• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

أصول مواحق الطاعات (2)

جمال زواري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/11/2009 ميلادي - 14/11/1430 هجري

الزيارات: 7690

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
2- ذنوب ومعاصي الخلوات:
ثاني أصْل مِن أصول المواحق والمُحْبِطات: انتهاكُ محارم الله في الخلوات؛ بحيث ترى العبدَ في ظاهره فإذا هو حريصٌ على الطاعة، مُداوم عليها بشتى أنواعها، مُنخَرط في صُفُوف الصالحين، مُقْبِل على كلِّ أبواب الخير والمعروف، يعب منها عبًّا، شَغُوف بكلِّ عمَلٍ صالح مهما صغر، ولكنه إذا خلا بنفسه واختفى عن أعْيُن الرقيب منَ البشَر، تجرَّأ على الآثام، ونزع لباس الحياء، ووقع في الحمى، وتخلَّص من قناع الورَع والتقوى والخشية، وانتهك محارم الله، وتجاوَز الخطوط الحمر، وتخلَّص من ربقة الصلاح، وغرق في براثِن الرذيلة حتى النُّخاع، مستمْرئًا المعصية، غافلاً عن مراقبة مَوْلاه، جاعله أهون الناظرين إليه، مستهترًا وغير آبهٍ بالرقيبَيْن المُلازِمَيْن منَ الملائكة، طاويًا لصفحة الإيمان ولو لفترة مؤقتة، فيكون ذلك سببًا في فرْي طاعته فريًا، ومَحْقها محقًا، وجعْلها هباءً منثورًا.
 
هذا المآلُ السَّيئ والمصيرُ المرعِب يُصَوِّره لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُحَذِّرًا وناصحًا، ومُبَيِّنًا العاقبة الوخيمةَ لهذا الفعل - المُداوَمة على ذُنُوب الخلوات - يوم القيامة، ومَحْوه لرصيد الصالحات مهما كثرَتْ، وهدْمه لجبال الحسنات مهما عظمتْ، ومَحْقه لِخَزَّان الطاعات مهما كان مُمتلئًا، وإحباطه لصندوق الأعمال مهما كان عامرًا، ويُحْشَر العبدُ بعد ذلك خالي الوفاض، فارغ اليدَيْن، فاقدًا لأسباب النجاة، بعد ظنِّه أنه قد أحْسَن صنعًا.
 
عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لأعْلَمَنَّ أَقْوَامًا من أمَّتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضًا، فيجعلها الله - عزَّ وجل - هباءً منثورًا))، قال ثوبان: يا رسول الله، صِفْهُمْ لنا، جَلِّهِمْ لنا؛ ألاَّ نكون منهم، ونحن لا نعلم، قال: ((أمَا إنهم إخوانكم، ومِن جلْدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنَّهم أقوام إذا خَلَوْا بمحارم اللَّه انتهكوها))؛ سنن ابن ماجه.
 
ما أخطر ذنوبَ الخلوات! وما أبشع معاصي السر! وما أشد آثام الانفراد، أعمال أمثال جبال تهامة، تجعلها هباءً منثورًا، وتردّها قاعًا صفْصفًا، إضافة إلى أنها تَهْتك السِّتْر، وتورث الفضيحة، كما قال ابن القيِّم: "للعبد ستْرٌ بينه وبين الله، وستْرٌ بينه وبين الناس، فإن هَتَك السِّتْر الذي بينه وبين الله، هتك الله السِّتْر الذي بينه وبين الناس".
 
لذلك نفْقَه لماذا كان مِن دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أسألك خشيتك في الغَيْب والشهادة))؛ جزء من حديث رواه أحمد والنَّسائي.
 
فالنجاةُ كل النجاة، والسلامة كل السلامة: أن ترافِقَ العبدَ خشيةُ الله ومراقبته في الغيب والشهادة، في السِّر والعلانية، في الظاهر والباطن، في الخلطة والخلوة، فإن وفَّقَهُ الله لذلك وثبَّته عليه وختم له به، فليتأكَّد مِن علُوِّ مقامه عنده في الدارَيْن؛ كما قال ابن عطاء - رحمه الله -: "إذا أردْتَ أن تعرفَ عند الله مقامك، فانظُر فيما أقامك".
 
فقِمَّة الخُسْران أن يكيلَ العبدُ بمكيالَيْن بين ظاهرِه وباطنِه، بين الناس وخالِقه، فيُظهر لهم الصالح من أعماله، فإنْ هو اخْتلى بربِّه بارزه بالمعاصي، كما قال ابن الأعرابي - رحمه الله -: "أخْسر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله، وبارَزَ بالقبيح مَن هو أقرب إليه من حبْل الوريد"[1].
 
ولِخُطُورة هذا الأمر على عمَل المؤمن، كان الإمام أحمد - رحمه الله - يسْتَحْسِن قول الشاعر، ويُكْثِر مِن ترديده:
إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ        خَلَوْتُ وَلَكِنْ  قُلْ:  عَلَيَّ  رَقِيبُ
وَلا  تَحْسَبَنَّ  اللهَ   يَغْفُلُ   سَاعَةً        وَلا  أَنَّ  مَا  تُخْفِيهِ   عَنْهُ   يَغِيبُ
فمُنتهك المحارم في الخلوات لا يخرج عن اثنين؛ إمَّا أنه جَرِيء على ربِّه، وإما أنه مستهزئ به - والعياذ بالله - قال سليمان بن عبدالملك لحميد الطويل - رحمهما الله -: عظني، فقال له: إن كنتَ عصيتَ الله وظننتَ أنه يراك، فلقد اجترأتَ على ربٍّ عظيم، وإن كنتَ تظُنُّ أنه لا يراك، فلقد كَفَرْتَ بربٍّ كريم.
يفعل المنتهك ذلك وهو يعلم يقينًا - وإن غفل وكابر - أنَّ اللهَ مُطَّلِع عليه؛ قال - سبحانه -: {وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} [الإسراء: 17].
 
وقال أيضًا: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74].
ويقول: {أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [البقرة: 77].
ويقول: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [التوبة: 78].
ويقول: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} [النساء: 108].
ويقول: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 22، 23].
فَإِذَا  خَلَوْتَ  بِرِيبَةٍ  فِي   ظُلْمَةٍ        وَالنَّفْسُ   دَاعِيَةٌ   إِلَى   الطُّغْيَانِ
فَاسْتحْيِ مِنْ نَظَرِ الإِلَهِ وَقُلْ لَهَا:        إِنَّ  الَّذِي  خَلَقَ  الظَّلاَمَ   يَرَانِي
ونستحضر في هذا المجال ذلك الحِسّ الرقابي المرتفع، والخشْية المتأصِّلة لتلك الجارية المؤمنة، والتي كانتْ تُدرك عواقب ذُنُوب الخلوات، لَمَّا اختلى بها رجلٌ منطَمِس البصيرة، غافل عنْ رقابة مَوْلاه، غلبَتْه وطغتْ عليه شهوتُه، قائلاً ومُراودًا لها: لا يرانا إلا الكواكب، فقالتْ له: وأين مُكَوْكِبها؟!
 
لذلك كانتْ درجةُ الإحسان أعلى مِن درجتي الإسلام والإيمان، قال: فأَخْبِرني عن الإحسان، قال: ((أن تعبدَ الله كأنَّك تراه، فإنْ لَم تَكُنْ تراه فإنَّه يَرَاك))؛ رواه مسلم، مِن حديث طويل عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه.
 
ولذلك أيضًا نُدرك سبب عُلُو مرْتبة الذين يَخْشَوْن ربَّهم بالغَيْب، وسُمو منْزلتهم، وسر تكريم الله لهم بمغفرته وعفْوِه ورضاه وجنته، وكثرة تأكيده على هذه الخصلة المبارَكة في كتابه الكريم؛ قال تعالى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} [يس: 11].
 
وقال أيضًا: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك: 12].
وقال أيضًا: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 31 - 35].
إِذَا السِّرُّ وَالإِعْلانُ فِي المُؤْمِنِ اسْتَوَى        فَقَدْ عَزَّ فِي الدَّارَيْنِ وَاسْتَوْجَبَ  الثَّنَا
فَإِنْ  خَالَفَ  الإِعْلانُ  سِرًّا  فَمَا   لَهُ        عَلَى سَعْيِهِ فَضْلٌ سِوَى  الكَدِّ  وَالعَنَا
3- أذى الناس وظُلمهم والتَّعَدِّي على حُقُوقِهم: 
الأصلُ الثالث مِن أصول مواحق الطاعات ومُحْبطات الأعمال: الإمعانُ في أذى الناس، وظلمهم، والاستطالة في أعْراضهم، والتعدِّي على حُرُماتهم وحقوقهم وأموالهم، فإنَّ ذلك من شأنه أن يُؤَدِّي بصاحبه إلى درجة الإفلاس في الآخرة، وإن قدم على ربِّه بملْءِ الأرض طاعةً ومعروفًا وعملاً صالحًا.
 
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أتدرون مَن المفلس؟))، قالوا: المفلِس فينا مَن لا درهم له ولا متاع، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ المفلِس مِن أمتي مَن يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شَتَم هذا، وقذَف هذا، وأكل مال هذا، وسفَك دم هذا، وضرَبَ هذا، فيُعطى هذا مِن حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيتْ حسناتُه قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذ مِن خطاياهم فَطُرحتْ عليه، ثم طُرح في النار))؛ رواه مسلم.
 
قال النووي: "المفلس هو الهالِكُ الهلاك التام، والمعدوم الإعدام المقطع، فتُؤْخَذ حسناتُه لغُرَمائه، فإذا فرغتْ حسناتُه، أُخِذ من سيئاتِه، فوضع عليه، ثم أُلقي في النار، فتمَّتْ خسارته وهلاكه وإفلاسه"[2].
 
فالغبن كل الغبن أن يتعبَ العبدُ في تحصيل الطاعات، وجنْي الحسنات، ثُمَّ بعد ذلك يهديها في طبق من ذهب إلى الآخرين، فتكون سبب نجاتهم، وتثقيل ميزانهم، ودخولهم الجنة، ويَتَخَلَّصون من سيئاتهم، وتطرح عليه، ثم تطرحه في النار، والله إنها لصفقة خاسرة، وتجارة فاسدة، بأن يُبادلَ المرءُ الطيب من حسناته والصالح من أعماله، بالخبيث من سيئات غيره، والطالح من أعمالهم، ثم يكون مصيرُهم بها النعيم، ومآله الشقاء.
 
فالعاقلُ مَن كان بخيلاً بحسناتِه، شحيحًا بطاعاته، ضنينًا بأعماله الصالحة، عاضًّا عليها بالنواجِذ، إلى أن يلقاها كما هي عند مولاه يوم القيامة، أما السخِيُّ بها، المبعثِر لها بسبب أذاه للآخرين، والولوغ في أعراضهم، وأكله لأموالهم بالباطل، وإطلاق لسانه في الانتقاص منهم، والتماس عيوبهم، وغفْلته عن عُيُوب نفسه - فإنه أحْرَى أن يقدمَ على الله يوم الحساب مُفْلسًا مُعدمًا.
 
فالاشتغالُ بما لا يعني المرء ولا يُفيده بل يضره ويقضي على مكتسباته من الحسنات - هو علامة من علامات إعراض الله عن العبد وخُذلانه له، كما قال الحسن - رحمه الله -: "مِن علامة إعراض الله عن العبْد: أن يجعلَ شغله فيما لا يعنيه".
 
وقال معروف - رحمه الله -: "كلام العبد فيما لا يعنيه خُذلان من الله - عزَّ وجل".
 
فالمشتغل بعيوب الناس، الغافل عن عيوبه، دائرٌ بين مرتبتي الإعراض والخُذلان، وكلاهما مُصيبة المصائب.
لا تَلْتَمِسْ مِنْ مَسَاوِي النَّاسِ مَا سَتَرُوا        فَيَكْشِفُ  اللهُ   سِتْرًا   مِنْ   مَسَاوِيكَ
وَاذْكُرْ مَحَاسِنَ مَا  فِيهِمْ  إِذَا  ذَكَرُوا        وَلا  تَعِبْ   أَحَدًا   مِنْهُمْ   بِمَا   فِيكَ
فالوقوعُ في الناس مهْلكةٌ لدين العَبْد، مفْسدة لطاعاته، محرقة لحسناتِه، كما قال سفيان - رحمه الله -: "إياك والغِيبةَ، إياك والوُقُوع في الناس فيهلك دينك".
كما أنه ذنْبٌ عظيم، يورد صاحبَه سُوء المصير، وإن كان مِنْ أَهْل الطاعات؛ عن البراء بن عازب - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الرِّبا اثنان وسبعون بابًا، أدناها مثل إتيان الرجل أمَّه، وإن أربَى الرِّبا استطالة الرجُل في عرْض أخيه))؛ "السلسة الصحيحة".
 
وقد كَتَبَ رجلٌ لابن عمر - رضي الله عنهما - يسأله عن العلْم، فكتب إليه ابن عمر: "إنك كتبتَ تسألني عن العلم، فالعلمُ أكبر مِن أنْ أكْتُبَ به إليك، ولكن إنِ استَطَعْتَ أن تلقَى الله كافيًا عن أعْراض المسلمين، خفيف الظهْر من دمائهم، خميص البطْن مِن أموالهم، لازمًا لجماعتِهم - فافْعل"[3].
 
فهذه أُصُول المواحق، إن سُلِّطَتْ على الطاعة مَحَقَتْها، وإن أصابت العملَ الصالح أحبطَتْه وذهبتْ به أدراج الرياح، وإن تسلَّلَتْ إلى الحسنات جعلتْها هباءً منثورًا.
 
فليكن المؤمن على حذَر، وليحصِّن نفسه ضدها، ويشدد الحراسة على أبواب قلبه وجوارحه، وليكنْ يقظًا لها أشد اليقَظة، شديد المحاسَبة لنفسه، مستحضرًا دومًا رقابة الله - سبحانه - له، دائم اللُّجوء والتضرُّع والانكسار إليه، ليعينه على النجاة منها، ويُسَدِّد خطاه، ويحفظه في السر والعلَن، حتى لا يسقط في بئْرٍ بَوَار.
 
 
 
 

 

ـــــــــــــــــــــ
[1] "مختصر شُعَب الإيمان" ص98.
[2] "صحيح مسلم بشرح النووي".
[3] "سير أعلام النبلاء" ج3 ص 222.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أصول مواحق الطاعات
  • البشرى لمن؟ (خطبة)
  • التنافس في الطاعات (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • من قضايا أصول النحو عن علماء أصول الفقه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المقدمات في أصول الفقه: دراسة تأصيلية لمبادئ علم أصول الفقه (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خصائص ومميزات علم أصول الفقه: الخصيصة (3) علم أصول الفقه علم إسلامي خالص(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خصائص ومميزات علم أصول الفقه: الخصيصة (1) علم أصول الفقه يجمع بين العقل والنقل (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من قضايا أصول النحو عند علماء أصول الفقه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفصيل ثلاثة أصول من أصول العقائد (1)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب