• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية الخاصة
علامة باركود

دمج الأطفال المعوقين بصريًّا في المدارس العادية

د. ناصر الموسى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/6/2011 ميلادي - 29/6/1432 هجري

الزيارات: 95200

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دمج الأطفال المعوقين بصرياً في المدارس العادية

ألقاها: دكتور/ ناصر الموسى

في مبنى المكتبة المركزية الناطقة

بالرياض في 12/6/1415هـ

أدار ندوتها: الدكتور/ إبراهيم الفوزان

 

الدكتور/ إبراهيم الفوزان[1]:

لقاؤنا في هذه الليلة مع الدكتور (ناصر الموسى) في محاضرة بعنوان:

(دمج الأطفال المعوقين بصرياً في المدارس العادية).

 

ومحاضرنا حصل على شهادة البكالوريوس في مجال علم اللغويات وعلم النفس من جامعة (سان فرانسيسكو) الحكومية عام (1980م)، ثم حصل على شهادة الماجستير في مجال التربية الخاصة بالتركيز على شؤون المعوقين بصرياً من جامعة (سان فرانسيسكو) أيضاً عام (1982م)، كما حصل على شهادة الدكتوراه في مجال التربية الخاصة بالتركيز على شؤون المعوقين بصرياً من جامعة (فاندربليت) سنة (1987م).

 

عمل في مجال التدريس في معهد النور بالرياض بعدما حصل على ثانويته لمدة أربعة أشهر، وبعد عودته من دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية عمل أستاذاً مساعداً في قسم التربية الخاصة بكلية التربية جامعة الملك سعود، وذلك عام (1408هـ)، وفي (1412هـ) كلف بأعمال رئيس قسم التربية الخاصة، وفي عام (1414هـ) عين رئيساً لهذا القسم[2].

 

له عدد من الأبحاث المنشورة المحكمة، وعدد من الأبحاث التي مازال يعمل عليها، ومن الأبحاث المحكمة المنشورة:

• (دمج الأطفال المعوقين بصرياً في المدارس العادية - طبيعته - برامجه -  ومبرراته)، وقد نشر في مركز البحوث التربوية كلية التربية جامعة الملك سعود.

 

• له بحث محكم آخر هو: (المنهج الإضافي ودوره في تنمية المهارات التعويضية لدى الأطفال المعوقين بصرياً)، وقد قدم في اللقاء السنوي الثالث للجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية في الفترة من (20- 22/12/1411هـ).

 

له عدد من الأبحاث تحت الإعداد منها:

• (مدى تأثير أورثوجرافية[3] برايل على معدل سرعة القراءة والأخطاء لدى التلاميذ المكفوفين في المرحلة الثانوية).

 

• بحث آخر عن (واقع البيئة التربوية في القسم التعليمي في مركز رعاية وتعليم الأطفال المعوقين بالرياض - دراسة حالة).

 

• والبحث الثالث عن: (اتجاهات معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية تجاه دمج الأطفال المعوقين بصرياً في المدارس العادية).

 

وموضوعنا الليلة يتعلق بعملية الدمج وليس هناك أفضل - في نظري - من الدكتور (ناصر الموسى) ليتحدث في هذا الموضوع، ويأتي على جوانبه الهامة، ويلمس مشاكله من خلال تجربة مربي، ورأي متخصص، حيث عاصر عملية العزل كطالب في معاهد النور[4].

 

ثم مارس عملية الدمج كأحد طلاب الجامعات الأمريكية؛ جامعة (سان فرانسيسكو)، وجامعة (فاندر بليت)، وكرئيس لقسم التربية الخاصة في كلية التربية جامعة الملك سعود.

 

وكذلك فلن نجد أفضل من الدكتور (ناصر الموسى) متحدثاً عن هذا الموضوع، وأرجو أن يتفضل بالبدء في حديثه.

 

الدكتور/ ناصر الموسى:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أشكر الأخ الزميل الدكتور (إبراهيم الفوزان)، على هذه المقدمة الطيبة، وهذا الإطراء الذي لا أعتقد أنني أستحقه، ولا يفوتني أن أتقدم بخالص الشكر، ووافر التقدير، وعظيم الامتنان إلى الأخوة المسؤولين في المكتبة الناطقة، وكذلك للتعليم الخاص الذين أتاحوا لي تلك الفرصة فمن خلال دعوتهم الكريمة للقاء مع الإخوة والأحبة في هذا الاجتماع الطيب المبارك، لنتحدث حول موضوع من المواضيع التي أصبحت تشغل أذهان الباحثين والتربويين في مجال العوق والمعوقين.

 

وسوف يرتكز الحديث في هذه الليلة على أربعة محاور هي:

1- أهم التعريفات والمفاهيم التي تقوم عليها عملية الدمج التربوي.

 

2- الآلية أو الكيفية التي بموجبها تتم عملية الدمج التربوي.

 

3- أهم العوامل التي تسهم في إنجاح عملية الدمج.

 

4- مبررات الدمج التربوية.

 

ولعلكم تلاحظون أن كل عنصر من هذه العناصر يستحق وقتاً طويلاً للحديث عنه.

 

نحن في قسم التربية الخاصة لدينا مقرر نقدم من خلاله المادة العلمية عبر فصل دراسي كامل عن هذا الموضوع، ولا نستطيع خلال هذا الفصل أن نغطي جميع جوانب الموضوع فما بالكم بدقائق معدودة، غير أني سأجتهد وأحاول أن ألخص أهم النقاط الأساسية في الموضوع، والتي أعتقد أن الهدف منها تكوين أرضية جيدة للمناقشة والحوار معكم أيها الأخوة الأعزاء.

 

العنصر الأول: التعريفات:

هناك تعريفات علمية لـ (كاف مان) (1975م) و(بيرش) (1974م) وغيرهم، لكن من الأفضل أن نقتصر على تعريف إجرائي يفي بغرض هذه المحاضرة في هذه الليلة دون الدخول في الجوانب الفلسفية والتنظيرية لهذا المجال.

 

والتعريف الذي نريد أن نقتصر عليه هذه الليلة هو أننا نقصد بالدمج أودمج الأطفال المعوقين بصرياً: (تعليم الأطفال المعوقين بصرياً في المدارس العادية مع تزويدهم بخدمات التربية الخاصة)، وعندما أقول: (المعوقين بصرياً)؛ فأنا أعني في الواقع ثلاث فئات، وهي:

• فئة المكفوفين.

• فئة المكفوفين وظيفياً.

• وضعاف البصر.

 

وتعرفون أن كل فئة من هذه الفئات يمكن تقسيمها أيضاً إلى فئات أخرى، ولذلك سأقتصر على استخدام (المعوقين بصرياً) لأشمل هذه الفئات الثلاث، وعندما أريد أن أتحدث عن فئة بعينها فأخصها بأحد هذه التعاريف الثلاثة.

 

إذن هذا هو المنطلق الذي ننطلق منه، وهو أننا نقصد بدمج الأطفال المعوقين في التعليم: تدريسهم في المدارس العادية مع تزويدهم بخدمات التربية الخاصة.

 

العنصر الثاني: وهو: الآلية، أو الكيفية التي بموجبها يتم الدمج:

أي: كيف ندمج الأطفال المعوقين بصرياً في المدارس العادية؟


يتم الدمج عن طريق استخدام ثلاثة برامج تستخدم في المدارس العادية، وعن طريقها ننقل خدمات التربية الخاصة إلى الأطفال المعوقين بصرياً في المدارس العادية، وهذه البرامج الثلاثة هي:

1- برنامج غرفة المصادر.

2- برنامج المعلم المتجول.

3- برنامج المعلم المستشار.

 

ومن خلال هذه البرامج نستطيع أن نوصل خدمات التربية الخاصة إلى الأطفال المعوقين بصرياً في المدارس العادية، وسوف نقدم فكرة بسيطة عن كل برنامج باختصار شديد.

 

1- برنامج (غرفة المصادر):

غرفة المصادر هي غرفة يتم اختيارها في المدرسة العادية, وهي غرفة ذات مستلزمات مكانية وتجهيزية وبشرية.

 

• فمن حيث المكان: لابد من اختيار مدرسة تقع في حي متوسط؛ لأن الأطفال المعوقين بصرياً سيسجلون في هذه المدرسة، فهم لن يسجلوا في المدارس المجاورة لمنازلهم، ولكن سيسجلون في مدرسة يوجد بها غرفة مصادر، وعلى هذا الأساس فلا بد أن يكون موقع المدرسة المقترحة متوسطاً.

 

• كما ينبغي أن نختار هذه الغرفة في مكان مناسب داخل المدرسة، وتكون في مكان متوسط حتى يستطيع الأطفال المعوقون بصرياً أن ينتقلوا منها إلى الفصول العادية بيسر وسهولة، وتكون غرفة المصادر ذات تهوية وإنارة جيدة وذات حجم مناسب، ونفترض أن فصلاً من الفصول العادية يصلح أن يكون غرفة مصادر.

 

• وتتوفر في هذه الغرفة المستلزمات التي تخص المعوقين بصرياً من معينات بصرية ولمسية وتكنولوجية وغيرها من المعينات التي يحتاجها الطفل المعوق بصرياً فهو يحتاج إلى آلة كاتبة ومسطرة وقلم كما يحتاج لبعض الكتيبات وغيرها من المستلزمات التجهيزية الأخرى.

 

• فيما يتعلق بالمتطلبات البشرية؛ تحتاج هذه الغرفة إلى معلم أو أكثر من معلم متخصص في التربية الخاصة مجال الإعاقة البصرية.

 

ولغرفة المصادر إيجابيات كما أن لها سلبيات، ولعل من أبرز إيجابياتها:

أنها توفر للطفل المعوق بصرياً بيئة أكاديمية اجتماعية مثالية، لأنها تتيح له الفرصة كي يدرس مع أطفال مبصرين، وفي نفس الوقت يحصل على خدمات التربية الخاصة الضرورية لتمكينه من الدراسة مع هؤلاء الأقران.

 

ومن مميزاتها أيضاً أن فيها معلماً بصفة مستديمة، يستطيع الطفل أن يرجع إليه في كل الأوقات التي يحتاجها، وكذلك هذه الغرفة موجودة في المدرسة، وبالتالي يستطيع الطفل أن يتردد عليها في الأوقات التي يراها مناسبة كل من معلم الفصل العادي، ومعلم التربية الخاصة.

 

ومن أبرز سلبياتها:

أن الطفل ينتقل من الحي الذي يعيش فيه إلى حيث توجد المدرسة التي بها غرفة المصادر، ويترتب على هذا الانتقال أمور؛ منها:

• انتظار الطفل للحافلة، والذهاب في الصباح والعودة ظهراً، بالإضافة إلى أن عدم ذهابه إلى نفس المدرسة التي يذهب إليها إخوته وأقرانه في الحي يجعله يشعر بشيء من البعد عن الزملاء والأقران الموجودين في الحي الذي يعيش فيه.

 

• ومن سلبياتها أيضاً تجميع عدد من الأطفال المعوقين بصرياً في هذه الغرفة، فإذا كانت المدرسة صغيرة سيتجمع المكفوفون مع بعضهم وبالتالي لن يتفاعلوا اجتماعياً مع أقرانهم المبصرين.

 

2- برنامج (المعلم المتجول):

وفيه يقوم المعلم بنفس الدور الذي يقوم به معلم غرفة المصادر، ولكن الاختلاف في الأسلوب فقط، ففي غرفة المصادر المعلم ثابت في مدرسة محددة والتلاميذ هم الذي ينقلون إلى هذه المدرسة، أما في برنامج المعلم المتجول فالتلاميذ متفرقون؛ لأنهم يسجلون في المدارس التي تقع بقرب منازلهم والمعلم هو الذي ينتقل بين هذه المدارس، فالفرق فقط في الأسلوب أما الفكرة والمهمة فواحدة في الحالتين.

 

وهنا الطفل يسجل في المدرسة المجاورة لمنزله، وتقوم إدارة هذه المدرسة بإخطار الجهة المعنية بالتعليم الخاص أن لديها طفلاً معوقاً بصرياً، ويحتاج إلى معلم متجول يمر عليه في المدرسة ثم يأتي إليه المعلم المتجول مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع حسب الاحتياج.

 

3- برنامج (المعلم المستشار):

يختلف دور المعلم المستشار إلى حد ما عن دور المعلم المتجول من حيث أن دور المعلم هنا استشاري أكثر إلى جانب دوره التعليمي، والمعلم هنا أيضاً يتنقل ويتجول، ونظراً للتشابه الكبير بين دور كل من المعلم المتجول، والمعلم المستشار فقد عملت الباحثتان (سبانجين) و(تايولر) (1986م) إلى تباين الفرق بين هذين المعلمين في نقاط ثلاث هي:

1- العبء التدريسي الذي يقوم به كل منهما، حيث يبلغ معدل العبء التدريسي للمعلم المتجول (15) تلميذاً، في حين يبلغ العبء التدريسي للمعلم المستشار (35) تلميذاً.

 

2- المسافات التي يقطعها كل منهما، فالمعلم المتجول يقطع حوالي (1500) كلم في الشهر، في حين يقطع المعلم المستشار حوالي (2200) كلم في الشهر.

 

3- طبيعة الدور الذي يقوم به كل منهما، فالمعلم المتجول يتعامل مباشرة مع التلاميذ، ويمارس عملية التدريس، في حين أن المعلم المستشار يعمل إلى تقديم المشورة والنصح لمعلمي الفصول العادية، في كيفية التعامل مع التلاميذ، وبالتالي فدوره استشاري أكثر منه تعليمي.

 

وبالنسبة للإيجابيات والسلبيات في البرنامجين متقاربة.


ومن أهم الإيجابيات في برنامج المعلم المتجول، وبرنامج المعلم المستشار:

1- أن الطفل يدرس مع إخوته وزملائه في الحي، ويذهب ويعود مع إخوته.

2- أن الطفل باق في نفس المدرسة والمعلم هو الذي يذهب ويأتي.

3- أن الطفل يبقى مدة أطول في الفصل العادي من تلك التي يقضيها طفل برنامج غرفة المصادر.

 

ومن أبرز السلبيات أن المعلم المتجول وكذلك المعلم المستشار يقضيان وقتاً طويلاً في التنقل بين المدارس لعله أطول من ذلك الوقت الذي يقضيانه في التعليم، وهذه التنقلات من مكان إلى مكان ربما يكون لها بعض السلبيات بمعنى أن المعلم قد لا يفي بالاحتياجات الأساسية للأطفال المعوقين بصرياً.

 

وليس من الضروري أن نفضل برنامجاً على آخر، فيمكن أن نستخدم هذه البرامج بشكل تكاملي، يمكن أن نبدأ بغرفة المصادر مثلاً في مرحلة رياض الأطفال والفصول الأولى من المرحلة الابتدائية، وفي المراحل العليا من المرحلة الابتدائية، رابع وخامس وسادس، يمكن أن نستخدم برنامج المعلم المتجول، وفي المرحلة المتوسطة والثانوية يمكن أن نستخدم برنامج المعلم المستشار، لأن الطفل في البداية يحتاج إلى خدمات جيدة في مجال التربية الخاصة، ويحتاج إلى أن يكتسب مهارات أساسية، فوجود معلم مستديم معه هو الأفضل، بعد ذلك يستغني عن المعونة المستديمة ويحتاج إلى عون بسيط، فيقوم بهذا الغرض المعلم المتجول ثم المعلم المستشار.

 

ما هو الدور الذي يقوم به معلم التربية الخاصة في مجال الإعاقة البصرية في المدرسة العادية؟

1- القيام بعمليات التقويم والتشخيص البصري للمعوقين بصرياً.

 

2- تدريس الأطفال المعوقين بصرياً لمهارات الأكاديمية الخاصة التي لا يستطيع معلم الفصل العادي القيام بها، ونقصد بها برايل والعدادات الرياضية والضرب على الآلة الكاتبة، وغيرها من القضايا التي تخص الأطفال المعوقين بصرياً، ولا يستطيع معلم الفصل العادي القيام بها.

 

3- مساعدة الأطفال المعوقين بصرياً في التغلب على المشكلات الناجمة عن العوق البصري.

 

4- تعريف الأطفال المعوقين بصرياً بالمعينات البصرية واللمسية والسمعية والتقنية.

 

5- مساعدة الأطفال المعوقين بصرياً على اكتساب المهارات التواصلية والمهارات الاجتماعية التي تمكنهم بإذن الله من النجاح في حياتهم المستقبلية.

 

6- تقديم النصح والمشورة لمعلمي الفصول العادية فيما يتعلق بطرق تدريس بعض المواد الأكاديمية وأساليب تأدية الامتحانات المختلفة، وكذلك مساعدتهم على فهم الأسس السليمة لكيفية التعامل الاجتماعي مع الأطفال المعوقين بصرياً داخل الفصل وخارجه، وكذلك تزويدهم عند الحاجة بالكتيبات والمنشورات والوسائل التعليمية التي تمكنهم من أداء واجبهم ومهامهم بالشكل الصحيح.

 

7- تسهيل مهمة الأطفال المعوقين بصرياً في عملية المشاركة في الأنشطة الصفية واللاصفية.

 

8- تمثيل الأطفال المعوقين بصرياً في الاجتماعات المدرسية، والتأكيد على احتياجاتهم الأساسية والدفاع عن حقوقهم وقضاياهم الضرورية.

 

هذه فقط فكرة عن هذا الدور الذي ينبغي أن يقوم به معلمو التربية الخاصة في المدرسة العادية، وهناك نقاط أخرى لا يتسع الوقت لذكرها لكثرتها.

 

العنصر الثالث:

وهو أهم العوامل التي يمكن أن تسهم في إنجاح عملية الدمج التربوي وهناك العديد من الدراسات التي أجريت بهذا الخصوص، ولعل من أهمها تلك الدراسة التي قام بإجرائها (بيشوب) (1986)، وأرادت من خلالها أن تستطلع آراء معلمي المعوقين بصرياً أنفسهم، ومن خلال هذه الدراسة استطاعت أن تحدد (70) عاملاً يمكن أن تسهم في إنجاح عملية الدمج التربوي في المدارس العادية.

 

وسأذكر العوامل العشرة الأولى فقط تلك التي حظيت بالاهتمام على سواها، فالباحثة تقول إنها وجدت العوامل المهمة على النحو التالي، وهي مرتبة على حسب أهميتها:

1- مرونة وتقبل معلم الفصل العادي للتلميذ المعوق بصرياً.

 

2- تقبل تلاميذ الفصل العادي للتلميذ المعوق بصرياً وتفاعلهم معه.

 

3- المهارات الاجتماعية لدى التلميذ المعوق بصرياً، فمتى ما كان لديه مهارات اجتماعية فهي تساعده على الاندماج.

 

4- التحصيل الأكاديمي لدى التلاميذ المعوقين بصرياً، وإذا كان المعوق من التلاميذ المتميزين فإنه يكسب مودة زملائه دون شك.

 

5- النظرة الإيجابية لدى التلميذ المعوق بصرياً نحو مفهوم ذاته.

 

6- استقلالية واعتماد التلميذ المعوق بصرياً على نفسه.

 

7- الاتجاهات الإيجابية للأسرة وتقبلها لطفلها المعوق بصرياً.

 

8- الدافعية العامة لدى التلميذ المعوق بصرياً.

 

9- توفر المستلزمات البشرية المساندة للتلميذ المعوق بصرياً.

 

10- توفر المستلزمات التجهيزية الخاصة بالتلميذ المعوق بصرياً.

 

هذه هي العوامل العشرة التي أجمع المفحصون على أنها من أهم العوامل السبعين.

 

هناك دراسة أخرى للباحث (توماس) أراد أن يحدد فيها أهم المتغيرات المستقلة، ويتعرف على تأثيرها على بعض المتغيرات التابعة، كما أن هناك دراستين، إحداهما لـ(هيل) سنة (1990) والأخرى لـ(إيرن) (1991) حول أهم العوامل التي تسهم في إنجاح عملية دمج الأطفال المعوقين بصرياً في مرحلة ما قبل المدرسة.

 

العنصر الرابع والأخير:

وهو: مبررات دمج الأطفال المعوقين بصرياً في المدارس العادية.

 

هناك عدة مبررات وسنتحدث عن بعضها:

المبرر الأول:

موقف الدين الإسلامي، ونظرته الإيجابية نحو المعوقين، ولعلكم تعرفون الآيات والأحاديث التي تعرضت لهذا الموضوع، حتى أن العلماء غير المسلمين شهدوا بعدالة الإسلام في هذا المجال، وهذا يدفعنا إلى أن نخوض تجارب الدمج.

 

المبرر الثاني:

موقف البحث العلمي من دمج الأطفال المعوقين بصرياً: لقد أجريت العديد من الدراسات التي حاولت أنت تتعرف على المكان التعليمي ونعني به البيئة التعليمية كمتغير مستقل، حاولت هذه الدراسات أن تتعرف على البيئة التربوية كمتغير مستقل، وترى تأثير تغيير البيئة التعليمية على بعض المتغيرات التابعة.

 

ومن أبرز المتغيرات التابعة التي ركزت عليها الدراسات:

1- التحصيل الأكاديمي: هل الأطفال المدمجون في المدارس العادية أفضل في التحصيل الأكاديمي من الأطفال الذين يدرسون في المدارس العادية.

 

2- التكيف الاجتماعي: أي المجموعتين أفضل الذين في المدارس العادية أم أولئك الذين هم في المدارس المنفصلة؟

 

3- مفهوم الذات: ونعني به مفهوم الطفل لذاته، أيهما أفضل في فهمه لذاته الطفل الذي في المدرسة العادية أم الطفل الذي في المدرسة المنفصلة؟

 

4- مهارات التوجه والحركة: كل الدراسات حاولت أن تقارن بين مجموعة من المعوقين بصرياً يدرسون في المدارس العادية مع أقرانهم المبصرين، ومجموعة أخرى يدرسون في مدارس خاصة مثل معاهد النور، وحاولت أن تقارن بينهما لتعرف مدى تأثير البيئة التعليمية أو المكان التعليمي في المدرسة العادية أو في المدرسة المنفصلة على المتغيرات التي ذكرناها وهي التحصيل العلمي والتكيف الاجتماعي ومفهوم الذات ومهارات التوجيه والحركة.

 

لم تجد هذه الدراسات أي فروق لصالح أي مجموعة، بل في حالة ظهور فروق فهي بسيطة وتكون لصالح الطلاب المعوقين بصرياً الذين يدرسون في المدارس العادية فدل هذا على أن قضية المدرسة المنفصلة التي كان يعتقد من وراء إنشائها في الأصل أن هؤلاء لا يمكن تدريسهم في المدارس العادية هذا الاعتقاد لا أساس له، لأنه ليس مدعوماً من قبل البحث العلمي، فما دام أن البحث العلمي يظهر عدم وجود فروق، وإذا وجدت فروق فهي لصالح الطلاب المعوقين بصرياً الذين يدرسون في المدارس العادية، فهذا دل على أن البحث العلمي يقف إلى جانب عملية الدمج التربوي.

 

المبرر الثالث:

• ما هو الموقف التاريخي لعملية الدمج لدينا كمسلمين؟

 

عندما نتحدث عن عملية الدمج فنحن لا نحاول بذلك أن نقلد الغرب، حيث أنه من المفارقات التاريخية الغريبة أن تعليم المعوقين بصرياً في المملكة العربية السعودية بدأ في المدارس العادية، وهذا ما هو إلا امتداد لتقليد عريق بدأ في جامعة الأزهر سنة (970م)، أي قبل حوالي أكثر من (1000) عام، فأول جامعة فتحت أبوابها للمكفوفين في العالم كله كانت جامعة الأزهر، وهذا التقليد امتد إلى أن وصل إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وبالتالي ورثناه نحن أيضاً في المملكة، فعندما بدأ التعليم في المملكة، كان المكفوفون من أوائل الذين التحقوا بركب التعليم في المملكة العربية السعودية.

 

وأعود مرة أخرى وأقول أن من المفارقات التاريخية الغريبة أن تعليم المعوقين في المملكة بدأ في المدارس العادية، ثم صار يتحول إلى مدارس نهارية ثم مدارس داخلية، وعلى نقيض ذلك بدأ تعليم المعوقين بصرياً في الغرب في مدارس داخلية ثم صار يتحول إلى مدارس نهارية، ثم فصول خاصة ملحقة بالمدارس، ثم صاروا يدرسون في المدارس العادية، ويستفيدون من برامج التربية الخاصة التي أشرنا إليها سابقاً، لقد انتهينا إلى حيث بدءوا وهم كذلك انتهوا إلى حيث بدأنا.

 

فنحن عندما نتحدث عن الدمج لا نحاول أن نقلد الآخرين، ولكننا نعود إلى الأصل وهو البداية الحقيقية لتعليم المعوقين بصرياً، وفي تلك الفترة كان يوجد بعض القصور، نتيجة لعدم وجود برامج تربية خاصة تخدم المعوقين بصرياً، ولكن في الوقت الحالي تتوفر الخدمات المتخصصة اللازمة للأطفال المعوقين بصرياً والحمد لله.

 

المبرر الرابع:

• ما موقف الباحثين والتربويين من المدارس الداخلية؟

 

لن أطيل في هذا المجال، وسأكتفي فقط بأن أذكر لكم ما قاله (سام جريدلي هاو) وهو أبو تعليم المكفوفين في أمريكا، فهو أول من فكر في افتتاح مدرسة داخلية للمكفوفين في أمريكا، وعندما افتتحت هذه المدرسة تمَّ تعينه مديراً لها، وهي مدرسة (بيركنز) للمكفوفين الموجودة في (ووتر تاون) قرب (بوسطن)، ورغم هذا فبعد افتتاحه لهذه المدرسة صار يفكر في عملية الدمج، لأنه رأى من واقع خبرته أن هذه المدرسة ليست مكاناً طبيعياً للمعوقين بصرياً، وظل يفكر أن المكان الطبيعي للمعوقين بصرياً هو المدرسة العادية، ولذلك فعندما تمت دعوته لإلقاء كلمة بمناسبة افتتاح مدرسة أخرى للمكفوفين في (بيتيفيا) بـ(نيويورك) قال ما نصه: (إن مثل هذه المدارس جميعاً تعتبر غير طبيعية وغير مرغوب فيها، وعرضة لسوء الاستخدام، ويجب أن نقلل منها قدر الإمكان، وهذه القلة يجب أن تبقى صغيرة قدر الإمكان) قال هذا الكلام وهو أحد الذين أسسوا هذه المدارس الداخلية، ومع ذلك لم يكن راض عنها وكان يبحث عن بديل، ولم يتعصب لكونه هو الذي افتتح أول مدرسة من هذا النوع، لأنه كان عالماً، والعالم لا يتورع أن يقول الحقيقة متى وجدها.

 

المبرر الخامس:

عدم قدرة معاهد النور في وضعها الحالي على الوفاء بجميع الاحتياجات الأساسية لكل الأطفال المعوقين بصرياً، فهي لا تقبل ضعاف البصر، ولا تقبل كذلك المعوقين بصرياً الذين لديهم إعاقات أخرى لأن دورها يقتصر على قبول المكفوفين وظيفياً فقط، أما ضعاف البصر فهي لا تقدم لهم الخدمات المطلوبة.

 

المبرر السادس:

التكلفة المالية للدمج: فالدمج لا يكلف شيئاً على الإطلاق من خلال وجهة نظري، وقد كنا نتحدث عن ذلك بقسم التربية الخاصة بإحدى جلسات لجنة التنسيق الدائمة فيما يخص برامج التربية الخاصة في المدارس العادية، وكان معنا بعض الإخوان العاملين في التعليم الخاص مثل الدكتور (إبراهيم الفوزان) والدكتور (زيد المسلط)، فهذه اللجنة ممثلة فيها جامعة الملك سعود بقسم التربية الخاصة ووزارة المعارف ممثلة في الأمانة العامة للتعليم الخاص، وقدمنا بعض المقترحات بخصوص الدمج وما يتعلق به، فأتذكر أنا حاولنا لنجد رقماً مناسباً للتكلفة المادية للتجهيز المبدئي لغرفة المصادر، فقدرناها بحوالي (10000) ريال، وهذا المبلغ يكفي لغرفة مثالية، وقلنا إذا لم تتوفر المادة فإننا لا نحتاج إلى هذا المبلغ، ففي الحالات العادية قد يكفينا (1000) ريال، إذ يمكن أن نأخذ فصلاً من الفصول العادية في مدرسة معينة ونجهزه ببعض المستلزمات البسيطة، أما المدارس المنفصلة أو المدارس الخاصة فهي على خلاف ذلك، لأنها ستحتاج إلى مباني تبنى أو تستأجر، وستحتاج أيضاً إلى صيانة وموظفين، بينما في حالة الدمج لا نحتاج إلا إلى شيء قليل من هذا.

 

المبرر السابع:

فوائد الدمج الكثيرة التي تعود على التعليم في المملكة العربية السعودية.

 

فالدمج يقدم لنا آلية مرنة نستطيع من خلالها أن ننهض بمستوى كم ونوع الخدمات المقدمة للمعوقين بصرياً في المملكة العربية السعودية، حيث أننا يمكن عن طريق الدمج أن نفصل البرنامج الملائم للأطفال، ونطوع الأطفال لبرامج موجودة في المدرسة العادية، ففي الدمج نستطيع أن نقوِّم حالة الطفل ونشخصها، وبناءً على ذلك نضع له خطة تربوية فردية، كما نضع له الاستراتيجيات اللازمة مهما كانت إعاقة هذا الطفل، أما في حالة المدارس المنفصلة فهي تضع له شروطاً، وهذه الشروط لا تستطيع أن تستوعب الكم الكبير من المعوقين الموجود لدينا في المملكة، لذا فوجود مثل هذه المدارس المنفصلة نتج عنه أن كثيراً من الفئات الآن لا تخدم، فكل مدرسة تقول هذه شروطي، ولا أقبل إلا بموجب هذه الشروط، لكن في عملية الدمج كل طفل يقوَّم ويشخص ويوضع له برنامج يتناسب مع احتياجاته وقدراته، بالإضافة إلى أن الدمج يمكِّن الأسر من أن تشرف على الأطفال وتربيهم، والأسرة هي الأقدر على تربية طفلها.

 

الدمج يُمكِّن الطفل من أن يبقى مع أمه وأبيه ويذهب إلى المدرسة ويعود ويتفاعل مع الآخرين، أما في حالة المدارس المنفصلة فالآباء والأمهات يترددون كثيراً في إرسال أبناءهم وفلذات أكبادهم إلى المدرسة المنفصلة التي تقع في منطقة بعيدة عنهم.

 

ويترتب على هذا:

• تخلف دراسي لطلاب المدارس المنفصلة فلو أخذت المعدل مثلاً في الصف الأول الابتدائي في معاهد النور قد تجد أن عمر الطفل بين (8) أو (9) سنوات وبالتأكيد هؤلاء أكبر من أقرانهم المبصرين.

 

• عزل الطفل عن أهله مدة طويلة.

 

• عند عودة الطفل لأهله في العطلة الصيفية يتعرض إلى شيء من التدليل الزائد والحماية الزائدة.

 

وينتج عن كل هذا بعض الإشكالات الكبيرة.

 

ومن هنا نقول أن الدمج بالفعل هو الآلية المناسبة للنهوض بمستوى كم ونوع الخدمات، ولو أردت أن أعدد فوائده فلن أستطيع.

 

وهناك سؤالان هما:

• متى ينبغي أن يتم الدمج؟

• ومتى يعتبر الطفل مدموجاً؟


بالنسبة لمتى يتم الدمج؟ فيمكن أن يتم الدمج في أي مرحلة من المراحل التعليمية المعروفة، وإن كان الباحثون والتربويين يفضلون مرحلة ما قبل المدرسة، وأنا واحد من هؤلاء، والسبب في هذا أن مرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الأولى من المراحل الابتدائية، هذه المرحلة الأولى من حياة الطفل التعليمية هي التي يكتسب الطفل فيها المفاهيم الأساسية التي بموجبها تتشكل اتجاهاته واتجاهات الآخرين نحوه، وهي أيضاً مرحلة المصارحة والمكاشفة، فالأطفال في هذه المرحلة لا يتورعون عن مساءلة زملائهم عن المشكلة التي يعانون منها، فنحن نحاول بهذا أن نوجد التفاعل الحقيقي بين الأطفال المعوقين بصرياً وأقرانهم من البداية وأن نعرض المعوق بصرياً لتجارب الحياة منذ صغره.

 

إن الدمج وسيلة وليس غاية، وهو وسيلة لتمكين الطفل المعوق بصرياً من أن ينتج في هذه الحياة، فلماذا أعزله فترة من الزمن ثم أعيده مرة أخرى إلى المجتمع؟ لماذا لا أجعله يبدأ مع الأطفال من البداية ويتعلم منهم ويتعلمون منه، ويكونون اتجاهات ومفاهيم صحيحة عندما يعرف بعضهم البعض معرفة طيبة؟ لذلك فنفضل أن يكون الدمج في المراحل المبكرة، بخلاف لو بدأت عملية الدمج في المراحل الأخرى وإن كان هذا يمكن أن يتم ولكن في المراحل الأولى أفضل.

 

وفيما يتعلق بالسؤال الثاني: متى نعتبر الطفل مدموجاً؟ يرى الباحثون والتربويون أن الطفل كي نعتبره مدموجاً لا بد أن يقضي (50%) على الأقل من اليوم الدراسي في الفصل العادي، أي يمكن أن يقضي (80%) أو (70%) أو (60%) ولكن لا يقضي أقل من (50%) أما باقي اليوم الدراسي فيقضيه طبعاً في غرفة المصادر، والمقصود بذلك أن الطفل وقته الأساسي يقضيه في الفصل العادي، لأن غرفة المصادر عنصر معين فقط وليس أساسياً ومعلم الفصل العادي مسئول مسئولية كاملة عن الطفل المعوق بصرياً من الناحية الأكاديمية، لكن ليس هناك ما يمنع أن يستشير معلم غرفة المصادر في بعض القضايا الأكاديمية كطرق التدريس وأساليب تأدية الامتحانات.

 

إذن الطفل يذهب إلى غرفة المصادر عند الضرورة فقط، عندما يحتاج إلى مساعدة، أو عندما تأتي حصة لبعض المواد التي لا يستطيع معلم الفصل العادي القيام بتدريسها للطفل المعوق بصرياً وإلى هذا الحد نتوقف، ويمكن أن يكون هذا أرضية كافية للنقاش.

 

الدكتور إبراهيم الفوزان:

لي تعليقان:

• في الثمانينات الهجرية[5] عندما كنت طالباً في دار التوحيد كان معي اثنان من الزملاء المكفوفين، ولم نكن نفقد الزملاء المكفوفين إلا خلال الاختبارات، حيث كانوا يذهبون في غرفة منفردة مع مرافق لهم يقرأ عليهم الأسئلة ويكتب ما يملونه عليه من إجابات، وهؤلاء الطلاب كانوا بارزين إلى درجة أنهم في أغلب الأحيان إما من العشرة أو العشرين الأوائل رغم أن عدد الطلاب في ذلك الوقت كان يتعدى (120) طالب في الصف الواحد، إذن كانت تجربة الدمج موجودة.

 

وأذكر في السبعينات الميلادية[6]في أحد مؤتمرات (جمعية الأطفال غير العاديين)، وكان معي الدكتور (زيد)[7]،سئلنا عن قضية الدمج، فقلنا أن الأطفال المكفوفين كانوا يدمجون في المدارس العادية في المعاهد العلمية وفي دار التوحيد فقال أحد علماء التربية الذين كانوا يحضرون هذا اللقاء: (إن هذا هو ما نبحث عنه)، وفعلاً في عام (1975) صدر قانون أمريكي ركز على قضية الدمج، وهو القانون الأمريكي العام رقم (94-142).

 

قبل عدة أشهر كنت أيضاً في مؤتمر آخر لنفس الجمعية (جمعية الأطفال غير العاديين)، وسئلت عن التربية الخاصة في المملكة، فقلت: (إن المكفوفين الذين كنا ندمجهم في التعليم العام هم الآن أصبحوا في مدارس خاصة) فقال لي السائل: (لقد كنتم في مرحلة متقدمة في السبعينيات الميلادية أما الآن فقد عدتم إلى الستينات الميلادية، ويجب عليكم أن تسارعوا لتصلوا إلى القانون الذي وصلنا إليه في عام 1975م).

 

إذن يجب أن نعود إلى الدمج الذي كان موجوداً قبل قيام مدارس العزل، حيث كان الطلاب المعوقون بصرياً بالذات ضمن طلاب التعليم العام، ولم يكونوا يعانون من أي مشكلة، والأستاذ (عبد الرحمن الخلف)[8] يتذكر زملاءه في المعاهد العلمية، وكل منا يتذكر الطلاب الذين تخرجوا في التعليم العام، وكلهم أصبحوا قيادات متمكنة في الدولة، (الدكتور ناصر) كان يغني على ليلاه، وليلاه هنا هم المكفوفون، وهو في الواقع كان يغني على ليلى كل منا، نحن نعاني من أزمة الدمج في كل المجالات، سواء كان في المعوقين بصرياً أو المتخلفين عقلياً أو الصم أو أي نوع من الإعاقات، فما قاله الدكتور ناصر لم يكن يخص المكفوفين فقط، وإنما يخص كل المعوقين لأنَّ قضية الدمج يجب أن تكون للجميع، وليست فقط للمعوقين بصرياً، وإن كان المعوقون بصرياً أولى بالدمج لأنهم أصلاً كانوا مدموجين، ونحن أخذناهم من المدرسة العادية وعزلناهم في مدارس خاصة، هدى الله الأوائل الذين فتحوا معاهد النور وفصلوا هؤلاء المكفوفين عن سواهم في التعليم العام.

 

الدكتور: ناصر الموسى:

فيما يخص القانون الذي يتحدث عنه الدكتور (إبراهيم) القانون الأمريكي (94-142)، هذا القانون لم يقنن إلا في سنة (1975) ولكن المعوقين بصرياً في أمريكا تمَّ دمجهم قبل هذا التاريخ بالضبط في سنة (1900).

 

وأضيف أن عدد الأطفال المدموجين في الولايات المتحدة الأمريكية حسب إحصائيات الثمانينات الميلادية، هم (85%) من الأطفال المعوقين بصرياً، هؤلاء يدرسون في المدارس العادية، والأطفال المعوقون بصرياً الذين يدرسون في مدارس خاصة هم (15%) فقط، وفي العادة هم الذين لديهم حالات عوق أخرى بجانب العوق البصري تحول دون دمجهم في المدارس العادية.

 

وأشكر الدكتور (إبراهيم) على إضافته، وأتفق معه على أننا عندما نتحدث عن الدمج فلا نعني فئات المعوقين بصرياً فقط، بل نعني كل الفئات، وفي المذكرة التي قدمتها مع الاخوان في وزارة المعارف حددنا خمس فئات هي:

1- الموهوبون والمتفوقون.

2- ضعاف البصر.

3- ضعاف السمع.

4- ذوي صعوبات التعلم.

5- ذوي الاضطرابات السلوكية والانفعالية.

 

وهؤلاء الأطفال موجودون أصلاً في المدارس العادية ونريد فقط أن نوصل خدمات التربية الخاصة إليهم.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

ليس لدي أي اعتراض على ما ذكره الدكتور (ناصر) ولا على ما ذكره الدكتور (إبراهيم الفوزان)، ولكنني أعلق بقول لخبير غربي لا يحضرنا اسمه: (ما أحسن الدمج وما أقبحه) وآخر يقول: (الدمج سلاح ذو حدين).

 

وأرجو من الإخوان أن يفهموني، فأنا بهذا لست ضد الدمج إذ أن الدمج قبل ثلاثين سنة لم يترتب عليه مشاكل، حيث لم نضع الدمج شعاراً، وإنما الدمج كان وضعاً عادياً موجوداً في المدارس العادية، ولم يكن خلال هذه الفترة ضجة إعلامية حول موضوع الدمج كما هو الحال في الوقت الحاضر، أما الآن فقد أصبح الدمج شعاراً يرفع، ولم توضع له ضوابط لنجاحه، فإذا كان الدمج هدفه تعليمي، فنحن لا نختلف في دمج المكفوفين أو ضعاف البصر أو ضعاف السمع، أما إذا كان لفئات غير هؤلاء مثل المتخلفين عقلياً الذين يتراوح ذكائهم ما بين (50) إلى (75) فأنا أختلف مع من نادى بدمجهم مع الأطفال الذين يتراوح ذكاؤهم ما بين (90) إلى (100)، وكذلك أيضاً بالنسبة للطالب الأصم بالكلية فقدراته اللغوية لا تمكنه من مسايرة زميله في المدارس العادية.

 

وأذكر حينما كنت في زيارة لإحدى الدول الأوروبية وهي ألمانيا، وكان تعليم المكفوفين فيها عند زيارتي لها يتم في مدارس منفصلة، سألت مدير معهد المكفوفين في (ماربورج)، وهو رجل تربوي يحمل شهادة الدكتوراه في هذا المجال، قلت له: (لماذا لم تدمجوا المكفوفين في المدارس العادية)، قال: (لأن الدمج وسط هذه الثورة التقنية والتطور التقني وغلاء ثمن وسائل التعليم للمكفوفين يكلف أكثر مما تكلفنا هذه المدارس الخاصة)، فالمدارس الخاصة هذه عندنا أصبحت مكسباً، وأصبحت لها ميزات، ومن الصعوبة أن نتخلص منها ما لم نضع لها ضوابط محددة، ونتدرج في عملية الدمج وفق هذه الضوابط.

 

الدكتور: ناصر الموسى:

فيما يتعلق بالتكلفة المالية، نحن لا نريد أن نذهب إلى ألمانيا كي يقول لنا خبير غربي أن الدمج يكلف أكثر من المدارس المنفصلة، نحن في هذا الجمع الطيب نستطيع أن نقرر ما الذي يكلفه الدمج، قلنا أن غرفة المصادر في الحالات المثالية لا تزيد تكلفتها عن (10000) ريال، وفي الحالات العادية قد لا تحتاج إلى شيء، فهي غرفة موجودة في مدرسة عادية، فصل من الفصول العادية، وبمستلزمات بسيطة، ومعلم أو أكثر من معلم في الحالات المختلفة، فقضية أن الدمج يكلف أعتقد أنه لا يحتاج إلى تكلفة تقف عثرة دون تحقيقه إذ أن بناء المعهد المتخصص يحتاج إلى مباني وأجهزة ووسائل تعليمية ومعلمين، وهذا يكلف الكثير، وبالمقارنة بين تكلفته وتكلفة غرفة المصادر نجد أن الفرق كبير.

 

أما فيما يتعلق بالمحاذير والضوابط، فأنا أتفق مع الأستاذ (عبد الرحمن الخلف)، لا بد أن يكون هناك محاذير، ولا بد أن يكون هناك ضوابط، ولا بد أن توضع القواعد والأسس التي يتم الدمج بموجبها، لكن لا نريد أن نعقد العملية، لأن الدمج ليس غاية في حد ذاته وإنما هو وسيلة فهدفنا من الدمج أن يتمكن الطفل المعوق بصرياً من النجاح في الحياة، ونحن نستطيع أن نقرر هل النجاح في الحياة للمعوق بأن يدرس في المدرسة العادية أم بأن يدرس في مدرسة أخرى تعزله فترة من الزمن ثم نعيده مرة أخرى للمجتمع فيعاني ما يعاني.

الأستاذ: عبد الرحمن الغملاس:[9]

فيما يتعلق بعملية الدمج، هو من المسلَّمات التي نعترف بها جميعاً منذ عصر صدر الإسلام الأول إلى عصرنا الحاضر، ومنذ أن بسط رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه (لعبد الله ابن أم مكتوم) الصحابي الأعمى الذي يبش في وجهه حينما يدخل عليه، ويقول: "مرحباً بمن عاتبني فيه ربي".

 

غير أني أتساءل، هل أولئك الذين دمجوا في التعليم نجحوا كلهم في الحياة؟ من قال نعم فهو على حق، ومن قال إن منهم من قد فشل فهو على حق أكثر، والشواهد موجودة في المجتمع، فهناك رجال نجحوا بفضل الله أولاً ثم بفضل الإرادة والذكاء اللذين وهبهما الله سبحانه وتعالى لهم، وهناك أناس فشلوا واختفوا من المجتمع ونسوا.

 

فماذا عن الحاضر؟ وجهة نظري الخاصة، هي أن تبقى معاهد النور كما هي تقوم بأدوارها لمن أرادها أو فشل في الدمج، وأن يفتح باب الدمج، لمن أراد الدمج إذا نجح فيه، وإذا فشل فله معاهد النور.

 

كما أن هناك سلبيات تنعكس على وجود المعوقين في مدارس التعليم العام كلوثة في اللسان أو عرج في الرجل، ونحو ذلك وهذه تمثل أعباء تنعكس على نفسية المكفوفين حينما يستخدمها زملاؤهم المبصرون علامات يطلقونها عليهم، الأمر الذي يسبب لهم حرجاً وإرباكاً، إذ أن الكفيف حساس بطبعه، وهذا في رأيي من سلبيات الدمج، وأضرب لذلك بمثال، كان في المدرسة التي أدرس بها، طفل لا ينطق الأحرف بشكل سليم، وقد عيَّره زميله بهذه العاهة، وصار لهذا التصرف رد فعل على هذا الطفل، في بكائه وتألمه من الألفاظ التي يعيره بها قرينه.

 

ومن هذا أقول لا يمكن للكفيف صغير السن أن يعيش في مدرسة يوجد بها أكثر من (500) طفل مبصر لا يجد مضايقات أو بعض الألفاظ النابية التي تؤدي إلى هروبه من المدرسة أو تعثره في الدراسة.

 

الدكتور: ناصر الموسى:

الأخ عبد الرحمن أثار ثلاث نقاط جوهرية، وسوف أتحدث عن كل منها:

• فيما يتعلق بموضوع نجاح وفشل بعض الناس في الدمج في الماضي، فنحن نعرف أنهم كانوا يدرسون مع زملائهم دون وجود خدمات أو برامج مساندة لهم في المدارس العادية، ونحن لا ننادي بهذا مطلقاً، نحن الآن نقول لا بد أن يكون في المدارس العادية نظام مساند يقف إلى جانب الطفل المعوق بصرياً، وما لم يكن هناك نظام مساند للدمج، فلا يمكن أن يتحقق، حيث أن متطلبات التعليم تغيرت وتطورت، والطفل المعوق بصرياً يفترض أن يدرس مواد كثيرة مختلفة عما كان يدرس في الماضي، ولذلك ننادي بأن يكون هناك نظام مساند، وتحدثنا عن هذا النظام المساند فقلنا أنه يتمثل في غرفة مصادر أو معلم متجول أو معلم مستشار موجود ليقوم بالمهام التي أشرنا إليها سابقاً.

 

• كما أشار الأخ عبد الرحمن إلى معاهد النور، ولا أعتقد أن أحداً فينا يجرؤ على أن يلغي دور معاهد النور، ولا حتى يطالب بهذا، معاهد النور ستبقى خياراً لمن أراد، لكننا نريد أن يكون هناك مرونة ونريد أن يكون هناك خيارات أخرى لمن أراد أن يبقي طفله في نفس المنزل والقرية والمدرسة التي بها إخوته، لماذا يحرم من هذا الخيار، نقول هذا سيظل عبر السنين خياراً، غير أنا نريد أن يكون هناك خيارات أخرى للناس الذين لا يرغبون في مثل هذا الخيار.

 

وأرى أن يتغير دور معاهد النور، فعليها أن تعنى ببعض الفئات الأخرى التي لا يمكن دمجها مثل الأطفال المكفوفين الذين لديهم صمم أو لديهم عيوب في النطق وغيرهم.

 

• فيما يتعلق بالتجربة التي يمر بها الطفل المعوق في المدرسة العادية، سواء كان معوقاً مبصراً أو لديه اضطرابات في النطق أو غيره، أتصور يا أخي أنك تعد هذا الطفل للحياة، لذا فلا بد أن يتعرض لهذه التجارب القاسية من البداية، وهذا أفضل من عزله مدة معينة في بيئة اصطناعية، وبعدها يعود إلى المجتمع فقد لا يستطيع أن يتكيف مع هذا المجتمع، فربما يكون الوقت قد تأخر لتكييفه معه، لكن إذا تعلم هذه الخبرات والتجارب من صغره، يستطيع أن يمهد ويشق طريقه في الحياة، وهذا هو المطلوب.

 

الأستاذ: عبد الله بن حسين[10]:

عملية الدمج موجودة عفوية بالمدارس دون تخطيط مسبق، وقد اتضح لي ذلك من خلال قيام الأمانة العامة للتعليم الخاص بحصر حالات العوق في (15) مدرسة في الرياض، وظهر بعد تحويل عدد من الطلاب إلى المختصين في معاهد النور ومعاهد الصم ومعاهد التربية الفكرية وجامعة الملك سعود، ظهر وجود (96) حالة في هذه المدارس المذكورة، وكنت مكلفاً بمتابعة ذلك.

 

إذاً هناك حالات كثيرة متفرقة في مدارس الرياض أو في مدارس المملكة وما ينقصها لكي توفر لها الخدمات سوى غرفة المصادر أو المدرس المتجول أو المدرس المستشار.

 

الدكتور: إبراهيم الفوزان:

لي تعليق، طالما أن (96) حالة في مدارس التعليم العام لا تعرف عنها الأمانة العامة للتعليم الخاص شيئاً، فأرجوا أن لا تعرف عنها شيئاً، لأن هذا هو الدمج الذي نبحث عنه حيث إذا عرفتهم وأعطتهم غرفة مصادر ومراكز معينة وبرامج خاصة فمعناها أنا عزلناهم ولو قليلاً عن التعليم العام، وهذا رأي شخصي يمثل وجهة نظري ولا ألزم به أحداً.

 

الدكتور: ناصر الموسى[11]:

اسمح لي يا أخ عبد الله، حيث أن لدي خلفية عن الموضوع الذي تتحدث عنه، ولا أريد أن أتحدث باسم الأمانة العامة للتعليم الخاص ولكني أعرف أهداف الإخوان في الأمانة، وهي تتفق تماماً مع أهدافنا في الجامعة، وتتمثل في تحديد هذه الحالات، وتقديم خدمات التربية الخاصة لها في أماكنها، هناك لجنة تستكشف وجود المعوقين في مدارس التعليم العام، وبصفتك أحدأعضاء هذه اللجنة تعرف أننا لا نسعى إلى فصل هذه الحالات أو عزلها، غير أنها تعاني من عدم وجود خدمات التربية الخاصة، فمثلاً ذوي صعوبات التعلم الآن يمرون بمرحلة صعبة، وكذلك ضعاف البصر وضعاف السمع والمضطربون سلوكياً... إلخ، هؤلاء موجودون في المدارس العادية، ونحن متفقون تماماً على أن المطلوب هو إيصال خدمات التربية الخاصة لهم في أماكنهم، لأنهم في حاجة ماسة إليها.

 

أحمد الموسى:[12]

السؤال موجه للدكتور ناصر والدكتور إبراهيم، ما رأيكم في تجربة دمج الأطفال الصم في مدرسة المهلب بن أبي صفرة بصراحة.

 

الدكتور: ناصر الموسى:

هناك تجربة دمج قمنا بها في الجامعة حول رياض الأطفال وتوسعنا فيها وسرنا نقبل الأطفال المعوقين بإعاقات مختلفة، الجامعة لها ثلاثة فروع لرياض الأطفال في (الدرعية) و (عليشة) و (الملز)، وكل هذه الفروع مفتوحة للمعوقين على اختلاف عوقهم، وأعتقد أن هذه التجربة تمر الآن بمرحلة طيبة والحمد لله، هناك حماس واهتمام من قبل القائمين على هذه البرامج، وكذلك من القائمين على شؤون الجامعة، وعلى رأسهم معالي مدير الجامعة، ووكلاء الجامعة وغيرهم، كلهم مهتمون بهذه التجربة، والحمد لله هي تسير سيراً حسناً وتنتقل من خطوة إلى أخرى بشكل منتظم وجيد، ونرجو أن تعمم هذه الفكرة في رياض الأطفال المختلفة بالمملكة.

 

الدكتور: إبراهيم الفوزان:

أرجو من الدكتور (زيد) بصفته معايشاً لتجربة دمج الأطفال المعوقين في مدرسة (المهلب بن أبي صفرة) ومن المتبنين لها، أن يحدثنا ولو قليلاً عنها، حيث أنها تجربة فريدة من نوعها على مستوى منطقة الرياض، وربما على مستوى العالم العربي.

 

الدكتور: زيد المسلط:

تجربة المهلب بن أبي صفرة لم يكن موضوعاً للإعلام، ولم نتح الفرصة لدخول الإعلاميين في هذه المدرسة حتى لا تنتشر أخبار وتعطى صوراً غير واضحة للمجتمع عن هذه التجربة قبل أن تكتمل وتتضح.

 

هذه تجربة خاصة بالأطفال ضعاف السمع أو من لديهم عيوب نطق، ولا تعني من لديهم صمم كلي، وقد كان هؤلاء الأطفال من قبل يلتحقون بمعاهد الصم، ويعيشون مع أطفال لديهم صمم كلي، ولا يتواصلون معهم بالطبع إلا عن طريق الإشارة، مثل هذا الاختلاط كان يؤثر على قدراتهم اللغوية وخبراتهم الحياتية، ومن هنا نشأت فكرة عزلهم عن هؤلاء الطلبة وإلحاقهم بمدارس عادية، كي يكتسبوا من أقرانهم العاديين المفاهيم اللغوية والخبرات العملية.

 

وهذا الدمج من حسنات خريجي قسم التربية الخاصة، حيث أدركوا هذا الشيء لدى مباشرتهم للتدريس، وبعدما عايشوا على الواقع ما قابلهم من مشاكل تربوية، وبعد تداول بينهم، وطرح بعض المعوقات التي تعترض سبيلهم في ميدان التدريس، أجمعوا على عزل ضعاف السمع وضعاف النطق عن معهد الصم بالرياض للأسباب المذكورة سابقاً، ورفعوا للأمانة تقريراً مطالبين الأمانة بتطبيق الدمج في مدرسة عادية، ومن هنا وقع الاختيار على مدرسة (المهلب بن أبي صفرة) لقربها من معهد الأمل بشرق مدينة (الرياض).

 

ومن أبرز مميزات هذا الدمج، أنه يطبق في فصول داخل المدرسة العادية، ويدرس المعوق المنهج العادي الذي يدرسه زميله السوي، علماً أن المنهج المطبق في معاهد الأمل هو منهج مخفض لا يصل إلى مستوى المنهج في المدارس العادية.

 

الميزة الثانية هي محافظة الطفل على لغته وتمرنه عليها أكثر من تمرنه على مصطلحات الإشارة.

 

في هذه المدرسة أتيحت فرصة أيضاً لضعاف النطق، ومشكلة النطق كما تعلمون مشكلة كبيرة لم تحل حتى الآن، فلا يوجد متخصصون من الوطنيين بالعدد المطلوب، وفي حالة الاضطرار لجلب معلم نطق فسنأتي به من بيئة أخرى وقد ينطق بعض الحروف حسب لهجته مصرية أو سورية أو غيرها، وبالتالي يتلقاها الطفل بهذا النطق ويحفظها ويفهمها على هذه الصفة الخاطئة، ولا مناص من الاستعانة ببعض المدربين اللغويين المتعاقدين، إذ ليس هناك اختيار آخر أو مجال أفضل.

 

ولا تزال هذه التجربة في مراحلها الأولى، وهناك تقويم لها كل عام مع الإرشاد الطلابي في الوزارة، وتشكل لهذا الغرض لجنة كل آخر عام، وتدرس نتائج التقارير لهذه التجربة.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

لي تعليق يتعلق بإنشاء الأقسام الداخلية في معاهد النور، فكثير منكم ممن تجاوز الأربعين وعاصر تجمعات المكفوفين في شارع (الفريان) حيث كان يعرف بشارع المكفوفين وهناك بيوت في حي (دخنة) خاصة بالمكفوفين، يعيشون فيها عيشة متواضعة لا يجدون من يخدمهم، ويتولون خدمتهم بأنفسهم، ونتيجة لمباشرتهم لخدماتهم وإيقادهم للنار، كانت هذه النيران تلتهم بعضاً منهم، ونتيجة لهذه الأوضاع، بدء المربون والمخلصون في وزارة المعارف، يفكرون بجدية بإنشاء أقسام داخلية ملحقة بمعاهد النور لدى افتتاحها تقدم الخدمات الرعائية لهؤلاء الطلاب.

 

وإيجاد مثل هذه الدور الإيوائية ناتج وللأسف عن اتجاه الرفض من قبل الأسرة السعودية لطفلها المعوق، ولا أقول هنا معمماً هذه النظرية على جميع الأسر في المملكة، ولكنها نظرة كانت موجودة أدت إلى وضع هؤلاء الأطفال في أقسام داخلية، انتشالاً لهم من تلك النظرة القاسية.

 

أقول هذا لمن أراد أن يسرع في عملية الدمج، وربما يؤدي هذا الإسراع إلى هاوية لبعض المكفوفين، مع اعترافي ويقيني بأن الدمج هو المطلب التربوي المثالي، ولكن متى ما وضعنا الضوابط الكفيلة بنجاحه.

 

الدكتور: ناصر الموسى:

فيما يتعلق بالنقطة الأولى ما ذكره الأستاذ (عبد الرحمن الخلف)، حول تعرض بعض المكفوفين لبعض الأخطار، مثل الحرق وغيره، احترم رأيك وأقدره ولكني أعتبرها تجربة ناجحة ومميزة ومفيدة - لأنا كنا نعتمد على أنفسنا، وهذا أمر مطلوب، وساعدنا في النجاح في بعض الأمور الأخرى.

 

قضية المدارس الداخلية هذه جاءت تدرجاً طبيعياً حينما بدأت المدرسة الخاصة نهارية، وهو الذي صار في أوروبا وفي أمريكا وفي غيرها، تبدأ مدارس نهارية ثم بعد ذلك تتحول إلى مدرسة داخلية، رغبة في زيادة تقديم الخدمات والنهوض بمستواها ولبرامج المدارس الداخلية والنهارية إيجابيات وسلبيات، غير أن برنامج الدمج إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنه يحتاج إلى ضوابط ومعايير وأنه يحتاج إلى برنامج مساند نعتقد أنه إن شاء الله سيقدم خياراً طيباً للجميع[13].


[1] خريج جامعة الملك سعود، حصل على الماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية في مجال المعوقين، عمل مدرساً في معهد النور بمكة، ثم مديراً لإدارة التربية الفكرية في وزارة المعارف، ثم مديراً لإدارة التربية الفكرية في تعليم البنات متعاون مع جامعة الملك سعود في التدريس، شغل العضوية في عدة هيئات خاصة بالمعوقين.

[2] وفي (1/1/1419هـ) ندب من جامعة الملك سعود إلى وزارة المعارف وعين مشرفاً عاماً على التربية الخاصة.

[3] أورثوجرافي: علم الإملاء وأشكال الحروف.

[4] لم يعش ناصر الموسى في الأقسام الداخلية مع دراسته في معهد النور بالرياض في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، فقد كان يدرس أثناء هذه المراحل في الفترة الصباحية ويعود إلى أسرته ما بعد اليوم الدراسي.

[5] يبدأ عقدها (1380هـ).

[6] يبدأ عقدها (1970م).

[7] د. زيد المسلط: أمين عام التعليم الخاص.

[8] كان يدرس مع المبصرين في برنامج الدمج في المعاهد العلمية والكليات قبل قيام مدارس العزل (انظر ترجمته في المحاضرة الخاصة به).

[9] هو أحد المدرسين المكفوفين، حصل على ثانوية معهد النور بالرياض، ثم شهادة كلية المعلمين بالأحساء، عين مدرساً في معاهد النور ثم مدرساً في مجال التعليم العام.

[10] حاصل على ماجستير في التعليم الخاص من (بوستن)، عمل مدرساً في معاهد التربية الفكرية ثم مشرفاً تربوياً على معاهد التعليم الخاص في إدارة التعليم بالرياض ثم مديراً لمركز الدراسات والبحوث في الأمانة العامة للتربية الخاصة.

[11] هذه المحاضرة قبل أن تسند مهمة الإشراف على الأمانة إلى الدكتور ناصر عام 1417هـ.

[12] أحمد الموسى: مدرس في معهد الأمل، حاصل على بكالوريوس التربية الخاصة - جامعة الملك سعود - كلية التربية.

[13] المحاضرة رقم (11) من كتاب لقاءات علميّة وثقافية في المكتبة الناطقة إعداد ومراجعة وتعليق الأستاذ/ عبد الرحمن بن سالم العتيبي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نشأة تعليم المكفوفين بالمملكة في المملكة العربية السعودية
  • بداية تعليم المكفوفين في المملكة العربية السعودية
  • تعليم المكفوفين في العالم العربي ونشأة الخط البارز
  • البدايات التاريخية لتعليم المكفوفين في المملكة
  • جهاز نظام سعيد
  • تجربة دمج المكفوفين في الأحساء
  • لقاء فكري وثقافي مع د. محمد بن سعد بن حسين
  • رعاية المعوقين
  • حكم مسألة الأشخاص المعوقين
  • المدارس الخاصة... الصندوق الأسود

مختارات من الشبكة

  • نيجيريا: غضب لدمج الطلاب المسلمين بمدارس الإرساليات النصرانية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بريطانيا: المدارس الإسلامية أفضل المدارس في بريطانيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مبادرة لتوزيع حقائب ومستلزمات المدارس على الأطفال المسلمين في ألبانيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • صعوبات التعلم في المدارس لدى الأطفال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إسبانيا: المطالبة بتعليم الأطفال المسلمين الإسلام في المدارس(مقالة - المسلمون في العالم)
  • خطوة لدمج الدراسات الإسلامية بجامعة مينيسوتا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • نشرة إثرائية حول التعلم النشط ودمج مهارات التفكير والتعلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • دمج مهارات التفكير في التدريس (عرض تقديمي)(كتاب - مجتمع وإصلاح)
  • دمج مهارات التفكير في التدريس (حقيبة مشارك)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مشروعات ثقافية إسلامية لدمج الثقافات القومية(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)

 


تعليقات الزوار
5- شكر وتقدير
آمنه - فلسطين 31-03-2013 10:35 AM

شكرا جزيلا على هكذا مقال وهكذا ندوة
والله استفدنا منه كثيرا لعمل مهمة عن دمج المعاقين بصريا في التعليم العادي.

4- الإعاقة البصرية
أبو مشعل - السعوديه 20-05-2012 09:46 AM

أود معرفه المدارس في المنطقة الشرقية أو الرياض التي يتواجد فيها خدمات الإعاقه البصرية. ابني عنده ضعف الإبصار

3- دمج التوحديين
ملاك ناصر ابوصالح - السعوديه 21-02-2012 05:08 PM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أخوي عمر عيد
أنا باستطاعتي مساعدتك بالمراجع بإذن الله
والرسائل
لكن كيف أتواصل معك أخي

2- إلى الأخ الكريم عمر عيد
محمد - السعودية 28-09-2011 12:04 AM

الأخ الكريم/ عمر عيد
السلام عليكم ورحمة الله
أعتقد أنه يمكنكم الحصول على بغيتك بزيارة منتديات ((المجلس العلمي))
التابع للموقع على الرابط التالي:
http://majles.alukah.net/
والتسجيل فيها، ثم زيارة ((منتدى مكتبة المجلس))؛
إذ فيه كثير من الأعضاء يستطيعون تلبية طلبك،
أو بإمكانهم أن يدلوك على مكان حاجتك!.

1- معلومات عن دمج الاوتيزم
عمرعيد - egypt 27-09-2011 11:40 PM

سأقوم باذن الله فى التسجيل فى الماجستير هذا العام وسيكون موضوع رسالتى عن دمج التوحديين فلا أستطيع الوصول الى مراجع ورسائل كافيه عن الموضوع فمعظم الرسائل عن الدمج الخاص بالفئات الأخرى من ذوى الإعاقات فلو استطعتم سيادتكم مساعدتى فى هذا الموضوع ولكم جزيل الشكر

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب