• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية الخاصة
علامة باركود

برامج التأهيل والتشغيل للمعوقين سمعيا

د. عبدالغفار الدماطي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/9/2011 ميلادي - 9/10/1432 هجري

الزيارات: 85383

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

برامج التأهيل والتشغيل

للمعوقين سمعياً

ألقيت في مبنى المكتبة المركزية الناطقة

بالرياض في 15/11/1416هـ

ألقاها

الدكتور/ عبد الغفار الدماطي

قدمها

الدكتور/ زيدان السرطاوي

دكتور: زيدان السرطاوي[1]:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسولنا محمد الأمين صلى الله عليه وسلم، لقد أسعدني كثيراً أن نلتقي معاً في هذه الليلة المباركة وذلك بدعوة كريمة من المكتبة الناطقة للحديث حول قضية وموضوع هام من قضايا التربية الخاصة المتمثلة في برامج التأهيل والتشغيل، إذ لا يخفى على أحد منكم أن الهدف النهائي من التربية الخاصة ومن تربية المعوقين يتمثل في إعدادهم للحياة وجعلهم مواطنين منتجين يعيشون حياة كريمة بما يكسبونه من دخل مقابل ما يقدمونه من خدمة، ومن هنا فإننا نفهم التأهيل على أنه سلسلة من الخدمات المنظمة والفردية الموجهة نحو تسهيل عملية التكييف المهني وإيجاد عمل مناسب، وقد يشمل العمل الالتحاق بمهنة في سوق العمل التنافسي أو ممارسة مهنة معينة في المشاغل المحمية أو التوظيف الذاتي أو العمل المنزلي أو أية نشاطات منتجة أخرى.

 

ومبررات التأهيل عديدة، وتشمل الجوانب الإنسانية أو الجوانب الاقتصادية:

بالنسبة للجانب الإنساني فإن التأهيل يزرع الثقة بالذات ويحسن مستوى التكييف الشخصي والأسري والاجتماعي، وهو أيضاً يزيل اليأس والإحباط، ومن جانب آخر أوضحت الدراسات المتصلة باقتصاديات التأهيل أنه ذو جدوى اقتصادية كبيرة، فقد بينت الدراسات التي أجرتها مديرية الصحة والتربية والرعاية الأمريكية أن كل دولار يدفع في عملية التأهيل يعود على المجتمع بحوالي ثلاثين دولار.

 

ويجب أن يكون واضحاً في الذهن أن عملية التأهيل تستند إلى افتراضات ومبادئ أساسية يمكن تلخيصها على النحو التالي:

أولاً: يجب أن نأخذ في عين الاعتبار أن كل الأفراد جديرون بالاحترام والتقدير، بغض النظر عن مواطن الضعف لديهم، وعلينا توفير الظروف المناسبة لهم لتحقيق كل ما يستطيعون.

ثانياً: أنه باستطاعة المعوق أن يصل إلى مستوى مقبول من الاكتفاء الذاتي.

ثالثاً: أن للنشاط المنتج والعمل المستقل فوائد نفسية مهمة جداً للأفراد المعوقين، فالعمل يزود الفرد الشعور بالرضى والاكتفاء والدعم المادي.

رابعاً: أن مشاركة الفرد في تحقيق الأهداف المهنية وفي تخطيط برنامج التأهيل من الشروط الأساسية لنجاح عملية التأهيل.

خامساً: إن لكل إنسان كيانه الخاص والفريد، لذا يجب أن تراعي عملية التأهيل الفروق الفردية، وذلك يتم عملياً من خلال تنفيذ خطة التأهيل الفردية.

سادساً: إن الإنسان كل متكامل، ولا يمكن تجزئته إلى مظاهر نمائية منفصلة، لذا يجب أن تشمل عملية التأهيل جميع جوانب حياة الشخص المعوق.

 

ولأهمية تأهيل المعوقين والصعوبات التي تواجههم في إيجاد فرص العمل يسرني باسم الأخوة القائمين على المكتبة الناطقة أن أرحب بسعادة أخي وزميلي الدكتور (عبد الغفار الدماطي) ليقدم لنا رؤيته حول برنامج التأهيل والتشغيل، وليوضح الدور المطلوب من الجهات ذات العلاقة بما يساعد على توسيع قاعدة التأهيل من جهة، والتخفيف من حدة المشكلات التي تواجههم عند العمل من جهة أخرى.

 

والدكتور (عبد الغفار الدماطي) أحد الرواد الأوائل من المتخصصين العرب في مجال التربية الخاصة، وممن أسهموا في وضع اللبنات الأولى لقسم التربية الخاصة في جامعة الملك سعود والذي يعتبر الآن قسماً متميزاً على مستوى الوطن العربي، وقد أسهم في ربط التعليم الخاص بالكوادر الوطنية المؤهلة في مختلف ميادين التربية الخاصة.

 

حصل الدكتور (الدماطي) على شهادتي الماجستير والدكتوراه في التربية الخاصة من جامعة ولاية (متشجن) الأمريكية وذلك في عام (1985م)، ومنذ ذلك العام وهو يعمل مدرساً في قسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود، وقد رقي إلى أستاذ مشارك في التربية الخاصة منذ عامين تقريباً[2]، وله مساهمات كثيرة وكثير من الدراسات والأبحاث في مجال التربية الخاصة، ويكفي أن نقول بأن أول من نظّر باللغة العربية لمجال الصم في الوطن العربي هو بحق الدكتور (عبد الغفار الدماطي) وهذا يسجل حقيقة له، فباسمي وباسم الأخوة جميعاً ندعو الدكتور (عبد الغفار) ليقدم رؤيته حول برامج التشغيل والتأهيل.

 

الدكتور: عبد الغفار الدماطي:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أشكر زميلي الأستاذ الدكتور (زيدان) على هذا التقديم.

 

فيما يتعلق بموضوع برامج تأهيل المعوقين سمعياً وفرص تشغيلهم الذي سوف نتحدث عنه الليلة في إطار الوقت المتاح، فحديثنا سيكون عرضاً للخطوط العامة والعريضة لتلك البرامج كما ينبغي أن تكون، وقد يكون حديثنا متفقاً مع ما هو موجود لدينا هنا من برامج في بعض أركانه ومختلف في بعضها، وسوف نحاول أن نطرح صورة تمثل الاتجاه المعاصر في برامج التأهيل لكافة فئات المعوقين مع التركيز على برامج تأهيل المعوقين سمعياً.

 

نبدأ بتحديد سريع لمفهوم التأهيل (هابيليتيشن)، وإعادة التأهيل (ري هابيليتيشن) وهما مصطلحان يستخدمان بالتبادل عادة في اللغة العربية للدلالة على عملية واحدة هي عملية إعداد الفرد المعوق للقيام بأقصى ما يمكنه من أنشطة الحياة بفعالية، إنه عملية بناء وتنمية تساعد الفرد المعوق على الاستفادة مما تبقى لديه من قدرات وتنميتها بأقصى ما يمكنه، حتى يعود إلى الحياة أكثر توافقاً وتكيفاً معها.

 

وقد عرف بعض العلماء التأهيل بأنه مساعدة الشخص المعوق على استرداد فائدته وكرامته بقدر المستطاع ومساعدته على بلوغ أقصى طاقاته.

 

ويرى آخر أن التأهيل هو ذلك النوع من العلاج الذي يهتم أساساً بمساعدة المريض على تحقيق أقصى دور اجتماعي فاعل تسمح به إمكانياته وطاقته، سواء في الأسرة أو في العمل أو في المجتمع بصفة عامة.

 

ويعرفه العالم (سبنسر) بأنه عملية إعادة التنظيم وبناء طاقات الفرد المعوق حتى يستطيع أن يتفاعل مع البيئة التي يعيش فيها ويسهم في أنشطتها ويتصل بغيره من أفراد المجتمع، كما يساعده على التوافق مع العالم الذي حوله ويتضمن ذلك تنمية مقدرته على القيام بالجهد البدني اللازم وأنشطته اليومية وتحقيق أقصى استفادة من طاقاته الذهنية والاجتماعية.

 

خطوات العملية التأهيلية:

عملية التأهيل عملية مركبة ومعقدة بمعنى أنها ليست غامضة، وإنما لكونها تشتمل على أكثر من عنصر فهي كالعنقود الذي يحتوي على حبات متسلسلة، وخطوات العملية التأهيلية لكل البرامج التأهيلية حتى للمتخلفين عقلياً والمكفوفين والمعوقين جسدياً وحركياً تشتمل على مجموعة من الخطوات.

 

الخطوة الأولى: وصول الحالات المستحقة للتأهيل للمركز الذي يضم خدمات التأهيل.

الخطوة الثانية: تتضمن المقابلة المبدئية أو الدراسة الأولية.

الخطوة الثالثة: دراسة الحالة والتي تشتمل على حوالي ثمانية أنواع من الدراسات التي تجري حول الشخص المتقدم للحصول على الخدمات التأهيلية.

الخطوة الرابعة: خطوة تشخيصية تشمل تشخيص قدرات الفرد وحالته وتشخيص الحالة بصفة عامة.

الخطوة الخامسة: الإرشاد.

الخطوة السادسة: إعداد خطة التأهيل الفردية.

الخطوة السابعة: الخدمات التأهيلية والتي تتفاوت ما بين اجتماعية تعليمية وإعداد بدني للتدريب على الكلام والسمع والتدريب المهني وبرامج التوافق الشخصي.

الخطوة الثامنة: العودة للمجتمع أي إعادة الفرد المؤهل، ونستطيع أن نسميه الآن المؤهل بعد أن تلقى خدمات إعادته إلى المجتمع وتحقيق أهداف التأهيل.

الخطوة التاسعة: تتبع الحالة للاطمئنان على استقرارها في المجال الذي أعيدت إليه سواءً أكان مجال العمل أو الأسرة.

الخطوة العاشرة والأخيرة: إقفال الحالة والانتهاء منها وقفل الملف الخاص بها.

 

وسأحاول أن أقدم استعراضاً سريعاً أو شرحاً موجزاً لكل خطوة من هذه الخطوات أو لأهمها، ثم نتناول دور مرشد التأهيل في عملية تأهيل المعوقين سمعياً لأن هذا في نظري يعتبر من الأركان الأساسية التي ينبغي أن نلم بها إذا أردنا لعملية التأهيل وبرامج التأهيل أن تحقق الثمرة المرجوة منها.

 

الخطوة الأولى: وصول الحالات

يستقبل مرشد التأهيل حالات المعوقين سمعياً التي تحال إلى مركز أو مكتب التأهيل من المؤسسات المتخصصة في المجتمع مثل معاهد التربية الخاصة والوحدات الاجتماعية ومكاتب العمل والمستشفيات وغيرها، كذلك فإن بعض المعوقين سمعياً قد يتقدمون بأنفسهم لطلب خدمات التأهيل أو قد يتقدم أولياء أمورهم بمثل هذه الطلبات.

وينبغي للمرشد في هذه الخطوة أن يسعى للتعريف بالخدمات التي يقوم بها مركز التأهيل في المجتمع الذي يعمل فيه وأن يقيم جسوراً قوية مع مصادر إحالة الحالات يكون فيه جسوراً قوية بينه وبين معاهد التربية الخاصة والوحدات الاجتماعية ومكاتب العمل والمستشفيات حتى يعرفوا أو يلموا بأن هناك برنامجاً وأن هذا البرنامج يرحب بأي شخص مستحق لخدمات التأهيل من الأفراد المعوقين سمعياً.


الخطوة الثانية: المقابلة المبدئية

يقوم مرشد التأهيل بالمقابلة المبدئية بقصد التعرف على واقع الفرد المعوق سمعياً الذي تقدم للخدمة التأهيلية أو أحيل من جهة ما من الجهات المذكورة سابقاً، بحيث يكون الهدف الأساسي من تلك المقابلة المبدئية هو التعرف على الجوانب الآتية:

أولاً: تعريف المعوق سمعياً بالخدمات التي تقدم في مركز التأهيل وشروط تلقي تلك الخدمات.

ثانياً: الدراسة المبدئية للجوانب الصحية والتعليمية والاجتماعية والمهنية وغيرها مما يتعلق بتاريخ الفرد المعوق سمعياً.

ثالثاً: تحديد مدى انطباق الشروط الأساسية أو بعبارة أخرى مدى استحقاق الفرد المتقدم المعوق سمعياً للخدمات التأهيلية المتوفرة في هذا البرنامج.

رابعاً: تحديد أنواع الدراسات التفصيلية المطلوبة وإحالة العميل[3] للمتخصصين للقيام بدراسة الجوانب موضوع الاهتمام فيه.


الخطوة الثالثة: دراسة الحالة

يقوم المتخصصون في مراكز التأهيل بإجراء الدراسات النوعية التخصصية على العميل كل حسب تخصصه وكل حسب اهتمامه وتشتمل الدراسات على:

1- الدراسات الطبية العامة: لتحديد الحالة الصحية للفرد المعوق سمعياً وجوانب القوة والضعف لدى العميل وحالة الأجهزة الأخرى للجسم ومدى قيامها بوظائفها.


2- الدراسة السمعية: ويقوم بها أخصائيو الأذن وأخصائيو السمع، وذلك لتحديد حالة السمع وسبب فقدانه ودرجة القصور السمعي ومدى الحاجة إلى التدخل الجراحي أو إلى معينات سمعية.


3- دراسة مهارات التواصل أو التخاطب: والتي تشتمل على دراسة الجوانب السمعية إذا كان لدى المتقدم بقايا سمعية، وقدرته على قراءة الشفاه، وكذلك دراسة الجوانب التعبيرية وتشمل مدى قدرته على النطق والكلام، أو قدرته على استخدام أبجدية الأصابع، فيتم في هذا النوع من الدراسة التعرف على مهارات التواصل والتخاطب لدى هذا الشخص استقبالاً وتعبيراً.


4- الدراسة النفسية للعميل: ويقوم بها عادة الأخصائي النفسي وتشتمل على دراسة القدرات العقلية أو الذهنية وغيرها من القدرات، وكذلك التعرف على الميول ونمط الشخصية، وربما تكون هناك مشكلات في الشخصية فيمكن أن يتعرف على هذه الجوانب كلها.


5- الدراسة المهنية: ويقوم بها شخص متخصص يطلق عليه المرشد المهني أو مرشد التأهيل وتهدف إلى التعرف على الجوانب المتصلة بالجوانب المهنية مثل الاستعدادات لدى الفرد وقدراته وميوله ومدى ما يملكه من طاقة بدنية أو مدى توفر السلامة البدنية اللازمة للعمل، حيث تستخدم في هذه الدراسة الاختبارات المهنية وأساليب التقويم المهني في بيئة عمل مناسبة أو بيئة اصطناعية بغرض الحصول على معلومات عن قدرات وميول الشخص في هذا الإطار.


6- الدراسة التعليمية: وتهدف إلى التعرف على مستوى تحصيله التعليمي ومدى تمكنه من الجوانب اللازمة في تأهيله، كالتعامل بالقراءة والكتابة وما حصله من مهارات أساسية في الرياضيات، وغير ذلك من المواد الأساسية والموضوعات التي تلقاها في المراحل الدراسية السابقة كالمرحلة الابتدائية أو المتوسطة إذا كان قد وصل إليها، وعادة ما يقوم بهذا النوع من الدراسة معلم متخصص في تعليم الصم.


7- الدراسة الاجتماعية: ويقوم الأخصائي الاجتماعي بتلك المهمة بهدف التعرف على التاريخ الاجتماعي للفرد أي التعرف على بيئته وتكوين أسرته والعلاقات الاجتماعية السائدة بينه وبين أعضاء أسرته أو بين الأسرة وغيرها من الأسر في إطار هذا الشخص المعوق سمعياً، لأن أنماط العلاقات الاجتماعية قد تتشكل بنمط معين طبقاً لوجود فرد معوق في الأسرة فنهدف إلى التعرف على تلك العلاقات الاجتماعية، كذلك إلى التعرف على الاتجاهات في الأسرة نحو هذا الشخص المعوق سمعياً اتجاهات بالقبول أو بالرفض أو اتجاهات إيجابية أو سلبية واتجاهات البيئة حتى في إطارها الضيق في حدود الحوار في المنطقة التي يعيش فيها وما هي اتجاهات الأفراد هناك نحوه؟ كل هذه العوامل مهمة جداً في الدراسة الاجتماعية.


كذلك يهدف الأخصائي الاجتماعي إلى الوقوف على الجوانب الاقتصادية فهل مستوى الأسرة الاقتصادي دون المتوسط أو أقل بكثير من المتوسط أو متوسط أو فوق المتوسط؟ للوصول إلى معرفة المستوى الاقتصادي للأسرة.


8- الدراسة الطبية النفسية: التي يطلق عليها المتخصصون عادة الدراسة (السكريتية) حيث تدعو الظروف في بعض الأحيان إلى أن يقوم أحد الأطباء النفسيين بدراسة حالة العميل العقلية والشخصية للتعرف على مدى وجود اضطرابات في وظائف الدماغ أو غيرها من الاضطرابات الشخصية.


هذا فيما يتعلق بالدراسات التي تجري حول الشخص المعوق سمعياً، وتلاحظون أنها متنوعة ومتعددة، ولا يلزم أن تتم كل هذه الدراسات بالنسبة لكل شخص، وإنما في الغالب الأعظم قد تطبق كل هذه الأنواع من الدراسات على بعض الأشخاص الذين قد تكون حالة قصورهم السمعي شديدة، والذين يكونون قد مروا بظروف صعبة ولم يحصلوا على مساعدة منذ البداية، أو الحالات التي تكون إعاقتهم السمعية طارئة في سن متأخرة إلى حد ما، فهؤلاء غالباً ما تكون حالتهم مستعصية وحادة ومؤلمة، وبالتالي كي نحصل على صورة واضحة عن كل هذه الجوانب فلا بد من أن ندرسها بحيث نعرف مدى الخدمات التي يحتاجون إلى الاستفادة منها في مركز التأهيل.


الخطوة الرابعة: التشخيص التأهيلي

وهو مسؤولية مباشرة تقع على عاتق مرشد التأهيل، ويقصد بالتشخيص التأهيلي تلك العملية التي يتلقى فيها مرشد التأهيل التقارير الخاصة بدراسة الحالة من المتخصصين والمستشارين الذين قاموا بالدراسات المتنوعة السابقة، ويقوم هو بتفسير المعلومات الضرورية وتنسيقها لتحديد مدى أهلية الفرد المعوق للقبول في برامج التأهيل وتحديد الحاجة التأهيلية لهذا الفرد ومدى استحقاقه لها، أي أن التشخيص يركز على الاستفادة من المعلومات التي تم الحصول عليها في مرحلة دراسة الحالة في الوصول إلى القرارات التأهيلية المناسبة.


الخطوة الخامسة: الإرشاد التأهيلي

الإرشاد التأهيلي يمثل لب عملية التأهيل، ويقصد بالإرشاد هنا العمل المتخصص الذي يقوم به مرشد التأهيل ويتعلق بمواجهة وجهاً لوجه تتم بينه وبين الفرد المعوق سمعياً لمساعدته من خلال بيئة تعليمية، حيث يتم من خلال العملية مساعدة الفرد المعوق للتعرف على نفسه وظروفه الراهنة والمتوقعة، ويتيح له المرشد الظروف المناسبة له ليفيد من طاقاته وإمكانياته، ويوجهه إلى كيفية تنميتها إلى أقصى ما يمكنه، بل إنه يساعده على مواجهة مشكلاته واتخاذ القرارات المناسبة، وذلك لتحقيق أقصى درجة ممكنة من التوافق الشخصي والمهني والاجتماعي، أي أن عملية التأهيل وهي ما زالت في بداية تعريف المعوق بها ليست عملية مفروضة عليه، والإطار الثقافي له دخل كبير في القيام بهذه المهمة، وما أريد أن أؤكد عليه هو أن عملية الإرشاد التأهيلي ينبغي أن تتم في إطار المودة والألفة وإفهام الشخص المعوق حقيقة ظروفه وإمكانياته ومشكلاته وقدراته وطاقاته التي يمكنه أن ينميها أو يسعى إلى تنميتها من خلال برنامج التأهيل إلى أقصى حد ممكن بحيث يدرك بنفسه القرار المناسب الذي يتمشى مع ظروفه وقدراته.

 

هناك بعض الجهات قد تفرض على الشخص المعوق سمعياً برنامجاً محدداً وتقول هذا هو الموجود لدينا فإذا كان لا يعجبك فابحث لك عن جهة أخرى تؤهلك.

 

ينبغي أن تبدأ عملية الإرشاد التأهيلي بنوع من الألفة والمودة بين المرشد والعميل، وفي نفس الوقت تطرح الصورة بجميع جوانبها أمامه، ولا بد من وجود مترجم يوصل المعلومة الصحيحة إلى العميل، ويفترض في مرشد التأهيل نفسه أن يكون على دراية جيدة بلغة الإشارة لأنه يعمل مع المعوقين سمعياً ويحتاج إلى التواصل معهم.

 

الإرشاد بهذا المعنى عملية مستمرة يقوم بها مرشد متخصص تبنى على أساس من تحقيق كرامة المسترشد وتقبله للإرشاد، كما تبنى أيضاً على دافعية المسترشد وتستمد هذه العملية قواعدها من النظريات النفسية بالإضافة إلى ما يتمتع به المرشد من جوانب شخصية وما اكتسبه أثناء إعداده الأكاديمي للمهارات المناسبة وما ينبغي أن يتخذه لتنظيم هذه العملية، ومراعاة القواعد الأخلاقية في التعامل مع كل حالة، ومرشد التأهيل هو مركز عملية التأهيل كما قلنا، فهو بالإضافة إلى عمله الإرشادي يقوم بإدارة الحالة بداية من عملية الإحالة إلى المركز ووصولها إليه وانتهاء بتحقيق الاستقرار لها في المجتمع وتحقيق الهدف من عملية التأهيل.

 

نظراً لأن موضوع الإرشاد التأهيلي من الموضوعات التي تشمل تخصصات أو تخصص واسع فسوف أكتفي هنا ببعض القواعد الأساسية التي يحتاجها المرشد التأهيلي الذي يعمل مع المعوقين سمعياً ويحتاج إلى الوفاء والالتزام بها لإنجاح عمله أو برنامجه أو خطة التأهيل الفردية للشخص الذي يعمل معه:

1- يجب أن يكون هذا المرشد متخصص في مجال الإرشاد النفسي للصم من حيث:

• الإعداد النظري في مجال الإرشاد النفسي والتأهيلي بصفة خاصة.

• التدريب العملي والاستعداد الشخصي للقيام بهذه المهمة ولا يصلح لهذه المهمة إلا مرشد نفسي متخصص في برامج التأهيل وخصوصاً في برامج التربية الخاصة، ولا يكفي أن يكون لديه تخصص أو بكالوريوس في علم النفس أو في التقويم أو التشخيص، إن مفهوم تخصص الإرشاد النفسي وبرامج التأهيل مفهوم شامل ومتشعب يفوق برامج التربية الخاصة في شمولها وهو أقدم من برامج التربية الخاصة وله قواعد وأصول ونظريات وعدد من البرامج والشروط والكفاءات التي ينبغي توافرها فيمن يعد نفسه للعمل في هذا المجال وأرجو ألا يندهش البعض من هذا، لأن هؤلاء الناس يعملون في قطاع حساس من قطاعات المجتمع وهم الأفراد المعوقون، وبالتالي من يعمل مع هذه الفئات على الأخص الفئات التي تعاني من مشكلات تواصلية لا بد أن يكون معداً إعداداً جيداً للوقوف أو لسبر أغوار مشكلات هؤلاء الأشخاص والتعامل معهم بنوع من العمق والخبرة والألفة والقاعدة الأخلاقية الأساسية، نحن نعلم أن العمل مع المعوقين شاق، وهو مع بعض الفئات أشق منه مع بعضها الآخر، والملل والضجر والتبرم من القيام بهذه المهنة يدب سريعاً إلى نفس الشخص الذي يعمل أياً كانت مهنته مدرساً أو مرشداً.

 

2- يحتاج إلى صبر ورغبة ذاتية وإقبال نفسي ودافعية للعمل مع هؤلاء الأشخاص أنفسهم ولا يكون هدفه الأساسي الكسب المادي من الوظيفة.

 

3- حاجته إلى معلومات كافية عن السمع والصمم وأسبابه وأنواعه وأساليب التخاطب والتواصل لدى المعوقين سمعياً وحاجاتهم وخصائصهم، ويحتاج أن يجيد طرق التواصل معهم بطرق مختلفة وبصفة خاصة بلغة الإشارة، كما يجب عليه أن يراعي ظروف كل فرد يتعامل معه على حدة بحيث يستخدم معه الأسلوب المناسب للتواصل معه.

 

4- من المعلوم أن الصم لا يمثلون نمطاً واحداً بحيث نتعامل معهم بطريقة واحدة، ولا أكون مبالغاً إذا قلت أن كل الأفراد المعوقين على اختلاف فئاتهم لا يمثلون نمطاً واحداً، قد تكون هناك بعض الصفات والسمات المشتركة العامة، ولكن بينهم من الفروق الفردية ما لا يستوعبه الإنسان، وبالتي لا ينبغي أن نتعامل مع الأشخاص المعوقين عامة والمعوقين سمعياً خاصة على أنهم نمط واحد، وإنما هم مجتمع لكل فرد فيه خصائصه، ومن هنا تحتاج كل فئة وكل فرد إلى مراعاة للفروق الفردية والعمل مع كل فرد حسب ظروفه.

 

5- ينبغي لمرشد التأهيل أن يسعى إلى تأسيس نوع من الألفة مع الشخص المتقدم منذ بدء وصوله للمركز وخلال مراحل العمل معه وتحقيق شروط العلاقة المهنية الآمنة اللازمة لتحقيق أهداف الإرشاد والتأهيل.

 

6- ينبغي لمرشد التأهيل أن يقيم علاقات مع المؤسسات الأخرى الموجودة في المجتمع سواء كانت طبية أو اجتماعية أو تعليمية أو تدريبية أو صناعية أو غيرها، والجهات التي تخدم المعوقين عديدة ومتنوعة وتعتبر روافد تصب في مركز التأهيل أو في المعاهد الخاصة بالفئة التي نعمل معها، وبالتالي يجب أن يكون هناك علاقة وطيدة بينه وبين تلك المراكز.

 

7- يحتاج المرشد إلى أن تكون له علاقة مع مجتمعات الصم أنفسهم ومع أنديتهم وأن تكون له علاقات مع آباء وأولياء أمور الصم أنفسهم .

 

8- على المرشد أن يحاول توصيل المعلومات إلى الأصم بالطريقة التي يمكنه أن يفهم بها هذه المعلومات.

 

الخطوة السادسة: إعداد خطة التأهيل الفردي

يمكن للمرشد أن يقوم بالاشتراك مع العميل أي المعوق سمعياً وبالرجوع إلى التقارير المتخصصة وما وصل إليه منها في التشخيص أن يقوم بإعداد خطة فردية للتأهيل، وغني عن الكلام أن هذه الخطة يجب أن تراعي الموارد وعامل الزمن وأن تتسم بالمرونة وأن تكون أهدافها والأنشطة الموصلة لهذه الأهداف واضحة.

 

ومن المعتاد أن يقوم مرشد التأهيل بعد التشاور مع العميل بعرض هذه الخطة على فريق يدعى فريق التأهيل والذي يضم متخصصين في المجالات الطبية السمعية والاجتماعية والمهنية والنفسية والتعليمية لمناقشتها وإقرارها ومن ثم إقرار تلك الخطة التأهيلية.

 

الخطوة السابعة: الخدمات التأهيلية

تشتمل هذه الخدمات على ما يلي:

1- الخدمات الاجتماعية: مثل توفير الإقامة الداخلية وسائر المواصلات والإرشاد الأسري لأسرة الفرد المعوق وتعديل الاتجاهات نحوه وتأكيد الاتجاهات الإيجابية، وتحديد البرامج الاجتماعية والترويحية التي يمكن تقديمها بهذا الشكل.

 

2- الخدمات التعليمية: وتشتمل على إعداد فصول تعليمية لمساعدة المؤهلين على تنمية الجوانب التعليمية لديهم أو التعلم من جديد بالطريقة المناسبة لحالتهم السمعية، وهذا ينصب أكثر على من يطرأ عليهم التعويق السمعي في سن المدرسة أو في سن متأخرة من المدرسة في المرحلة المتوسطة أو في المرحلة الثانوية ويحتاج إلى تعليم أو إعادة تعليم بعد أن أصبح معوقاً سمعياً، فإذا كان قد طرأ عليه هذا التعويق ولديه بعض الخبرات التعليمية يرشد ويوجه من خلال خدمات معينة حيث يواصل دراسته بوضعه الراهن.

 

3- الإعداد البدني: يشتمل على التأهيل السمعي والكلامي وذلك بتزويد المعوق سمعياً بالمعين السمعي المناسب، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ينبغي تدريبه على استخدام هذا المعين والإفادة منه بصورة فعالة وهذه نقطة مهمة جداً فمجرد تزويده بالمعين السمعي لا يكفي، وكثير من البرامج المقدمة هنا في المملكة أو في بلدان أخرى من العالم العربي تعاني من إهمال المعلمين والمعلمات والقائمين على تعليم وتأهيل الأفراد الصم لدور المعينات السمعية في إفادة هؤلاء الأفراد وفي الارتقاء بقدراتهم في تنمية مهاراتهم، وفي الاستفادة من البقايا السمعية عندهم وتدريبهم على مهارات التواصل.

 

المعينات السمعية لها دور كبير وفعال، بل هي جزء أساسي من العملية التعليمية التأهيلية، كثيراً ما نسمع تضجراً من أولياء الأمور من عدم وجود معين سمعي لأبنائهم ويبحثون عنه في كل جهة، وحينما يحصلون عليه لا يستفاد منه بشكل جيد وربما يرميه المعوق سمعياً ولا يضعه في أذنيه، وهذا ناتج عن قلة المعلومات التي يزود بها الأصم حينما يحصل على هذا المعين، ولقلة المعلومات نجد بعضهم أو أغلبهم لا يستفيدون من هذه المعينات السمعية.

 

ولا تكفي المعلومات العامة التي تعطى لهم عن هذه المعينات، ويجب أن تشتمل المعلومات التي يزود بها عن هذا المعين:

أ- ميزات هذا الجهاز.

ب- كيف يستفاد منه استفادة فعالة.

 

ومن شروط الاستفادة من المعين أن يدرب عليه تدريباً جيداً وأن يضعه في أذنيه بصفة دائمة وخصوصاً الطفل الصغير، ويقع مسؤولية الالتزام بهذه الشروط على ثلاثة أفراد وهم مرشد التأهيل ومعلم التربية الخاصة وولي الأمر، ويحتاج أولياء الأمور إلى توجيه من قبل مركز التأهيل سواء كان هذا التوجيه من قبل المرشد أو المعلم أو من الهيئة الإدارية، كما أن عليهم مسؤولية كبيرة في عدم متابعة الاستفادة من هذه الأجهزة.

 

ويؤسفني لدى زياراتي لهذه المعاهد أن أرى كثيراً من الطلاب لا يضعون هذه المعينات الفردية في آذانهم، وربما تجاوز الأمر إلى عدم الاستفادة من الأجهزة الحديثة المتطورة الجماعية الموجودة في الفصل، وقد رأيتها معطلة وحينما سألت عن أسباب هذا التعطيل وجدتها أسباباً واهية لا تقنع مربي ولا يوجد مبرر كاف في عدم استعمالها.

 

4- التدريب المهني: ويشتمل على تدريب الشخص على العمل الذي تم توجيهه إليه من خلال عملية الإرشاد وأثناء الفترة اللازمة للتدريب المهني، وقد سبق أن ذكرنا أن فريق التأهيل لا بد أن يكتب عن العميل تقارير مختلفة كل حسب اختصاصه وكل هذه التقارير ترمي إلى تحديد أن يتضمن التقرير مجالات العمل الموجودة في السوق ومدى قدرته على القيام بها مع وضع خطة تشغيل بناء على برنامج التأهيل، ويتم التدريب وفق الخطة وبرنامج التأهيل، ويمكن أن يتم برنامج التدريب في مراكز التأهيل أو في مواقع العمل الموجودة في المجتمع، وهناك ورش محمية يتم تخصيصها للمعوقين تكون هي مثابة برنامج تدريب وتشغيل، وكثيراً ما يمارس الطالب الأصم تدريبه في هذه الورش بعيداً عن أخطار الضوضاء والضجيج والأشياء التي يمكن أن يتعرضوا لها في مواقع العمل الطبيعية، وهناك تنوع في اختيار موقع التدريب سواء داخل المراكز أو في مراكز العمل المحمية أو ورش العمل شبه المحمية أو في مواقع العمل الطبيعية في المجتمع إذا كانت الظروف آمنة وتسمح بذلك.

 

5- التدريب على جوانب التوافق الشخصي: ويشمل ذلك تدريب الفرد على زيادة كفاءته في الوفاء بحاجات الحياة اليومية كالتعامل مع المجتمع والتعامل مع المواصلات ومعرفة الخدمات، وكيفية التقدم للالتحاق بعمل وسلوكيات العمل المناسبة، مع علاقته بأقرانه في العمل، بالإضافة إلى علاقته برؤسائه ومدرائه، وأيضاً أوصاف العمل وكفاءات العمل التي سيقوم بها أي متطلبات العمل وما ينبغي أن يتبعه إذا عرض له طارئ أو عارض يمنعه من ممارسة العمل يوماً ما، وما ينبغي أن يفعله إذا أراد الاستئذان من العمل لظروف طارئة وكيف يرفع من كفاءته وتقدير مسؤوليه له، كل هذا يتم تدريبه عليه من خلال ما يسمى بالتدريب على التوافق الشخصي.

 

الخطوة الثامنة: العودة للمجتمع

عودة الفرد المعوق سمعياً إلى المجتمع تتم بعد إعداده إعداداً كافياً لهذه العودة، وعودته إليه معناه تحقيق أهداف التأهيل، وقد تكون عودة الفرد إلى المجتمع في صورتها الأساسية من خلال الالتحاق بعمل مناسب إذا كان الشخص الذي تم تأهيله في سن العمل، وقد تكون العودة للمجتمع في صورة عودته للحياة الاجتماعية على صورة أفضل مما كانت عليه عند بدء التأهيل، الآن أُهل المعوق ومر بالبرنامج سواء كان طويلاً أو قصيراً، وخرج للمجتمع بعد تأهيله بصورة أفضل مما كان عليها حين جاء إلى المركز، وهذه الحالة أفضل من ناحية:

• التوافق الشخصي.

• تقبله لذاته.

• تقديره لذاته.

• تقبله لتعويقه.

• تقبل الآخرين له في الأسرة والمجتمع.

 

والهدف الأسمى الذي نسعى إليه من كل برامج التربية الخاصة والتأهيل هو أن نحقق للفرد كرامته وشعوره بقيمة ذاته، وأن هذه الآثار الناجمة عن التعويق ينبغي ألا تقلل من إحساسه بكرامته الإنسانية، وهو يسعى إلى أن يكون مواطناً صالحاً في حدود ما لديه من قدرات وفي حدود ما تلقى من تدريب وخدمات، ولكن أسمى أهداف برامج التربية الخاصة والتأهيل بالذات هو أن نحقق للفرد استقلالاً معيشياً واعتماداً تاماً على الله أولاً ثم على النفس، وأعني بكلمة تاماً وفاء برامج التأهيل بمتطلبات استقلاله واعتماده على نفسه حيث لا يستطيع أحد أن يصل إلى درجة الاستقلال التام، وإنما تحقيق أقصى قدر ممكن من الاعتماد على النفس والاستقلال المعيشي أياً كان الجو أو البيئة أو الأسرة التي ينتمي إليها.

 

الخطوة التاسعة: تتبع الحالة

لا يكفي إعادة الشخص إلى المجتمع سواء بإلحاقه بالعمل أو بإعادته للمجتمع في وضعه الطبيعي، وإنما يقوم مرشد التأهيل بتتبع الحالات التي أنهت مرحلة التأهيل، وذلك للاطمئنان عليهم سواء في مواقع العمل أو في أسرهم أو في المجتمع ولمعرفة مدى نجاح عملية التأهيل ونجاح ما حدده من أهداف لكل فرد على حدة.

 

الخطوة العاشرة: إقفال الملف

بعد الاطمئنان على نجاح تأهيل الفرد المعوق ينبغي أن يقفل ملفه مع الاحتفاظ به للرجوع إليه عند الحاجة حيث يستفاد منه في حالات مشابهة في المستقبل.

 

هناك بعض الملاحظات العامة على تأهيل المعوقين سمعياً للعمل، كثير من المعوقين سمعياً الذين يحضرون إلى مراكز التأهيل أو يحولون إليها يكون هدفهم الأساسي هو الحصول على عمل مناسب، وقد تسفر عملية الإرشاد التأهيلي أن المعوق قد لا يحتاج للعودة إلى عمله السابق إن كان لديه، وقد لا يحتاج أكثر من تزويده بمعين سمعي وتدريبه على استخدامه بالإضافة إلى تدريبه على بعض طرق التواصل إذا كانت درجة قصوره الطارئة تحتاج إلى استخدام طريقة تواصل أخرى، وفي حالات أخرى قد يحتاج الأمر إلى توجيه الفرد إلى مهنة مناسبة له ولظروفه وتدريبه عليها ثم مساعدته في الالتحاق بعمل مناسب أو عمل يناسب هذا التدريب.

 

إن المجال المهني للمعوقين سمعياً مجال واسع يشتمل على مئات من الأعمال وفرص التشغيل التي يمكنهم القيام بها، وهناك بعض القواعد التي ينبغي أن نراعيها في هذا الصدد وهي:

أولاً: يجب أن تكون المهنة التي يختارها الفرد المعوق سمعياً ويوجه إليها متلائمة مع حالة السمع لديه سواء من ناحية القيام بها أو الوفاء بتعليماتها أو حاجاتها الخاصة فيما يتعلق بالسلامة والأمن الصناعي، وعموماً فإن الأعمال التي تشتمل على ضوضاء أو التي تعرض المعوق سمعياً لاختلال التوازن أو التي تحتاج منه إلى حفظ التوازن أو إلى تخاطب مستمر بالكلمات أي تخاطب شفوي لفظي ينبغي ألا يمارسوها وألا يدربوا عليها حيث لا تناسب مثل هذه الحالات.

 

ثانياً: يميل الصم بصفة عامة إلى الأعمال التي تحتاج إلى مهارات يدوية أكثر من الأعمال التي تحتاج إلى قدرات ذهنية كبيرة.

 

ثالثاً: عند تقويم قدراتهم المهنية يجب البعد عن الاختبارات اللفظية أو الاختبارات التي تجري على الورق وبالقلم والتركيز على طرق التقويم العملية سواء باستخدام عينات تمثل نماذج من العمل أو التقويم في مواقع العمل الحقيقية.

 

من ملاحظاتي الشخصية أن الصم يميلون للتأثر بعضهم ببعض، ويمكننا أن نستخدم أساليب إرشادية في هذا الصدد مثل استخدام النماذج السلوكية والإرشاد عن طريق الزملاء والأقران الصم ممن سبق لهم تلقي خدمات تأهيلية.

 

أخيراً يحتاج أصحاب الأعمال إلى معلومات كافية عن ظروف الأصم، ويجب على مركز التأهيل مساعدتهم في هذا الجانب لتحقيق مستويات أعلى من التوافق المهني للصم، ومن الأمور الواجبة إرشاد القطاعات الخاصة وقطاعات الأعمال وأصحاب الأعمال إلى كيفية التعامل مع الصم، وبالمناسبة هناك نظام أقرته منظمة الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية كتشريع يكفل حق المعوقين في العمل وتطبقه المملكة وهو أن كل قطاع حكومي أو خاص يجب أن يحفظ (5%) من الوظائف للأفراد المعوقين أياً كان نوع التعويق، بحيث لا ينافسهم فيها أحد حتى نضمن لهم التشغيل الجيد.

 

ويحتاج المجتمع بصفة عامة إلى توعية مركزة ومستمرة حول مشكلات المعوقين سمعياً وظروفهم وخصائصهم حتى تتعدد اتجاهات المجتمع إيجاباً نحوهم.

 

دكتور: زيدان:

نشكر لسعادة الدكتور (عبد الغفار) رؤيته الواضحة لعملية التأهيل في إطارها الشامل وذلك من خلال عناصر عملية التأهيل التي تفضل بتوضيحها مشكوراً وتمثلت في:

• عملية التقييم والتشخيص في الجوانب المختلفة للفرد المعوق سواء كانت طبية أو نفسية أو اجتماعية أو مهنية.

• ومن ثم عملية الإرشاد والتوجيه والتي تهتم بتفسير المعلومات المتوافرة وتحليلها والعمل على تحديد الأهداف المهنية بمشاركة الفرد المصاب والتي اعتبرها المحور الرئيس في العملية التأهيلية والتي بحق تعتبر من أهم الوظائف التي يقوم بها أخصائيو التأهيل.

• ثم تعرض لتنفيذ خطة التأهيل وذلك بتحديد الأهداف أو الخدمات اللازمة المتمثلة في اختيار مؤسسة التدريب الملائمة وتحديد فترة التدريب.

• تقديم الخدمات التي من شأنها تحقيق الأهداف المتوخاة.

• متابعة تقويم أداء الفرد أثناء عملية التدريب.

• متابعة الفرد بعد التشغيل للتأكد من رضاه عن العمل ولتحديد مدى حاجته إلى خدمات إضافية.

 

ولا شك أن المعيار الرئيس للحكم على فعالية الخدمات التأهيلية هو تشغيل الشخص المعوق فالتأهيل لا يكتمل إلا إذا تم الحصول على مهنة مناسبة ويجب أن نتوخى جميع خدمات التأهيل التي تقدم تحقيق هذا الهدف.

 

والآن نفتح المجال للمناقشة.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... مداخلتي تتعلق بالقواعد أو العموميات التي ذكرها الدكتور (الدماطي)، ونحن لا نختلف معه في هذه القواعد العامة، وكان بودي أن يتعرض بعد ذكر القواعد العامة وأسس تأهيل برامج المعوقين إلى خصوصيات المنهج بحسب متطلبات كل مجتمع، وأريد أن أتساءل هنا عن برامج التأهيل المناسبة للمعوقين سمعياً في المملكة بالإضافة عدم تعرض المحاضر إلى تحليل المهنة في سوق العمل السعودي على ضوء الزيارات الميدانية المفترض أن تقوم بها الجهة المعنية في وزارة العمل أو في الديوان العام للخدمة المدنية باعتباره جهة تشغيل لمعرفة المناسب من المهن للمعوق سمعياً وغير المناسب، وما رأي الدكتور في إنشاء مكتب في الديوان العام للخدمة المدنية لمتابعة تشغيلهم في القطاع الخاص، وأذكر بأن بعض مؤسسات المعوقين تصمم استبياناً خاصاً بالمعوق يبدأ عمله من أول التحاقه بالمؤسسة التعليمية أو التأهيلية إلى أن ينتهي إلى آخر مراحل التعليم أو التأهيل الحرفي، يسجل فيه جميع الملاحظات حول قدرات المعوق وينتهي هذا الاستبيان إلى يد المسؤول عن جانب التشغيل سواء كان ذلك في الديوان العام للخدمة المدنية أو في وزارة العمل ليستفاد من ملاحظات هذا الاستبيان في تحديد مجالات العمل المناسبة لهذا المعوق.

 

أما فيما يتعلق بموضوع برامج التأهيل أو إعادة التأهيل فهذا موضوع أختلف فيه مع الدكتور (الدماطي) اختلافاً واضحاً، نحن في العالم العربي لا نفرق بين التأهيل وإعادة التأهيل، فالتأهيل غالباً يتضمن برامج طويلة المدى بحيث يدرب الإنسان على مهنة لمدة لا تقل عن (6) أشهر وربما تصل إلى سنتين، وبالتالي نؤهله في عمل معين لم يسبق له التأهيل فيه وهذا هو ما يسمى في اللغة الإنجليزية (هابيليتيشن)، أما إعادة التأهيل، فكان بودي أن يتعرض الدكتور للفرق بينها وبين التأهيل، لأن إعادة التأهيل هو إعادة تأهيل شخص فقد المهارة في عضو معين أو في جزء معين من جسمه، كمن كان يكتب بيده اليمنى ثم حصل حادث - لا سمح الله - فنعيد تأهيله للكتابة بيده اليسرى، وكسائق يعتمد في قيادته للسيارة على إحدى رجليه وفجأة قطعت هذه الرجل، ومن هنا نريد أن نعيد تأهيله للاعتماد على عضو آخر من الجسم، وبرامج إعادة التأهيل القصيرة المدى غير موجودة في مؤسساتنا، ولم تؤخذ بعين الاعتبار من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

 

الدكتور: عبد الغفار الدماطي:

كل النقاط التي أثارها الأستاذ (عبد الرحمن) في ذهني غير أن الوقت المخصص للمحاضرة لا يكفي لإثارتها، كما أننا لسنا هنا في موقف من يخطط لبرنامج تأهيلي يقدمه لجهات متخصصة ويطلب منهم تنفيذه، ولسنا هنا بصدد تحليل المهمات التشغيلية التي ينبغي أن يدربوا عليها، كل هذه أمور موضوعة في الاعتبار، غير أنها يتم وضعها عند الطلب، ونحن هنا في هذا المقام نعرض لمحة سريعة عن برامج التأهيل وما ينبغي أن تكون عليه، ولو تحدثنا عن فرص التشغيل فقط لاستغرق الوقت محاضرة وربما محاضرات.

 

وفيما يتعلق بموضوع التأهيل أو إعادة التأهيل والفرق بينهما وأي الحالات تتلقى تأهيلاً وأي الحالات تتلقى إعادة تأهيل هذا أمر يحتاج كذلك إلى ساعات للحديث عنه، معروف سلفاً أن التأهيل (هابيليتيشن) يوازي برامج التربية الخاصة التي تبدأ مع الأفراد المعاقين منذ الولادة، وفيما يتعلق بالتعويق السمعي فالتأهيل يهدف إلى العناية بهم ورعايتهم منذ ما قبل اكتساب مهارات اللغة والتواصل ويستمر معهم طيلة مرحلة الطفولة المبكرة ثم المرحلة التمهيدية ثم المرحلة الابتدائية بمستوييها الأولى والمتقدم ثم المرحلة المتوسطة وقرب نهايتها يبدأ التركيز على الجانب المهني بالتعرف على الميول والقدرات والاستعدادات، وهناك استمارات واختبارات مخصصة لهذا الغرض، بحيث يتم التعرف على ميول هذا الشخص وقدراته واستعداداته لتدريبه على هذه الأعمال التي يمكن أن يقوم بها، فإذا وصل إلى المرحلة الثانوية يعطى تدريباً مهنياً مكثفاً ملائماً لكل ميوله وقدراته متضمناً كل ما تم التوصل إليه من خلال التعامل معه في المرحلة المتوسطة، هذا فيما يتعلق بجانب التأهيل.

 

أما فيما يتعلق بإعادة التأهيل ونعني به فقد قدرة معينة في أحد أعضاء الجسم نتيجة لعارض ما ويحتاج الأمر لإعادة تأهيله في هذا الجزء ليقوم بوظيفته السابقة، وهؤلاء الأفراد يحتاجون إلى إعادة تأهيل في برامج قصيرة تركز على معرفة المشكلة التي نشأت نتيجة للعائق وبالتالي يحاول البرنامج إعادة الثقة له بعمله السابق وفق ما تتطلبه الحالة ووفق ما يراه أخصائي التأهيل، وبرامج إعادة التأهيل غالباً تتعلق بكبار السن الذين سبق أن دربوا أو أهلوا في عمل معين ثم فقدوه نتيجة لطارئ معين كما سبق.

 

الأستاذ: عبد الله الخليف[4]:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أثني بالشكر لسعادة الدكتور الفاضل على هذه المحاضرة القيمة المركزة التي نقلنا فيها إلى أجواء جديدة بالنسبة لي ومفيدة، كما أشكر الأستاذ (عبد الرحمن الخلف) على نشاطه وهمته لتبنيه مثل هذه الندوات المفيدة.

 

وتساؤلي: ماذا نستطيع أن نسمي معاهدنا؟ هل نسميها معاهد تأهيل أم معاهد تعليم؟ حيث أنها تجمع في منهجها الحالي بين الجانبين، هل دار في بحث سابق تساؤل حول هذه النقطة؟ وهذا يقودني إلى تساؤل آخر عن موقعنا مما طرحه سعادة الدكتور من النقاط العشرة حول تأهيل المعوقين سمعياً، وماذا حققنا؟ وكيف واقع المعاهد والمستفيدات منها مما هو معمول به في معاهد التعليم الخاص؟

 

الدكتور: عبد الغفار الدماطي:

بالنسبة للاستفسار الأول: غموض مصطلح التأهيل ناتج عن كونه مصطلح إنجليزي، وقد أطلق على الخدمات التي تقدم للأفراد المعوقين في بداية الأمر اسم (ريهابيليتيشن) بينما البرامج التي تعني ببناء طاقات الفرد المعوق وقدراته وإمكانياته وتنميتها مع جوانب النمو هذه البرامج تعني تأهيل (هابيليتيشن)، وهذا هو التأهيل بمعناه الدقيق، أما (ريهابيليتيشن) فهو إعادة التأهيل وليس تأهيلاً، في العالم العربي يطلق (ريهابيليتيشن) ويعنى به الجانبين وهذا الاستعمال خطأ شائع، (هابيليتيشن) تعني بناء وتربية وتعزيز ومساعدة الفرد على بناء وتطوير قدراته وطاقاته والتربية الخاصة توازي التأهيل (هابيليتيشن)، أما الأفراد الذين يفقدون أو يعانون من قصور طارئ في أحد الجوانب سواء الجانب السمعي أو الجانب البصري أو الجانب الحركي أو الجانب الصحي أو أياً كان الجانب الأدائي، هؤلاء يتم إعادة تأهيلهم إذا كانوا في سن فوق سن التعليم أو أعلى من ذلك، فإننا في هذه الحالة نعيد تأهيلهم وذلك بمحاولة إكسابهم قدرات بديلة أو رفع مستوى قدراتهم المتبقية لنعوضهم عما فقدوه أو نأهلهم لكي يواصلوا تعليمهم من جديد رغم ما أصابهم من قصور، وفي هذه الحالة يجب أن يمروا ببرنامجين:

• إعادة تأهيل: لمواصلة دراستهم.

• وتأهيل: لإعدادهم للمستقبل المهني.

 

فهناك خيط رفيع يربط بين هذين البرنامجين:

• ونفضل استخدام مصطلح (التربية الخاصة) بالنسبة لكل من هم في سن المدرسة أو الأفراد الذين يعانون من حالات عوق ولادية كما يسمونها أو جاءت لهم في سن قبل المدرسة.

• واستخدام مصطلح (ريهابيليتيشن) (إعادة تأهيل) للأفراد الذين طرأ عليهم العوق في سن متأخرة.

 

النقطة الثانية: كثيراً ما تحدثنا عنها وفكرنا فيها، وهي مدى تطبيق معاهد التربية الخاصة لفلسفة التربية الخاصة وأسسها وما تهدف إلى تحقيقه من أهداف، والكوادر البشرية التي نخرجها من قسم التربية الخاصة ونعدها للعمل مع فئات المعوقين وعلى الأخص التعويق السمعي نتلقى منها كثيراً من الملاحظات، منها أنهم لا يستطيعون تطبيق كثيراً من النظريات وطرق التدريس التي تعلموها بحجة أن النظام يعوقهم، ويعللون تعويق النظام لهم بقولهم (إن التربية الخاصة تعتمد على العمل الفردي) وهذا لا نختلف معهم فيه، ولكن هذا العمل الفردي محدود باحتياجات وخصائص الشخص الذين يعملون معه، وبالتالي هناك من الخصائص المشتركة ما يسمح بالعمل الجماعي مع هؤلاء التلاميذ والتلميذات، وهناك من الخصائص والاحتياجات ما يحتم ضرورة العمل بصورة فردية، فحينما يأتي الأستاذ ويجد أن هناك منهجاً موحداً يطبق على كل الأفراد في نفس الصف ويدرس الموضوعات نفسها والكتب نفسها فالمعلم يجد نفسه مسؤولاً أمام موجه وجهة في الوزارة تتابعه في تطبيق المنهج موزعاً على أيام وأشهر السنة الدراسية، ويحاسب على التأخير والإسراع في تقديم هذا المنهج، وهو مضطر لكي يرضي متطلبات العمل ومسؤولياته من الناحية الرسمية أن يمشي على هذا الأساس بينما يجد أن بعض التلاميذ أو التلميذات غير مستوعبين لمفردات هذا المنهج مع أنهم يمكن أن ينجزوا شكلياً أمامه كتابة وقراءة بعض المفردات وإلى حد ما فهمها[5].



[1] انظر ترجمته في المحاضرة الخاصة به.

[2] المحاضرة بتاريخ 15/11/1416هـ.

[3] الشخص الذي يطلب الخدمة يطلق عليه في اصطلاح التأهيل (العميل).

[4] الأمين العام للتعليم الخاص برئاسة تعليم البنات.

[5] المحاضرة رقم (16) من كتاب لقاءات علميّة وثقافية في المكتبة الناطقة إعداد ومراجعة وتعليق الأستاذ/ عبد الرحمن بن سالم العتيبي





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أمراض الأذن ومشكلات السمع
  • رعاية المعوقين
  • النهوض بتشغيل الشبان

مختارات من الشبكة

  • برامج المشاهدة في الإذاعة المدرسية وأهدافها(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • استخدام المدخل التأهيلي في الخدمة الاجتماعية لتدعيم اتجاهات أطفال الشوارع نحو برامج التأهيل المهني(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • تواصل لا تفاصل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أقسام برامج الإذاعة المدرسية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • جوانب الحماية القانونية للمعوقين(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مؤلفات في أولي الضرر (بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين 3/12/2014م)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • روسيا: مسلمو تتارستان يدشنون مشروع ملجأ للمعوقين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الوسائل والأجهزة التعويضية للمعوقين(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • دور الجهاز العصبي في استعادة الوظائف الحركية للطفل المعوق باستخدام بعض البرامج التأهيلية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التخطيط العام لبرنامج التحصين التدريجي في العلاج للإعاقة البصرية(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب