• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية الخاصة
علامة باركود

أصول التعامل بلغة الإشارة

عبدالله بن سليمان التركي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/8/2011 ميلادي - 11/9/1432 هجري

الزيارات: 56606

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أصول التعامل بلغة الإشارة

ألقاها

الأستاذ/ عبد الله بن سليمان التركي

في مبنى المكتبة المركزية الناطقة

بالرياض في 24/07/1416هـ

أدار ندوتها

الأستاذ/ عبد الله العقيل

 

التعريف بالمحاضر:

المُحاضر هو أحد منسوبي التعليم الخاص، وهو الأستاذ: عبد الله بن سليمان التركي، ولد في مدينة (البكيرية) (بالقصيم) عام (1368هـ)، وأكمل دراسته الابتدائية عام (1382هـ)، والتحق بالمعهد العلمي في الرياض وأكمل فيه دراسته المتوسطة والثانوية وحصل على ثانوية المعهد العلمي عام (1387هـ).

 

التحق بكلية اللغة العربية وفيها تخرج عام (1392هـ)، ثم حصل على الماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة الأزهر عام (1394هـ)، ورغبة في الاستزادة من العلم اتجه إلى الدراسات العليا في مجال التعليم الخاص وحصل على ماجستير آخر من جامعة (بوستن) عام (1405هـ) في مجال التعليم الخاص.

 

أما الأعمال التي زاولها، فقد عمل مدرساً في التعليم العام ثم موجهاً لمادة اللغة العربية في إدارة التعليم بالرياض، ثم رئيساً لقسم التوجيه التربوي في منطقة الرياض التعليمية أيضاً من عام (1400هـ) إلى عام (1403هـ)، ثم مديراً لمعهد الأمل المتوسط بالرياض، ثم مديراً للمعهد الثانوي الفني للبنين الصم بالرياض ولا يزال.

 

متعاوناً الآن مع جامعة الملك سعود في قسم التربية الخاصة، وهو عضو في نادي الصم بالرياض.

 

اشترك في عدة ندوات ومؤتمرات داخل المملكة وخارجها، مثل الوزارة في المؤتمر المنعقد في (فنلندا) للصم عام (1407هـ) فمرحباً بكم وبه ضيوفاً أعزاء على المكتبة المركزية الناطقة في هذه الليلة المباركة.

 

الأستاذ: عبد الله العقيل[1]:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أصحاب السعادة الضيوف الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أما بعد... إن النهضة التي تفجرت ينابيعها في أرجاء مملكتنا الحبيبة والتي شملت كافة المجالات الحضارية وخاصة في مجال التعليم لهي مدعاة للفخر والاعتزاز، وقد أخذ التعليم بكافة أنواعه ومراحله ينتشر في ربوع بلادنا العزيزة، وقد أمتد هذا الاهتمام إلى الفئات الخاصة من معوقين ومتفوقين فأخذت تنشأ لهم البرامج والمراكز المتخصصة والوحدات الفنية المساعدة، وما هذا الصرح الذي نحن فيه الآن وما هؤلاء الرجال الذين يعملون من أجلهم إلا نموذجاً لذلك العطاء السخي من جانب حكومتنا الرشيدة.

 

موضوع محاضرة هذه الليلة هو امتداد للجهود التي تبذل في مجال تربية وتعليم المعوقين سمعياً وهي عن (أصول التعامل بلغة الإشارة)، والتي تعتبر إحدى وسائل الاتصال والتخاطب المتبعة في تعليم الصم وضعاف السمع، وهي الطريقة الشفهية والأبجدية اليدوية والطريقة المزدوجة وطريقة التواصل الكلي.

 

ومحاضرنا في هذا اللقاء هو زميلنا الأستاذ (عبد الله بن سليمان التركي) مدير معهد الأمل الثانوي الفني بالرياض، وأريد أن أسلط الضوء على جانب من شخصيته ألا وهي حبه للصم والتصاقه بهم والتكيف معهم، وقد ضحى بمنصب رئيس التوجيه التربوي بإدارة تعليم الرياض وفضل العمل مع الصم برغبة وإلحاح منه لأن هذا المجال يلاقي صدى في نفسه وتجاوباً مع أهدافه وطموحاته، واستشهد في هذا الصدد بشهادة خبير منظمة اليونسكو للغة الإشارة السيد (فيلمون أكاتشي) خلال زيارته للملكة في الفترة الماضية حيث قال: (إن من أكثر الأشياء التي شدت انتباهي خلال زيارة معهد الأمل الثانوي بالرياض هي التصاق مدير المعهد بالطلاب والتصاقهم به واعتباره المثل الأعلى لهم).

 

أما الآن فنترك المجال للأستاذ (عبد الله التركي) لإلقاء الضوء على أهم العناصر عن لغة الإشارة وأصول التعامل بها، كما أن هناك وقتاً للمناقشة بعد انتهاء المحاضرة إن شاء الله فليتفضل مشكوراً.

 

الأستاذ: عبد الله التركي:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعاًَ مبروراً وتفرقنا بعده تفرقاً معصوماً، اللهم لا تجعل بيننا شقياً ولا محروماً.

 

في بداية حديثي أشكر الأستاذ (عبد الرحمن سالم الخلف) على اهتمامه بكل فئات المعوقين، وأشكر له هذه اللفتة الكريمة التي دمج فيها قضايا الصم لتكون ضمن برنامج المكتبة الناطقة الثقافي، وهو أمر حسن وجيد أن يهتم برنامج المكتبة بقضايا المعوقين بعامة ليتم التواصل والتكامل في طرح الأفكار بين العاملين في الميدان، والشكر أيضاً موصول للذين جاءوا ليسمعوا ما يقال في هذا المكان الطيب المبارك.

 

حديثي في هذه الليلة يتعلق بجانبين:

• الجانب الأول: هو جانب لغة الصم.

• الجانب الثاني: عن أصول التعامل بهذه اللغة.

 

سيركز الحديث على مواضيع نرجو أن نغطيها كما أرجو أن يكون الوقت كافياً لتغطية بعض الجوانب الهامة في هذا الموضوع.

 

ويشمل حديثي على العناصر التالية:

• لغة الإشارة: المعنى والتعريف.

• لغة الإشارة: التاريخ والمنافسة.

• لغة الإشارة: زمن الحاجة.

• لغة الإشارة: في المملكة العربية السعودية.

• عناصر لغة الإشارة ونماذج منها.

• الترجمة للغة الإشارة أو من لغة الإشارة.

• اقتراحات وآراء.

 

أولاً: لغة الإشارة: المعنى والتعريف

لغة الإشارة مكونة من كلمتين لغة وإشارة، فاللغة يرى بعض المهتمين بها أنها (ضرب من السلوك الإنساني)، ونعني بالسلوك هنا الطريقة التي تواصل به أفراد المجتمع طبقاً لمعايير وأعراف متفق عليها، وهذا السلوك يتميز بجوانب ثلاثة:

• جانب نفسي: يتمثل في التعبير عن الذات الفردية.

• جانب اجتماعي: يتمثل في اكتساب هذا السلوك وتميزه من خلال الجماعة المرتبطة بهذه اللغة.

• جانب نظري: يتمثل في خضوع هذا السلوك لقواعد وأشكال محدودة.

 

وسواء أكانت اللغة المنطوقة نطاقاً من العلاقات كما يقول (ديسوسير) أو ضرباً من السلوك كما يقول بعض اللغويين مثل (بلون فيلد) فإنها ليست النظام أو السلوك الوحيد الذي يستعمله الإنسان للتواصل مع غيره، فهناك أنظمة وأنماط سلوكية غير اللغة المنطوقة تصاحبها وتدعمها أو تنفرد عنها وتستقل بذاتها.

 

إن لغة التواصل تعتمد كما نعرف على عناصر رئيسية هي:

• المتكلم أو المرسل.

• المستمع أو المتقبل.

• الرسالة أو المضمون الذي يرسله المرسل أو المتكلم.

• القناة أو الوسيلة التي تحمل الرسالة.

 

كذلك فإن اللغة تعتمد على الجانبين السلوكيين:

• اللفظي.

• وغير اللفظي.

 

ويتمثل الأول: في الكلمات المسموعة وما يصاحبها من التعبير الصوتي.

ويتمثل الثاني: في الإشارات المرئية وما يصاحبها من حركة هيئة الجسم.

 

وفيما سبق تحدثنا بإيجاز عن اللغة وتحدثنا عما يصاحب هذه اللغة، ولم نصل حتى الآن إلى ما يدمج أو ما يضاف إلى لغة الإشارة، حيث أن هناك اللغة وهناك لغة الإشارة، وإذا أطلقت كلمة اللغة فيسبق إلى الذهن أنها اللغة المنطوقة المسموعة، أما إذا قلنا لغة الإشارة فينصب إلى الذهن أنها اللغة المرئية.

 

والإشارة قد يستخدمها المرسلون للمعاني عندما لا يريدون الكلام أو أنهم يرغبون في إخفاء سر عن العامة وإبداءه لمن يعرف إشارتهم.

 

قال تعالى: ﴿فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً﴾[2]، فلم تتكلم مريم عليها السلام واكتفت بالإشارة دليلاً على ما تريد.

 

قال عباس بن الأحنف:

فقلت لها يا فوز هل إليكم
سبيل بالإشارة أبَشَّر
وقفت لها في ساحة الحي سعة
أشير إليها بالرداء المعصفر

 

ومثل هذا في كلام العرب كثير وسوف نتطرق إليه بعد برهة رغبة منا في معرفة أثر الإشارة ونسبتها في الكلام المنطوق بعامة.

 

ولعلي آتي بتعريف قد يكون هو الأنسب للغة الإشارة - بعد الاستعراض الذي عرفناه عن لغة الإشارة - كما اتفق خبراء اليونسكو في كتابهم أو بحثهم (النهوج البديلة)، يقول التعريف: (لغة الإشارة أسلوب غير شفوي للاتصال بين الصم، تحل فيه لغة الإشارة والتهجئة بالأصابع محل النطق).

 

وهناك تعريفات أخرى لا داعي لها حيث أن هذا التعريف في نظري هو أنسب التعاريف.

 

وفي تفسير هذا التعريف نقول:

إن لغة الإشارة هي صيغة من صيغ الاتصال غير اللفظي تمثل فيها الألفاظ والمفاهيم بإشارات تؤدى باليدين أو بحركات قد تبلغ فكرة مفردة أو لفظة أو مفهوماً حسب السياق، أو تبلغ مجموعة معقدة من الأفكار.

 

وحينما نقول التهجئة بالأصابع فهي تشمل الأرقام الحسابية والحروف، التهجئة بالأصابع هي اتصال باستخدام هجائية يشار فيها إلى الحروف بأوضاع مختلفة، ويوجد صنفان لهجائية الأصابع تتميز تبعاً لاستخدام إحدى أو كلتا اليدين في تشكيل الحروف، أي هجائية اليد الواحدة أو اليدين، غير أن هجائية اليد الواحدة أوسع انتشاراً.

 

والإشارة بعد هذا التعريف تتكون من ثلاثة عناصر:

• أبجدية الأصابع.

• والأرقام الإشارية.

• والإشارة الوصفية.

 

كل متحدث دائماً يتحدث بهذه العناصر الثلاثة.

 

ثانياً: التاريخ والمنافسة

بعد أن تأكد لنا وجود لغة الإشارة وعرفنا تعريفها فلا بد لنا أن نتحدث عن بدايتها التاريخية: متى عرفها الإنسان؟ وكيف توصل إليها متكاملة حسب التعريف الذي استعرضناه قبل قليل؟

 

اللغة هي وسيلة الاتصال والتواصل، ولقد ربطت اللغة العربية والكثير من اللغات الأوروبية اللغة باللسان، فالشاعر العربي يقول:

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدم

 

وقال:

لسانك لا تذكر به عورة أمرئ
فكلك عورات وللناس أعين

 

واللفظة الإنجليزية (لانجويتش) اشتقت من اللفظ (اللاتيني) (لانجوا).

 

ولكن الدراسات الحديثة تجاوزت ذلك المصطلح لتشير وتثبت أن النظام الاتصالي يستوعب أنظمة ووسائل أخرى يتوصل بها الإنسان للتواصل مع غيره، فنقرأ عن (لغة الإشارات) و (لغة الصم) و(لغة المكفوفين) و(لغة الفن) وغيرها من اللغات التي بحثت ودونت في كتب حديثة كثيرة.

 

ونجد أن الدراسات توصلت إلى ثنائية أخرى في مقابل مصطلح اللغة، فنجد اللغة المرئية في مقابل اللغة المسموعة، ولغة الإشارة في مقابل لغة الكلام، كما تصف دراسات أخرى لغة الإشارة بمصطلح التعبير الجسمي تارة، والتواصل الجسمي تارة أخرى، وفي أحيان توسم بأنها اللغة الصافية، فالإشارة صاحبت اللغة المنطوقة منذ وجدت اللغة فأيهما أقدم لغة النطق أم لغة الإشارة؟ لغة الإشارة قديمة ربما تكون مصاحبة للغة النطق، والقرآن الكريم يقرر أن النطق هو الذي سبق لغة الإشارة، مع دلالة كل الأبحاث على أن لغة الإشارة قديمة قدم اللغات المنطوقة.

 

وهناك نقاط يجب أن توضع في الاعتبار:

• أهمية التواصل في حياة البشر.

• الدور الهام للتواصل غير اللغوي في حياتنا.

• الارتباط الوثيق بين التواصل اللغوي وغير اللغوي الذي يظهر بمصاحبة الإشارات الجسمية ونغمات الصوت للألفاظ المنطوقة.

• تميز نظام التواصل بتعدد قنوات الاتصال التي تعتمد على تعدد الحواس.

 

ولمزيد إيضاح لنسبة اللغة غير المنطوقة المصاحبة للتواصل البشري، نجد أن الإنسان إذا تواصل فإن اللغة التي يتواصل بها تتركز في كامل جسمه الذي ينفعل بما يعبر عنه، فهو لا يتكلم فقط ويمكن أن نرى حركات يصنعها الإنسان بجسمه حينما يطرأ له طارئ أو حينما يريد التعبير عن موقف، وهذه الحركات هي إشارات تؤكد كما قلت دلالات ألفاظ.

 

فطن الجاحظ في كتابه (الحيوان) و (البيان والتبيين) إلى دور الإشارات الجسمية في الكلام بقوله: (الإشارة واللفظ شريكان ونعم العون هي له، ونعم الترجمان هي عنه)، ويقول أيضاً (وفي الإشارة في الطرف والحاجب وغير ذلك من الجوارح مرفق كبير ومعونة حاضرة في أمور يسترها بعض الناس من بعض ويخفونها من الجليس وغير الجليس، ولولا الإشارة لم يتفاهم الناس معنى الخاص ولجهلوا هذا الباب البتة).

 

كذلك فطن بعض المشتغلين باللغة من القدماء والمعاصرين بعد الجاحظ إلى أهمية الدور الذي تقوم به لغة الإشارة في التواصل الإنساني، ومن هؤلاء اللغوي الأمريكي (بلوم فيلد) الذي يذكر أن (الإشارة تصاحب كلامنا كله، كما أنها تستخدم في بعض المناسبات بدل الكلام لدى بعض القبائل الهنود الحمر في شمال أمريكا).

 

يقول (فندريس) وهو باحث فرنسي: (لا يكفي أن نقول إن الإشارة لا تفارق الكلام، لأن الكلام نفسه يعتبر جزءاً من الإشارة).

 

ويقول الجاحظ أيضاً في موضع آخر (ومبلغ الإشارة أبعد من مبلغ الصوت فهذا أيضاً باب تتقدم فيه) يقصد الإشارة.

 

فالإشارة القديمة الحديثة صاحبت الشعراء والخطباء والمتحدثين.

 

قال الشاعر:

العين تبدي الذي في نفس صاحبها
من العداوة أو ود إذا كانا

 

والمعنى هذا واضح إنه الإشارة بالعين المتمثلة في الجفن والرمش والغمز بهما واللمز، ومثل هذه الحرات تمثل كلاماً غير منطوق كذلك رجل قال على لسان امرأة:

تقول وصكت وجهها بيمينها
أبعليّ هذا بالرحى المتقاعص

 

فحين قال (وصكت وجهها) - حركة الإشارة بلطم الوجه - وضح شدة الموقف وقوة الإنكار، فالإشارة أبانت المعنى.

 

ولقد اهتم علماء المسلمين بالإشارة، فنجد (ابن رشيق) يخصص باباً في كتابة (العمدة) يحمل عنوان (الإشارة)، وفيه يقول: (إن حسن الإشارة باليد والرأس من تمام حسن البيان باللسان)، كما يقول (الفخر الرازي): (السبب في وضع الألفاظ أن الإنسان وحده لا يستقل بجميع حاجاته بل لا بد من التعاون، ولا تعاون إلا بالتعارف، ولا تعارف إلا بالأسباب كحركات أو إشارات أو ألفاظ توضع بإزاء المقاصد)، وقال كذلك (السيوطي) في كتاب (المزهر): (والإشارة أكثر الدلالات غير اللفظية استعمالاً للتعبير عن التواصل الجسمي، والإشارة مرادفة ومتوازية مع اللفظ) وأعتقد أنكم تعترفون بذلك.

 

ولكن ماذا إذا استقلت عن اللفظ؟ ثم كيف استخدمت في تعليم الصم؟ يقول (جورج فيوت) وهو معلم أصم كان رئيساً لجمعية الصم في أمريكا (1904م) يقول: (طالما وجد عندنا أصم فسيكون لدينا لغة إشارة).

 

إن الإشارة هي التي أنقذت القُسس في (أسبانيا) و(فرنسا) في القرن الثامن عشر حينما لم يجدوا حيلة لاحتواء الصم وإنقاذهم من الضياع الذي كانوا يتعرضون له في مجتمعات أوروبا، لم يكن أمامهم إلا اللجوء إلى ما هو متوافر من إشارات ليرتبوها ويجهزوها وتكون لغة تداول بينهم وبين الصم الضائعين وقتها ليكونوا رجالاً يدخلون كنف الكنيسة بهدف العلم والتعلم، كان أمام (ديبيه) القس الفرنسي خيار وحيد لتعليم الصم هو أن يتعلم لغة الإشارة أخذاً من الصم، ثم أخذاً مما هو متوافر في اللغة المنطوقة التي حدثتكم عنها قبل قليل، فتبنى مستر (ديبيه) لغة الإشارة للصم ودخل الصم من وقتها إلى عالم المعرفة.

 

ومع النهضة الحديثة في الولايات المتحدة كان هناك (توماس جالوديت) ابن المرأة الصماء (سارة)، كان قد تخرج في جامعة (يل) وتعلم ليكون قساً، التقى بالفتاة الصماء (أليس) ابنة جارهم الدكتور المشهور (ماسون كوبي زويل) وهو رجل طيب، حاول (توماس جالوديت) تعليم الفتاة وحقق بعض النجاح، واتسع العمل الإنساني وتعاون أهل قرية (هارفرد) في ولاية (كونكتكت) ليؤسسوا مدرسة للصم، كان أول المبتعثين لأجلها (توماس جالودت) حيث ابتعث إلى أوربا وحل في بريطانيا، وكانت المدرسة الشفهية لتعليم الصم هي السائدة في بريطانيا والمدرسة اليدوية في فرنسا، التقى (جالودت) بالفرنسي (ليورنت كليرك) وهو أيضاً رجل أصم، ليتعاونا ويتعلم (جالودت) العلوم في باريس ويعود مع صديقه الأصم (كليرك) وتعلم (كليرك) الإنجليزية من (جالودت).

 

وتنافست المدرسة الشفهية مع المدرسة اليدوية، وكلتا المدرستين تعاونتا لخدمة الصم، ولكن المدرسة الشفهية بُنيت في كثيرمن اتجاهاتها على الحالة النفسية لآباء وأمهات الصم، فكان كسبها المادي أكبر، لأنها تعد بوعود خيالية.

 

وحينما نتحدث عن الصم فنعني بهم الصم الذين درجة سمعهم أكثر من (60) (دي بي)، ولا أهتم في حديثي هذا بالصم الذين تنقص درجتهم عن هذا المستوى، كما أنني لا أعتبرهم صماً وإنما أعتبرهم ضعافاً للسمع، وهؤلاء لهم مدارسهم الشفهية، وقد تعاظم العمل من أجل الصم وضعفت الشفهية حتى اقتصرت على ضعاف السمع، وبقيت المدرسة الشفهية كاختيار للصم بعد أن ملكوا زمام المبادرة، ونحن هنا نعاني من الصراع القائم بين هاتين المدرستين المدرسة الشفهية والمدرسة اليدوية.

 

وقد مكثت في تعليم الصم أو مع الصم أو من أجل الصم أكثر من عشر سنوات، صادقتهم وعلمتهم وعلموني، تداولت معهم الحديث فما وجدت مؤيداً للشفهية ولا وجدت رجلاً واحداً يقول نعم لا نريد الإشارة أو لا نريد التواصل اليدوي، بل الذي وجدته بإجماعهم أن المدرس إذا لم يستطع أن يعلمهم بالإشارة مقتوه، ولقد اندرج معهم أيضاً بعض ضعاف السمع، وكل دراساتي أثبتت ذلك، وأخرج برأي يتمثل بأن لا مجال للشفهية إلا مع ضعاف السمع، ولقد أحسنت الأمانة صنعاً حينما أوجدت الفصول الملحقة ببعض المدارس كمدرسة (المهلب بن أبي صفرة) حيث يتم تعليمهم بالطريقة الشفهية، ولقد نجحوا في هذه الفصول ووقفت على ذلك بنفسي، فحمداً لله على جميل صنع الأمانة.

 

كذلك لا أنسى أن أذكركم بأن الصم اجتمعوا في (إسبو) (بفنلندا) عام (1407هـ) وكان من أبرز توصياتهم أن الإشارة هي لغتهم الأولى.

 

ثالثاً: زمن الحاجة لهذه اللغة

يخطئ من يقول أن على المعلمين عدم تعليم الأصم بالإشارة في سنوات الدراسة الأولى، نحن نريد أكثر من ذلك، نريد أن يتعلم الصم لغة الإشارة منذ الولادة، السامع حينما يولد يتمتع بحنان أمه وبنغمات ندائها وأحاديثها وودها وعطفها، فماذا عن الأصم حينما يولد؟ إنه يبقى محروماً حسب نظريات أنصار الشفهية، محروماً من الحنان ومحروماً من العطف، أطالبكم وأطالب كل الصم وكل أولياء أمور الصم أن ينادوا الآباء والأمهات إذا تبين أن طفلهم أصم أو أن طفلتهم صماء أن يسارعوا إلى تعلم لغة الإشارة كي يحدثوا بها وليدهم، فذلك أدعى لحياة نفسية مستقرة، وأدعى إلى قوة شخصية هذا الوليد، وأدعى إلى قدرتنا نحن في معاهد الأمل على تعليمه بطريقة أفضل وأجمل وأقوى، فما بالكم بطفل بلا لغة، طفل تلاعبه أمه وتداعبه ولكن بلا لغة، وذلك شيء لا يتصور.

 

هل لغة الإشارة هي للصم فقط؟ لغة الإشارة ليست للصم فقط، لغة الإشارة هي للأم وللأب وللأخ وللأخت ولكل من يعيش أو يتعامل مع الصم، ويجب بل أعتبره أكثر من واجب تعلم الوالدين للغة الإشارة، وأعتبر ذلك من الرعاية التي ذكرها المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله : «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، فالأم مسؤولة ومسئوليتها أن تتعلم هذه اللغة، وأن تعلم أيضاً أطفالها غير الصم ليتعاونوا مع الوليد.

 

اللغة مصدر ثراء، ولا ثراء للطفل الأصم إلا بلغته، ونحن نعاني من أمية الصم رغم حصولهم على الشهادات، وما ذاك إلا لأنهم نمو بلا لغة، واللغة هي لغة الإشارة، لكنها لا بد أن تدعم بالمعاني، وهذا أمر يعرفه المختصون، ويجب أن نجتمع على كلمة سواء حيال تثقيف وتطوير لغة الإشارة وإثراءها بالمفردات حتى ينشئ وليدنا الأصم وقد أكتسب لغة يعيش بها وينفع بها أهله وبلده.

 

رابعاً: لغة الإشارة في المملكة

المملكة ليست متأخرة عن ركب الدول التي قطعت شوطاً بعيداً في هذا المجال، وإنما سرنا في نفس الطريق الذي سار فيه غيرنا، وسوف يوصلنا هذا الطريق بإذن الله إلى ما هو أفضل، وأبجدية الأصابع والأرقام الإشارية التي تبناها (الاتحاد العربي للصم) هي أول خطوة في الطريق الصحيح لإيجاد إشارات عربية متفق عليها لهذه الفئة، كما ساعدت (الأمانة العامة للتربية الخاصة) (الجمعية الخيرية) في المنطقة الشرقية على تبني قاموس لغة الإشارة، وكل ذلك في الطريق الصحيح.

 

لكن كيف يتعرف الأصم في المملكة على لغة الإشارة؟ يولد الوليد الأصم ثم يتعلم شيئاً من الكلمات مع أهله يفرضها عليهم بعد أن يشب ويبدأ في التعرف على من حوله، وهذه الكلمات التي يريد فرضها محدودة جداً ولا تعني شيئاً كما لا تدل على اللغة التي نقصدها، ولكنها شيء من اللغة يحملها إلى المدرسة أو المعهد ليتواصل بها مع زملائه، وكل من هؤلاء يأتي بنصيبه من المفردات، ثم تستمر معهم هذه الإشارات ست أو سبع سنوات في المرحلة الابتدائية، ويتكون لدى الجميع محصلة من الكلمات والمفردات قد تؤدي إلى بعض التفاهم فيما بينهم، لكنها لا توصلهم إلى التعلم الأكاديمي، ولا تسير بهم في الطريق الصحيح، ثم ينتقلون إلى المرحلة المتوسطة وبتعدد المدارس المتوسطة واختلاط الصم تزداد الثروة اللغوية للكلمات الإشارية، وبالتالي ينتقلون إلى المرحلة الثانوية وقد جمعوا أكثر من ذي قبل كلمات ومفردات، ثم ينتقلون إلى مراكز الترفيه والأندية ليصلب عودهم في مجال الإشارة، وليتعلموا مفردات أكثر، غير أني أقول إن كل ذلك ليس باللغة التي توصلهم إلى التعليم الجامعي والتعليم الأكاديمي الأفضل.

 

نحن بحاجة إلى تطور لهذه اللغة، ولا يطور هذه اللغة إلا رجال التربية مع الصم أنفسهم، يتعاون الفريقان فريق الصم وفريق السامعين لإيجاد هذه اللغة وتوفيرها وتطويرها ووضعها في نطاق التطوير والتطبيق العملي.

 

وهنا أطرح سؤالاً: هل نحن محتاجون إلى تطوير لغة الصم؟ وهل هذا التطوير بقصد أن يتعلم الصم معلوماتهم أو ما يريدون أن يكسبوه؟ لا... ليس هذا هو السبب الرئيسي لذلك وإنما هناك أسباب أخرى من أهمها أن الصم شريحة من شرائح المتجمع لهم حق علينا ولنا حق عليهم، نريد من الأصم إذا جاء إلى المستشفى أو المحكمة أو أي مركز من مراكز الترفيه أن يجد له وسيلة تفاهم متوفرة، كما نريد من وسائل الإعلام أن تقدم له ما يمكن أن يعرفه ويدركه بلغته الخاصة، وكل ذلك لا يتم إلا بوجود لغة إشارية تعلم وتدرس في المعاهد والكليات من أجل أن يوظف خريجوها في الأمن في المستشفيات في مراكز الترفيه في الإعلام، وتوفر لهم الوظائف حتى يقوموا على خدمة الأصم.

 

لكن ما هي الخطوات التي سلكناها في هذا السبيل؟ سبق أن ذكرت أن الجمعية[3] عملت على إيجاد قاموس عربي كما عملت معاهد متعددة على إيجاد مفردات أو كلمات على شكل كتيبات في القصيم وفي الخرج وفي جدة وفي الرياض، غير أن كل ذلك لا يكفي، كما أن القواميس ليست هي كل اللغة، إذا وجد القاموس بدأ تدوين اللغة أو بدأ تطوير اللغة، اللغة تحتاج إلى القاعدة كما تحتاج إلى الإثراء في المفردات لأساليب وكيفية الحديث عن الترجمة وغير ذلك.

 

خامساً: عناصر لغة الإشارة

عناصر لغة الإشارة ثلاثة:

1- أبجدية الأصابع.

2- الأرقام الإشارية.

3- الإشارة الوصفية.

 

لقد أبدع الاتحاد في إيجاد الأرقام الإشارية حيث فاقت كثيراً من الإشارات التي تدل على الأرقام مثيلاتها في العالم كله ومما يدعو إلى السرور أن تكون أذهاننا في العالم العربي وصلت إلى أفضل مما وصل إليه غيرنا، ولا غرو فالعرب من قديم اهتموا بالأرقام الإشارية، وأعتقد أن بعضكم قرأ عن ذلك، وقد وضح التنوخي هذا، وكثير من الناظمين لهم منظومات طويلة في معرفة الأرقام الإشارية، وهناك أحاديث وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بها استخدام للأرقام الإشارية[4].

 

• العدد واحد: يكون بعقد أو ثني الخنصر ، ويستعملونه في أماكن البيع والشراء.

• العدد (2): يكون بعقد البنصر مع الخنصر.

• العدد (3): يكون بعقد الوسطى مع الخنصر والبنصر.

• العدد (4): يكون بعقد البنصر مع الوسطى.

• العدد (6): يكون بعقد أو ثني البنصر فقط.

• العدد (7): يكون بعقد أو ثني البنصر ومدها حتى تلامس طرف الإبهام.

 

وبالانتقال إلى الأعداد الأكثر نجد أن:

• العدد (20): تكون بوضع طرف الإبهام بين السبابة والوسطى.

• العدد (30): بوضع بنان الإبهام على بنان السبابة.

• العدد (50): بثني طرف الإبهام إلى أسفل على شكل زاوية تامة.

• العدد (100): تشبه عقد العشرة ولكن باليد اليسرى هذا باليمنى وهذا باليسرى.

 

وهذا يدل على أن العرب اهتموا باللغة الإشارية كما قلت لكم من قبل.

 

سادساً: الاقتراحات والآراء

نصت توصيات المؤتمر العاشر للصم المنعقد في فنلندا أن لغة الإشارة هي اللغة الأولى للصم، وهي التي يصر عليها الصم، فليس لنا محيص ولا مفر من أن نلتزم بتطويرها، لا لأن المؤتمر العاشر فرض هذه التوصية ولكن لأن هذه التوصية اتفقت أيضاً مع رأي الصم هنا في المملكة، فكان لزاماً علينا أن ننطلق جماعات وأفراد لنحيي ولنطور ولندون هذه اللغة بقواميسها وبمفرداتها.

 

وأرى ريثما يتم الاتفاق على لغة إشارة عربية موحدة أن تكون هناك في ميدان الصم دراسات مسائية للغة الإشارة تكون انطلاقة لتعليم الراغبين في الإشارة من الآباء والأمهات والأخوات والإخوان، وأيضاً لتعليم الراغبين ممن لديهم نشاطات في مدارس التعليم العام، وتنشأ فصول مختلفة لها مدرسون دائمون في المساء لتعليم لغة الإشارة للراغبين، وأوصي هنا أن يكون التعليم بلغة الإشارة وأن يكون هناك حصص في المعاهد الابتدائية تعلم وتجمع الصم على إشارة واحدة وأن يكون لها حصة ولو واحدة في المنهج.

 

إلى هنا أشكركم لحسن استماعكم.

 

وشكراً للأستاذ (عبد الرحمن الفهيد)[5] الذي خدم ولا يزال يخدم الصم نحسبه والله حسيبه من أهل الخير وقد تفانى في مساعدة الصم، وندعو الله مخلصين أن يوفق الجميع لكل ما يحبه ويرضاه من أعمال الخير الظاهرة والباطنة.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا (محمد) وعلى آله وصحبه أجمعين، نشكر المحاضر الأخ (عبد الله التركي) على هذه المحاضرة الجيدة والتي أجاد فيها وأفاد.

 

بالنسبة لمداخلتي أو تعليقي على الموضوع فهو يتعلق بعدة نقاط ألخصها فيما يلي:

أولاً: لغة الصم مرتبطة بالإشارة، وبعض الكتب تقول إن هناك أكثر من ثلاثة ملايين إشارة أو علامة أو حركة للصم، فكيف لنا أن نضع قاموساً يشتمل على ثلاثة ملايين حركة بحسب ما هو متعارف عليه في كل جهة أو في كل دولة عربية، إذ أن لغة الصم مرتبطة بالعرف، وإطلاق اللغة عليها - مع أن اللغة مكونة من حروف ومعاني - يحتاج إلى نوع من الدقة والتثبت إذا أردنا أن نطلق عليها لغة، ولا تختلف في نظري كثيراً عن طريقة برايل، وإن كانت طريقة برايل غالباً تتكون من حروف إلا أنها وسيلة للتفاهم وليست لغة هذا من جانب.

 

الجانب الآخر إن حواس المسافات وأعني بها النظر والسمع والشم، هذه الحواس المرتبطة بالمسافات من الصعب جداً أن نضع لها قاموساً.

 

ومن ناحية وضع منهج أو إشارة محلية أو إقليمية تقام من أجلها دورات تدريبية أو برنامج تعليمي، فهذا يحتاج إلى ضوابط، إذ أن الإشارة الوصفية الجسمية تختلف من إقليم لآخر ومن مدينة لأخرى وربما يفرضها الشخص الأصم بنفسه، ومهما وضعت له من مصطلحات أو رموز إشارية فسوف يرفضها إذا لم تكن مستمدة من بيئته وواقعه.

 

الأستاذ: التركي:

الأستاذ (عبد الرحمن) - جزاه الله خيراً - كأنه يريد أن يستدرك ما فات من المحاضرة فيدخله في ضمن المداخلة، فأشكر له هذه الأسئلة لأنها تجعلني أقول ما فاتني قوله في المحاضرة إن إشارات الصم كثيرة وكثيرة، فكيف نتغلب على ذلك؟ لغة الإشارة لغة درس بها ملايين من البشر، والصم وصلوا إلى مستوى دونوا فيه لغتهم ووضعوا لها بعض القواعد كما ترجموها إلى اللغات المختلفة وألفوا في ذلك الكتب والمجلدات، درسنا هذه اللغة في الكلية والمعاهد ودرسها الصم وغير الصم، تعلموها وعلموها وأصبحت لغة سلسة سهلة.

 

هل لغة الصم هي اللغة المنطوقة؟ هل لغة الإشارات في المملكة هي اللغة العربية؟ أقول لكم لا، ليست هي اللغة العربية، هي لغة الإشارة فقط، يخطأ من يقول إن لغة الإشارة هي اللغة العربية، حيث أنها لغة مستقلة في ذاتها، من يريد أن يتعلمها فعليه أن يتعرف على أصولها وعليه أن يتعرف على مفرداتها وقواعدها، إن الأصم قد لا يبدأ بما نبدأ نحن به من المبتدأ والخبر، قد يقصد المعنى ويكرر الضمائر، وقد يقدم الموصوف وربما يقدم الصفة على الموصوف، وهذا ليس متعارف عليه في لغاتنا، أشياء كثيرة خالف فيها الصم لغة القوم المنطوقة، حتى مستر (أكاتشي) الذي تحدث عنه رئيس الجلسة حينما جاء إلى المملكة ذهلت أنه استطاع في سرعة فائقة التواصل مع الصم، وسألته كيف كان ذلك؟ فقال: (بأني أذهب إلى اللغة مباشرة بلا وسيط ولا ترجمة، لغة الإشارة لا تربط، الصم يتعلمون اللغة العربية على أنها لغة ثانية كما يتعلمون الإنجليزية على أنها لغة ثانية، ومن هنا نشأت الصعوبة في تعلم وتعليم الصم.

 

الأستاذ (عبد الرحمن الخلف) قال بأن النظر والسمع والشم أشياء ذات بعد وأن وضعها في قاموس أو كلمات يكون فيه شيء من الصعوبة، وفي نظري أنه ليس هناك شيء صعب، القواميس موجودة، وتمت ترجمة مصرية لإيجاد قاموس، لكن السبق نجده في فرنسا وبريطانيا وفنلندا والولايات المتحدة وكندا وروسيا والصين واليابان، هؤلاء وضعوا قواميس وليس القاموس هو المحط النهائي لهذه اللغة إنما القاموس مثله مثل اللغة، القاموس نستنتج منه القاعدة كما نستنتج منه الطريقة.

 

بالنسبة للغة (برايل) ومع أني لا أعرف عنها كثيراً إلا أن (برايل) كما أتصور هي عبارة عن أبجدية تعني نفس لغة القوم، ولا يختلف المكفوفون عن لغة أي بلد يعيشون فيه، وما أعرفه أن الحرف وضع لهم بشكل ملموس، لذلك فالمكفوفون يتحدثون بلغة قومهم في أي بلد من بلدان العالم أما الصم فلا يتحدثون بلغة قومهم، وإذا أردنا التواصل معهم فعلينا أن نتعلم إشاراتهم، وأذكر هنا رأي بروفيسور سويدي حضرت له محاضرة كان يلقيها بلغة الإشارة ولا أتذكر أسمه قال: (بأني أتحدث إليكم وأستغرب وأعجب من الذين يقولون بأني معوق، إذا قابلت رجلاً يتحدث بالإنجليزية وأردت أن أحدثه بلغتي لغة الإشارة وهو لا يعرفها وأنا لا أعرف لغته فمن المعوق هو أم أنا؟) هذا البروفيسور ينفي عن نفسه التعويق.

 

الصم عرفوا لغتهم وإذا عرفوها وأتقنوها وأجادوا فيها دخلوا في عالم المعرفة، وأذكركم بأن هناك أعداداً ممن يحملون شهادة الدكتوراه وهم لا ينطقون ببنت شفة، وتعلموا ما تعلموه من خلال لغة الإشارة، وصحيح أنهم كتبوا بحوثهم ورسائلهم لكنها بلغتهم الثانية الانجليزية مثلاً.

 

أحد الحاضرين:

من خلال حديث الأستاذ (عبد الله التركي) يستشف السامع أنه يريد أن يتعلم المجتمع لغة الإشارة لكي يتعامل مع هذه اللغة، أي يصبح المجتمع أصماً، وذلك بسبب الصم وهم نسبة بسيطة في المجتمع أما كان من الأجود والأفضل أن يتعلم الصم وضعاف السمع قراءة الشفاه لكي يتقنوا لغة المجتمع الذي يعيشون فيه، وهذا الوضع هو الممكن تنفيذه، فمن المستحيل إجبار المجتمع على تعلم لغة الإشارة.

 

الأستاذ: التركي:

فنلندا مثلاً دولة سكانها خمسة ملايين، خمسمائة ألف منهم يتحدثون لغة الإشارة وهم ليسوا بصم، أو تستكثر أن نتعلم لغة الإشارة وكل منا يهرول أو يركض لتعلم الإنجليزية، وكثيرون يتعلمون لغات أجنبية (الأردو) و (الفارسي) وكأن ذلك هو السبق أما لغة أبناءنا الصم فيستكثرون تعلمها، ثم إذا تعلمت لغة الإشارة هل تكون أصماً؟ إذا تفاهمت مع أخيك أو مع صديقك الأصم فهل تكون أصماً؟ وعلينا أن نسأل الصم هل يريدون أن نحدثهم بلغة غير مفهومة لديهم؟ كما قال البروفيسور آنف الذكر (إني لا أريد أن أفتح أو أقفل فمي أمام الناس ويكون هذا الفتح والغلق غير لائق أمامهم، أكتفي بأن أقفل فمي وأتحدث بلغتي) هكذا يقول الصم.

 

أحد الحاضرين:

لماذا لم توجد لغة إشارة موحدة وثابتة للدول العربية تحت إشراف أمانة جامعة الدول العربية؟

 

الأستاذ: التركي:

الدول العربية مثلنا تأخرت فلم يتطوروا، دائماً نقول بأنه لكي نتطور لا بد أن نشمر عن ساعد الجد وأن يكون للصم مشاركة، إذا تأخرت الدول العربية فلنكن نحن أول البادئين، وقد نما إلى علمي أن هناك شيئاً من المحاولات في الجزائر لتطوير هذه اللغة لكنها لم تظهر ولم أرها، الفرنسية هي التي يتحدثون بها في التلفاز هناك، ولا يوجد لديهم إشارة عربية، ولا أقول بأن لغة الإشارة هي العربية أو هي الإنجليزية، غير أن كل بلد له إشاراته.

 

بهذه المناسبة أقول لكم بأن هناك قاموساً وضع اسمه (أنترناشيونال ساين لانجويتش) وتعني (اللغة العالمية للإشارة) وقد فشل هذا القاموس وفشلت هذه اللغة، ويرجع السبب إلى أن الصم أنفسهم رفضوا هذه اللغة العالمية وقالوا إنهم يفضلون اللغة القومية التي يتحدثون بها في بلدانهم.

 

أحد الحاضرين:

أرى أن تعقد ندوات يشارك فيها جميع المسؤولين في التربية الخاصة وأولياء الأمور والطلاب أنفسهم والمهتمين بشؤون الصم وينظم لها تغطية إعلامية واسعة، وتساهم جميع الجهات الخاصة بالصم بتغطية نفقات هذه الندوات.

 

الأستاذ: التركي:

الندوات مطلوبة ومطلوب أن تتضافر الجهود لعقدها، غير أن هناك أهدافاً مختلفة لعقد هذه الندوات، هل نبحث فيها جانب الإشارة أم نبحث فيها جانب التعليم والتدريب أم نبحث فيها جانب المناهج؟ كل هذه القضايا تحتاج إلى مناقشة وندوات كثيرة، وما هو مهم في نظري هو عقد ندوات للصم أنفسهم لمناقشة لغة الإشارة والاتفاق على مصطلحات ورموز تتناسب مع واقعنا، كما أن الضرورة تقتضي عقد ندوات للمدرسين ووضع أسس للتعامل والتفاهم فيما بينهم في مجال التربية والتعليم.

 

وإقامة فصول ملحقة بالمعاهد يقصده المدرسون الجدد والآباء بقصد تعليمهم لغة الإشارة هو مطلب جيد وضروري، كما نطالب بنشر لغة الإشارة في مدارس التعليم العام في نشاط الطلاب الصيفي.

 

أحد الحاضرين:

أرى ضرورة التركيز على القراءة والكتابة لأقصى درجة في جميع المعاهد، ولو أدى ذلك إلى حذف بعض المواد غير الضرورية في تعليم الصم.

 

الأستاذ: التركي:

السؤال عن موضوع تطوير لغة الكتابة والقراءة، إذا طورنا المنهج وطورنا المعلم وطورنا المبنى ستتطور الكتابة والقراءة بالإضافة إلى التعليم، ويمكن تعزيز تعليم الصم بمد قنوات الاتصال لتشمل لغة الإشارة وتركز عليها باعتبارها أفضل وسيلة في نظري للتواصل مع الصم، فقد ينجح الأصم من الصف الأول إلى الصف الثاني نجاحاً شكلياً وهناك أمر هام يلزم التنبيه عليه يتعلق بالتوعية والتدريب للطفل الأصم قبل المرحلة الابتدائية، وهو أمر لا يختلف فيه عن العاديين غير أنه في مجال الصم أهم، حيث أن قنوات الصمم التي تربطهم بالمجتمع محدودة بينما قنوات السامعين متعددة.

 

أما فيما يتعلق بالتوعية الإعلامية فهذا مطلب جيد وعلينا أن نسعى من خلال التعليم الخاص أو من خلال الصم لتحقيقه.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

أريد أن أتكلم هنا عن تجربة التعليم الخاص في موضوع وضع الطلبة الصم في مدرسة عادية، وضع حوالي مائة طالب في مدرسة عادية هؤلاء أثروا على زملائهم الأسوياء وأصبحت عدوى الإشارة تنتقل إلى الطفل العادي حيث صار يتكلم بلغة الإشارة ونسي اللغة العربية، وهذه مشكلة تجاهلها المحاضر وكان بودي لو أبرز الجوانب الإيجابية والسلبية في هذه التجربة إذا كان قد زار هذه الفصول ودرس على الطبيعة هذه الجوانب مع المسؤولين عن تطبيقها.

 

مداخلتي الثانية تتمثل في تحفظي على التحمس الذي بدا لي من الأستاذ (عبد الله التركي) في الدعوة لتبني لغة إشارة ووضع قواميس لهذه الإشارة بناءً على تحمسه وربما تتجاوز آلاف المجلدات، وأعتقد أن لهذا التحمس ما يبرره بحكم عمله مع الصم و توليه إدارة معهد من معاهدهم، كنت قبل قليل أجلس إلى جانب أحد الصم وهو الأستاذ (سعيد القحطاني) ويكتب لي ما يريد ويقرأه على الأخ (عبد الرحمن الفهيد)، ووسيلة التفاهم بيني وبينه هي الكتابة بالخط العادي، فلماذا ينصرف عنها الأستاذ (عبد الله) إلى لغة الإشارة، ومثل هذه الوسيلة المكتوبة هي أفضل وسيلة تربطني به وتربطه بالمجتمع الذي يعيش فيه، وأعتقد أن هناك تجربة لنا في المملكة حينما استقدمنا السائق غير العربي أصبحنا نخاطبه بكلمات وجمل نقصد من وراءها إفهامه فقط بعيدة عن لغتنا العربية ويسمع هذه الكلمات أطفالنا فيقلدوننا في هذا النطق ويتواصلون بهذه اللغة مع الخدم بالمنزل، وأثرت سلباً على لغتنا العربية والثروة اللغوية لأطفالنا، إن نزولنا إلى هذا المستوى من المفاهمة هو تقصير نحاسب عليه وأعتقد أن الأستاذ (عبدالله) بدعوته وضع قواميس ومصطلحات للصم يرفع هذا الشعار.

 

الأستاذ: التركي:

تجربة الدمج التي تطبق في مدرسة (المهلب بن أبي صفرة) الابتدائية تتعلق بضعاف السمع وقد أوضحت في بداية حديثي أنهم لا يدخلون في إطار اهتمامي في هذه المحاضرة وإنما الذين ينصب عليهم حديثي هم الصم ذوي الصمم الكلي أو من في حكمهم، ضعاف السمع يجب أن يدخل الاهتمام بهم تحت مظلة الاهتمام بالشخص العادي، إذ يمكن أن يتعلمون عن طريق الوسائل التي يتعلم بها هذا الطفل، وذلك بعد استخدام معينات مناسبة لتعليمهم ويجب أن نفرق لدى معالجتنا لقضايا الصم بين الأصم كلية وبين ضعيف السمع، وليس للصم لغة يتواصلون بها سوى الإشارة، ولا أبالغ إذا قلت أن الصم يحتاجون هذه اللغة لرفع معنوياتهم ولإبعاد شبح الأمراض النفسية عنهم، ومن قال أنهم سوف يصبحون متحدثين بلغة مفهومة فمثل هذا الرأي أعتبره نوعاً من الأحلام البرونزية، ومثل هذا الرأي ينفيه الصم أنفسهم ويثبتون بأنهم لا يمكن أن يصبحوا متحدثين بلغة مفهومة لدى العامة، وهم يعتزون ويفتخرون بلغتهم كما أعتز أكثر من ألفين وثلاثمائة أصم اجتمعوا في المؤتمر العاشر للصم في (فنلندا) مثلوا أكثر من خمسين مليون أصم، وقالوا لا لأي لغة إلا لغتنا، يعنون بها لغة الإشارة وأعترف بأني من المحبين للصم وبودي لو تحدثوا مثلنا من منطلق التشجيع لهم والمفاخرة بنجاحهم في مجالات كثيرة على الرغم من فقدهم الكلي للسمع، فيحق لنا أن نفاخر بهم وبتغلبهم على هذا العجز الجسمي، فالمعوقون إذا أعطيناهم أعطونا ونفعوا بلدهم وأهلهم وذويهم ونفعوا أنفسهم وصاروا ركائز من ركائز الأمن الاجتماعي والأمن من كافة جوانبه، وفي المقابل إذا أهملناهم فالنتيجة معلومة، وأنا بهذا الرأي لا أقلل من أهمية دمج من يمكن دمجه في المدارس العادية، مع أن فتح معاهد خاصة لهم تقتضيه الضرورة أحياناً ولا بد من فتح هذه المعاهد، وأثني مرة أخرى على موضوع دمج ضعاف السمع في مدرسة (المهلب بن أبي صفرة) وأرجو أن تعمم هذه التجربة لتنتشل ضعاف السمع من الصم ونجعل الصم يتعلمون بلغتهم وندرج أو ندمج ضعاف السمع في عالمنا.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الفهيد:

أرى أن تتاح الفرصة للإجابة على أسئلة الصم أنفسهم وجمعهم في هذه الندوة كبير، لنسمع منهم بعض الآراء والملاحظات.

 

أحد الحاضرين الصم[6]:

ما رأيك في وجود مساعد أو معاون للمدرس يكون أصماً وخصوصاً إلى جانب المدرس المبتدأ الذي لا يعرف لغة الإشارة.

 

الأستاذ: التركي:

مثل هذا الاقتراح يحتاج إلى دراسة تتمثل في كيفية التواصل بين الأصم نفسه والمعلم، فإذا كان الأصم نفسه قادراً على أن يعلم فهذا شيء أفضل، وأؤيد أن يكون هناك في التعليم المتوسط والفني معلمين من الصم وأؤكد بأن هذا الاقتراح المتعلق بعمل الصم مع الصم في مجالات كثيرة مثل مراقبين ومشرفين ومتابعين في الأقسام الداخلية أو العاملين في أقسام المعاهد المختلفة لا شك أن هذا أمر مطلوب متى ما وضعت له الضوابط الضامنة لنجاحهم في هذا العمل، وحبذا لو درس هذا الاقتراح دراسة جدية من قبل الأمانة العامة للتربية الخاصة حيث أن فيه الخير والمصلحة للصم أنفسهم.

 

الأستاذ: عبد الله العقيل:

يسرني في نهاية هذه الأمسية الطيبة أن نشكر باسمكم لسعادة أمين عام التعليم الخاص بالرئاسة العامة لتعليم البنات[7]، كما نشكركم جميعاً على هذا الحضور الطيب، وباسمكم نشكر الأستاذ (عبد الله بن سليمان التركي) على هذه المحاضرة القيمة راجياً أن نستفيد وإياكم من هذه المحاضرة وأن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[8].



[1] موجِّه في تعليم الصم في الأمانة العامة للتربية الخاصة.

[2] سورة مريم، الآية: 29.

[3] يقصد (الجمعية الخيرية) بالمنطقة الشرقية.

[4] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نقرأ الشهر هكذا وهكذا وهكذا» وخنس أبهامه في الثالثة وقال: «الشهر هكذا وهكذا وهكذا» وأشار بأصابعه كلها، يعني بذلك أن الشهر يكون تسعة وعشرين ويكون ثلاثين.

وورد في كتاب (زاد المعاد) لابن القيم المجلد رقم (1) ص225، 256 ما يلي: (كان صلى الله عليه وسلم إذا جلس في التشهد وضع أصابعه الثلاث ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى)) ذكره مسلم عن ابن عمر، وقال وائل بن حجر (جعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ثم قبض ثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها)، وهو في السنن وفي حديث ابن عمر في صحيح مسلم (عقد ثلاثة وخمسين).

وهذه الروايات كلها واحدة فإن من قال: (قبض أصابعه الثلاث) أراد به أن الوسطى كانت مضمومة لم تكون منشورة كالسبابة، ومن قال: (قبض ثنتين من أصابعه) أراد: (أن الوسطى لم تكن مقبوضة مع البنصر، بل الخنصر والبنصر متساويان في القبض دون الوسطى)، وقد صرح بذلك من قال: (وعقد ثلاثاً وخمسين)، فإن الوسطى في هذا العقد تكون مضمومة لا تكون مقبوضة مع البنصر.

وقد استشكل كثير من الفضلاء هذا، إذ عقد ثلاث وخمسين لا يلائم واحدة من الصفتين المذكورتين، فإن الخنصر لا بد أن يتركب مع البنصر في هذا العقد، وقد أجاب عن هذا بعض الفضلاء بأن الثلاثة لها صفتان في العقد:

• قديمة: وهي التي ذكرت في حديث ابن عمر تكون فيها الأصابع الثلاث مضمومة مع تحليق الإبهام مع الوسطى.

• وحديثة: وهي المعروفة اليوم بين أهل الحساب والله أعلم.

[5] شخص عاش مع الصم مترجماً لإشاراتهم ويمثل همزة وصل وتواصل بينهم وبين السامعين، وقد عاش مع (5) اخوة من الصم وهو الوحيد لأبويه الذي عافاه الله من هذه العاهة.

ويندر من كان مثله في إجادة لغة الإشارة وما ذلك إلا لسبب معايشته لإخوانه والتفاهم والتواصل معهم عن طريق هذه اللغة.

يعمل مترجماً في نادي الصم، وله جهد مشكور في استضافة نادي الصم بالرياض لبعض العلماء والدعاة ليتحدثوا إلى الصم في جميع المواضيع الإسلامية، ويتولى بنفسه نقل هذه المواضيع إلى الصم، وقد كان لي الشرف في أن استضافني في برنامجه هذا لأتحدث للصم ضمن من تحدث إليهم.

ويعمل الأخ (عبد الرحمن الفهيد) ضمن رجال الدعوة والإرشاد في وزارة الشؤون الإسلامية، وتولى إمامة وخطابة بعض المساجد في الرياض، ويعمل حالياً في بعض مراكز الدعوة في شرق الرياض وشمالها ملقناً الشهادة ومثبتاً لها بشكل رسمي لكل من أسلم في هذه المراكز.

[6] بعد الترجمة.

[7] وهو الأستاذ (عبد الله الخليف).

[8] المحاضرة رقم (14) من كتاب لقاءات علميّة وثقافية في المكتبة الناطقة إعداد ومراجعة وتعليق الأستاذ/ عبد الرحمن بن سالم العتيبي





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مجمع المصحف الشريف يستعد لترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة

مختارات من الشبكة

  • من قضايا أصول النحو عن علماء أصول الفقه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المقدمات في أصول الفقه: دراسة تأصيلية لمبادئ علم أصول الفقه (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خصائص ومميزات علم أصول الفقه: الخصيصة (3) علم أصول الفقه علم إسلامي خالص(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خصائص ومميزات علم أصول الفقه: الخصيصة (1) علم أصول الفقه يجمع بين العقل والنقل (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من قضايا أصول النحو عند علماء أصول الفقه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (1)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- لابد وأن تعرف
محمد سليمات محمد - مصر 30-01-2014 04:15 AM

إن والداي رحمة الله عليهما كانا من الصم والبكم وأول ما تعلمت هو كيف أستخدم يدي قبل لساني... ترجمت خطبة صلاة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية عام 1997وكان يحضرها الكثير من الصم والبكم من مصر والوطن العربي منهم على سبيل المثال الصديق عادل عريف رئيس نادى جدة رحمة الله عليه.. إنني أحب أن اتعرف بك أكثر وأرحب بالمشاركة في أي عمل يخدم الصم.

1- مجهود مشرف
محمد ابراهيم - مصر / بورسعيد 10-11-2012 02:27 AM

بعد الحمد لله والصلاة والسلام على الله : وبعد
بارك الله لكم في علمكم وزادكم نفعا ً للمتعلمين راجيا ًأن تمدونا بالمزيد من العلم في هذا المجال ولكم منا بالغ الاحترام والتقدير.

محمد ابراهيم [ اخصائي تربية خاصة ]

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب