• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / فتيات
علامة باركود

أختاه، يا كبرياءنا الجريح

أختاه، يا كبرياءنا الجريح
محمد هيثم زين العابدين جمعة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/5/2014 ميلادي - 11/7/1435 هجري

الزيارات: 8405

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أختاه

يا كبرياءنا الجريح


دهرٌ من حياتي انقضى وأنا أرسِّخ أن الفتاة هي العفة والشرف، هي الكبرياء بعينِها، هذه الكبرياء ثوبٌ منحها إياه ربها، ومن ثَمَّ دينها، ثم مجتمع أدرك قيمةَ المرأة منطلقًا في ذلك من شرع ربه وخالقه الذي هو وحده يعلم ما يصلحه.

 

تحت كنف الشرع الإلهي عاش مجتمعُنا أروع أزمانه، وأقوى أيام وجوده وسطوته، وهو في هذا كله شأنه شأن أي إنسان مُحصَّن يعيش السلامة والسلام، والانسجام والعافية، إلى درجة تقتل حاسده ومبغضه، الذي لا يهدأ ولا يهنأ بالاً ولا يرتاح حتى يرى هذا كله قد تزعزع وبدأ يترنح مؤذِنًا بقرب السقوط والاندحار، كذلك مجتمعنا العربي الإسلامي لَمَّا قوِيَ وبسط نفوذه وأسكت الأصوات المناوئة، وشدَّ الأفئدة إليه، وكذا القلوب الحائرة التي لم تعرف ملاذًا لها إلا فيه، ولما وجد أعداؤه هذا سعَوْا حثيثًا لتقويضه من الداخل، وعلى هذا الأمر اشتغلوا، فكان لهم ما أرادوا زمنًا، ثم ارتدت الأمور عليهم زمنًا آخر، وهكذا رغم الانكسارات والهزائم التي لحقتهم، ولكن على الرغم مما حصل فإن المجتمعَ الإسلامي وصل إلى العصر الحديث متماسكًا محافِظًا على تكوينه وثباته في وجه التحديات، تخطَّى الكثير من المصاعب والمكائد والحروب في العصر الحديث، التي كانت في جُلِّها تسعى إلى تحطيمه وتفتيته وتقسيمه، جيَّشوا، وحشَدوا، سخَّروا كل طاقاتهم وإمكاناتهم لتحقيق هذا الهدف، ولكنهم في كل مرة يواجَهون بتماسك لمجتمعنا أقوى مما كان، حاروا في أمرهم كيف يصنعون؟! همدوا قليلاً، استكانوا، فتَّشوا خلال فترة تهدئتهم عن مكامن القوة والضعف في جسم هذا المجتمع!

 

أخيرًا يوجه أسلحته نحو الهدف السهل الصعب في آنٍ معًا، إنه اللَّبِنة الأساسية للمجتمعات كلها، التي تحمل في داخلها بذور بقاء المجتمع وقوته، كما تحمل في الوقت عينه بذور فنائه وانحلاله، إنها الفتاة، إنها المرأة، إنها الأنثى.

• • •


الكل فداءٌ لكِ أُخيَّة:

أيتها الفتاة، أيتها الأخت الطيبة، أيتها الزوجة المخلصة، أيتها الابنة الرضية، أيتها التي كنتِ الأم، وستبقين الأم، وستكونين الأم آخرًا، يا مَن ضحَّى كثيرٌ من رجالات الوطن عبر السنين بحياتهم في سبيل أن تبقَيْ عزيزةً كريمة مصونة، يا مَن رهن الرجال أنفسهم في سبيلكِ، في سبيل عِرْضك وشرفِك، في سبيل أن تبقَي ملكةً على عرشِك عرشِ الشرف والطُّهر والعفاف، لتكوني ملكةً على عرش قلب مَن ستملكين قلبه إعجابًا، فقناعةً، فحبًّا، فزواجًا، وبه تكتملُ سطوتك ومملكتك.

 

أقول لك أيتها الفتاة: إن الناس ضحَّوا في سبيلك وقاوموا، ولكن هناك أمر في غاية الخطورة كان وما زال يدور، أنت محورُه كلِّه، إليك مني هذه الكلمات أبثُّها من القلب إلى القلب، من الفكر إلى الفكر، استبراءً لديني ودينكِ، وتوعية وتنبيهًا ليس لغافلة وغافل، بل كما قال ربي عز وجل: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]، فليس وراء كلام ربي مذهب، وبه أعتذر إليك مما أقول إن وجدت فيه بعض الغضاضة، ما قد تظنين أنه إساءة إليك، أما الآن، فإليك هذه الكلمات.

 

حاول - كما ذكرت سابقًا - عدوُّ الإنسانية والدِّينِ والأنبياء وأعوانُه أن يُفتِّت كِيان مجتمعنا، لكنه لم يُفلِح إلى أن وجد الفرصة الذهبية سانحةً للتسلل والعبث، لقد طرح فكره ومشروعه وسياسته (سحب البساط)، وأي بساط لو تعلمين، نعم أقولها، وأنا متأكد من هذا، والصور والوقائع والأحداث تدل على أنه إنما يسعى ويعمل جاهدًا لتحقيق هذا المشروع، واتِّباع هذه السياسة، وهو يضع نصب عينَيْه أركانًا متعددة لمشروعه الخبيث الدنيء، أهمها: (الأب - الأم - الأولاد)؛ يعني في العموم يسعى جاهدًا لاختراق (الأسرة)، فإن فتَّتها وصل نهاية المطاف إلى مجتمع مُفكَّك مريض، وإن آل الحال في مجتمعِنا إلى هذه الحال، بات احتلالاً، لكن بثوب حضارة ورقي، وبمباركة أفراد المجتمع كلهم.

• • •


شيطان ويرضى بأقل القليل!

إن الشيطان وأعوانَه من شياطين الإنس والجن يرضَوْن من الفتاة المحتشمة الفاضلة بأقل القليل من التنازلات عن حصنِها الذي كان يحميها كل تلك السنوات، ولو كانت شعرة؛ فهو يرضى بها؛ لأنها ستكون خُصلة فيما بعد، ومن ثم عدم قناعة، لينتهي المطاف بنسفٍ لجدران الحصن، نعم لينتهي المطاف بتجرد وخَلْع للحجاب.

 

والوقائع والأحداث دلَّت - وتدل - على هذه الفكرة، لقد وسع العدوُّ جبهة الهجوم إلى حدٍّ لا تستطيع معه الكثير من الفتيات إدراكَ حجمه، فإن حَمَت نفسها من جهة أو أكثر أصابها من جهات أخرى، هذا لمن كانت قادرةً واعية لِمَا يُحاك ضدَّها، فما بالك بمَن لا تملِك حظًّا من الوعي والثقافة، وهو بالتأكيد يسعى نحو هذه الفئة؛ لأنها الأكثر والأعم، وهو يريد ذلك، فإن كثُر السواد الموافق والمواتي لِمَا يريد، باتت القلة غيرَ فاعلة أو مؤثرة، وهناك احتمال أن تنجرف وراء مُغرِياته، وتسقط تحت ضربات هجومه المستعر؛ ليقل عدد من كانت متماسكة، ويقل، حتى يسقط الجميع، فنسقط معهن جميعًا.

• • •


أسلحة دمار، والكل سعيد!

ثَمَّة سؤال من المهم أن يُطرَح الآن: ما هي الأسلحة التي يشن بها هجومه ذلك العدو المتستِّر بأقنعة الحضارة والتمدُّن والحرية الشخصية للوصول إلى الغاية والهدف؟

لقد أدرك من خلال علمائه وعُملائه، ومن خلال تحليله لواقع المجتمعات العربية، وتحليله للنفس البشرية، وخصوصًا الأنثوية، أن النفس البشرية يمكن الولوج إليها من خلال شهواتِها وأطماعها ورغائبها، كما يمكن الوصول إليها من جهة النواقص التي حُرِمَت منها، وهي تشعر أنها تستحق نَيْل هذه الرغائب، فلماذا تُحرَم منها، في حين أن الكثيرات نِلْنَه، عندها تضعف فترضى بنَيْل ما يقدم لها، فتخترق بسهولة، ويبدأ مسلسل التنازلات، قد تعترض مَن تقرأ هذا الكلام، أو يعترض الكثير على هذا القول، وأنا أقول: لكِ الحق، ولكَ الحق بالاعتراض، ولكن الواقع بيني وبينكم جميعًا، والواقع يقول: إن صنَّاع الموضة جنود إبليس، صناع الشهوة والرغبات استطاعوا الوصول إلى أصول تركيبة الفتاة النفسية، فحاربوها وشنوا عليها أشرس حرب معلنة صامتة يمكن أن يحارب بها إنسان، واستخدموا أفتك أسلحتهم، التي لا يصمد تحت ضرباتها إلا مَن رحم ربك، وهؤلاء على خطر عظيم، وإلا كيف تقنعني بفتاةٍ تضع على رأسها ما يستر شعرها بدعوى الحجاب، في حين تلبس على جسدها من الملابس ما يستر جسدها، ويزيد من ظهور مفاتنه من أردية وسراويل ضيقة، تكاد يتَّضِح ما تحتها وتشفه؟!

 

أم كيف تقنعني بفتاة تضع على تكوينها البدني ما يستره نوعًا ما، لكن الوجه قد زينت مكوناته بألوان وأشكال مختلفة من الزينة؟!

أم كيف تقنعني بفتاة جمعت بين هذا وذاك، ثم أضفَتْ فوق ذلك من صنوف الروائح وأنواع العطور ما يجعلها تبدو وهي تسير في الشارع كأنها حديقة متنقلة، بَيْد أنها تُثِير بجمالها وتنوع مفاتنها غرائزَ مرتاديها باللمس أو الكلام أو النظر، وهي في كل ذلك فرِحة مسرورة بتلك النظرات وما يصدر من تعليقات؟!

 

لكن أُخَيَّة، اعلمي أنك عندها لن تكوني عند الرجل إلا مُثيرًا للغريزة، فتكوني فريسة يتوق للولوغ فيها، لكنك لم تدخلي قلبه، ولم تنالي من مشاعره وعاطفته قِيد أُنْمُلة، فهنيئًا لك هذه المكانة، مع حزني الشديد عليكِ وعلى حالك التي تدمي القلب وتُحرِقه حزنًا على كبريائنا الجريح.

 

أهانت عليك نفسُك حتى تحتقريها إلى هذا الحد؟!

أهانت عليك إلى هذه الدرجة حتى ترمي بها في مستنقعات الشهوات الطيَّارة السيَّارة على قوارع الطرقات، وفي زوايا الظل الآسنة، فتسقطي وتسقط معك الشهامة والرجولة والنَّخوة والمروءة؟!

 

ولكن ما العمل وأنت مُصرَّة على ما أنت عليه؟! واحسرتاه!

• • •


هل انتهينا؟

لا يا أختاه، ما زلنا في أول الطريق، ما زلنا في أشواط المعركة الأولى، ما زلنا بين كرٍّ وفرٍّ، ووالله لن يتوقَّفوا ولن يُوقِفوا حربهم الشعواء، حتى يروا ذئاب الشهوات وكواسر الرغبات والرذيلة تفترسك، وتقتات على ما تُقدِّمينه من نضارتك، من جمالك، من بَهَاكِ، وأولاً وآخرًا من عفَّتِك، وطُهرك، ونضارة رُوحك، وجمال قلبك، بين طيات الرغبات المحمومة التي تحوم من حولنا أبثُّك هذه الكلمات، من القلب إلى القلب، من القلب المشفق المحب إلى القلب الذي لا يرضى إلا أن يكون مسكنَ الطُّهر والصون والعفاف، أختاه، أختاه، أختاه، اسمعيني، أرعيني انتباهَك، أَقبِلي على كلامي بقلبك وعقلك لا بسمعك:

أعتى الرجال وأشدهم بطشًا يسقط إذا ما سقطتِ أنت!

 

قالوا: إنك نصف المجتمع، لكنني أعتبرك المجتمع كله؛ فلن تقوم للمجتمعات قائمة إذا مَن يَبْنيه ويُؤسِّسه سقط تحت وطأة المُغرِيات، وأضحى ضحية حمأة الشهوات، أعينِينا أُخَيَّة أن نبقى متماسكين متلاحمين، أدركنا مكن الأخطار المحدقة بنا، فبِتْنا قادرين على مجابَهة مَن يفكر في كنزنا وثروتنا ورصيدنا الأغلى والأثمن في الحياة، أمنا، أختنا، زوجاتنا، بناتنا، أنت أيتها العزيزة الغالية، أنت أيتها الفتاة.

• • •


أصابع الاتهام!

أختاه، لا تظني أنني أتَّهِمك، معاذ الله، لا، أبدًا، أصابع الاتهام إنما يجب أن تُوجَّه إلى المجتمع الذي كان معك مِعْوَل هدم، لا أداة بناء، نعم هذا المجتمع تجسَّد في أب لم يرعَ حق الله فيك، وأخٍ همُّه أن يمارس رجولته، فلم يجد مَن يستأسد عليه غيرَك، وزوجٍ لم يعرِف من ثقافة الزواج إلا أنه تزوج بكرًا، فارتاحت غيرته الحقيرة، وهدأت رجولته الزائفة، فلما حقق مبتغاه ركن هذه الدُّمْية المستهلَكة في زوايا داره؛ حيث ركنها من قبل في فراغ رُوحه وزوايا قلبه المظلمة، ثم ينطلق في غمار الحياة يعيش يومَه، يقدر هذه، ويحترم تلك، ويجامل أخرى، ويعجب برابعة، فإذا ما عاد إلى بيته عاد كأنه نزيلٌ، وأن مَن تقوم على شؤونه موظَّفة، أو أنها أحدُ أفراد خدمة الغرف.

 

أما الأخ، فآخِ منك آخِ أيها الأخ، يا رجل المستقبل، يا مَن تتفجر بين جنبَيْك بوادر الرجولة والفحولة دفعةً واحدة، فلم تعرف من الرجولة إلا العضلات، والصوت الخشن العالي، والعصبية الجوفاء، فإذا ما ثارت براكين فحولتك بين جوانحك انطلَقْتَ في الشوارع تنصبُ شراكك وأفخاخك، فلا حدودَ لفحولتك وقتها حتى إذا أوقعَتْك إحداهن في فخك، تسكن أمامها، وتهدأ، وتعُود ذليلاً ترتجي منها النظرة والكلمة ومشاعر ما تعتقده حبًّا، وكأن أختك قُدَّت من صخر أصمَّ لا مشاعر ولا رغبات ولا ميول، فتبدأ معها القمع والسيطرة وترَّهات الرجولة الممجوجة المصطنعة.

 

والأب، نعم أنت أيها الأب، يا مَن لم تعرف من الحياة سوى الخروج والمكث خارج المنزل الساعات الطويلة، بدعوى الكد والسعي على الأسرة من أجل لقمةِ عيشهم وتأمين متطلَّباتهم، تنبَّه يا عزيزي، لن أُكثِر من كلامي وأُثقِل كاهلَك بأعباء أخرى، لكن لن أُعفِيَك من مسؤولية أن تستمع إلى مشاكل أبنائك وبناتك، وتذكَّر، كثيرة هي المرَّات التي كانت ابنتك تأتيك تقول لك: أبي أريد أن...، وتبعدها عنك بدعوى أنك متعَب، حتى يحدث ما تتمنى لو أنك كنت مشلولاً مقعَدًا في منزلك تقتات على الحسنات، وأنك سمعت جوهرتك حينها، فحمَيْتها مما بدأت تلومها على فعله، والحقيقة أن المُلاَم الأول والأخير هو أنت.

 

نعم أُخَيَّة، هؤلاء الثلاثة هم مَن يجب أن يُواجَهوا بأصابع الاتهام؛ لأنهم هم - بسوء صنيعهم - قدَّموك ضعيفةً مذلولة في مجتمع لا يرحم، فإذا ما وقعتِ في واحد مما نُصِب لك من أفخاخ، بادر المجتمع إلى اتهامك واحتقار صنيعك، متناسين مَن كان له الدورُ الأساسي في لعِبِ هذه المأساة.

• • •


لكن المشكلة ما هي؟

مفيدٌ بالتأكيد أن نُبيِّن حدود المشكلة؛ لأننا إذا استَوْضَحنا حدودها بات سهلاً علينا تحديدُ المسؤوليات، وتفادي الوقوع في أخطار كبيرة أو صغيرة، وأضحى من اليسير الابتعادُ عن الأشواك والسير في النور، وليس في الظلال الملتهِبة، مرفوعة الرأس كالجبال الراسية.

 

ولكن يا ترى، ما هي حدود هذه المشكلة؟

سؤال مهم، لكن إجابته ليست صعبةً رغم أنها مهمة، ومهمة جدًّا.

 

أقول: لعله البُعد عن الله، والبُعد عن تعاليم شرعه والدِّين الذي ارتضاه لعباده!

هَبْ أننا لا نُحكِّم الشرع في حياتنا - وأنا أتحدث بلسان مَن أُخاطِب - وإن كان هذا أساسًا في الحياة، لكنني لست ممن يجبر على ذلك أيًّا كان، إذًا لعله البُعد عن الأخلاق التي تربَّيْنا عليها في منازلنا؛ فهي أكثرها مستوحًى من منظومة أخلاق مجتمعِنا، فلما تغير مجتمعنا تغيَّرت منظومة أخلاقه، ولَمَّا تغيرت منظومةُ أخلاقه تغيَّرت أفراده، وإذا ما تغيرت أخلاق أفراده بات سهلاً أن نرى التغيُّر يظهر على أفراده وفي جوانبه بأسرعَ مما كنا نتوقع وبأبشع صوره.

 

نعم هما الركنان الأساسيان اللذان يجعلان من الإنسان إنسانًا، ألم يقُلْ مَن استشعر هذه الحقيقة:

إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقِيَتْ
فإن همُ ذهَبَت أخلاقُهم ذهبوا

 

أكيد، فأمم من دون أخلاق أمم جوفاء، حجوم لكنها خاوية، وهل علمتَ أن فقاقيع الصابون يمكن أن تثبت أمام أشواك الحياة وإبر المصائب، أظن أن ذلك صعب وصعب جدًّا.

• • •


بوادر حل:

لكن، هل من حلٍّ؟ نعم هل من حل؟!

دائمًا هناك حل، ولكن الحل يكون صعبًا أحيانًا؛ لذا أنا اكتفيتُ بطرح القضية وأسبابها وأشكالها، ومَن هي الجهة التي تسعى لاختراق مجتمعنا العربي، وما الهدف الذي تبتغيه، وكما قالوا: (إذا بان السبب بطَل العجب).

 

إلى هذا الحد كان لزامًا عليَّ أن أُظهِر ما كنتُ أشعر به أنه مشكلة يُقبِل عليها المجتمع العربي ككل، وأن أُنبِّه إلى أهدافه وغاياته الحقيرة وأساليبه الدنيئة، إنها الحرب الشعواء، ولكن بثوب محبب مفضَّل للجميع، والكل يقع صرعى لها بملْء إرادته، وأنا هنا لستُ بصدد الدعوة والإرشاد والهداية، لكن واجبي أن أُذكِّر وأُنبِّه الغافل لعله يدري، أَمَا وأنه صار يدري الآن، فقد بات كل فرد مسؤولاً عن نفسه، فإن صلَح كان لَبِنَة صالحة في مجتمع على درب الصلاح والتماسك، فاحرص أخي، واحرصي أُخَيَّة، ألا تكوني الركن الأضعف.

 

لكن إن صلَح كل ذلك، فإنه يحتاج إلى ركن شديد للحفاظ على هذا الصلاح، والثبات عليه، وصونه من كل شيء يمكن أن يُؤثِّر فيه فيرده على عقبه.

 

وهل يمكن أن يكون ثَمَّة شيء أقوى وأشد وأمتن من عقيدة سليمة يعمل الإنسان في سبيلها ولأجلها وبها، وتعمل الفتاة حصرًا في سبيلها ولأجلها وبها، فتستقيم حياتها، وتستقيم كلها لنا كمجتمع، فتحيا بنا ونحيا بها، صحيح أننا كنا نحيا بها على حالتها، ولكن أي شيء أجل وأروع من أن نحيا مع كبرياء معافى، كبرياء النسور والأسود؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أختاه: حياؤك.. حياتك
  • أختاه .. متى تتحجبين؟ (1)
  • أختاه .. متى تتحجبين؟ (2)
  • أختاه.. أختاه!

مختارات من الشبكة

  • أختاه هذه هديتي لك بمناسبة زفافك(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أختاه هل تريدين الجنة؟ (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • أختاه هل تريدين الجنة؟(كتاب - ملفات خاصة)
  • قراءة في كتاب: أختاه كي يكون صومك مقبولا لأبي الحسن الفقيه(مقالة - ملفات خاصة)
  • احذري يا أختاه(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • أختاه الداعية: أنت على ثغر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أختاه: لا تتشبهي بالكفار (بطاقة دعوية)(كتاب - ملفات خاصة)
  • أختاه: احذري عيد الحب (بطاقة دعوية)(كتاب - ملفات خاصة)
  • احذري أختاه من عيد الحب (بطاقة دعوية)(كتاب - ملفات خاصة)
  • أختاه: ارتدي النقاب وانصري المسجد الأقصى(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
2- مجتمع فاسد
فخورة بأمتي - فلسطين 01-07-2016 02:10 PM

بعض المجتمعات الفاسده تنظر للفتيات المحجبات العفيفات أنهن معقدات،،،، أسأل الله السلامة والعافية

وأنا بدوري أسأل الله إن يعود زمن عمر لوضع حد لأمثال هؤلاء الفاسدين

1- أتمنى
محمد هيثم جمعة - سوريا 13-06-2014 11:38 PM

أتمنى ممن يقرأ هذه الخاطرة و هذه المقالة أن يترك تعليقه
عليها فيسرني أن أرى تفاعلكم إخوتي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب