• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تنمية المهارات
علامة باركود

نظرة عامة حول مفهومي العلاقات الإنسانية والصحة النفسية

أحلام يحيى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/6/2015 ميلادي - 19/8/1436 هجري

الزيارات: 41043

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نظرة عامة حول مفهومي العلاقات الإنسانية والصحة النفسية


مقدمة:

منذ أن وُجد الإنسان على سطح الأرض وهو يسعى لإقامة علاقات مع غيره من بني جنسه، ويتفاعل معهم، ويُحاول أن يتعرَّف على ما عندهم من أفكار، وأن يتفهَّمها، ويحاول أن يَنقل ما عنده من أفكار وآراء، ويتبع شتى الوسائل والطرق لتحقيق ذلك التواصل والتفاهم، إذًا فهي قديمة قِدَم البشريَّة، وإذا أراد المؤرِّخون تأصيلها فلا بدَّ لهم أن يعودوا إلى بداية خلق الله للإنسان وتكاثر البشر على وجه الأرض؛ إذ إنه قد نشأ وزاد عدده ليكوِّن مجتمعًا ثم مجتمعات مُتعدِّدة بسبب التجمُّعات البشرية.

 

ولقد كرَّم الله سبحانه وتعالى الإنسان وميَّزه بما لم يُميِّز به غيره مِن مَخلوقاته، كما جاء في قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين:4]، وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات:13]، ولقد اهتمَّ الإسلام ببناء الإنسان الذي هو أصل المدَنيَّة والحضارة، وقد اختص الله الإنسان بالعلم والعقل والتفكُّر، وتطوير العلوم واكتشاف بعض أسرارها، وتكوين العلاقات الإنسانية مع بني البشَر، سواء في الأسرة أو المجتمع أو العمل.

 

والعلاقات الإنسانية تهتم بشكل رئيسٍ بالتفاعلات التي تتمُّ بين الأفراد باعتبارهم بشرًا لهم مشاعرُ وعواطف وقيَمٌ وحاجات نفسية واجتماعية، بمعنى أن هذه العلاقات تتمُّ بين أفراد يتمتعون بمستوى لا بأس به من الوعي والفهم والاتزان النفسي، وهو ما يدخل ضمن مفهوم الصحة النفسية، كما تُعتبَر العلاقات الاجتماعية من مصادر الصحة النفسية؛ وذلك لما تُقدمه من دعم اجتماعي للفرد الذي- بدَوره- يُخفِّف من العناء؛ لتأثيره الفوري على نطاق الذات؛ بحيث يزيد من تقدير الذات والثقة بالنفس، وتُعتبَر هذه الأخيرة عنصرًا هامًّا في حياة الناس عامة، فتحقيقها يُساعد الإنسانَ في مواجَهة مشاقِّ الحياة وصعوباتها، وفي الوصول للعيش الكريم، والحياة الهانئة السعيدة، ويساهم في تحقيق أهداف الحياة وغاياتها، بل إن أهمية الصحة النفسية تتجاوز ذلك بدورها في تحقيق الوصول إلى رضا الله عز وجل، وتحقيق رضوانه؛ ﴿ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة:8]، وإلى الفوز بجنته سبحانه وتعالى؛ ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر:27- 30].

 

ولأهمية الصحة النفسية فقد ذهبَت الدول المتقدمة بعيدًا في بذل الجهد والمال لتحقيق مستوى عالٍ مِن الصحَّة النفسية لأفرادها؛ ذلك إيمانًا منها بدور هذه الأخيرة في توفير فرص أكبر لأفراد المجتمع لتحقيق الإنجاز الأفضل، والوصول لتقدم أكبر.

 

إذًا، ومما لا شك فيه أن لهذَين الموضوعين أهمية كبرى في تطوير المؤسسات على اختلاف وظائفها (اجتماعية، تربوية، اقتصادية...)، لكن قبل أن نغوص في أعماق أهمية كلٍّ مِن الصحة النفسية والعلاقات الإنسانية في تطوير المؤسسات المختلفة، يجب علينا أولاً تقديم وصلة تعريفية عن كلٍّ منهما، فما هي العلاقات الإنسانية؟ وما أهدافها؟ وما أهمية دراستها؟ وماذا نعني بشخص يتمتَّع بصحة نفسية جيدة؟ وفيمَ تتمثَّل أهداف الصحة النفسية؟ وكيف نميز بين فرد سويٍّ وآخر غير سوي؟ كل هذه العناصر وأكثر سنتطرَّق لها بشيء من التفصيل في هذه الورقة البحثية.

 

أولاً: العلاقات الإنسانية:

1- مفهومها:

يتكون هذا المفهوم من كلمتين، هما: العلاقات، والإنسانية؛ فالعلاقات جمع مفردها (علاقة) بفتح العين، وتعني: "علاقة الخصومة وعلاقة الحب"؛ [الدوسري، 2005، (ص:25)].

 

والإنسانية تعني: جميع الصفات التي تُميِّز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية، وهذا يعني أن العلاقات الإنسانية عبارة عن جملة التفاعلات بين الناس، سواء كانت إيجابية؛ ومنها: الاحترام والتسامح، أم سلبيَّة؛ ومنها التكبُّر والقسوة؛ [الحربي، 2007، (ص: 55)].

 

وفي هذا الصدد يقول الحربي كذلك: إنَّ مصطلح العلاقات الإنسانية ينطبق بصفة عامة على جميع التفاعُلات بين الأفراد في جميع المجالات (الصناعة، التجارة، التعليم، والمجال الاجتماعي)، فيرتبط الأفراد بنظام معيَّن لتحقيق هدف محدد، وهذا ما يُطلَق عليه: تنمية الجهود المُنتجة المُشبعة للجماعة.

 

وعرفها خالد بن حمدي الحميدي الحربي بأنها: "أحد مجالات الإدارة التي تُعنى باندماج الأفراد في مواقف العمل معًا بطريقة تُحفِّزهم للعمل بأكثر إنتاجية، وتحقيق التعاون لإشباع حاجات العاملين"؛ [الحربي، 2003، (ص: 7)].

 

أما بالنسبة لمفهوم العلاقات الإنسانية في مجال التربية والتعليم، فقد ناقَشَه العديد من التربويِّين؛ فمنهم من يرى أنها ميدان من الإدارة يهدف إلى التكامل بين الأفراد في محيط العمل بالشكل الذي يدفعهم إلى الإنتاج والتعاون مع إشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية، ومنهم مَن أوضح مفهومها على أنها مأخوذة مِن ذات الإنسان، وأنها أرض عميقة الطبقات، خصبة، تتباين صورها من زمن لآخر، ومن مجتمع لآخر، كما عُرِّفت على أنها: سلوك مثالي بين القائد أو المُشرف مع مَن تحت إشرافه؛ من حيث المعاملة الحسنة بما يُحقِّق الأهداف المشتركة؛ [الحربي، 2007، (ص: 55- 56)].

 

ومن خلال التعاريف التي تمَّ تقديمها، يُمكن تلخيص مفهوم العلاقات الإنسانية في ما يلي:

• إنها تركِّز على الإنسان باعتباره العنصر الفعال، وحجر الأساس في بناء أي جماعة.

• الدافع الأساسي والمِحوَر الرئيسي للعلاقات الإنسانية هو: تشجيع الأفراد، وإثارة دوافعهم وتحفيزهم.

• هدفها الأسمى هو: الاحتِرام بين الأفراد.

• تعمل على تحفيز الأفراد العاملين وزيادة إنتاجيتهم في العمل.

• تهدف إلى إشباع حاجات الأفراد، وكذلك إنجاز أهداف المنظَّمة.

 

1- التصور القرآني للعلاقات الإنسانية:

يقول ابن خلدون في "مقدمته": "إن الإنسان اجتماعي بطبعه"، وهذا يعني أن الإنسان فُطر على العيش مع الجماعة والتعامل مع الآخرين، فهو لا يستطيع العيش وحيدًا بمعزل عنهم مهما توفَّرت له سبل الراحة والرفاهية، فهو بذلك يَجنح إلى تكوين علاقات وبناء الروابط مع بني جنسه؛ وذلك لتحقيق المصالح المشتركة؛ [ابن خلدون، د. س (ص: 32)]، وهذه الحقيقة جاء بها القرآن الكريم وبيَّن أهدافها، وما تزال الأيام تُثبت لنا صدقها ودقَّة وصفِها للسلوك الإنساني.

 

فقد بيَّن لنا القرآن الكريم أنَّ الناس مهما تعددت أجناسهم وألوانهم فإن أباهم جميعًا هو آدم عليه السلام؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1]، فالقرآن يؤكد وحدة أصل الناس وصِلَة القربى بينهم، باعتبارهم إخوة يَنحدِرون من أصل واحد، وبعد هذا بيَّن لنا القرآن كذلك -وفي سياق آخر- أن هذا الأصل تفرَّعت عنه الشعوب والقبائل، وأن الهدف من هذا التنوع بين الناس هو الاتصال والتفاهم والتعاون؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات:13]، فالغاية التي جعل الله الناس لأجلها شعوبًا وقبائل- كما تدلُّ الآية- ليست التناحُر والتنازُع، ولكنها التعاون والوئام، وأما اختلاف الألسنة والألوان والطبائع والأخلاق، فتنوُّع لا يَقتضي النزاع والشقاق، بل يقتضي التعاون للنهوض بجميع التكاليف والوفاء بجميع الحاجات؛ [عودة عبدالله، د. س، (ص: 289- 291)].

 

2- نشأة العلاقات الإنسانية:

لو أتينا إلى البدايات الأولى للعلاقات الإنسانية، فسنجد أنها قديمة قِدَم وجود الإنسان على وجه الأرض؛ كما سبق وذكرنا، ولكن استخدامها في بيئة العمل أو في مجال التنظيمات الإدارية هو الحديث نسبيًّا؛ حيث برز في الثلاثينيات مِن القرْن الماضي (إلتون مايو Elton Mayo) كرائد لنظرية جديدة في علم الإدارة تُسمَّى بنظرية العلاقات الإنسانية؛ حيث قام هذا الأخير بدِراسات رائدة لمعرفة أهم العوامل المؤثِّرة على زيادة إنتاج العاملين، وتوصل إلى أن الدافع الاقتصادي ليس الدافع الوحيد في زيادة إنتاج العاملين، بل إنَّ العوامل الاجتماعية لها أثر فعال في زيادة الإنتاج، كما وجد أن العمال يتفاعَلون مع الإدارة كمجموعة شبْه رسمية وليس كأفراد، ولعلَّ أهم ما كشفت عنه أفكار العلاقات الإنسانية هو ما يُسمى (بالتنظيم غير الرسمي)، وهو تنظيم غير مُعلَن، يُنشئه أفراد في التنظيمات الإدارية الرسمية فيما بينهم، تُمثِّل لهم تجمعات طبيعية تُساعِدهم على إشباع تلك الرغبات التي لا يَسمَح لهم التنظيم الرسمي بفُرَص كافية للتعبير عنها أو إشباعها؛ [آل ناجي، د. س، (ص: 4- 5)].


3- أهداف العلاقات الإنسانية:

الهدف الأساسي للعلاقات الإنسانية هو إشباع حاجات الفرد النفسية والاجتِماعية المُتمثِّلة في تفاعُل الفرد مع بيئته، وإشباع هذه الحاجات يعدُّ محكًّا أساسيًّا لمدى فهم المُدير أو المُشرف أو القائد لأسلوب العلاقات الإنسانية الناجح للتعامل مع أفراد التنظيم الإداري، فهو يَستطيع تحقيق الأمور التالية: [سليم الزبون ومحمد الزبون وسليمان موسى، 2010، (ص: 668)].

• الشُّعور بالانتماء للمؤسَّسة؛ وذلك عن طريق إشعارهم بأنهم أعضاء في الجماعة، ويُشاركون في عملِها.

 

• التعبير عن الذات؛ وذلك إذا منَح المدير أو القائد الأفراد العاملين معه بعض المسؤوليات، أو أشرَكَهم في القيام ببعض المهام الخاصة.

 

• النجاح والتقدير؛ وذلك حين يتحمَّل الفرد المسؤولية في عمله وما يُنجزه.

 

• الأمن والطمأنينة؛ حيث يمثِّلان نتيجةً حتميةً للاستمرارية في المؤسَّسة.

 

4- أهمية دراسة العلاقات الإنسانية:

تُعتبر العلاقات الإنسانية عاملاً هامًّا، سواء في الحياة الاجتماعية أو في الإدارة؛ فالقدرة على العمل مع الآخرين بطريقة بنَّاءة هي مِن السمات الهامة التي يجب أن تتميَّز بها شخصية الإداري، ولا سيَّما في ميدان التعليم؛ [الزبون وآخرون، 2010، (ص: 669)].


هذا، ويُضيف الحربي في نفس السياق أن من دوافع الاهتمام بالعلاقات الإنسانية في المنظمات ما يلي: [الحربي، 2007، (ص: 57- 58)].


• حرَكة الإدارة العِلمية؛ والتي تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من الإنتاجية بالنسبة للعاملين.

 

• ظهور النقابات، وانضمام العديد مِن العُمال إليها.

 

• الإنتاج الصناعي الكبير، وما يُصاحبه من الانحياز إلى التخصُّص وتقسيم العمل.

 

• المنشآت ذات الحجم الكبير، والتي يعمل فيها آلاف العاملين الذين يَختلفون في قدراتهم وخبراتهم وشعور البعض منهم بالضياع في عالم الشُّغل الكبير.

 

• تعدُّد الجماعات التي ينتمي إليها العاملون.

 

• ارتفاع مُستوى العاملين التعليمي والثقافي، وزيادة قوة العمل، وتأثيرهم كمجتمع في المنظَّمة.

 

5- المبادئ التي تقوم عليها العلاقات الإنسانية:

يقول الحربي كذلك حول هذا العنصر: إن ديفز (Davis، 1997) يرى أن هناك أربعة مبادئ أساسية تقوم عليها العلاقات الإنسانية؛ وهي: (الحربي، 2007، (ص: 59).


• الكرامة الإنسانية؛ بحيث يجب على رئيس العمل أن يضع في اعتباره أن كل فرد من العاملين له كرامته.

 

• الفُروق الفردية بين العاملين ووضعها في الاعتبار عند التعامل معهم.

 

• المصلحة المشتركة التي تجعل الفرد ميَّالاً للتجمُّع والتعاون مع غيره.

 

• الحوافز؛ وهي: العائد من وراء هذه المشاركة أو التعاون.

 

6- دور الإدارة في تحسين العلاقات الإنسانية:

لا يمكن للإدارة أن تقوم بدور إيجابي في تحسين العلاقات الإنسانية إلا إذا توافر لديها أولاً أساسٌ مِن العلم والمعرفة بأسُس ونظريات العلاقات الإنسانية، ويُمكنها بهذا العلم وهذه المعرفة أن تضع الخطط وترسم السياسات وتنفِّذ البرامج التي تؤدِّي إلى تحسين العلاقات الإنسانية، وفيما يلي مجموعة من الأدوار يُمكن للإدارة القيام بها حتى تستطيع تحسين العلاقات الإنسانية بين عامليها، هي كالتالي: (الحربي، 2007، (ص: 66- 67).


1- الاتصال الفعال: وهو انتقال أو تبادل الخبرة والأخبار والأفكار والبيانات والدوافع والحقائق والآراء والمفاهيم والاتجاهات بين اثنين أو أكثر، فهو يساعد في مجال تقويم الأداء، وتحديد المعايير، والتنسيق بين الوحدات، وربط مختلف الأقسام في وحدة مُتكامِلة.

 

2- المشاركة: وهي العمل كوحدة اجتماعية بروح الفريق، وهي عملية نفسية تساعد في تحقيق الحاجة إلى التقدير الاجتماعي وتحقيق الذات، ولا تعني الاشتراك جسميًّا في إدارة العمل أو مجرد حضور الاجتماعات؛ وإنما المساهمة بفعالية في العمليات الإدارية، سواء الاستشارية أو التنفيذية.

 

3- التشاور: وهو العمل الفعلي للمُشاركة، وله أثر كبير في تَحسين العلاقات الإنسانية بين العاملين ورئيس العمل، أو بين العاملين فيما بينَهم، وهو يُساعد الأفراد على الفهم ودراسة جوانب الموضوعات كل على حِدَة، وعلى التأنِّي في إصدار الأحكام قبل الدراسة الكاملة.

 

4- الاهتمام بالنواحي الاجتماعية: ويَشمل ذلك الاهتمام بشؤون الأُسرة، وعلاج كثير من المشكلات الاجتماعيَّة التي تَعوق إنتاجية الفرد، أو رضاه عن العمل، أو تكيفه في جوِّ العمل، وهذا مِن شأنه تدعيم العلاقات التلقائية التي توضِّح الميول والاتجاهات الحقيقيَّة للناس أكثر من اللقاء في العمل والاتصال الرسمي؛ مثل: الحفلات.

 

5- الاهتمام بالنواحي النفسية: وهو دليل لحسْن العلاقات الإنسانية، فلا بدَّ مِن الاهتمام بالنواحي الشخصية والنفسية للفرد، حتى يتمَّ الاهتمام به ككل؛ وذلك بقصد بثِّ الطُّمأنينة والثقة بالنفس، ورفع الروح النفسية، وتحسين قنوات الاتصال بين رئيس العمل والأفراد بما يزيل التوتُّر والانفعال.

 

ثانيًا- الصحة النفسية:

1- مفهوم الصحة النفسية:

أصبح مصطلح الصحة النفسية شائعًا بين عامة الناس، شأنه في ذلك شأن غيره من مصطلحات علم النفس؛ كالعُقد النفسيَّة، والهستيريا؛ إذ نجد الكثير منهم يستخدمها- بمناسبة وبغير مناسبة- في معانٍ لا تتفق مع المفهوم العلمي لهذه المصطلحات، وفيما يلي سنحاول تقديم بعض المفاهيم للصحة النفسية؛ حتى يستطيع القارئ فهم معناها [أبو العمرين، 2008، (ص: 9- 11)]:

أ- المفهوم الفلسفي: ما يزال مفهوم الصحة النفسية غامضًا ويُثير الكثير مِن الجدل؛ وذلك لأن هذا المفهوم يستند إلى مسلَّمة فلسفية أساسها المُخالَفة بين الجسد والعقل، وفي إطار هذه المسلَّمة نجد العديد من الآراء المختلفة التي ناقشت مفهوم الصحة النفسية؛ ومنها: العبيدي [أبو العمرين، 2008، (ص: 9)]، والذي عرفها بأنها: "الشخصية بين السَّواءِ والمرض؛ وذلك لأنَّ مفهوم الشخصية لا يضطرب إلا باضطراب مفهوم الصحة النفسية"، وهذا يعني أن الفرد إذا كان يعاني من صحة نفسية مضطربة، هذا يؤدي به لا محالة إلى اضطراب الشخصية، وبالتالي إلى المرض النفسي.

 

ب- المفهوم الطبي: هذا المفهوم يتناول الصحَّة النفسية مِن جانبَين؛ هما:

• أن الصحة النفسية قد قيست على أساس الصحة الجسمية؛ بحيث إذا كانت الصحة الجسمية هي خلوَّ الفرد مِن الأمراض الجسمية؛ فإن الصحة النفسية هي خلوُّ الفرد من الأمراض النفسية والعقلية.

 

• أنها تركز على الفرد؛ فهو المُسنَد إليه دائمًا في صورة الفاعل.

 

جـ- المفهوم الإيكولوجي: الإيكولوجيا فرع من البيولوجيا الذي يَتناول علاقات الكائنات العضوية، وفي حالة الإيكولوجيا الإنسانية فتعني: دراسة النواحي الخاصة في علاقات تعايش الكائنات البشرية مع نظمها الإنسانيَّة، والمفهوم الإيكولوجي لا ينظر إلى المرض النفسي على أنه نتيجة لأسلوب غير متلائم للشخصية، بل على أنه ناشئ نتيجة لتعرُّض الأفراد إلى سلسلة مِن المشكلات الحياتية والأحداث الموقفيَّة التي لا تَحتمل الإهمال وترك أمرها للصدفة، بل تتطلَّب حلولاً عملية وسريعة.

 

د- المفهوم النفسي: حيث يشير سامر جميل رضوان (2007) حول المفهوم النفسي للصحة النفسية إلى أن فرويد قد أجاب عن السؤال حول معيار الصحة النفسية بقوله: "إنها القدرة على الحب والحياة"، فالإنسان السليم نفسيًّا هو الإنسان الذي تَمتلك الأنا لديه قدرتها الكاملة على التنظيم والإنجاز، وتمتلك مدخلاً لجميع أجزاء الهُوَ، ويستطيع ممارسة تأثيره عليه، ولا يوجد هناك عداء طبيعي بين الأنا والهُوَ، بل ينتميان لبعضهما البعض، ولا يُمكن فصلهما عمليًّا عن بعضهما في حالة الصحة؛ [رضوان، 2007، (ص: 35)].


2- تعريف الصحة النفسية:

اختلف الباحثون في ميدان العلوم الإنسانية في تحديد مفهوم للصحَّة النفسية؛ وذلك وفقًا لخلفياتهم وتخصُّصاتهم العلمية ومذاهبهم الفكرية، وهو ما جعل الإجماع على تعريف واحد لمفهوم الصحة النفسية أمرًا صعبًا، وفيما يلي سنقوم بذكر بعض التعاريف المُختلفة لتَقريب الفهم لكل مَن يقرأ.

 

عرَّفها حاتم محمد آدم (2005) فقال: "هي قدرة الفرد على إزالة العقبات التي تواجهه بسلوك سوي يتميَّز بالمرونة التي تَكفل له التكيُّف مع هذه العقبات في حالة عجزِه عن إزالتها نهائيًّا، والنتيجة التلقائية لذلك هي: الاتزان النفسي، والذي يُعتبَر المؤشر الجيد للصحة النفسية"؛ [آدم، 2005، (ص: 69)].


هذا، وعرفها مصطفى فهمي (1995) على أنها: "عِلم التكيُّف أو التوافق النفسي الذي يهدف إلى تماسك الشخصية ووحدتها، وتقبُّل الفرد لذاته، وتقبُّل الآخرين له؛ بحيث يترتَّب على هذا كله شعوره بالسعادة والراحة النفسية"؛ [فهمي، 1995، (ص: 18)].


كما عرفها عبدالعزيز القوصي (1952) على أنها: "تكيُّف الفرد مع بيئته المادية والاجتماعية"؛ [القوصي، 1952، (ص: 3)].


في حين عرَّفها كيلاندر بأنها: "مدى قدرة الفرد على التأثير في بيئته، وقدرته على التكيُّف مع الحياة؛ مما يؤدي بصاحبه إلى قدر معقول من الإشباع الشخصي والكفاءة والسعادة"؛ [المطيري، 2005، (ص: 25)].


كما قامت منظَّمة الصحة العالمية بتقديم تعريف للصحة النفسية على أنها: "حالة من العافية التي يحقِّق فيها الفرد قدراته، ويُمكن أن يتغلَّب على الإجهادات العادية في الحياة، ويمكن أن يعمل بإنتاجية مُثمرة، ويكون قادرًا على المساهمة في مجتمعه"؛ [منظمة الصحة العالمية، 2004، (ص: 6)].


من خلال عرض هذه التعاريف نستخلص الأفكار التالية التي تأتي بمثابة أهمية للصحة النفسية:

• القُدرة على إزالة العقبات أو التكيُّف معها.

• إن الصحة النفسية تهدف إلى تماسُك الشخصيَّة ووحدتها، وبالتالي تماسُك المجتمع.

• إنها تهدف إلى تقبُّل الفرد لذاته، وتقبُّل الآخرين له؛ مما يؤدِّي إلى زيادة التعاون بين أفراد المجتمع.

• إنها تتضمَّن مفهومي الشعور بالسَّعادة والراحة النفسية التي تدعَم الصحَّة البدنيَّة.

• القُدرة على التأثير في البيئة المادية والاجتماعية والتكيُّف معها.

• تؤدِّي إلى زيادة الإنتاجية.

 

وهذا يوصلنا إلى فكرة مفادها أن الصحة النفسية لا تعني فقط خلوَّ الفرد مِن أعراض الاضطراب النفسي؛ وإنما يمتدُّ مفهومها ليشمل العديد مِن الجوانب المتعلِّقة بشخصية الفرد واتجاهاتِه.

 

3- مناهج الصحة النفسيَّة:

أشار أشرف محمد عبدالغني في كتابه: "المدخل إلى الصحة النفسية" إلى أن هناك ثلاثة مناهج للصحة النفسية؛ هي: [عبدالغني، 2001، (ص: 24- 28)].


1- المنهج النمائي: وهو طريقة بنائية تُستخدم مع الأسوياء، وصولاً بهم إلى أقصى درجة ممكنة- بالنسبة إلى كل منهم- من الصحة النفسية، بما يتضمنه هذا المنهج من السعادة والكفاءة والرضا عن الذات والآخَرين؛ وذلك من خلال الدراسة العلمية الدقيقة لإمكانيات الأفراد وجوانب تفوُّقهم، والعمل على تنميتِها.

 

2- المنهج الوقائي: تعني الوقاية -بوجه عام- مجموع الجهود المبذولة للتحكم في حدوث الاضطراب أو المرض والسيطرة عليهما، أو التقليل من شدة ظاهرةٍ غيرِ مَرغوبة؛ كالمرض العقلي، أو الجنوح، أو الجريمة، وللمنهج الوقائي مستويات ثلاثة: وقاية أوليَّة: تهدف إلى اتخاذ إجراءات مُسبقة لمنع حدوث المرض، ووقاية ثانوية: الغاية منها إنقاص شدَّة المرض والتقليل منه، ووقاية من الدرجة الثالثة: تهدف بدورها إلى خفْض العجز الناتج عن المرض العقلي.

 

3- المنهج العلاجي: ويهدف إلى العمل على علاج حالات سوء التوافُق وعدم السَّواء؛ للعودة بهم إلى حالة التوافق والسواء؛ عن طريق تقديم الخدمة العلاجية المناسبة لكافة أنواع المرضى.

 

4- نسبية الصحة النفسيَّة:

إنَّ نسبية الصحة النفسية تجعل من السواء واللاسواء يقعان على درجات سلم التوزيع الاعتدالي بين مَن يتمتَّع بالصحة النفسية بدرجة عالية والذين يتمتعون بها بدرجة ضعيفة، في حين تقع المستويات الأخرى بين هذين القطبين، ويرجع ذلك إلى عدم وجود حدٍّ فاصل بين الصحة النفسية والمرض النفسي، وتتمثَّل نسبية هذه الأخيرة فيما يلي: [عبدالغني، 2001، (ص: 15- 19)]

أ- نسبيتها من فرد لآخَر: كما يَختلف الناس عن بعضهم البعض في كلٍّ مِن الطول والوزن، فإنهم يختلفون كذلك في درجة الصحة النفسية؛ لأنها نسبية، ولا تتبع قانون الكل أو لا شيء.

 

ب- نسبيَّتها لدى الفرد الواحد من وقت لآخر: وهذا راجع إلى التأثُّر بمواقف الحياة المتغيِّرة.

 

ج- نسبيَّتها تبعًا لمَراحلِ النمو: إنَّ الحكم على سلوك معين بأنه دليل على الصحة النفسية يَرتبِط ارتباطًا وثيقًا بمرحلة النمو التي يمرُّ بها الفرد؛ لذا فإن الصحة النفسية من هذا المنظور أمر نسبي.

 

د- نسبيَّتها تبعًا لمتغير الزمان: ونقصد بالزمان هنا الحقبة التاريخية، والأمثلة على ذلك كثيرة؛ فقد كان اللص مثلاً في "إسبرطة" لا يُعاقب؛ إذ كان يُنظَر إلى سلوكه هذا على أنه دليل ذكاء وفِطنة.

 

هـ- نسبيَّتها تبعًا لمتغيِّر المجتمعات: تختلف معايير السلوك الدال على الصحة النفسية باختِلاف عادات وتقاليد المُجتمَعات؛ حيث نلاحظ أن للقيم المادية والاقتصادية أهميةً قصوى في المجتمع الصناعي الغربي في العصر الحالي، في حين ما يزال يوجد اهتمام بالقيم الروحية والدينية لدى عدد أكبر مِن سكان المُجتمَعات الشرقية حاليًّا بالمقارنة بالمجتمعات الغربية.

 

وفي الأخير نستطيع أن تستخلص من خلال النماذج المذكورة أنَّ الحكْم على الصحة النفسية يختلف تبعًا لعوامل شتى؛ أهمها: الزمان والمكان ومراحل النمو؛ لذا يتعيَّن أن تُراعي مثل هذه الأحكام مختلفَ المتغيرات التي تؤثِّر في الصحة النفسية، والتي تعدُّ إلى حدٍّ كبير نسبيَّةً.

 

5- مؤشِّرات الصحة النفسية:

هناك بعض المؤشرات التي يمكن من خلالها الاستدلال على الصحة النفسية لفرد ما، هي: [المطيري، 2005، (ص: 32- 38)].


• تقبُّل الفرد الواقعي لحدود إمكاناته: الإنسان السوي هو الذي يُدرِك حدود إمكاناته وقدراته، وفهم نفسه تمام الفهم.

 

• المرونة والاستفادة من الخبرات السابقة؛ حيث يعدل الفرد سلوكه استنادًا إلى خبراته السابقة، مع الحرص على عدم تكرار السلوكيات الفاشلة السابقة.

 

• التوافق الذاتي؛ أي أن يتقبَّل الفرد ذاته كما هي بكل جوانبها، وأن يكون لديه مفهوم إيجابي عن ذاته، وهذا الأخير يتكوَّن وينمو من خلال الممارسات الوالدية داخل الأسرة.

 

• التوافق الاجتماعي: ويشمَل التوافُق الأسري والمدرسي والمِهني، والتوافق الاجتماعي بمعناه الواسع.

 

• الشُّعور بالسعادة: ويتضمَّن الشعور بالسعادة مع النفس ومع الآخرين، والتكامل الاجتماعي، والصداقات الاجتماعية.

 

• تحقيق الذات واستقلال القدرات: ويتضمَّن فهم النفس، والتقييم الواقعي الموضوعي للقدرات، وتقبُّل مبدأ الفروق الفردية واحترامها.

 

• الاتزان الانفعالي: يتمثَّل في قدرة الفرد على التحكُّم في ذاته، وضبط نفسه، مع التعبير المناسب عن انفعالاته.

 

• القدرة على مواجَهة الإحباط: ونعني به: قدرة الفرد على التعامل مع إحباطات الحياة اليومية، مع بذل الجهد للتغلُّب على تلك الإحباطات، مع مراعاة عدم المبالغة في استخدام الحِيَل الدفاعيَّة.

 

• التكيُّف للمَطالِب أو الحاجات الداخلية والخارجية: حيث يجب أن تتوفَّر في البيئة التي يَعيش فيها الإنسان الطرقُ المناسبة لإشباع حاجاته المتنوعة؛ حيث يعتبر هذا الشرط مِن أهم الشروط التي تُحقِّق الصحة النفسية.

 

• القُدرة على العمل والإنتاج الملائم: حيث نستطيع أن نستدلَّ على الصحة النفسية للفرد من خلال ما يُمكن أن يقوم به مِن إصلاحات في مجتمعه، وإحداث تغييرات في بيئتِه.

 

هذا، وتضيف المطيري أن محمَّد عودة استقى مِن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف بعض المؤشرات التي تدلُّ على الصحة النفسية؛ حيث اتفقت مع النظرة الشمولية للإنسان من حيث اهتمامها بالجوانب الروحية والنفسية والاجتماعية والبيولوجية، وتتضمَّن هذه القائمة: [المطيري، 2005، (ص: 39)].


• الجانب الروحي: الإيمان بالله، وأداء العبادات، والقبول بقضاء الله وقدَرِه، والإحساس الدائم بالقرب من الله، وإشباع الحاجات بالحَلال، والمداوَمَة على ذِكر الله.

 

• الجانب النفسي: الصدق مع النفس، سلامة الصدر من الحقد والحسد والكُرْه، قَبول الذات والقدرة على تحمُّل الإحباط والقلَق، الابتعاد عما يؤذي النفس مِن كبرياء وغرور.

 

• الجانب الاجتماعي: حبُّ الوالدين، حب شريكة الحياة، حب الأولاد، مُساعَدة المحتاجين، الأمانة، الجرأة في قول الحق.

 

• الجانب البيولوجي: سلامة الجسم مِن الأمراض والعيوب الخلقية، تكوين مفهوم إيجابي نحو الجسم، العناية الصحية.

 

6- مظاهر الصحة النفسية:

هناك علامات تُعطي انطباعًا بأنَّ الفرد يتمتع بصحة نفسية سليمة، وهي تتنوَّع في شدتها وأثرها من إنسان لآخر وفقًا لبعض المُعطيات الخاصة، ولقد ذكرتْ "معصومة المطيري" عددًا من العلامات هي كالتالي: [المطيري، 2005، (ص: 40- 47)].


• الإيجابية: وتتمثَّل في قدرة الإنسان على بذل الجهد في أي مجال، وعدم خضوعه للعقبات التي قد تقف أمامه؛ فهو لا يشعر بالعجز أمامها، بل يسعى دائمًا إلى استِخدام كافَّة السبُل والوسائل اللازمة لتخطِّيها.

 

• التفاؤل: إن الإنسان الذي يتمتَّع بالصحة النفسية لا بدَّ وأن يتَّصف بالنظرة المتفائلة للأمور، ولكن هذا التفاؤل لا بدَّ له مِن حُدود واقعية.

 

• تعرُّف الفرد على إمكاناته وقدراته: وبهذا يُدرك الفردُ هنا حقيقة الفروق الفردية بين الناس، ويعي تمامًا حدود إمكاناته وقدراته.

 

• القدرة على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة: تُعتبَر العلاقات الاجتماعية إحدى الركائز الهامة للصحَّة النفسية؛ فالشخص الذي لديه القدرة على إقامة علاقات اجتماعيَّة مَتينة مع الآخرين يتمتَّع بصحَّة نفسية سليمة.

 

• القدرة على ضبط الذات: وتتمثل في: تقدير الفرد لعواقب الأمور، وتَنبُّئه مسبقًا بالنتائج المترتبة على أفعاله، وقدرته على ضبْط نفسِه، والتحكُّم في سلوكياته من خلال إرجاء إشباع بعض حاجاته أو التنازل عن بعضها من أجلِ دوافعَ أهم.

 

• نجاح الفرد في عمله ورضاه عنه: وهذا لا يتحقَّق إلا عندما يكون هذا العمل مرغوبًا لدى الفرد ومُتَناسبًا مع إمكاناته.

 

• القدرة على تحمُّل المسؤولية: إن تمتُّع الفرد بالصحة النفسية يَرتبط ارتباطًا مباشرًا بمدى قدرة الفرد على تحمُّل المسؤولية.

 

هذا، بالإضافة إلى مظاهر أخرى كثيرة تتمثَّل في: ثبات الانفعالات، وثَبات السلوك، والنُّضج الانفعالي، والاتزان الانفعالي، وكذا ثَبات اتجاهات الفرد، والراحة النفسية، والقُدرة على التضحية، وخدمة الآخرين، والصحة الجسمية أيضًا؛ لأن أيَّ خللٍ فيها قد يَحول دون تحقيق الفرد لبعض أهدافه وطموحاته.

 

7- السواء واللاسواء:

يُشير حامد زهران إلى أن السواء هو: "القدرة على توافق الفرد مع نفسه، ومع بيئته، والشعور بالسعادة، وتحديد أهداف وفلسفة سليمة للحياة يسعى لتحقيقها"، أما اللاسواء، فهو: "الانحراف عما هو عاديٌّ، والشذوذ عما هو سويٌّ، كما أنه حالة مرَضية فيها خطر على الفرد نفسه أو على المجتمع، ويتطلَّب التدخُّل لحماية الفرد وحماية المجتمع منه" [زهران، 2004، (ص: 10- 11)].


ويعتبر السلوك سويًّا أو غير ذلك وفقًا للمعايير التالية:

[السفاسفة وعربيات، 2005، (ص: 24- 30)]

1- المعيار المثالي؛ حيث يعتبر السوية هي المثالية أو الكمال أو ما يقرب منه، واللاسوية هي الانحراف عن المثَل الأعلى أو الكمال.

 

2- المعيار الذاتي؛ حيث يتخذ الفرد من ذاته إطارًا مرجعيًّا يرجع إليه في الحكم على السلوك بالسوية واللاسوية.

 

3- المعيار الاجتماعي؛ حيث يتخذ مِن مُسايرة المعايير الاجتماعية أساسًا للحكم على السلوك بالسوية واللاسوية؛ فالسويُّ هو المتوافق اجتماعيًّا، أو اللاسوي هو غير المتوافق اجتماعيًّا.

 

4-  المعيار الإحصائي؛ حيث يتخذ المتوسِّط أو الطبيعي أو الشائع معيارًا يمثِّل السوية، وتكون اللاسوية هي الانحراف عن هذا المتوسِّط بالزائد أو الناقص.

 

5- المعيار الوظيفي؛ حيث يتمُّ افتراض وجود علاقة وظيفية بين وضع الفرد ونشاطه الهادف.

 

6- المعيار الطبيعي؛ إن سلوك الكائنات الحية يخضع لقانون يهدف إلى المحافظة على بقاء وتناسل الكائنات الحية، ومنها الإنسان، فإذا كان سلوك الإنسان لا يتَّفق مع أسس الحفاظ على بقائه، فإنه عندئذٍ يكون غير سويٍّ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأسرة والصحة النفسية للطفل
  • الصوم والصحة النفسية
  • العولمة والصحة النفسية
  • المدرسة والصحة النفسية لأبنائنا
  • الصيام والصحة النفسية للفرد والمجتمع
  • العلاقات الإنسانية مهددة بالمادية

مختارات من الشبكة

  • نظرة عامة حول اليهودية واليهود(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النظرة العامة حول قضية " مفكر إسلامي "(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قاعدة ذهبية للمحافظة على جودة ومتانة العلاقات البشرية بين أطراف العلاقات(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الرفق في العلاقات العامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اتجاهات موظفي إدارات العلاقات العامة بالجامعات الحكومية والأهلية بالمملكة العربية السعودية نحو التدريب (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • لا تتبع النظرة النظرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نظرة عامة على دعوة وحدة الأديان (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الديداكتيك - نظرة عامة(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)
  • نظرة عامة لما نزل في بدر من القرآن(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • نظرة الإسلام الجمالية إلى الإنسان .. النظرة المدرسية(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب