• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء / أطفال
علامة باركود

مشكلة العدوان عند الأطفال

مشكلة العدوان عند الأطفال
د. موسى نجيب موسى معوض

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/2/2013 ميلادي - 1/4/1434 هجري

الزيارات: 171334

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مشكلة العدوان عند الأطفال


تعريفه:

• يُستَخدَم مفهومُ العُدْوان في علم النفس وحقوله المختلفة للدلالة على استجابةٍ يردُّ بها المرء على الخَيْبة والحرمان؛ وذلك بأن يُهَاجِم مصدر الخيبة أو بديلاً عنه.

 

ومصطلح العدوانية يتضمَّن ثلاثة مفاهيم أساسية، هي:

العدوان: ويقصد به الهجوم الصريح على الغير أو الذات، ويأخذ الشكل البدني، أو اللفظي، أو التهجم "العدوان الصريح".

 

العدوانية: ويقصد به ما يحرِّك العدوان وينشطه؛ ويتضمَّن: الغضب، والكراهية، والحقد، والشك، وهو ما يسمَّى بالعدوان المضمر أو الخفي.

 

الميل للعدوان (نزعة عدوانية): ويقصد به ما يوجه العدائية؛ أي إنه حلقة تَربِط بين العدائية كمحرِّك، والعدوانية كسلوك فعلي.

 

• أيضًا يُمكِن تعريفُ العدوان بأنه السلوك الذي يؤدِّي إلى إلحاق الأذى الشخصي بالغير، وقد يكون الأذى نفسيًّا (على شكل الإهانة، أو خفض القيمة) أو جسميًّا.

 

ومن العدوان غير الناتج عن الاستفزاز، وهي الحالة التي يحاول فيها الطفل السيطرةَ على أقرانه عن طريق الإيذاء الجسمي (الضرب، أو اللكم، أو الرفس، أو رمي الأشياء، أو الدفع، أو البصق)، والهجوم اللفظي (إطلاق الأسماء - الإغاظة - الشتم - التسلط - ملاحظات التحقير - التشاجر - التهديد بالإيذاء).

 

والطفل العدواني على نحو شديد ومستمر يَمِيل لأن يكون قهريًّا ومتهيجًا، وغير ناضج، وضعيف التعبير عن مشاعره، ولديه توجُّه عملي، وهو أيضًا متمركز حولَ الذات، ويَجِدُ صعوبةً في تقبُّل النقد أو الإحباط، والأطفال الأقل ذكاءً وُجِد أنهم أكثرُ ميلاً للعدوان؛ ربما لأن الطرق المنظمة في حل الصراع أكثر صعوبة في تعلُّمها.

 

• والعدوان أيضًا سلوك مقصود يَستَهدِف إلحاق الضرر أو الأذى بالغير، وقد ينتج عن العدوان أذًى يُصِيب إنسانًا أو حيوانًا، كما قد ينتج عنه تحطيمٌ للأشياء أو الممتلكات، ويكون الدافع وراء العدوان دافعًا ذاتيًّا، ويمكن القول: إن سلوك العدوان يظهر غالبًا لدى جميع الأطفال وبدرجات متفاوتة، وإن ظهور السلوك العدواني لدى الإنسان يعدُّ دليلاً على أنه لم يَنضَجْ بعدُ بالدرجة الكافية، التي تجعله ينجح في تنمية (الضبط الداخلي) اللازم للتوافق المقبول مع نظم المجتمع وأعرافه وقيمه، وأنه عجز عن تحقيق التكيف والمواءمة المطلوبة للعيش في المجتمع، وأنه لم يتعلَّم بالدرجة الكافية أنماطَ السلوك اللازمة لتحقيق مثل هذا التكيف والتوافق.

 

• عُرِف السلوك العدواني كظاهرةٍ في كل الأزمان وفي كل مكان، والعدوان سلوكٌ يَقصِد به المعتدِي إيذاءَ الشخص الآخر كما أنه نوعٌ من السلوك الاجتماعي يَهدف إلى تحقيق رغبة صاحبه في السيطرة وإيذاء الغير؛ تعويضًا عن الحرمان، أو بسبب التثبيط؛ فهو يعد استجابة طبيعية للإحباط.

 

وهو كل فعل يتَّسم بالعداءِ تُجَاه الموضوع أو الذات، ويهدف إلى التدمير، ويرى "أدلر" أنه أيُّ مظهر لإرادة القوة، بينما يعتبره "دولارد" - وكثرة من السلوكيين - فعلاً يمثِّل استجابةً تَهدف إلى إلحاق الأذى بكائن أو بديله، ويرى "فرويد" أن العُدْوان ليس بالضرورة أن يكون ناجمًا عن إحباطٍ؛ إذ هو مظهر لغريزة الموت مقابل ألا يبدو كمظهر لغريزة الحياة.

 

ويرى "شابلين" أن العدوان هجومٌ، أو فعل مضاد موجَّه نحو شخص أو شيءٍ ما، وينطوي على رغبة في التفوق على الآخرين، ويظهر إما في الإيذاء، أو الاستخفاف، أو السخرية؛ بغرض إنزال العقوبة بالآخر، ويعرف "سايكس" العدوان بأنه الشروع في التشاجر والتحفز للمهاجمة أو العراك.

 

أسباب العدوان:

ليس من الضروري أن تعودَ أسبابُ العدوان إلى عواملَ شخصيةٍ، ولكنها قد تعود إلى عواملَ اجتماعية أيضًا، ومن الأسباب التي قد تؤدِّي إلى العدوان ما يأتي:

1- الإفراط أو التفريط في التعامل مع هذا السلوك العدواني، في إيقاع العقاب بشكل متكرر وشديد، والذي لا يتناسب مع ما فعَلَه من سلوك عدواني - من الأسباب الهامة التي تدفع الأبناء إلى تفريغ انفعالاتهم بالعدوان.

 

2- احتقار الفرد، وجرح كرامته باللفظ وبالفعل.

 

3- السخرية من الفرد تؤدِّي إلى شعوره بالنقص والعجز؛ مما يدفعه إلى أن يقوم بسلوكيات عدوانية؛ ليثبت ذاته.

 

4- التعبير عن الخوف والقلق على مكانته، ومصدر هذا الخوف والقلق أشياء كثيرة، منها ما يسمى بالفروق الفردية بين الأشخاص.

 

5- الغيرة الأساس في انفعالها هو متغيرات القلق والخوف، وانخفاض الثقة بالنفس، ونتيجة عدم راحة الطفل لنجاح غيره من الأطفال، يكون من الصعب عليه الانسجام معهم، أو التعاون مع بعضهم، وربما اتجه إلى الانزواء أو إلى التشاجر معهم، أو التشهير بهم، وأحيانًا يظهر الأمر أكثر وضوحًا بين الطفل وأخيه الذي يتميز عليه في بعض الأشياء؛ كممتلكات، أو استحواذ الحب والعطف من الآخرين، وهذا ما يجعلنا نشاهد سرعة تغير سلوك الطفل الغيور من الودِّ والحب تُجَاه أخيه إلى صراخ وعدوان.

 

6- تعزيز السلوك العدواني ودعمه لدى الطفل؛ عن طريق ذكر الصفة العدوانية لهذا الطفل أمام الناس وفي حضوره؛ فتنطبع هذه الصورة لدى الطفل، وأيضًا يُمكِن تعزيز هذا السلوك عن طريق الحوار المباشر مع الطفل نفسه عن عاداته وسلوكه الشرس والعدواني.

 

7- عصبية أحد الوالدين أو كليهما.

 

8- المقارنة بينة وبين أقرانه.

 

9- تجاهل متطلبات الطفل واحتياجاته النفسية؛ كحاجته للأمان، والحب، والتقدير.

 

10- تكليفه بما لا يستطيع القيام به؛ فيؤدي ذلك إلى إحباطه، وإحساسه بالعجز؛ فيلجأ للعنف.

 

11- لفت النظر والانتباه إليه، فربما يشعر بالتجاهل، أو بعدم الاهتمام؛ فيسلك هذا السلوك العدواني للفت النظر إليه، أو بعض الأطفال يجذبون انتباه الرفاق أو الكبار باستعراض القوة عند ممارسة العدوان.

 

12- الرغبة في التخلص من السلطة: يظهر السلوك العدواني لدى الطفل حينما تلحُّ عليه الرغبة في التخلص من ضغوط الكبار التي تَحُول دون تحقيق رغباته.

 

13- الشعور بالفشل والحرمان: يظهر عدوان الطفل أحيانًا انعكاسًا للحرمان؛ وله ثلاث صور تسبب العدوان:

الأولى: عدوان كاستجابةٍ للتوتر الناشئ عن استمرار حاجة عضوية غير مشبعة.

 

والثانية: عدوان يعقب الحيلولة بين الطفل وما يرغب فيه أو التضييق عليه.

 

والثالثة: حرمان مؤدٍّ لعدوان نتيجةَ هجومِ مصدرٍ خارجي؛ يسبِّب الشعور بالألم، وأحيانًا يفشل الطفل في تحقيق هدف أكثر من مرَّة - مثل النجاح في لعبة - فيوجِّه عدوانيَّته إليها بكسرِها، أو بقذفها بعيدًا، وفي بعض الأحيان حينما يشعر طفل بحرمانه من الحب والتقدير - رغم جهوده لكسب ذلك - يتحوَّل سلوكه إلى سلوك عدواني.

 

14- الحب الشديد والحماية الزائدة: الطفل المدلَّل تظهر لديه المشاعر العدوانية أكثر من غيره؛ فالطفل من هذا النوع، وفي داخل ذلك الجو شديد الحماية - لا يعرف إلا لغة الطاعة لكل رغباته، ولا يتحمل أقل درجات الحرمان؛ ومن ثم تظهر سلوكياته العدوانية.

 

15- لثقافة الأسرة دَوْر كبير في تحديد مستويات العدوان التي يجب أن يتخذها الطفل تُجَاه ما يقابله، كما أن للعَلاقات داخل الأسرة بين الوالدين أو بين الطفل وأحد الوالدين دورًا في تدعيم العدوانية لدى الأطفال.

 

16- شعور الطفل بالغضب: الغضب حالة انفعالية يشعرُ بها الأطفال، ولكنَّ هناك فروقًا بين الأطفال في تعبيرهم عن هذا الانفعال؛ فالبعض يتَّجه إلى الهدفِ والإتلاف لبعض ما يُحِيط به، والبعض يعاقب نفسه، ويضر بذاته بشد شعره، أو ضرب رأسه بالأثاث.

 

17- تعلم العدوان عن طريق النموذج: يشير "بندورا" إلى أنه من المحتمل أن يتعلَّم الطفل سلوكًا جديًّا بمجرد مراقبتِه لفرد آخر يمارس هذا السلوك، وقد لوحظ ازدياد درجةِ العدوان لدى الأطفال الذين شاهدوا نماذج عدوانية لأشخاصٍ مع لُعَب بلاستيكية، أو أفلام مصورة عن أشخاص يتصرفون بعدوانية، أو نماذج كرتونية تتصرف بعدوانية، وتحطم نماذج العدوانية الحواجز التي تحول دون الطفل وممارسته للعدوانية؛ فوجود الطفل بين مجموعة أطفال يمارسون هذا السلوك يشكِّل عاملاً رئيسيًّا في القضاء على الحواجز التي تحول دون ممارسة الطفل لهذا السلوك.

 

18- تجاهُلُ عدوان الأطفال لعدة سنوات: كانتِ النصيحةُ الموجَّهة للمربِّين هي تجاهل العدوان الذي يَنْشَب بين الأطفال، ولكن تؤكد الدراسات الحديثة أن الأمهات اللواتي يتجاهلن السلوك العدواني لأطفالهن، يتميَّز أطفالهن بأنهم أكثر عدوانية من أطفال الأمهات اللواتي لا يتجاهلن السلوك العدواني لأطفالهن، كما أن هناك ارتباطًا بين التساهل وظاهرة العدوان، فكلما زادتْ عدوانية الطفل كان أكثر استعدادًا للتساهل مع غيره من الأطفال.

 

19- الشعور بالنقص: نسبة من الأطفال تبدو عدوانيَّتهم نتيجةَ شعورِهم بالنقص الجسمي أو العقلي عن الآخرين، ويكون منطلق ذلك مشاعر الغَيْرة؛ نتيجة عدم الاكتمال مثل الأطفال الآخرين.

 

20- العقاب الجسدي للطفل يجعلُه يدعم في ذهنه أن العدوان والقسوة شيءٌ مسموح به من القوي إلى الضعيف.

 

21- تعرُّض الطفل للسلوك العدواني يجعله أكثر ميلاً للعدوان.

 

22- الإحباط يؤدِّي عادة إلى العدوان؛ فهو حالةٌ شعورية تَعتَرِي الفردَ إذا ما فَشِل في تحقيق غاية يريد الوصول إليها، وإذا حال بينه وبين تحقيق هدفه عائقٌ يَعجِزُ عن التغلُّب عليه، ويكون الإحباط أو الشعور بالإحباط نتيجة أيضًا للقمع الذي يصطدم به الفرد، متمثلاً في وقوف السلطة من الكبار المحيطين به، أو من القوانين والنظم حائلاً دون وصوله إلى الهدف - فالقمع، والفشل، والعجز، كلها تؤدي إلى شعور الفرد بالإحباط.

 

ويصنف الإحباط إلى:

أ- إحباط أَوَّلي: حين يُوجَد الفرد في موقف يشعر فيه بالحرمان؛ نتيجةً لعدم إمكانِ الوصول إلى الهدف الذي تسعى الحاجة النَّشِطة إلى تحقيقه؛ كعدم وجود الطعام، رغم الحاجة الشديدة إليه.

 

ب- إحباط ثانوي: عندما توجد عَقَبة تمنع من الاقتراب من موضوع الهدف.

 

23- الإحساس بالنبذ والإحباط يؤدِّي إلى تكوين المشاعر العدوانية، وقد يؤدِّي إلى العدوان؛ فالطفل الذي يشعر بالإحباط نحو تحصيله الدراسي، والطفل الذي تُشعِره الجماعة المحيطة به أنه أقلُّ ذكاء من الآخرين، والطفل الذي ينتابه الإحساسُ بالعجز والقلق نحو التعامل مع الآخرين، والطفل الذي يشعر بعدم الرضا عن مظهره، أو صفاته الشخصية، والذي لا يعرف إن كان ناجحًا أم فاشلاً - كلُّ هؤلاء يشتركون في الشعور بالنقص وبالدونية، ويحسُّون بالعجز في مواجهة الآخرين، وقد يَصِلون إلى نوع من الرفض، وعدم التقبل للذات؛ نتيجةً لما يشعرون به من الهزيمة من الداخل، عندما يواجهون المواقف الجديدة أو الصعبة؛ لأنهم يتوقَّعون الفشل مسبقًا، ومن هنا يكون إحساسُهم بالخوفِ والقلق سببًا للشعورِ الدائمِ بالهزيمة، والإحباط الذي يهدد الذات؛ فيحاولون وقاية أنفسهم من القلق والإحباط الذي يهدِّد الذات؛ عن طريق الحطِّ من قدر الآخرين، أو الحقد عليهم وحسدهم، أو توجيه الإساءة إليهم بأي شكل من أشكال العدوان؛ حيث يجد مثل هؤلاء الأطفال في العدوان وظيفةً دفاعية مهمة في حماية الذات، وحتى إذا لم يظهر السلوك العدواني الصريح، فإن المشاعر العدوانية تظلُّ لديهم على خفض القلق والتوتر الناشئ من الإحباط.

 

24- دور الأسرة والمدرسة والمنطقة السكنية في تنمية السلوك العدواني.

 

25- المشاهد العدوانية في الأفلام وفي التلفاز وأثرها على السلوك العدواني:

إن عرضَ المشاهد العدوانية في الأفلام أو في التلفاز يصحبه زيادة في عدوانية الأطفال خلال الأسبوع الذي تم فيه عرض تلك الأفلام، إن الصغار بين حينٍ وآخر يقلدون ويحاكون الحركات البدنية العدوانية التي ظهرتْ على الشاشة؛ وعلى سبيل المثال: تقليد ضربات الملاكمين وحركاتهم.

 

خلاصة حول العوامل والأسباب التي تؤدِّي إلى ظهور السلوك العدواني:

أولاً: العوامل الذاتية أو الشخصية:

1- رغبة الطفل في الاستقلال عن الكبار، والتحرر من السلطة الضاغطة عليه، والتي تَحُول دون تحقيق رغباته وإشباع حاجاته.

 

2- رغبة الطفل في الحصول على ممنوعات أو محرَّمات، أو أشياء يصعب قبولها أو تحقيقها.

 

3- عوامل جسمية؛ كالتعب أو الجوع.

 

4- الصراعات والانفعالات المكبوتة تدفع الأطفال للعدوان.

 

5- عجز الطفل عن إقامة وتكوين عَلاقات اجتماعية، أو عجزه عن التكيف الاجتماعي.

 

6- فقْد الشعور بالأمان، وافتقاد الثقة بالنفس، أو الشعور بالنبذ، أو الغَيْرة.

 

7- قد يَسلُك الطفلُ السلوكَ العدواني نتيجةَ شعورِه بالغضب؛ كانفعالٍ طبيعي وفطري لديه؛ ليكون دافعًا لسلوكه العدواني.

 

8- الشعور بالفشل، أو الحرمان من العطف والحب يؤدِّي بالطفل إلى العدوان على الأشياء، أو على نفسه، ويظهر العدوان على الذات في صور مختلفة، منها: الرغبة في إيذاء الذات، أو قضم الأظافر، أو التعرض - عن عمد - للإصابة بالجروح، وكذلك كثرة المشاجرات والانتقام، أو العناد والعصيان.

 

9- شعور الطفل بالإحباط.

 

10- الفشل المتكرر.

 

11- عدم قدرة الطفل على التحكم في دوافعه العدوانية.

 

ثانيًا: عوامل بيئية:

1- نوع التربية والتنشئة الاجتماعية التي يتعرَّض لها الطفل.

 

2- نوع العَلاقات البيئية والخبرات التي يمرُّ بها الطفل.

 

3- مدى تشجيع الأسرة والمجتمع على العدوان أو الحد منه.

 

4- العقاب الذي يتوقَّعه الطفل نتيجة لعدوانيَّته.

 

5- العدوان الواقع على الطفل من قِبَل الصغار والكبار.

 

6- تعرُّض الطفل لأزمات نفسية، ومواقفَ وتجارِب جديدةٍ انفعالية وعاطفية؛ مثل: دخوله المدرسة لأول مرة، أو تغييره للمدرسة أو الفصل.

 

7- التدخل المستمر في حرية ونشاط وحركة الطفل وسلوكه.

 

8- كثرة الشجار بين الأبوين، وأثر ذلك على شخصية الطفل وسلوكه.

 

9- إلزام الطفل بمعايير سلوكية معينة، لا تتفق مع سنِّه أو طبيعة نموِّه.

 

10- نبذ الوالدين للطفل نتيجةَ معاناتهما من الإحساس بالضيق والكدر.

 

11- عندما لا يجد الطفل الاهتمام الكافي من البيئة.

 

12- عدم تقبُّل المشاعر العدوانية بوصفها جزءًا طبيعيًّا من حياة الطفل.

 

أشكال العدوان:

يمكن تصنيف العدوان إلى إشكال مختلفة، وإن كان هناك نوع من التداخل بين بعضها والبعض، وفيما يلي ما يمكن أن نصنفه من إشكال العدوان:

1- العدوان المباشر: يقال للعدوان: إنه مباشر، إذا وجَّهه الطفل مباشرة إلى الشخص مصدر الإحباط؛ وذلك باستخدام القوة الجسمية، أو التعبيرات اللفظية وغيرها.

 

2- العدوان غير المباشر: ربَّما يَفشَل الطفل في توجيهِ العدوان مباشرة إلى مصدره الأصلي؛ خوفًا من العقاب، أو نتيجة الإحساس بعدم الندِّية، فيحوِّله إلى شخص آخر، أو شيء آخر (صديق - خادم - ممتلكات) تربطه صلة بالمصدر الأصلي.

 

3- العدوان الفردي: يوجِّهه الطفل مستهدفًا إيذاءَ شخصٍ بالذات، طفلاً كان - كصديقه، أو أخيه، أو غيره - أو كبيرًا؛ مثل الخادمة، وغيرها.

 

4- العدوان الجمعي: يوجِّه الأطفال هذا العدوانَ ضدَّ شخص أو أكثر من شخص؛ مثل الطفل القريب الذي يقترب من مجموعةٍ من الأطفال منهمكين في عملٍ ما عند رغبتهم في استبعاده، ويكون ذلك دون اتفاقٍ سابق بينهم.

 

وأحيانًا يوجه العدوان الجمعي إلى الكبار، أو ممتلكاتهم؛ كمقاعدهم، أو أدواتهم، وقد يمثل أحد الأطفال صورة الكبير المقصود، وينهال عليه باقي الأطفال عقابًا، وحينما تجد مجموعةٌ من الأطفال طفلاً فيه ضعفٌ، فقد تأخذه فريسةً لعدوانيَّتهم.

 

5- العدوان اللفظي: عندما يبدأ الطفل الكلام، فقد يظهر نزوعه نحو العنف بصورة الصياح، أو القول والكلام، أو يرتبط السلوك العنيف مع القول البذيء، الذي غالبًا ما يشمل السباب، أو الشتائم، والتنابز بالألقاب، ووصف الآخرين بالعيوب، أو الصفات السيئة، واستخدام كلمات أو جمل التهديد.

 

6- عدوان تعبيري أو إشاري: يستخدم بعض الأطفال الإشارات؛ مثل: إخراج اللسان، أو حركة قبضة اليد على اليد الأخرى المنبسطة، وربما استخدام البصاق، وغير ذلك.

 

7- العدوان العنيف بالجسد وأجزائه: يستفيد بعض الأطفال من قوَّة أجسامهم وضخامتهم في إلقاء أنفسهم أو صدم أنفسهم ببعض الأطفال، ويستخدم البعض يديه كأدواتٍ فاعلة في السلوك العدواني، وقد تكون للأظافر، أو الأرجل، أو الأسنان، أدوارٌ مفيدة للغاية في كسب المعركة، وربما أفادتِ الرأس في توجيه بعض العقوبات.

 

8- عدوان الخلاف والمنافسة: غالبًا ما يكون السلوك العدواني حالةً عابرة في سلوك الأطفال؛ نتيجةَ الخلاف أثناء اللعب، أو المنافسة، والغَيرة والتحدي أثناء الدراسة، وبعض المواقف الاجتماعية، وعادة ما تنتهي نوبة العدوان بالخصام والتباعد بين الطفلين، وسرعان ما ينسى الموضوع، أو يعتذر عنه، ويذوب الخلاف والتشاحن، ويعود الأطفال إلى اللعب.

 

9- العدوان نحو الذات: إن العدوانية عند بعض الأطفال المضطربين سلوكيًّا قد توجَّه نحو الذات، وتهدف إلى إيذاء النفس، وإيقاع الضرر بها، وتتخذ صورةُ إيذاء النفس أشكالاً مختلفة؛ مثل: تمزيق الطفل لملابسه، أو كتبه، أو كراسته، أو لطم الوجه، أو شد الشعر، أو ضرب الرأس بالحائط أو السرير، أو جرح الجسم بالأظافر، أو عض الأصابع، أو حرق أجزاء من الجسم أو كيها بالنار أو السجائر.

 

10- العدوان الوسيلي: عندما يسلك الطفل بطريقة عدوانية وسيلية، يكون لديه هدفٌ معيَّن؛ مثلاً: حينما يُحَاوِل الطفل الانزلاقَ على السطح المائل، لاحظَ طفلاً آخرَ يقف في طريقه، وهنا أَقدَم الطفل على دفع الآخر، وبذلك يكون الطفل الذي دفع الآخر قد أَقدَم على سلوك عدواني وسيلي، وخطورةُ هذا النوع تكمن في أن الطفل يتعلَّم الوصول إلى أهدافه عن طريق العدوان.

 

11- العدوان العدائي: إذا تعمَّد الطفل الانزلاق على السطح المائل كي يصدم طفلاً آخر أمامه؛ وذلك انتقامًا من هذا الآخر الذي سبق أن أغضبَ الطفل الأول في شيءٍ ما، ومعنى ذلك أن الطفل عقد النيَّة على أخذ حقه بهذه الطريقة - قيل عند ذلك: إنه مارس عدوانًا عدائيًّا.

 

12- العدوان المقصود: من المعروف لدى "سيرز" و"ماكوبي" و"ليفين" أن العدوان الوسيلي والعدوان العدائي هما المشكِّلان للعدوان المقصود.

 

13- العدوان العشوائي: قد يكونُ السلوكُ العدواني موجهًا نحو أهدافٍ معيَّنة واضحة، وتكون له دوافعُه وأسبابه البيِّنة، ويخدم غرضًا، أو يؤدِّي إلى نجاحات مادية أو معنوية، ولكن قد يكون السلوك العدواني أهوجَ وطائشًا، ذا دوافع غامضة غير مفهومة، وأهدافه مشوشة وغير واضحة، ويصدر من الطفل نتيجةَ عدم شعوره بالخجل، والإحساس بالذنب الذي ينطوي على أعراض "سيكوباتية" في شخصية الطفل؛ مثل الطفل الذي يقف أمام بيته مثلاً، ويضرب كل مَن يمر عليه من الأطفال بلا سبب، وربما جرى خلف الطفل المعتدَى عليه مسافات ليست قليلة، وقد يمزق ثيابه، أو يأخذ ما معه، ويعود فيكرر هذا مع كل طفل يمر أمامه، وربما تحايل عليه الأطفال إما بالكلام، أو بالبعد عن المكان الذي يقف فيه هذا الطفل.

 

14- المضايقة: واحدة من صور العدوان التي تؤدِّي في الغالب إلى شجار، وتكون أحيانًا عن طريق السخرية والتقليل من الشأن.

 

15- البلطجة والتنمر: ويكون الطفل المهاجِم لديه تلذُّذ بمشاهدة معاناة الضحية، وقد يسبِّب للضحية بعض الآلام، منها الجسمية، ومنها شد الشعر أو الأذن أو الملابس، أو القرص.

 

صور أخرى لعدوان الأطفال:

العدوان بين جماعات الأطفال:

يلتئم الأطفال في جماعاتٍ خاصة بهم، تتكوَّن بطريقة تلقائية، اعتبارًا من سن الثانية من العمر تقريبًا، ويعتبر تشكيل تلك الجماعات تعبيرًا عن بَدْء استقلال أطفال ذلك العمر عن التبعية الكاملة للكبار في البيت أو المدرسة؛ فهو مظهر من مظاهر النمو الاجتماعي في حياة أطفال تلك الفئة العمرية، ويُبدِي أطفال تلك السنِّ شغفًا كبيرًا بتعلُّم الكتابة السرية التي يتعلمونها في جماعات الأشبال، والتي تعتبر لغة خاصة بهم، كما يشغفون بتحوير لغة الكبار إلى لغة تقلب فيها أوضاع بعض الحروف، فيتحدثون بها؛ ظنًّا منهم أن الكبار لا يفهمونها.

 

ويشغف أطفال تلك السن كذلك بالانضمام إلى جماعات النشاط المدرسي أثناء اليوم الدراسي، وبالاندماج في (عصابات الأطفال) - التي تتشكَّل من أطفال الحارة أو الشارع - بعد اليوم الدراسي، فيجدون فيها فرصًا ثمينة لتصريفِ مشاعرهم العدوانية، وللتنفيس عن سلوكهم العدواني؛ فالمباريات الرياضية المُثِيرة كلُعْبَة كرة القدم مثلاً، والألعاب الجماعية؛ كلعبة (الاختباء والبحث عن الطفل المختبئ)، أو لُعْبة (العسكر والحرامية) - توفِّر لهم فرصًا ثمينة للجري، والجذب، والشد، والقبض، والمنافسة، والأخذ والعطاء، والصراع حول تطبيق القوانين الخاصة باللعبة، ومن خلال التنافس مع الجماعات الأخرى.

 

وكذلك فإن الحروبَ الصِّبْيَانية التي تَشْتَعل بين أطفال حيٍّ من الأحياء وأطفال الحي المجاور، أو بين تلاميذ فصل من الفصول وتلاميذ فصل آخر من نفس السن، والتي قد يكون السبب وراءها سببًا تافهًا؛ كفوز فريق للكرةِ على فريق آخر، أو الاعتقاد بأن طفلاً من الجماعة المضادَّة قد اعتَدَى على الطفل من الجماعة الأخرى - كلُّ ذلك يَعمَل على تصريف المشاعر العدوانية، التي تكون قد تكوَّنت لدى أفرادِ الجماعة خلال تعاملهم مع السلطات في حياتهم اليومية؛ مما يمثِّل لهم ألوانًا من التحدِّي، سواء كان ذلك من الآباء، أو من المعلِّمين، أو من الرفاق الآخرين وغيرهم، ويكون التنفيس عنها من خلال جماعة الأقران، وقد يحدث أن توجِّه تلك الجماعات نشاطاتِها (غير الموجهة) لمضايقةِ المارَّة في الطرقات، أو مضايقة الباعة الجوَّالين، أو ضد الأطفال من نفس السنِّ في حارة قريبة أو حي قريب.

 

فجماعات الأطفال توفِّر للطفل الفرصَ للتعبير بوسائلَ مختلفة من خلال النشاط الجمعي، لتصريف المشاعر العدوانية، التي تكون قد تراكمتْ لديه، وهي بهذا الوصف وسيلةٌ مقبولةٌ تربويًّا واجتماعيًّا لتحقيق الصحة النفسية للطفل، عن طريق نشاط منظم، تحكمه قوانين موضوعةٌ للعب أو النشاط، وينبغي أن تهتم السلطات التربوية - ممثَّلةً في البيت والمدرسة والمجتمع - بجماعاتِ الأطفال في تلك السن؛ بتوجيهها إلى المسارات المقبولة اجتماعيًّا؛ حتى لا تصبح وسيلة لإثارة القلق والخروج على النظم إذا ما أهمل توجيهها.

 

جماعات الأطفال تعمل على تنمية الضبط الداخلي للسلوك لدى الطفل:

توفِّر جماعةُ الأطفال الفرصَ للتعبير بوسائل مختلفة - من خلال النشاط الجمعي - لتصريف المشاعر العدوانية المتراكمة لديه، ومع ذلك فإن الكثير من المشاعر العدوانية، والرغبة في الانتقام تظهر إذا ما أُصِيب بكدم أو جرح خلال المباراة، كما أنه يحسُّ بالغَيْرة عندما يَحظَى أحد أقرانِه بالمديح والاستحسان، لكنه يَكبِت تلك المشاعر؛ حتى لا يُتَّهم بالبعدِ عن الروح الرياضية، أو بعدم الحب والإخلاص لزملائه، وبذلك نجد أن الجماعة تُسَاعِد على تكوين ضميرٍ رادعٍ للسلوك العدواني داخل الفرد، وهي تعمل بذلك على تنمية الضبط الداخلي للسلوك لدى الفرد.

 

جماعات الأطفال تساعد الطفل على أن يتحرَّر بدرجةٍ ما من تأنيبِ الضمير ولوم الذات:

ييسِّر النشاط الجمعي للطفل أن يُبَرِّر لنفسه ما قد يَقَعُ منه من سلوكٍ عدواني خلال اللعب أو النشاط على أحدِ أقرانه، أو على أي عضو من الفريق الآخر؛ فهو ينفِّذ قانون اللعبة، وهو يسعى لإحراز النصر لفريقه، والجماعة التي ينتمي إليها تتحمَّل جانبًا من مسؤولية ما قد يقع؛ فهو ليس وحده المسؤول، وبذلك يتحرَّر بدرجةٍ ما من تأنيبِ الضمير؛ فالمباريات والألعاب الرياضية هي بمثابة (صمامات أمان) تَصرِف المشاعر العدوانية؛ حيث يَلقَى الأطفال تشجيعًا صريحًا بأن يبذلوا كلَّ ما في وسعهم في سبيل هزيمة الخصم، ولا جناح عليهم في المباريات أن يتحرَّروا في التعبير عن العدوان بدرجة كبيرة، وهم إذ يفعلون ذلك يُخَامِرهم شعورٌ بأنهم يؤدُّون واجبًا ساميًا؛ حيث يكون بوسعهم أن يَصِيحوا، وأن يتبادلوا "الرفسات"، وأن ينطلقوا عدوًا ما داموا يُحَافِظون على قواعد اللعبة، وطاعة قوانين اللعبة تتيح للطفل أن يكون عدوانيًّا بدون تدمير؛ لأن القواعد من شأنها أن تحمي كل لاعبٍ من أي عدوان عنيف.

 

طرق تعديل السلوك العدواني عند الأطفال:

1- إدخال التعديلات على الظروف البيئية المحيطة بالطفل:

وتشمل هذه الظروف أسلوبَ المعاملة المنزلية والمدرسية، فقد يكون هذا الأسلوبُ قائمًا على القسوة الزائدة على الطفل، أو إهمال حاجاته، وعدم الاستجابة لمطالبه الأساسية، أو ترك الحرية الكاملة له في التصرف فيما يعرض له من مشكلات، دون رقابة، أو نصح، أو توجيه، أو الخضوع لتهديداته، والاستجابة لكل مطالبه؛ قلقًا على صحته، أو خوفًا من نفوره من البيت أو المدرسة.

 

ولربما كان الفشلُ الأُسري في إقامةِ عَلاقة سليمة بين الزوجين سببًا في افتقاد الطفل للنموذجِ السليم في العلاقات؛ فهو يرى الأب والأم في صراعٍ دائم، وقد يصل الأمر بينهما إلى تبادل المشاعر العدوانية، أو العدوان الصريح أمام الطفل، وقد ينحاز الطفل إلى أحد الوالدين ضد الآخر، ومن ثَمَّ كان لا بدَّ من إدخال التعديل المطلوب على تلك الظروف؛ بتوعية الأبوين بالمخاطر التي تترتَّب على الوضع الأسري القائم، وتبصيرهما بالمنهج السليم لتربية الطفل، ومتابعة التحسن الذي يجري على الوضع العام للعَلاقات في البيت، وإلاَّ نُزع الطفل من الأسرة، وعهد به إلى مؤسسة خاصة برعاية الأطفال؛ لعدم أهلية الأبوين للتربية؛ حتى يتوفَّر له المناخ السليم للتنشئة الاجتماعية الصحيحة.

 

2- إدخال تعديلات على العوامل المتضمِّنة في المواقف التي تتضمَّن المشكلات اليومية للطفل:

هناك مواقفُ تتطلَّب توجيهَ الطفل لتصحيح سلوكياته؛ فبدلاً من أن تُترَك هذه المواقفُ لأحدِ الأبوين ممن تتسم استجاباتُه بالعنف والقسوة، يمكن أن يتمَّ الاتفاق بين الأبوين على أن تُترك المحاسَبةُ في مثل تلك المواقف لأكثرهما هدوءًا وتسامحًا، وبدلاً من أن يوجَّه اللوم إلى الطفل على الملأ من الإخوة والأقارب، يمكن أن يتمَّ ذلك في مكان خاص لا يضم سوى الطفل ومَن يتولى مسؤولية توجيهه.

 

3- محاولة ضبط المؤثِّرات البيئية التي قد يكون لها انعكاسٌ على التغيُّرات الفسيولوجية للطفل:

وذلك بتنظيم أوقات الطفل، والموازنة بين الساعات المخصصة للنوم والتريُّض، وإجراء الفحص الطبي الشامل للطفل، والاستفادة من الاستشارات الطبية، وتنظيم الوجبات الغذائية على أسس صحية، وتوفير المَخدَع المريح، والإضاءة، والتهوية المناسبة، وحجرة الاستذكار الخاصة، وإعطاء قدر وافٍ من العناية للأنشطة الترويحية، والرحلات الخلوية، وعدم إرهاق الطفل بتكليفه بأعمال إضافية، أو واجبات منزلية تزيد على طاقته.

 

4- إدخال تعديلات على الحالة النفسية للطفل:

وذلك بالعملِ على تخفيفِ الضغوط التي يُعَانِي منها الطفل، فلا يُعقل أن يواجِه الطفلُ هذه الضغوطَ من البيت ومن المدرسة، ويحرم الاندماج في جماعة الرفاق؛ بل ينبغي العمل على تعويض الطفل بظروفٍ أفضلَ خارج البيت.

 

5- تجنيب الأطفال مشاهدة أفلام العنف.

• دور الأسرة في التعامل مع مشكلة السلوك العدواني للأطفال:

تلعب الأسرة دورًا هامًّا في عملية التنشئة الاجتماعية، وفي إطار هذه العملية يُمكِن للأسرة أن تقومَ بدَوْرٍ هام في معالجة السلوك العدواني، ويتبلور ذلك في النقاط التالية:

1- توجِّه الأسرة حياةَ الطفل لإكسابه المعرفة فيما يتعلق بالمواقف التي يجب أن يثور فيها؛ ليحافظ على نفسه ويدافع عنها، والمواقف التي يجب أن يتجنَّبها، والمواقف التي يجب ألاَّ يُبْدِي فيها سلوكًا عدوانيًّا.

 

2- توجِّه الأسرة الطفلَ ليجد مسلكًا لتفريغِ الشحنة العدوانية لديه؛ حتى يحول ذلك دون تراكمها، ومثال ذلك الألعاب المختلفة للأطفال في إطار التوجيه والمراقبة.

 

3- تعمل الأسرة من خلال التنشئة الاجتماعية على تجنُّب إثارة الاستجابة العدوانية لطاقة كامنة؛ حتى لا تتحوَّل إلى حركة عدوانية للطفل.

 

4- مراقبة سلوك الأطفال، وتوجيههم عند ظهور بوادر عدوانية.

 

5- تعمل الأسرة - من خلال التنشئة الاجتماعية - على تجنُّب الطفل مواجهة المثيرات التي تؤدي إلى العدوان.

 

6- ترسيخ القيم الدينية والأخلاقية التي توجِّه سلوك الأطفال نحو التخلُّص من الميول العدوانية، والذي ينعكس على سلوكهم في الحياة.

 

دور المدرسة في التعامل مع السلوك العدواني للأطفال:

تلعبُ المدرسة - بما تضمُّه من المعلِّمين والأخصائيين الاجتماعيين - دورًا هامًّا في تخفيف حدَّة السلوك العدواني والتحكم فيه، ويتبلور ذلك في الخطوات التي يقوم بها كل منهم فيما يلي:

1- أن يقوم المعلِّمون بتقدير الصفات الشخصية الطيِّبة لدى الأطفال والإشادة بها.

 

2- إتاحة الفرص للتلاميذِ الذين يتميَّزون بالسلوك العدواني للتعبير عن مشاعرهم من خلال الأنشطة التربوية الاجتماعية والرياضية، ويتعاون في القيام بهذا الدور كلٌّ من المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين، بغرض التنفيس عن المشاعر العدوانية لهؤلاء الأطفال، والتقليل من حدتها ومن آثارها.

 

3- ابتعاد المعلِّمين عن المواقف التي تُثِير السلوك العدواني لدى الأطفال في الفصل.

 

4- اتصال الأخصائيين الاجتماعيين بأولياءِ أمور التلاميذ ذوي السلوك العدواني؛ للمساهمة في وضع خطَّة مشتركة لمساعدة هؤلاء التلاميذ للتخلص من مظاهر السلوك العدواني الذي يتسمون به في البيت أو في المدرسة.

 

دور المحيطين بالطفل والمتعاملين معه:

يفترض أن يقوم بهذا الدورِ كلُّ مَن يُحِيط بالطفل، أو يتعامل معه في مختلف المواقف اليومية؛، ويتضمن ذلك:

1- معايشة الطفل لمشكلاته وحاجاته المتكررة؛ للعمل على حلها، أو إشباع حاجاته بالأسلوب السليم الذي يتناسب مع مرحلته العمرية.

 

2- السماح للطفل بالحرية، وحرية الحركة.

 

3- عدم توجيه الإهانات إلى الطفل أو السخرية من سلوكه أو طريقة تفكيره.

 

4- التعامل مع الطفل بأسلوب الحزم والحكمة والتعقل دون قسوة.

 

5- عدم التفرقة في المعاملة بين الأطفال.

 

6- عدم القيام بعقد مقارنات بين الطفل وغيره؛ حتى لا يُثِير ذلك الغيرة لديه.

 

7- ضرورة تعويد الطفل احترامَ ملكيتِه الخاصة وملكية الآخرين.

 

8- استخدام القدوة في المواقف المختلفة لتعلم ضبط الانفعال.

 

9- شغل وقت فراغ الطفل بالألعاب والأنشطة الجماعية المُجْدِية والمفيدة، مع مراعاة ميوله.

 

10- تشجيع قيام جماعات الأطفال تحت الإشراف والتوجيه، وتنمية روح الولاء والانتماء لديهم.

 

11- مراقبة سلوك الأطفال دون إشعارهم بذلك، مع توجيههم التوجيه السليم في التعامل مع الأقران.

 

دور الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال الطفولة:

1- حصر الأطفال ذوي السلوك لعدواني ووضعهم تحت المراقبة والتوجيه.

 

2- دراسة الأسباب الحقيقية للسلوك العدواني في كل حالة.

 

3- مواجهة السلوك العدواني من أساسه بالعلاج، وليس الاقتصار على علاج مظاهره فقط.

 

4- تدعيم الربط بين أسرة الطفل والمؤسسة؛ لكي يكون العلاج مفيدًا.

 

5- العمل على تتبُّع الأطفال مع ذويهم بعد معالجتهم للتخلص من أنماط السلوك العدواني نهائيًّا.

 

6- توفير فرصٍ لشَغْل أوقاتِ الفراغ للأطفال بما يسمح بإفراغ شحناتهم الانفعالية وتوظيفها إيجابيًّا، وكذلك بما لا يسمح بعودة ظهور أنماط السلوك العدواني مرة أخرى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مشكلة الخوف عند الأطفال
  • التدمير وعدم الطاعة عند الأطفال
  • مشكلة القلق عند الأطفال
  • مشكلة الأنانية عند الأطفال
  • مشكلة الخجل عند الأطفال
  • مشكلة التلعثم والتأتأة عند الأطفال
  • مشكلة التبول اللاإرادي عند الأطفال
  • مشكلة الإبهام أو مص الأصابع عند الأطفال
  • مشكلة العناد عند الأطفال
  • مشكلة الغضب عند الأطفال

مختارات من الشبكة

  • معالجة الزكاة لمشكلة الفقر والمشاكل الاجتماعية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإسلام ومشكلات النظام الزراعي (وضع السودان ومشكلاته الزراعية نموذجا)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عن مشاكل القراء وقراء المشاكل(مقالة - ملفات خاصة)
  • مشكلة المشكلات!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الوقاية قبل العلاج(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • زوجي أهانني فهل أترك له البيت؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف تستفيد الفتاة من مشاكل أهلها؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ملخصات اقتصادية (4) العالم الثالث ثلاثة أرباع العالم(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • نموذج فكورتر me whorter للكتابة وحل المشكلات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مشكلات الزوجات مع الأخوات (معاناة وحلول)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب