• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أزواج وزوجات
علامة باركود

أيتها المرأة.. لا يفوتنك هذا الخبر!

د. عبدالرزاق مرزوكَ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/12/2007 ميلادي - 28/11/1428 هجري

الزيارات: 11155

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
سببُ كتابة المقالة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
وبعد، فقد قرأت إدراجًا هامًا في إحدى المدونات العربية بعنوان (احذري هذا الرجل)؛ ذكرت فيه صاحبتُه –نقلا عن المحللة النفسية الدكتورة (بيتاني مارشال)- خصالا سالبة طاعنة في شخصية أصناف من الرجال؛ تحذر المرأةَ من التعلق بهم، فوجدته جديرًا بالتأمل لما اشتملت عليه مضامينُه المختصرةُ من الإثارة والتعميم، لا سيما وأن المحذرة متخصصة، فكتبتُ هذه المقالة تعليقًا على ما قرأت؛ بذكر أمور أرى إضافتها لازمة، ودفع أمور تأباها قواعدُ الدين والعلم، والله أعلم، وهذا عنوان المدونة:
http://shawar2.maktoobblog.com/

موضوع المقالة:
فأردتُ تخصيصَ ذلك التعميم تذكيرًا باستثناء يجب اعتبارُه في عد أصناف الرجال، بل حسبت أن تعليقي هذا أشبه بالإسعاف الضروري لمريض يئس أن يجد من يرعاه حتى شفائه، لا سيما وأن صاحبة المدونة جعلت في استخلاصها تقسيم (بيتاني مارشال) لأصناف الرجال هو التقسيم الجامع المانع الحاسم، ثم سارعت فأسست عليه قولَها العام في الحكم على الرجل الشرقي، وحصرت خصاله في أسوأ ما يقع من رجل ظالم في معاملة زوجته، ولعلها لم تر من الرجل الشرقي -بالنظر إلى حصيلة دراستها وتجربتها- ما يدفعها إلى التخصيص والاستثناء، لكني أرى أن تعميمها في غير محله.

وأسوق فيما يلي كلام الدكتورة (مارشال) كما أوردته السيدة صاحبة المدونة قبل التعليق عليه؛ إذ ذكرت أنها تحذر المرأةَ من خمسة أصناف من الرجال؛ تنصحها أن "لا تتورط معهم بعلاقةٍ أو زواج"، وتعلل ذلك ببيان سلوك كل صنف.

الأول: الرجل السيناريست، ومثلت له بصناع الأفلام، "فهو صانع الأحداث والنهايات؛ يتعامل مع زوجته كأنها إحدى بطلات قصته دون أن يكون لها حق تغيير معالم وحدود الشخصية التي يرسُمها لها، لذلك فإن أي تصرف فردي من قبل الزوجة مرفوض سلفًا".

الثاني: الرجل المسؤول، الذي "يلقي الأوامر والنواهي بأسلوب تسلطي كطغاة الحقبة السوفيتية، ليس هذا فحسب؛ إنما يتدخل في كل تفاصيل المنزل، ويدس أنفه في اللازم وغير اللازم على اعتبار أنه يفهم في كل شيء".

الثالث: رجل بلا نقائص، وهو الذي "لا يدور إلا في فلك ذاته؛ شعاره: أنا والطوفان من بعدي، تضخمه الذاتي لا يسمح له برؤية أبعد من اهتماماته الشخصية".

الرابع: الرجل الخفي، وهذا في نظر الدكتورة بيتاني مارشال "وجوده كعدمه؛ فهو لا يبادر، ولا يتجاوب، ولا يتفاعل".

الخامس: الرجل الطفل، "الذي يوجد أصلا داخل كل رجل مهما بلغ من العمر عتيا، إلا أن طفولته في بعض الحالات تطغى على رجولته؛ فيتكشف نقصُه العاطفي ورغبتُه الدائمة في الاعتماد والاتكال على غيره لا سيما زوجته المسكينة، فوق ذلك يتهرب الرجل الطفل من تحمل المسؤولية، وبرأيي هذا أسوؤهم جميعا".

وهذا في الواقع تقسيم دقيق، ووصف عميق؛ تتجلى فيه آثار اختصاص صاحبته وخبرتها، لكنه –مع كونه واقعيا مثيرًا– ليس جديدًا؛ فقد صحَّ من أخبار الجاهلية الأولى ما يدل على اهتمام النساء "الجاهليات" بمعرفة أصناف الرجال، وتمييز خصالهم الحميدة من الشائنة، وعنايتهن الدقيقة، وخبرتهن البالغة آنذاك بهذا الشأن، ونبوغهن الباهر في وصفه وعرضه.

وذكرت كل واحدة منهن –في الخبر التالي- خلاصةَ تجربتها الصادقة إلى التاريخ مما تعيشه حقيقة، فجمعت بين صفة المنظّرة المحللة المتخصّصة، وصفة المجرّبة.. آنذاك في زمن الرمال والجمال والخيام؛ حيث لم يكن وجودٌ لمدارس التربية والتثقيف، ولا لمعاهد التوجيه والتطوير ذات التخصصات الدقيقة المختلفة الكفيلة بتفتيق المواهب الإنسانية واستثمارها بالبحث في مجال علم النفس.

بل زدن على الخبرةِ الإنصافَ والشمول، فذكرن القبيح والحسن من خصال الرجال، فوافقن قواعدَ الفطرة والمنطق السليم؛ إذ إن الاكتفاء بعدّ خصال الرجل السيئة في سياق نصح المرأة وتحذيرها لا يحملها إلا على العزوف عن الزواج.

أما الخبر الذي أقصده؛ فهو حديث أم زرع الصحيح المشهور الزاخر بدلائل وعي المرأة العربية الأولى بهذا الشأن، ونبوغها الباهر في وصفه وعرضه، وكذا وعيها بذاتها ورفيع مكانتها، وإدراكها الثاقب لقيم أنوثتها، وإبصارها بحقوقها المكسوبة والمسلوبة، وريادتها في مجال التحليل النفسي، والتوجيه الاجتماعي.

ولا يخفى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد استثنى من الحياة الجاهلية الأولى مشاهد رشد واستقامة في التصور والسلوك؛ لا يفصلها عن النموذج الإسلامي ما يفصل الجاهلية عن الإسلام؛ كحلف الفضول الذي قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "شَهِدتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفاً مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ، وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الإِسْلاَمِ لأَجَبْتُ" [سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لابن هشام 1/145، والبدر المنير لابن الملقن 7/325، وهو صحيح كما في تيسير الوصول إلى أحاديث الرسول رقم   147985  ].  

أما خبرُ أم زرع فترويه أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ قَرْيَةً مِنْ قُرَى الْيَمَنِ كَانَ بِهَا بَطْنٌ مِنْ بُطُونِ الْيَمَنِ، وَكَانَ مِنْهُمْ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، وَأَنَّهُنَّ خَرَجْنَ إِلَى مَجْلِسٍ لَهُنَّ؛ فَقَالَ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ: تَعَالَيْنَ فَلْنَذْكُرْ بُعُولَتَنَا بِمَا فِيهِمْ وَلاَ نَكْذِبُ، فَبَايَعْنَ عَلَى ذَلِكَ...". أخرج أصلَه موقوفًا البخاريُّ في كتاب النكاح من صحيحه، باب حسن المعاشرة مع الأهل (9 / 254 فتح).

ثم ساق النبي -صلى الله عليه وسلم- خبر كل امرأة، وخلاصة ما خبرت به زوجها، وعاملها به من الخصال الشائنة والحميدة، فأفضين إلى بعضهن؛ فمنهن اللائمة الشاكية، ومنهن الراضية الشاكرة..، والحديث صحيح رواه البخاري وغيره، أورده فيما يلي مختصرًا، مشفوعًا بتقريب غريبه واستخراج فوائد انتقيتها من كلام شارحيه:
وقد بدلت ترتيبه كي أضم الخصال الحميدة إلى بعضها، وجعلتها في الطليعة اعتبارًا لمقصدي من هذا التعليق، وإننا حقا لمغبونون في تاريخ ديانتنا؛ لأن فيه أسرارًا ودفائن علمية وثقافية لو أثرناها وكشفناها وأحسنَّا عرضها لوجدنا كثيرًا مما يثيرنا ونستحسنه لدى أهل المعرفة من الغربيين قد اشتمل عليه دينُنا أحسنَ اشتمال وأتَمَّه، وتضمنه أجلَّ تضمنٍ وأجْمَلَه؛ على بعد ما بين زماننا "الحديث" وزمان الأسلاف "القديم".

وإن أحسن ما في هذا الخبر القديم النفيس العجيب –بالنظر إلى كلام المحللة النفسية بيتاني مارشال– الاعتدال والتوسط، إذ عد بعض النسوة خصالَ أنواع من الرجال السيئين، وعدت الباقيات خصالَ رجال كرام طيبين، فهذا صدقٌ وعدل واتزان يشهد له الواقعُ في زماننا وزمانهم سواء.

وأحسب أن الدكتورة مارشال لو اطلعت على تصنيفهن وحسن أدائهن، وما عرفن به من إنشاء النوادي الثقافية النافعة، وترتيب اللقاءات الاجتماعية الهامة، وتنظيم جلسات التكافل النفسي والمواساة والرعاية لحقوق بعضهن تضامنًا وتناصرًا، وتعاهدهن على ميثاق شرف محلي أشبه بمواثيق حقوق النساء المحلية والدولية المعاصرة.. لعلا لديها شأنُ بدويات منسيات؛ قد ضرب ذكرُهن في غياهب عهد منبوذ.

فلله ما أعظمَ جنايتَنا على أصول ثقافتنا، فقد صرنا لقلة عنايتنا بنفائسها، وانبهارنا بثقافة غيرنا كأننا لا تراثَ لنا ولا حضارة، فانظر إلى ما اجتمع عليه هؤلاء النسوةُ (الجاهلياتُ) في ذلك العهد (البالي) من الشؤون المعالي، وما اشتمل عليه كلامُهن من البلاغة والجزالة والإيجاز والإبداع مع وفرة المعاني الكبيرة، وجلال المقاصد والمرامي العجيبة المثيرة:

قالت الأولى -وهي مهدد بنت أبي هزومة- (اللَّيْلُ لَيْلُ تِهَامَة، وَالْغَيْثُ غَيْثُ غَمَامَة، وَلاَ حَرَّ وَلاَ خَامَة، وَلاَ مَخَافَةَ وَلاَ سَآمَة).

فهذه تصف حال زوجها بأربع خصال حميدة:
- أنه جميلُ العشرة، معتدلُ الحال، سليم الباطن، فهي تلذّ العيش عنده كلذة أهل تهامة بليلهم المعتدل، لا يؤذيها، ولا يمل من عشرتها، ولا تمل من عشرته.
- أنه لين الجانب، خفيف الوطأة على الصاحب، لذلك قالت (ولا خامة)؛ أي لا تستثقله، ولا تشكوه.
- أنه كريم جواد، فشبهت جوده بغيث الغمامة.
- أنه حامي الذمار، مانع للدار والجار؛ لا مخافة عند من يأوي إليه، كأهل تهامة المتحصنين بجبالها.
وإنما ضربَت المثلَ بليل تهامة في الطيب لأنها بلاد حارة في غالب الزمان، وليس فيها رياح باردة، فإذا كان الليل سكن وهجُ الحر، فيطيب الليلُ لأهلها بالنظر إلى ما كانوا فيه من أذى حر النهار.

وقالت الثانية –وهي كبشة-: (زوجي إِذَا دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلاَ يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ).

فهذه تصف زوجها بصفات حميدة ثلاث:
- اللين والغفلة المحمودة عند دخول البيت، وشبهته فيما قالت بالفهد؛ لأنه يوصف بالحياء وقلة الشر.
- النشاط والغزو إذا خرج من البيت، فيصير كالأسد في إقدامه.
- شدة الكرم والسماحة، وكثرة التغاضي، لا يتفقد ما ذهب من ماله، وإذا جاء بشيء لا يسأل عنه بعد ذلك، ولا يلتفت إلى ما قد يرى في البيت من المعايب.

وقالت الثالثة –وهي بنت أوس بن عبد-: (زوجي: الْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَب، وَأَنَا أَغْلِبُهُ، وَالنَّاسَ يَغْلِب).
الأرنب معروف، والزَّرْنَبُ: نبت طيب الريح.
واللام في (المس) و(الريح) نائبة عن الضمير؛ أي : مس زوجي وريحه.

فهذه تصفُ زوجَها بأنه ناعم الجسد، حسن الخلق، لين العريكة.
وأنه طيب العرق لكثرة نظافته واستعماله الطيب.
وأنها تغلبه لصبره عليها وجميل عشرته لها، وهي خصلة لا تنافي الشجاعة، ولذلك قالت (والناس يغلب)؛ لئلا يظن أنه لكرم سجاياه جبان ضعيف.

وقالت الرابعة: (زوجي رَفِيعُ الْعِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ، عَظِيمُ الرَّمَادِ، قَرِيبُ البَيْتِ مِنَ النَّاد)

فهذه تصف زوجها بأربع خصال حميدة:
- أنه طويل البيت عاليه لأنه من الأشراف؛ قد بنى بيته في موضع مرتفع كي يقصده الطارقون والوافدون، ولازِمُ طول البيت أن يكون متسعًا كثيرَ الحاشية والغاشية، فكَنَتْ بذلك عن شرفه ورفعة قدره.
- وأنه طويل القامة يحتاج إلى طول نِجاد، والنِّجاد حِمالة السيف، فضمَّنت ما مدحته به من طول القامة الإشارةَ إلى أنه أيضا شجاع.
- وأنه كريم لا تطفأ نار قراه كي تهتدي إليها الضيفان، فيصير رماد النار كثيرًا لذلك، ولذلك قالت (عظيم الرماد).
- وأنه في قومه شريف سيد، فهم إذا تفاوضوا وتشاوروا في أمر أتوا فجلسوا قريبًا من بيته، فاعتمدوا رأيه، وامتثلوا أمره، ولذلك قالت (قريب البيت من الناد)، والنادي: مجلس القوم.

وقالت الخامسة –وهي كبشة بنت الأرقم-: (زوجي مَالِك، وَمَا مَالِك؟ مَالِكٌ خَيْرٌ مِن ذَلك، لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِك، قَلِيلاَتُ الْمَسَارِحِ، وَإِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِك)
والمِزْهَر : آلة من آلات اللهو.

وقولها (وما مالك؟) استفهام للتعظيم والتعجب، وتكرير الاسم أَدْخَلُ في باب التعظيم، وقولها (مالك خير من مالك) زيادة في إعظام زوجها، وأنه خير مما أشارت إليه من ثناء، وفوق ما يعتقد فيه من السؤدد، و فضله أجل من أن يوصف.

فهذه وصفت زوجها بأنه كريم، فإبله قليلات المسارح؛ فلا يوجِّه منهن إلى المسارح إلا قليلا ويستبقي سائرهن بفنائه استعدادًا للضيفان، فهي في الأصل إبل كثيرات، ثم إذا سرحت صارت قليلة لأجل ما ذهب منها.

فعادته بنحر الإبل للضيفان كثيرة حتى صارت إذا سمعت صوت الغناء فرحًا بهم عرفت أنها منحورة لا محالة.

وقالت السادسة –وهي أم زرع-: (زوجي أبو زَرْع، فَمَا أَبُو زَرْع، أَنَاسَ مِنْ حُلِيِّ أُذُنَيَّ وَفَرْعَيَّ، وَمَلأَ مِن شَحْمِ عَضُدَيَّ، وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، فعنده أَقُولُ فَلاَ أُقَبَّح، وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّح، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّح..)
وقولها (أَنَاسَ) معناه: أثقل، أي أثقل أذنيها بالحلي حتى تدلى واضطرب.
وقولها (وَفَرْعَيَّ) معناه: مِعْصَمَيَّ.
وقولها (وَمَلأَ مِن شَحْمِ عَضُدَيَّ) المراد به الجسد كله؛ لأن العضد إذا سمنت سمن سائرُ الجسد، وخصت العضد لأنها أقرب ما يلي بصر الإنسان من جسده.
وقولها (وَبَجَّحَنٍي) معناه: وسَّع عليَّ وترَّفني فعظمت عندي نفسي.
وقولها (فَأَتَصَبَّحُ) معناه: أنام الصُّبْحَة، وهي نوم أول النهار، فلا أوقظ، إشارة إلى أن لها من يكفيها مؤنة بيتها ومهنة أهلها.
وقولها (فَأَتَقَنَّحُ) معناه: أنها تشرب على مهل لكثرة اللبن، لأنها آمنة من قلته فلا تبادر إليه مخافة نفاده.

فهذه تثني على زوجها بكونها عزيزة عنده وكثيرة الخير لديه، وأنه لا يبالي بما يملك رعاية لها وعناية بها، فأثقل أذنيها ومعصميها بالحلي، ووسع عليها في المعيشة والعطاء حتى نعمها تنعيمًا، وكفاها مؤنة بيتها، بمن يرعاها حرصًا على راحتها، حتى صارت لكثرة إكرامه لها وتدللها عليه لا يرد لها قولا ولا يقبحه، فهي تزهو لذلك.

وقالت السابعة: (زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثّ، عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ وَعْثٍ، لاَ سَهْلٍ فَيُرْتَقَى، وَلاَ سَمِينٍ فَيُنْتَقَى).
والْغَثُّ: الهزيل، يقال في مقابلة السمين.
والْوَعْثُ: الصعب المرتقى الذي يشق المشي فيه.
وقولها (فَيُنْتَقَى) راجع إلى اللحم؛ أي لا نِقْيَ له، والنِّقْيُ -بكسر النون-: المخ، أي أنه لحم لا مخ له يطلب لأجله، ويقال إن آخر ما يبقى في الجمل مخ عظم المفاصل، ومخ العين؛ فإذا نفدا لم يبق فيه خير.

فهذه وصفت زوجها بثلاث خصال ذميمة :
- أنه كلحم الجمل الذي ضاقت عظامُه عن أن يكون فيها مخ، مع كونه مستكره الطعم والرائحة، وهذه كناية عن البخل وقلة الخير.
- أنه صعب التناول، يسمو بنفسه فوق موضعها؛ فلا يوصل إليه إلا بمشقة، وهذه كناية عن العجب والكبر ووعورة الخلق.
- أن زوجته يائسة مما ينبغي أن يبذله زوجُها من أجلها رعاية وحبًا، فهو بمثابة لحم هزيل على رأس جبل بعيد.

وقالت الثامنة -وهي عمرة بنت عمرو-: (زَوْجِي مَنْ لاَ أَذْكُرُهُ، وَلاَ أَبُثُّ خَبَرَهُ، إني أَخَافُ أَن لاَ أَذَرَهُ؛ إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ).
والْعُجَرُ والْبُجَرُ: جمع عُجْرَة وبُجْرَة، فالعجر: ما تعقد من عصب الجسد وعروقه، والبجر: ما تعقد من ذلك في البطن خاصة، ويستعملان في الأحزان والمعايب، وقيل: العجر عامة في سائر البدن، والبجر خاصة بالقلب.

فهذه أرادت أن زوجها كثير المعايب، جافي القلب، متعقد النفس عن المكارم، وتخاف إن شرعت في عد خصال زوجها أن لا تقدر على إكمال حديثها حسرة وتألما، فاكتفت بالإشارة إلى تلك المعايب خشية أن يطول الخطب بإيرادها جميعا.

وقالت التاسعة –وهي حُبَّى بنت كعب-: (زَوْجِي الْعَشَنَّق، إِنْ أَنطِقْ أُطَلَّقْ، وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ).
والْعَشَنَّقُ : صفة لمن فحش طوله من الرجال، وهو ليس عيبًا، لكن بالنظر إلى ما ساقته بعدُ من سوء خلق زوجها أرادت أنه ليس عنده أكثر من طوله بغير نفع.

فهذه تصف سوء حالها عند زوجها، وأنها منه على حذر، فهو لا يحتمل كلامها إن هي شكت له حالها بادر إلى تطليقها، وإن سكتت صابرة على تلك الحال فهي عنده كالمعلقة؛ لا ذات زوج ولا أيم.
وقد يكون قولها (أعلق) مشتقا من علاقة الحب، أي إن نطقت طلقني، وإن سكتت بقيت زوجة له، وأنا أوثر السكوت لأني لا أحتمل تطليقه لي.

وقالت العاشرة –وهي هند-: (زوجي إِنْ أَكَلَ لَفَّ، وَإِن شَرِبَ اشْتَفَّ، وَإِن اضطَجَعَ الْتَفَّ، وَلاَ يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ)

فهذه تصف زوجها بأربع خصال ذميمة:
- إذا أكل لف؛ أي يستقصي إذا أكل حتى لا يترك من الطعام شيئًا، ويخلط صنوف الطعام لشدة نهمه وشرهه.
- الاشتفاف في الشرب، والمراد به الاستقصاء أيضا.
- الالتفاف؛ أي يرقد ناحية، وينام نوم العاجز الكسول، أو يتلفف بكسائه وحده وينقبض إعراضًا عن زوجته، فيدعها كئيبة حزينة، فلا يدنيها منه.
- عدم السؤال عما يعنيها، ويقع اهتمامها به من الشؤون، والمراد بـ (البث) شدة الحزن؛ أي لا يمد يده ليعلم ما هي عليه من الشكوى والحزن ليزيله.
وهو أيضا كناية عن تركه مداعبتها وتجنبه إياها، فجمعت في وصفها لحاله معها بين اللؤم، والبخل، والنهم، والمهانة، وسوء العشرة مع أهله.

وقالت الحادية عشرة –وهي حبى بنت علقمة-: (زَوْجِي غَيَايَاء، طَبَاقَاء، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ، شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ أَوْ جَمَعَ كُلاًّ لَكِ).
والغَيَايَاء: من الغَيايَة، وهي الظلمة، أي لا يهتدي إلى مسلك.
والطَّبَاقَاء: الأحمق المطبق عليه من الحمق.
والشَّجُّ: الجرح في الرأس.
والْفَلُّ: الجرح في الجسد.

فهذه تصفُ زوجها بالخيبة وثقل الروح، وأنه مظلم الحال كالظل المتكاثف الظلمة الذي لا إشراق فيه.
وأن كل ما تفرق في غيره من المعايب قد اجتمع فيه، وأن كل علة فيه غاية في التناهي، لذلك قالت : (كل داء له داء).
وأنه لا يخلو إما أن تحدثه فيسبها، أو تمازحه فيشجها، أو تغضبه فيشق جلدها، أو يكسر عضوًا من أعضائها، أو يغير على مالها، أو يجمع كل ذلك من الضرب والجرح والأذى بموجع الكلام، وأخذ المال.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المرأة بين ظلم الجاهلية والعدالة الإسلامية
  • نصيحة
  • أيتها العزيزة
  • المرأة الإفريقية
  • المرأة.. ماذا يريدون بها (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • حديث: لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • أيتها المقصلة.. أيتها السنبلة (شعر تفعيلة)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • لو فهموا الإسلام لما قالوا نسوية (منهج الإسلام في التعامل مع مظالم المرأة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • حديث: لا يجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • خدعوك أيتها المرأة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • في اليوم العالمي للمرأة(مقالة - ملفات خاصة)
  • مكانة المرأة في الإسلام: ستون صورة لإكرام المرأة في الإسلام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تخريج حديث: ((‌لا ‌تزوج ‌المرأة ‌المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها)) وبيان أقوال أهل العلم فيه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عورة المرأة المسلمة بالنسبة إلى المرأة الكافرة(مقالة - ملفات خاصة)
  • عورة المرأة بالنسبة إلى المرأة المسلمة(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
6- جزاك الله خيرا
العالية الكرن - المـــــغرب 31-05-2012 02:25 AM

بداية أحييكم بتحية الاسلام ألا وهي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,أتوجه للشكر للأستاذ الفاضل عبد الرزاق مرزوك على هذا الطرح الطيب وما نال إعجابي اكثر ،قول تلك النسوة الذي جاء بين معقوفتين[جاهليات] وإنما إن صح القول فهن عالمات فما أجمل ما قالوه في حق أزواجهن يحمل بين طياته معاني جليلة لكل مبصر وقارئ ما خلف الأسطر,,جزاك الله خيرا أستاذي الفاضل على هذا الرصيد المعرفي وأرزقك الجنة ما يقرب لها من قول وعمل

5- كنز من كنوز حضارتنا
عبد العالي الخضري - المغرب 29-09-2011 06:12 PM

إلى أستاذنا كامل الشكر و العرفان في عكوفه على ثراتنا الزاخر بكل صنوف المعرفة وألوانها يحاوره ويستنطقه فمتى سنستيقظ من سباتنا ونعرف انفسناوما حبانا الله به من النعم التي لا تعد ولا تحصى,
جزاك الله خيرا

4- جزاكم الله خيرا
Manal Mostafa - مصر 03-03-2008 10:45 PM
جزاكم الله خيرا و أكثر من أمثالك
3- شكر الله لك
أبو محمود - سورية 15-12-2007 12:04 AM
شكر الله لك على استخراجك هذا الكنز حقاً من ذخائر تاريخنا
أتمنى لك دوام النجاح
2- امتنان وتقدير
Amir Merzoug - Maroc 14-12-2007 02:37 PM
لي الشرف أن أعلق على هذا الموضوع الجميل الحسن خاصة وأن كاتبه هو والدي حفظه الله تعالى ورعاه من كل مكر وسوء .
أنا شخصيا ليس لدي أي تعليق حول هذا الموضوع بل إنني وددت أن أساهم ولو بكلمة في هذا الحقل كون الموضوع أعجبني وراقني أسلوبه ولغته .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
1- لله درك يا ابا سنان
يوسف ابو سلمى - المغرب 09-12-2007 01:39 PM
ان في تراثنا العربي والاسلامي ما يغنينا اليوم عن الخوض في كثير من الامور قد تبدوا لنا اكتشافا .لا لشئ الا لبعدناعن اصالتنا وثقافتنا حتى اصبح الجهل اصلا من اصول معرفتنا .ولو رجعنا الى مهد حضارتنا لوجدنا ان اسلافنا لم يغادروا صغيرة ولا كبيرة الا تكلموا عنها .
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب