تغيير العلاقات

تغيير العلاقات

بعد تحقيقك للنجاح في جوانب حياتك الخمس الأساسية، ثم شروعك في تغيير قناعاتك وأهدافك وقدواتك، فإن هذا الأخير (قدوَتك) سوف يشير عليك بأمرين: أن تغير علاقاتك وتطور مهاراتك. فما هي خطواتك لتغيير علاقاتك؟

يستطيع الخبير الأول خلال لحظات أن يشير عليك بالتواصل مع فلانٍ وفلان لأنهم أكثر مَن يفيدك في تخصصك في مشوارك نحو صناعة الحضارة، وهؤلاء غالبًا ما يكونون مسؤولي مراكز أو أصحاب إنجازات. وبالتوصية التي حصلتَ عليها من الخبير سَيَسْهُلُ عليك التواصل.

لا تنسَ أنّ قدوات الصف الثاني لديهم أيضًا شيء من صفات الصف الأول، فخطِّط جيدًا لمقابلتهم.

إليك في الآتي خطوات تغيير العلاقات:

أولاً: كيف يمكنك أن تحصل على علاقات جديدة؟

1. الخبراء: قد تحدثنا في الحلقة السابقة بما فيه الكفاية عن ظروف تواصلك مع الخبير.

2. المنتديات والمؤتمرات والدورات التدريبية: اختر بعض علاقاتك من صفوف الحاضرين والمستمعين من المشاركين بفعالية.

3. الجمعيات المتخصصة: اسأل الخبير وابحث في النت عن أبرز الجمعيات من تخصصك في بلدك.

4. الجامعات والمعاهد: أقوى السواعد وأكثرها نشاطًا تجدها في أروقة الجامعات ونواديها.

5. أعلن: عبر التلفاز أو المنتديات الإلكترونية واليوتيوب عن رغبتك في تكوين فريق يُسهم معك في نشاطك الحضاري.

ثانيًا: كيف تستعد للّقاءات الجديدة:

حضَرتُ لقاءات عديدة نظمها أصحاب الطموح الحضاري العالي فوجدت أن معظمهم يقعون في أخطاء تتمحور حول عدم التخطيط السليم للقاء، وفي الخطوات القادمة إرشاد للاستعداد المثالي لبناء علاقات مع زملاء المشروع:

1. حدد ما تريده بالضبط من فريق المستقبل - ولتكن رؤيتك واضحة، وهو الهدف النهائي المطلوب الوصول إليه، والذي ذكرناه قبل عدديْن، والهدف المرحلي المطلوب إنجازه خلال سنة وسنتين، والمشروع المرافق له.

2. اعرض فكرتك أولاً على مستشار في التخطيط الاستراتيجي وتعرّف على البدائل الممكنة.

3. تدرب جيدًا على مهارات: فن الإلقاء + الحوار + التخطيط الاستراتيجي+ إدارة مشروع + قيادة فريق عمل.

4. ابحث قبل الاجتماع عن أقوى السواعد لإقامة المشروع، ولا تنسَ أنّ لهم طموحات قيادية، فاكسبهم في صفّك.

5. ركز جيدًا على مهارات العرض والتقديم وعلى المطبوعات الشارحة، وضَعْ فيها الخطط.

6. أعلن في بداية الاجتماع عن خطة اللقاءات: مثلاً: هذا اللقاء الأول تعريفي، يليه تشاروي، يليه تخطيطي...

7. كن متسلحًا بعدة خيارات ومسارات مدروسة، ومستعدًا لعدد من التنازلات; فمثلاً: يمكنك أن تنطلق بعد أربعة أشهر، وليس بعد شهر كما خططت مسبقًا، وتذكّر أن المرونة في التخطيط والتنفيذ، لا في التفاؤل والحلم.

ثالثًا: ضوابط إقامة العلاقات:

1. لتكن نيتك صافية، أنك تُقْدِم على هذه الخطوة لأنها تقرِّبك من المولى عز وجل، فاستحضر الحلال والحرام.

2. ابحث عن المصالح المشتركة مع الجميع ولا تتخلَّ عن قيمك ومبادئك التي ذكرناها قبل ثلاثة أعداد.

3. الأفراد في فريق العمل ليسوا أتباعًا بل شركاء، وإن لم تعتبرهم كذلك فإنهم سيتخلَّون عنك في أقرب فرصة.

4. ليكن سعيُك المستمر في توفير ما يريده الفريق حتى تقودهم إلى ما تريد.

رابعًا: طرق تقوية العلاقات:

1. قدم له إهداءً خاصًا.

2. اشكره علنًا.

3. امتدحه في صفاته الجيدة.

4. زُرْه في منزله.

5. اطلب منه حلًّا لمشكلة واستمع له.

6. رافقه في مناسبات خاصة ومعارض.

رابعًا: ولكن انتبه من هؤلاء:

تستطيع أن تبني العلاقات مع الجميع، ولكن احذر أن تقوّي علاقاتك مع هؤلاء:

1. الثرثارون: قلتُ لأحدهم مرة: لو كنت تعمل في ربع الوقت الذي تمضيه في الكلام لتقدّمنا أضعافًا.

2. الفاشون: مَن يفشون الأسرار المطلوب الحفاظ عليها.

3. العصبيون: وهم من لا يملكون أنفسهم عند الغضب، فاصطحاب واحدٍ منهم كفيل بهدم بناءٍ عمره سنة.

4. النسّاؤون: وهم من يدّعون النسيان، إما حقيقة أو ادعاءً، وفي الحالتين ضررهم أكثر من نفعهم.

5. النِّسائيون: ابتعد عَمّن همه النساء! وابتعدي عمّن همها الرجال، ف"إن لم تستح فاصنع ما شئت".

6. المطرودون: المطرود من كل عمل يقوم به، وإن ادّعى بأنه مظلوم، فلا يعقل أن يكون كل الناس ظَلَمة.

7. أصحاب السوابق: كل يوم في مشكلة وكل يومين في محكمة، أرجوك ابتعد عنه ودعه في حاله.

هل لا زلت معي في مشوار صناعة الحضارة؟ في العدد القادم - إن شاء الله تعالى - سنتحدث عن الركن الأخير في التغيير وهو تغيير المهارات، وبعده نبدأ الحديث عن عناصر الحضارة الثمانية في حلقات ثمانٍ، ونسأل الله الإخلاص والقَبول.

تُنشر بالتعاون مع مجلة (منبرالداعيات)