• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية الخاصة
علامة باركود

كيف يعيش طفلك المعاق سعيدا؟

زوزان صالح اليوسفي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/6/2014 ميلادي - 27/8/1435 هجري

الزيارات: 28380

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف يعيش طفلك المعاق سعيدًا؟

 

المحتويات:

• المقدمة.

• تعريف الإعاقة.

• الطبيعة النفسية لدى الأطفال المعاقين.

• كيف نقوم بتربية أطفالنا المعاقين؟

• كيف نبدأ بتعليم الأطفال المعاقين؟

• أهمية دور الأم في التعامل مع طفلها المعاق.

• كيف تُشجعين طفلك المعاق على الاستماع إلى القصص كعلاج طبيعي له؟

 

المقدمة:

نعرف جميعنا أن الأبناء يولدون على شبَه آبائهم، كما أنهم قد يأخذون بعض الشبه من أقربائهم القريبين بالصلة؛ كالعمات والأعمام، والخالات والأخوال؛ فالتشابه العائلي موروثٌ كما هو واضح، هناك أشياءُ كثيرة تنتقل من أحد الوالدين إلى مولودهما؛ كالشعر الأسود أو الأشقر، أو لون العيون مثلاً، غالبًا ما يطلق على العوامل الموروثة هذه أنها (جينية)؛ لأن الظن السائد يقول: إنها تنتقل مع الجينات.

 

نحن لا نتلقى من والدِينا مجرد جينات تجعل منا كائنات بشرية عادية، بل قد يمكن لاختصاصي الجينات أن يعطيك النصيحة بخصوص احتمالات نقلك مرضًا موروثًا إلى أبنائك، وللنصيحة هذه أهميتها البالغة إذا كنت من عائلة لها تاريخ بمرضٍ معين موروث، أو سبق وأن أنجبت مولودًا ظهر عليه هذا المرض.

 

بالنسبة لمفهوم التربية الصحيحة للأطفال بصورة عامة وللأطفال المعاقين بصورة خاصة، من هذا المنطلق نجد أنه من واجب الوالدينِ أن يغرسَا القِيَم والمفاهيم في نفوس أطفالهن منذ سنوات عمرهم المبكر؛ حيث تُعَدُّ المرحلة المبكرة من أعمارهم أهمَّ مراحل العمر لتكوين شخصية الطفل، ولا يشذُّ عن هذه القاعدة مَن يمتلكن أطفالاً معاقين، حتى نكون بعيدين عن المفاهيم الخاطئة والتربية السقيمة التي قد تتسرب إلى وجدان وعقل الطفل من محيطه، والتي سوف تؤدي إلى نتائجَ سلبيَّة قد نكون في غنًى عنها.

 

تعريف الإعاقة:

الأشخاص ذوو الإعاقة هم الأشخاص الذين يختلفون عن الأشخاص الطبيعيين، وإن هذه الإعاقات إما تأتي خلقيًّا (ولأسباب عدة، منها: تعرُّض الأم الحامل للإشعاعات، أو شرب بعض أنواع من الأدوية المضرة على الجنين، أو عن طريق صدمات مفاجِئة تتعرَّض لها الأم الحامل)، أو قد تأتي الإعاقة وراثيًّا، كما ذكرنا في المقدمة، وهناك نوع آخر من الإعاقات التي تحدث نتيجة حوادث السير، أو من جراء الحروب، أو من خلال الكوارث الطبيعية.

 

الإعاقة تأتي على عدة أشكال وبدرجات متفاوتة، وذلك ما بين إعاقة شديدة وإعاقة خفيفة وإعاقة ما بين بين، والإعاقات إما أن تكون:

1- إعاقات عقلية وذهنية، ومنها: (الاضطرابات الكلامية والسمعية واللغوية، أو صعوبات عدة في الفهم والاستيعاب، وكلُّ هذه الإعاقات تحُدُّ من قدراتهم على الحياة الطبيعية وتحدِّي المصاعب، كما وتحد من قدرتهم على النجاح في تأدية النشاطات الأساسية في الحياة؛ كالعلاقات الاجتماعية والتربوية والشخصية).

 

2- أو إعاقات لا دخل لأي سببٍ من الأسباب السابقة فيها، وإنما تأتي عن طريق حوادث السير، أو عن طريق تعرُّض البلدان للحروب، أو خلال الكوارث الطبيعية، فتحدث خلالها أنواعٌ من الإصابات التي تؤدي إلى الإعاقات بمختلف الأنواع من الإعاقات الجسدية، وحتى الذهنية، وعلى مختلف الأعمار.

 

وبما أن محور موضوعنا يبحث عن كيفية جعل الأطفال ذوي الإعاقة أطفالاً شبه طبيعيين باستطاعتهم عيش حياة آمنة ومستقرة وسعيدة تتوفر فيها مستلزمات الراحة والترفيه، علينا أن نبحث عن التجارِب الخاصة بنماذج الكتب الموجَّهة للأطفال ذوي الإعاقة؛ لِما لها من الدور الكبير في مساعدة الطفل المعاق على السير في ركب الحضارة والمجتمع.

 

يجب التركيز والاهتمام بالتعامل الخاص مع هؤلاء المعاقين، مع الانتباه إلى عدم المبالغة في التعامل والاهتمام بهم، كما لا يجوز الإهمال وعدم المبالاة بهم؛ لأن المبالغة الشديدة في الاهتمام سوف تجلب نفس النتائج السلبية كالمعاملة المهملة لهم؛ لذا يجب أن يتبع معهم معاملة خاصة من قِبَل الأهل والمشرِفين والمربِّين، ومن الضروري أن تتوفر مدارسُ ونوادٍ ومراكز خاصة، تشرف عليها مجموعة من الاختصاصيِّين والمشرفين والمربِّين ذوي خبرة مميزة، لهم اختصاص في هذه الشؤون والإدارات بشكل عام، وكل هذا يقع على عاتق الحكومات بالدرجةِ الأولى، كما تأتي عن طريق نشاطات المنظمات الإنسانية (الحكومية والأهلية).

 

الطبيعة النفسية لدى الأطفال المعاقين:

قبل كل شيء من الضروري أن يكون أولياءُ أمور المعاقين على درايةٍ تامة من أجل الاطلاع ومعرفة الطبيعة النفسية لأطفالِهم المعاقين.

 

نرى العديد من الأطفال المعاقين - وخاصة من هم ذوو إعاقة في الاضطرابات العقلية - ينفعلون أمام أبسط المواقف للتعبير عن سخطهم؛ حيث يخالجهم شعور بعدم الاستطاعة عن التعبير، وغالبًا ما تتملكهم المخاوف من أغلب المواقف، وتراودهم الأحلام المزعجة والكوابيس في الليل، كما نرى من خلال تصرفاتهم بأنهم يلتزمون دائمًا بحركات معيَّنة تدلُّ على توتُّرهم الدائم؛ كقضم الأظافر مثلاً، أو ظهور تقلصات لاإرادية تبدو على عضلات وجوههم، وأحيانًا يصابون بنوباتٍ مفاجئة، وأمثال هؤلاء الأطفال يكونون بحاجةٍ ماسَّة للمعالجة النفسية الخاصة، التي لا بد من توفيرها لهم على يد اختصاصيين ذوي خبرة.

 

إن الأطفال المصابين بالإعاقة في الوقت الحاضر لن يحكم عليهم بالضرورة أن يقضوا حياتهم كلها في ظلمات الإعاقة العقلية أو الجسدية، بل يبدو أن حصول هؤلاء على العلاج المناسب، والمعاملة الطيبة من الصبر والحنان، يزيد من ذكائهم بقدر جيد، وهناك العديد منهم يستفيدون من العلاج والرعاية والاهتمام الخاص من الأهل من جهة، ومن المشرفين والمربِّين من جهة أخرى.

 

كيف نقوم بتربية أطفالنا المعاقين؟

يحتاج الأطفال المعاقون إلى توجيهات وتربية خاصة من الأهل، تشترك فيها العائلة من ناحية، والمدارس والمراكز الخاصة بهم من ناحية أخرى.

 

بالنسبة لتربية الأطفال المعاقين ذهنيًّا يجب أن تقوم هذه التربية على أسس تربوية ونفسية واجتماعية في ضوء خصائص نمو الطفل جسديًّا ونفسيًّا وعقليًّا، وتتضمن الطرق الحديثة في تعليم هؤلاء الأطفال من خلال تنمية حواسه ومهارته الحركية، وتلقينه السلوك الاجتماعي المقبول، والعمل المستمر على زيادة معلوماته، وتنمية قدراته العقلية والذِّهنية، وتحسين إدراكه الحسي واللغوي من خلال التدريب المستمرِّ على التعليم.

 

يجب أن يتوفر التعليم المستمر للطفل المعاق، وأن يكون هناك جملة من الأساليب التعليمية المنظمة التي تتضمن منهجًا تعليميًّا دقيقًا، بحيث تتوفر مناهج تربوية خاصة تحتوي على وسائل إيضاح ومواد ومعدات، كما يجب أن يتوفر التركيز على التدريب الأكاديمي من قِبَل الوالدين والمربِّين والمشرفين، وتحدد أهدافًا مناسبة من أجل النجاح في القيام بهذا العمل، ولا بد أن يلازم كلَّ هذا اهتمامٌ صحي وإجراءات علاجية ووقائية تهدف إلى مساعدة الأطفال ذوي الحاجات الخاصة في تحقيق الحد الأقصى من التعليم والتربية الكافية؛ للنجاح الذي يؤهل الطفل لمواصلة الحياة الطبيعية، والمشاركة في فعاليات مجتمعه، والعمل على تعديل سلوكه وتخليصه من العاداتالسيئة، وتعليمه الأخلاق الحميدة.

 

كيف نبدأ بتعليم الأطفال المعاقين؟

إن تعليم الطفل المعاق يكون على شكل سلسلة متصلة ببعضها البعض، فعلينا الخوض في كل تفاصيل ذلك إذا كان هدفنا وغايتنا النجاح، وارتقاء أطفالنا المعاقين نحو حياة أفضل لهم ولنا في نفس الوقت، فعند تعليم الطفل المعاق يجب مراعاة:

1- قبل البدء بتعليم الطفل يجب معرفة نواحي القوة والضعف في الطفل؛ لتفادي العقبات، ولتسهيل الأمور عليه، وتوضيحها له أكثر، يجب البدء بشيء يعرفُه الطفل، ثم التوجه والارتقاء به للأشياء الجديدة عليه.

 

2- تنمية مشاعر الطفل الطيبة نحو نفسه ونحو الآخرين، وبذر الثقة في نفس الطفل المعاق مهما كانت إعاقتُه، وجعله يتقبل إعاقته.

 

3- الاعتراف والإيمان المطلق من المجتمع بأن الطفل المعاق فرد في المجتمع، له من الحقوق ما لغيره، وعليه من الواجبات ما على غيره، وعلى قدر إمكانياته وقدراته، ومساعدته على التكيف والاندماج في المجتمع.

 

4- في بدايات تعليمه يجب معرفة وتحديد ما هو الأفضل والمطلوب من الطفل أن يتعلمه خلال حياته اليومية، وتعامله فيها، وأن البيئة التي يعيش فيها الطفل المعاق يجب أن تتَّسم بالنظام، بحيث تسمح للطفل بالعثور على احتياجاته بسهولة.

 

5- تسجيل ملاحظات عن الطفل في سجل خاص، يسجل فيه الملاحظات الإيجابية والسلبية منها؛ وذلك لتحديد مكان الطفل، وطريق تعليمه، ومدى استيعابه، ثم التركيز على الإيجابيات والارتقاء بها.

 

6- توفير الفرصة الكافية للطفل للتفاعل مع أصدقائه الموجودين معه من جهة، ومع المربِّين والمشرفين من جهة أخرى، بالإضافة إلى تنميةِ اهتمامِه بالنشاطات خارج الفصل.

 

7- العمل على تنمية المهارات التعليمية والمعرفية؛ كإتقان الكتابة واللغة والحساب والتعبير، وأكَّدت البحوث التربوية أن الأطفال عادةً ما يعبِّرون عمَّا يفكرون فيه من خلال لَعِبهم التمثيلي الحركي، وخاصة استعمالهم للدمى والمكعبات والرسم والصلصال، ويعتبر اللعب وسيطًا تربويًّا يعمل على تشكيل شخصية الطفل، وهكذا فإن الألعاب التعليمية متى أحسن تخطيطها وتنظيمها والإشراف عليها، تؤدي دورًا فعَّالاً في تنظيم التعليم، وقد أثبتت الدراسات التربوية القِيمةَ الكبيرة للَّعِب في اكتساب المعرفة والمهارات.

 

8- العمل على توفير التدريب اللغوي الطبيعي، واستخدام اللغة بطريقة واضحة، وإصلاح عيوب نطق الطفل من خلال قراءة القصص له، والتركيز على تعليم الحروف والكلمات الجديدة، ومن الضروري عرض القصص المصورة، ويجب الابتعاد التام عن الحشو والمصطلحات الصعبة والغامضة.

 

9- خروج الطفل للنزهات والسفرات والتسوق أحيانًا وزيارة الأقارب والأصدقاء، وهذا يثير انتباه الطفل المعاق للمجتمع والناس والطبيعة.

 

10- زيادة معلومات الطفل العامة وإكسابه الخبرات التي تفيده في حياته اليومية، والتركيز التام على حاجاته واهتماماته، ومساعدته على اكتشاف الصواب والخطأ وتصحيح الأخطاء بنفسه.

 

11- يعتبر اللعب نشاطًا موجهًا للأطفال بصورة عامة لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسمية والنفسية، ويحقِّق في نفس الوقت المتعة والتسلية؛ فللَّعِب أهمية تربوية لغرض التعلم، وإنماء الشخصية والسلوك، ويعتبر أداة فعالةً لتنشيط القدرات العقلية.

 

12- إقامة الندوات والمحاضرات والإرشادات لأعضاء الجمعيات المهتمة بهذه الأمور، ولأولياء أمور الأطفال المعاقين، ومناقشة ما يلزم من خلالها، وتعزيز العلاقات بين الجمعية والمؤسسات العاملة في نفس المجال محليًّا وإقليميًّا وعربيًّا ودوليًّا، والتعاون معًا لتحقيق الأهداف، وإرساء القواعد والخبرة الجيدة، والتكنولوجيا الحديثة لإقامة أحسن البرامج المتابعة، والعلاج الطبي والنفسي لذوي الإعاقة.

 

أهمية دور الأم في التعامل مع طفلها المعاق:

يقول الشاعر:

الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتها
أعدَدْتَ شَعبًا طيِّبَ الأعراقِ

 

كما نعرف جميعنا أن الأم بالنسبة للطفل هي كتلة من المحبة والحنان، وحِضن الراحة والأمان، فكيف بها إذا كان لديها طفل معاق؟ لا بد لها أن تضاعف من هذا الحب والحنان مرات عدة، ولكن دون المبالغة والإسراف في الاهتمام، ودون أن تهمل رعايتها ومحبتها لأطفالها الطبيعيين؛ لأن عكس ذلك سيولد لدى الطفل الطبيعي الحقدَ والغَيرة، وربما تأتي من خلال ذلك نتائج سلبية لكلا الطَّرَفين من الإخوة.

 

البيئة المحيطة بالطفل مليئة بمثيراتٍ يمكن للطفل التفاعل معها والتعامل معها، ولو أعطي التعليمات الكافية، إذًا على الأم مساعدة الطفل على أداء الأشياء، وإعطائه الوقت الكافي ليقوم بها بنفسه، فيساعده ذلك فيما بعدُ على اتخاذ قرارته، وعلى الفهمِ، وليس على التقليد.

 

نرى أن الطفل عادة يحب التقليد، ويجد في ذلك متعة، وعن طريق التقليد يتعلم أشياء كثيرة، والطفل المعاق يرغب ويحتاج للتقليد أكثر من الطفل الطبيعي، وتقع هذه المهمة بالدرجة الأولى على عاتق الأم، ثم يأتي دور المربِّين، على الأم إذًا أن تستعد للقيام بهذه المهام، التي تتطلب منها الصبر والتحمل والتأني لتنال المجهود المثمر في النهاية، عليها أن تقوم أمام الطفل بالعملِ، على السلوك الذي ترغب أن تعلِّمه إياه بشكل واضح ومبسط، ولعدة مرات، حتى يستطيع الطفل الاستيعاب والفهم، ثم التعلم، نرى أن الطفل أثناء قيامه بعمل ما يقوم بعد كل خطوة بالنظر إلى أمه، فإذا كانت خطوته صحيحة فإن نظرةَ الأم يجب أن تكون مليئة بالتشجيع والفخر والتصفيق له، بل وبإمكانها أن تمنَحَه على ذلك المجهود الناجح ما يرغب الطفل من مكافأة؛ كقطعة حلوى، أو لُعبة جديدة، أو أخذه إلى نزهة أو أي شيء تراه يسعده، أما إذا كانت الخطوة خاطئة فإن نظرة الأم يجب أن تحمل ذلك المعنى دون المبالغة في ظهور علامات الغضب والتأنيب، بل عليها تشجيعُه على القيام بمراتٍ أخرى إلى أن ينجَحَ ويتقن ذلك العمل، وهكذا يتطلب من الأم الصبر والتأني والإرشاد المفعم بمشاعر الحب والحنان والتشجيع، وهنا سوف يستفيد الطفل من أخطائِه أكثرَ من أن يجابه بمعاملة تحمل القسوة، فيجب ألا يغيب عن بال الأم أن الحاجة الأساسية لأي طفل هي الحب والاهتمام، وعن هذا الطريق تأتي النتائج إيجابية، ويكتسب الطفل الثقة بالنفس، ويتشوق لاكتشاف العالَم المحيط به دون خوف أو وجَلٍ.

 

كيف تُشجعين طفلك المعاق على الاستماع إلى القصص كعلاج طبيعي له؟

إن التفاعل اليومي ضروريٌّ بين الطفل وأمه من أحضان وقُبلات؛ فالأم - كما نعرف - هي نبع الحياة والمحبة والحنان، وأسلوب الأم في التحدث مع طفلها والتعامل معه هام للغاية ومفيدٌ في عملية التعليم، إذًا فالمسؤولية الكبرى في هذا التعليم تقع بالدرجة الأولى على عاتق الأم، ثم أفراد الأسرة، نرى أن الأطفال بصورة عامة يرغَبون بالاستماع إلى القصص في كل الأوقات، وخاصة قبل النوم؛ حيث يساعده من ناحية على الاسترخاء ليأخذ بعدها قسطًا من النوم، ومن ناحية أخرى يحرِّك خياله.

 

إن تعريف الأدب لذوي الاحتياجات الخاصة، هو أدب له خصائص متميزة بالنظرة لنوعية الإعاقة، وبالنظر إلى تأهيل الأطفال المعاقين لتلقي تعليم منتظم لا يقلُّ عن تعليمِ الأطفال العاديين، وذلك عن طريق برامجَ تأهيلية خاصة، وتدريبهم، ودمجهم بالمجتمع، ولا شك أن الطفل المعاق لا تقلُّ رغبته في الاستماع للقصص عن أي طفل طبيعي؛ لأن الحالة المفروضة عليه من الإعاقة قد تحدُّ من قدر احتكاكه وحركته بالمجتمع والناس وما حوله؛ لذا يكون سردُ الحكاية عالَمًا غريبًا وجديدًا يدخله، غالبًا ما نلاحظ ومن خلال سرد القصص لأي طفل كان، أن الطفلَ من خلال خياله يستطيع أن يدخل عالم القصة كشخصية تقليدية أو إضافية في الحكاية، وهذه القاعدة لا تشذ عن الطفل المعاق أيضًا؛ لذا تعتبر هذه نقطة مهمة جدًّا لاختيار القصص الجيدة والنافعة والهادفة، التي تحتوي على قسط من الشجاعة والثقة بالنفس والصداقة والمحبة والتعاون، بالإضافة إلى بعثِ الأمل والسعادة في نفس الطفل في كافة النواحي الحياتية؛ كالناحية الدِّينية والاجتماعية والصحية، وباستطاعتنا تعليم الطفل، وشرح كل هذه النواحي المهمة من خلال القصص والحكايات الهادفة.

 

إن سردَ القصص بالإضافة إلى ذلك يساعد الطفل المعاق على التدريب اللغوي وأبجدية الحروف، كما يساعد في إصلاح عيوب نطق الطفل، وزيادة حصيلته اللغوية، وتنمية مهاراته الحركية والبصرية، يجب من خلال ذلك تعريفُ الطفل على مختلف معاني الكلمات، وبما أن حاسة البصر والسمع عند الطفل المعاق هي إحدى الحاستين الأساسيتين في التعليم، فمن الضروري قدر الإمكان عرض القصص المصورة عليه، ويفضل سردها بالصوت المعبّر، واستعمال لغة الإشارة، والتمثيل الحركي بملامح الوجه واليدين؛ فالصوت والصورة والحركة تسهل عليه طريقة الفهم، ويجب الابتعادُ التام عن الحشوِ والمصطلحات الصعبة والغامضة، ويفضَّل أن تحتوي القصص على قدر من المرح والضحك؛ لأن ذلك سوف يؤثر إيجابيًّا على نفسيته، ويجب الابتعادُ قدر الإمكان عن قصص الرعب أو الحزن والكآبة، بل يجب سرد القصص المفعَمة بالأمل والسعادة، ويفضل أن يكون أبطال القصص إما أطفالاً أو حيوانات، ومن خلال ذلك تتجلى أهمية تقديم أدبٍ مميز يساعد الأهل على تكوين الشخصية السليمة والصحيحة للطفل المعاق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لا تقولوا إنه معاق (نظرة المجتمع إلى المعاق)
  • الشباب المعاق: زواجنا حلم حياتنا
  • المعاق بين التنحية والتنمية
  • الشخص المعاق .. حقوق وتحديات (خطبة)
  • صرخة معاق: لا تظهروا الشفقة علي
  • المعاق والإعاقة البصرية وتصنيفاتها
  • من هو المعاق؟
  • دور الأسرة في علاج وتدريب الطفل المعاق
  • وعي أسرة الطفل المعاق بمصادر المعرفة لحالته
  • مؤشرات تخطيطية لتنمية المسؤولية الاجتماعية لمنظمات المجتمع المدني نحو الأطفال المعاقين
  • التعامل مع الابن المعاق...ضوابط ومحاذير
  • لا تنس أن تكون سعيدا وأنت تسعى

مختارات من الشبكة

  • كيف يكون بيتك سعيدا؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تعيش يومك سعيدا؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف أعرف نمط شخصية طفلي؟ وكيف أتعامل معها؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • "كيف حالك" في كلام الفصحاء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كيف يعيش المعاق؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف تختار المرأة زوجها وكيف يختارها؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تشتري كتابا محققا؟ وكيف تميز بين تحقيق وآخر إذا تعددت تحقيقات النص؟(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف تبدأ الأمور وكيف ننجزها؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف تنظر إلى ذاتك وكيف تزيد ثقتك بنفسك؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • السلوك المزعج للأولاد: كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟ (3) صفات السن(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب