• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الإسلام يحافظ على الكيان الأُسري
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الثالثة عشرة: التسامح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تربية الأبناء في عصر "الشاشة" كيف نربي طفلا لا ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تطوعي نجاحي
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية الخاصة
علامة باركود

التفوق العقلي والابتكار

التفوق العقلي والابتكار
د. إبراهيم سعد أبو نيان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/10/2011 ميلادي - 10/11/1432 هجري

الزيارات: 29658

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التفوق العقلي والابتكار

ألقيت في مبنى المكتبة المركزية الناطقة

بالرياض في 13/11/1416هـ

 

تعريف بالمحاضر:

يسر المكتبة المركزية الناطقة بالرياض أن تستضيف في هذه الليلة أستاذاً كريماً في قسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود، هو الدكتور: (إبراهيم سعد أبو نيان) في محاضرة بعنوان: (التفوق العقلي والابتكار) ومحاضرنا متخصص في هذا المجال وله باع طويل في البحوث المتعلقة بموضوع الندوة، درس المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة الرياض وحصل على الثانوية قسم علمي في عام (1394) (1935)هـ، وفي عام (1401هـ) حصل على بكالوريوس في العلوم تخصص العلوم والرياضيات من الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام (1402)(1403هـ) حصل على الماجستير في التربية تربية عامة وتخصص ثانوي تربية خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً، وفي عام (1410هـ) حصل على شهادة الدكتوراه في التربية - تربية خاصة - صعوبات التعلم والتفوق العقلي من الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وفي مجال الخبرات العملية عمل محاضرنا معيداً بجامعة (بورتيلاند) الحكومية أثناء دراسته للماجستير، كما عمل مساعد مدرس بالمدارس الابتدائية إلى عام (1403هـ)، وفي عام (1405) عمل معيداً بقسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود، وفي عام (1407) عمل محاضراً بجامعة (شمال كولورادو) أثناء دراسته للدكتوراه، ومن عام (1408) إلى عام (1410) عمل مشرفاً على التدريب الميداني بجامعة (شمال كولورادو) ومعلماً للتلاميذ ممن لديهم صعوبات تعلم بالمرحلة الابتدائية، كما اشترك في البرامج الصيفية للموهوبين بجامعة (كولورادو).

 

حضر الدكتور (إبراهيم أبو نيان) عدة مؤتمرات منها المؤتمرات السنوية في مجال التربية الخاصة في أمريكا، والمؤتمر السعودي للجمعية الخيرية لرعاية الأطفال المعوقين بالرياض عام (1413)، وفي عام (1415هـ) شارك في ندوة أساليب وطرق اكتشاف ورعاية الموهوبين بالإمارات وندوة (الموهوبون) بالجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية.

 

وشارك في تطوير برامج إعداد المعلمين في مجال التربية الخاصة كما شارك في تقييم البرامج الحالية لإعداد معلم صعوبات التعلم وفي تقييم وتطوير التدريب الميداني في مجال التربية الخاصة.

 

أما اللجان التي شارك فيها فتتمثل في:

1- عضو بمجلس إدارة مركز البحوث بكلية التربية.

2- مقرر لجنة الكوادر البشرية بقسم التربية الخاصة.

3- مقرر لجنة الإشراف وتطوير التدريب الميداني في مجال التربية الخاصة.

4- عضو لجنة البحوث والدراسات بقسم التربية الخاصة.

5- عضو لجنة الاحتياجات التجهيزية بقسم التربية الخاصة.

 

فمرحباً بكم وبه في هذه الأمسية المباركة.

 

دكتور: إبراهيم أبو نيان:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فهو معلم المعلمين ومربي المربيين وقدوة المقتدين وهادي المهتدين.

 

أما بعد:

إخواني الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. أولاً: أتقدم بالشكر الجزيل للمكتبة المركزية الناطقة ليس على دعوتي للتشرف بحضور اجتماعكم هذا ولكن أيضاً على اهتماماتها الكثيرة المتعددة في المجالات التربوية والمجالات الحيوية الأخرى، فهي التي لها الباع الطويل في جمع مثل هذه الوجوه الطيبة في لقاءات علمية وتربوية من شأنها تعميم الفائدة والاستفادة معاً.

 

موضوعنا في هذه الليلة موضوع حيوي وكلكم تلاحظون اهتمام المملكة بهذا الموضوع وخاصة السنين القليلة الماضية، ويبدو أن إدراك أهمية هذا الموضوع لم تغفل من قبل مؤسسي وواضعي سياسة التربية والتعليم في المملكة، ومن قدر له أن يتصفح سياسة التربية والتعليم في المملكة يجد فصلاً كاملاً قد خصص للتأكيد على أهمية رعاية وعناية وتربية وتعليم أبناءنا الموهوبين، وهذا نابع من إدراك أهمية العناية بهم، لا لأنهم ثروة يجب أن يستفاد منها بل لأنهم أيضاً كغيرهم من أبناءنا، لهم احتياجات وقدرات خاصة يحاول التعليم بقدر جهده أن يلبي تلك الاحتياجات وأن يمكن تلك القدرات من التطور والرقي إلى المستويات التي نطمح في الوصول إليها، ولسنا بصدد الحديث عن لماذا نعلم هؤلاء؟ فكلكم يعرف ذلك.

 

عند حديثي مع أستاذي الكريم الأستاذ (عبد الرحمن الخلف) قلت له إن موضوع التفوق والابتكار موضوع عريض وعميق وشامل فهل هناك شيء يخصص للحديث؟ ويبدو أننا اتفقنا على أن يكون أيضاً الحديث شامل وعام حول هذا الموضوع، والسبب في ذلك كما تعرفون أن الحاضر والمحاضر لديه تساؤلات وآراء واهتمامات مختلفة حول هذا المجال فالذي رأيته عندما تركت لي الحرية هو أن أعطي خلفية واسعة حول مواضيع مختلفة ثم نناقش هذه المواضيع ونتبادل الآراء ووجهات النظر فيها حيث إن الموضوع يهمنا جميعاً ولقاؤنا هذا لتبادل الآراء والمباحث في مجال تربية ورعاية أطفالنا الموهوبين.

 

أبدأ بالتحديات التي ستقف أمامنا عندما نريد أن نريد نقدم الخدمات التربوية كاملة لأبنائنا، حاولت أن أصنف هذه التحديات فقسمتها إلى صنفين مختلفين:

أولها: التحديات الكمية أي ذات الأرقام.

وثاني التحديات: تجرأت وسميتها النوعية أي البعيدة عن الأرقام، غير أنها في الواقع متنوعة.

 

أولاً: التحديات الكمية:

كلكم تعون الكم الكبير الذي تحظى به مدارسنا من أبنائنا ولله الحمد، وفي الندوة التي تشرفت باستضافة معالي الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير المعارف أعطانا أرقاماً وأعطانا أحلاماً مع تلك الأرقام.. وقال: إن الأرقام قد لا تكون ذات دلالة ولكنها ضرورية وأتفق معه في هذا الرأي اتفاقاً تاماً، فبدون الأرقام قد نعجز عن التخطيط المناسب حيث أن الأرقام تعتبر عموداً فقرياً للتخطيط، فدعونا نتصفح هذه الأرقام ونرى مدلولاتها والتي ستكون جزءاً من التحديات أمامنا في تربية وتعليم أبنائنا الأعزاء من الموهوبين، ومن إحصائيات صادرة عن التطوير التربوي أخبرنا معاليه أنه في عام (1405) بلغ عدد الطلاب بنين وبنات ما يزيد بقليل عن المليونين وفي عام (1415) بلغ العدد حوالي الأربعة ملايين في خلال عشر سنوات، وفي عام (1405) بلغ عدد المقبولين في المرحلة الابتدائية (250) ألف طالب وطالبة، وفي عام (1415) وصل عدد المقبولين (370) ألف طالب وطالبة أي بزيادة تقارب الخمسين في المائة وبالتحديد (48%).

 

فلماذا هذه الأرقام هذه الليلة؟

لو تصفحنا نسب الموهوبين بين طلاب المدارس في الدول الأجنبية التي حظيت بالعناية بهؤلاء لوجدنا أنها تختلف باختلاف التعاريف وخاصة التعاريف الإجرائية التي تبنى البرامج على أساسها، ونجد بعض التعاريف تحدد النسبة بما يزيد قليلاً عن (1%) بينما البعض الآخر ومن بينهم (منزولي) وهو من كبار القادة التربويين الأمريكيين في هذا الموضوع تصل النسبة في تعريفهم (2%)، ومن هنا نجد أن هناك تفاوتاً كبيراً، غير أن المعدل العام الذي يراه كثير من المربين والتربويين الذي يعتمد غالباً في التخصص يتراوح بين (3%)، (5%).

 

لدينا في مدارسنا (4) ملايين طالب وطالبة في جميع المراحل ما دون الجامعية، ولو أردنا أن نأخذ (5%) من الأربعة ملايين لوجدنا أن الرقم يقارب (200) ألف موهوب وموهوبة يحتاجون إلى خدمات تقدم لهم في المدارس، وإذا أخذنا النسبة الأقل وهي (3%) لوجدنا أن الرقم يقارب (120) ألف طالب وطالبة، وحسب تجاربي العملية في أمريكا عند تقديم الخدمات التربوية للموهوبين يلزمنا ثلاثة أشخاص مختصين:

1- معلم في التربية الخاصة.

2- أخصائي نفسي.

3- أخصائي اجتماعي..

 

هؤلاء يعتبرون أسساً تقوم عليها العملية الإجرائية لتقديم الخدمات للموهوبين فلا بد منهم إلى جانب المختصين للمواد العلمية أو الطاقم الإداري اللازم لتنفيذ هذه البرامج.

 

فلو أردنا أن نحسب احتياجنا من المدرسين والمدرسات في هذا المجال لا بد من الوصول إلى رقم تقريبي، وحسب اطلاعي وتجربتي المعلم الواحد لا يستطيع أن يتعامل مع أكثر من (40) طالب في آن واحد أي في أسبوع واحد حسب الجداول الدورية كما تعرفون، يرشدهم ويوجههم ويعطيهم الاستراتيجيات المطلوبة للتعلم ويتعامل مع مدرسيهم وغير ذلك، فلو قسمنا (200) ألف على (40) وجدنا أننا نحتاج إلى (5000) معلم تربية خاصة، وهذا طبقاً لما يجري في البلدان الأجنبية وعلينا أن نستفيد من تجاربهم.

 

الأخصائي النفسي الذي يقيم ويقدر ويعمل مع هؤلاء الأطفال لا يستطيع أن يغطي أكثر من (100) طالب، فلو قسمنا (200) ألف على (100) لوجدنا أننا في حاجة إلى (2000) مختص نفسي وكذلك الأخصائي الاجتماعي.

 

ولو أخذنا نسبة (3) لوجدنا أننا نحتاج إلى عدد من المدرسين والمدرسات يصل إلى (3000)، ومن الأخصائيين النفسيين ما يقارب (1200)، ومن الأخصائيين الاجتماعيين ما يقارب هذا العدد، هذا على افتراض أننا بهذه الخدمات غطينا مراحل التعليم لطلابنا فقط فلا ننسى أن لدينا طلاباً وافدين أجانب وهؤلاء يبلغ عددهم حسب الإحصائيات المتوفرة (370) ألف طالب وطالبة سنوياً، فإذا طبقنا عليهم نسبة (5%) و(3%) لتوقعنا أننا نستضيف (18500) طالب وطالبة من الموهوبين أو (12300) على نسبة (3%)، وهؤلاء يحتاجون ما بين (460) إلى (300) معلم.

 

لو افترضنا أن جامعة مثل جامعة الملك سعود تبنت برنامجاً لتخريج معلمين لهؤلاء الطلبة بمعدل (100) خريج سنوياً وهو قدر ما تستطيع تخريجه في هذا المجال لوجدنا أننا نحتاج إلى (50) سنة حتى نغطي الاحتياج الحالي ناهيك بازدياد عدد الطلاب والطالبات الذي يطرد سنوياً.

 

ومن هنا لا بد أن نقف أمام هذا التحدي العددي، ومن الحلول التي أعتقد أنكم كلكم تعرفونها هي توسعة نطاق البرامج التي تعد الكوادر المؤهلة لهؤلاء عن طريق جامعاتنا المتوفرة الآن في المملكة وعن طريق الابتعاث وغير ذلك.

 

إذن أمامنا عبء كبير جداً لتلبية احتياج المواطن الشاب ذو التميز الذي يحتاج إلى من يلبي احتياجاته، لا لغرض التقدم العلمي الذي نطمح إلى تحقيقه فقط ولكن أيضاً لتلبية احتياجاته حتى يصبح مواطناً صالحاً متزناً نفسياً واجتماعياً شاعراً بمسؤولياته وفعاليته في مجتمعه.

 

أما التحديات التي تجرأت وسميتها نوعية رغم أنها تفتقد النوعية إلى حد ما فهي تتمثل في:

أولاً: توحيد الأهداف:

ووضع رؤية واضحة في تربية وتعليم أبناءنا الموهوبين، وما يظنه كثير من الناس هو أن إعداد برامج أو جلب برامج يحل هذا الإشكال، والواقع أن العكس هو الصحيح حيث أن البرامج آلية تحقق لك الأهداف وليس العكس، فرسم الأهداف الواضحة البينة هو ما يحدد البرنامج نوعاً وحجماً، فلا بد من توحيد أهداف تربية ورعاية أبناءنا وبناتنا من الموهوبين وأن تكون هذه الأهداف شاملة للنساء والرجال، وتجمع بين التنمية الذاتية للفرد والتنمية العلمية التي نرجو أن ينتج عنها نتاجاً في صالح هذا البلد.

 

ثانياً: العمل الجماعي:

لتحقيق تلك الأهداف: كلكم تعرفون أن ديننا الحنيف دين الجماعة (وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة)، وأيضاً دين تعاون: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾[1]، وطلب العلم والحث عليه والبحث عنه من الأعمال الخيرة التي يحبها الله ورسوله وخاصة إذا بنيت على نية صادقة وأهداف واضحة تتفق مع الشريعة السمحة، فالعمل الجماعي لتحقيق تلك الأهداف لا بد منه، مهما اختلفت وجهات النظر ومهما تباينت المعارف ومصادر العلم والمعرفة لا بد أن نتغلب على هذا كله وأن نرسم هدفاً واضحاً وأن نعمل لتحقيقه جميعاً وهذا يفرض علينا التالي:

1- فتح البرامج المتخصصة في جميع المجالات وجميع المراحل.

2- التعاون لإعداد المعلمين والأخصائيين بجميع فروع التعليم.

3- الاستفادة من الإعلام في دعم البرامج والتوعية، فالإعلام كما تعرفون سلاح قوي في تغيير وجهة النظر البشرية وفي إمداد الطاقات المتميزة وغيرها بمصادر العلوم والمعرفة، لذا فالاستفادة من الإعلام أمر ضروري وحتمي وسوف يكون له أثر إيجابي إن شاء الله.

4- مساهمة القطاعات التوظيفية، فمن العوائق التي تواجه مسيرة تربية وتعليم الموهوبين هو القدرة على توفير الكوادر البشرية، فلا بد من التكاتف بين الجهات المعنية لتوفير الأماكن اللازمة في الوظائف المختلفة.

 

ثالثاً: التوعية الاجتماعية:

وألخصها في ثلاثة عناصر:

1- تصحيح مفهوم الموهبة أو التفوق للمجتمع ككل حتى لا يساء فهم المتفوق أو الموهوب ويصبح شخصاً ينظر إليه نظرة غير واقعية، فالمتفوق أو الموهوب ما هو إلا إنسان أعطاه الله سبحانه وتعالى وكلفه وسيسأله يوم القيامة.

فعلينا نحن أيضاً أن نوجه ما أعطاء الله سبحانه وتعالى الوجهة الصحيحة حتى نستفيد منها جميعاً.

2- إظهار أهمية الاهتمام بالموهوبين، وإذا أظهرنا أهمية الاهتمام بالموهوبين فسيهب القطاع الخاص والعام سوية للاهتمام بهم في ظني.

3- جلب القوى الاجتماعية والمؤسسات الخاصة للمساهمة في استثمار مواهبهم إذ أن الاعتماد حتى الآن شبه كلي على القطاع الحكومي وكما نعرف في الدول الأجنبية يساهم القطاع الخاص مساهمات كبيرة وواضحة في هذا المجال، وقطاعنا الخاص بما يستند إليه من قيم إسلامية وتكافل لن يألو جهداً في ذلك.

 

رابعاً: الاهتمام بالمرأة الموهوبة:

وهذا تحدي حساس وأرجو أن تفهموا مقصودي منه فتاريخ الإسلام يبين لنا بعض المواهب المتميزة التي منحها الله سبحانه وتعالى لبعض النساء المسلمات، ويجب علينا أن نوجه هذه الطاقات توجيهاً سليماً يتمشى وحاجة المجتمع إلى هذه الطاقات وينسجم مع طبيعة المرأة وعادات وتقاليد المجتمع الذي تعيش فيه فالطاقة سواء في الذكر أو في الأنثى هي طاقة إن لم توجه الوجهة الصحيحة فربما تتوجه وجهة لا نريدها جميعاً فلا بد أيضاً للقطاع النسوي من أن يشمله ما يشمل قطاع الذكور من الاهتمام والعناية والرعاية في ظل شيئين:

1- أن تكون جميع جهودنا موجهة توجيهاً شرعياً وفق ما يرضاه الله ورسوله وما تسمح به الشريعة السمحاء.

2- في ظل حاجاتها وحاجات المجتمع فلا ننس أن الموهوب له حاجات اجتماعية ونفسية وفكرية فيجب أن يشملها البرنامج بجانب الاهتمامات العلمية الأخرى.

 

خامساً: الاهتمام بجميع أصناف الموهوبين:

ولا تخص هذه الشكوى المملكة العربية السعودية فقط بل هي شكوى للعالم بأسره، لقد صنف العلماء الموهوبين إلى أصناف ستة، والذي نهتم به عادة من هذه الأصناف هو ذلك المتفوق أكاديمياً البارز المرح الواضح الذي نحبه ويحبه المدرس، وأذكر على سبيل المثال فئات المعوقين من الموهوبين كالمعوقات البصرية والسمعية وصعوبات التعلم فهؤلاء بينهم موهوبون ولكن لازال كل العالم يشتكي من إغفال هذه المواهب، وربما ينتج عن هذا الإهمال أضرار، فهذه المواهب لا يمكن أن تبرز بالشكل الصحيح وأن تستثمر ما لديها من قدرات ما لم تعط التغذية الجيدة من خلال برامج متخصصة لا تجمع بين العوق والموهبة فقط فليس المسألة مسألة (واحد + واحد)، ولكن توفق حسب الاحتياجات والخصائص هذه البرامج لتناسب التعويق مع الموهبة أيضاً، وهناك متخصصون يركن إليهم في هذا المجال.

 

سادساً: الاهتمام بحاجة الموهوب:

فالموهوب له احتياجاته.

 

سابعاً: استمرارية البرامج:

وتنقسم إلى قسمين:

1- في المرحلة الواحدة.

2- التواصل بين المراحل.

 

من الأخطاء التي وقع فيها من سبقنا في هذا المجال أنهم وفروا برامج في المرحلة الابتدائية ثم قطعوها في المرحلة المتوسطة ظناً منهم أن هذا الموهوب سيستمر متفوقاً في البرامج العادية وهذا غير صحيح حيث أثبتت الدراسات أنه ينحرف يشعر بالإحباط وبالملل وربما أيضاً ينتكس بدلاً من أن يستفاد من مواهبه، فاستمرارية البرامج عنصر من العناصر الأساسية التي يجب أن توفر في برامج هؤلاء الأطفال.

 

ثامناً: محتوى المنهج:

تحدي ينطلق من بناء المناهج وطرق التدريس وطريقة التنفيذ في هذه المجالات، نسمع ما يدور حول مناهجنا وعدم صلاحيتها وهذا الحديث مبالغ فيه إلى حد كبير حيث أن مناهج الطفل العادي في نظري محترمة إلى حد كبير غير أن تقديم هذه المناهج للطالب وتوافق المناهج مع بعضها البعض ربما يحتاج إلى لفتة نظر جادة.

 

أما بالنسبة للموهوب فلا بد له من تغيير نوعي وكمي في المناهج، والتعديلات اللازمة يمكن تلخيصها فيما يلي:

1- محتوى المناهج والمادة العلمية: المناهج التي تخصص للموهوبين يجب أن تنقل الموهوب من المحسوس إلى المجرد بأسرع وقت ممكن وأن تبقيه على مستوى المجرد والتفكير الواسع والمنطلق واستخدام الفكرة وتعميمها، وهذا لا بد له من عمل.

 

2- أن تكون الأفكار معقدة من حيث المفاهيم المتداخلة وتداخل المواد في بعضها البعض، فالرياضيات لا تدرس للرياضيات فقط ولكنها تدرس لعلوم أخرى وهكذا.

 

3- التنويع: المواضيع التي تقدم للأطفال الموهوبين يجب ألا تتسم بالصبغة التقليدية، يجب أن يكون فيها نوع من التحدي والابتكار والخروج على المنهاج العادي كما قلت لكم في ظل الأهداف المرسومة المعروفة.

 

4- التنظيم: تنظيم الأفكار حول فكرة رئيسية حتى يكون هناك نتاج متبلور في آخر العمل أو في آخر المشروع أو في آخر العام، هؤلاء الأطفال في الدول الأجنبية لا يختبرون، وهذا تحدي كبير بالنسبة لنا، إذ كيف يمر طالب من خلال برنامج لمدة سنة دون أن يختبر، في الدول الأجنبية الطالب يختبر بطريقة النتاج الذي توصل إليه، فعلى سبيل المثال في مناهج السنة الرابعة الابتدائية يدرسون الجهاز التنفسي برسم للرئتين والقلب مع حوالي ستة أسطر، أما بالنسبة للطالب الموهوب فهذا لا يكفي هو يقوم بزيارات يطلع فيها على التشريح ويقوم بتنفيذ مشروع معين يتعلق مثلاً بمكافحة التدخين وأضراره على الرئة أو غير ذلك، ولا يقتصر أن يعرف نظرياً أن للإنسان رئتين يتصلان بالقلب ويحدث بينهما تبادل الأكسجين لا بد من العمق العملي التطبيقي في هذا الموضوع.

 

5- التغيير في تنفيذ المناهج: الطرق التي تقدم بها المواضيع تختلف تماماً حيث أن الطرق التي تقدم بها المواضيع الآن تتمثل في المعلومات التي تلقى بطريقة إلقائية، أما الطرق التي تقدم بها مناهج الموهوبين تختلف تماماً عن هذه الطريقة.

 

6- الأسئلة التي تطرح بالمناهج العامة تطرح إما مباشرة أو استنتاجية ولا تحتاج إلى التحليل والاستخلاص بينما هناك خمسة أنواع من الأسئلة الرئيسية التي يجب أن تتسم بها أسئلة الموهوبين وتتصف بطابع الاكتشاف وليس تقديم المعلومة لهذا الطالب فقط، والاكتشاف باستخدام أساليب البحث والتحليل والاستنتاج، وهذه أيضاً من التغيرات في تنفيذ هذه البرامج.

 

7- الحرية في الاختيار: وهذا صعب علينا جداً ولا بد أن نتغلب عليه في يوم من الأيام ويختص بتنمية الرغبة في التعلم، واختيار الموضوع، وهو أن الطفل يرغب أن يتعرض لموضوع غير الذي يشرحه المدرس، فيختار موضوعاً يحقق أهدافاً علمية معينة، ومن هنا فالمدرس يتحرر من القيود المنهجية ويستطيع في ظل إطار معين مرسوم له أهداف أن يعطي الطالب حرية الاختيار وذلك بعد التوجيه فقد يختار الطالب موضوعاً لا قيمة له، وهنا يأتي دور المعلم المختص في التوجيه والإرشاد.

 

8- اختيار طريقة الدراسة: بعضهم يختار أن يذهب إلى أماكن ليزور ويزامل، والبعض الآخر يختار المكتبة، والبعض الآخر يختار المعمل وهكذا، فلا بد أيضاً من المرونة في هذه الاختيارات.

 

9- التفاعل الجماعي ومحاكاة الواقع: الموهوبون أثبتوا في الدول الأجنبية أنهم قادرون على حل المشكلات الواقعية وليست الخيالية، وأثبتوا جدارات خاصة في المرحلة المتقدمة من المرحلة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية، وفي بعض الأحيان قاموا بمشاريع لا يتوقع أحد حتى المعلم الذي صمم المشروع أنهم يقومون بمثل هذه المشاريع.

 

10- السرعة والتنويع: الطفل الموهوب يمل الترديد والتكرار والتباطؤ ويحب ويعشق التنويع والسرعة، ويقصد بذلك تنويع المواضيع وسرعة إنجاز العمل، ويستثنى من ذلك فئات معينة منهم يوضع لهم اعتبارات معينة داخل البرنامج.

 

11- التغيير في الإنتاج: وهذا من الأشياء التي سبق وأن لمحت إليها وأعود لها بتفصيل أكثر، قلت لكم إن عدداً لا يستهان به من برامج الموهوبين في الدول الأجنبية لا يعتبر الاختبار وسيلة لتقييم الموهوب إطلاقاً، إذ أن تقييم العمل يأتي عن طريق نتاج المشاكل الحقيقية التي تطرق لها ما هي؟ وكيف حلها؟ وما هي السبل التي عن طريقها توصل إلى ذلك الحل؟ ينظرون إلى شيء يسمونه عملية التعلم، وهذه المشاكل توجه لتكون قضايا محلية ومعروفة مثلاً أمراض انتشرت أو تلوث أو ازدحام في أماكن معينة، بعضهم نفذ مشاريع هندسية استفادت منها حتى كليات الهندسة، وهذا حسب اطلاعي في ولاية (كولورادو)، تقيم النتائج وتعرض أمام لجنة تقييمية متخصصة، ولا بد أن يكون النتاج مبتكراً به إبداع ونوع من القدرات المتميزة.

 

تاسعاً: تنمية الموهوب نفسه:

وهي من التحديات التي يغفلها عدد كبير من البرامج حيث يهتم دائماً بالمادة العلمية وتنسى البرامج الموهوب نفسه، الذي يحتاج إلى عدة أشياء منها:

1- تنمية فهم الذات: فعدد منهم ولا أقول كلهم لأسباب متعددة لا يسمح الوقت بذكرها ربما يكون لديه تصور خاطئ حتى عن ذاته وقدراته ومعارفه، إما أن يظن أنها أكثر أو أقل ويصاب نتيجة لذلك بالإحباط وربما بالانسحاب، وبالتالي يجب أن ننمي لدى الموهوب القبول بالذات وبقدراته وننمي كذلك لديه المفهوم الموجب نحو الذات، بالإضافة إلى تنمية سلوك اجتماعي ملائم مع تحمله المسؤولية، وتظهر الأبحاث أن بعض هؤلاء يحتاج فعلاً إلى إرشاد حتى يتوصل إلى هذا.

 

2- المهارات الشخصية مع الآخرين والتواصل: وهو من أساليب السلوك الاجتماعي الهام والمناقشات وآدابها، فكون الطالب متميز عن الآخرين وعلى حتى المدرس هذا يتطلب أن يكون للنقاش معه ومع المدرس أيضاً آداب معينة، وإلا أصبح البرنامج برنامجاً علمياً فقط ويفوت عليه أهمية تنمية المهارات الشخصية عند الفرد الموهوب.

 

3- مهارات التعلم: ليس كل موهوب يعرف كيف يتعلم، فلا بد من المعلم المختص أن يعلمه أساليب التفكير الإبداعي والابتكار والاستنتاج والتحليل والبحث العلمي والدراسات المتعمقة وغير ذلك.

 

4- معرفة المجالات الحياتية العلمية والمهنية: وهذه تهم الطلاب كلهم ولكنها أكثر أهمية للطلاب الموهوبين والمتفوقين كالبحث والاستكشاف عن المجالات العلمية ومعرفتها ومعرفة مدخلاتها ومخرجاتها، أيضاً أساليب وطرق التخطيط للمستقبل والمشاركة في تشغيل وتطوير هذه المجالات.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أحب أن أبدأ دائماً وإن كنت أقلكم معلومات في جوانب كثيرة، أبدأ بتوضيح بعض النقاط.

أولاً: لم نختر لهذه الجلسة مديراً أو رئيساً لسببين، السبب الأول: هو نزولاً عند طلب المحاضر، السبب الثاني: رحبت بهذه الرغبة من قبل المحاضر كي يستثمر ما لديه من وقت وأترك جميع الوقت له لأن وقته مفيد لنا ولكم.

 

وبالإضافة إلى ما سبق من التوضيحات هناك بعض التساؤلات منها أن المحاضر جزاه الله خيراً تعرض لاحتياجات الموهوبين من المدرسين وأعطى رقماً لتغطية الميدان بالمتخصصين يتراوح بين (3) آلاف إلى (5) آلاف، ولكني أتسائل عن الاحتياجات المالية، إذا كان الطفل أو الطالب تقدر تكاليفه - وأعني الطالب العادي - بما بين (1000) إلى (1500) ريال يومياً ومعلوماتي هذه ربما مر عليها أكثر من عشر سنوات ولا أدري ما إذا كانت هذه النسبة لا تزال رقماً صحيحاً لتقدير التكاليف أو تزيد أو تنقص عن هذا المبلغ، إذا كان احتياج الشخص هو ما بين (1000) إلى (1500) ريال يومياً فما هي الميزانية التي نقدرها للطالب الموهوب؟

 

التساؤل الثاني: اكتشاف الموهوبين من المعوقين أمر واضح وقد يحدث بالطرق البسيطة كأن يتفوق الطالب الكفيف في موضوع القراءة وتلاوة القرآن، وعندما يكتشف هذا التفوق في الصوت في جماله في القراءة في الحفظ يبقى مكبوتاً ولا يهتم به على مستوى معاهد النور، وأذكر أنني قبل (5) سنوات طلبت من التعليم الخاص أن يزودني بنماذج من المتفوقين من المكفوفين في مجالات معينة مثل حفظ القرآن وتلاوته ومهارة قراءة برايل والتفوق في مجال الشعر وذلك بتعميم على المعاهد لمعرفة الطلاب المتفوقين في هذه المجالات وحتى الآن لم يصلني أي اسم لمتفوق في أي من هذه المجالات أو غيرها، وأقترح أن يوضع سجل في كل معهد من معاهد التعليم الخاص يرصد فيه أسماء المتفوقين في مجالات معينة وترسل هذه الأسماء إلى التربية الخاصة وإلى المكتبة، كما يمكن أن ترسل إلى الأندية الأدبية في كل منطقة لمتابعة تنمية هذه المواهب وتشجيعها من قبل بعض الجهات خارج وزارة المعارف مثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

 

دكتور: أبو نيان:

بالنسبة للناحية المادية المالية الطالب السعودي الآن يكلف أكثر من هذا المبلغ الذي قدرته بقليل حسب ما أدلى به معالي الوزير، والاحتياجات المالية يجب ألا تقف حجر عثرة دون تنمية هذه المواهب وثقلها والاستفادة منها، فإذا كانت المدرسة موجودة والمبنى موجود بقي فقط المعلم وبعض الأخصائيين الآخرين، وهذا بدون شك سيزيد التكلفة، والدولة عودتنا على ألا تجعل مثل هذه الأمور تقف حجر عثرة دون توصيل الخدمات لمن يحتاجها، فترى بعض المرضى في المستشفيات تنفق عليهم ملايين الريالات مع أن بعضهم لا يرجى برؤه في بعض الأحيان، فما بالك بمواطن شاب في مقتبل عمره ربما يمثل ثروة لها عائد كبير جداً على البلد من ناحية وعلى نفسه من ناحية أخرى، ثانياً مثل هذا الإنفاق ينتشله من مصير قد لا نريده جميعاً.

 

النقطة الثانية: اكتشاف الموهوبين بين المعوقين، من ناحية أنه سهل فهو سهل في بعض الأحيان غير أنه من ناحية أخرى صعب ومعقد في الوقت نفسه، وسهولته تتمثل في من برز فقط، غير أن الأغلبية من هؤلاء يطغى لديهم التعويق على الموهبة فلا ترى، وخصائص هؤلاء الطلاب حسب ما ذكرها الباحثون هي:

1- فاقد للحيلة.

2- منزعج.

3- انخفاض في تصوير قدراته وتصور الذات.

4- لا يعي بوضعه وقدراته.

5- يظهر عليه الغضب والتذمر.

 

والذين يتصفون بهذه الخصائص عادة لا يمكن اكتشاف مواهبهم بسهولة، والذي نكتشفه عادة نحن المربين هو الموهوب أكاديمياً مع أن هناك مواهب كثيرة مختلفة قد تختفي ولا تظهر بسهولة ويجب البحث عنها واكتشافها بمختلف الوسائل والطرق لتوجيهها والاستفادة بما تتميز به من مواهب وقدرات.

 

أحد الحاضرين:

هناك تحدي سأل الأستاذ عبد الرحمن عن جزء منه وهو التحدي المالي، ولكن هناك أيضاً تحدي آخر يتمثل في وجود الأنظمة واللوائح ووجود المناهج والمباني، وأهم من ذلك كله تأهيل المعلمين إذ أن ليس كل معلم جدير بأن يوضع أمام مجموعة من الأذكياء أو الموهوبين، كما أن هناك تحدي كان بودي أن يتحدث عنه الدكتور إبراهيم وهو التحدي الذي قد يكون ناتجاً عن إفراز لتجمع الموهوبين وتجميعهم، فهل يؤدي هذا التجمع إلى انعكاسات تؤثر سلباً على المجتمع؟، من التحدي أيضاً لتجمعيهم أن هناك بعض الموهوبين ممن هم موهوبون موهبة متكاملة ومنهم من هو موهوب في جزء، مثلاً في الرسم أو في الرياضيات ولكن قد يكون عادياً أو أقل من العادي في نواحي أخرى، فكيف نستطيع أن نطبق ذلك عندما نريد أن نضع برنامجاً للموهوبين على الرغم من هذا التفاوت في القدرات؟


السؤال الأخير هو: كيف يتسنى لنا أن ندعم القطاع الأهلي لإيجاد المدارس المخصصة للموهوبين؟

 

دكتور: أبو نيان:

طرح الأخ ثلاثة أسئلة:

1- هل تجمع الموهوبين يؤدي إلى انعكاسات سلبية؟ وإجابة على هذا السؤال نقول إن البرامج متنوعة بعضها يجمع بعض الموهوبين وخاصة في المراحل الأخيرة أي الثانوية العامة، أما في المرحلة الابتدائية والمتوسطة فهم في العادة لا يجمعون، ومن أنواع وأساليب تقديم الخدمات الذي أراه مناسباً هو ما يسمى بغرفة المصادر، وهو يكفل للطالب الفرصة في الاقتباس من معلمين وبرامج متخصصة مع البقاء ضمن زملاءه والتعلم معهم حتى يستفيدوا هم ويستفيد هو، فقد أظهرت البحوث العلمية أن وجود الموهوب بين الطلاب العاديين يثري التجربة العلمية والعملية للطلاب العاديين، فتجميعهم ليس بالعملية المحبذة وليست مستخدمة عالمياً في الوقت الحاضر صحيح أنهم جمعوا بعد الحرب العالمية الثانية وقبلها وفي أواخر الستينات من القرن العشرين، ولكن بعد ذلك بدأ التجميع يقل وأصبحت لهم برامج ضمنية داخل المدارس العادية ما عدا بعض المتفوقين الذين يلتحقون بالجامعة رغم وجودهم في المتوسط والثانوي، وهذا يسمونه (البرنامج الممتد) أو (إكستندد بروجرام) مثلاً يأخذون الرياضيات في الجامعة ويعودون للمدرسة في المواد الأخرى.

 

هناك نوعان من البرامج:

1- التسريع: هو أن يقفز الطفل المراحل الدراسية.

2- التثرية: أي يبقى الطفل في نفس المرحلة ولكن يتعمق في المادة العلمية.

 

وهناك من يجمع بين هذا وذاك حسب خصائص الطفل واحتياجاته، وما أظهرته الدراسات العلمية هو أنه إذا تمت العناية الاجتماعية والنفسية للموهوب فإنه لا يتكتل ولا يحس بالانعزالية الانفرادية في خاصة معينة تخصه عن غيره إذ لا بد له من تقديم إرشاد نفسي يساعده على ذلك وعلى تقبل المجتمع وتقبل الموهبة وتحميله مسؤولية هذه الموهبة.

 

السؤال الأخر: شمولية الموهبة، بعض الأشخاص موهوب في معظم الأشياء تقريباً والبعض الآخر ربما في مواد معينة ولكن تشير البحوث أن هذا ليس مرتبطاً ارتباطاً مباشراً بالقدرات العقلية، وربما يكون مرتبطاً بالميول والرغبات أكثر من ارتباطه بالقدرات العقلية مع التميز بين المهارات اللغوية والمهارات الرياضية وعمل المخ في هذا الموضوع وهذا موضوع طويل جداً ويخوض فيه العلماء في مجالات متعددة، والغالب أن البرنامج يكون مرناً بحيث يلبي كل الاحتياجات، فإذا كانت شاملة فبها، وإن كانت معينة في مواد محددة فبها، كلمة برنامج كما قلت لكم هي الأصل ويمثل الأهداف المبنية على الاحتياجات.

 

السؤال الثالث: كيف نستقطب القطاع الأهلي؟ لاحظت في هذا البلد الطيب المعطاء أن القطاع الأهلي يستجيب للقطاع الحكومي، أي إذا كان هناك توجه إعلامي واضح ووضوح رؤية فالقطاع الأهلي يسارع في المشاركة، وسيما أننا نتحدث عن افتتاح مدارس، وافتتاح المدارس يعود على فاتح المدرسة - ونقولها بكل صراحة - بالربح المادي مع تقديمه للخدمة الوطنية المطلوبة، فإذا كان هناك توجهات واضحة وإعلام واضح حول هذا الموضوع فأعتقد أن القطاع الأهلي سيهب للمساهمة، وكما قال معالي الوزير، كان لدينا في عام (1405هـ) (200) مدرسة تقريباً أهلية، وفي عام (1415هـ) أصبح لدينا ما يقارب من (900) إلى (1000) مدرسة أهلية، فهذه قفزة كبيرة تدل على تقدم القطاع الخاص أو الأهلي في المسارعة إلى افتتاح المؤسسات العلمية.

 

أحد الحاضرين:

ما هي القواعد التي يتم على أساسها تطبيق برنامج التسريع على الطلاب الموهوبين؟

 

دكتور: أبو نيان:

التسريع يمكن أن يتم في أي مدرسة حتى في المدرسة العادية، فنعد برنامجاً داخل برنامج أي برنامج للموهوبين داخل البرنامج العام للمدرسة.

 

وفي بعض التجارب التي شاهدتها في أمريكا هناك طلاب في السنة الثانية الابتدائية يحضرون مادة الرياضيات في الصف الخامس الابتدائي.

 

ولكن التسريع بدون معلم يعرف كيف يسرع هذا الطفل ويبحث عن قدراته ويطورها وأيضاً تقييم تقدم هذا الطفل لن يكون سهلاً.

 

حينما بحث العلماء في برنامج التسريع وجدوا أن هناك مشكلة لدى الطفل من الناحية النفسية فالطفل فكرياً يريد من يناقش معه غزو الفضاء ويريد عاطفياً من يلعب معه في ملعب الأطفال إذ أن الطفل الموهوب مقسوم بين قسمين، بين طبيعته كطفل وبين ا لتفكير الجاد، ويظهر علمياً أن العاطفة لا تنمو مع العقل، وأقصد بالعقل هنا القدرة على التفكير الإبداعي والإبتكاري، فتجد الطفل متميزاً تفكيره غير أن عاطفته واحتياجاته لا تزال طفلية.

 

أحد الحاضرين:

أشار الدكتور أثناء حديثه إلى أن هناك وريقة تم تأجيلها وتختص باحتياجات الموهوب فحبذا لو أطلعنا على هذه الوريقة.

 

دكتور: أبو نيان:

هذه الوريقة التي تم تأجيلها عبارة عن ست نقاط تبرز لماذا الاهتمام بهؤلاء الموهوبين وأذكر لكم نقطة منها مفزعة.

 

• أظهرت الدراسات العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية أن النوع الذي يتسرب من المدارس (40%) منهم يتركون المدارس بسبب الموهبة، إذ أن المدرسة ليست المكان الذي ينمي احتياجات هؤلاء، ويلبيها، هل تدرون من أين أخذوا هذه العينة؟ هذه هي النقطة المفزعة أخذوا هذه العينة من قادة العصابات في (نيويورك) و(لوس انجلوس) و(شيكاغو)، وجدوا أن هذه الفئات عندما لا يعتنى بها ولا يهتم بها تتحول إلى معاول هدم ضد المجتمع.

 

هناك بعض النقاط ألخصها فيما يلي:

1- الموهبة تتأثر وتتفاعل بالبيئة فإن لم تنمي فإنها تنعكس وتتحول إلى انسحاب الفرد، وفي هذه الحالة هي لا تموت ولكنها مثل الزهرة تتقوقع وتضمر، فلا بد من برامج تنمي هذه المواهب وتضبط سلوكها.

2- التعليم يهدف إلى إعطاء كل طفل الفرصة لتنمية قدراته فنحن نعطي الأطفال المتخلفين عقلياً الفرصة لتنمية قدراتهم، فلماذا لا نعطي الموهوب أيضاً الفرصة لتنمية قدراته المتميزة.

3- إن لم تشبع هذه القدرات فإنها تتحول إلى قدرات وطاقات تصطدم مع المجتمع وتصبح مصدر قلق وإزعاج له.

 

إذا كان مفهوم الموهبة هي التربية الخاصة أو أنها تلك القدرات المتميزة فقط فهذا مفهوم غير صحيح، إذ أن الموهوب هو إنسان فاعل ومتفاعل ومفيد ومستفيد، فمتى ما صح مفهوم الموهوب تسير الأمور بشكلها الطبيعي، وعلى البرامج أن تصحح هذه المفاهيم.

 

دكتور: زيد المسلط:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أشكر أستاذنا الكريم الدكتور إبراهيم أبو نيان على استجابته لهذه الدعوة وعلى حضوره في هذه المكتبة التي بدأ نشاطها يتكثف، ولا شك أن الأستاذ عبدالرحمن الخلف له دور في هذا ومتابعته مستمرة، بل إنه بدأ يأخذ حضور الآن لمعرفة الحضور والغياب وآمل ألا يتحول هذا إلى حسميات فيما بعد.

 

فيما يخص الموهوبين والمتفوقين لا شك أن هذا الموضوع مهم، فيحب العمل على الاستفادة من طاقات الموهوبين واستثمارها، ويرجع سبب التأخر في تنفيذ برامج للموهوبين إلى عدم وجود المتخصصين إذ يندر وجودهم حتى على مستوى العالم العربي، وكلية التربية قسم التربية الخاصة جامعة الملك سعود لم تخرج حتى الآن إلا شخصاً واحداً، وقد رفض العمل في الرياض إلا بعد محاولات ونطمح أن تستفيد منه الأمانة العامة للتربية الخاصة.

 

الوزارة تسعى الآن بشكل عام بقيادة معالي الوزير واهتماماته الكبيرة بجميع فئات الطلاب إلى إيجاد هذه البرامج، وقد أعلن في الفترة الأخيرة عن جائزة سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز للمتفوقين في مدارس الأبناء، ونرجو أن يصل مثل هذا الاهتمام والتشجيع إلى مدارس وزارة المعارف.

 

السؤال يتمثل في تعليقكم على برامج التفوق التي تقام كل عام في المناطق التعليمية ويعرف باسم تكريم المتفوقين، ألا يدخل هذا ضمن تشجيع الموهوبين والمتفوقين أم أنه يأخذ منحاً مختلفاً عن التعريف المتعارف عليه.

 

شيء آخر يتعلق بتجربة دولة الكويت حول مشروع للمتفوقين أعد له مجلس إدارة برئاسة وزير التربية وهو خاص بالمتفوقين، فإذا كان لديكم أي معلومات حول هذا أو أي تجربة أخرى في وطننا العربي أو الإسلامي فأرجو ذكر هذا.

 

دكتور: أبو نيان:

التشجيع دون شك يرفع المعنويات والدافعية، وبالتالي يدفع المسيرة إلى الأمام، فتشجيع الموهوبين أمر طيب، وبودي أن نشجع أيضاً الأطفال الذين لديهم معلومات والأطفال المتخلفين عقلياً على ما يؤدونه من مهارات، والذين لديهم صعوبات تعلم فالتشجيع ضروري، والأهم في نظري هو إيجاد برامج لهؤلاء، نحن ننظر إلى التفوق الدراسي فقط، وهذا ما هو إلا جزء من أجزاء الموهبة، ويجب أن نشكر الجهات التي تشجع الموهوبين، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينها على الاستمرارية في ذلك ونتطلع إلى اليوم الذي تتسع فيه مفاهيم الموهبة وبالتالي برامج الموهوبين.

 

حول ما يجري في الكويت وفي الإمارات وفي البحرين وقطر كل هذه الدول لديها اهتمامات الآن بالموهوبين، وهناك زميل مختص في هذا المجال لديه مشاريع وبرامج يقيمها ويشرف عليها ويخطط لها هو الدكتور (عبد الرحمن نور الدين كلنتون)[2] ، وهو من المملكة، وإن شاء الله العام القادم نأمل أن ينقل تجاربه وخبراته وينفذها في مدارس وزارة المعارف بالمملكة، فسوف يكون عضواً في قسم التربية الخاصة جامعة الملك سعود.

 

دكتور: ناصر الموسى:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نشكر القائمين على المكتبة الناطقة والأمانة العامة للتربية الخاصة.

 

أريد أن أضيف فيما يتعلق بالاحتياج وندرة المتخصصين أنه اعتباراً من بداية الفصل الدراسي القادم سيتم افتتاح مسار التفوق العقلي والابتكار من جديد للأولاد والبنات ونتوقع أن ينخرط في هذا المسار إن شاء الله ويلحق به مجموعة من الطلاب والطالبات،وكذلك سينضم إلى القسم عضوان جديدان هما الدكتور (عبد الرحمن نور الدين كلينتون) والدكتور (فواز أبو نيان)[3] ، وما ذلك إلا استجابة من القسم لحاجة المجتمع، واضطلاعاً بدوره في النهوض بمسيرة الموهوبين الذين يمثلون كنوزاً دفينة في هذا المجتمع الطيب فينبغي أن نرعاهم ونهتم بهم لأنهم سيكونون عوناً لهذا البلد في التخطيط والإبداع والابتكار إن شاء الله.

 

دكتور: أبو نيان:

أشكر المكتبة الناطقة إدارة وطاقم عمل، كما أشكركم أيضاً أساتذتي الكرام والحضور الأعزاء، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه هو السميع العليم، ونسأل الله أن يحفظ الجميع، وفي طريق الخير والعلم دائماً نلتقي[4].

 


 

[1] سورة المائدة، الآية: 2.

 

[2] حين إلقاء المحاضرة، كان المذكور يعمل في البحرين، وقد انتقل للعمل مشرفاً على برامج الموهوبين في وزارة المعارف بالإضافة للدكتور عبد الله النافع.

 

[3] يعمل الآن في قسم التربية الخاصة.

 

[4] المحاضرة رقم (18) من كتاب لقاءات علميّة وثقافية في المكتبة الناطقة إعداد ومراجعة وتعليق الأستاذ/ عبد الرحمن بن سالم العتيبي




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الخصائص العقلية للإبداع
  • لمحة عن بعض المهارات العقلية المهمة
  • التفوق: كشف، مسؤولية
  • التفوق الدراسي وشروط الاستذكار الجيد
  • تحديد التفوق في ضوء بعض المفاهيم
  • لقاء مع جاري هامل حول تجديد روح الابتكار
  • مراعاة الفروق الفردية في الجانب العقلي للمتعلمين

مختارات من الشبكة

  • عقدة التفوق عند الرجل(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أسرار التفوق الدراسي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التفوق الدراسي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • اللغة العربية ورهان التفوق(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الشعور بالفشل بعد التفوق(استشارة - الاستشارات)
  • طريق التفوق الدراسي (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الإخلاص في طلب العلم والرغبـة في التفوق(استشارة - الاستشارات)
  • كيفية التغلب على عوائق التفوق في الدراسة(استشارة - الاستشارات)
  • العقل والشرع ( فضل العقل، العقل والنقل )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • صور من ذكاء وكمال عقل الصحابة رضي الله عنهم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/12/1446هـ - الساعة: 8:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب