• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / حوارات وتحقيقات
علامة باركود

النخبوية النسوية إلى متى يستمر الغياب؟

د. عزة عبدالعزيز


تاريخ الإضافة: 2/1/2010 ميلادي - 16/1/1431 هجري

الزيارات: 9919

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
الدكتورة ليلى رامي:
Ÿ ليس كل من حصلت على الماجستير أو الدكتوراه نخبوية.
Ÿ غياب النخب النسوية يخالف هدي النبي- صلى الله عليه وسلم - الذي أفسح المجال لها وراعاها.
Ÿ يمكن أن نتعامل مع الضغوط الدولية في إصلاح وضع المرأة؛ لكن بشرط ألا ننساق وراء أجندتهم، أو نطالب بالمساواة على طريقتهم، أو نحقق مكاسبَ لهم.
Ÿ عندما يغيب دور النخب النسوية في بناء المجتمع يختلُّ الميزان.
 
 
 
Ÿ Ÿ Ÿ Ÿ Ÿ
 
 
الدكتورة ليلى رامي - الأستاذ بكلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا - من القليلات المهتمات بواقع النخبة النسوية المسلمة في التيارات الإسلامية وواقعها، والتحديات التي تواجهها، ودور الصفوة في تدعيم دورها وتفعيله في إثراء الحركة العلمية النسوية في القرن الحادي والعشرين، خاصة بعد تراجع دورها وانحساره لفترات طويلة عبر التاريخ.

وعن كيفية تفعيل دور النخبة النسوية، والعوائق التي تحول دون أداء دورها، ودور العلماء في الاهتمام بالنخبة النسوية، وغير ذلك من القضايا - دار معها الحوار التالي: 
Ÿ في البداية نرجو إلقاء الضوء على مصطلح "المرأة النخبوية"، ماذا يعني؟
إنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمصطلح "الصفوة"؛ إذ لو عُدْنا إلى الفكر الإسلامي، لوجدنا العلماء الإسلاميين يستخدمون كلمة "النخبة" باعتبارها الطليعة التي تساهم في التغيير، ولها دور في صناعة القرار، سواء كان اجتماعيًّا، أم سياسيًّا، أم اقتصاديًّا، فتؤثر في المجتمع سلبًا أو إيجابًا، وكل مَن تنتمي إلى هذه الفئة، فنحن نعتبرها من "النخبوية النسوية".

وتعدُّ النخبة المثقفة هي العقل المفكر، والباحث عن حلول للمشكلات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، التي يعانيها أي مجتمع، وهذا هو الحال في المجتمع المسلم، فلقد كوَّن النبي - عليه السلام - صفوةً من الصحابة في بداية طريقه الدعوي، قبل أن يجهر بالدعوة إلى الإسلام في مكة، وبقيت تلك النخبة تسير مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وتتأسى بأفعاله وأقواله، وكان ضمن تلك النخبة نخبة نسوية راشدة، على رأسها السيدة خديجة - رضي الله عنها - وتجلَّت أدوارهن في حياة النبي - عليه الصلاة السلام - وبعد وفاته، ثم أخذ هذا الدور يشهد تراجعًا وتقهقرًا فيما بعد ذلك، وبدا يفقد فعاليته مع مرور الزمن.

صفات النخبة النسوية:
ما صفات النخبة النسوية التي تقصدينها؟
هذا السؤال طرح نفسَه في بداية العهد النبوي؛ إذ وجدت بالفعل نخبة نسوية، لكنها كانت سيئة، قادت المجتمعَ الجاهلي إلى الرذيلة، ووأْدِ البنات، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قام بإصلاح هذه النخبة، التي شاركتْه صناعةَ مجتمع مثالي ونموذجي، فأصلح بهم المجتمع من حوله؛ نساءً ورجالاً، وشبابًا وأطفالاً، وشيوخًا وكهولاً، أما السؤال الذي نطرحه اليوم: هل النخبة الآن صالحة أو لا؟ فإذا كانت صالحة قامت بدورها في إصلاح المجتمع، بحسب التصور الإسلامي الصحيح الذي أقرَّه الرسول - عليه الصلاة والسلام.

وهذا يجعلنا نقرُّ بأنه ليس هناك صفات معيَّنة سوى الصلاح، وكلٌّ - حسب مجال تخصصه - يتقن في عمله؛ لذا لا يمكن أن نقرَّ بشروطٍ، ثم إنه لا يمكن أن نقر بأن من حصلت على درجة الماجستير أو الدكتوراه نخبوية، ولا يمكن أيضًا أن نقصي أحدًا من النخبوية؛ فهناك أصناف تندرج تحت النخبة، وأصناف أخرى تندرج تحت نخبة النخبة، ومنهن السيدة عائشة - رضي الله عنها - لأنها على مستوى عالٍ من التأهيل في علوم التوثيق والفتوى.

الرعاية النبوية للنخبة النسوية:
كيف احتضن الرسول - عليه الصلاة والسلام - النخبة النسوية، وشدَّ من أزرها؟
لقد خلَّف لنا النبي - عليه الصلاة والسلام - مجتمعًا نموذجيًّا، تولى بنفسه مهمة السهر على تنظيمه، وتسييره وَفْقَ الشريعة التي ارتضاها الله - عز وجل - شِرعة ومنهاجًا للمسلمين، ولم يكن الرسول - عليه الصلاة والسلام - يتولى هذه المهمة بوحي خياله، أو بحدة ذكائه، إنما بتوجيه من الله - عز وجل - عن طريق الوحي، ولقد احتوى المجتمع النبوي على فئات نخبوية متعددة، أنكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعضها، وبارك أخريات وشجعها؛ فنخبة السحرة، التي عُرف عنها عبر التاريخ أنها كانت تصنع القرار جنبًا إلى جنب مع الفئة الحاكمة، أُمِر النبي - عليه الصلاة والسلام - أن يُنكرها ويضع لها نهايتها، وبارك دور النخبة المثقفة التي اتخذت القرآن والسنة مصدرًا لتشريعاتها، واعتبرها النبي - عليه الصلاة والسلام - عقلَ المجتمع النبوي، حيث فهمت ووعت من النبي - عليه الصلاة والسلام - أن الانتماء إلى النخبة هو تشريف على قدر التكليف.

وكانت النخبة المثقفة التي باركها وصنعها الرسول - عليه الصلاة والسلام - من الجنسين - الرجل والمرأة - حتى تكون خيرَ خلف لمجتمع الرسول - عليه الصلاة والسلام - فقد حمَّل الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه الأمانةَ نخبةً من الصحابة والصحابيات؛ حتى يتولَّوا عملية الاجتهاد لفهم الواقع، وإدراجه تحت النصوص؛ أي: النظر في الأمور المستجدة في عصرهم، بناءً على ما ورثوه منه مِن علم، وهذا يجعلنا نؤكد أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - احتضن النخب جميعًا؛ نسوية وذكورية.

ولم يكن وجود العنصر النسوي في الوسط النخبوي بدعًا من الرسول - عليه الصلاة والسلام - بل كان موجودًا في العصر الجاهلي؛ بدليل وجود هند بنت عتبة، التي اشتهر دورها وأثرها في غزوة أُحد، قبل أن تُسلم، وبقيت محافظة على مؤهلاتها بعد إسلامها.

ولم يَلغِ الرسول - عليه الصلاة والسلام - موقعَ المرأة في الوسط النخبوي؛ بل على النقيض تمامًا، أقرَّ بوجوده وأهميته، وصحح مساره، فاقتلع جذور المعتقدات الفاسدة، واستبدل بها ما أُوحي إليه من ربه، ولقد رأينا ثمار عنايته - عليه الصلاة والسلام - بالمرأة في رواية الحديث ونقل الفقه.

وقد اعتنى النبي - عليه الصلاة والسلام - وأشرف على نخبة من النساء، منهن بعض أزواجه، ومنهن غيرهن، باعتبارهن عناصرَ نخبوية؛ ليثبت لنا بالدليل العملي أن مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية أمر لا بد منه في الإسلام؛ بل هي على رأس تلك الإسهامات في بناء المجتمع المسلم، ولا تقلُّ إسهاماتها أهميةً عن إسهامات الرجل، لا سيما في القضايا والخصوصيات المتعلقة بها، فإسهاماتها مع الرجل تكاملية في بناء المجتمع المسلم، لا يستغني أحدهما عن الآخر، وهذا يدل على ضرورة وجودهن في الوسط النخبوي، وأن غياب هذه الصفوة في المجتمع يترتب عليها نتائج مضرة بالمجتمع.

ولقد قام الرسول - عليه الصلاة والسلام - بتوفير جوٍّ من العناية المكثفة لبعض الصحابيات، وكان في مقدمتهن عائشة - رضي الله عنها - فلقد كان يشجع الصحابيات اللاتي كانت لديهن مؤهلات فطرية، فيشجع روح السؤال في نفوسهن، والبحث عن العلم في حياتهن، ويشجع مَن كانت تعرف الكتابة على أن تُعلِّم غيرها، ويثني على الجرأة التي تميزت بها بعضهن ما دامت في إطارها الشرعي، وكان من عادته زيارة بعض النساء الفضليات، وتفقُّد أحوالهن.

لكن للأسف، تراجع هذا الدور في الحركة العلمية النسوية التي أنشأها وأشرف عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بعد، خاصة بعد غياب تلميذات السيدة عائشة - رضي الله عنها - فشهدت الحركة النخبوية تراجعًا كبيرًا، خاصة في عصر الفتنة الكبرى، وما بعده، وهذا التراجع يرجع إلى أسباب كثيرة[1].

أسباب تراجع النخبوية النسوية:
وما العوائق والأسباب التي أدَّت إلى تراجع الحركة النخبوية النسوية؟ 
تمثلت هذه العوائق في نوعين أساسيين، هما: عوائق سياسية، وأخرى فكرية، ترجع إلى الظروف والتطورات السياسية التي حدثت بعد الفتنة الكبرى؛ لأنه في إطار الحديث عن تلك التطورات فقد كان للإعلام دور خطير في إشعال فتيل الفتنة، برغم دور الرسول - عليه الصلاة والسلام - فيما سبق في تهذيب دور الإعلام، المتمثل وقتها في الشعراء، وانصرافه إلى قضايا إصلاح المجتمع، لكن بعد وفاة الرسول - عليه الصلاة والسلام - انحرف دوره، وهدفه، وناصر الأحزاب، وفي خضم هذه المشاكل بدأ الشعراء يهتمون بالمرأة بصورة سلبية، وعادوا ينظمون الشعر في غزل النساء، ويتيهون في محاسنها ومفاتنها، وهو ما صرف المسلمين عن الاهتمام بدور المرأة الحقيقي في إصلاح المجتمع، وبهذه الطريقة بدأت ظاهرة الانحراف تتفشى في المجتمع، وبدأت العوائق الفكرية تتراكم في طريق تقدُّمها إلى صفوف النخبة، وأخذت أدوارها تنحسر إلى الوراء؛ بل أخذ بعض الفقهاء يفسرون أحاديثه – صلى الله عليه وسلم - عن المرأة تفسيرات سلبية، وهذا ما أدى إلى تراجع الحركة العلمية النسوية، وانحسار مدها إلى أعماقٍ مخيفة، جعلت العدو المتربص يتخذها ثغرة للهجوم على الإسلام بمجمله، وذريعة للتشكيك باهتمامه وإنصافه للمرأة، وهو الذي أعزها وأكرمها، وأغلاها وأعلاها بما لم تصل إليه - ولن تصل - شريعة أو نظرية بشرية.

النموذج الذي أراده النبي - صلى الله عليه وسلم -:
وما دور الرسول - عليه الصلاة والسلام - في تقدم وتربية النخبة النسوية في وقته؟
انتقى الرسول – عليه الصلاة السلام - مجموعة من الصحابيات مثَّلْن النخبة، لكن الكتَّاب اعتنَوا بأمهات المؤمنين، وأغفلوا دور باقي الصحابيات إلا القليل، وهذا يعود إلى ارتباط التدوين بالرواية؛ لذلك ذكرت كل مَن كان لها حظ أوفر في الرواية، فكان التدوين حافظًا لسيرتها بصورة أفضل وأشمل.

وكانت الكتابات عن أمهات المؤمنين كثيرة جدًّا، خاصةً السيدةَ عائشة، أما أم سلمة فكان حظها أقلَّ بين أمهات المؤمنين، برغم أن لها وقفاتٍ كثيرةً في القرآن، وكانت وراء نزول آيات كثيرة، منها: آية العدل بين النساء والرجال؛ حيث استنكرت عدم العدل بين الرجل والمرأة، وسألت النبي - عليه الصلاة والسلام - عن سر ذلك، فنزلت الآية الكريمة تؤكد أن المرأة لم تُظلم في الإسلام، وأنهما في العبادات سواء، وأنا هنا لست من دعاة المساواة بصورتها الحديثة؛ بل بضوابطها وشروطها الإسلامية، أنا أؤمن بالتكامل بين الجنسين، وليس بالمساواة.

ولقد كان دور الرسول - عليه الصلاة والسلام - في تربية المجتمع النبوي دورًا تشريعيًّا شاملاً، قائمًا على تهيئة المجتمع لتقبُّل وتحمل مسؤولية الاستخلاف في الأرض، وإعمارها ورعايتها، فكان أول ما بدأ به - عليه الصلاة والسلام - هو: إعداد النخبة التي ستحمل الدور معه ثم بعده، وذلك هو النموذج الذي أراده - عليه الصلاة والسلام.

فترك لنا نخبة نسوية ورجالية أسستا معًا - يدًا بيد - المجتمعَ المسلم، لكن للأسف تراجع دور قطب هام من أقطاب بناء المجتمع بغياب المرأة، وحدث انشقاق في دور النخب، وربما إقصاء للنخب النسوية من مجالاتهن، فاختل الميزان.

ميزان مختل:
هل معنى ذلك أن الساحة تفتقد للنخبة النسوية؟
قلت: إن الميزان مختل؛ بسبب إقصاء النخب النسوية، برغم أنهن موجودات، لكن يحتجن إلى عناية ورعاية؛ فالكوادر الحقيقية، والنماذج النخبوية التي تريد المحافظة على الهُوية الإسلامية موجودة بكثرة، لكنها غير فعَّالة، وهي تعاني عوائقَ كثيرةً جدًّا؛ بسبب سيطرة النظام الرأسمالي في مجتمعاتنا، وبسبب العولمة التي فُرضت علينا.

وأنا شخصيًّا أعرف كوادر نسوية مؤهَّلة بصورة جيدة للفتوى، لكنهن غير موجودات في الأماكن الحساسة، ومراكز صناعة القرار.

لماذا طالبتم بضرورة وجود النخبة النسوية بالمجمع الفقهي؟
أنا شخصيًّا أطالب بوجود النخبة النسوية في المجمع الفقهي، في كل المنتديات التي أحاضر فيها في بلاد العالم الإسلامي المختلفة؛ إذ لا توجد عند بعض العلماء الرجال قناعات ذاتية تنبع من الفكر الإسلامي بضرورة وجود المرأة في المجامع الفقهية الإسلامية؛ فَهُمْ - للأسف - لا يقدِّرون خطورة غياب المرأة عن تلك المجامع الفقهية.

ولعل هذا نتيجة تراكمات فكرية عند بعض علمائنا الأفاضل، أدَّت إلى إقصاء النخبة النسوية الفقهية، وتراجعها عن مراكز صنع القرار الفقهي؛ لأسباب متعددة ظهرت في الحياة الفكرية والعلمية قديمًا، وزاد من تراجع حركة النخبة النسوية دورُ كتابات بعض الفقهاء التي وجهت توجيهًا مختلفًا، أدت إلى تراجعها العلمي، برغم وجود محدِّثات كثيرات اشتهرت أسماؤهن عبر التاريخ.

وبسبب فتح باب العلم أمام النساء، بات واضحًا وجود نخب نسوية متمكنة؛ لذا لا بد من الاستفادة من علمهن وكفاءتهن بإشراكهن بالمجمع الفقهي؛ ليشاركن برأيهن في القضايا التي تختص بهن، وليس أصدق على ذلك من وجود قوائم جردت أسماء النخب الرجالية والنسوية من حاملي علم رسول الله - عليه الصلاة والسلام - فوجدت أسماء كثيرات لامعة، ذكرهن الذهبي في قوائمه "تجريد أسماء الصحابة"، وكانت أصح القوائم فيما أعتقد التي أكدت أن عدد الصحابة الرواة بلغ 1565 صحابيًّا، وعدد الراويات بلغ 292 راوية، فكانت نسبة مقبولة، أكدت أهمية وجود النخب النسوية المشاركة في صياغة وصناعة المجتمع المسلم عبر التاريخ.

هذا إضافة إلى الكثيرات اللاتي لم ترد أسماؤهن بالقوائم نهائيًّا.

دور النساء في المواجهة:
وما دور النساء في مواجهة حركة التراجع النخبوية؟
هذا يجعلنا نعود قليلاً إلى العصر الجاهلي، حيث تواطأ كل الناس على فساده، وكانوا يقتلون البنات، فهل استطاع النساء أن يفعلن شيئًا؟ فالنخبة كانت فاسدة، ونساء العامة لم يكن لهن القدرة على التصدي لهذا الفساد، حتى نزل الوحي، وأرسل الله محمدًا - عليه الصلاة والسلام - فانطلق - عليه الصلاة والسلام - في تغيير فساد المجتمع الجاهلي[2].

ونحن في العصر الحالي لدينا ضغوطات دولية، يمكن استثمارها في إصلاح وضع المرأة، وإعادة بعث نموذجه الصحيح، لكن بشرط ألا ننساق وراء أجندتهم الغربية، أو نطالب بالمساواة على طريقتهم، أو نحقق مكاسب لهم؛ بل هي ضغوطات تتناسب وهويتي، فلن أكون منفذةً لأجندتهم السوداء، فقط أستثمر الضغوطات لإيصال صوتي إلى مَن ينتمون إلى نفس التيار الإسلامي، وتوضيح وجهة نظري؛ فالمرأة المسلمة امتلكت نموذجًا تاريخيًّا فريدًا من نوعه في عصر الرسالة، ذاق المعنى الحقيقي للحرية؛ لذلك ظلت المرأة المسلمة الحريصة على الهوية تجاهد في سبيل استرجاع ذلك النموذج الذي يحافظ على خصائص الهوية الإسلامية، وما زالت تجاهد.

الضغوط الدولية:
وكيف نتعامل مع الضغوطات الدولية التي تصب في صالح المرأة؟
يكون ذلك من خلال ظهور الكوادر النسائية في المنتديات الفكرية، وقد تفيدنا هذه الضغوطات كإسلاميات من ناحية واحدة فقط، وهي: أن تفتح مجالات الحوار بيننا وبين العلماء، وتُسمِع أصواتَنا وآراءنا من خلال هذه النقطة فقط، فحتى الآن، وعلى الرغم من أننا في القرن الحادي والعشرين، إلا أنه ما زال صوتنا محجوبًا عن الساسة المسلمين، ولا يُستمع لنا في كثير من القضايا المتعلقة بنا، ولا يتركنا أحد لنتكلم، إلا قليلاً، كما أنها فرصة أيضًا لفتح باب المحاورة مع شتى أطياف المجتمع ممن يخالف النهج الإسلامي؛ مما يؤدي إلى تغيير هؤلاء، وبيان كيف أن هناك نخبًا نسائية تعتز بدينها وتنتصر له، وأعتقد أنهم يوم أن يستمعوا لنا، فسوف تحدث النقلة النوعية التي تريدها النخبة النسوية الإسلامية، التي تعتز بهويتها الإسلامية.

وكيف تقيِّمون ظاهرة الحركة الرجالية الداعمة لحقوق المرأة؟
نحمد الله لوجود هذه الفئة من الرجال تناصر النساء، وتبذل الجهد لإعادة النور للنموذج النبوي في مؤازرته للنخبة النسوية، لكن لا يمكن أن يقوموا بمفردهم بهذا الدور؛ فلا بد أن تتكاتف جهود الجميع - رجالاً ونساءً - لتحقيق هذه المكاسب، وهذا يُعد شيئًا رائعًا.

ويجب علينا إعادة كتاباتنا في قضايا المرأة، وتوجيه الخطاب بصورة مختلفة تبتعد عن التعميم في الخطاب؛ فالنساء أصناف كالرجال، والمشكلة تكمن في عدم قدرتنا على معرفة الفوارق بين أصناف النساء كما نعرف الفوارق بين أصناف الرجال، إضافة إلى عدم اقتناع الكثيرين بوجود أصناف في عالم النساء يجب مراعاتها، ويجب أن يختلف الخطاب الموجه لهن.

وحتى تعالج هذه الإشكالية، لا بد من الرجوع إلى جذورها وحلها، ولو استطعنا أن نقنع الرجل بأصالة موقع المرأة في الوسط النخبوي من خلال مناقشات، وعمل مناظرات من نوع جديد، بألا يقصي طرفٌ الطرف الآخر، ولا تقصي النخبة الرجالية النخبة النسوية - نكون قد حللنا الإشكالية، ودعمنا حقوق المرأة من منطلق إسلامي لا من منطلق غربي، بتكاتف جهود الرجال والنساء.

مزاعم باطلة:
ما التوقيت المناسب لوجود المرأة المسلمة الفقيهة في المجمع الفقهي؟
من الملاحظ أن النخبة الرجالية تحتجُّ بعدم وجود كفاءات، لكن العناصر النخبوية النسوية في مجال الفتوى موجودة وبكثرة، ومنهن من هي مستواها أفضل بكثير من مستوى الرجال، فالرجال يناقشون قضايا النساء في المجمع الفقهي بمعزل عن النساء، وأحيانًا يُفتون فيها بما لا يناسب المرأة، فبرغم أنها قضايا حساسة تمس المرأة، إلا أننا لا نجدها تشارك في صناعتها؛ ولهذا أرى أنه ينبغي إذا احتاج الأمر إلى معرفة بعض الأمور الخاصة بالنساء حتى تكون أكثر وضوحًا ومطابقةً لحال المرأة، أن يُرْجَع فى ذلك إلى النساء الموثوق بهنّ ديانةً وعلمًا ليُخبرن عن الواقع الصحيح فى الأمر المُزمَع إصدار فتوى بشأنه.
 
 ــــــــــــــــــــــــ
[1] وهو أمر طبيعي؛ فالنخب دائمًا ما تتراجع في أوقات عدم الاستقرار، سواء أكانت رجالاً أم نساء؛ إلا أن التأثير على المرأة يكون أكبر.
[2] أمر غريب حقًّا؛ فالمرأة المتميزة الفقيهة العالمة، لا تستطيع أن تصنع شيئًا في حالة فساد المجتمع - على حسب المثال الذي ضربته بالعصر الجاهلي – وإنما أقصى ما لديها أن تقوم بإيصال صوتها إلى مَن ينتمي إلى نفس طريقتها من الرجال، وقد كان الأجدر بها أن تقول: إن تلك المرأة المتميزة الواجبُ عليها أن تستثمر الظروف المحيطة؛ لتغيير المجتمع ككل، وفقًا للنموذج الأمثل (الإسلامي)، وهي في هذه الصورة ستكون شريكًا فعالاً، ويحقق للمرأة ما ترجوه.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • مشكلتنا وفهم الثقافة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إلى متى يستمر مسلسل هدر المياه؟!(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟(استشارة - الاستشارات)
  • هل يستمر حب المراهقة؟(استشارة - الاستشارات)
  • إن ليل الظلم لن يستمر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخاف ألا يستمر زواجنا(استشارة - الاستشارات)
  • طبيعة اتفاق التحكيم(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • هولندا: تنظيم محاضرات في مركز الإمام مالك(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المرأة وموقعها في المجتمع الإسلامي (خاطرة نقدية للحركة النسوية)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المقامة النسوية(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- غياب الصورة عن ذهن المراة نفسها
د.شفاء علي الفقيه - الأردن 10-01-2010 12:02 AM
أشكر الدكتورة ليلى جزيل الشكر على كلامها حول النخبوية من النساء،وأقول ان هذا الموضوع الذي طرح هو من الموضوعات الهامة التي نحتاج أن نطرحها للنقاش بشفافية عالية كي نستطيع أن نعالج بعض الأسباب التي تكمن وراء غياب النخبوية النسوية،وأحب ان أضيف أن كثير من النساء في زماننا لا يعرفن الكثير عن واقع النخبة النسوية في زمن النبوة،كما ان المكانة التي أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم للمراة في زمانه وكان لها تطبيقات حقيقة تمثلت بأمهات المؤمنين والصحابيات،واخص بكلامي هنا شخصية السيدة عائشة رضي الله عنها فكم من النساء اطلع على الميزات التي كانت تتمتع بها السيدة عائشة،ومقدار الإبداع العلمي والفقهي واللغوي الذي احتلت فيه مكانة كبيرة لدرجة انها كانت مرجعا لكبار الصحابة والخلفاء الراشدين وهذا امر يحتاج للتوقف ،إذ أن الصحابة مع علمهم ومكانتهم العالية لم يستغنوا عن علم السيدة عائشة،بل كانت بالنسبة إليهم امراة صاحبة رأي وقرار يرجع إليها في كل الامور ،وهذا أمر قد قدره الله تعالى فوفاة النبي صلى الله عليه وسلم عنها وهي في مقتبل العمر وتفرغها لتعليم المسلمين شؤون دينهم أمر يحتاج من كل مراة أن تفكر في الدور الهام الذي يمكن ان تحققه في مجتمعها ،وهذا امر يتطلب من المراة ابتداءا ألا تقلل من قيمة نفسها نتيجة الفكر الذكوري الذي يفرض على المراة، فيزرع فيها شعورا بالنقص والعجز امام الرجل،أنا اتفق مع الدكتورة ليلى فيما طرحته من أسباب ،ولكني اردت ان اؤكد على ان المرأة نفسها تحتاج ان تربي ابنتها ابتداءا على الاعتزاز بالذات والثقة بالنفس،لتبني لديها القناعة بأنها صاحبة مكانة متميزة منحها الله إياها قبل أي إنسان.
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب