• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / فتيات
علامة باركود

نعم.. إنها إنسان!

غازي بن محمد بن مفرج السليمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/4/2012 ميلادي - 16/5/1433 هجري

الزيارات: 7034

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله الذي كرم بني آدم وفضلهم على كثيرٍ ممن خلق تفضيلا.قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾[1].

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.خلق الله الخلق لتحقيق العبودية له قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴾[2].

 

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه الطاهرات وعلى أصحابة المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

 

أما بعد:

فإن أعداء الإسلام ومن شاكلهم أغاظهم ما تتمتع به المرأة المسلمة من مكانة عالية ومرتبة سامية ومنزلة رفيعة فهي اللبنة الأولى لبناء الأسرة والركيزة العظيمة لبناء المجتمع وهي مربية الأطفال والمدبرة لشؤون المنزل.تأمر وتنهي.وتقرر وتمنع.

 

فأخذ الأعداء يخططون الخطط.لإنزال المرأة من هذه المكانة العالية والمرتبة السامية والمنزلة الرفيعة.فما وجدوا طريقا إلى تنفيذ مخططاتهم إلا طريق الشهوات والشبهات.برفع شعارات براقة ينخدع بها من قل إيمانه وضعف توحيده.

 

من خلال الدعايات المغرضة.فمرة يرفعون شعار المساواة ومرة أخري شعار حقوق المرأة وأخري شعار إنصاف المرأة وإلى غير ذلك من الشعارات البراقة وهم لا يرون للمرأة عزاً ولا كرامة بل يريدونها أن تكون أداه تدمير بأيديهم ووسيلة لتنفيذ مخططاتهم.وجسر يتوصلون به إلى تحقيق أهدافهم.

 

أختي المسلمة: احذري من الوقوع في مخططات أعداء دينكِ وعزتكِ وكرامتكِ.

 

وأنت لا تشعرين.فهم ﴿ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ﴾[3]

فلما كانت المرأة غالية على قلوبنا عزيزة مكرمة لها مكانتها المرموقة في مجتمعنا المسلم.


أردتُ أن أذكر بعض الصفحات التاريخية عن المرأة بشكل مراحل.

فالمرحلة الأولى: ما قبل الإسلام: وهي  قسمان.

 

القسم الأول: المرأة في نظر الديانات.

القسم الثاني: المرأة عند العرب قبل الإسلام.

 

المرحلة الثانية: أشرقت شمس الإسلام:

 

المرحلة الثالثة: المرأة في العصر الحاضر:

وسميتها (نعم إنها إنسان).

 

وأسأل الله التوفيق والسداد.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

القسم الأول: المرأة في نظر الديانات:

المرأة عند الرومان:

لقد لاقت المرأة في العصور الرومانية تحت شعارهم المعروف " ليس للمرأة روح " تعذيبها بسكب الزيت الحار على بدنها، وربطها بالأعمدة، بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول ويسرعون بها إلى أقصى سرعة حتى تموت.


المرأة عند الهنود:

يذكر " جوستاف لوبون ": إن المرأة في الهند تَعُدُ بعلها ممثلاً للآلهة في الأرض، وتُعَدُ المرأة العزبُ والمرأة الأيم على الخصوص من المنبوذين من المجتمع الهندوسي، والمنبوذ عندهم في رتبة الحيوانات، ومن الأيامى الفتاة التي تفقدُ زوجها في أوائل عمرها، فموت الرجل الهندوسي قاصم لظهر زوجته فلا قيام لها بعده.

 

فالمرأة الهندوسية إذا آمت - أي فقدت زوجها - ظلت في الحِداد بقية حياتها، وعادت لا تُعَامَلُ كإنسان، وعد نظرها مصدراً لكل شؤم على ما تنظر إليه، وعدت مُدنسة لكل شيء تمسه وأفضل شيءٍ لها أن تقذف نفسها في النار التي يحرق بها جثمان زوجها، وإلا لقيت الهوان الذي يفوق عذاب النار.

 

المرأة عند اليهود:

المرأة عند اليهود يعتبرونها من القاصرين الثلاثة الذين لا بد أن يُحجر عليهم وهُم: الطفل والمجنون والمرأة.

 

واليهود إذا حاضت المرأة فيهم، لا يؤاكلونها، ولا يشاربونها، ولا يساكنونها في مسكن واحد، بل يعزلونها ويقولون: إنها نجسة [4].


وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ اَلْيَهُودَ كَانُوا إِذَا حَاضَتْ اَلْمَرْأَةُ لَمْ يُؤَاكِلُوهَا, فَقَالَ اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (اِصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا اَلنِّكَاحَ)[5].


المرأة عند الأمم النصرانية:

لقد هال رجال النصرانية الأوائل ما رأوا في المجتمع الروماني من انتشار الفواحش والمنكرات، وما آل إليه المجتمع من انحلال خلقي شنيع.

 

فاعتبروا المرأة مسئولة عن هذا كله، لأنها كانت تخرج إلى المجتمعات، وتتمتع بما تشاء من اللهو، وتختلط بمن تشاء من الرجال كما تشاء، فقرروا أن الزواج دَنَس يجب الابتعاد عنه، وأن العزب أكرم عند الله من المتزوج، وأعلنوا أنها باب الشيطان، وأن العلاقة بالمرأة رِجِس في ذاتها، وأن السمو لا يتحقق إلا بالبعد عن الزواج.

 

قال: " ترتوليان " الملقب بالقديس: إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله، مشوهة للرجل،  وعقد الفرنسيون في عام 586م، مؤتمراً للبحث: هل تُعَدُ المرأة إنساناً أم غير إنسان؟

 

وهل لها روح أو ليس لها روح؟، وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أو إنسانية؟. وإذا كانت روحاً إنسانية، فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً قرروا أنها إنسان ولكنها خُلقت لخدمة الرجل فحسب.

 

ومن أساسيات النصرانية المحرفة التنفير من المرأة وإن كانت زوجة، واحتقار وترذيل الصلة الزوجية، وإن كانت حلالاً، حتى بالنسبة لغير الرهبان يقول أحد رجال الكنيسة "بونا فنتور" الملقب بالقديس: إذا رأيتم المرأة، فلا تحسبوا أنكم ترون كائناً بشرياً، بل ولا كائناً وحشياً، وإنما الذي ترون هو الشيطان بذاته، والذي تسمعون به هو صفير الثعبان[6].


القسم الثاني: المرأة عند العرب قبل الإسلام.

قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾[7].

 

قال تعالى: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ  * أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ﴾[8].

 

قَالَ الزَّجَّاجُ: مُتَغَيِّرًا، وَلَيْسَ الْمُرَادُ السَّوَادَ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الْبَيَاضِ، بَلِ الْمُرَادُ الْكِنَايَةُ بِالسَّوَادِ عَنِ الِانْكِسَارِ وَالتَّغَيُّرِ بِمَا يَحْصُلُ مِنَ الْغَمِّ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ مَنْ لَقِيَ مَكْرُوهًا قَدِ اسْوَدَّ وَجْهُهُ غَمًّا وَحُزْنًا.[9]

 

عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ البَنَاتِ، وَمَنَعَ وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ)[10].

 

إنْ مُضَرَ وَخُزَاعَةَ وَتَمِيمًا كَانُوا يَدْفِنُونَ الْبَنَاتِ أَحْيَاءً، خَوْفًا مِنَ الْفَقْرِ عَلَيْهِمْ، وَطَمَعِ غَيْرِ الْأَكْفَاءِ فِيهِنَّ، وَكَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَرَبِ إِذَا وُلِدَتْ لَهُ بِنْتٌ وَأَرَادَ أَنْ يَسْتَحْيِيَهَا: أَلْبَسَهَا جُبَّةً مِنْ صُوفٍ أَوْ شَعْرٍ، وَتَرَكَهَا تَرْعَى لَهُ الْإِبِلَ وَالْغَنَمَ فِي الْبَادِيَةِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهَا: تَرَكَهَا حَتَّى إِذَا صَارَتْ سُدَاسِيَّةً، قَالَ لِأُمِّهَا: زَيِّنِيهَا حَتَّى أَذْهَبَ بِهَا إِلَى أَحْمَائِهَا، وَقَدْ حَفَرَ لَهَا بِئْرًا فِي الصَّحْرَاءِ، فَإِذَا بَلَغَ بِهَا الْبِئْرَ قَالَ لَهَا: انْظُرِي إِلَى هَذِهِ الْبِئْرِ، فَيَدْفَعُهَا مِنْ خَلْفِهَا فِي الْبِئْرِ، ثُمَّ يُهِيلُ عَلَى رَأْسِهَا التُّرَابَ حَتَّى يَسْتَوِيَ الْبِئْرُ بِالْأَرْضِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ﴾[11]

 

قال ابن كثير: إن أبقاها أبقاها مهانة لا يورثها، ولا يعتني بها، ويفضل أولاده الذكور عليها[12].

 

هذه حالة المرأة عند العرب قبل الإسلام.يعني لا قيمة لها وتُعد من سُقط المتاع وإذا مات زوجها تورث من ضمن الموروثات .

المرحلة الثانية: أشرقت شمس الإسلام:

فإن المرأة قبل الإسلام كانت تُعد من سُقط المتاع ولا يعبا بها وليس لها أدنى قيمة. بل مسلوبة الكرامة ومقطوعة الحقوق.

 

فلما جاء الإسلام رفع مكانتها وأعلى شانها وجعلها درة مكنونة وجوهرة مصونة.أعطاها حقوقها غير منقوصة.

 

وجعل لها حرية الملكية و التصرف في شؤونها.وأصبحت المرأة تعيش كامل كرامتها في ظل الإسلام.

 

قال الشيخ د/ صالح الفوزان: رفع الإسلام المظالم عن المرأة، وأعاد لها اعتبارها في الإنسانية، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ﴾[13]

 

فجعل الله المرأة شريكة الرجل في مبدأ الإنسانية.

 

كما جعلها شريكة الرجل في الثواب والعقاب على العمل قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[14] وقال تعالى: ﴿ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ ﴾[15].

 

وحرم سبحانه اعتبار المرأة من جملة موروثات الزوج الميت، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ﴾[16].

 

فضمن لها استقلال شخصيتها، وجعلها وارثة لا موروثة، وجعل للمرأة حقا في الميراث من مال قريبها، فقال تعالى: ﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾[17] وقال تعالى: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ﴾[18] إلى آخر ما جاء في توريث المرأة أما وبنتا وأختا وزوجة.

 

وفي مجال الزوجية حصر الله الزواج على أربع حدا أعلى.بشرط القيام بالعدل المستطاع بين الزوجات، وأوجب معاشرتهن بالمعروف، فقال سبحانه: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾[19] وجعل الصداق حقا لها، وأمر بإعطائها إياه كاملا إلا ما سمحت به عن طيب نفس، فقال: ﴿ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ﴾[20].

 

وجعلها الله راعية آمرة ناهية في بيت زوجها أميرة على أولادها، جاء في الحديث: عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)[21].

 

وأوجب على الزوج نفقتها وكسوتها بالمعروف.

 

وجاء الإسلام بضوابط وحدود لصيانة المرأة من العابثين.

 

وجعل البيت مقرها وتربية الأجيال مهنتها،

الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق

 

والمرأة هي المستشارة الأولى بداية من شؤون البيت إلى أعظم الأمور.حيث استشارها رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وفي قصة الإفك .

 

وحذرها الإسلام من الخروج من بيتها ونسب البيت إليها، قال الله تعالى: ﴿ ولا تخرجوهن من بيوتهن ﴾[22] وقال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾[23]

 

وقال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴾ [24].

 

وجعل أفضل صلاتها في قعر بيتها.لحديث أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (خَيْرُ صَلَاةِ النِّسَاءِ فِي قَعْرِ بُيُوتِهِنَّ)[25]

 

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها)[26] رواه أبو داود وصححه الألباني.

 

وحرص الإسلام على صيانة المرأة، ونهاها الإسلام عن محادثة الرجال إلا من وراء حجاب، وأن يكون الكلام معروف وليس فيه ليونة قال الله تعالى: ﴿فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾[27].إلى غير ذلك من الأمور التي تتميز بها المرأة في الإسلام.

 

المرحلة الثالثة: المرأة في العصر الحاضر:

فإن أعداء الإسلام لما رأوا أن المرأة هي اللبنة الأولى للأسرة وجهوا السهام نحوها وكانت الخطوة الأولى عام 1247هجري.

 

قال د/ فؤاد العبدالكريم: وبدأ الاهتمام بقضايا المرأة على المستوى العالمي بشكل واضح ابتداءً من عام1975م، حيث اعتبرت الجمعية العامة للأمم المتحدة ذلك العام (عام المرأة الدولي).وأقيم في ذلك العام المؤتمر العالمي الأول للمرأة.

 

ثم في عام 1979م عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤتمراً تحت شعار (القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة)، وخرج المؤتمرون باتفاقية تتضمن ثلاثين مادة وردت في ستة أجزاء، للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة بالمفهوم الغربي، وجاءت هذه الاتفاقية لأول مرة بصيغة ملزمة قانونياً للدول التي توافق عليها، إما بتصديقها
وإما بالانضمام إليها.  وتعدُّ هذه الاتفاقية من أخطر الاتفاقيات المتعلقة بالمرأة:

أولاً: لأنها تعدُّ الدين شكلاً من أشكال التحيز ضد المرأة.

 

ثانياً: لأن فيها رسماً لنمط الحياة في مجالاتها المختلفة (السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، والفكرية.. وغيرها من مجالات الحياة) بالمنظور الغربي لحقوق المرأة القائم على ركيزتي الحرية التامة والمساواة المطلقة؛ ولذلك كانت توصيات مؤتمرات المرأة اللاحقة تنطلق من هذه الاتفاقية وتعدُّها دستورها الأعلى.

 

ثالثاً: لأنها الاتفاقية الوحيدة الملزمة للدولة.التي توقِّع عليها بتنفيذ بنودها كما تمت الإشارة إلى ذلك، وعدم التحفظ على أي بند منها.

 

وحيث إن المرأة المسلمة لم تتطبع بالأنموذج الغربي بالسرعة المطلوبة وبالتواريخ التي كانت المؤتمرات السابق ذكرها تضعها في أجندتها؛ فقد اتُخذت عدة خطوات من أجل سرعة تفعيل تغريب المرأة المسلمة، ويمكن تأريخ هذه الخطوات ابتداء من عام 2000م، وهو العام الذي حددته الأمم المتحدة موعداً نهائياً لتوقيع جميع الدول على اتفاقية (القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة).

 

ومن تلك الخطوات:

1- عقد مؤتمرات قمة للمرأة على مستوى قرينات رؤساء وملوك الدول العربية:

وقد أقيمت قمتان؛ الأولى في القاهرة بمصر، والثانية في عمان بالأردن.

 

وقد انبثق عنها عدة مؤتمرات إقليمية ناقش كل منها موضوعاً خاصاً، كالمرأة والإعلام، والمرأة والتعليم، والمرأة والتنمية.. إلخ.

 

2- إنشاء مؤسسات خاصة بشؤون المرأة على أعلى مستوى: مثل: المجلس القومي للمرأة بمصر، والمجلس الأعلى لشؤون المرأة في بعض دول الخليج، كالبحرين وقطر.

 

وقد ركزت الولايات المتحدة على هذه القضية كثيراً، فصدرت عدة تصريحات من مسؤولين أمريكيين تدعو إلى المشاركة السياسية للمرأة، وتشجع على المبادرات التي طبقت في بعض البلاد العربية.

 

وفي مؤتمر، عقد بالعاصمة الأمريكية واشنطن، تم دعوة 50 سيدة من الشخصيات النسائية العربية؛ من الناشطات في العمل النسائي والصحفي من 14 دولة عربية.

 

وقد تقدمت ابنة نائب الرئيس الأمريكي تشيني إليزابيث في هذا الجانب بفكرة حازت إعجاب الإدارة الأمريكية التي تحاول ليس السيطرة على المنطقة العربية فحسب، بل تسعى إلى السيطرة على العقول وفرض ثقافتها بالقوة على الدول العربية، حيث تم إقرار البرنامج تحت عنوان) الإصلاح الديمقراطي بمنطقة الشرق الأوسط( رصدت له الإدارة الأمريكية خمسة مليارات دولار تشرف عليه إليزابيث بنفسها؛ بزعم تحسين أوضاع المرأة والديمقراطية والتعليم، بالإضافة لما هو معلن إلى برنامج آخر رصدت له عشرين مليون دولار بهدف توسيع هامش الديمقراطية والمشاركة في الإصلاح بالمنطقة والذي يعتمد على استضافة شخصيات عربية معروفة بانتمائها النقابي والحزبي والثقافي وتبادل الآراء بينها وبين الخبراء والمستشارين بالإدارة الأمريكية، آخرها جولة بين 19 /10/2002م  و 7/11/2002م، تم فيها دعوة سيدات عربيات .

 

وقد نظم للمدعوات رحلات على مدى 14 يوماً بخمس ولايات، كما وزعن على مجموعات عمل صغيرة، وجرى إطلاعهن على الدور الذي تقوم به المرأة الأمريكية في عملية الانتخابات، في الترشيح وتنظيم الحملات الانتخابية وإدارتها. كما عملن بعض الوقت مع المعهد الديمقراطي الوطني، ونظيره المعهد الجمهوري الذي يشرف على الحملات الانتخابية.

 

وعقد لقاء في واشنطن بين المدعوات وبين إليزابيث تشيني وعدد من زوجات نواب الكونجرس من المنتميات إلى جماعات الضغط الصهيونية في حضور شارلوت بيرس مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للعلاقات العامة.

 

وقد قامت السيدات العربيات بسرد حالات الإحباط السياسي والقهر التي يعانين منها في بلادهن [28].أ.هـ
ذكر الشيخ /عبدالرحمن الشثري أنه جاء في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية / القاهرة 1415هـ:

" ينبغي على الحكومات أن تتوخي الدقة في إنفاذ القوانين المتعلقة بالسن الشرعي الأدني لقبول الزواج، والسن الأدني عند الزواج، وأن تزيد السن الأدني عند الزواج حيثما اقتضي الأمر، وعلى الحكومات والمنظمات غير الحكومية توليد الدعم الاجتماعي اللازم لإنفاذ القوانين المتعلقة بالحد الأدني القانوني لسن الزواج "

 

" تشجيع الأطفال، والمراهقين، والشباب، وخاصة الشابات، على مواصلة تعليمهم، بغية تهيئتهم لحياة أفضل، وزيادة إمكاناتهم البشرية للمساعدة في الحيلولة دون حدوث الزيجات المبكرة".

 

وجاء في مؤتمر الأمم المتحدة للمرأة:

المساواة والتنمية والسلام في القرن الحادي والعشرين / نيويورك 2000م: " الدعوة إلى الحرية الجنسية والإباحية للمراهقين والمراهقات والتبكير بها، مع تأخير سن الزواج ".

 

وجاء في تقرير لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز ضد المرأة التابع لمجلس حقوق الإنسان في 1فبراير 2008م: ألا يطغي العمل بالشريعة الإسلامية في السعودية على معاهدة حقوق المرأة الدولية " السيداو" التي وقعتها الرياض عام 2000م.

 

وأن المعاهدات الدولية لها الأولوية على القوانين المحلية، وسن قانون للمساواة الشاملة بين الجنسين، وإنهاء نظام وصاية الذكور على النساء، وإقرار قانون للأسرة: بشأن الزواج، والطلاق، والسن الأدني للزواج ".

 

وجاء في تقرير خبيرة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المعنية بالعنف ضد المرأة: يكيين إرتوك بعد زيارتها إلى المملكة من 3 إلى 13 فبراير 2008م، بناء على دعوة من المملكة، شملت عدة مدن: ومما ورد فيه: وضع إطار قانوني يرتكز على المعايير الدولية لحقوق الإنسان، ويشمل: " قانون للأسرة بشأن الزواج، والطلاق، والسن الأدني للزواج [29]" أ.هـ

 

حتى أصبح حالة المرأة في هذه الأزمنة المتأخرة كما يلي:

1- متابعة حثيثة للموضات والأزياء والماركات.

 

2- نبذ اللباس الشرعي، والتضايق منه ورمي المحافظات عليه بالألقاب.مثل، معقدة، رجعيه، يا خالة عند المخاطبة بما يشعر بأن هذا اللباس خاص بالكبيرات.

 

ومع هذا تجد استحساناً للباس المخالف للشريعة.بحجة أن هذه موضة و لباس هذا الزمان.  والله المستعان.

 

جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا)[30].

 

3- البحث عن الرشاقة المزعومة.والتملص من الرضاعة الطبيعية للطفل بحجج واهية. وأصبح الطفل بين تربية الخادمة وحليباً مجففاً.فلا الأم تحس بمعنى الأمومة ولا الطفل يحس بحنان الأم.فخرج لنا جيل كثر فيه العاقون لأمهاتهم.

 

قال الله تعالى ﴿  وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾[31].

 

4- التذمر الواضح من إدارة شؤون البيت.علماً أنها هي المسؤولة الأولى عن البيت.

 

وهذا مما أدى أن بعض البيوت تتعاقد مع المطاعم، والعزوف التام عن ما يصنع في البيت.

 

5- الاستجابة السريعة لما يملى عليها من العادات المستوردة والقيم الغربية.وهجر العادات الحميدة والقيم السليمة.

 

6- التأثر السريع بالدعايات المغرضة الصادرة عن منظمات غربية، وهذه الدعايات لها وجهان:

الأول: وجه باطن.

 

والثاني: وجه ظاهر.

 

أما الوجه الباطن: فهو يحمل في طياته الشر بأنواعه.وهو المقصود منها.

 

أما الوجه الظاهر: فهو يحمل الشعارات البراقة.وهو غير مقصود وإنما جعل ستار فقط.يعني (دس السم بالعسل).
جاء في الحديث عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ شَرٌّ؟ قَالَ: " يَا حُذَيْفَةُ، اقْرَأْ كِتَابَ اللهِ وَاعْمَلْ بِمَا فِيهِ "، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ إِنْ كَانَ خَيْرًا اتَّبَعْتُهُ وَإِنْ كَانَ شَرًّا اجْتَنَبْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ، وَدُعَاةُ ضَلَالَةٍ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ قَذَفُوهُ فِيهَا)[32].

 

7- الحرص المتناهي لمتابعة كل ما هو جديد في عالم الرقص.علماً أن الرقص المعروف اليوم هو دخيل وليس من الإسلام بشيء.

 

وأول من أدخله في بلاد الإسلام هو رفاعة بن رافع بك طهطاوي عام 1247هـ.قبل ما يقارب من مائة وخمس وثمانين سنة.وأول مرقص هو مرقص فهمي بمصر[33] .

 

8- كثرة الخروج للأسواق ومزاحمة الرجال.بدون حاجة ملحه.

 

9- تكرار الزيارات لمحلات الكوافير.بغرض إتباع الموضة والإطلاع على ما هو جديد بهذا الشأن.

أختي المسلمة:

أفيقي من رقاد الغفلة.واحذري متابعة المؤامرات السافرة الماكرة فأنت الهدف. لماذا؟

 

لأنك أنت المدرسة الأولى والمربية الناجحة، تخرّج من تحت يديكِ الكثير من الإبطال والعلماء والمجاهدين.

 

وعلى سبيل المثال:

الإمام الشافعي.والإمام أحمد.والإمام ابن حجر.والإمام الشنقيطي.جميعهم تربوا على أيدي نساء صالحات مصلحات كريمات فاضلات مربيات متبعات لمنهج محمد عليه الصلاة والسلام وأنتِ على دربهن إن شاء الله بالمجاهدة على طاعة الله.

 

أما أعداء الإسلام:

قال الشيخ د/ صالح الفوزان: ما يريده أعداء الإسلام وأفراخهم اليوم من سلب المرأة كرامتها وانتزاع حقوقها: إن أعداء الإسلام - بل أعداء الإنسانية اليوم من الكفار والمنافقين والذين في قلوبهم مرض - غاظهم ما نالته المرأة المسلمة من كرامة وعزة وصيانة في الإسلام؛ لأن أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين يريدون أن تكون المرأة أداة تدمير، وحبالة يصطادون بها ضعاف الإيمان وأصحاب الغرائز الجانحة، بعد أن يشبعوا منها شهواتهم المسعورة، كما قال تعالى: ﴿ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾[34].

 

والذين في قلوبهم مرض من المسلمين يريدون من المرأة أن تكون سلعة رخيصة في معرض أصحاب الشهوات والنزعات الشيطانية، سلعة مكشوفة أمام أعينهم يتمتعون بجمال منظرها، أو يتوصلون منها إلى ما هو أقبح من ذلك؛ ولذلك حرصوا على أن تخرج من بيتها لتشارك الرجال في أعمالهم جنبا إلى جنب، أو لتخدم الرجال ممرضة في المستشفى، أو مضيفة في الطائرة، أو دارسة أو مدرسة في فصول الدراسة المختلطة، أو ممثلة في المسرح، أو مغنية، أو مذيعة في وسائل الإعلام المختلفة سافرة فاتنة بصوتها وصورتها، واتخذت المجلات الخليعة من دور الفتيات الفاتنات العاريات وسيلة لترويج مجلاتهم وتسويقها، واتخذ بعض التجار وبعض المصانع من هذه الصور أيضا وسيلة لترويج بضائعهم، حيث وضعوا هذه الصور على معروضاتهم ومنتجاتهم.

 

وبسبب هذه الإجراءات الخاطئة تخلت المرأة عن وظيفتها الحقيقية في البيت، مما اضطر أزواجهن إلى جلب الخادمات الأجنبيات لتربية أولادهم، وتنظيم شؤون بيوتهم، مما سبب كثيرا من الفتن، وجلب عظيما من الشرور.


لا مانع من عمل المرأة خارج بيتها وفق الضوابط الشرعية الآتية:

1- أن تحتاج إلى هذا العمل أو يحتاج المجتمع إليه بحيث لا يوجد من يقوم به من الرجال.

 

2- أن يكون ذلك بعد قيامها بعمل البيت الذي هو عملها الأساسي.

 

3- أن يكون هذا العمل في محيط النساء؛ كتعليم النساء وتطبيب أو تمريض النساء، ويكون منعزلا عن الرجال.


4- كذلك لا مانع بل يجب على المرأة أن تتعلم أمور دينها، ولا مانع أن تعلم من أمور دينها ما تحتاج إليه، ويكون التعليم في محيط النساء، ولا بأس أن تحضر الدروس في المسجد ونحوه، وتكون متسترة ومنعزلة عن الرجال، على ضوء ما كانت النساء في صدر الإسلام يعملن ويتعلمن ويحضرن إلى المساجد[35].

 

وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنسا:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ أَوْ لِيَسْكُتْ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)[36]

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ)[37]


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

 

الخاتمة:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

وبعد:

فإني أوصي نفسي وأخواني وأخواتي أن يتمسكوا بكتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح رحمهم الله.والحرص على اجتماع الكلمة وتوحيد الصف والرجوع إلى العلماء الأكابر والالتفاف حولهم واخذ الفتوى عنهم.



[1]- سورة الأسرى أية 70.

[2]- سورة الذاريات أية 56-57.

[3]- سورة التوبة آية 10.

[4] - شرح بلوغ المرام لعطية سالم 39 / 3.

[5] - رواه مسلم .

[6] - انظر قيادة المرأة للسيارة بين الحق والباطل ص 23- 27.

[7] - سورة النحل آية  58- 59 .

[8] - سورة الزخرف آبة 17- 18 .

[9] - فتح القدير للشوكاني ص 235 .

[10] - رواه البخاري

[11] - تفسير البغوي ص 619.

[12] - تفسير أكثير ج4/201.

[13] - سورة الحجرات آية 13.

[14] - سورة النحل آية 97.

[15] - سورة الأحزاب آية 73.

[16] - سورة النساء آية 19.

[17] - سورة النساء آية 7.

[18] - سورة النساء آية 11.

[19] - سورة النساء آية 19.

[20] سورة النساء آية 4.

[21] - رواه البخاري .

[22] - سورة الطلاق آية 1.

[23] - سورة الأحزاب آية 33.

[24] - سورة الأحزاب آية 34.

[25] - رواه أحمد .

[26] - رواه أبو داود وصححه الألباني .

[27] - سورة الأحزاب آية 32.

[28]- انظر المرأة المسلمة يبن موضات التغيير وموجات التغرير د/ فؤاد العبد الكريم .

[29] - انظر حكم تقنين منع تزويج الفتيات ص 20- 23 للشيخ / عبدالرحمن الشثري .

[30] - رواه مسلم .

[31] - سورة البقرة آية 233 .

[32] - رواه أحمد .

[33] - أنظر عودة الحجاب لمحمد أحمد المقدم .

[34] - سورة النساء آية 27.

[35] - انظر بحوث فقهية في قضايا عصرية للفوزان  ص 167 وما بعدها .

[36] - رواه مسلم .

[37] - رواه البخاري





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المرأة العاملة، والزوج العاطل من العمل
  • المرأةُ بين إنصاف الإسلام وإجحاف الغرب
  • المرأة بين ظلم الجاهلية والعدالة الإسلامية
  • المرأة بين نهجين: الإسلام أو العلمانية
  • نصف إنسان ( قصة )

مختارات من الشبكة

  • النعم الدائمة والنعم المتجددة (خطبة)‏(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • تفسير: (وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حمر النعم كفر النعم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من النعم أن يحجب عنك بعض النعم!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • هل أتاك نبأ العلماء الذين أحرقوا كتبهم أو دفنوها...؟!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • سبعة قوانين لفهم الكتاب المبين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آلان وعمران (شعر)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من معاني (نعم وبلى) في القرآن الكريم عند سيبويه(مقالة - حضارة الكلمة)
  • إنذار من أنكر نعمة الله باقتراب أمر الله: سورة النحل المعروفة بالنعم (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف يجب أن يتعامل المسلم مع أقدار الله ونعمه: نعمة الأولاد أنموذجا؟ (كلمة بمناسبة عقيقة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
غازي السليمي - المملكة العربية السعودية 16-07-2020 10:37 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله لكم التوفيق والسداد

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب