• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء / مراهقون
علامة باركود

رؤوس نصائح للمقبل على خطبة الوضائح

رؤوس نصائح للمقبل على خطبة الوضائح
د. رضا جمال عبدالمجيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/11/2011 ميلادي - 19/12/1432 هجري

الزيارات: 13791

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بسم الله الرحمن الرحيم

رؤوس نصائح للمقبل على خطبة الوضائح[1]


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فليتَ لي قلَمًا يكتب ما يدور في خَلَدي.

سألني أبو الفوارس - وهو أخ عليَّ عزيز، وصديق إلى قلبي حبيب - سألني واستشارني في أمر عظيم، وخَطْب جسيم، قال: رأيت امرأةً أعجبني طولُها، وهندامُ جِسْمها، وإتقانُها عملَها، وعاملتني معاملةً طيبة، وزادتْ إليَّ في إحسانها، وكان عليها مَسْحَةٌ ظاهرة من الْتزام وتديُّن، وهذه معظم طلباتي وأحلامي في الزوجة التي أريدها، فما اسْتَطعْتُ إلا أنْ كلمتُها وصارحتُها بأنِّي أريد زواجَها، وأبغي التقدُّم إلى أهلها، فما كان منها إلا أن قالت: سأعرض الأمرَ على أهلي، ثم أردُّ عليك، وعرضت عليَّ أن آخُذَ رقم هاتفها، وتأخذ هي رقم هاتفي، فبادرت بالرفض التام لهذا؛ لأنه سَبَّب لي مُشكلاتٍ سابقًا، وأريد أن أسلمَ منها لاحقًا.

 

فهيج في نفسي أخبارَ قصةٍ وقعت، وأحداثَ حادثة حدثت، وما زالت آثارُها باقية.

 

هذه القصة باختصارٍ شديد:

شابٌّ في مقتبَل العمر، ميسور الحال إلى حدٍّ ما، في أول مراحل الالتزام، يعمل في محلٍّ لبيع الملابس، وبينما هو في محله إذ جاءت شابَّة راقَه جمالُها، وأخذ بلُبِّه حسنُ هندامها، مع ما رأى من مَسْحَةِ تديُّن ظاهر، فأسرع بطلب خِطبتها من أمِّها التي كانت معها، هكذا من غير تروٍّ ولا رَوِيَّة، ومن غير سؤال ولا تحرٍّ، وبالفعل تم الاتفاق على الخِطبة، ثم الزواج، مع المغالاة الظاهرة في المهر والشروط.

 

وبعد الزواج انكشف المستور!

• أما التديُّن الذي أبدت الاستعداد له، فهو خواء لا حقيقةَ له، وأما النقابُ الذي صرحت بوعدها بارتدائه، فهو خِناق يصعُب البقاء في خِبائه.

 

• وأما شؤون البيت، فهي لا تُحْسِن منها شيئًا، لا غسلاً ولا طبخًا، ولا أيَّ شيء، فقد كانت مُدلَّلة مرفَّهة.

 

• وأما حفظها لمال زوجها، فحدِّث عن عدم وجوده ولا حرج، فهي تريد أن تنالَ مُرادَها فقط.

 

• وأمَّا (حماتها) أم الزوج، التي عانت أشدَّ المعاناة في تربيته هو وإخوته بعد وفاة أبيهم، فقد أرتْها الويلات، وتوالت معها المُشكلات والمنغِّصات، ووقف الزوج تائهًا حائرًا، لا يستطيع فعل شيء، أمُّه التي ربته، وفَرْضُها البِرُّ ولزومُ قَدمِها، وزوجته التي...

 

فعانى الأَمَرَّيْنِ، وتوالت المشكلات، وتغضب وتذهب إلى أهلها، فيشجعونها، ويكثرون من التدخُّل في شؤونها وشؤون زوجها الخاصَّة، وزادت الطلبات، وأُرْهِقَ الزوجُ، وطالبه أهلُ زوجته بشراء شقة بجوارهم؛ حتى يأمنوا على ابنتهم، وكلٌّ يَحكي ويقص المشكلات، ويرى أنه هو الصواب وغيره المُخطئ.

 

وتدخل المصلحون، فما أفلحوا في الصُّلح.

 

وحملت الزوجةُ، وأنجبت طفلاً، وهي في غَضْبَتِها عند والدتها، ولم يره الزوج الأب منذ ولادته، هذا الابن الذي كان حِلمه ومُناه.

 

وتطورت الأحوال، وكثُرت النِّزاعات، فدخلت في غيابات المحاكم، وما أطولَها وأهولَها من غيابات! وما زالت مغيبة في تلك الغيابات.

 

وبَقِيَ صاحبنا حسيرًا كسيرًا، كلما تقدَّم لفتاة أخرى؛ ليبدأ حياةً جديدة على أساس سليم، واختيار رشيد، سأل أهلُ الفتاة المُتقدّم إليها عنه، فما أن يعلموا بخبر زوجته الأولى، وما حدث ولا يزال، إلا وسارعوا بالرفض التام.

 

ثم قلت له: يا أبا الفوارس، يا حبيبي، الزواج شيء آخر غير ما تَحْسَب.

• الزواج من أعظمِ العقود والعهود، بل هو ميثاق غليظ؛ قال الله عنه: ﴿ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 21].

 

• الزواج من مقاصِد الإسلام العُليا، وهو سببٌ لحفظ أحدِ كلياته الخمس؛ أعني: حفظَ النسل.

 

• الزواج نصف الدين، هل تَعْقِلُها؟!

في الطبراني وحَسَّنه الألباني عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((من تزوَّج، فقد كمَّل - استكمل - نصفَ دينه، فليَتَّقِ الله فيما بقي)).

 

• الزواج مُكرَّم ومقدَّس ومبارك، والسرُّ فيه عجيب.

 

• الزواج تكوينُ رابطةٍ جديدة، وعلاقات متينة، هي قرينة للنَّسَب؛ أعني: الصهر، الذي جعلهما الله قسْمَي الإنسان؛ ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54].

 

حُسْنُ الزَّوَاجِ بِهِ كَمَالُ الْإِرْتِقَاءْ
وَبِهِ رِبَاطُ الْعَائِلاَتِ تَوَثُّقَا

 

• الزواج تحصُّن من الشيطان بدفع غوائل الشَّهْوة، وفيه ترويح النفس وإيناسها بمخالطة الزوجة.

 

• الزواج تفريغُ القلب عن تدبير المنزل، والتكفُّل به بشغلِ الطبخ، والكنس، والفراش، وتنظيف الأواني، وتهيئة أسباب العيش، فإنَّ الإنسان يتعذر عليه أكثرُ ذلك مع الوحدة، ولو تكفَّل به، لضاع أكثرُ أوقاته، ولم يتفرَّغ للعلم والعمل، فالمرأة الصالحة عَوْن على الدِّين بهذه الطريقة؛ إذ اختلال هذه الأسباب شواغل للقلب.

 

• الزواج حقوق عظيمة، وواجبات كثيرة، فيه مُجاهدة النفس ورياضتها بالرعاية والولاية، والقيام بحقوق الأهْل، والصبر على أخلاقهن، واحتمال الأذى منهن، والسَّعْي في إصلاحهن وإرشادهن إلى طريق الدين، والاجتهاد في كسْب الحلال لأجلهنَّ، والقيام بتربية الأولاد، وكل هذه أعمال عظيمة الفضْل، فإنَّها رعاية وولاية، وفضل الرِّعاية عظيم، وإنَّما يحترز منها مَن يخاف القصور عن القيام بحقها.

 

• الزواج جهاد، فمُقاساة الأهل والولد بمنزلة الجِهاد في سبيل الله - عزَّ وجلَّ - ففي أفراد مسلم، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنَّه قال: ((دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدَّقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الذي أنفقتَه على أهلك))[2].

 

• الزواج آية من آيات الله، وبه السَّكَن والمودة والرحمة - كما أخبر الله -: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

 

• الزواج به كفُّ النفس عن التطلُّع إلى الحرام، والتحدث والهَمِّ والتفكير في قضاء الوَطَر بعد حصول ذلك بالوَطْء الحلال.

 

وبه: إعفاف المرأة التي قد رُكِّبَ فيها شهوةٌ وميلٌ إلى الرجال؛ لقضاء هذا الوطر الجنسي، الذي يدفع كُلاًّ من الزوجين إلى التقارُب.

 

• الزواج بالمرأة الصالحة خير متاع: ففي صحيح مسلم عن ابن عمر مرفوعًا: ((خير متاع الدنيا المرأة الصالحة))، وروى ابنُ ماجه عن ابن عباس رفعه: ((لم نَرَ للمتحابين مثل النكاح))"[3].

 

• الزواج - يا صاحبي - أشياء كثيرة يضيق عن حصرها مدادُ القلم.

فلتعِ هذا جيدًا، ولْتبدأْ بدايةً صحيحة، باختيار صحيحٍ على أساس صحيح.

 

والشاهد: أنه كلما كثُرت النِّيَّات الحسنة في الزواج، عَظُم الأجر عند الله - تعالى - فليست القضيةُ قضيةَ استمتاع فقط، المسألة أعظم مِن ذلك بكثير"[4].

 

ففي الرؤية الشرعية قبل أن تذهب إلى بناتِ الناس، وتدخلَ البيوت وتطلع عليها، ينبغي أن تسألَ عنهم جيدًا، فإذا تأكَّدْتَ من أنَّهم طيبون صالحون، ولك مُناسِبون، فأقدِم عازمًا على غير تَردُّد، سائلاً الله التوفيقَ لحُسن الاختيار، ضارعًا إليه - سبحانه - أن يوفقَك لخير ما يكتنز المرء المسلم؛ أعني: المرأة الصالحة، التي تُعينك على أمرِ دينك ودُنياك - كما جاء في الحديث الشريف.

 

ثم يا صاحبي، يا أبا الفوارس، عليك بالنظر الجيِّد الحاد، فعلى هذه النظرات ستنبني عِشرة العمر، وما أدراك ما هذه العشرة؟! فكُنْ حاذقًا فَطِنًا، ملاحظًا دقيقًا، واهتم واعتَنِ بأمور:

الدِّين: كيف خوفُها مِن الله؟ وهل تُحْسن أن تَتَّقي اللهَ فيك؟ فليس النِّقابُ كلَّ التديُّن.

 

الحياء: حياء المرأة تاجُها، وأغلى ما فيها، فانظر هل هي مقتدية بمن جاءت نبيَّ الله موسى على استحياء، كما قال الله - تعالى -[5] أو هي تابعة للكاسيات العاريات، المائلات المُميلات؟ فإنْ كانت الأولى، فبها قريرُ العين فاشْدُد، وإن كانت الأخرى، ففرَّ من المجذوم فرارَك من الأسد.

 

أمور البيت: المرأة الماهرة في أمور الطبخ وشؤون المنزل، النظيفة المنظمة - مُريحة لزوجها، ناجحة في تربية أولادِها، وهذه أمورٌ مهمة يا أبا الفوارس، فلا يفوتنَّك السؤالُ عن هذا، والتأكُّد من أنَّها ماهرة في هذه الأمور، فإنَّها محل رعايتها، فالمرأةُ راعية في بيت زوجها، كما قال نبينا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فانظر: هل تستطيع أن ترعى بيتكَ، وتقوم على شؤونك وشؤون أولادك، أو لا؟!

 

ولا يغرنَّك أن هذه أمور يسيرة وسهل تعلُّمها، فقد قدمت لك في حكاية عن صاحبي الذي طلق زوجته، وعانى الأَمَرَّين أنَّ عَجْزَها عن القيام بشؤون بيتها، كان سببًا في هدم بنيان الأسرة المتين، وانحلال عقد الزواج الوثيق.

 

وانظر يا أبا الفوارس في وضْع الأسرة، هل هي مترابطة متراحمة، متواصلة متآلفة، أو أنَّها متفكِّكة متشاجرة، متدابرة متقاطعة، كما هو حال كثير من الأسر اليومَ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟

 

فإنَّ لظروف النشأةِ تأثيرًا كبيرًا على الفتاة، ولا شك أنَّ هذا يؤثر عليها بعد الزواج إيجابًا وسلبًا، فاعرف الحال، وضَعْ له المناسب من الحل.

 

حاول أن تتعرفَ على صفات فتى أحلامها، وعروس خيالِها، وهل أنت مناسب لها أو لا؟ وهل صفاتك هي الصفات التي تحلُم بها، وترْضاها في شريك عمرها؟

 

واحذر أشدَّ الحذر أن تنكحَها وهي غير راضية عنك، أو غير مقتنعة بك.

 

انظر يا أبا الفوارس:

هل التكبُّر والعناد من صفاتها؟ فإن أتعسَ رجلٍ رأيت الذي ابتُلي بامرأة عنيدة، فإنَّها تُقِضُّ مضجعه، وتؤرِّق مهجعه، وأسعدُ مَن رأيت الذي رُزِقَ بامرأة مُتواضعة مُواتية، خاضِعة خاشعة، ذليلة لزوجها، عزيزة بطاعة رَبِّها، يا لها من زوجة.

 

كذلك: هل من اللواتي يُرِدْنَ الحياةَ الدُّنيا وزينتها، أو من اللاَّئي يردن الله ورسوله والدار الآخرة؟!

 

وكن - يا صاحبي - متوسطًا عدلاً، غَيْرَ غالٍ أو مُجافٍ، فلا تتشدد في المواصفات، ولا تهمل المُهِمَّات.

 

واعلم أنَّ سَعْيَ بني آدم شتى، ولكلِّ إنسان صفات ورغبات، وهو يعلم الزوجة المتوافقة مع صفاته ورغباته، فاخترْ لنفسك يا أخا العرفان.

 

ثم في فترة الخطوبة:

التزم تقوى الله - عزَّ وجلَّ - في هذه الفترة، يُبَارِكْ لك في الزواج كلِّه، كما قالت إحدى المخطوبات لخاطبها: "نريد تقوى الله في هذه الفترة؛ حتى يباركَ لنا في باقي الفترات"، وهذا لسانُ حال كُلِّ أخت صالِحَة فاضلة، فاحذرْ ما عليه أكثرُ الناس في هذه الأيام من المخالفات الرَّهيبة، الأشياء الفظيعة التي يَنْدَى لها جبينُ كل مسلم غَيُور، حتى إنَّه ليصدُق على الخاطب أنَّه زوج لها، ولكن يبقى الدخول.

 

واعرف حدودَك الشرعيَّة كخاطب، وهي باختصار شديد[6]:

الخِطبة مجرَّد وعد بالزواج وليست أمرًا مُلْزِمًا، بل يَجوز لكُلٍّ من الطرفين فسخُها، ولكن ينبغي الوفاء بها ديانةً إذا لَم يكن ثَمَّ مُسَوِّغٌ شرعي لفسخها، لا سيما أنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى إعراض الخُطَّاب عنها.


فالرجل ما دام خاطبًا لامرأة ولَمَّا يعقد عليها بعدُ، فهي تُعَدُّ أجنبِيَّة عنه، سواء كانت من أقربائه أم لا، فلا يراها ولا تراه إلاَّ لحاجة، وبحضرة أحد مَحارمها، وأمَّا الخَلْوة من غير محرم لها فلا تَجوز بحال، وهو أجنبي عنها، فهو كغيره من الرِّجال الأجانب، إلا أنَّه لا يَجوز لأحد أن يَخطُبَ على خِطْبته بعد أن ركنت إليه، فهذا ما يُميِّزه عن غيره، فلا يجوز له الاستمتاع بها بالنظر إليها، ولا الخلوة معها، أو الخروج بها، إلاَّ بعد عقد الزواج.

 

• وليس للخاطب أن يتكلَّم مع مخطوبته بالكلام العاطِفي، ولا أن يَمَسَّ يدها؛ لأنه أجنبي، عنها كسائر الأجانب، ولا ينبغي لأحد أن يتساهل في هذا الأمر، فلا يراها ولا تراه، إلاَّ لحاجة وبحضرة أحد محارمها.

 

• وأمَّا الخلوة مِن غير محرم لها، فلا تجوز بحال، وإذا حصل كلامٌ أو مراسلة بين الرجل ومَخطوبته لحاجة دعَتْ إلى ذلك، فليبتعدا عن الخضوع بالقول، وليجتنبا ما لا يليق، وليكن بالمعروف الواضح، ويجب سَدُّ باب الفتنة، خصوصًا أنَّ نفوسَ الخاطبِين ميالة إلى المخطوبات، ونفوس المخطوبات ميالة إلى الخاطِبين.

 

• والتزم الأخلاقَ الرفيعة، والآداب الشريفة مع أهل مَخطوبتك جميعًا، فعَمَّا قريب سيصيرون أصهارَك، وأرحامًا لأولادك، وأنت بهذا تَجعلهم آمنين على ابنتهم، واثقين فيك، فقد ملكوك كريمتهم، وثَمَرة فؤادهم.

 

وأخيرًا أهمس في أذنك يا أبا الفوارس، وهي همسة لكلِّ فارس:

• العمل والاختلاط، وكثرة رُؤية المرأة للرِّجال مُختلفي الخِلْقة والخُلُق - داءٌ عُضال، فاحذر منه أشَدَّ الحذر، بل فِرَّ منه فرارَك من الأسد.

 

وبالطبع أنا لا أُنكر دَوْرَ المرأة الصالح المُصلح في الأعمال الخاصَّة بالنساء، ولا أحيف وأظلم المرأة التي اضطرت للخروج من بيتها والسَّعي على أولادها، أو على أبويها الكبيرين، أو غير ذلك، وهذه ضرورة تقدر بقدرها، وعذر معتبر شرعًا، اعتذر به بنتا الرَّجُلِ الصالح صِهر النبيِّ الكريم الكليم موسى بن عمران - عليه وعلى نبينا أفضلُ الصلاة وأزكى السلام - لَمَّا سألهما عن خَطْبِهِما: ﴿ قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾ [القصص: 23]، ولكن هذه المرأة استعلت على الحياء في عملها المضطرة إليه، وما تكلمت مع الرجال إلا بقدر الحاجة؛ ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ [القصص: 25]، فافهم هذا جيدًا.

 

• المال والإنفاق، وما فضَّلَك الله به مقومات القوامة، وإذا كان للمرأة وظيفة ودخل ومال، وتُسهم في الإنفاق، نقصت قَوامةُ الرجل ولا شك، فمستقلٌّ ومستكثر.

 

وهناك نفوس شريفة، ونساء فاضلات عاقلات، مُعينات لأزاجهنَّ على لَأْوَاء الحياة ومَصاعبها، سيدتهن وأمهن خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - التي واستْ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بمالها، وأخبر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بذلك مُثنِيًا عليها مادحًا لها - كما أخرجه أحمد في مسنده[7].

 

وبهذا تطيب الحياة وتجمُل المشاركة ويتوحَّد الهمُّ، ويبارك الله في الحياة والذُّرِّية، ولكني أخاطبك ناصحًا منبِّهًا، وقد غيَّر كثيرًا من الأحكام فسادُ الزمان.

 

• المرأة العاملة تنشغل عنك، وعن أولادك، فهل تتركُ أولادَك بين أمٍّ تَخلَّت وأبٍ مشغول، فيكونوا أيتامًا وأبواهم أحياء؟!

 

المرأة التي ترى نفسَها أعْلى من زوجها، خصوصًا في العلم مَدعاة لتكبُّرِها وتعاليها عليك، وليس بهذا تُبنَى الأُسَر، وما هكذا يا أبا الفوارس تُورَد الإبل.

 

وأرجو أن يكون حديثي هذا ليس فيه ظُلْم لأحد، فالصالحات كثيرات، العالمات الفاضلات المتواضعات، ولكني تحدثت حديثَ الناصح الشَّفُوق، الحاثِّ على التبصُّر والتأمُّل قبل الإقدام على أعظم الأمور، يَحثُّني في هذا قوله - تعالى -: ﴿ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [النساء: 94]، وقوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ﴾ [النساء: 71] على عموم لفظهما، لا على خصوص سببهما.

 

ثم العقد والزواج لهما حديث آخَر.

والحمد لله بَدْءًا ومُنتهى



[1] أعني بـ(الوضائح) جمْع (الوضيحة): الشبحَ الذي يَضَح للإنسان، ويبدو له شخصُه غيرَ جليٍّ من بُعْد، والذي هو الظلُّ والخيال، والذي هو شبَح بلا رُوح؛ المعجم الوسيط (1/470)، (2/1039).

[2] ينظر: "مختصر منهاج القاصدين"، للمقدسي، (2/9).

[3] "فتاوى في الطب والرقية"، (2/3) بتصرف.

[4] "دروس"، للشيخ محمَّد المنجد، (87/3).

[5] أعني قوله - جل ذكرُه -: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ [القصص: 25].

[6] هناك فتاوى ومقالات متعددة في هذا، اختصرت بعضها، مستفيدًا من: فتاوى الشبكة الإسلامية، وموقع الإسلام سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد - حفظه الله تعالى ونفع به، وجميع علمائنا.

[7] ونصُّه: عن عائشة قالت: "كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكَر خديجة أثنى عليها، فأحسن الثناء، قالت: فغِرْت يومًا فقلت: ما أكثرَ ما تذكرها حمراء الشدق! قد أبدلك الله - عَزَّ وجَلَّ - بها خيرًا منها، قال: ((ما أبدلني الله - عَزَّ وجَلَّ - خيرًا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله - عَزَّ وجَلَّ - ولدَها إذ حرمني أولادَ النساء))، وقال شعيب الأرنؤوط معلقًا: حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات؛ (6/117).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الزواج ضرورة فلا تجعلوه حلما
  • الزواج المبكر
  • من القلب.. إلى كل مُقبِلَين على الزواج
  • آية الزواج
  • دعوة إلى الزواج
  • حي على الزواج
  • قصب السكر في الزواج المبكر
  • لماذا يهرب الشباب من الزواج؟
  • الزواج سنة لها ضوابطها وآدابها

مختارات من الشبكة

  • شرح جامع الترمذي في (السنن) - أنه يأخذ لرأسه ماء جديدا، وأن الأذنين من الرأس(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • رؤوس أموال المفاليس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رؤوس أقلام للناس الهادئة العاقلة بخصوص موت الصحفية شيرين أبو عاقلة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رؤوس الطواغيت خمسة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مختارات من رؤوس القوارير لابن الجوزي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رؤوس أقلام في الرؤى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة منتخب الزير في رؤوس القوارير في الوعظ والتذكير(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • رؤوس أقلام في معاملة الزوجات (2)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • رؤوس أقلام في معاملة الزوجات (1)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مخطوطة رؤوس المسائل المختلف فيها(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
3- احسنت اخى الحبيب
belal sea gull 09-04-2012 01:08 PM

جُزيت خيراً شيخ رضا .. أحسنت وأبلغت بارك فيك

2- رضي الله عنك يا رضا وأرضى عنك الناس
غريب - فلسطين 19-03-2012 10:22 AM

بوركت أيها الأخ الحبيب، فلا أعلم في حالي هذي خيرا من مقالتك .. فلله أنت كم أصبت ولله المنة والفضل .. كلام موجز مبهر .. فجزاك الله خيرا .

1- دعوة بظهر الغيب لأخي صاحب الجواب
مبروك يونس عبد الرؤوف مرسي - مصر 21-11-2011 03:58 AM

أكرمك الله يا شيخ رضا، وجزاك الله عني وعن المسلمين خير الجزاء، ولا تتأخر عنا بالحديث عن العقد والزواج، أعانك الله على كل خير، وجنَّبَك كلَّ سوء أنت والمسلمين أجمعين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب