• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

بركة البكور وقلة الخمول

بركة البكور وقلة الخمول
عماد حسن أبو العينين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/12/2011 ميلادي - 11/1/1433 هجري

الزيارات: 30223

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بركة البكور وقلة الخمول

 

إنَّ ثورةَ مِصر في الخامس والعشرين من يناير ثورةٌ مبارَكة؛ إذ عدَّها العلماءُ من باب الأمْر بالمعروف والنهي عن المنكَر عندَ السلطان الجائِر، ولكن كان مِن الواجب عليها أن تكونَ ثورةً على الأخلاق والسلوك أولَ ما تكون، لا ثورةً على الحكَّام الظَّلَمة فحسبُ، فالأخلاقُ المخالِفة لمنهاجِ الإسلام، هي الظلمُ بعينه، وهي التي أودتْ ببنيان المجتمع، وأهلكتْ قوائمَه ودعائمَه.

 

فكان الواجب على هذه الثورة أن تتمثَّل أخلاق النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم؛ لأنَّه هو لا غيره الحريص على أنْ تكونَ شخصية المسلِم جامِعة لكلِّ خِصال الخير، مِن الإيمان والعلم، والشجاعة والصَّبر والمجاهِدة، والرحمة والحِرْص على كلِّ ما ينفعها، مستعينةً بالله تعالى، غيرَ عاجزةٍ ولا كسول.

 

وعلى مستوَى العالم الإسلامي يَفخَر المسلمون في الأرْض قاطبةً بالصحوة الإسلاميَّة الشاملة في الوقتِ الذي يَصحو فيه كثيرٌ منهم بعدَ الساعة العاشِرة صباحًا، وقدْ أضاعوا وقتَ السَّحَر بالسَّمَر، والبُكور في الخُدور!

 

في حين أنَّ نبيَّهم - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان حَريصًا على جلبِ الخير كلِّه لهم، كما كان حريصًا على إبعادِ أيِّ شرٍّ عنهم؛ لذا كان أمرُه ونهيه هو المصلحةَ التامَّة، ومِن المصلحة التي أمرنا بها - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن ننام باكرًا، ونصحو باكرًا، ومِن الشرِّ الذي نهانا عنه السهرُ لوقتٍ متأخِّر من الليل.

 

وإنَّه مِن دواعي الأسَى والحسْرة على المجتمَع العربي المسلِم أن نراه ساهرًا وسامرًا بالليلِ، حتى إذا ما طلَع الفجر نام حتى منتصف النهار، وهو في أمَسِّ الحاجةِ للعمل والإنتاج والجهد الجهيد؛ مِن أجلِ بناء حضارته التي تنتظرها الدنيا، ولكنَّ الواضحَ أنَّ الدنيا سوف تنتظر طويلاً!

 

ففي ظلِّ الحياة المعاصِرة التي تسير بنا وَفق منهاجِ الغرب، فقدْنا هُويَّتنا في الاستيقاظ والنوم، فهناك شرائحُ كبيرةٌ من المجتمع ينامون في أعمالهم ومصالحهم، فالموظَّف ينام في عمله، والطالب ينام في مدرستِه، والسائق ينامُ على عجلةِ القيادة، ناهيك عن كثرةِ التثاؤب مِن شريحة أُخرى كبيرة في المجتمع، والتي تُصيب الملتزمين بسُنة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالكآبةِ واليأس.

 

والعجيب أنْ نرَى دولَ الغرب تنبَّهت لذلك، فأصبحوا وقدْ جعلوا طريقةَ الإسلام في هذه الجزئية منهجًا لهم، وبخاصَّة ألمانيا وفرنسا وإنجلترا؛ حيث يبدؤون الدوامَ في أعمالهم بجدٍّ ونشاط مِن الساعة السادسة صباحًا.

 

وجولدا مائير حينما سُئِلت: متى سينتصر المسلمون علينا؟ أجابتْ: إذا رأيتَ المسلمين في صلاةِ الفجر كما هم في صلاةِ الجُمعة، فهذا يوم هزيمتنا وانتصارهم.

 

لذا وجَب علينا أن نراجعَ أسلوب حياتنا ومعيشتنا أفرادًا وجماعات؛ أي: لا بدَّ مِن قراراتٍ حاسمة للفرْد في تغيير أسلوب حياته، فالمسلمُ الحقُّ هو الذي يُكيِّف حياته ونظامه وَفقَ تعاليم الإسلام؛ بحيث لا يَدَع نشاطًا مِن أنشطة حياته إلاَّ ويجعله سائرًا على منهج الله.

 

ولا بدَّ للجماعة المتمثِّلة في الدول وحكوماتها أنْ تُوفِّر الثقافةَ اللازمة لهذا المنهاج الربَّاني، فدولةُ الإسلام الحق هي التي تَصبُغ حياةَ رعاياها كلها وَفقَ منهاج القرآن والسُّنة، وتيسِّرُ لهم سلوكَ سبيلِ الإسلام بلا إفراطٍ ولا تفريط.

 

ومِن رحمة الله - تبارك وتعالى - بالبشَر جميعًا أنْ جعَل الليلَ للنوم والراحة والدَّعة والسكون، وجعَل النهار للعملِ والكدِّ والسعي على الرِّزق؛ فهل مِن شاكر لله تعالى على نعمائة؟! وهل مِن حريصٍ على تطبيقِ منهاج الله في هذا الكون؟!

 

قال تعالى: ﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص: 73]، وقال أيضًا: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾ [الروم: 23]، وقال أيضًا: ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ [غافر: 61]، وقال أيضًا: ﴿ فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ [الأنعام: 96]، وقال أيضًا: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 47]، وقال أيضًا: ﴿ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ [النبأ: 9 – 11].

 

بعدَ هذا كلِّه تجِد كثيرًا مِن الناس لا يَفهمون هذه الحقيقةَ، ويتحدون السُّنن الكونية بالسَّهر ليلاً والنوم نهارًا، بل لا يَهتدون بهَدي نبيِّهم - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

فقدْ كان مِن هَدْيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن ينامَ بعدَ العشاءِ؛ ليستطيع قيامَ الليل والنهوض مبكرًا لصلاةِ الفجر، فقدْ حدَّث أبو بَرْزةَ الأسلميُّ أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كانَ يَكْرَهُ النَّومَ قَبْلَ العِشاء والحديثَ بَعْدَها))[1].

 

وكان مِن هديه أيضًا أنَّه إذا أراد إبرامَ أمر أو فعْل شيء ذا بال؛ كسفرٍ أو حرْب أو بعْث السرايا، فإنَّه يفعله مِن أوَّل النهار، ودعَا لأمَّته بالبرَكة في بُكورها؛ فعن صخرِ بن وَداعةَ قال: قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اللَّهُمَّ بارِكْ لأُمَّتي في بُكورِها))[2].

 

وقد نفّذ الصَّحابةُ أمرَ حبيب قلوبِهم - صلَّى الله عليه وسلَّم - والذي كان حبُّه عندهم طاعةً وامتثالاً، فقدْ كان صخرٌ هذا صحابيًّا جليلاً تاجرًا، وكان على الهديِ الذي أمَر به - صلَّى الله عليه وسلَّم - فكان يَبعث تجارتَه مِن أوَّل النَّهار، فأثْرى وكثُر ماله.

 

فالبُكور بركةٌ وزيادةٌ ونماء لخيري الدُّنيا والآخِرة، والسَّهر شقاءٌ وتعَب وقِلَّة في الدُّنيا والآخِرة، تلك البركة التي لم نعُدْ نجد لها أثرًا في حياتنا، وتناسينا الأخذَ بأسبابها، والتي كانت سببًا في رِفعةِ سلفنا الصالِح وقيادتهم للعالَم.

 

فها هو عمرُ - رضي الله عنه - يضرِب الناسَ على السَّمر بعدَ العشاء، ويقول مستنكرًا: أسُمَّرًا أولَ الليل ونوَّمًا آخِره؟! أريحوا كُتَّابكم[3]؛ يعني: أريحوا الملائكةَ الذين يُحصون أعمالَكم ويَكتُبونَها في صحائفِكم.

 

وكان ابنُ عمرَ يقول: مَن قرَض بيتَ شِعرٍ بعدَ العشاء لم تُقبلْ له صلاةٌ حتى يصبح[4].

 

ومرَّ عبدُالله بن عمرٍو على رجلٍ بعدَ صلاة الصبح وهو نائمٌ، فحرَّكه برجلِه حتى استيقظ، وقال له: أمَا علمت أنَّ الله يطَّلع هذه الساعة إلى خلقِه فيُدخِل ثُلَّةً منهم الجنة برحمته[5].

 

قال ابنُ القيِّم: "ونوم الصبحة يَمْنَع الرِّزق؛ لأنَّ ذلك وقتٌ تطلُب فيه الخليقة أرزاقها، وهو وقتُ قِسمة الأرزاق، فنومه حرمان إلاَّ لعارضٍ أو ضرورة، وهو مُضِرٌّ جدًّا بالبدن لإرخائِه البدنَ، وإفسادِه للفضلات التي يَنبغي تحليلُها بالرياضة، فيُحدِث تكسرًا وعِيًّا وضَعفًا، وإن كان قبلَ التبرُّز والحركة والرياضة وإشغال المَعِدة بشيءٍ، فذلك الداءُ العُضال المولِّد لأنواعٍ مِن الأدواء"[6].

 

فالنائِمُ إلى ما بعد صلاةِ الفجر يُصبح خبيثَ النَّفْس كسلان، ومَن استيقظَ ساعتها يُصبح نشيطًا، كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يَعقِد الشيطانُ على قافيةِ رأس أحدِكم إذا هو نامَ ثلاثَ عُقدٍ، يضرب كلَّ عقدةٍ: عليك ليل طويل فارقدْ، فإنِ استيقظَ فذكَر الله انحلَّتْ عُقدة، فإنْ توضَّأ انحلَّتْ عُقدة، فإنْ صلَّى انحلَّت عُقدة فأصبح نشيطًا طيِّبَ النفْس، وإلاَّ أصبحَ خبيثَ النَّفْس كسلان"[7].

 

كما أنَّ مَن قام في البُكور وصلَّى الفجرَ فهو في ذِمَّة الله، وكفَى بها نِعمة؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن صلَّى الصُّبحَ فهو في ذِمَّةِ اللهِ))[8]، فأيُّ فضلٍ وأيُّ خير أعظمُ مِن هذا الفضل.

 

بل تَعدَّى الأمرُ إلى الآخِرة؛ أي: أمر الجنة والنار؛ فقدْ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لن يلجَ النارَ أحدٌ صلَّى قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبلَ غُروبِها))[9]؛ يعني: الفجر والعصر، فهل بعدَ ذلك يُريد أحدٌ أن يسهرَ الليلَ وينام النهار، ويدخُل النارَ مع الداخلين؟!

 

ولا ننسَى في هذا المقام أن نُذكِّر بالفوائد العِلميَّة للاستيقاظ مبكرًا، فالجوُّ في ساعات الفجر الباكِر يكون ممتلئًا بأعلى نسبة مِن غاز الأوزون الذي يتناقَص تدريجيًّا حتى يضمحل عندَ طلوع الشمس، ويكون الكورتيزون في أعلى نِسبة في الدم وهو المادة التي تَزيد مِن فعالية الجسم حيث يُعيدُ الدورةَ الدموية والتنفُّسَ إلى نشاطهما كما كانا قبلَ النوم؛ أي: قبل تباطئهما، فغاز الأوزون الناتِج عن تكاثُف ثلاثِ ذرَّات من الأوكسجين في وقتِ البكور يُعتبر من المطهِّرات؛ إذ يعقِّم الجو وما لامَسَه، ومِن المعلوم أنَّ إحدى الطُّرق المتَّبعة لتعقيمِ المياه في مصافيها هي استعمال غاز الأوزون، وأكثر ما يكون الجوُّ الأرضي غنيًّا بهذا الغاز هو وقتُ البُكور وهو الساعةُ الأولى مِن الصباح، والتي تسبق شروقَ الشمس وهو الأنفاسُ الأولى التي تُطلقها رئتَا الصبحِ الوليد؛ قال تعالى: ﴿ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴾ [التكوير: 18]، فالله يُقسِم بالصبحِ وأنفاسِه الأولى، وفي آية أخرى: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1 - 2]، وهكذا فالبُكور وقتٌ مبارَك للعملِ والإبداع، وقد أثبَت العلم أنَّ هنالك طاقةً عظيمةً تهبِط مِن السماء إلى الأرض وتَدخُل عبر نُقرة الإنسانِ، وهي المكان المقعَّر كالمِرآة، والتي تستقطب وتركِّز الضوء وتجمعُه، وهي متواجدةٌ عندَ الْتِقاء الرأس مع العُنق في الخلْف.

 

كما أنَّ كثرةَ السهر وعدَم أخْذ القسط الكافي مِن النوم يؤدِّي إلى ظهورِ أعراض وأمراض أُخرى منها: التَّعَب والصُّداع والغثيان واحمرار العينين وانتفاخِهما والتوتُّر العصبي والقلَق وضَعْف الذاكرة والتركيز، وسُرعة الغضب والألَم في العضلات، وبعض المشكلات الجلديَّة كالبُثور وغيرها.

 

والأمَّة اليوم لم تُضيِّعِ البركة في وقتِ البكور فحسبُ، بل إنَّ الزمن كقيمةٍ مفقودٌ، فالمواعيد قابلةٌ للتمدد بلا حدود، في حين أنَّ رِسالته - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتعاليمه وسُنته كان مِن شأنها أن تجعلَ مِن المسلمين مالكين أقوياءَ لزِمام العصر بلُغته واختراعاته وأدواته وهو الجزاءُ الأوفى لكدحِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - طوالَ ثلاثة وعشرين عامًا أدَّى فيها الرسالةَ، ونصَح الأمَّة، وكشَف الغُمَّة، ودعا لها ببركةِ البُكور.

 

فللوقت - إجمالاً - قيمةٌ عظيمة لا تُضاهيها أيةُ قيمةٍ أُخرى في الإسلام؛ حيثُ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تَزولُ قدمَا عبدٍ يومَ القيامة حتى يُسألَ عن عُمرِه فيمَ أفناه، وعن عِلمه فيمَ فعَل، وعن مالِه مِن أين اكتسبَه وفِيمَ أنفقَه، وعن جِسمه فيمَ أبلاه))[10]، حيث ربَط بين العمر (الوقت) مِن جهة وبيْن العملِ مِن جهة أخرى كسِمةٍ من سمات الحياة الدنيا، والإنسان في تنافُسٍ خاسر أمامَ الوقت، فهو مهما ابتكَر واخترَع لن يستطيعَ أن يدفَع عقاربَ الساعة إلى الوراءِ ولو ثانية، وكل ما في الحياة قابلٌ للخسارة والرِّبح إلا في الوقت، فإنَّه خاسرٌ لا محالة، وسورة العصر في موجَز آياتها ومختصَر أحكامِها ومفرداتها المنتخبة تُعبِّر عن هذا الصِّراع بيْن الإنسان والوقت في هذه الحياةِ الموجزة؛ ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].

 

وبدلاً مِن أن تحثَّ الثورةُ المصرية على العملِ والكِفاح؛ مِن أجل رِفعة البلاد، جاءتْ بالإجازات والعُطلات والراحات! وبدلاً مِن أن نَكتفي بيومِ الجُمُعة للراحة، ونَعملَ ونكدَّ باقي الأسبوع، جاءتِ الثورةَ بيومي الجُمُعة والسبت للراحة، وهذا ممَّا نأسف له في ظلِّ الظروف الاقتصادية المتردية للبلاد.

 

ومِن العجيب أن ترَى بلدًا مِثل اليابان يمتنع شعبُها عن أخذِ يومٍ إجازة إضافي قرَّرته الحكومةُ، ويأبون عليها ذلك، وفي حين أنَّ المتَّهم في بلادِنا يُعاقَب بالأشغال الشاقَّة تجد في اليابان (المنع مِن العمل) عقوبةً قصوى للمتَّهم!

 

إنَّ الانسجامَ والتوافقَ مع تعاليمِ الإسلام التي تَجعل الليلَ سكنًا وراحة، والنهار عملاً وسياحة، فيه الخيرُ للفرْد والمجتمع على السواءِ؛ لأنَّه النظام الذي رتَّبه الخالق - جل وعلا - ووضعَه بنفسه؛ ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].

 

ومِن العيبِ على الإنسانِ وقدْ علِم سبيلَ الهُدى مِن الله تعالى أن يُخالفَه أو يَتعلَّل بعِلل ليستْ مِن الفهم أو الفِقه في شيء.

إِذَا كُنْتَ فِي أَمْرٍ فَكُنْ ذَا عَزِيمَةٍ ♦♦♦ فَإِنَّ فَسَادَ الأَمْرِ أَنْ تَتَرَدَّدَا [11]

 

أسأل اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيم أن يأخُذ بأيدينا إلى ما يُحبُّه ويرْضاه.



[1] رواه البخاري (547)، ومسلم (647)، وأبو داود (398)، والنَّسائي (948)، وابن ماجه (674).

[2] رواه أبو داود (2606)، والتِّرمذي (1212)، وابن ماجه (2236)، وهو في "صحيح الترغيب والترهيب" (1693).

[3] كما في "فتح الباري" على شرْح حديث رقم (599).

[4] كما في "تفسير القرطبي" تفسير سورة المؤمنون آية (67).

[5] "الحلية" (1/ 290).

[6] "زاد المعاد" (4/ 222).

[7] رواه البخاري (1142)، ومسلم (776)، وأبو داود (1306)، والنسائي (1607)، وابن ماجه (1329).

[8] رواه مسلم (675)، والترمذي (222).

[9] رواه مسلم (634)، وأبو داود (427)، والنَّسائي (471)، وابنُ ماجه (674).

[10] رواه الترمذي (2417)، والدارمي (537)، وهو في "السلسلة الضعيفة" (1922).

[11] البيت لأبي جعفر المنصور، بتصرُّف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الخمول الفكري عند الأبناء

مختارات من الشبكة

  • فضل البكور في طلب الرزق وإقالة النادم بيعه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بركات السحور وقول النبي صلى الله عليه وسلم: فإن في السحور بركة(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • بركات السحور وقول النبي صلى الله عليه وسلم: تسحروا فإن في السحور بركة(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • بركات السحور وقول النبي صلى الله عليه وسلم: فإن في السحور بركة(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • ثمرات التقوى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ذهبت البركة!(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أسباب غلاء الأسعار وقلة البركة من منظور الشرع (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الاغتسال يوم العيد(مقالة - ملفات خاصة)
  • البركة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البركة (فوائد من مصنفات الشيخ ابن عثيمين رحمه الله)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- صدفت
محبة الورد - السعودية 08-12-2011 09:29 AM

جزاكم الله خيرا
أنا ولله الحمد أحرص على أن أصحو باكرا لعلمي ببركة البكور ونسأل الله المعونة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب