• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية الخاصة
علامة باركود

مجالات العمل المناسبة للمكفوفين

عبدالرحمن الخلف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/4/2011 ميلادي - 3/5/1432 هجري

الزيارات: 68150

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مجالات العمل المناسبة للمكفوفين

ألقاها

الأستاذ/ عبدالرحمن الخلف

مدير المكتبة المركزية الناطقة بالرياض

في مبنى المكتبة بتاريخ 12/6/1416هـ

تعريف بالمحاضر:

يسر المكتبة أن تقدم لمستمعيها ضمن نشاطها الثقافي لعام (1416هـ) محاضرة بعنوان: (المجالات المناسبة لتشغيل المكفوفين) يلقيها الأستاذ (عبد الرحمن بن سالم الخلف).

 

والمحاضر هو من منسوبي التعليم الخاص، أمضى في ميدان المكفوفين أكثر من (30) سنة، وشغل عدة مناصب فيه، من مدرس إلى موجه إلى مدير إدارة تعليم المكفوفين بالوزارة، إلى أن أصبح مديراً للمكتبة المركزية الناطقة بالرياض.

 

وقد ولد المحاضر في إحدى قرى أعالي نجد عام (1361هـ)، ودرس جزءاً من المرحلة الابتدائية بالإضافة إلى المرحلة المتوسطة والثانوية في المعهد العلمي بالرياض، وتخرج في كلية الشريعة عام (1387هـ)، ثم حصل على دبلوم تخصص من (المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين) بالقاهرة في مجال المكفوفين عام (1395هـ)، له مؤلفات منها:

1- تجربة المملكة العربية السعودية في مجال تعليم المكفوفين.

2- تعليم المكفوفين بالمملكة العربية السعودية (بحث).

3- تعليم المكفوفين في العالم العربي - نشأة الخط البارز.

4- خواطر تربوية مع المعوقين.

5- من أعلام المكفوفين (كتاب تحت الطبع).

 

له عدد من البحوث نشرت في الصحف وقدمت في العديد من الندوات المحلية والعربية والدولية منها:

1- بحث نشر في مجلة الدعوة وقدم إلى اليونسكو بعنوان (مدارس تحفيظ القرآن الكريم).

2- بحث بعنوان (الاعتراف بالحق فضيلة) وهو رد على مقال نشر في جريدة الدعوة حول الخط البارز العربي.

3- بحث بعنوان (التربية الخاصة) قدم إلى جامعة الملك سعود - خدمات المجتمع والتعليم المستمر عام (1404هـ).

4- بحث بعنوان (المكتبات المتخصصة) قدم إلى كلية العلوم الاجتماعية قسم المكتبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام (1405هـ).

5- بحث بعنوان (الحقوق الطبيعية للمعوقين) قدم إلى ندوة: (المعوقون وتطلعات المستقبل) التي تبنتها الجمعية الفيصلية الخيرية بجدة عام (1406هـ).

6- بحث بعنوان (الخط البارز ومشكلات الحاسبات الآلية) قدم إلى المؤتمر الاقتصادي لدول غرب آسيا المنعقد ببغداد تحت إشراف الأمم المتحدة عام (1407هـ).

7- بحث محكم عن (خدمات المكتبات الخاصة) قدم إلى مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الندوة التي نظمتها بعنوان (المكتبات في المملكة - واقعها ومستقبلها) عام (1416هـ).

 

كما شارك المحاضر في كثير من المؤتمرات والندوات داخل المملكة وخارجها منها:

1- مثل المملكة في مجال الخط البارز في اللجنة الثقافية المتفرعة عن المجلس العالمي لرعاية المكفوفين.

2- رأس فريق لجنة العمل للرياضيات بالخط البارز المتفرعة من اللجنة الثقافية للمجلس العالمي لرعاية المكفوفين.

3- مثل المملكة عندما انتخب لتمثيل الدول العربية فيما يتعلق بتوحيد الخط البارز ومصطلحاته في المجلس العالمي لرعاية المكفوفين.

4- مثل وزارة المعارف في المؤتمر المنعقد في (إيطاليا) عام (1403هـ) تحت إشراف المجلس العالمي لرعاية المكفوفين.

5- كما مثل الوزارة في مؤتمر (المكتبات المتخصصة) (إيفلا) المنعقد في (برشلونة) (بأسبانيا) عام (1414هـ).

6- وفي المؤتمر الخاص بالمكتبات المتخصصة (إيفلا) المنعقد في (اسطانبول) (بتركيا) عام (1416هـ).

7- في المؤتمر الخاص بالمكتبات المتخصصة (إيفلا) المنعقد في (كوبنهاجن) (بالدنمارك) عام (1418هـ).

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد:

أيها الأخوة الزملاء، أرحب بكم في هذه الليلة المباركة والتي نبدأ فيها برنامجنا الثقافي لهذا العام، ولا أدعي في هذا المقام أني في مقام المعطي بل اعتبر نفسي في مقام الآخذ، حيث أن من في هذه الصالة من الزملاء يتمتعون بالخبرة والخلفية التخصصية، الأمر الذي سوف يثري إن شاء الله نقاشنا وحوارنا، ومثل هذه اللقاءات بسيطة في مظهرها عظيمة في مخبرها، وعظمتها تكمن في نقاش بعض المواضيع ذات الصلة بحياة فئة من المعوقين الذين لهم تاريخ مشرف وماض مجيد ولا يزال والحمد لله، وقد فضلت في هذه اللقاء كما قلت أن يكون بسيطاً يبتعد إلى حد ما عن الرسميات المتمثلة في إدارة جلسة تحكم وقته ونقاشه.

أهمية حاسة السمع:

إذا فقدنا السمع فقدنا الصلة القوية التي تربطنا بالمجتمع في التواصل معه المتمثلة في اللغة، فالأصم في الغالب لا يستطيع أن يواصل دراساته العليا، بينما من فقد بصره قد يصل إلى أعلى مستويات التعليم ولا يمنعه تعويقه من الاتصال بالمجتمع، وذلك عن طريق السمع واللغة.

 

لذا نجد القرآن الكريم غالباً يقدم حاسة السمع على حاسة البصر، وذلك في جميع الآيات المتعلقة بهاتين الحاستين، ففي قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾[1]، وفي قوله تعالى: ﴿ ليْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[2]، ورد تقديم الله سبحانه وتعالى لحاسة السمع على حاسة البصر، وهذا يدل على أهمية السمع.

 

مكانة الكفيف في صدر الإسلام الأول:

في صدر الإسلام الأول نماذج من المكفوفين وصلت إلى مكانة القيادة والريادة مثل (عبد الله بن أم مكتوم)، وكلكم يعرف قصه إسلامه، ويعرف مدى تقدير الرسول صلى الله عليه وسلم واحترامه له حينما يدخل عليه فيهش ويبش في وجهه ويقول: ((مرحباً بمن عاتبني فيه ربي)).

 

وأقتصر في حديثي عن عبد الله بن أم مكتوم على جانب واحد ربما يخفى على كثير منا، وهو الجانب النفسي، فقد ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إمرة المدينة أكثر من (13) مرة، مع وجود ذوي الكمال الحسي في المدينة، ومن هنا قال بعض علماء النفس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما ولى عبد الله بن أم مكتوم إمرة المدينة كي لا يفكر في عاهته وعجزه حينما يخرج الأشداء الأقوياء إلى القتال فيشعر بالعجز والنقص، ويصبح لهذا آثار سلبية على نفسه.

 

وانطلاقاً من هذا الإحساس الإسلامي المرهف، صرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك التفكير وشغله بإمارة المدينة وبتدبير شؤونها وبإمامة المسلمين، وأصبح يتولى هذه الأمور وينشغل بها عن التفكير في عجزه وفي تعويقه.

 

لمس الإسلام هذه الجوانب النفسية، وخفف من وطئتها على المعوقين.

 

وبتولية (عبد الله بن أم مكتوم) مثل هذه الأعمال غرست بذور الثقة في نفسه، حيث قد ورد في أقوال بعض المؤرخين أنه خرج مجاهداً في سبيل الله في معركة القادسية، ووجد شهيداً وهو يضم إلى صدره راية الإسلام والمسلمين في ساحة المعركة.

وضع المكفوفين قبل قيام معاهد النور:

وهذا لا تحكمه فترة معينة، ولا ينحصر الاهتمام بهم في مدارس معينة، بل عاشوا ودرسوا مع أقرانهم المبصرين، وزاحموهم المناكب في النهول من مشارب العلم والثقافة.

 

وتمتد جذور المشاركة من عصر صدر الإسلام الأول الذي أنجب (عبد الله بن أم مكتوم) وعبد الله بن عباس، مروراً بالترمذي والآمدي وغيرهم ممن يصعب حصرهم، حتى وصلت إلى دولتنا ممثلة في عهدها الثالث، وهو عهد الملك (عبد العزيز) - طيب الله ثراه، وفي هذا العصر نماذج رائعة، تمثل القدوة الحسنة، مثل الشيخ (محمد بن إبراهيم)، والشيخ (العنقري)، والشيخ (عبد الله بن حميد)، والشيخ (محمد الشاوي)[3] الذي اختاره الملك عبد العزيز مرشداً وداعياً يصاحب الجيوش السعودية في معركة الطائف، وله آراء حول هذه المعركة تمثل الإنصاف والاعتدال.

 

ويتصف عهد الملك عبد العزيز تجاه المعوقين بصرياً بالنظرة العادلة التي تستمد من الاعتراف بالقدرات التي يتميز بها المكفوفون في هذا العصر، وقد فرضوا على الآخرين تقديريهم واحترامهم، لما يتمتعون به من علم ومواهب تبنى المجتمع صقلها وتشجيعها وأتت بثمار يانعة ساهمت في العطاء والبناء ودفع عجلة التقدم والحضارة في هذا البلد العزيز.

 

وحينما نتتبع سيرة الشيخ (محمد بن إبراهيم) رحمه الله، نجد أنها حافلة بالعطاء وبالإنتاج، وبسد ثغرات في دولة الملك عبد العزيز، لم يستطع أن يسدها أحد غير الشيخ (محمد)، لو تتبعنا خدمته للجانب العلمي والإسلامي، لوجدنا أن يومه وليلته يكرسان للعلم وطلابه، حيث أنه بعد الفجر يجلس لطلبة العلم، ثم يستمر في جلسته يقرأ عليه في مختلف الأصول والفروع إلى طلوع الشمس، وبعد طلوع الشمس ينصرف الطلبة، ويأتي غيرهم يدرسون عليه في مختلف المواد ويستمر كذلك إلى صلاة الظهر، وبعد صلاة الظهر وبعد الغداء يجلس ليدرس عليه آخرون، وبعد أن يصلي صلاة العصر يجلس ويستمر مجلس علمه إلى بعد المغرب، وبعد العشاء يتفرغ لشؤون بيته، وبالإضافة إلى هذا العطاء اليومي الحافل، فالشيخ (محمد بن إبراهيم) كان يشغل ستة عشر منصباً في الدولة السعودية، واستمر في شغلها في عهد كل من الملك عبد العزيز والملك سعود والملك فيصل - رحمهم الله - حتى توفي عام (1389هـ)، ومن هذه المناصب رئاسة تعليم البنات، ورئاسة القضاء والإفتاء، ورئاسة المعاهد والكليات، ورئاسة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ورئاسة المكتبة السعودية، ورئاسة مجلة الدعوة، كل هذه المناصب وغيرها كان يشغلها الشيخ (محمد بن إبراهيم).

 

المكفوفين الذين كتبت عنهم في جريدة الرياض وجريدة عكاظ تحت زاوية من أعلام المكفوفين، وقد تجاوز عددهم المائتين، غالبهم كانوا قد درسوا على الشيخ (محمد بن إبراهيم) - رحمه الله - وأخذوا عنه العلم، فهو صاحب مدرسة تخرج على يده فيها أكثر من (300) كفيف، كلهم قد شغلوا مناصب في مجال القضاء والتدريس والدعوة في مختلف الجهات الحكومية.

 

وكل النماذج الطيبة التي تشغل مناصباً على مستوى ميدان القضاء، وعلى مستوى هيئات التمييز في المملكة، كلهم تخرجوا ودرسوا في هذه المدرسة، في هيئة التمييز في الرياض يوجد عدد من المكفوفين منهم الشيخ (علي ابن رومي)[4] والشيخ (عبد العزيز بن زاحم)[5] والشيخ (محمد بن ردن)[6]، وكذلك في (هيئة التمييز) في مكة المكرمة، ومن المكفوفين بها هناك الشيخ (عبد العزيز السعيد)[7] والشيخ (أحمد الأحيدب)[8] والشيخ (محمد العيسى)[9] والشيخ (محمد المعيذر)[10]، وكل هؤلاء نماذج يشهد المجتمع بفضلهم وعلمهم وقدراتهم على إدارة دفة الأمور في ميدان التربية والتعليم على مستوى التدريس في الجامعة نماذج مشرفة أيضاً مثل الدكتور (محمد بن سعد بن حسين) والدكتور (محمد المفدى) والدكتور (محمد الصالح) وهؤلاء المكفوفون تخرجوا من مدرسة الدمج قبل قيام معاهد النور.

قيام معاهد النور:

عندما نتحدث عن معاهد النور وإنشائها فلعلي لا أكون مجاوزاً للحقيقة إذا قلت إن قيامها يمثل جوانب إيجابية وجوانب سلبية في الوقت نفسه.

 

وتتلخص جوانبها الإيجابية في معرفة مهارة القراءة والكتابة بالخط البارز، الأمر الذي يؤدي بالكفيف إلى الاعتماد على نفسه بعد الله في تعليمه وتثقيفه، كما أن اشتمال معاهد النور على أقسام رعاية متكاملة صحية واجتماعية وخدمات نقل، كل هذا يمثل جوانب إيجابية تدل على اهتمام الدولة بهم والمساهمة من قبلها في التخفيف من المعاناة التي ربما يتعرض لها الكثير منهم، وهذا ينعكس إيجاباً على نفسية الكفيف، ويشعره باهتمام المجتمع به.

 

وإذا بحثنا عن أثر خريجي معاهد النور في المجتمع، لم نجده في مستوى أثر مدرسة الدمج في المعاهد العلمية وغيرها، وبمرور الزمن ترسب في أذهان الكثير أن المكان المناسب للكفيف هو معاهد النور، وتولد شعور عام أنه لا يمكن أن يواصل دراسته في غير هذه المعاهد.

 

وخلال السنوات الماضية صدرت قرارات تعالج قضية تشغيل المكفوفين، وتضع مجالات عمل مناسبة مثل مجال القضاء والتدريس والدعوة والإرشاد وإمامة المساجد وغيرها من المجالات المناسبة لظروفهم وقدراتهم، غير أن المشكلة تتعلق بسمعة بعض المكفوفين الذين درسوا في معاهد النور ومالوا إلى بعض الأنشطة غير المقبولة من المجتمع، مثل مزاولة العزف على آلات الموسيقى، مما ترتب عليه أخذ فكرة غير صحيحة عن جميع طلاب معاهد النور، تتمثل في أنهم لا يصلحون للإمامة ولا للدعوة، وعم هذا الحكم، وإن كان فيه ما فيه من القسوة على كثير من طلاب هذه المعاهد.

 

وأذكر أن قراراً صدر من مجلس الوزراء الموقر، يقضي بأن تشكل لجنة من وزارة المعارف ممثلة في التعليم الخاص والتربية الإسلامية بالوزارة ومن وزارة الحج والأوقاف في ذلك الوقت، وذلك لوضع منهج دورات تقام في مجال الإمامة والدعوة للمكفوفين بمشاركة الجهتين، وعندما اجتمعت اللجنة لتناقش القرار اعترض أحد أعضاء اللجنة وقال: (إن طلاب معاهد النور لا يصلحون لمثل هذه الأعمال)، وعمم حكم عدم الصلاحية على الجميع، ومن هنا صرف النظر عن إقامة مثل هذه الدورات.

 

وقد ساهم بعض المكفوفين في إعطاء هذه الصورة السلبية عن الجميع، وذلك من خلال مزاولته لهذه الأنشطة بصفته الشخصية، ويتخذ بعض المسؤولين من هذا التصرف وسيلة لتعميم الحكم على جميع المكفوفين.

 

للإعلام دور هام فيما يبرز من فكرة حسنة أو سلبية عن المكفوفين، ولا نغفل جانب بعض العادات السيئة التي يقع فيها بعض المكفوفين لقلة المراقبة في الأقسام الداخلية وبعد الطالب عن مراقبة الأسرة والمجتمع، ومن هذه العادات السيئة عادة التدخين، ومثل هذه العادة، لم تظهر بشكل واضح في المكفوفين الذين درسوا في المعاهد العلمية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، ومثل هذا السلوك يساهم إلى حد كبير في أخذ صورة سيئة عن المكفوفين الذين يدرسون في هذه المعاهد.

 

برامج التأهيل في معاهد النور:

وهي تنقسم إلى قسمين:

1- برنامج حرفي تأهيلي.

2- برنامج دراسي.

وكلا البرنامجين قاما على أساس تقليد تلك البرامج الموجودة في مصر وفي غيرها من البلدان العربية، ولا تضع في اعتبارها متطلبات المجتمع السعودي، وما ينسجم مع مقتضيات حياته، فلم تقم هذه البرامج على دراسة مسبقة، وفق متطلباته، كما أنها لا تضع في اعتبارها مجالات العمل والتشغيل الموجودة في المدن والأرياف السعودية.

 

1- البرنامج الحرفي التأهيلي:

كان يتمثل في:

أ- شعبة الخيزران

ب- شعبة النظافة

ج- شعبة النسيج

 

يدرسها كبار السن من المكفوفين في سلم دراسي يمتد إلى ست سنوات، بالإضافة إلى بعض المواد الثقافية.

 

وبعد مرور الوقت أخذ المسؤولون في وزارة المعارف يقيمون هذه البرامج الحرفية، ويقيمون أيضاً جدواها الاقتصادية فاتضح أنها لا يمكن أن تنافس ما هو موجود في الأسواق من صنعة مماثلة، تفوقها في الخامة والصنعة، كما أنها لا تتناسب مع ما ينفق عليها من مال لجلبها واستيرادها، فما يتوفر بالأسواق أرخص بكثير إذا ما قيس بالتكاليف المالية التي تنفق في جلب هذه الخامات.

 

ومن هنا حكم على برامج التأهيل القائمة في معاهد النور بالفشل، وأوقفت هذه الحرف، كما أوقفت برامج التأهيل في وزارة المعارف، وأسندت مسؤوليتها إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، باعتبارها الجهة المسؤولة عن برامج التأهيل في المملكة بصفة عامة وكان ذلك في عام (1400هـ).

 

2- البرنامج الدراسي:

الكفيف الذي يلتحق بالقسم الدراسي يدرس المراحل الثلاث، الابتدائية والمتوسطة والثانوية الأدبية، وهي البرامج نفسها التي يدرسها  الطالب في التعليم العام.

 

وهذا البرنامج يهيئ الطالب للالتحاق بعد التخرج بمختلف الكليات النظرية، وقد يناسب بعض المكفوفين، وقد لا يناسب الكثير منهم، إذ أن الكفيف يجب أن يكون برنامجه مركزاً بصفة عامة في المواد الإسـلامية واللغة العربية والعلوم الاجتماعية، ومثل هذه المواد ينجح فيها الكفيف أكثر من نجاحه فيما سواها.

 

سلبيات البرامج:

خريجو الثانوية وخريجو الأقسام المهنية كانوا يعينون كمدرسين أو مدربين في معاهد النور، وقد استمر هذا التعيين أكثر من خمسة عشر عاماً، ولم يكن توجيههم لهذه المجالات بناء على خبرة أو بناء على تأهيل، بل هو عطف من المخطط للمساهمة في حل مشكلات تشغيلهم، وكانت النتيجة أن فشل الكثير منهم في مجال التدريس أو التدريب لعدم تأهيلهم فيه.

 

ومن هنا أخذت فكرة خاطئة عن الكفيف بصفة عامة، أنه لا يصلح للتدريس، ولا ينجح في مجال تدريب غيره، ولا يرجع هذا الفشل إلى قدرات المكفوفين وإنما يرجع أولاً وقبل كل شيء إلى البرنامج التأهيلي الذي مر به الكفيف، وللوزارة الحق في إيقاف تعيينهم كمدرسين ومدربين في معاهد النور، لعدم نجاحهم في هذين المجالين، وبدلاً من تعينهم استصدرت الوزارة قراراً يقضي بتوجيه خريجي الثانوية إلى الجامعات لإكمال دراستهم الجامعية، مع منحهم حوافز تشجيعية مغرية، تعادل المرتبات التي كانت ستصرف لهم لو عملوا بالتدريس.

 

أما فيما يتعلق بتكدس خريجي الأقسام المهنية وزيادة أعدادهم في معاهد النور، فقد حُلت بإحالتهم إلى التقاعد بكامل مرتباتهم، وتخلصت المعاهد من هذه المشكلة التي تمثل لها عبئاً إدارياً كبيراً، وأعتقد أن مثل هذه الحلول المسكنة للمشاكل والتي تمثل (كبسولة) تهدأ من الصداع الذي يعاني منه المسؤولون في ذلك الوقت، ومثل هذا لا يعد حلاً جذرياً لمشاكل تشغيل المكفوفين، تلك المشاكل الناتجة عن عدم وضع برامج تنسجم مع احتياجات السوق، وتنسجم مع قدرات المكفوفين.

 

نظرة سلبية تجاه المعوقين:

هناك مشكلة يحسن طرحها تتعلق، بنظرة بعض المسؤولين لدى مراجعة المعوق لهم باحثاً عن عمل، إذ يتبادر إلى ذهن بعض المسؤولين التعويق، ويغض النظر عن القدرات التي يمكن أن تساعد في توجيهه إلى عمل ما، وأعتقد أن من الواجب على المجتمع أن يختار مجالات عمل مناسبة كما هو الحال في بعض الدول، ويقصرها على المعوقين ويحميها لهم، إذ أن الشخص العادي يمكن أن ينجح في أي عمل يتطلب سلامة الحواس، أما المعوق فربما يناسب له  مجالات معينة دون أخرى ومن هنا تحتاج إلى حمايتها وتخصيصها له.

 

ولمطالبة الكفيف حدود يجب ألا يخرج عنها إذا كان يريد أن يكسب الآخرين إلى صفه، فالواقعية والمنطقية لا يتصف بها كثير من المعوقين بصرياً في هذا العصر، بينما كان يتصف بها أولئك المكفوفون خريجوا المعاهد العلمية.

 

ويجب أن نتساءل عن أسباب تعقيد مشكلة تشغيل المكفوفين في الوقت الحالي:

وهذا هو بيت القصيد، هذه المشكلة بدأ تعقيدها من المكفوفين أنفسهم الذين هم على رأس العمل، حيث أنهم حينما يستقرون في الوظيفة، ويؤمنون مستقبلهم، بعضهم لا يفكر إلا في راحته وفي نفسه  فقط، ولا يفكر ولا يهتم بالذين هم على قائمة الانتظار في برنامج توظيف الديوان العام للخدمة المدنية في المجالات المناسبة.

 

• وأول تعقيد: بدأ منهم في توجيههم إلى مجال التدريس، هو طلبهم المتمثل في تخفيض النصاب للمدرس الكفيف من (24) إلى (12) حصة، بحجة أنهم لا يستطيعون أن يحضروا إلى المدرسة في الوقت المناسب، ويلتمسون في هذا أعذاراً هي أوهى في نظري من خيط العنكبوت، ومنها عدم وجود السيارة أو تأخرها في إحضارهم إلى المدرسة، وقد صدر قرار من الوزارة قبل عشر سنوات تحقق لهم هذه الرغبة. ومن هنا قالت الوزارة لابد من أحد أمرين: إما أن أعتبر المدرس الكفيف مدرساً أو نصف مدرس، وفي حالة اعتباره نصف مدرس يخفض نصابه إلى اثنتي عشرة حصة فقط، ويوضع إلى جانبه مدرس آخر، ومن هنا بدأ تعقيد المشكلة.

 

• المشكلة الثانية: التي عقدت موضوع توجيههم إلى مجال التدريس أكثر، هي إدعاء بعضهم أنه لا يستطيع التحضير بالخط العادي لعدم قدرته على الكتابة، أو عدم وجود من يكتب له، وهذا حجر عثرة وضعه بعض المكفوفين في طريق توجيههم إلى مجال التدريس في التعليم العام.

 

وتحتاج مثل هذه المطالبات إلى تصحيح وإعادة نظر من قبل المكفوفين أنفسهم، وقبل أن نطالب الآخرين بحل مشاكلنا، علينا أن نعلم أن مفتاح هذا الحل من المكفوفين أنفسهم، يجب أن نحل مشاكلنا بأنفسنا أو على الأقل نساعد الآخرين في حلها.

 

وأذكر قبل سنتين أن هناك كفيفاً عُين ووجه إلى مجال التدريس، ولا تزال حين ذاك مشكلة عدم تعيين المكفوفين قائمة، وبعد شهر من تعيينه اتصل بي من مقر عمله يسأل عن القرار الذي يخفض نصاب المدرس من أربع وعشرين حصة إلى اثنتي عشرة حصة، قلت له: (يا أخي أنت لا تزال في شهرك الأول من التعيين، ولا تزال تحت التجربة لمدة عام، فكيف تسأل الآن عن مثل هذا القرار)، فرد قائلاً: (إما أن أحصل عليه من عندك وإما أن أبحث عنه لأحصل عليه من أي جهة أخرى)، قلت له: (لو كان لي من الأمر شيء ما صدر هذا القرار، وإذا أردت أن تحصل عليه من أي جهة أخرى فالأمر متروك لك)، ومثل هذه الأمور هي التي تساهم إلى حد كبير في تعقيد مشكلة تشغيل المكفوفين، حيث أنهم يسيؤون على مستقبل المكفوفين بعامة.

 

الشيخ (محمد بن إبراهيم) - رحمه الله - والشيخ (عبد العزيز بن باز) - أطال الله في عمره -، لم يفرضا نفسيهما على المجتمع إلا بعلمهما، فليس هناك وقت أكثر شغلاً من وقت الشيخ (عبد العزيز بن باز)، لا تجده في أي لحظة إلا وهو مشغول، سواء بالرد على الهاتف أو بالإجابة على الأسئلة التي توجه إليه في مجال الإفتاء، أو بمشاغل تتعلق بأعمال الدولة، هذا الرجل فرض علمه على المجتمع، وأصبحوا يحسون بحاجتهم إليه في كل وقت وفي كل حين.

 

ثم إن الدولة ممثلة في وزارة المعارف وغيرها من الجهات المسؤولة قريبة من الناس دائماً وأبداً، تحس بمشاكلهم وتلتمس الحلول الناجعة لها، وأصدق دليل على ذلك هو القرار الذي صدر بتاريخ (30/2/1415هـ) ورقم (1/م40/1415)[11] من (مجلس الخدمة المدنية)، وهو أعلى سلطة تنفيذية في البلد، يرأسه خادم الحرمين الشريفين الملك (فهد)، هذا القرار اشتمل على فقرات تعالج مشاكل المعوقين التربوية والتأهيلية والاجتماعية والصحية والمالية، ثم إن الأهم من ذلك هو أن هذا القرار تنص الفقرة السادسة منه على:

 

(إلزام الجهات الحكومية بتشغيل (2%) من منسوبيها من المعوقين). وهذه النسبة تماثل النسبة في القطاع الخاص التي وردت بنظام العمل.

 

ولو أردنا أن نطبق هذه النسبة على وزارة المعارف مثلاً، ومنسوبيها تقريباً (150) ألف، لوجدنا أن نسبة المعوقين المفترض تشغيلهم في وزار ة المعارف (3) آلاف معوق.

 

الشيخ : عبد الله التويجري[12]:

حينما طرح موضوع طلب تخفيض النصاب بين المدرسين المكفوفين في المعهد العلمية رفضوا، وقالوا (لا نرضى ولا نطالب بهذه لما يترتب عليه من آثار سلبية على مستقبل المكفوفين)، وقد أحسنوا في قولهم هذا كل الإحسان، وخدموا مستقبل المكفوفين ومستقبل تشغيلهم في هذا المجال.

 

الأستاذ: عوض القحطاني[13]:

تحدثتم عن السلبيات والإيجابيات من خلال هذه المحاضرة فيما يعانيه المكفوفون أو المعوقون بصفة عامة. السؤال الذي يطرح نفسه من خلال هذه المواضيع الهامة:

• ما هو المردود من خلال ما يطرح في هذه الندوات من قضايا ومشكلات تتعلق بتشغيل المكفوفين؟ المفروض أن يدعى إليها من الجهات الحكومية المعنية التي يمكن أن تساهم في صنع القرار.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

حينما يبدأ  أي برنامج إعلامي أو توعوي لا تنتظر منه نتائج إيجابية في حدود سنة أو سنتين فربما لا تظهر نتائجه إلا بعد عدة سنوات.

 

الوزارة ممثلة في التعليم الخاص تدعو إلى حضور هذه الندوات الجهات المعنية في:

• وزارة المعارف.

• وزارة العمل.

• الرئاسة العامة لتعليم البنات.

• الجامعات.

 

ولا تملك الصفة الإلزامية لحضور هذه الندوات والمحاضرات من قبل فلان أو مدير كذا أو رئيس كذا، وإنما تقتصر مهمتنا على إيصال الدعوة إلى هذه الجهات، وتقف المسؤولية عند هذا الحد، وعلى كل حال الحضور مهما كان قليلاً أو كثيراً فهذا جيد حتى لو كان هذا الحضور يتمثل في مدرس أو طالب، فذلك له مردود إعلامي واجتماعي ربما لا تظهر نتائجه المثمرة إلا بعد سنوات، ويكفينا أن نطرح مشاكلنا ونعالجها من خلال رؤية واضحة.

 

أحد الحاضرين:

التعليم الخاص جهة تربوية تختص بالتعليم، أما موضوع التشغيل فمن اختصاص جهات أخرى، فكيف يتم دعوة هؤلاء الناس لتبني قضايا الكفيف لتشغيله وخاصة في القطاع الخاص؟

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

منذ أكثر من خمس عشرة سنة والتعليم الخاص يطالب بأن تقوم مؤسسة ذات صفة اعتبارية، تدخل تحت مظلتها خدمات المعوقين سواء أكانت تربوية أو تأهيلية أو صحية، إذ أن موضوع التكامل لخدمات المعوقين مطلب تخصصي وتربوي، وإذا عجز التعليم الخاص عن تحقيق هذا المطلب أو أن غيره من الجهات ترى خلاف ذلك، فهذا أمر يخرج عن إطار الإدارة في التعليم الخاص.

 

مشكلة التشغيل بالنسبة للمملكة العربية السعودية، سواء كان تشغيل المعوقين أو العاديين يسير وفق خطط تخضع لاحتياج القطاعات المختلفة، وتفرضه الحاجة، فإذا كان المعوقون يعانون في هذا المجال من تأخر في تعينهم، فكذلك الحال بالنسبة للعاديين، وما يوجد على قائمة الانتظار في (الديوان العام للخدمة المدنية) هو خير شاهد على هذه الزيادات، وخصوصاً في بعض التخصصات التي يقل احتياج جهات الحكومة لها.

 

ويحتاج الأمر إلى دراسة ومسح شامل من قبل الديوان ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتعليم الخاص في الوزارة، لحصر مجالات العمل المناسبة للمعوقين، وتحليل المهن المتوفرة في السوق السعودي، وبالتالي تؤخذ هذه كمؤشرات يمكن توجيه المعوقين لها، طبقاً لاحتياجات المجتمع وما هو متوفر من أعمال تتلاءم مع ظروفهم وقدراتهم، وبعد هذا المسح نستطيع أن نحدد جهات التشغيل والمجالات المناسبة، وبناء عليه يوجه لها المعوقون.

 

نحن نختلف عن غيرنا في هذا المجال، في المملكة الدولة هي التي تتبنى تشغيل المعوقين، وغيرنا من الدول سواء كان ما يسمى بالدول النامية أو بالدول المتقدمة، تتبنى تشغيلهم بالإضافة إلى الدولة مؤسسات أهلية عندها القدرة والحركة السريعة في توجيه بعض المعوقين إلى الأعمال التي تناسبهم سواء في الدولة أو في القطاع الخاص.

 

غير أني أحب أن أنوه أن مشكلة تشغيل المعوقين هي مشكلة عامة، تعاني منها جميع الدول النامية والمتقدمة، وكمثال للدول المتقدمة ففي بريطانيا وحدها نجد (80%) من المكفوفين المؤهلين لا يعملون، وفي اليابان موقف الدولة من تشغيلهم موقف سلبي، ولا يتبناه إلا مؤسسات واتحادات خاصة بهم، فوضع المكفوفين لدينا مهما تعرض له من عقبات إلا أنه أفضل بكثير من وضع المكفوفين في كثير من الدول ومما يطمئننا أن مشاكلنا مهما تعقدت فهي تبحث وتوضع لها الحلول المناسبة.

 

ولا ننكر أن لوسائل الإعلام دور فاعل في تبصير المجتمع بقدرات المعوقين وإقناعه بأنها يمكن أن تؤدي دوراً في بناء المجتمع وخدمته، وتركز مؤسسات المكفوفين على جانب الإعلام تركيزاً كبيراً لدوره الكبير في المساهمة في حل قضاياهم ومشاكلهم، وأذكر أن في (كندا) وسيلة نقل تتمثل في (أتوبيس) متجول يجوب (كندا) شمالها وجنوبها وشرقها وغربها على مدار السنة، مهمته عقد ندوات ولقاءات مع مسؤولي التربية والتعليم والتأهيل والتشغيل في كل مدينة يزورها، يناقش قضايا المكفوفين، ويقترح بعض الحلول لبعض المشاكل، ومثل هذه الجوانب الإعلامية تتبناها مؤسسات أهلية، وهذا لا يتسنى للجهات الحكومية، لما تخضع له من قيود وأعمال روتينية، ولا تتحرك إلا من خلالها.

 

ولا تتعلق المسألة بسن أنظمة وقوانين تحكم تشغيل المكفوفين، إذ  أن هذه  موجودة والحمد لله، غير أن الأمر يتعلق بالقناعات من أناس تنقصهم المعرفة والوعي بقدرات المعوقين، ولو وجهوا إلى الأعمال المذكورة في قرار مجلس الوزراء رقم (15) مثل:

• تظهير أفلام الأشعة.

• والعمل في مجالات البدالات الهاتفية.

• وفي مجال التدليك.

• ومجال التعبئة والتغليف.

 

وحميت مثل هذه المجالات للمعوقين، لوجدنا أنها تستوعب أعداداً كبيرة منهم، ويمكن ألا يكون لدينا مشكلة في تشغيلهم، كما أن موضوع إيجاد مصانع محمية لهم ولإنتاجهم هو أمر مطلوب يدر على المعوق ربحاً كبيراً ويساهم إلى حد كبير في استثمار قدراته وتحويلها إلى قدرات منتجة اقتصادياً ومهنياً.

 

وأذكر أن مجلس الوزراء الموقر شكل لجنة فرعية لدراسة بعض المجالات الواردة في قرار مجلس الوزراء رقم (15) (1400هـ)، وحينما ناقشوا مجال العمل في مهنة معينة قام في أذهانهم عدم قدرة الكفيف على القيام بواجبات هذه المهنة، وأثناء انعقاد اللجنة ومناقشتهم لهذه المجالات، اتصلوا بالأمين العام للتعليم الخاص، وقالوا هل يستطيع الكفيف أن يعمل في مجال كذا، فقال لهم: (نعم ومن تردد في هذا فعليه أن يحلل هذه المهنة ويفترض القدرات اللازمة لشاغلها، وسوف يجد أن الكفيف يمكن أن يقوم بأعمالها على الوجه المطلوب).

 

أحد الحاضرين:

عندي اقتراح ولي سؤال:

الاقتراح: من الأفضل لتوعية المكفوفين إقامة مثل هذه الندوات في جميع معاهد النور على مستوى المملكة وفي الجامعات الموجودة في السعودية.

والسؤال: عرفنا من المحاضر إيجابيات وسلبيات معاهد النور، فهل يوجد لديكم حلول أو توجيهات لإعادة المكفوفين وتوجيههم إلى المعاهد العلمية مرة أخرى؟

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

إقامة ندوات في معاهد النور هي مهمة إدارة كل معهد، ولا تمانع الوزارة في إقامة مثل هذه الندوات، أو استضافة أي متخصص لإلقاء محاضرة في أي معهد.

 

أما إعادة المكفوفين إلى المعاهد العلمية، فهذا موضوع تطرقنا له في  هذه المحاضرة وفيما سبقها من محاضرات، ولا مانع أن أذكر أنه في عام (1409هـ) شكلت لجنة من قبل وزارة المعارف ومن قبل جامعة الإمام (محمد بن سعود)، وانتهت برأي اللجنة المؤيد لإلحاقهم بالمعاهد العلمية، وأبلغت المعاهد بهذا القرار.

 

ومن باب تشجيعهم على تحويل مسار دراستهم، صرفت الوزارة لمن أراد أن يلتحق بالمعاهد العلمية أو مدارس تحفيظ القرآن الكريم آلة (بيركنز) الخاصة بنسخ الخط البارز.

 

وحسب علمي لا تزال الأعداد التي غيرت مسارها قليلة جداً، على الرغم من صدور قرار آخر عام (1412هـ) يسند القرار السابق، ويحث المكفوفين على الالتحاق بالمعاهد العلمية.

 

وأعتقد أن الموضوع الآن يتعلق بمكاسب يجنيها المكفوفون من هذه المؤسسات، تتمثل في حصولهم على خدمات ومميزات لا توجد في المعاهد العلمية، من بينها:

• وسائل النقل، وخدمات الإعاشة، والكسوة...وغيرها.

 

ونتيجة  للإتكالية التي تميز حياة المكفوفين في هذه المؤسسات خلد هؤلاء الأشخاص إلى الراحة فيها، وأصبحت تقدم لهم متطلبات حياتهم في ملعقة من ذهب ولا يرضون بالعيش في غيرها بديلاً.

 

ويختلف أولئك الرجال الذين يلتحقون بالمعاهد العلمية عن أولئك الذين يدرسون في المعاهد الخاصة، فالذي يدرسون في المعاهد العلمية يعتمدون على أنفسهم بعد الله، ويزاحمون المبصرين بمناكبهم في مجالس العلم، وينافسونهم في التحصيل العلمي، وأذكر على وقتنا أن المبصرين كانوا هم الذين يبحثون عن المكفوفين ليدرسوا معهم، ويستفيدوا بما يختزنونه ويحفظونه من المعلومات التي نطقت بها أفواه المدرسين.

 

أحد الحاضرين:

ألا ترى أن إقامة ندوات ومحاضرات يتحدث فيها علماء في الشريعة الإسـلامية أمر تفرضه حاجة هذه المعاهد إلى مثل هؤلاء العلماء، حيث أن بعض المكفوفين يحتاجون إلى مثل هذا التوجيه وهذه التوعية الإسلامية.

 

الأستاذ : عبد الرحمن الخلف:

أذكر في عام (1404هـ) أو (1405هـ) طلبنا من (الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء) أن تزود معاهد النور بالدعاة والمرشدين لإقامة مثل هذه الندوات، وحصل هذا في معهد أو معهدين، حيث إن مدراء هذه المعاهد هم الذين تحمسوا لهذه الفكرة واتصلوا بهذه الجهات، وهذا اقتراح جيد، أرجو أن يأخذه التعليم الخاص بعين الاعتبار.

 

الأستاذ: ناصر الحنيف[14]:

ألا يمكن إبقاء معاهد النور بخدماتها المختلفة مع تطبيقها لمنهج المعاهد العلمية في مختلف المراحل؟

 

الأستاذ : عبد الرحمن الخلف:

تغيير المنهج مرتبط بسياسة التعليم، ويحتاج إلى وقت لدراسته، ونحن ننادي بتغيير المناهج في معاهد النور لتتناسب مع قدرات المكفوفين واحتياجات المجتمع، ومثل هذا المطلب موجود من قبل عدد من التربويين والمخططين.

 

واعتقد أن التعليم الخاص لديه القدرة على التفكير بجدية في مثل هذا المطلب، ودار حول هذا الموضوع العديد من المكاتبات والأحاديث.

 

وهناك أمر يجب أن يوضع في الاعتبار فيما يتعلق بهذه النقطة، وهو اختلاف رغبات المكفوفين أنفسهم، فمنهم من يميل إلى هذا المنهج ومنهم من يميل إلى ذاك، ويندرج هذا الموضوع تحت مظلة المصلحة العامة.

 

وأنا شخصياً أميل إلى تطبيق مناهج المعاهد العلمية في معاهد النور، وأتمنى أن يتم ذلك قريباً، ولكن كيف يتم؟ ومتى يتم؟ وما هي المراحل التي يجب أن تسبق هذا، فذلك موضوع يتعلق بسياسة الوزارة.

 

الأستاذ: محمد بن عبد الرحمن بن غدير[15]:

شرفني الدكتور (علي بن المرشد) بحضور هذه المحاضرة، وأرغب في المساهمة بطرح اقتراحين:

• الاقتراح الأول: يتعلق بإنشاء جمعية للمعوقين يكون مقرها المكتبة، مع دعوة القطاع الخاص والجمعيات الخيرية لدعم هذه الجمعية.

• الاقتراح الثاني: يتعلق بإنشاء مركز معلومات عن المكفوفين للمساعدة في تشغيلهم سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

أرحب بمندوب رئاسة تعليم البنات، وهذا يدل على تفاعل البرنامج واستجابة الجهات المعنية، وأشكر للأخ محمد حضوره.

 

وأشكر للدكتور/ علي المرشد اهتمامه بهذه الندوات، وهو من الأشخاص الذين شاركوا في إنجاح هذا البرنامج بمحاضرة في العام الماضي.

 

فيما يتعلق بإنشاء جمعية، يمكن أن يتم إنشاء مثل هذه الجمعية بعد الموافقة عليها من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، إذ أنها الجهة المسؤولة والمشرفة على مثل هذه الجمعيات الخيرية، وكون مقرها يقع في المكتبة، فيمكن أن يكون ذلك بعد موافقة وزارة المعارف، مع اعترافي بأن مثل هذه الجمعيات وأماكنها لا تدخل تحت مسؤولية وزارة المعارف.

 

وفيما يتعلق بإنشاء مركز معلومات، فإنشاء مثل هذا المركز ضرورة تفرضها طبيعة التطور التقني في هذا العصر، وهو وسيلة اتصال هامة تربطنا بمراكز الحاسبات الآلية في مجال طبع ونسخ المعلومات بالخط البارز، حيث أصبح في إمكان المكفوفين ربط مثل هذه الأجهزة بمراكز المعلومات، والحصول على ما فيها من معلومات، وذلك بعد تحويلها إلى الخط البارز، وأصبح وضع المكفوفين في الغرب لا يختلف في الحصول على المعلومات عن وضع المبصرين.

 

هناك رغبة صادقة في حل المشاكل التي تواجه المكفوفين، كما أن هناك تصريحات من المسؤولين في الوزارة تطمئن المكفوفين بأن الوزارة جادة في إيجاد حلول لمشاكلهم بالتعاون مع الجهات الأخرى في الديوان وغيره، وهناك لجان شكلت تضع حلولاً لمشاكل توجيههم إلى مجال التدريس في التعليم العام، أما أن نعلن بأنها لم تعمل شيئاً، فهذا قول يفتقر إلى ما يسنده على أرض الواقع.

 

وإذا أراد المكفوفون أن يكونوا واقعين فعليهم أن يأخذوا الممكن، ومجالات التدريس في معاهد النور وغيرها مفتوحة، وعليهم أن يطالبوا بتوجيههم إلى مجال التدريس في التعليم العام، وهو مجال أرحب وأوسع، ومن ينكر جهود الوزارة في توجيه المكفوفين إلى مجال التدريس فهو غير محق، إذ أنها توجههم إلى هذا المجال منذ أكثر من ثلاثين سنة، ويعمل في مدارس الوزارة الآن أكثر من (300) شخص من المكفوفين، وخلال الثلاثين سنة الماضية كانت تقوم العقبات في مجال توجيههم إلى التدريس في التعليم العام، غير أن مثل هذه العقبات كانت تحل وبسرعة، وتصدر قرارات تحل مشكلة توجيههم إلى مجال التدريس في التعليم العام حينما تزرع هذه المشكلة من أشخاص لا يرون صلاحية المكفوفين للتدريس في هذا المجال.

 

ومن خلال معايشتي للمشكلة منذ وقت طويل، أقول وبدون تحفظ إن الوزارة قريبة منا وتلتمس الحلول لهذه المشاكل، وإذا تعقدت مشاكل المكفوفين في هذه الأيام أكثر، فهذا نتيجة لدراسات واستنتاجات تشير بأصابع الاتهام إلى المكفوفين أنفسهم، حيث يساهمون إلى حد كبير في تعقيد مشاكلهم بأنفسهم.

 

أحد الحاضرين:

لماذا لا يعين مدرسون للقرآن الكريم في الأقسام الداخلية يزاولون عملهم خلال الفترة المسائية؟ هذا من جانب، ومن جانب آخر أرجو توجيه كلمة إلى المدرسين والطلاب لحثهم على حفظ القرآن وتدريسه، فهو حبل الله المتين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن حفظه وعمل به نجا وفاز في الدارين.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

أشكر هذا الطالب، ويسعدني أن أسمع أصوات الطلاب ترتفع في هذه الصالة، إذ أنهم يعنيهم مثل هذا الحديث أكثر، ويجب أن نستمع إليهم بآذان صاغية وقلوب واعية.

 

إيجاد مدرسين لتحفيظ القرآن في الأقسام الداخلية هو اقتراح جيد، ونطالب بتنفيذه في هذه الأقسام، فحاجة الطلاب المكفوفين ماسة إلى مثل هذا العمل الإسلامي الجيد، ولديهم من الوقت والفراغ ما يستوعب مثل هذا الاقتراح ويزيد، وأرجو من التعليم الخاص أن يعمل كل ما في وسعة لتحقيق هذا المطلب، وتنفيذه ليس بالأمر الصعب، فيتوفر في المعاهد في الوقت الحاضر مدرسون أكفاء للقيام بهذا العمل الجيد.

 

ويوجد معنا في هذه الصالة مدير معهد النور بالرياض الأستاذ (عبد العزيز السريبي)، وما أجمل هذا العمل إذا ختم به حياته الوظيفية، ولا أقول هذا من باب التشهير به لكبر سنه حيث أنه على أبواب التقاعد، ولكن ما أجمل مثل هذا العمل إذا تبناه الإنسان في الأقسام الداخلية، فتشجيع حفظ القرآن مع تجويده هو المطلب الذي يجب أن يوجه إليه المكفوفون وقد بدأت معاهد النور.

 

والحمد لله تستقيم أمورها ويظهر فيها بعض النماذج الخيرة لطلاب يرتفعون في أنظارنا إلى مستوى الاحترام والتقدير، ولا ننكر أنها في السنوات الماضية يؤخذ عليها بعض المأخذ المتمثلة في سلوك بعض العادات وبعض المهارات غير المحمودة، ولكنها والحمد لله بدأت تتخلص من هذه السلوكيات والعادات السيئة.

 

أما ما أقوله لزملائي المدرسين وأبنائي الطلاب هو أن يخافوا الله في هذه الأمانة التي أنيطت بأعناقهم، وأن يؤدوا أعمالها على الوجه الذي يرضى الله أولاً، ثم يتناسب مع رسالة العلم.

 

الأستاذ: عبد العزيز السريبي:

شكراً للأستاذ (عبد الرحمن) الذي أثار عدة مواضيع يجدر بنا أن نتعرض لها ونناقشها بصراحة.

 

فيما يتعلق بأداء الطلاب، فليس هناك شك في أن الفروق الفردية الموجودة عند الكفيف هي نفسها الفروق الفردية الموجودة عند المبصر، ويستطيع الكفيف أن يثبت بجده واجتهاده وجدارته أنه قادر، وينفي عنه العجز والتقصير بما يتمتع به من قدرات.

 

فيما يتعلق بالتحضير، فالمدرسون لدينا في معهد النور أغلبهم يحضرون، منهم من يحضر بالخط العادي ومنهم من يحضر بطريقة (برايل)، قليل جداً من يعتذر أو يتأخر عن هذا الواجب، وهذا لا يحكم عليه بالتعميم.

 

فيما يتعلق بحث الطلاب على الإلتحاق بالمعاهد العلمية، فنحن لا نستطيع أن ندعوهم لذلك، أو ندعو أحداً لإلقاء محاضرة يحثهم فيها على الالتحاق بالمعاهد العلمية إذ أن هذا ليس من سياسة المعاهد، والأمر متروك للطالب نفسه إذا كان يرغب في الالتحاق بمعاهد النور أو المعاهد العلمية، ولدينا عدد من الطلاب التحق بالمعاهد العلمية وكلهم نجحوا في مواصلة دراستهم فيها.

 

فيما يتعلق بتدريس القرآن الكريم في الأقسام الداخلية فهذا الاقتراح جيد، وبعض المعاهد تنفذه في الوقت الحاضر، وفي الأقسام الداخلية تنفذ برامج أنشطة  كثيرة، منها تدريس حفظ القرآن الكريم، ومنها مزاولة النشاط في التربية الرياضية، بالإضافة إلى نشاطات أخرى، وما يعول عليه في هذا الجانب هو رغبة الطالب نفسه، فمنهم من يفضل هذا البرنامج، ومنهم من يفضل ذاك، ولا نملك الصفة الإلزامية لأي طالب، إذ أن الأمر في هذا الجانب متروك لهم، والفترة المسائية فترة حرة، يزاول فيها الطالب ما يختاره من نشاط.

 

أحد الحاضرين:

لا نغرس عند الشباب الاهتمام بالعلم من أجل التشغيل، وإنما نغرس في قلوبهم حب العلم لأنه صفة تستحق الثناء والمدح، وإذا اتصف به الإنسان فسوف يرفعه الله سبحانه وتعالى، بغض النظر عن مستقبل التشغيل أو عدمه قال تعالى: ﴿ يرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾[16].

 

الاتصاف بالعلم نعمة يسبغها الله على من يشاء من عباده، فينبغي أن نغرس هذا الأمر في نفوس الشباب، كي يطلبوا العلم لله سبحانه وتعالى، وبإذن الله سيوفقون سواء عمل الشاب في مجال الدولة أو في أي مجال آخر فلن يثبت نفسه وجدارته إلا إذا كان صاحب علم، وينبغي أن تبنى شخصية الكفيف على هذه القناعة.

 

الأستاذ : عبد الرحمن الخلف:

قلت في حديثي إن صاحب العلم هو الذي يفرض نفسه على المجتمع، ويجب أن ينصب اهتمام الكفيف على العلم باعتباره مطلب شرعي يحث عليه الإسلام ومادة العلم (قرأ) هي أول كلمة نزل بها القرآن وأمر الله بها رسوله (صلى الله عليه وسلم) في قوله تعالى ﴿ اقرأ ﴾[17]، إذ أنه بالقراءة والعلم يعرف الإنسان ما له وما عليه، فكل حديثي ينصب على فرض الشخص نفسه بالعلم، ولا يستطيع أن يفرض نفسه بغيره، ودع الناس هم الذين يقولون إنك فعلاً عالم، وبالتالي يصبحون محتاجين إلى علمك، يقتنعون مثلاً بأنك فقيه ويحتاجون إلى فقهك، فالإخلاص لله وسلامة المقصد هو المطلب الأساسي الذي يجب أن ينصب اهتما م المكفوفين عليه وينحصر فيه.

 

فالنماذج الحسنة من المكفوفين الذين يمثلون القدوة الحسنة مثل الشيخ (محمد بن إبراهيم) والشيخ (العنقري) والشيخ (ابن حميد) - رحمهم الله - والشيخ عبد العزيز بن باز  - أطال الله في عمره - ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بتفوقهم العلمي.

 

هناك مساكن في الرياض تعرف باسم الرباط، هذه المساكن كانت مخصصة لطلاب العلم، والحياة فيها قاسية وصعبة، لا يستطيع أحد المكفوفين في العصر الحاضر أن يعيش فيها، لما فيها من قسوة في العيش، إلا أن طلاب العلم الأوائل من المكفوفين عاشوا وصبروا  على هذه الحياة في تلك البيوت، وكابدوا فيها ما كابدوا من عناء ومشقة، وكانت هذه البيوت قائمة قبل وجود المعاهد العلمية، ومع بداية عهدها، وكان المكفوفون يعيشون فيها ويتلقون العلم ويطلبونه في مجالس العلماء بالرياض، وقد تخرج من هذه البيوت ومن هذه المجالس علماء وقضاة من المكفوفين، تركوا بصماتهم واضحة على حياتنا العلمية والأدبية والاجتماعية.

 

أحد الحاضرين:

لماذا لا يزود المكفوفون ببعض المهارات ويدربون على بعض المجالات مثل العمل في مجال الحاسبات ومجال الضرب على الآلة الكاتبة، فمثل هذه المهارات تدعم وتسند توجيههم إلى بعض الأعمال.

 

الأستاذ : عبد الرحمن الخلف:

تدريب المكفوفين على بعض المجالات أمر محمود ونشجعه، والذي أعرفه أن دروس الآلة الكاتبة والضرب عليها موجود ضمن برنامج المرحلة المتوسطة والثانوية في معاهد النور، ويرجع إدخاله في هذا البرنامج إلى عام (1401هـ) تقريباً، وقد أدخل الحاسوب برنامج معاهد النور خلال السنوات القليلة الماضية.

 

أما إذا كنت تقصد تدريبهم عليه في فترات مسائية، فهذا موضوع يمكن تحقيقه وفق ما يوضع له من ضوابط، ولا أعتقد أن هناك شيئاً يمنع.

 

وكلما زود الكفيف بمهارات إضافية فهو أمر مطلوب ومحمود، شريطة ألا يغير مساره من الوصول إلى أعلى درجات العلم والتخصص في المواد التي تتناسب مع ظروفه وقدراته وتنسجم  مع إحتياجات المجتمع، نحن لا نطالب بأن يكون الكفيف عالماً في مجال الهندسة أو في مجال الطب، أو في مجال الطيران، وإن كنت قد رأيت مثل هذه التخصصات ينجح فيها بعض المكفوفين في الغرب، وكل ما نتمناه للكفيف أن يكون عالماً في مجال الشريعة الإسلامية واللغة العربية والمواد الاجتماعية، فهي أنسب عمل وأنجح مجال يمكن للمكفوفين أن يبرزوا فيه.

 

الدكتور: زيد المسلط:

أتحفنا الشيخ (عبد الرحمن الخلف) - جزاه الله خيراً - هذه الليلة بمحاضرة تتعرض لمجالات العمل المناسبة للمكفوفين، ونحن في شوق أن يتحدث أكثر وأكثر ليجر الكثير إلى النقاش معه، خاصة وأن الجمع والحمد لله في هذه الليلة كبير.

 

والأستاذ (عبد الرحمن) معروف بأنه مرجع فيما يخص المكفوفين حتى للزملاء في الوزارة لخبرته ولعلمه وقد نقول لكبر سنه أيضاً وهو يعترف بهذا، وإن كنا متقاربين ربما في السن.

 

السؤال الذي لدي:

• يبدو أن اتجاه معاهد النور الآن في إعداد هؤلاء الطلاب ليسيروا في سير التعليم العام، والذي ينتهي غالباً إلى الدراسة النظرية، إما في كلية الآداب أو إذا حَسُن حظهم ففي كلية التربية، ومعنى هذا أنهم سيتخرجون ثم يطالبون بالتدريس.

 

وإذا فرضنا عليهم هذا الاتجاه الوحيد فنحن نظن أن جميع المكفوفين فئة واحدة متجانسة في ذكاء واحد قادرين على أن يتخرجوا من الجامعة، ثم بعد ذلك يطالبون بالعمل في مجال التدريس فقط، وتهمل بذلك المجالات المهنية والفنية، فلم يتم وضعها في مناهج تعليم المكفوفين، ولعل الأستاذ (عبد الرحمن) يلقي الضوء على وسائل وطرق تعديل هذا المسار وشكراً.

 

الأستاذ : عبد الرحمن الخلف:

شكراً للدكتور (زيد)، ومن هو في مثل سني ربما ينسى بعض الأمور، ولكن من خلال النقاش والحمد لله تتفتح بعض الجوانب، وسوف نغطيها بحسب ما لدينا من قدرة علمية أو خلفية تخصصية.

 

فيما يتعلق بمجالات العمل التي آثارها الدكتور (زيد)، فمن اطلع على قرار مجلس الوزراء رقم (15) يجد فيه خمسة وأربعين مجالاً لتشغيل المكفوفين، وهو يقسم المكفوفين إلى ثلاث فئات:

• قسم يتخرج من الجامعة ويضع له سبعة عشر مجالاً.

• وقسم لمن يتعثر قبل الوصول للجامعة ويضع له سبعة مجالات.

• وقسم يتعلق بالجوانب المهنية ويشتمل على أكثر من عشرين مجالاً.

 

ومن هذه المجالات ما يعتمد على برامج تعليمية، ومنها ما يعتمد على برامج حرفية تنسجم مع احتياجات المجتمع، وقد صنفت هذه البرامج بعد الدراسة وفقاً لقدرات المكفوفين، وبناء على مجالات العمل المتوفرة في المجتمع السعودي، وبعض هذه المجالات يتعلق تنفيذها بجهات أخرى غير وزارة المعارف، وللقناعات دور كبير في تنفيذ مثل هذه المجالات أو عدمه.

 

وأضرب لكم مثلاً، من بين هذه المجالات وظيفة (مشرف اجتماعي)، وقد وجدت هذه الوظيفة في جامعة الملك سعود، ووجّه لها أحد المكفوفين، وقام بمهمات هذه الوظيفة على الوجه الأكمل، ولا يزال يقوم به على الوجه المطلوب حتى الآن، وهو موجود بيننا في هذه الليلة، وهو الأخ (رائد النصار).

 

إذا كان مجال التدريس سوف يفتح للمكفوفين، فكلية التربية هي الكلية المناسبة لتوجيههم لها، وأعتقد أن هناك مجالات أخرى لا تقل في أهميتها عن مجال التدريس للمكفوفين، مثل:

• مجال الترجمة.

• وأعداد البرامج الإذاعية ومراقبتها.

• وفي وزارة الإعلام وحدها يوجد أكثر من ستة مجالات يمكن للمكفوفين أن يزاولوا عملها بكل اقتدار.

• وخلال السنين الطويلة زاول المكفوفون أعمال القضاء والدعوة والاستشارات الشرعية والمحاماة.

 

وإذا قصرنا المكفوفين على كلية التربية فمثل هذا العمل لا يكفي وربما حرمت منهم كليات هي في أمس الحاجة إلى أن ((يكونوا لجدرانها أركاناً، ولبحرها شطآناً)) كما قال أحدهم، مثل كلية الشريعة، وكلية أصول الدين، وكلية اللغة العربية، والتجربة تشهد بنجاحهم في هذه الكليات.

 

إذن لماذا لا نغير مناهج معاهد النور لتتناسب مع توجيههم إلى مثل هذه الكليات.

 

وهناك مشكلة يجب أن تطرح للنقاش، هذه المشكلة تتمثل في القول بأن مهمة التربية الخاصة أو التعليم الخاص يجب أن تنحصر في مجال التعليم ولا تتجاوزه إلى تشغيل أو تأهيل غير التعليم، وميدان المعوقين يحتاج إلى تكامل في الخدمات، ولا ينفصل مجال التعليم عن مجال التأهيل الحرفي والتشغيل.

 

لجنة التنسيق المتمثلة في وزارة المعارف ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة يجب أن تنشط وأن تقوم بعملها وفق الخطة المرسومة لها من قبل الجهات العليا، كما يجب ألا يقتصر أعضاء اللجنة على وزارة المعارف ووزارة العمل ووزارة الصحة، بل يجب أن يضاف لها أعضاء من الرئاسة العامة لتعليم البنات، والديوان العام للخدمة المدنية، وبعض الأعضاء من الجمعيات الأهلية والخيرية.

 

الدكتور: صالح المهنا:

بسم الله الرحمن الرحيم، إن الشكر يجب أن يقال ولو أنه تكرار، للأستاذ (عبد الرحمن الخلف) على جمعنا في هذه المناسبة، وعلى محاضرته التي أثار فيها قضايا هامة، ولاشك أنها تهم المهتمين بتعليم المكفوفين وتهم أيضاً فاقدي البصر أنفسهم.

 

بالنسبة لبعض الموضوعات التي خطرت ببالي أثناء المناقشة أو المحاضرة فأود أن أنوه عن بعض النقاط.

 

• فيما يتعلق بتوجيه المكفوفين إلى مجال القضاء، لقد سمعت من أحد المطلعين أن تعيين المكفوفين في القضاء موقوف منذ عدة سنوات، ولست على علم يقيني بذلك، لكنني أثق في الراوي، وأعتقد أنه مطلع، ولعل الدليل على صحة كلامه أن هناك متخرجين مكفوفين من كلية الشريعة ولم نسمع بأحد منهم عين في القضاء في السنوات الأخيرة على الأقل، وهذا شيء مؤسف جداً.

 

نعلم أن بعض الفقهاء تحفظ على تعين القاضي غير المبصر، ولكن ولله الحمد هناك آخرون من الفقهاء لم يهتموا بهذه النظرة، وعدم توجيه المكفوفين إلى ميدان القضاء اجتهاد له مبرراته، فهل تعيين المكفوفين في القضاء موقوف فعلاً؟ هذا هو السؤال الذي أطرحه للإجابة عليه من قبل من لديه علم.

 

• أما بالنسبة لقرار مجلس الوزراء رقم (15) فإنني أحمد الله أنه عند إعداد القرار حرص التعليم الخاص - وكان له دور كبير في إعداده على أن يعطي هذه المجالات كأمثله فقط وليست حصراً للوظائف والأعمال التي يمكن أن يقوم بها الكفيف، وكما ذكر الشيخ (عبد الرحمن) فهناك فعلاً مجالات خارج التعليم، وللأسف الشديد  لم تنتبه الجهات ذات العلاقة لهذا الأمر، وحاولنا في عدة مناسبات أن نذكر، ولكن للأسف حتى الآن النتائج محدودة .

 

بالنسبة لقرار مجلس الخدمة المدنية ونسبة الـ(2%) للمعوقين فإنه يعتبر تشريعاً جيداً، فهو قرار جيد، لأنه شامل وواسع جداً، وتطرق إلى أشياء كثيرة، وهو ناتج فعلاً عن دراسة، فمجلس الخدمة المدنية وزع استمارات على عدد من الجهات، والاستبيانات كانت مستفيضة، وقامت الجهات المختلفة ومن ضمنها التعليم الخاص بالإجابة على استفساراته، والحمد لله أنه خرج بالشكل الذي كنا نتمناه، وأوصي الجميع بدراسته والتفكير في أساليب تنفيذه، وقد نشر في مجلة الخدمة المدنية، ولعل الجهات التي لديها هذا القرار تستطيع إعطاء صوراً منه لمن يطلبها هذه ناحية.

 

ناحية الكفيف وعزمه وعدم الاتكال والميل إلى الدعة، فلاشك أن الإنسان يميل إلى السهولة والبساطة والاعتماد على الآخرين إذ أمكن ذلك، ولكن على الجميع وخاصة المدرسين في معاهد النور أن يحثوا المكفوفين على الاعتماد بعد الله على النفس، وتقوية روح الطموح وحب العلم لديهم، وأعرف أن هناك سلبيات موجودة في الأقسام الداخلية في معاهد النور، ولكن ليس هناك شيء كله إيجابي.

 

نعتبر بأن هناك حالات معينة تستلزم بعض الاحترازات في أوقات معينة، غير أنها لا تختص بالكفيف وحده، وإنما هي للكفيف وغيره.

 

بالنسبة لطلب عقد هذه المحاضرات أو الندوات في المعاهد، فأعتقد أن ما تسجله المكتبة وما يلقى بين جدرانها هو في متناول الجميع، وسوف يوزع على المعاهد ويستفيد منه الطلاب والمدرسون.

 

أرجو أن يوفق الله الجميع، وأكرر شكري لمن ساهم وشارك في هذه الندوة.

 

الأستاذ: عبد الرحمن الخلف:

كلام الدكتور (صالح) واضح، وبالنسبة لاستفساره حول عدم توجيه المكفوفين إلى ميدان القضاء، فأنا أفتقر إلى ما ينقصه من معلومات، ولا أنفي ولا أثبت ما رواه له بعض الأشخاص عن هذه المعلومة، ومن بين الحاضرين الشيخ الزميل (عبد الله التويجري)، وهو مدرس في المعاهد العلمية، وأكثر التصاقاً واتصالاً بالمعاهد وجامعة الإمام محمد بن سعود، وإذا كانت لديه معلومات حول هذا الموضوع فأرجو أن يذكرها مشكوراً.

 

الشيخ : عبدالله التويجري:

لا أعلم شيئاً صدر حول هذا الموضوع، وقد يرجع عدم توجيههم إلى مجال القضاء إلى أسباب منها:

• عدم انطباق ضوابط اختيار القاضي على الكفيف، مثله تماماً مثل بعض المبصرين الذين لا يصلحون لمثل هذا العمل، وفق ما يوضع من ضوابط للمبصرين وغيرهم.

• وقد يرجع السبب إلى قلة المتخرجين المكفوفين من كلية الشريعة في هذه السنوات، إذ لم يعد العدد يماثل الأعداد الكبيرة التي كانت تتخرج من المكفوفين في هذه الكلية قبل ثلاثين سنة مضت.

 

الأستاذ : عبد الله المرشد[18]:

لي عشر سنوات أعمل مشرفاً اجتماعياً في معهد النور، ولي معرفة وصلة وثيقة بكثير من طلبة معهد النور، وكثير من هؤلاء الطلبة يلتحقون بجامعة الملك سعود، ويفضلونها لأنها تختص بوجود مركز يخدم المكفوفين، ويقدم لهم بعض المساعدات لتذليل العقبات التي تعترض طريق دراستهم الجامعية، ويحضرني بعض الأسماء التي لا تتجاوز خمسة مكفوفين التحقوا بجامعة الإمام محمد بن سعود في كلية الشريعة وكلية أصول الدين خلال السنوات العشر التي عملت فيها في معهد النور، والتي بدأت من عام (1407هـ)، ومثل هذا العدد قليل جداً، وقد لا يفضل بعضهم العمل في مجال القضاء، وقد لا تنطبق ضوابط القضاء على بعضهم.

 

أما بالنسبة للمحاضرات في معهد النور بالرياض، فيزور المعهد كل سنة أكثر من شيخ، ومن بين الذين زارونا وألقوا محاضرات في المعهد:

• الشيخ (عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ) نائب المفتي العام وعضو  هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء[19].

• الشيخ (إبراهيم الغيث) المدير العام لهيئات الأمر بالمعروف.

• وفضيلة الشيخ (عبد الرحمن الفريان).

 

وفي كل فصل دراسي تقام محاضرة أو محاضرتان تهدف إلى ربط الطلبة بالعلماء ورجال الدعوة في هذا البلد المسلم.

 

الأستاذ : عبد الرحمن الخلف:

في ختام هذه الندوة نشكركم جميعاً ونرجو أن تنعكس نتائج هذا النقاش بالإيجاب على حل مشاكلنا، وتؤتي ثمارها في طرح الحلول الناجعة والنافعة لهذه المشاكل[20].


[1] سورة الإسراء، الآية: 36.

[2] سورة الشورى، الآية: 11.

[3] انظر ترجمته في كتاب (علماء نجد خلال 8 قرون) للشيخ عبد الله البسام.

[4] انظر ترجمتهم في (من أعلام المكفوفين) للأستاذ: عبد الرحمن الخلف (تحت الطبع).

[5] انظر ترجمتهم في (من أعلام المكفوفين) للأستاذ: عبد الرحمن الخلف (تحت الطبع).

[6] انظر ترجمتهم في (من أعلام المكفوفين) للأستاذ: عبد الرحمن الخلف (تحت الطبع).

[7] انظر ترجمتهم في (من أعلام المكفوفين) للأستاذ: عبد الرحمن الخلف (تحت الطبع).

[8]انظر ترجمة لكل منهما في محاضرتهما بهذا الكتاب.

[9] انظر ترجمة لكل منهما في محاضرتهما بهذا الكتاب

[10] انظر ترجمته في (من أعلام المكفوفين) للأستاذ: عبد الرحمن الخلف (تحت الطبع).

[11] مجلة الخدمة المدنية العدد (206) بتاريخ (ربيع الثاني) عام (1416هـ).

[12] انظر ترجمته في (من أعلام المكفوفين) للأستاذ: عبد الرحمن الخلف (تحت الطبع).

[13] مدير العلاقات في التربية الخاصة.

[14] خريج ثانوية معاهد النور ومدرس في التعليم العام.

[15] مدير العلاقات العامة في رئاسة تعليم البنات.

[16] سورة المجادلة، الآية: 11.

[17] سورة العلق، الآية:1.

[18] مشرف اجتماعي بمعهد النور بالرياض.

[19] أصبح سماحته مفتياً عاماً للمملكة العربية السعودية بعد وفاة الشيخ ابن باز - رحمه الله.

[20] المحاضرة رقم (7) من كتاب لقاءات علميّة وثقافية في المكتبة الناطقة إعداد ومراجعة وتعليق الأستاذ/ عبد الرحمن بن سالم العتيبي





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نشأة تعليم المكفوفين بالمملكة في المملكة العربية السعودية
  • بداية تعليم المكفوفين في المملكة العربية السعودية
  • تعليم المكفوفين في العالم العربي ونشأة الخط البارز
  • جهاز نظام سعيد

مختارات من الشبكة

  • مجالات وأولويات دراسات العمل الخيري (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مجالات الصدق في الأقوال والأعمال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسلمون الغربيون من مجالات التأثر والتأثير بين الثقافات المثاقفة بين شرق وغرب(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الوجود الإسلامي من مجالات التأثر والتأثير بين الثقافات المثاقفة بين شرق وغرب(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • البعثات التعليمية من مجالات التأثر والتأثير بين الثقافات المثاقفة بين شرق وغرب(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • من مجالات الصدق(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • مجالات الصبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معايير البحث في مجالات التربية الإسلامية (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • انفتاح مجالات الترجمة: آفاق مستقبلية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خطبة: الصدق مجالات وثمرات(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- كتاب من اعلام المكفوفين
خلف عبد الرحمن سالم الخلف - الولايات المتحدة الامريكية 09-06-2011 07:52 AM

أحب أن أنوه عن كتاب من أعلام المكفوفين تم طبعه من قبل دار طويق للنشر والتوزيع

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب