• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية الخاصة
علامة باركود

أمراض الأذن ومشكلات السمع

أ. د. سراج مصطفى زقزوق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/8/2011 ميلادي - 25/9/1432 هجري

الزيارات: 193067

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المحاضرة (15)

أمراض الأذن ومشكلات السمع

للأستاذ الدكتور/ سراج مصطفى زقزوق

رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة في المستشفى الجامعي

وكبير الأطباء في كلية الطب جامعة الملك سعود


ألقيت في مبنى المكتبة المركزية الناطقة

بالرياض في 22/10/1416هـ


أدار هذه الجلسة وقدمها

الدكتور/ عبد الغفار الدماطي

الأستاذ بقسم التربية الخاصة كلية التربية

جامعة الملك سعود

 

دكتور: عبد الغفار الدماطي[1]:

بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الأخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسعدني أن نلتقي بكم في هذه الليلة مقدماً لكم علماً بارزاً في مجال الطب السمعي والتأهيل للمعوقين سمعياً، متحدث الليلة هو الدكتور (سراج مصطفى زقزوق) الذي طالما استفدنا من عمله وبحوثه في مجال تخصصنا في قسم التربية الخاصة جامعة الملك سعود، وطالما تخصصنا في قسم التربية الخاصة جامعة الملك سعود، وطالما أشرت في مجال تدريسي لطلابي إلى كثير من آراءه الطبية وجهوده البارزة في مجال طب السمع والأذن، وسوف نستمع إليه الآن وهو يتحدث في محاضرته القيمة أود أن أوجز الحديث عن بعض ما أعرفه عن حياته العملية، هو من مواليد مكة المكرمة وله والحمد لله ثمانية أبناء، وقد حصل على عدد من الدرجات العلمية مروراً بالبكالوريوس وانتهاءً بدرجة الدكتوراه من جامعة القاهرة.

 

ومحاضرنا له تاريخ طويل من الخبرة العلمية والأكاديمية والتعليمية تمثل قاعدة عريضة طويلة للجهود التي بذلها وما زال يبذلها في مجال تخصصه، هذا المجال الذي تحيط به ألغاز كثيرة مازلنا نبحث عن حلول لها ونعني به مجال التعويق السمعي والاكتشافات التي نود أن نراها حقائق واقعة عملية في مجال علاج طب الأذن ومشكلات السمع.

 

والأستاذ الدكتور سراج زقزوق يعمل حالياً أستاذاً وكبيراً للاستشاريين بكلية الطب ومستشفيات جامعة الملك سعود، ويقوم حالياً بعمل دراسة عن : (الصم - مدى انتشارهم - مشكلاتهم في المملكة) وذلك بحث ميداني بتمويل وتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ويهدف البحث إلى القيام بمسح شامل للصم، ونعني بالمسح الشامل التعرف على عددهم وحجم انتشارهم ومدى وقوع الحالات في المجتمع بصفة عامة والمجتمع السعودي بصفة خاصة، وأعتقد أن البحث يقتصر في مرحلته الأولى على مسح شامل للصم في مدينة الرياض وسوف يغطي مساحة المملكة ككل فيما بعد.

 

وخلال الأيام الماضية شارك الأستاذ الدكتور ضمن فريق طبي في زرع القوقعة الإلكترونية في الأذن الداخلية للأفراد الذين يعانون من فقدان السمع، وهذه العملية من العمليات الرائدة الدقيقة جداً في مجال طب الأذن ومشكلات السمع والتي نأمل أن تؤتي ثمارها يانعة إن شاء الله لأن فيها الخير كل الخير بالنسبة لهذه الفئة من المعوقين.

 

وأترك الحديث الآن للأستاذ الدكتور سراج زقزوق.

 

دكتور: سراج زقزوق:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين بالنسبة لحاسة السمع فقد فضلها الله سبحانه وتعالى وقدمها على النظر والحواس الأخرى غير أنها جميعاً مهمة بالنسبة للإنسان، وحاسة السمع لدى الإنسان تختلف عنها عند الحيوان في أن الحيوان يستعملها للحماية أو لتحديد مصدر الصوت وللابتعاد أو الاقتراب من المصدر حسب الحالة التي هو عليها، ولذا نرى أن أكثر الحيوانات آذانها لها عضلات كبيرة يمكن بها إدارة صوان الأذن في عدة اتجاهات بحيث يستطيع الحيوان أن يجد مصدر الصوت ومن ثم يبتعد أو يقترب منه، ولكن لدى الإنسان نجد أن الأذن التي نراها حول الرأس هي صوان الأذن أو الأذن الخارجية وليست هي الأذن التي نسمع بها، ومهمتها ضعيفة جداً بالنسبة للإنسان في تجميع الصوت ومن ثم توجيهه إلى داخل الأذن.

 

والأذن الداخلية هي جهاز دقيق جداً لاستقبال الصوت ومن ثم تحويل هذا الصوت إلى إشارات كهربائية تمتد خلال العصب السمعي إلى مراكز السمع في المخ وبالتالي ترجمتها إلى الأصوات وفهمها، وهناك بعض المراكز في المخ تستطيع أن تفهم ما هو المقصود بهذه الكلمات حسب ما تعلم الإنسان ومن ثم تخزين هذه الأصوات والنبرات في أماكن معينة بالمخ حتى يتوفى الله الإنسان، وبعضنا ربما جرب في بعض الأحيان إذا سمعت صوتاً غاب عنك سنوات وسمعت هذا الصوت تستطيع في أقل من لمح البصر أن تتذكر أن هذا صوت فلان أو صوت فلانة وبدون حاجة إلى استرجاع الكمبيوتر أو العمليات الحسابية المعقدة، كل ذلك يتم في أقل من جزء من الثانية وهذه عظمة الله سبحانه وتعالى تتجلى في هذه الخلايا الضعيفة الصغيرة التي إذا تأثرت ببعض الأمراض أو بالأدوية أو ببعض الحوادث لا يمكن أن تعود مرة أخرى مع الأسف، ولذلك حفظ الله سبحانه وتعالى الأذن الداخلية في عظمة من أشد عظام الجسم صلابة في قاع جمجمة الرأس، وهذه العظمة لصلابتها سميت بالعظمة الصخرية لأنها شديدة كالصخر، ورغم هذه الحماية إلا أنه أتت إلينا في هذه الأيام الأصوات العالية والتلوث البيئي وأصبح يصل إلى هذه الخلايا الموجودة داخل نفق طويل بالنسبة للأذن ويبلغ حوالي ثلاث سنتيمترات إلا ربع، وهذا النفق الذي بدأ يكتشف الآن بواسطة الميكروسكوبات الإلكترونية وجدوا به عدداً كبيراً من الخلايا أكثر من (30000) خلية وكل خلية لها فروع ووضع معين، عندما رأيت هذا في أحد المراكز في (بلجيكا) وفي (بريطانيا) ذهلت، وازددت إيماناً بالله وقدراته وبعظمته سبحانه وتعالى، هذه الخلايا مرصوصة رصاً جميلاً وبمجرد سماع الصوت تنقبض وتنفرج وتقصر وتطول حسب شدة الصوت، وفي لمحات تتحول هذه الأصوات إلى إشارات كهربائية وتذهب إلى المخ ويعمل في أشياء كثيرة من مراكز السمع، ويتصل مركز السمع بمراكز أخرى في الجسم منها العضلات والحركة، بحيث إذا مشى أحدنا في الشارع وكان هناك صوت شديد يفزعه فربما يقفز إلى مكان آخر مبتعداً عن هذا الصوت المزعج، وكل هذا يتم بناءً على التأشيرات التي وصلت إلى المخ عن طريق الأذن.

 

هذه الخلايا تتصل بأعصاب أو ألياف عصبية وهذه الألياف تم حصرها ويبلغ عددها بالتقريب حوالي (25000) ليفة عصبية، وقد مثلوها بالكابل الكهربائي الذي بداخله الأسلاك الرفيعة، كل ليفة عصبية من هذه الأليف تتصل بأكثر من خلية وليس بخلية واحدة، وبالتالي يمكن لجزء من الخلايا حسب شدة الصوت وذبذباته أن تنقبض وتصل الإشارات إلى المخ ليفهمها ومن ثم يترجمها أو يتفاعل معها حسب ما علمنا الأطفال منذ الصغر.

 

وبدون السمع لا يمكن أن يتكلم الإنسان، إذا لم نسمع لا نتكلم، ولذا نجد أن بعض المرضى الأطفال الذين يولدون بدون سمع لا يتحدثون، والسبب هو أن مراكز السمع متصلة بمراكز الكلام ويتعلم الإنسان الكلام بالمحاكاة، يسمع الطفل الكلمة ثم يرددها، فإذا كان عربياً تكلم اللغة العربية وإن كانت بيئته تتحدث بلغة أجنبية ردد ما سمع، ومثلاً نحن عندما نسمع لغة لا نفهمها كالصينية مثلاً أو اليابانية فالكلمات نسمعها وتصل إلى مراكز المخ ولكن لا نفهمها لأننا لم نتعلم هذه اللغة.

 

ما هو دور القلب في السمع؟

حتى الآن لم يصل العلماء إلى علاقة مباشرة لكي نعرف أن القلب له صلة بالسمع ولكن هناك صلة ضخ الدم إلى الأذن الداخلية أو إلى المخ بحيث إذا قل هذا الدم أو قلت مادة الأكسجين في الدم أثناء الولادة المتعسرة فنجد أن هذه الخلايا تتأثر وتموت وبالتالي يُفقد السمع، فالقلب له دور كبير، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾[2]، فالقلب هو المركز الرئيس في الجسم وليس المخ كما ندرس في كلية الطب، القلب له فضل كبير وهو أهم شيء في الإنسان (إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله) وقد قال أحد الشعراء (ورب مستمع والقلب في صمم) فهل يصاب القلب بالصمم؟ نعم، إذا لم يركز القلب مع الأذن ومع المخ لا يمكن أن تجلس وتسمع اللغة وتسمع الكلام ولا تعيه ولا تتدبره ولا تفهمه ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾[3]، فالسمع ليس فهماً لنتعلم اللغة فقط ولكن لنتفاعل مع الناس والمجتمع والأطفال والأسر، نستمع إلى كل شيء نستمع إلى القرآن وإلى أحاديثنا ثم نتداول هذه الأحاديث بيننا، فوجود هذا الجهاز السمعي أو المستقبل السمعي داخل هذه العظمة الشديدة الصلابة لحمايتها من العبث ومن الأمراض، ورغم ذلك فالأمراض العصرية أصبحت تطغى على الأمراض العادية التي يمكن علاجها، الضوضاء في الشوارع الآن وفي البيوت وفي التلفاز أو الإذاعة، ونجد أن بعض الشباب مع الأسف الشديد يرفعون أصوات المذيعات إلى درجات عالية وهذا يسبب موت بعض الخلايا في الأذن الداخلية ومن ثم لا يسمع بعض النغمات أو بعض الأحرف، والإنسان الذي يصاب بهذه العاهة ويسمع بعض الكلمات ولا يتبين بعض الحروف التي تضيع في ضمن الكلام وبالتالي تضيع الكلمة منه، فلو قلنا مثلاً كلمة (كرسي) لو لم يسمع السين يتحول اللفظ إلى (كر) ويفهم شيئاً آخر غير (الكرسي)، فإذا كانت في سياق جملة معينة لا يستطيع أن يتفهم هذه الجملة وبالتالي يقول: (أنا أسمع الكلام ولكني لا أفهم ماذا يقول المتحدث)، وهذه العاهة الشديدة مع الأسف العميق الأطفال والشباب أكثر الناس تعرضاً لها الآن بدون وعي ولا إدراك لما قد يكون مستقبلاً من تأثير على سمعهم، وخصوصاً عندما تتقدم بهم السن إذ أن أمراض الشيخوخة تزيد مع ذلك، فبالتالي ربما يصبح أصماً ويعاني من صمم شديد أو ضعف سمعي شديد، فمما ننصح به وقاية الأطفال من الأصوات العالية في البيوت وما يحدث في قصور الأفراح وعبر مكبرات الصوت من أصوات مرتفعة تؤذي الأذن بدون شك، فهذا الارتفاع في الأصوات قد يميت خلايا السمع في الأذن على المدى الطويل أو القصير.

 

والأذن الداخلية التي بها السمع أيضاً بها مراكز للتوازن ولذلك إذا أصيب أحد بصوت عالي يفقد سمعه في ثواني ومن ثم يفقد توازنه وربما أدى ذلك إلى تقيئه.

 

الأكلات السريعة والمواد الحافظة في كثير من العصيرات التي نشربها ويشربها أطفالنا مع الأسف الشديد هذه المواد تسبب تسمماً في داخل الجسم ومن ضمنها الأذن، فالأذن كجزء من الجسم يتأثر بهذه المواد.

 

كثير من الإخوان مع الأسف نراهم يحكون آذانهم بمواد حادة بعود الكبريت أو بالمفتاح أو بأي شيء تصل إليه أيديهم ومثل هذه الأعمال تؤثر على الطبلة الموجودة في داخل الأذن وتبعد حوالي (2,5) سنتيمتر عن الطرف الخارجي.

 

يوجد في الثلث الأول من الأذن الصماخ أو الشمع ووظيفته حماية الطبلة من الأتربة أو الحشرات أو أي شيء خارجي آخر، غير أن كثيراً من الناس يحاول إزالة هذه الطبقة الشمعية ويسمونها (وسخ) وهي ليست بوسخ هي لحماية الأذن ويجب ألا ترفع إلا في الحالات التي يتجمع فيها هذا الصماخ، ومن ثم يؤدي إلى انسداد الأذن الخارجية وعدم إيصال الصوت إلى الأذن الداخلية ويجب أن يتم ذلك بواسطة أخصائي أو متخصص في طب الأذن، كثيراً ما نرى بعض الأطباء غير المتخصصين في بعض المستشفيات يغسلون الأذن عدة مرات بواسطة الأجهزة الحديثة التي تشبه المسدس المائي وهذه تؤدي إلى انشقاق الطبلة أو إلى تأثير عكسي على السمع.

 

أمراض الأذن التي يمكن علاجها هي أمراض الأذن الوسطى والخارجية، ومن هذه الأمراض التهابات الأذن الوسطى وخصوصاً لدى الأطفال، وهذه الأيام نرى أن هناك التهابات متكررة ناتجة عن تغييرات في الجو وفي انتشار الحساسية في المملكة نسبة (30%) عما كانت عليه منذ (10) سنوات بسبب استيراد الأجهزة واستيراد بعض الأشجار حيث أن أكثر الأشجار الموجودة في الشوارع غير طبيعية وتسبب الحساسية في الجهاز التنفسي العلوي الأنف والجيوب الأنفية والصدر، وتأثير الحساسية على السمع والأذن يأتي ثانوياً نتيجة الحساسية في الأنف، وكثير من الأطفال نراهم يأتون إلى العيادات لأخذ علاج ومضادات حيوية وهم في الحقيقة لا يحتاجون إلا إلى الابتعاد عن أسباب الحساسية مثل بعض الأشجار والقطط، والابتعاد عن أسباب الحساسية مهم جداً لحماية الأذن كما هو لحماية الجهاز التنفسي.

 

هناك بعض الأشخاص يتناولون أدوية سامية للأذن ومع الأسف أكثرهم يتناولونها بوصفة طبية من غير متخصص، والأدوية التي تؤخذ عن طريق الحقن أخطر من الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، وخصوصاً بعض الأدوية التي هي أرخص من الأدوية الأخرى وسريعة المفعول ولكنها أيضاً سامة بالنسبة للأذن الداخلية، وللأسف إذا ماتت الخلايا في الأذن الداخلية فلا يحييها إلا الله سبحانه وتعالى ولا ترجع أبداً لذا لا بد من حمايتها من كل هذه الأضرار.

 

البحث الذي أجريناه هنا في الرياض بيَّن أن حوالي (20%) من الأطفال في خطر الإصابة بضعف السمع أو الصمم وذلك من سن سنة إلى (12) سنة، وأن (7,7%) مصابون بضعف في السمع أو الصمم.

 

تعريف الصمم:

هو فقد السمع كلية تقريباً، والأصم هو الذي لا يسمع أي صوت وتبلغ شدة صممه (90) إلى (100) (دي سي بيل) وهو وحدة قياس شدة الصوت التي تستعمل في قياس مقدار الصمم.

 

ووجدنا في هذا البحث أن نسبة ضعف السمع ناتجة بإذن الله عن أمراض الأذن الوسطى، وهذه لحسن الحظ نستطيع أن نقول أنه يمكن علاجها بإذن الله، والعلاج ليس من الطبيب فقط وإنما تقع مسئوليته الأولى على الأسرة، فعليها حماية الطفل وحماية الصغار وحماية الكبار من الأدوية ومن مسببات الالتهابات المتكررة في الأذن ومن ضمنها الحساسية كما أسلفت.

 

وقد اتضح من الدراسة أن حوالي (60%) - (68%) من الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع مرضهم بسبب التهابات الأذن الوسطى، وكثير من الأسر لا يسارعون في العلاج بل وربما أهملوا أطفالهم والبعض منهم يذهبون إلى الأطباء غير أنهم لا يداومون على العلاج ولا يتابعون مرضاهم في مراجعة الأطباء بشكل مستمر، وأحياناً ربما يصرف علاج للطفل غير أنه لم يكن هو الدواء المفيد في مثل هذه الحالة، فلا يجب أن نهمل علاج التهابات الأذن الوسطى باعتبار أنها أمور بسيطة، فربما تكون فعلاً بسيطة في بداية الالتهاب غير أنها إذا أهملت قد تؤدي إلى ضعف سمع متوسط وربما يتدرج إلى أن يصبح شديداً حيث أن بعض الأمراض أو البكتريا التي تسبب هذه الأمراض ربما تتسلل خلال عظمة الركاب إلى داخل الأذن الداخلية فتسمم خلايا الأذن الداخلية التي لا يمكن إرجاعها بعد ذلك إلا بإذن الله.

 

أما بالنسبة للعظيمات السمعية أو طبلات الأذن ففي الإمكان علاجها بواسطة الجراحين إما بتغيير هذه العظيمات أو بوضع بديل يتمثل في مادة السيراميك أو البلاستيك أو غيره.

 

وهناك سبب مهم من ضمن أسباب ضعف السمع أو الصمم وهو عامل الوراثة، وقد وجدنا أن أكثر الأسباب المؤدية إلى الصمم أو ضعف السمع الشديد هو الأمراض الوراثية بمعنى أن أحد الأبوين أو كليهما يحمل صفة من صفات ضعف السمع في الجينات المكونة له ومن ثم تجتمع هذه الجينات في الطفل بنسبة (1) - (4) بمعنى أن واحد من كل أربعة أطفال يحمل صفة من صفات ضعف السمع، إذا كانت الصفة سالبة أو متنحية كما تسمى، أما إذا كانت الصفة سائدة فتظهر في كل الأطفال مع الأسف وقد رأينا كثيراً من الأسر فيها كل أبناءها وبناتها مصابون بالصمم، وهذه الإصابة توجد غالباً في بعض الأسر التي يكثر فيها التزاوج من نفس الأسرة غير أن هذا لا يعني أن الزواج من الأقارب يسبب الصمم، فربما يؤدي التزاوج من الأقارب في بعض الأحيان إلى تحسين النوع وذلك إذا اختفت هذه الصفة الوراثية من تاريخ الأسرة.

 

ويجب أن نعلم أنه حتى يتم توريث هذه الصفة للأبناء يجب أن تكون هي أصلاً موروثة من الآباء وليست مكتسبة أثناء حياة الفرد، بمعنى أنه إذا أصيب أحد الأبوين بصفع على الوجه أو في حادث سيارة أو بمرض طارئ فهذا لا يحمل الصفة الوراثية التي تأتي بإذن الله عن طريق الجينات والذي تم استكشاف بعضها في الوقت الحالي ويجري البحث الآن عن كيفية القضاء على هذه الصفات داخل الخلايا بحيث إذا تزاوج الأشخاص الذين يحملون هذه الصفة لا يورثونها وهذا هو ما يسمى بالهندسة الوراثية.

 

والهندسة الوراثية قد نجحت نجاحاً كاملاً في التجارب التي أجريت على النبات وكذلك على الحيوان، وأصبح هناك أنواع من النباتات والحيوانات خالية من بعض الأمراض الوراثية وبإذن الله تم تحسين نسلها.

 

أما بالنسبة للإنسان فهناك تحفظ شديد سواء كان من قبل رجال الدين الإسلامي أو من قبل رجال الديانات الأخرى في الخارج، تحفظ الجميع على وجود اختبارات كما هو الحال في الحيوان حيث أن هذا يؤدي إلى اختلاط الأنساب، وما يتم هو الاقتصار على استكشاف موضع الجينات أو الصفات الوراثية في مادة (الكروموزوم)، فإذا عرفنا بعد الدراسات على عدة أسر أن الصفة الوراثية هذه التي تسبب الصمم في عدد معين من (الكروموزومات)، أو عدد معين من الأحماض الأمينية التي تكون هذا (الكروموزوم) فيتم القضاء عليها، وذلك يتم في الوقت الحاضر على الحيوان بواسطة بعض المواد المشعة أو خلافها، أما الإنسان فلم تجرب عليه لكي يستطيعوا أن يدرسوا مدى تأثيرها على الصفة المطلوب إعدامها أو القضاء عليها مع عدم تأثيرها على الأشياء الأخرى، ومثل هذه الدراسات موجودة الآن في بعض البلدان ومن بينها دراسات في أمريكا وفي معهد (باستير) في فرنسا وكذلك في بريطانيا والهند واليابان، وهنا في المملكة العربية السعودية نقوم بدراسة هذه الجينات بالتعاون مع معهد (باستير) في فرنسا وجامعة (مانشيستر) في بريطانيا لمعرفة موقع هذه الصفات الوراثية الضارة وهي صفة ضعف السمع أو الصمم، ونرجو أن نتائج هذا البحث أو الاستكشاف تخرج قريباً إن شاء الله بحيث يستفيد منه الصم فيستطيعون أن يقضوا على هذه الصفة الوراثية في داخلهم بإذن الله بحيث لا ينتج عن تزاوجهم مثل هذه الصفة الوراثية في نسلهم، غير أن الطريق طويل في هذه الدراسات فهناك آلاف من الأحماض الأمينية الموجودة داخل (الكروموزوم) الواحد الذي لا يرى إلا بالميكروسكوب وتتكاثر هذه الأحماض ولا يمكن أن نراها بالعين المجردة أو حتى بالميكروسكوب العادي، ونطمع أن يأتي الوقت الذي نعرف فيه أين تكمن هذه الصفة فيتم القضاء عليها بإذن الله.

 

هناك أسباب كثيرة للإصابة بالصمم من السهل تجنبها، كثير من الآباء يصفعون أبناءهم على الوجه وعلى الأذن، والأب بذلك يرى أنه يعاقب أبنه أو يربيه مع أن مثل هذا التصرف ليس بتربية بل عقاب شديد مدى الحياة، فقد نرى كثيراً من الأطفال يفقدون أسماعهم نتيجة لهذا التصرف الخاطئ.

 

وحوادث السيارات زادت بكثرة بحيث أصبح كثير من الشباب يفقدون سمعهم نتيجة رضة في الرأس أو نزيف في الأذن الداخلية، وإذا انكسرت عظمة الأذن الداخلية قضي على العصب السمعي أو الأذن الداخلية وأصبح فيها نزيف، وعلى إثره يفقد هذا المصاب سمعه كلية، وبعض الحوادث ينتج عنها إصابة في أذن واحدة فقط ولو كانت الإصابة في الأذنين معاً لكانت النتيجة أسوء وبذلك يفقد السمع في كلتا الأذنين، والبعض ربما يفقد توازنه لمدة ستة أشهر أو ثلاث سنوات، لا يستطيع خلال هذه المدة أن يضبط توازنه، وحوادث السيارات أصبحت تمثل الخطر الأول، وينتج عنها كثير من حالات العوق الأخرى.

 

ومن أسباب الصمم العلاج ببعض الأدوية سواء أكانت شعبية أم غيرها، وبعض الناس يضعون الأعشاب الشعبية داخل الأذن بدون وعي ولا إدراك، فلو كانت طبلة الأذن مثقوبة ودخلت هذه المواد داخل الأذن الداخلية فهي تؤثر على الأعصاب وبالتالي تصبح النتيجة فقد هذه الكمية من الخلايا التي تعمل ليل نهار.

 

وفي كثير من الأحيان نجد بعض الناس يحاولون تنظيف آذانهم بواسطة أعواد القطن، ومثل هذا التصرف ضرره أكثر من نفعه، فيجب أن لا يفعل ذلك إلا بعد الرجوع إلى الطبيب أو يقتصر هذا الاستعمال على صوان الأذن الخارجية فقط.

 

كثير من الناس يعتقد أن الصمم الذي يصيب ذريته نتيجة لعامل وراثي حيث تزوج إحدى قريباته، وهذا غير صحيح، إذا كان هناك عامل وراثي تأتي الإصابة بإذن الله ولو بعد مئات السنين، ومن علم أن هناك صفة وراثية في أحد أقربائه فعليه أن يرجع إلى ما يسمى بالاستشارة الوراثية، لكن تحليل (الكروموزومات) لا يؤدي الغرض لأن كثيراً من (الكروموزومات) تكون طبيعية، وهناك أسر كثيرة رأيناها بها أكثر من عدة أفراد مصابون بالصمم رغم أنهم ذهبوا إلى لندن وأجروا التحاليل اللازمة وقال لهم الطبيب أن التحاليل والكروموزومات سليمة، غير أن الصفات الوراثية ربما لا تكون في الكروموزوم من الخارج ربما تكون في داخله، وقد بدأ استكشاف ذلك الآن بالعلم الحديث، فزواج الأقارب ليس هو السبب في الإصابة كما هو مشاع أو معتقد، الإصابة تأتي إذا كانت هناك إصابة في الأسرة، وإذا أصيب أحد بصمم بعد الولادة أو أثناء الولادة فهذا الصمم لا يورث وليس له علاقة بالوراثة البتة، فالولادة المتعسرة والأمهات اللاتي يتناولنا الأدوية أثناء الحمل وولادة الأطفال لأقل من تسعة أو ثمانية أشهر والنقص في الوزن عن (2) كيلو جرام كل هذه عوامل تعرض الأطفال للإصابة بضعف السمع أو بالصمم نتيجة بإذن الله لضعف الخلايا أو لضعف الجسم، وأقل نقص في الأكسجين يؤثر على هذه الخلايا وبالتالي تحدث الإصابة.

 

دكتور: عبد الغفار الدماطي:

شكراً للدكتور سراج زقزوق على محاضرته القيمة ونترك المجال الآن للأسئلة والمناقشة.

 

عبد العزيز الخريف[4]:

ذكرت يا دكتور العبث في الأذن بإدخال أي جسم غريب فيها، فماذا يعمل الشخص إذا حصل له أي شيء في أذنه مثل الحكة وغيرها.

 

دكتور: زقزوق:

كثير من الناس يرتاح بوضع بعض الأشياء في أذنه سواء كانت صلبة أو كانت من الأعواد التي تحمل مادة قطنية، ومثل هذه الأشياء سواء كانت قطنية أو غيرها فهي غير معقمة، فإذا حاول الشخص تنظيف أذنه يترتب على هذا زوال الطبقة الموجودة فوق الجلد مع الشمع أو القطن، ومثل هذا التصرف يؤدي إلى التهاب في الجلد وتحت الجلد، ومن ثم تزيد الحكة والألم، وما يشعر به الإنسان من الراحة فهي مؤقتة، وما يترتب على هذا العمل من أضرار فيما بعد هو المشكلة، وننصح بالابتعاد عن مثل هذا التصرف والوقاية خير من العلاج.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

هناك بعض التساؤلات التي أطرحها، أولها أرجو أن يعطينا الدكتور سراج لمحة موجزة عن حياته العلمية مع ذكر مؤلفاته.

 

السؤال الآخر: ما هو المستوى الذي يمكن أن يساير فيه الطالب الأصم الطالب العادي في مجال الدراسة حيث أن هناك - كما يعلم الدكتور - مستويات لقياس قوة (الدسيبيل)، فهناك من قال أن من تتراوح درجة سمعه أو مستوى سمعه من (23) إلى (40) أو (45) يمكن أن يدرس في المدرسة العادية بعد استعانته ببعض المعيانات، كما أن هناك قولاً وارداً لدى بعض الناس يرفع هذه الدرجة إلى (60) أو (70)، ولا أدري مدى علمية هذا الرأي.

 

السؤال الأخير: ما هي - حسب ما يعرف الدكتور - الأمراض الشائعة في المجتمع السعودي المتعلقة بأمراض الأذن والسمع مع المقارنة بينها وبين الأمراض الشائعة في العالم العربي.

 

دكتور: زقزوق:

شكراً جزيلاً يا أستاذ عبد الرحمن ... درست الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدرسة الرحمانية في مكة المكرمة كانت توجد سابقاً في وسط المسعى، وبعد حصولي على الثانوية ولعدم وجود كلية طب في المملكة في ذلك الوقت ذهبت إلى القاهرة وكان ذلك عام (1378هـ) وتخرجت من جامعة القاهرة بكالوريوس الطب والجراحة عام (1384هـ) الموافق (1964م)، ثم انتقلت في دراستي إلى بريطانيا جامعة (أدمبرا) وفي (بولفاست) جنوب لندن درست أمراض الأذن والأنف والحنجرة في عدة مستشفيات، وفي جامعة (أدمبرا) حصلت على زمالة كلية الجراحة الملكية، وأثناء دراستي في (دبلن) في ايرلندا الجنوبية حصلت على دبلوم من (دبلن) كما حصلت على شهادة المعادلة الأمريكية وكنت أفكر في الذهاب إلى دراسات أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية فحصلت على (فيزاكوليفن إجزامن) وهو الامتحان الذي يؤهلني إلى أن أذهب وأعمل في الولايات المتحدة إلا أنني والحمد لله لم أذهب غير زائر فقط في المؤتمرات العلمية أو الأكاديمية.

 

التحقت بجامعة الملك سعود عندما كان اسمها جامعة الرياض في أول محرم (1393هـ) كمدرس فأستاذ مساعد فأستاذ مشارك فأستاذ منذ (13) عاماً وحتى الآن وأوشكت على التقاعد.

 

وكتبت بعض الكتب باللغة الإنجليزية للطلاب في مجال تدريس أمراض الأنف والأذن والحنجرة وركزت هذه البحوث على الأمراض الموجودة في المملكة، وأكثر المؤلفات هي أوراق بحثية في مجالات محلية وعالمية ومعظمها والحمد لله عن الصمم وحساسية الأنف وعن العمليات التي تجري في المملكة مع مقارنتها بالخارج.

 

بالنسبة للأمراض الشائعة هنا، أكثرها أمراض الأذن الوسطى كما يتضح من الدراسة الميدانية أو الوبائية التي أجريناها في الرياض ونقوم بها الآن في كل مدن المملكة لمعرفة حجم المشكلة ككل، وقد وافقت وزارة الصحة على تكوين لجنة للوقاية من اعتلال السمع، وكلمة اعتلال السمع كلمة مقبولة تؤدي الغرض بدلاً من الصمم وضعف السمع البسيط والكبير حيث أن اعتلال السمع يشمل كل هذا، تكونت هذه اللجنة وتشرفت برئاستها وستقوم بتدريب أطباء المراكز الصحية في كل مدن المملكة وهم بدورهم يقومون بتدريب بعضهم البعض، وسوف نقوم بشراء بعض الأجهزة التي لا تكلف ميزانية الوزارة كثيراً لمعرفة الإصابة في بداياتها حتى نستطيع القضاء عليها بإذن الله قبل أن يستفحل الأمر، وهناك دراسة للتوعية الصحية كما هو الحال بالنسبة للوقاية من مرض العمى، ونعترف أنه هناك تقصيراً في التوعية للوقاية من مرض السمع في المملكة كما هو في العالم كله حيث أن فقد حاسة السمع عاهة لا ترى وغير منظورة، وكانت مهملة مدة طويلة لكل العالم، حتى أن منظمة الصحة العالمية حددت سنة (2000) للقضاء على الصمم بإذن الله في العالم أو للوقاية من اعتلال السمع وتشرفت باختياري عضواً في لجنة الخبراء في (جنيف) لهذه الدراسة، غير أنه للأسف لا توجد ميزانية بهذا الخصوص في منظمة الصحة العالمية، ومن هنا طلبت المنظمة من كل دولة أن تقوم بهذه الوقاية بنفسها.

 

أكثر الأمراض الشائعة هي أمراض الأذن الوسطى وتتراوح نسبتها من (60%) - (70%)، ثم تأتي الأمراض الناتجة من الحوادث مثل إصابات الوجه أو السيارات وأيضاً عوادم السيارات والأصوات العالية والضوضاء التي لا توجد فقط في المطارات والمصانع بل أيضاً في الشوارع والمكاتب وفي كل مكان بالإضافة إلى التدخين وخلافه، كل هذه أسباب تؤدي بإذن الله إلى ضعف السمع وإلى أمراض أخرى في الجسم.

 

وهناك اختلاف في وضع المملكة هل تعتبر من الدول النامية أو من الدول المتقدمة أو المتحضرة، ففي جلسات منظمة الصحة العالمية كنت أقول لهم إن المملكة العربية السعودية تعتبر من الدول النامية فرد بعضهم بل المملكة من الدول المتقدمة وذلك بعدما اطلعوا على جهود الدولة في أعمال الوقاية من أمراض السمع، وأكبر مكافحة لهذا المرض هو عدم إعطاء شهادة ميلاد لأي مولود حتى يستوفي جرعات التطعيم.

 

فيما يتعلق بدرجات ضعف السمع فمنظمة الصحة العالمية وضعت جدولاً لمستويات ضعف السمع:

 

1- ضعف سمع بسيط: إذا كان ضعف السمع من (25) - (40) ديسيبيل ليست هذه نسبة مئوية كما يعبر عنها بعض الناس إذ أن قوة السمع ربما تصل إلى (120) ديسيبيل ويمكن أن تستخدم السماعة مع ضعف السمع الشديد الذي تصل قوته إلى (110) أو (120).

 

إذا زاد عن (25) - (40) فباستخدام المعين السمعي بالإمكان زيادة أو تكبير الصوت بحيث يخفض درجة الديسيبل إلى (20).

 

ومن (20) - (22) يعتبر عادي فلا يعتبر ذلك ضعف سمع إذ أنه يمكن أن يكون ناقص أو زائد عشرين حيث أن هناك أناس لديهم حدة سمع زائدة بحيث يكون زائد (20) وليس ناقص.

 

إذا جاء أحد المرضى وأجرينا له مقياس سمع ووجدنا عتبة السمع أو قوة السمع لديه (20) ديسيبيل فيقال له سمعك عادي وليس بك مرض، فإذا زادت هذه النسبة إلى (25) فنقول له لديك ضعف سمع بسيط.

 

إجراء العمليات الجراحية يمكن أن يؤدي إلى تحسين السمع وليس كله ومهما أجرينا من عمليات فلا تحل محل الأذن الطبيعية.

 

2- ضعف السمع المتوسط: إذا كان من (41) - (60) ديسيبيل.

3- ضعف السمع الشديد: إذا كان من (61) - (80) ديسيبيل.

4- الصمم والعوق: إذا كان أكثر من (81) ديسيبيل.

 

هذه الدرجات وضعتها منظمة الصحة العالمية لتنطبق على تعريف الصمم ودرجاته في دول العالم كله وتكون مرجعاً لدى الاختلاف في تعريف قوة الصمم أو ضعف السمع، أما الذين يستطيعون مسايرة أقرانهم العاديين في البرنامج الدراسي العادي فهم الذين تصل لديهم قوة السمع إلى درجة (60) ديسيبيل. وذلك بعد استخدام المعين السمعي، وقد تطور استعمال السماعات في الوقت الحاضر إلى درجة برمجتها حسب شدة الصوت أو الضعف السمعي الذي يعاني منه المريض، وليست كما كانت في السابق تكبر كل الأصوات، الآن تكبر السماعة بعض الأصوات أو تزيد من شدة الأصوات التي يحتاجها المريض، وهناك بعض السماعات المتطورة التي ظهرت في بعض البلدان مثل اليابان تزرع في داخل الأذن الوسطى وتغني عن عملية ترقيع الطبلة والبنج والتخدير وبديل العظيمات وخلافه، وقريباً إن شاء الله نأتي بها إلى المملكة ونطبقها في مجال علاج ضعف السمع.

 

عبد العزيز الفهيد[5]:

أعرف شخصاً تزوج بامرأة ولا يوجد بينهما صلة قرابة ومع ذلك أنجبوا أولاداً كلهم صماً.

 

دكتور: زقزوق:

ولذلك قلت فيما سبق أن صلة القرابة ليست هي السبب، ولهذا قلت لا بد من الاستشارة الوراثية إذا عرفنا أن أي شخص من الزوجين لديه أو لدى بعض أفراد أسرته إصابة من الصمم الوراثي إذ أن الصفة الوراثية تأتي من الاثنين الزوج والزوجة وربما تكون متنحية في كل واحد من الأبوين فلا تظهر، بل تظهر السائدة وهي السمع الطبيعي، فإذا تجمعت صفتان متنحيتان في شخص فربما تظهر هذه العاهة، وزواج الأقارب ليس هو السبب كما أسلفت بل ربما تكون الفرصة في الإصابة بالصمم الوراثي أكثر في التزاوج بين الأقارب.

 

دكتور: الدماطي:

عندما نتحدث عن زواج الأقارب كأحد مسببات الاعتلال أو القصور السمعي هناك نقطة تخفى عن الكثير ولو عرفها بعض الناس لزال الانزعاج. يقال أن زواج الأقارب في حد ذاته ليس سبباً مؤدياً إلى القصور السمعي غير أن زواج الأقارب الذين وجدت بينهم حالات تظهر فيها الإصابة بالصمم ولو من تاريخ طويل مرشحون أكثر من غيرهم إلى إنجاب ذرية بعضها أو كلها مصابة بالصمم.

 

ويقال أن تكرار زواج الأقارب الذي يمتد على مدى أجيال الابن يتزوج من بنت عمه وأولاده يتزوجون من أولاد أو بنات أعمامهم وكذلك أولادهم ثم أحفادهم وهكذا، يقال أن هذا يؤدي إلى إضعاف النسل وإضعاف الخلايا وإضعاف النمو وإضعاف تكوين الجنين، والرسول صلى الله عليه وسلم حينما نصح أمته في بعض الأحاديث فيما معناه «إذا نكحتم فاضربوا في الغرائب»، «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس» كان يهدف - والله أعلم - إلى توعيتنا بشيء من هذا قبل أن يتوصل العلم الحديث إليه.

 

فهل حقاً تكرار زواج الأقارب يعتبر أحد الأسباب المرشحة إلى انتشار القصور السمعي أو إنجاب بعض الذرية المصابة بالقصور السمعي.

 

دكتور: زقزوق:

سبق وأن قلت أن زواج الأقارب بحد ذاته ليس هو السبب في ضعف السمع أو أي صفة أخرى، فلا تضعف الصفات الوراثية نتيجة لتكرار الزواج ولو بعد عدة أجيال من زواج الأقارب، بل أنه قد يكون سبباً في قوة النسل إذا خلت الأسرة من الصفات الوراثية التي تسبب الأمراض المختلفة.

 

ولو كانت الصفة الوراثية المسببة لمرض ما موجودة في الأبوين فقد تظهر - بإذن الله - في الأبناء، ولكن ظهورها قد يكون بنسبة (25%) أو (50%) وليس بنسبة (100%)، حسب ما يعرف بالقانون الوراثي، فزواج الأقارب لا يضعف الصفات الوراثية أبداً بل يقويها في كثير من النظريات، والصفة الضعيفة تظل ضعيفة وتنتقل - بإذن الله - عن طريق التوارث.

 

عايد المطيري[6]:

إذا كانت الأعواد القطنية التي تستخدم بكثرة في تنظيف الأذن مضرة فلماذا لا تصدر تعليمات من الجهات المعنية بمنع بيعها في الأسواق؟

 

دكتور: زقزوق:

هذه ربما تكون من مهام اللجنة المشكلة حالياً في وزارة الصحة للوقاية من اعتلال السمع، ولا يتأتى هذا إلا بالتثقيف الصحي والتعليم، ولا يتأتى بإصدار التعاميم أو بفرضه بالقوة لوجود بدائل أخرى يمكن أن تستخدم في هذا الغرض، يحتاج الأمر إلى التوعية واقتناع الناس بضررها نعتقد أنه على المدى الطويل سوف تختفي هذه العادة.

 

الأستاذ: محمد هاشم[7]:

هناك ثلاث نقاط أرجو الإجابة عليها يا دكتور:

النقطة الأولى: ألا ترون أن هناك مسؤوليات محددة تلقى عليكم باعتباركم رئيساً لهذه اللجنة التي أشرتم إليها من حيث مساعدة المواطن على تجنب المواد السامة وتحديدها له مع مساعدته على معرفة مدى خطورتها على السمع، وإذا كانت السموم محددة ومعروفة وتوجد في المواد الحافظة وفي الأسواق التي تضاف على بعض الأطعمة ناهيك ببعض الأطعمة التي تسمى بالوجبات الجاهزة من (همبورجر) و (شورما) وأشياء أخرى ثبت إلى حد كبير مضرتها على السمع فلماذا لم يؤخذ في الاعتبار تعريف الناس بهذه المضار من خلال وسائل الإعلام المختلفة؟

 

النقطة الثانية: تتعلق بدور اللجنة في عمل الدراسات: نحن نعرف أن هناك درجات للصوت مثل الموجات فوق الصوتية والموجات تحت الصوتية، وحسب ما أعرف هناك بعض الأصوات التي لا تسمع أصلاً غير أن خطرها أشد من الأصوات المزعجة فهل هناك دور للجنة في تحديد أو دراسة الأجهزة المختلفة التي أصبح خطرها يحيط بنا من كل جانب.

 

النقطة الثالثة: سمعنا عما يسمى (بكارة الأذن) فهل صحيح أنه إذا افتضت بكارة أذن بواسطة إحدى منظفات الأذن فلا يمكن استعادة هذه البكارة إلا بأذن أخرى؟

 

دكتور: زقزوق:

أبدأ بالإجابة عن النقاط من الأخر: يتوقف العلاج على مدى مقدار فض البكارة هل هو شديد أم بسيط، فلو كانت الأعواد شديدة لا تثقب الطبلة فقط وإنما تؤدي إلى كسر أو إلى نزع بعض العظيمات السمعية وإذا نزعت أحد العظيمات السمعية بشدة ربما تدخل داخل الأذن الداخلية من ثم تؤثر على الأعصاب فهنا يكون الضرر شديداً، غير أنه في أحيان كثيرة بالنسبة للطبلة نفسها وخصوصاً لدى الأطفال تلتئم وترجع كما كانت، إلا إذا كان الثقب كبيراً جداً فتتكون بعض الألياف والتقلصات داخلها وتظهر مثل الندبة في الجرح على الجلد من الخارج، فتكون هناك ندبة في داخل الطبلة.

 

فيما يتعلق بالنقطة الأولى اللجنة الآن لم تجتمع إلا مرتين فقط وتقوم هذه اللجنة حالياً بوضع استراتيجيات ولوائح خاصة وطرق معينة مثل كيف نعلم أطباء المراكز الصحية وكيف نعلم الناس بواسطة المذياع والتلفاز وخلافه كما تقوم بعمل بعض منشورات للوقاية من الصمم والوقاية من أمراض الأذن وللعناية بالأذن، مثل هذه الخطط تحتاج إلى وقت طويل، ومن ضمن الخطط المستقبلية يدخل موضوع الأجهزة والأدوات التي تستخدم نتيجة للتقدم الحضاري ومن بين هذه الأجهزة السيارات وعوادمها بل وأبواقها وأؤكد على خطورة أبواق السيارات فاستخدامها بشكل مزعج يترتب عليه أضرار ومخاطر كثيرة على الأذن بالإضافة إلى أضرار الحفارات في البيوت وهذا ما يعرف باسم (الشنيور) فلا بد من حماية الأذن من كل هذه الأجهزة سواء كانت في داخل البيوت أو خارجها، حتى بالنسبة لأطباء الأسنان الذين يستخدمون الحفار أكثر من غيرهم في علاج الأسنان فإذا جلس طبيب الأسنان أكثر من ثلاث أو أربع ساعات يعمل بهذا الحفار مع المرضى فقد يصاب هو بالصمم، ولا تنحصر المسؤولية في هذه اللجنة ولا في وزارة الصحة بل هناك اقتراحات بتوسيع مسؤولية العناية والاهتمام بأمراض السمع لتشمل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الصناعة ووزارة التجارة وسوف يأتي دور هذه الجهات فيما بعد، ولا تزال هذه اللجنة في بداية الطريق ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فنحن في الخطوة الأولى وهناك أولويات تستحوذ على اهتمام اللجنة من أبرزها دراسة حجم المشكلة ثم ما هي الأمراض التي هي أكثر انتشاراً وشيوعاً في المملكة ودراسة مدى اختلافها من مدينة لأخرى لنصنع خططنا واستراتيجياتنا على ضوء معرفة الأسباب هنا وهناك وما يتطلبه الوضع من توعية المجتمع نحو هذه الأمراض ومدى خطورة بعضها في مدن وقلة الخطورة في مدن أخرى بناءً على وجود مسببات هذه الأمراض مثل كثافة انتشار الغبار أو الأتربة في الجو ووجود بعض الأشجار المسببة لبعض الأمراض بالإضافة إلى بعض العادات والتقاليد ذات الأثر السلبي على أمراض الأذن وأعتقد أنكم سوف ترون سنة (2000) بعض النتائج الإيجابية لأعمال هذه اللجنة.

 

إبراهيم الجعيد[8]:

هناك رجل رزقه الله بمولود وذكر له الأطباء بأن لديه ضعف سمع غير أنه حينما بلغ سبع سنوات زال عنه هذا الضعف بإذن الله وأصبح يسمع جيداً غير أن نطقه كان ثقيلاً جداً، وقد أجريت له عملية لإزالة اللحمية وبعد إجراء هذه العملية فقد سمعه كلياً، فما هو تعليق الدكتور سراج على هذه الحالة.

 

دكتور: زقزوق:

للإجابة على هذا السؤال بشكل علمي لا بد من معرفة ظروف العملية والتخدير الكلي فربما تكون لدى هذا الطفل حساسية نتيجة لاستعمال دواء معين أو ربما نتج الصم عن علمية التخدير حيث أن هناك حوالي ثلاثة أنواع من الأدوية، دواء يرخي العضلات وآخر يسبب بعض الانقباضات في أماكن معينة وكل هذه الأدوية قد لا تتقبلها أجسام بعض الناس بشكل كامل ولديهم حساسية شديدة منها، بعضها يسبب تكون جلطات صغيرة وربما أصيب هذا الطفل بهذه المشكلة بحيث نتج عن هذا بإذن الله جلطة أو صدمة فيما بقي من الخلايا السمعية أو في الوعاء الدموي المغذي للأذن الداخلية، وإذا كان غير ذلك فربما تكون الإصابة في المخ نفسه، وهناك من يصاب بإغماء شديد وربما لا يفيق منه، فكل ذلك ناتج عن حساسية أو شدة حساسية الأنسجة للأدوية المستعملة في التخدير أو في الأدوية المعطاة بعد العملية.

 

أحمد البيدي[9]:

أنا وأختي توأمان ومع أني أصم فأختي لم تصب بهذه العاهة، فما تعليق الدكتور على مثل هذه الحالة؟

 

دكتور: زقزوق:

ليس هناك غرابة في مثل هذه الحالة لأن التوأمين أو أكثر ربما يأتون من بويضتين مختلفتين أو من حيوان منوي مختلف فظهرت في الولد بإذن الله ولم تظهر في البنت لأن الصفة صفة جنسية أو هي خاصة بالجنس، في بعض الأمراض ينقلها النساء ويصاب بها الرجال أو العكس فربما هذه الصفة الجنسية أصيب بها الذكر ولم تصب بها الأنثى.

 

الأستاذ: عبد العزيز السريبي[10]:

كنا سابقاً حينما نركب الطائرة القديمة نضع قطناً في الأذن، فهل هذا يقي الأذن من الضوضاء لو استخدمه الناس الآن؟

 

دكتور: زقزوق:

بالنسبة للضجيج فالقطنة لا تسد الأذن بشكل كلي وربما يتسلل إلى داخل الأذن بعض الأصوات غير أن مثل هذا العمل يساعد على تخفيف شدة الصوت الذي تتعرض له الأذن.

 

أما الذين يعملون في أماكن فيها ضجيج فهناك بعض المعينات التي يمكن أن يستعملونها في وقاية السمع مثلاً هناك سدادة توضع في الأذن بها ثقب رفيع يسمح فقط بدخول الأصوات العادية التي تقدر الأذن على سماعها وتمنع دخول الأصوات الشديدة التي تسبب ضعفاً في السمع.

 

عايد المطيري:

المشكلة الخطيرة هي الأدوية السامة التي يأمر بصرفها بعض الأطباء، فكيف يمكن للفرد العادي أن يحذر من هذه المشكلة؟

 

د. زقزوق:

التوعية لا تكون للأفراد العاديين فقط وإنما بعض الأطباء هم في حاجة إلى التوعية أيضاً، ونعترف مع الأسف الشديد أنه يوجد لدينا أطباء سعوديون وغير سعوديين يجهلون التأثير السام لبعض الأدوية على الأذن أو على الأجهزة المختلفة مثل الكلى والكبد، وكثير من هذه الأدوية تؤدي إلى نتائج طيبة للمرض الذي أعطيت له لكن هناك نتائج عكسية لا يراها المريض ولا الطبيب الذي أعطى العلاج وربما تظهر فيما بعد.

 

وفي دراسة قدمها أحد الأساتذة في الصين الشعبية أتضح أن (5%) من المصابين بالصمم في الصين ناتج صممهم بإذن الله عن بعض حقن تستعمل بكثرة لأنها أرخص من غيرها.

 

عبد الرحمن الفهيد[11]:

أعرف أن أحد الاخوة الصم تزوج بامرأة مثله ورزق خمسة أبناء كلهم فاقدون للسمع، فهل هناك علاج لتفادي مثل هذه الحالة؟

 

د. زقزوق:

حتى الآن لم يصلوا إلى مكان الصفة الوراثية بالتحديد غير أنهم اكتشفوا في بعض الأسر منها أسرة درزية وأخرى تونسية وثالثة هندية وأجروا تحاليل في (برمنجهام) في بريطانيا ووجدوا لديهم هذه الصفة الوراثية في الكروموزوم أو الحامض الأميني (135 B) غير أنه حتى الآن لم نجد أين تقع هذه الصفة بالضبط، ولا تزال الدراسات جارية لتحديد أماكن وجودها، وإذا كنت تعرف هذا الشخص فعليك أن ترسله لنا لنأخذ عينة من دمه أو من أحد أولاده ونجري عليهم دراسة سوف تكون نتائج الدراسة سرية، لدينا الآن أسر يبلغ عدد أفرادها أكثر من (80) شخصاً نحتفظ بعينة من دمائهم، وقد أبعدنا من عينات دمائهم مادة النواة نحتفظ بها حتى يأتوا الخبراء هنا ويقوموا بفحصها، ومن ثم نتوصل معهم إلى نتائج هذه الدراسة لمعرفة مكان وجود الصفة الوراثية، وقد طلب منا بعض الخبراء أن نرسل لهم هذه العينات إلى باريس في فرنسا ولكننا رفضنا هذا الطلب حتى تكون الدراسة هنا في الرياض أمامنا لنعرف طريقة التحاليل ثم نجريها بأنفسنا، وعندما نتوصل إلى معرفة وجود هذه الصفة الوراثية نقرر لهم العلاج.

 

عبد الرحمن العميري[12]:

السؤال الأول: كثر الحديث عن أضرار الهاتف الجوال على الأذن فأرجو من الدكتور سراج أن يتحدث عن هذه الأضرار إن وجدت.

السؤال الثاني: طفل أجريت له عملية نزع اللحمية وبعد سنة عادت إليه فهل تنصحه بإجراء العملية مرة أخرى أم بتأخيرها إلى وقت أطول؟

 

دكتور: زقزوق:

انتشرت إشاعة أن الهاتف الجوال يسبب سرطان الأذن ولا أدري من أين أتت هذه الإشاعة، والذي نعرفه من الناحية العلمية أن الأصوات إذا تجاوزت الدرجة التي تسمح باستقبالها الأذن فهي ضارة بها سواء كانت من هاتف جوال أو هاتف غير جوال، ولكن مثل ما ذكر بعض الإخوان الأجهزة الحديثة يوجد بها بعض المغناطيس والكهرباء وبعض الأشياء التي تسبب تهيج في الخلايا ومن ثم تتغير بعض الخلايا أو تضعف حتى أنه ثبت عند إجراء التجارب على بعض الحيوانات إن هناك أدوية تغير من النواة نفسها وبالتالي تصبح الخلية سرطانية، وربما أن الاستعمال الكثير لبعض الأجهزة الحديثة يترتب أحياناً عليه تغيراً في الخلايا أو في النواة وقد يؤدي ذلك إلى ضعف أو موت هذه الخلايا ومن ثم سماع أصوات غير طبيعية داخل الأذن، أما كون استعمال هذه الأجهزة يسبب سرطان فلا أتذكر أنني قرأت ما يثبت ذلك علمياً حتى الآن، وربما يحدث هذا مستقبلاً ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً﴾[13].

 

فيما يتعلق بإزالة اللحمية فهي إذا كانت في الأطفال تختلف عن لحمية الكبار، اللحمية في الكبار هي زوائد أنفية نتيجة الحساسية أو الالتهابات المتكررة، أما اللحمية في الأطفال فهي عبارة عن أنسجة لمفواوية مثلها مثل اللوزتين مختلفة تماماً وتوجد خلف الأنف في البلعوم الأنفي، وهذه اللحمية في الأطفال لا تزال إلا إذا تضخمت بشكل يضغط على قناة الأذن الداخلية قناة (استاكيوس) وينتج عن هذا انسداد في الأنف بحيث لا يستطيع معه الطفل أن يتنفس ونزيلها في مثل هذه الحالة، وربما تعود بعد إزالتها فإذا عادت وكانت متوسطة الحجم أو أقل فلا داعي لإزالتها لأنها تضمر مع مرور الزمن، وقد جرت العادة اختفائها بعد بلوغ الطفل العاشرة أو الثانية عشر من العمر، أما بالنسبة للكبار فالوضع يختلف حيث أن مثل هذه الظاهرة تكون نتيجة للحساسية ويتطلب الأمر معالجة الحساسية أولاً لتختفي اللحمية، والحساسية ليس لها علاج مؤكد لأنها (مثل الحماقة أعيت من يداويها) وعلاجها يتمثل في الابتعاد عن مسببات هيجانها سواء كان في البيت أو الشارع أو الأماكن العامة، وقد اتضح أن المكيفات الصحراوية أكثر ملائمة للصحة من مكيفات الفريون وهذا على عكس ما كنا نتصوره سابقاً والمكيفات المركزية أكثر ضرراً من غيرها ويجب تنظيفها بطريقة دورية وتغيير الإسفنج أو الفلتر أمر ضروري بشكل مستمر، ومن المعلوم أن الأدوية الخاصة بالحساسية هي أدوية مهدئة ومسكنة فقط والعلاج المناسب هو الابتعاد عن مسببات إثارتها، ولا ننسى ضرر القطط الموجودة في البيوت أو حولها، ومن لديه حساسية فعليه أن يبتعد عنها بقدر الإمكان، كما أن بعض الأنسجة أو الألياف الاصطناعية تسبب حساسية، هذا بالإضافة إلى بعض الأطعمة وخصوصاً تلك الأطعمة المحفوظة، وكثير من البروتينات تسبب بعض الحساسية ولكن ليس كل من لديه حساسية نمنعه من أكل الشكولاته والبيض واللحم والسمك وإنما نقول له إذا تكررت الحساسية في الأنف من أكلة معينة فعليك أن تبتعد عنها، وعلى كل حال إذا أدى أمر اللحمية إلى انسداد الأنف يتطلب الوضع إجراء العملية ولو أكثر من مرة.

 

عبد الله النايل[14]:

ما هي الطريقة المثلى في تنظيف الأذن بعد الاغتسال وشكراً.

 

د. زقزوق:

الطريقة المثلى ألا تنظفها لأن الأذن إذا كانت سليمة فهي يوجد بها ميكانيكية للتنظيف يتمثل في نمو خلايا الأذن في وسط الطبلة ومن مركزها إلى الخارج في اتجاه واحد، فعندما تضع أعواد القطن أو أي شيء لتنظيفها فأنت تستعمل هذا في الطريق المعاكس، فما تدفعه الأذن من الداخل سوف يأخذ طريقها دون أن تدفعه إلى الوراء وأكرر أن الطريقة المثلى عدم التنظيف إلا إذا وجد جسم غريب في الأذن كأن يدخل فيها بعض الأجسام الغريبة كقطن أو غيره وهذا يلزم مراجعة الطبيب لإزالتها وتنظيفها.

 

الأستاذ: محمد عرفة[15]:

نريد منكم أن تشرحوا لنا بشيء من التفصيل عملية زراعة القوقعة وما يسبقها من إجراءات وما يتبعها ومدى فعاليتها؟

 

دكتور: زقزوق:

موضوع زراعة القوقعة ليس بجديد فقد بدأ سنة (1957م) من باحثين فرنسيين بمحاولة وضع كهرباء في الأذن لكي يعرفوا مدى مقدار نجاح ذلك في إيصال السمع لأصم وبالفعل نجحت التجربة، وكان ذلك بداية التفكير في زراعة القوقعة وبدأ تنفيذ ذلك في (أمريكا هاوس)، وعند تنفيذها في أستراليا فيما يعرف بـ(نيوكلس) الآن، وجد فيها (22) قطب كهربائي، وقد بدأت في سنة (1986) - (1987) في (نيل بورن) في أستراليا، وذهبت بعدها بسنتين وحضرت هناك (كورس) وكنت أظن أن الموضوع سهل ونعود لنبدأ في زراعة القوقعة بالمملكة في الثمانينات، غير أنه اتضح أن الموضوع كبير جداً ومعقد، وكانت السماعة التي يراد زرعها كبيرة جداً، وقد استمرت الأبحاث والدراسات لتصغيرها وتطويرها ليصغر حجمها من (30 × 40) سم إلى أقل من ذلك بكثير وبالفعل نجحوا في تصغير حجمها حتى وافقت لجنة التغذية والأدوية الأمريكية (FDA) على هذا الحجم المطور الصغير، ونحن هنا في المملكة لا نقبل أية أدوية أو أي جهاز يستخدم في مجال الصحة العامة إلا إذا وافقت عليه هيئات الحماية، حيث نجري على مثل هذه الأجهزة والأدوية دراسات وتجارب علمية تنتهي بإقرارها أو عدمه، ونتيجة للمناقشات العلمية من قبل الأكاديميات الأمريكية تصبح مثل هذه الأجهزة والأدوية مأمونة إلى حد كبير.

 

الجهاز عبارة عن أقطاب كهربائية تزرع داخل حلزون الأذن وإذا كانت هناك بعض الخلايا في داخل الحلزون يقضي عليها بواسطة هذه العملية مع الأسف، وهذه الأقطاب حوالي (22) قطب، (10) أو (12) فقط التي يمكن أن تكون نشطة وتؤدي إلى التأثير على نهاية الأعصاب ومن ثم تكون هناك ذبذبات مختلفة تذهب كإشارة كهربائية من العصب السمعي إلى المخ، ويحتاج الوضع إلى تدريب الأشخاص الذين تم زرع القوقعة لهم، والأصم بالتدريب إذا كان لديه خلفية من السابق بالكلام يتعلم اللغة يستفيد كثيراً وبالتالي يسمع ويفهم الأصوات غير أنها ليست كالأصوات التي تسمعها الأذن الطبيعية بل هي مختلفة تماماً، لكن بالتدريب وبالتأهيل لمدة سنة أو سنتين أو أكثر يستطيع أن يستعملها ويستفيد منها، وتكون ناجحة أكثر لدى الأشخاص الكبار أو الأشخاص الذين تعلموا أو اكتسبوا اللغة قبل ذلك، أما الأشخاص الذين لم يكتسبوا اللغة مثل الأطفال فقد تمت زراعة هذه القوقعة في بعض الأطفال في خارج المملكة، وكذلك هنا في المملكة تمت زراعتها لطفل واحد للتجربة لنرى كم يستغرق من الوقت ليتعلم اللغة، إذا كان قبل ست سنوات وهو الأفضل قبل أن يتم نمو مركز الكلام في المخ فقد يستطيع أن يستوعب ويتحدث أما بعد ذلك فقد يجد صعوبة، وما زال العمل جاري والتجارب مستمرة، وعملية التأهيل والتدريب مكلفة جداً ربما تحتاج إلى أكثر من (10000) دولار، وربما يكون السعر في المستقبل رخيصاً ومقبولاً كما انخفض سعر السماعات.

 

دكتور: الدماطي:

ذكرت يا دكتور أن أحدث المبتكرات في المعينات السماعية هي سماعات صممت بحيث تكيف وتعدل درجة تكبير الصوت حالة القصور السمعي أو درجة القصور السمعي، فما مدى توفر هذه السماعات الآن؟

 

دكتور: زقزوق:

هذه السماعات متوفرة في الوقت الحاضر وهناك (10) شركات تصنع هذه السماعات، وقد بدأوا في تصميم كمبيوتر خاص بحيث يركب عليه أية سماعة من السماعات التي تنتج في هذه المصانع العشرة، فمن قبل كانت كل شركة تقوم بصنع سماعة خاصة بهذا الغرض وتستخدم دون وجود قاعدة عامة تضبط درجة الصوت ومقداره، أما اليوم فترسل هذه السماعات لبرمجتها، وتكون هذه البرمجة قاعدة عامة تقاس عليها جميع السماعات[16].



[1] ارجع إلى ترجمته في المحاضرة الخاصة به.

[2] سورة الحج، الآية: 46.

[3] سورة محمد، الآية: 24.

[4] مدير المتوسطة والثانوية في حريملاء.

[5] عضو الشرف بنادي الصم والبكم.

[6] عضو الشرف لنادي الصم.

[7] مدرس بمعهد النور بالرياض.

[8] عضو الشرف بنادي الصم.

[9] عضو نادي الصم.

[10] مدير معهد النور بالرياض زمن إلقاء المحاضرة.

[11] مترجم لغة الإشارة بنادي الصم.

[12] من الرئاسة العامة لتعليم البنات.

[13] سورة الإسراء، الآية: 85.

[14] مدرس في معهد النور بالرياض.

[15] أخصائي تخاطب في مركز التأهيل الشامل.

[16] المحاضرة رقم (15) من كتاب لقاءات علميّة وثقافية في المكتبة الناطقة إعداد ومراجعة وتعليق الأستاذ/ عبد الرحمن بن سالم العتيبي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إرشادات للأمهات في الأنف والأذن والحنجرة
  • برامج التأهيل والتشغيل للمعوقين سمعيا
  • "مرض منيير" وبشرى علاجية جديدة
  • الإعجاز في حاسة السمع

مختارات من الشبكة

  • الإذن – الأذن: مسألة في باب توحيد الأسماء والصفات (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الصيام يساعد في علاج أمراض القلب والكبد ويقي من الخرف والسكتة الدماغية بإذن الله(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • مواضع الحجامة لمرض التهاب الأذن الوسطى(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أمراض المال(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • حملة طبية لعلاج أمراض العيون بالنيجر(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حصون للوقاية من آثار وباء كورونا النفسية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طبيب أمراض النساء والتوليد وعلاج العقم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الدرس العاشر: أمراض القلوب وعلاجها(مقالة - ملفات خاصة)
  • أمراض القلوب وشفاؤها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حال المؤمن مع المرض (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
8- ATABARRO3 BIL9AW9A3A
HAMMADI ANSIRI - ESPANYA 24-11-2016 01:28 AM
HAL YOMKIN ZIRA3AT AL9AW9A3A . ALMTABARRA3 BIHA YA3NI MIN TARAF AKHOK WA CHOKRRAN
7- ضعف في الأذن اليسرى
يوسف محمود - ألمانيا 31-10-2016 09:04 PM

انا ولدي عمره سبع سنوات وعند قدامنا إلى ألمانيا وبعد الفحص لاحظ الأطباء هنا أنه لايسمع بأذنه اليسرى وأجرى له الطبيب فحص دماغ الحمد لله كان الدماغ سليما لكن الطبيب كتب في تقريره أنه لا يوجد انبعاثات صوتية في الأذن اليمين وهذا لا يمكن معالجته لذلك أريد من حضرتكم توضيحا لذلك جزاكم الله خيرا

6- استفسار
زائر - المملكه العربيه السعوديه 01-07-2015 01:34 AM

زوجي أصابته جلطه دماغية وأصيب بشلل نصفي وفقدان السمع والنطق رجع ولله الحمد يمشي لكن حاسة السمع ما زال يعاني منها لا يسمع ولا يفهم ما يقال له بسبب فقدانه السمع هل الجلطة تؤثر على السمع

5- استفسار
حيدر ابو ريام - العراق 13-12-2014 12:42 PM

أسعدتم مساء أحبتي
==================
أجريت عملية زراعة قوقعة لابنتي ونحن الالآن في طور الالأسابيع الالأربعة بعد إجراء العملية حيث ننتظر الحصول على الجهاز الخارجي .
لكن حاليا وفي بعض الاحيان تقول هناك صوت "طوووط" من مكان القوقعة يأتي لثواني وينقطع ، وأحيانا يستمر لنصف دقيقة تقريبا .
ماذا يعني ذلك فنحن قلقون جدا حيال هذا الصوت ...نرجو ردكم أحبتي ...مع فائق الشكر والأمتنان

4- استفسار
لمياء البراهيم - السعوديه الاحساء 08-11-2014 06:07 PM

هل بعدالعملية ترقيع الأذن وتغير عظيمات السمع يرتفع ضغط الدم أفيدوني وشكرا لكم

3- تائثير السماعة والمناخ
احمد محمد احمد - السودان 03-10-2013 11:07 PM

أنا لدي ضعف في السمع حسي وهو ضعف متوسط حسب المقاس
استعملت العديد من أنواع السماعات الطبية في السودان لكن لم ينفع حيث أسمع إشديد وتخم الصوت في الأذن بطريقة مزعجة وحضرت إلى السعودية قبل أشهر واستخدمت سماعة لكن من النوع الرخيص وكنت وقتها في جدة والغربية أن السماعة كانت جيدة بعض الشيء حيث كان الزعاج خفيف في بعض الأيام يكون السمع أفضل من الأخرى وكان ذلك في جدة وحضرت إلى الرياض فأصبح الزعاج كما في السودان ولا أستطيع ارتدائها هل ذلك نتجية لتغير المناخ وهل هناك سماعات حسب المناخ أم هناك تفسير أخر
ملحوظة : أحيانا عندما أتكلم مع أحد بانفراد في نهاية الحديث يكاد يقسم أن اكذب او اتظاهر مع العامة لأن سمعي في ذالك الوقت معه يكون تقريبا كالإنسان العادي

2- kamal
kamal - france 23-01-2013 02:41 PM

السلام عليكم هل يوجد علاج لطنين الأذن وضعف السمع؟ وهل الطنين يؤثر عن السمع؟ بارك الله فيكم

1- asam3
remaysa - italy 29-09-2012 11:27 PM

hal mina lmomkin rjo3 asam3 atabi3i ba3da zira3at 3amaliyat al9aw9a3a

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب