تساؤلات تبحث عن إجابة

قتْل فتاة على يد خادمة من الجنسيَّة الآسيوية وعَشيقها - هتْك عِرض طفلة على يد خبَّاز آسيوي الجنسيَّة - إدانة رجُلَين بارتكاب فعل فاضِح في الطريق العام، وغيرها من القضايا التي نتصفَّحها في الصُّحف المحليَّة، ونَتداوَلُها في مجالِسنا، وتكون على مرآة أعيننا في الأسواق العامَّة، أو أمام أبواب المدارس، عندما تُعانِق فتاة في عُمر الزهور السائق كأب أو أخ لها، أو عندما تُظهِر فتاة يانعة جمالَها أمام السائق؛ بحُجَّة أنَّه مؤتمن عليها، وتَثِق فيه؛ فهو يُعدُّ واحدًا من أفراد الأسرة، وتُغفل حقيقته أنَّه قد يكون ذئبًا يتَسنَّى الفرصة؛ لينال من فريسته.

أتعجَّب من كلِّ هذا! أنَنتظِر إلى أن يقعَ المحظور، ونأخذ بالنحيب ورفْع القضايا لأخذ حقٍّ فرَّطنا فيه منذ البداية؟ أين كنَّا قبل ذلك؟ أين غُيِّبت عقولُنا عندما نُسلِّم أبناءنا لمن نَجهل هُويَّتَهم، ولا نَعرِف خبايا حياتهم، إلا أنَّهم جاؤوا مُغترِبين لكسْب المال، وإذا ثَقُل الأمر عليهم فربما خلَّفونا نحن أو أبناءنا جُثثًا في المنازل.

أين الأم؟ قد تَرفَع صوتها صارِخة أنَّها غارِقة في عمَلها، وتَبحثُ عن هُويتها بين أبنائها.

ألا يوجد قانون يَحمي المرأة العامِلة؟ لتَستطِيع أنْ تُمارِس حقوقَها في منزلها، وتتجرَّد من كافة أعباء العمل عند عَتبة دارها؟ هل هناك قانونٌ يُراعي المرأة العاملة في ساعات العمل لِتعود إلى المنزل قبْل أبنائها لتَحتضِنهم عند عودتهم من مدارسهم؟ أم يكونون هم في استقبالها "بكومة" من التساؤلات: إلى متى هذا الحال؟

كثير من الأسئلة التي أَطرحُها لنُنقذ أُسرتَنا، ونَحمي فلذات أكبادنا، ابتداءً من الأم؛ لتُحافِظ على حقوقها وواجباتها كزوجة وأم ومُوظَّفة، ونَحمي أبناءنا من الضَّياع في ظلِّ مَوجِة العادات والأفكار الدخيلة التي تَقتُل أرواح أبنائنا، وتُحطِّم المبادئ التي تعلَّمناها، وفي نهاية المطاف تُصبِح قضيةً في محاكمنا، وتُنشَر في الصحف المحلية تحت حوادث وقضايا، ويَتناولها الدَّارسون والمختصون تَحت مُسمَّى "قضيَّة تَحتاج إلى دراسة"؛ فلْنحْمِ أنفسَنا، ونحمِ أبناءنا قبل وقوع المحظور.