جهاز مكبر الصوت في الإذاعة المدرسية

جهاز مكبر الصوت في الإذاعة المدرسية

هذا أهم جهاز تحتاجه المدرسة عمومًا في اعتقادي، وجماعة الإذاعة خصوصًا، فلا غنى عنه في تقديم الإذاعة الصباحية، أو الحفلات المدرسية، أو المسرحيات التربوية، والأعظم إقامة الصلوات (صلاة الظهر).

لذا؛ يجب العناية باختيار جودته وكذلك العناية بالحفاظ عليه، وإن كنت أقترح تخصيص جهاز مكبر صوت خاص للإذاعة المدرسية حمايةً له من كثرة التنقلات، وكذلك حتى يصبح هناك جهازان لمكبر الصوت في المدرسة في حال تعطل أحدهما يقدم الآخر بديلاً عنه، وبذلك نضمن استمرار النشاط الإذاعي وغيره من النشاطات من دون انقطاع بإذن الله.

وكذلك أركز على ضرورة العناية بملحقات هذا الجهاز (مكبر الصوت) والتي تتمثل بالآتي:

1- السماعات الداخلية: فيتطلب أن يكون هناك عدد كافٍ من السماعات الداخلية، بحيث تضمن وصول الصوت إلى جميع أرجاء المدرسة، وكذلك تضمن صفاء الصوت، وعدم تشويشه أو انقطاعه، لكي يتسنى للطلاب، وكافة المستمعين من داخل المدرسة الاستماع إلى البرامج الملقاة بكل وضوح وإنصات.

2- السماعات الخارجية: وكذلك يتطلب التركيز على السماعات الخارجية نظرًا لما فيها من الخير العظيم فهي تستخدم في تلاوة القرآن قبل الطابور الصباحي بنصف ساعة تقريبًا، حيث يتم وضع شريط قرآني داخل المسجل ومن ثم يوضع اللاقط بجوار المسجل ثم يشغل المسجل، أو يوضع مباشرة في جهاز مكبر الصوت حيث تتوفر هذه الخاصية في أجهزة مكبرات الصوت الحديثة ومن ثم يخرج الصوت بواسطة السماعات الخارجية إلى أرجاء الحي، في هذا الجو الصباحي، فتتقابل النسائم الإيمانية، مع النفوس المطمئنة من خلال هذا العمل العظيم.

وكذلك أيضًا تساهم في إيصال الإذاعة المدرسية إلى الخارج حيث يستفيد منها الجيران (جيران المدرسة) وكل من قرب من هذا الصوت.

إلا أنه وللأسف الشديد تقوم بعض الإدارات المدرسية بقصر السماعات الخارجية على القرآن الكريم، وإغلاقها في أثناء تقديم الإذاعة، وهذا جهل عظيم وخطأ كبير، فهذه الإذاعة الصباحية فيها خير عظيم، فيها ذكر الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيها الحكمة والسنة، فيها الكلمة الطيبة، فيها العلم النافع، فيها التوعية الصادقة في كل ما تمر به البلاد من مناسبات وأحداث.

مع العلم بأن نظام الوزارة - حفظها الله وسددها- ينص على فتح الإذاعة المدرسية عبر السماعات الخارجية، ولا أعلم أية مانع في هذا الأمر من قبل الوزارة حفظها الله.

إلا أن بعض مديري المدارس- هداهم الله - يتعللون بأن هناك شكاوى من بعض الجيران وهذه الحجة ترد على هؤلاء المديرين والجيران، فكما أن القرآن الكريم يبث من قبل السماعات الخارجية بمدة تتجاوز النصف ساعة، فما المشكلة في ربع الساعة القادمة التي تبث من خلالها الإذاعة؟!.

وإذا كان هذا الجار - هداه الله - لا يريد سماع هذه الإذاعة؛ فغيره يريد سماعها ويشتاق إليها.

فكم من كبيرات السن من تجلس في ساحة المنزل لتستمع لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومواعظه من خلال ما يبث من هذه الإذاعة الصافية، وكم من النساء من تفتح نافذة منزلها ليصل صوت الإذاعة المدرسية إلى مسامعها، لتنتظر مشاركة ابنها الصغير الذي بات ليلة مضنية يحفظ فيها تلك الأنشودة ليلقيها في الصباح.

هذه بعض المشاعر، وتلك بعض الهمم من أولئك الجيران؛ إلا أن بعضهم وللأسف لا يفكر إلا بالنوم وأن لا يعكر نومه أية صوت فهو لا يكفيه نوم الليل حتى يتبعه بنوم النهار فهو لا يتنازل أن ينقص من نومه ولو ربع ساعة فقط، عجبًا!.

لذا على مدير المدرسة حزم أمره، وبيان نهجه، وتسليم أمره لله أولاً ثم للنظام فلا مجال للمجاملات في أمور الخير، واصبر وسوف تجد الثمرة بإذن الله.

3- اللاقط (الميكروفون): فهناك العديد من الأنواع الحديثة منه لعل أشهرها هو الذي يعلق على الثوب بشكل جميل، ومريح؛ بحيث يتيح لك القراءة بحرية، وتستطيع أن تمسك الورقة بيدك فتقلبها كيف تشاء دون أية مساعدة، ودون أية تغيير في الصوت، ودون توقف.

ولا بأس بإحضار لاقطين بحيث يجعل أحدهما مع المقدم والآخر يتنقل بين الطلاب الآخرين بحيث يضمن كسب الوقت، وسهولة العرض مع العلم بأن بعض أنواعه رخيصة جدًّا لا تتجاوز الثلاثين ريالاً تقريبًا.

حتى وإن لم يتوفر هذا النوع من اللواقط؛ فإني أشدد على وجود حامل للاقط (الميكروفون) وأن تنتهي تلك الظاهرة المضحكة التي تقوم على أن يلقي الكلمة أحد الطلاب مثلاً ويمسك له اللاقط (الميكروفون) المقدم بحيث يجعل اللاقط قريبًا من فمه؛ وهذا فيه مشقة للمقدم، فضلاً عن عدم وضوح الصوت في حال تحرك اللاقط يمينًا وشمالاً، وربما يجعل الطالب في حرج أمام زملائه بسبب عدم وضوح الصوت.