف كل من على هذه الشاكلة بتلك الصفات، تلك هي عملية القياس التي يجب أن تراعى مع الطفل؛ لذلك يجب أن تنتبهوا ما الذي تقولونه للطفل؛ فحين يقيس الطفل تبدأ أنت بالتوعية من جديد، ولا تكلَّ ولا تملَّ؛ فهذه نبتتُك التي تكبر أمام عينك، والتي يجب أن ترعاها، والتي ستُسأل عليها أمام الله.

 

تضارب النصح من أخطاء الكبار:

من أخطر الأمور التي نراها يوميًّا عملية التضارب التي تحدث للطفل؛ لأنه كما ذكرنا يقوم بعملية القياس؛ فعندما نقول له: لا تكذب، ويرى أباه أو أمه يكذبان أمامه، يحدث التضارب، عندما نقول له: إن التدخين سيئ، والأب يدخن، يحدث التضارب! عندما نقول: الأكل بالطريقة الفلانية خطأ، ويأكل الأب بها أو الأم بها، فيحدث التضارب، وهكذا فالأمثلة كثيرة وعديدة، ولكن المقام لا يتَّسع؛ ولذلك يجب أن نتقي الله في أبنائنا، وأن نراعي ما نفعل أمامهم، فنحن القدوة وهم مقلدون لنا في كل تصرفاتنا، فموقف من الأب أو الأم أمام الطفل يكفيه أفضل من ألف ألف نصيحة ونصيحة، حيث إن الموقف يرسخ في عقل الطفل منذ الطفولة إلى الممات بمبدأ يصعب إخراجه منه؛ ولذلك نحرص أن يكون ما يرسخ في صالح الطفل لا ضده، ولا يقيم لديه التضادَّ والتضارب.

 

ثالثًا: الوجود باللعب:

من أفضل وأروع الوسائل التي تُشعِر الأطفال بالوجود: اللعبُ معهم لفترة طويلة وبصفة دائمة ويومية، إن الطفل لديه من الطاقة ما يستطيع بها أن يلعب طوال اليوم دون كلل أو ملل أو تعب حتى ينام، ولكن الأب المسكين المطحون طوال اليوم في العمل، فضلًا عن كونه لا يريد اللعب مع الطفل؛ فهو لا يريد أن يسمع صوته من الأصل، وهذه طامة أيضًا؛ فالطفل يحتاج إلى اللعب مع الأب ولو بالقليل من الوقت، فذلك يُشعره بالحب والاحترام، وبأنه مرغوب فيه ومحبوب من قِبَلِ الملِك والحاكم، فما أحلاه من شعور لدى الطفل، وما أسعده في هذه اللحظات! فالطفل يكون سعيدًا عندما يلعب مع الأطفال في مثل سنه، ولكن هذا لا يُضاهي سعادة اللعب مع الأب ولو لدقائق، فهو يحب الأب، ويريده أن يشعر أنه يحبه مثل ما يحبه هو، ولأنه طفل فطريقة التعبير تكون باللعب معه؛ فهذا يشعره بالحبِّ الشديد، والوجود المرغوب فيه.

 

عدم السماح بفعل الخطأ:

من أكبر الأخطاء التي تحدث بالتربية أن الأب ينصحُ أو الأم تنصح أيضًا في فعل معين، ثم يكرر الطفل ذات الفعل مرة أخرى فلا يَنصح ولا يتحدث عن هذا الفعل أحدٌ، فيفعله الطفل مرة أخرى فلا يُتحدث عنه، ثم مرة أخرى فُيزجر الطفل، فهنا يحدث أيضًا التضارب لديه؛ لأنكم سمحتم له بفعله من قبل، ولم تتحدثوا عن الأمر.

ولذلك؛ يجب أن نراعي هذه المسألة، فعندما ننصحُ الطفلَ بأمر فلا نسمح بتَكْراره، ولكن بالنصح مرة أخرى، ولا نلجأ إلى القوة أو الضرب غير المبرح إلا بشروط، من بينها: أن يكون الطفل قد فهم على أي شيء يُعاقَب، وألا يكون بإفراط، وغير ذلك من الأمور والضوابط في هذا الصَّدَد، ولكن المهم هو عدمُ السماح بتَكْرار الفعل، كما لو أن صبيًّا يريد أن يضع طلاء الأظافر، والأب يريد أن يعلمه أن هذا ليس للرجال، فعلِّمه وانصحه مرة ثم أخرى، فإذا رأيته في مرة أخرى وأخته تضع الطلاء يريد أن يضع مثلها، فيصرخ ويبكي؛ محاولًا الضغط على الأب بأن يوافق، فهنا يظهر الموقف التربوي؛ إذا وافق الأب ضاع ما علَّمه إياه من قبل، أما إذا رفض مهما بكى الطفل، فسيتعلَّم وسيعرف أمرًا هامًّا أيضًا؛ وهو أن الأمور مع هذا الحاكم لا تأتي بالضغط عليه، وأن الخطأ خطأٌ لا يتهاون فيه، وأنه لا سبيل لاستخدام هذه الأمور - كالبكاء وغيره - للضغط عليه، وفي النهاية سيقتنع الطفل بما تريد إقناعه به.

 

رابعًا: الوجود بالمشاركة:

إن الوجود بالمشاركة فيما يحبُّه الطفل من أفضل أنواع التأثير في قلب الطفل مباشرةً؛ فعندما تتشارك مع الطفل في مشاهدة فيلم كرتون يحبُّه، فهذا يجعله يشعر أن هناك أمورًا مشتركة بينكما، وبذلك تنمِّي رابطة الصداقة والألفة، وكذلك كما في اللعب فهو نوع من التشارك، وكذلك في الطعام بأن يكون الطعام معًا، وليس كل واحد في موعد مستقلٍّ عن الآخر، وحتى لو كان الطفل قد أكل ألف مرة من قبل، فلا تتركوه أثناء تناول الطعام، بل اجعلوه شريكًا لكم، وكذلك الأمر في شتى الأمور.

 

خامسًا: الوجود بالمحببات:

من الأمور التي يرتقبُها الطفل عند دخولِ الوالد: الحلويات أو ما الذي سيأتي به عند دخوله اليوم، فهذه وسيلة ممتازة أيضًا للوجود؛ لأن الطفل سيقيم رابطًا بين الأب وبين المحببات التي تأتي إليه من حلويات وما شابه ذلك، وإن كنا ننصحُ دائمًا ألا تكون بالإسراف فيها، أو التقطير؛ فخير الأمور الوسط.

فدائمًا في هذا الصَّدد لا يكون الأمر بصفة يوميَّة، ولا يكون بانعدامه؛ بحيث يعرف الطفل أن هذا الأب ليس محلَّ سوبر ماركت يأتي له بما يريد وفقط، فهو أب، ومن حبه له يأتي له بما يحب.

 

سادسًا: الوجود بالتعليم:

من أروع ما رأيت ومن أروع ما أعلم ومن أفضل ما أعرف: هذا الأسلوب من الوجود، وهو التعليمُ للطفل، وخصوصًا كتاب الله، فمن أفضل البيوت التي دخلتها بيت لأبٍ يجلس مع أطفاله، ويحفِّظهم كتاب الله ولو ببضع آيات، فهذا الوجود رائع فوق الوصف؛ لأنه بذلك يعلِّم الطفل ما ينفعه، وأيضًا يكون موجودًا مع الطفل فعليًّا، وكذلك يكون موجودًا بكونه ناصحًا ومعلمًا، وفي هذا الخير الكثير الذي سيجنيه الأب فيما بعد، وكذلك بكونه القدوة، وفي هذا أفضل سبيل لكسب الأبناء والتأثير فيهم.

 

هذا هو الوجود المرجوُّ من الآباء أن يكونوا عليه، وأن يعملوا به، مع العلم أن الوجود بأمور كثيرة جدًّا، ولكن ليس المجال هنا لنحصيَها؛ ولذلك فإننا نترك باب الابتكار للجميع، بأن يكونوا موجودين مع الأبناء بطرقهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • علمتني ابنتي
  • حين أصبحت أبا
  • نصائح تربوية للعاملين في ساح التربية والنهضة والدعوة (1)
  • هل هناك بدائل عن وجود المربي؟

مختارات من الشبكة

  • نصائح نبوية للآباء والأبناء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المهارات اللغوية الاستثنائية في نص "نصائح أب"(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • نص "نصائح أب": التحليل المعجمي البلاغي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • البحث اللغوي والثقافي والتحليل القرائي الحركي والنصي في نص "نصائح أب" للسادس الابتدائي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • نصائح زهير بن أبي سلمى للأمة الإسلامية في القرن الواحد والعشرين ( قصيدة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التعامل مع الأخبار بحكمة: نصائح نفسية وإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نصائح لمن عليه ديون مالية وتجارية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منظومة: نصائح للمبطون بمناسبة رمضان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف تبدأ مشروعا صغيرا وتحقق النجاح في سوق العمل: نصائح عملية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الصيام التطوعي في شهر شعبان (نصائح وتجارب)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب