• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية الخاصة
علامة باركود

بداية تعليم المكفوفين في المملكة العربية السعودية

د. محمد بن عبدالرحمن المفدى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/2/2011 ميلادي - 6/3/1432 هجري

الزيارات: 25277

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بداية تعليم المكفوفين في المملكة العربية السعودية

ألقاها: د. محمد بن عبد الرحمن المفدى

ألقيت بمبنى المكتبة المركزية الناطقة بالرياض عام 1414هـ

أدار الندوة: د.صالح بن إبراهيم المهنا

 

• الدكتور: صالح المهنا[1]:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أرحب بكم جميعاً، ويسعدني أن أقدم لكم شخصية من أعلام المكفوفين الحية في بلادنا، إن الحديث عن الدكتور (محمد بن عبد الرحمن المفدى)[2] ليطول، ولكنني ملزم بالاختصار، فالوقت محدود ونود أن نسمع منه أكثر من أن نتحدث عنه.

 

ولد الدكتور (محمد) في أواخر الخمسينات في مدينة (أشيقر)، وبعد ذلك انتقلت أسرته إلى (شقراء)، حيث بدأ تعليمه في المرحلة الابتدائية، وحفظ القرآن الكريم هناك، ثم انتقل إلى (الرياض) حيث بدأ في تلقي العلم على الشيخين الجليلين (محمد) و(عبد اللطيف) ابني إبراهيم آل الشيخ رحمهم الله، بعد ذلك انتقل في سبيل طلب العلم إلى (الطائف)، حيث انتظم في دار التوحيد، وبعد افتتاح المعهد العلمي (بالرياض) عاد إلى (الرياض)، حيث أكمل فيها دراسته الثانوية، ثم انتظم في كلية اللغة العربية، نظراً لحبه لهذه اللغة، لغة القرآن، رغم أن العادة أن يتجه فاقد البصر إلى كلية الشريعة، إلا أن حبه لهذه المادة وتفوقه فيها دفعه إلى التوجه إلى كلية اللغة العربية، وعندما تخرج منها عين مدرساً للنحو والصرف في المعهد العلمي، ثم كلف بالتدريس في كلية اللغة العربية، ومع ذلك استمر في تحصيل العلم رغم الصعوبة التي يمكن تصورها عندما يجب على الإنسان أن يؤدي عمله ويدرس في وقت واحد تقريباً.

 

غير أنه واصل دراسته حيث حصل على شهادتي الماجستير ثم الدكتوراه من الجامع الأزهر بالقاهرة، وكان ذلك ما بين عامي (1387هـ) و(1396هـ) واستمر سعادته في أداء واجبه في التدريس والبحث والإنتاج.

 

ومن أهم الأعمال التي قام بها إضافة إلى التدريس، العضوية في عدد من اللجان في داخل الكلية وفي داخل الجامعة، وهي في مختلف التخصصات، ومعظمها يدور حول اللغة العربية، وهو مجاله وفنه الذي أحبه، واستمر الدكتور في التدريس والبحث والكتابة.

 

وقد اشترك خارج الجامعة في عدد من الأنشطة، من بينها العمل في اللجنة الثقافية التابعة للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون والآداب، وعمل أيضاً عضواً في لجنة الاختيار التي تختار المرشحين لجائزة الملك فيصل العالمية في آداب اللغة العربية، وإضافة إلى ذلك فهو عضو المجلس العلمي بالجامعة.

 

والأستاذ الدكتور (محمد المفدى) له عدد من الأبحاث والمؤلفات منها:

• ((مَن)) أقسامها وأحكامها.

 

• ومنها (حديث ((ما)) أقسامها وأحكامها).

 

• ومنها أيضاً ((الدماميني)) كتاب مستفيض عنه، وبالإضافة إلى ذلك فقد قام بتحقيق كتاب ((الدماميني))، وهذا التحقيق يقع في سبعة مجلدات صدر منها أربعة والبقية في الطريق إن شاء الله.

 

إضافة إلى ذلك قام سعادته بكتابة عدد من المقالات والإشتراك في العديد من المؤتمرات والحلقات الخاصة باللغة العربية في داخل المملكة وخارجها، ونشر عدداً من البحوث من بينها:

• بحثاً عنوانه ((المكفوف في مجتمعنا)).

 

• وبحثاً بعنوان ((قبل تحرير الرقيق)).

 

إضافة إلى عدد من البحوث الأخرى.

 

والدكتور (محمد المفدى) ليس معروفاً فقط بنشاطه الأكاديمي البحت، وإنما أيضاً بطموحاته غير العادية، فهو حسب علمي من أوائل الذين تعلموا الضرب على الآلة الكاتبة العربية، فمنذ صغري كنت أسمع من عمي وأخوالي أن فلاناً قد تعلم الضرب على الآلة الكاتبة وهو يكتب الرسائل التجارية لوالده، وقد بعث هذا في نفسي الرغبة في تعلم هذه المهارة، وهو بالإضافة إلى ذلك تواق إلى المعرفة حيثما كانت، وحريص عليها، ودائماً يبحث عن الجديد، إخواني وزملائي الأعزاء، يسعدني أن أقدم لكم الدكتور (محمد بن عبد الرحمن المفدى).

 

• الدكتور: محمد بن عبد الرحمن المفدى

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

أما بعد...

فيسعدني أن ألبي الدعوة للمشاركة في هذا الملتقى الثقافي الطيب، الذي تهدف منه وزارة المعارف، ممثلة في التعليم الخاص المكتبة الناطقة، إلى أن تلقي الضوء على جانب تاريخي من جوانب التعليم بالمملكة العربية السعودية، قد لا يعرفه كثير من الناس، ألا وهو الحديث التاريخي عن تعليم طائفة من المجتمع في العصر الحديث، هي تلك الطائفة التي فقدت بصرها، والحديث عن تعليم هؤلاء الرجال له قسمان:

• فهناك التعليم بمفهومه العام، أي طلب العلم بصفة عامة.

 

• وهناك التعليم المدرسي المنظم الذي يتصل ببعض التيسيرات والتسهيلات التي ظهرت لمساعدة المكفوف في حياته وفي تعليمه.

 

• أما القسم الأول: فلا سبيل إلى الحديث عن نشأته، لأنه مستمر ولم ينقطع، فمنذ أن نهضت الحركة العلمية في المملكة على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب والعلماء الذين سبقوه، كان الكفيف كغيره يتلقى العلم كما يتلقاه أي مبصر.

 

وإذا كان قد ألم بالمكفوفين شيء من التخلف في هذا الجانب أو التأخر فيه، فما هو إلا عرض من الحياة العامة في المملكة العربية السعودية كلها، نتيجة لقلة المشايخ والمعلمين، أو لانشغال الناس عن طلب العلم بالسعي وراء الرزق.

 

ونحن لا نتحدث في هذا اللقاء عن نشأة تعليم المكفوفين لأنه قديم ومستمر ومتواصل حتى يومنا هذا والحمد لله، وإن اعتراه ضعف في بعض الأيام فكغيره من أنواع التعليم، فإذا ضعف تعليم المبصرين، ضعف تعليم المكفوفين تبعاً له.

 

• أما القسم الثاني: وهو ما نسميه بالقسم المدرسي أي التعليم المنظم الممارس في الغرف وعلى مقاعد الدراسة، فلعل هذا هو ما يراد الحديث عنه، وهذا اللون من التعليم مرتبط ببعض الخدمات التي كان الكفيف في حاجة إليها، ولم تكن موجودة بوسائلها لدينا في ذلك الوقت وأهمها تعليم الخط البارز.

 

وتعليم الخط البارز له قواعد ووسائل لابد من تطبيقها واستخدامها، إذا أردنا أن نعلم الطالب الكفيف بهذه الوسيلة، فلابد من توفير متطلباتها في التعليم، وما يتصل بها من المساعدات كتعلم الكتابة على الآلة الكاتبة بالخط البارز، وهذا اللون من التعليم لا أدَّعي أني أعلم الحاضرين في هذا اللقاء به.

 

إني متأكد أن في هذا اللقاء أناساً يفوقونني كثيراً في الخبرة والعلم به، لأنهم مارسوا التعليم فيه والإشراف عليه لسنوات أما أنا فقد واكبته حقبة من الزمان ثم انصرفت عنه إلى خط آخر، حسب مقتضيات الحياة، وأستأذن منهم في أن أتجاوز قليلاً، وأدلي بدلوي في هذا الموضوع، وأنتظر منهم ما عسى أن يكون تصحيحاً لوهم أو خطأ أو ضعف في الذاكرة التي شاخت أو كادت، فهذا النوع الذي أتحدث عنه ليس مكتوباً حتى نرجع إليه، وإنما هي أفكار ومعلومات تستعاد من الذاكرة، والذاكرة لا تحفظ كل شيء.

 

ما ثبت عندي ورسخ في مخيلتي أن هذا اللون من التعليم مر بعدد من المراحل:

بدأ أولاً بالمجهودات الفردية، التي تبناها نفر من أولئك الطموحين، الذين سمعوا بما يتعلمه المكفوف في البلاد العربية وغير العربية، فهبوا يبحثون عن الوسيلة التي تصلهم بذلك، كي يدخلوا ذلك الميدان كغيرهم ، فأخذت طائفة منهم تراسل الجهات التعليمية في مصر والأردن حينما كانت القدس الشرقية تحت سلطة الأردن، فبالقدس الشرقية كانت توجد جمعية المكفوفين التي طبعت القرآن الكريم بالخط البارز وأصدرت مجلة بالخط البارز عام (1952م)، عرفت (بصوت الضمير)، وكان في مصر والأردن رجال نذكرهم فنشكرهم لما كانوا يقابلون المهتمين به من التجاوب والتعاون في حدود استطاعتهم وقدرتهم.

 

هذه الطائفة القليلة التي لم تتجاوز في بدايتها ثلاثة أشخاص كان من العسير عليها أن تطلب تعلم القراءة والكتابة البارزة خارج المملكة، لأن ذلك أمر غير ميسر، فلا بعثة في ذلك الوقت، بل إن الأمر في نظر الكثيرين لا يستحق أن يُبتعث له، لأنه لم يعرف في المملكة قبل، ولم تعرف جدواه وفائدته.

 

لكن الله إذا أراد أن يقرب البعيد دنا في لمحة بصر، وإذا أرد سبحانه أن ييسر العسير انجلت صعوباته في لحظات، فيسر الله وأتى بشخص اسمه (أحمد باحسين) وهو من أصل سعودي لكنه من النازحين إلى بلدة (الزبير) في (العراق)، وجاء إلى الرياض بغرض التعليم في المعهد العلمي، مع طائفة من العراقيين، فاتصل الأشخاص الثلاثة الذي أشرت إليهم سابقاً بهذا الرجل، وأخذوا على يده طريقة برايل أو الطريقة البارزة، ومن هنا انفتح الباب، وتيسر السبيل لهم، فأخذوا يراسلون جمعية المكفوفين في القدس، والمركز النموذجي في القاهرة، وكانوا يتلقون من العاملين فيهما المجلات والكتيبات التي تصدر عن هاتين المدرستين، ومن بينها كتب ثقافية طيبة، أذكر منها الأيام لطه حسين وغيرها، ولم يقتصر الطموح عند هؤلاء على مراسلة البلاد العربية وحدها، بل كانوا يراسلون المعهد الملكي البريطاني للمكفوفين، وأمدهم بكثير  من الكتيبات وبعض الأجهزة المحدودة التي يحتاجونها.

 

وهؤلاء الأشخاص الثلاثة منهم من وقف عند هذا الحد وانصرف عن تعليم المكفوفين، ومنهم من استمر إلى فترة لاحقة مثل الدكتور (محمد بن سعد بن حسين).

 

ومن الذين تعلموا طريقة برايل بعد الثلاثة الأوائل الشيخ (عبد الله بن محمد الغانم) بل إنه شارك في إنشاء أول مدرسة للمكفوفين بالمملكة، يمكن أن نسميها مدرسة، وهي في الحقيقة ليست كذلك، إلا أن هذا الوصف يمكن أن ينطبق عليها إلى حد ما، لقد كانت عبارة عن لقاء بالمكفوفين في مبنى كلية اللغة العربية والشريعة التي كانت في (دخنة)، فقد أعطتهم الكلية فرصة ليفتحوا فيها فصلاً لتعليم المكفوفين.

 

قام الدكتور (محمد بن سعد بن حسين) والشيخ (عبد الله الغانم) - جزاهما الله خيراً - بدور طيب في هذه البداية، وعلموا عدداً من المكفوفين طريقة (برايل) ثم إن الأخ الدكتور (محمد بن سعد بن حسين) آثر المضي في التعليم العام والاشتغال بالأدب والتأليف فيه ومواصلة طلب الدراسات العليا، فانشغل عن ذلك، وترك الميدان لزميله (عبد الله الغانم).

 

وهنا بدأت المرحلة الثانية في تقديري، وتتمثل في أن الشيخ (عبد الله بن غانم) وبمعونة عدد لا ننساهم من المبصرين أخذوا في مواصلة الطريق، واستمروا فيه ببدايات ضعيفة تعتمد على إصرارهم، رغم ضآلتها، ورغم اعتمادها على المجهودات الشخصية في ذلك الوقت.

 

فتحوا مدرسة تستحق أن يطلق عليها مسمى مدرسة، ويغلب على ظني أنها مسائية لدى افتتاحها، ومن بين المبصرين الذين عاصروا هذه المدرسة الأستاذ (محمد المشعان).

 

وكانت هذه المدرسة قد افتتحت في إحدى مدارس وزارة المعارف على سبيل العارية في حي (جبرة)، والتحق بها عدد لا بأس به من صغار المكفوفين، وكنا نتردد على هذه المدرسة لا للعمل بها - حتى لا أفخر بشيء ليس لي - ولكن للمشاهدة والفرحة بما تم، كان فيها عدد من الصغار الذين هم في سن التعليم الابتدائي، فظفروا بكثير من التعليم واستفادوا من هذه المدرسة.

 

وكان الشيخ (عبد الله) وزملائه يلقون الدعم والتشجيع من الجهات العليا في هذه المرحلة، وأذكر أن الملك سعود - رحمه الله - قام بزيادة لهذه  المدرسة، وكان لهذه الزيارة وقعها وأثرها لدى أوساط المجتمع.

 

ثم تحولت القضية من هذه المدرسة إلى مدرسة أخرى مصغرة في حي (الظهيرة)، وهو بيت فتحته مؤقتاً والدة الملك سعود - رحمها الله - لهذه المدرسة، ثم استأجرت لهم وزارة المعارف مبنى مستقلاً في هذا الحي أيضاً.

 

وانتظم في الدراسة بتلك المدرسة عدد كبير من المكفوفين كي يتعلموا.

 

في تلك المرحلة استفاد من هذه المدرسة حتى الذين سبق لهم التعليم، وأنا واحد من هؤلاء، فأذكر أني تعلمت الكتابة على الآلة الكاتبة بالحروف البارزة في هذه المدرسة، وكتبت فيها بعض البحوث المتعلقة بالمكفوفين.

 

وكان فيها إلى جانب الشيخ (عبد الله)، عدد من الإخوان المبصرين، من بينهم الأستاذ (محمد المشعان)، وهو من الذين واكبوا هذا الميدان وعايشوه مدة طويلة، والمدرسة كانت تضم عدداً من الأساتذة المصريين أيضاً، فوزارة المعارف التي كانت تشرف على هذه المدرسة أمدتها بالمدرسين المتعاقدين، وعند هذا الحد تنتهي المرحلة الثانية.

 

جاءت المرحلة الثالثة المتمثلة في تبني الدولة، ممثلة في وزارة المعارف عام (1380) بافتتاح أول معهد لهذا النوع من التعليم في (الرياض)، وهو النواة الأولى للتعليم الخاص بفروعه الثلاثة، واستمر هذا المعهد حتى تحول إلى إدارة في وزارة المعارف، أطلق عليها إدارة التعليم الخاص، وكان ذلك في عام (1382)، وعمل في هذه الإدارة رجال من بينهم الشيخ (عبد الله بن غانم)، وهو أول مدير لمعهد النور بالرياض وأول مدير لإدارة التعليم الخاص بالوزارة.

 

وكان للزميل الكريم (عبد الرحمن العبدان) أثر عظيم في هذه الإدارة حيث تولى إدارتها مدة طويلة، منذ عام (1392هـ) إلى (1401هـ)، وله جهود مشكورة في تحريك العملية التعليمية للمعوقين، وفي التوسع في معاهد النور في بعض مدن المملكة، وظل في هذا العمل حتى انتقل ليعمل أميناً عاماً لمجلس الإعلام الأعلى الذي يشرف عليه بصفة شخصية صاحب السمو الملكي وزير الداخلية.

 

وهذه المرحلة مرحلة طويلة، توسعت بحيث شملت مظلة التعليم الخاص تعليم المكفوفين، وتعليم الصم، وتعليم المتخلفين عقلياً، وانتفع بهذا خلق كثير.

 

وإذا كنت قد ذكرت ما تم من الجهود وأثنيت عليها، فلا بد من أن أتكلم بصراحة أن الآمال أكبر مما تم، والأنظار متجهة بعد الله إلى وزارة المعارف، ممثلة في التعليم الخاص بما فيه من رجال وضعوا هذه الأمانة نصب أعينهم، وتحملوا مسؤوليتها أمام الله، ثم أمام مجتمعهم، ولا أخفيكم القول إن التعليم الخاص يعيش هذه الأيام في ركود، وعلى المسؤولين فيه أن يتحركوا للتخلص من هذا الركود، فوضع التعليم الخاص ثابت لم يتغير منذ سنين، ولم يحدث في تعليم المكفوفين شيء جديد، ولم يظهر شيء من الخدمات التي نتمنى أن تقدم للكفيف، على غرار الخدمات التي قام  بها وقدمها للكفيف المكتب الإقليمي، حيث قام بجهود مشكورة لا تخفى على الكثير، تتمثل في تسجيل الكتب واستيراد الآلات والعصي والساعات وطبع كتب برايل ومنها القرآن الكريم، ونشر مجلة ثقافية، قام بهذه الخدمات بجهود تتحمل المملكة النصيب الأكبر منها، ونحن نعرف أن المملكة العربية السعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - تقوم في هذا بالنصيب الأعظم، ووزارة المعارف تلقى الدعم والمساندة من حكومة خادم الحرمين الشريفين أكثر مما يلقاه المكتب الإقليمي.

 

ولعل إنشاء هذه المكتبة الناطقة التي تحتضننا بين جدرانها في هذه الليلة، هو من أهم المشاريع التي قدمتها وزارة المعارف للمكفوفين، وهي لا تزال تحتاج لكي تنطق إلى جهد أكبر، ودعم مالي يخدم خططها الطموحة، المتمثلة في تسجيل الكتب، سواء كانت منهجية أو ثقافية لتصل إلى المكفوف في أنحاء المملكة، حيث إن الكفيف لا يعتمد على كتابة برايل فقط، وليست كل الكتب مطبوعة بكتابة برايل، حتى نقول إننا خدمناه، وأخرجناه من ظلمات الجهل إلى نور العلم والمعرفة، لا، الكفيف يحتاج إلى الكتب العامة وإلى المراجع الكبيرة والصغيرة، بالإضافة إلى الكتب المدرسية، فهذه المكتبة الآن نعلق عليها آمالاً عظيمة، في أن يخصص لها بند ضخم لا نبخل فيه ولا نتردد، لتمارس مهماتها على الوجه الأفضل والأكمل في تسجيل هذه الكتب، ولاستقطاب الفصحاء من القراء ليقوموا بهذا العمل، وهذه هي الخدمة الكبرى، التي يمكن أن نقدمها للكفيف.

 

فالآمال إن شاء الله معلقة، وأعتقد أن النيات مخلصة للتنفيذ، ولا ننكر أن هناك نقصاً بالموارد في هذه الأيام، يمكن أن يحد من نشاطها، غير أنني أعتقد أن هذا سوف يذلل، بفضل الله، ثم بفضل جهود المخلصين في حكومة خادم الحرمين الشريفين - وفقه الله - فهم أول من يسارع لخدمة هذا الميدان، ويقدم له الدعم، وليس على وزارة المعارف وخصوصاً التعليم الخاص إلا أن يضع المشاريع ويرفعها إلى الجهات العليا، وإني على ثقة، أن مثل هذه المشاريع، ستلقى استجابة وقبولاً إن شاء الله.

 

وبهذه الصرخة التي تعبر عن تطلعات المكفوفين، وآمالهم المعلقة على وزارة المعارف ورجالها المخلصين أختتم حديثي فاسمحوا لي أن أقف عند هذا الحد من الحديث واعذروني إن قصرت.

 

وفق الله الجميع، وهدانا إلى ما فيه السداد والرشاد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

• الدكتور: صالح المهنا

نيابة عن الحاضرين أشكر سعادة الدكتور (محمد المفدى) على ما قدمه وعلى ما طالب به، وأرجو الله أن يعين العاملين في كل مكان على أداء واجبهم، وأن يعيننا في إدارة التعليم الخاص على تحقيق هذا الطموح الذي هو فعلاً ما نتوق إليه، ونرجو أن نتمكن من تحقيقه قريباً.

 

ولعل المكتبة الناطقة حتى تنطق تأخذ سنوات، كما هي حالة الطفل، فأرجو ألا يطول انتظارنا لها، وأرجو أن تكون من الأطفال الموهوبين بسرعة النطق وفصاحته، وأن يكون ذلك قريباً.

 

أفتح المجال للتساؤلات والمداخلات والتعليقات من الأخوة الحاضرين.

• د. ناصر الموسى[3]

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أود أن أشكر وزارة المعارف ممثلة في الأمانة العامة للتعليم الخاص، وأخص بالذكر القائمين على المكتبة الناطقة، والتي أرجو بالفعل أن تنطق، وأعتقد أنها إن شاء الله بدأت على الأقل في مراحلها الأولى في النطق.

 

وما هذه المحاضرات التي بدأت في تنظيمها إلا خطوة على الطريق الطويل.

 

ولا أتفق مع الدكتور (محمد) فيما ذهب إليه من أنه لم يضف جديداً، وأننا لم نستفد، لقد ألقى الضوء على جوانب مهمة في مجال تعليم المكفوفين، واستفدنا من معرفة هذه الجوانب، والدكتور (محمد) غني عن التعريف، فهو رجل نذر نفسه ووقته وجهده للعلم، فكل ما يقوله نرجو أن يكون له الوقع الطيب في نفوسنا إن شاء الله، كما أرجو أن يكون الكلام الذي ذكره عن تاريخ نشأة تعليم المكفوفين بالمملكة في العصر الحديث موثقاً بحيث يستفاد منه لدى الباحثين.

 

نود أن يعطينا الدكتور (محمد) رأيه حول ما قد لاحظته من المفارقات التاريخية الغريبة، والمتمثلة في أن تعليم المكفوفين في المملكة العربية السعودية بدأ في المدارس العادية، ثم انتقل إلى مدارس نهارية خاصة، ثم تحول بعد ذلك إلى مدارس داخلية، وفي المقابل نجد أن تعليم المكفوفين في الدول الغربية وبالذات في أمريكا، بدأ في شكل مدارس داخلية ثم تحول إلى مدارس نهارية، ثم إلى فصول خاصة ملحقة بالمدارس العادية، ثم تحول إلى تدريسهم في المدارس العادية مع المبصرين ، وذلك باستخدام الوسائل أو الأنظمة المساندة، مثل غرفة المصادر والمعلم المتجول والمعلم المستشار، ونحو ذلك.

 

نود أن يحدثنا الدكتور عن الأشياء التي لم تكتب ولم تذكر لا في صحف ولا في مجلات ولا في غيرها، فيا حبذا لو تحدث عن الاتجاهات الفلسفية والتوجهات التربوية التي كانت سائدة في تلك الفترة والتي أدت بنا إلى الانتهاء من حيث بدء الآخرون، فنحن الآن نسير في الطريق المعاكس تماماً، هم بدءوا بمدراس داخلية تخلوا عنها، وبدءوا يدرسون الأطفال المكفوفين في المدارس العادية، ونحن انتقلنا من الدارس العادية إلى المدارس الداخلية.

 

أود أن اسمع من الدكتور شيء عن هذا الموضوع.

 

• الدكتور: محمد المفدى

تعلمون أن تعليم المكفوفين منذ القدم كان يعتمد على تعليمهم حسب الفطرة التي فطروا عليها، وبحسب ما يتوفر لديهم من حواس، وتمثل حاسة السمع مصدراً من مصادر المعلومات الهامة لدى المكفوفين، حيث كانوا يسمعون بآذانهم في حلق المساجد وغيرها، ويختزنون ما يسمعون من معلومات في ذاكرتهم.

 

وقد امتاز المكفوفون على مر العصور بالتركيز على الحفظ فهم يحفظون المتون والنصوص والقواعد، ولهم في ذلك باع طويل، ومثل هذا الاتجاه يُفرض على الكفيف من قبل المجتمع، إذ أن هذا هو الطريق الوحيد أمامه إذا كان يريد أن ينفع نفسه وينفع مجتمعه، وكل عالم ومفكر واع تغلب عليه هذه النظرة وهذه الفلسفة في توجيه المكفوفين إلى العلم، وهي تفرض نفسها بالضرورة على الكفيف، إذ لا يوجد له طريق آخر يسلكه أفضل من هذا الطريق، وهذا الاتجاه هو الذي كان يسيطر على مدرسة الشيخ (محمد بن إبراهيم) - رحمه الله - والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم - رحمه الله - حيث درس في هذه المجالس التي كانت تعقد في المساجد وفي بيوت هؤلاء، عدد كبير من المكفوفين إلى جانب زملائهم المبصرين، وبعد فتح المعاهد العلمية في الرياض وغيرها، كان هذا هو الاتجاه الغالب والذي يُدفع إليه المكفوف دفعاً، من قبل من هم مسؤولون عن رعايتهم وتعليمهم، ولذلك تخرج من المعاهد العلمية عدد كبير من القضاة والعلماء المبرزين نتيجة لسلامة التوجيه، ولا توجد لدينا في ذلك الوقت مثل هذه الأنظمة المساندة التي ذكرتها، المتمثلة في غرفة المصادر والمدرس الزائر أو المدرس المتجول، وقد جنى المجتمع السعودي ثمار هذا التوجيه في علماء أجلاء من المكفوفين، وأدباء وفقهاء ضربوا في ميدان الحياة بأوفر سهم.

 

• الأستاذ: جودة الشريف[4]

أولاً: الدكتور محمد المفدى ذكر أن هناك ثلاثة بدءوا في وضع الأسس الأولية لتعليم برايل في المملكة فهل يمكن أن يذكر الثلاثة إن كان مازال يذكرهم.

 

الأمر الثاني: أشار الدكتور ناصر الموسى إلى أننا في التعليم الخاص بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وذكر الدكتور المفدى أنهم نقلوا كثيراً من وسائل التعليم المتبعة في البلاد العربية، وأود أن أذكر هنا تعليقاً على حديث الدكتور المفدى، باعتباري أحد الذين درسوا بالأردن في معهد المكفوفين في القدس قبل الاحتلال، إننا بدأنا كما بدأ الآخرون وانتهينا كما انتهوا، اعتمدنا على أن يؤهل الكفيف للدراسة في المرحلة الابتدائية وبعد ذلك يدمج في الحياة، على عكس ما كان يتبع في كثير من الأقطار العربية الأخرى، التي اعتمدت على وضع الكفيف في إطار من التعليم المنفصل عن التعليم العام.

 

أمر ثالث: الدكتور أشار إلى أنه يطمح أن يرى المكتبة الناطقة كوسيلة معينة للكفيف في إيجاد كثير من الكتب المسجلة، ويمكن أن أضيف شيئاً أخر، وهو أن الخط البارز يمكن أن يمثل دوراً كبيراً ومهماً قد يكون خطأ موازياً للمكتبة الناطقة، وذلك بإيجاد مجلة بالخط البارز توزع على المكفوفين في جميع أنحاء المملكة من قبل الوزارة وتساهم في نشر الثقافة بين أوساط المكفوفين، فهم في حاجة ماسة إلى مثل هذه الكتب، حيث تفتقر مكتباتهم إليها، ونحن في عصر تفجر المعلومات التي استفاد منها المبصرون في عصر التطور التقني.

 

• الدكتور: صالح المهنا

سعادة الدكتور السؤال يتلخص في معرفة أسماء الثلاثة الذين كان لهم فضل الريادة في تعلم خط برايل في هذه البلاد، وأظنك أحدهم، فمن هما الإثنان الآخران.

 

• الدكتور : المفدى

ما كنت أظن أن الأسماء لها أهمية، وقد تكون معروفة عند بعض الحاضرين، لكن أما وقد سئلت، فكان من بينهم الدكتور (محمد بن سعد بن حسين) وكان الشيخ (علي السويد)، هذان الإثنان والثالث أخبركم به الدكتور صالح.

 

• الأستاذ: عبد الرحمن الخلف

هناك بعض التوضيحات لبعض التواريخ، التي طلب الدكتور محمد ذكرها، من الأشخاص الذين لديهم بعض المعلومات، فأحب أن ذكر أن بداية تعليم هؤلاء الثلاثة هي في عام (1373)، ثم ظهر أول تحقيق صحفي لهذه الطريقة في جريدة البلاد على لسان الدكتور (محمد بن سعد بن حسين) حينما رآه (عبد الله عريف) يقرأ بأنامله بطريقة جديدة، أحب أن يكون له السبق الصحفي في نشر معلومات عن هذه الطريقة، ثم إن التاريخ الذي حدد لفتح فصل في كلية اللغة العربية لتعليم هذه الطريقة للمكفوفين وبعض المبصرين وأرجو أن يكون من بينهم (محمد المشعان)[5] ، لأني أريد أن أجره إلى الحديث، كان ذلك في عام (1377).

 

ومدرسة (جبرة) الإبتدائية تقع في حي (جبرة) على مقربة من قسم البرقيات في (الديرة)، وقد زار الملك سعود - رحمه الله - مدرسة (جبرة) الإبتدائية في عام (1379)، وكان الشخص الذي ألقى كلمة بطريقة برايل أمام الملك، هو الشيخ (عبد الله بن عبد الرحمن التويجري)[6] ، ثم إنني أريد أن يلتزم المنتدون بالفترة التي حددت لهذه الندوة وهي ما قبل عام (1380هـ)، وأما ما بعد هذا التاريخ فقد نتطرق له في ندوات أخرى.

 

ثم إنني لا أريد أن أسكت أمام الاتهامات الموجهة للمكتبة الناطقة، فقد نطقت منذ ثلاث سنوات، ولديها أكثر من ثلاثة آلاف ساعة، غير أن الكثير منا يركز على الجانبي السلبي أكثر من التركيز على الجانب الإيجابي، المشكلة أنها لا تشكو من ضعف النطق فحسب، وإنما تشكو بالإضافة إلى ذلك من بعض القيود التي هي من طبيعة الإجراءات النظامية.

 

وشكوى المكتبة الثانية، من المكفوفين الذين يغلب عليهم طابع الدعة والسكون، والذين انصرفوا وصُرفوا عن الرغبة في توسيع دائرة ثقافتهم، والشيء العجيب والغريب أن بعضهم يذهب إلى بعض الأشخاص، ويعطيه مبلغاً من النقول ليسجل له، وربما يكلفه هذا جهداً ومالاً، ولا يتجه إلى المكتبة لتقوم له بهذه المهمة، بدون أن تحمله هذا الجهد والإنفاق المالي، وإذا وضعت بدائل للمكتبة من قبل المكفوفين أنفسهم، وهي التي أوجدتها الدولة، لخدمتهم في كثير من الجوانب الثقافية والمعرفية، إذا وضعت هذه البدائل، فقد ساهم المكفوفون في فرض القيود عليها، ولم يستفيدوا من هذا المشروع بالقدر الذي يتناسب مع ضخامته.

 

• الأستاذ: سعود السبيعي[7]

أشار الدكتور إلى ركود التعليم الخاص، وليسمح لي أمين عام التعليم الخاص الدكتور (زيد المسلط) أن أقول إن التعليم الخاص يموت موتاً بطيئاً، وهو يحتضر الآن، إن التعليم الخاص وقف عثرة في وجه كل كفيف يتخرج من الجامعة، فوزارة المعارف لا تزال تتردد في تعيين الخريجين من المكفوفين، ولم يعمل التعليم الخاص شيئاً لحل هذه المشكلة، ونحن كمكفوفين نطالب التعليم الخاص أن يقف وقفه صادقة مخلصة، حيث أنه الجهة التي يعلق المكفوفين عليها آمالهم.

 

ينبغي أن نعترف للأستاذ (عبد الرحمن العبدان)[8] بصادق العرفان ونخصه بالذكر الجميل لما قدم للتعليم الخاص من جهود، من أبرزها تلك المكافأة السخية التي يتلقاها الطالب الكفيف في الجامعة، والتي تعادل مرتب المرتبة الخامسة.

 

• الأستاذ: عبد الله النايل[9]

أود أن أعلق على موضوع دمج المكفوفين في التعليم مع المبصرين فلا أتصور كيف ستكون الوسائل التي يمكن للمدرس المبصر أن يوصلها للكفيف، كلنا يعلم أن هناك خرائط بارزة في مادتي التاريخ والجغرافيا، وكلنا يعلم أن هناك مجسمات يستخدمها معلم العلوم في معاهد النور لإفادة الكفيف ووسائل كثيرة، لا أدري هل ستتوفر هذه الوسائل لجميع مدارس المبصرين، حتى يتمكن الطالب الكفيف من المضي مع زميله المبصر جنباً إلى جنب، هل يستطيع التعليم الخاص أن يوفر كل تلك الوسائل، هذا ما أود قوله وشكراً.

 

• الدكتور: ناصر الموسى

بسم الله الرحمن الرحيم، فقط أردت أن أوضح نقطه، لم يكن هدفي من السؤال السابق، أن أنقل الحديث إلى مجال آخر، وهو مجال (دمج الأطفال المعوقين بصرياً في المدارس العادية) وإنما أردت أن أتعرف من سعادة المحاضر، على بعض الإتجاهات الفلسفية والتوجهات التربوية، التي أدت إلى نشأة تعليم المكفوفين بالمملكة، وأخذه هذا الشكل الذي هو عليه الآن، وأتفق مع الأستاذ (عبد الرحمن الخلف) بأنه ينبغي أن يتركز الحديث على الجوانب التاريخية التي أتحفنا بجانب مهم منها سعادة محاضرنا هذه الليلة.

 

إذا كانت القضية تتعلق بقضية الدمج وما يتعلق به، فهذا موضوع كبير يحتاج إلى محاضرة خاصة به، ففي قسم التربية الخاصة يوجد مقرر بهذا المسمى (دمج الأطفال المعوقين في المدارس العادية) أو (تربية الأطفال غير العاديين في المدارس العادية)، يدرس فيه الطالب على مدى فصل كامل مفهوم الدمج ونماذجه وأساليبه المتبعة في تقديم الخدمات وكذلك النظام المساند المستخدم في المدارس العادية، والتعاريف والمفاهيم الخاصة بهذه الجوانب، أيضاً يدرس الإيجابيات والسلبيات وطرق التشخيص والتقييم وما يتعلق بها، فالموضوع كبير وأرجو ألا تنصرف أذهانكم إلى هذا الموضوع، وإنما تظل القضية مركزه على الموضوع الأساسي، وهو الجوانب التاريخية في نشأة تعليم الأطفال المكفوفين، أو نشأة تعليم المكفوفين بوجه عام.

 

أود لو تكرم الدكتور بإضافة شيء بالنسبة لتوثيق المعلومات التي ذكر، هل وثقها؟ وهل ينوي في المستقبل أن يقوم بتوثيق مثل هذه المعلومات؟ لأنني أعتقد أنها معلومات مهمة ويمكن الاستفادة منها.

 

• الدكتور: محمد المفدى

قلت في مطلع المحاضرة أن حديثي ما هو إلا استعادة لما وجد في ذاكرة ضعفت، فعندما عُرض عليّ المشاركة في هذا البرنامج، بدأت استعيد شريط ذاكرتي، فمن المعلومات ما بقي محفوراً في هذه الذاكرة على الرغم من تعاقب السنين، ومنها ما أنهال عليه تراب النسيان، وليس لديّ أكثر مما سمعتم، وتسجيلها بصوتي في هذه المكتبة المتخصصة أعتبره توثيقاً لها، يمكن للباحث الرجوع إليه عند الحاجة.

 

وأترك للشيخ (عبد الرحمن) الموضوع، وهو رجل ذو باع طويل في تعليم المكفوفين والإشراف عليه ومواكبته، بل البحث فيه والتأليف أيضاً، فقد نشر كتاباً كما تعلمون عن تعليم المكفوفين، وله سلسلة عن أعلا م المكفوفين ينشرها في الصحف، لذلك أترك له القيام بهذه المهمة، وهو قادر - إن شاء الله - على أن يجمع الموضوع أكثر مني.

 

فاتني في المحاضرة ذكر شخص كان يعرف طريقة برايل في جدة، وعلمنا بخبره في بداية تعلمنا للخط البارز، فسافرت إليه ومعي أحد الإخوان، والتقينا به في أحد أسواق جدة، وعلمنا أن لديه معرفة بهذه الطريقة ووسائلها، وأظنه تعلمها في (مصر) ولست واثقاً من ذلك، كما لا أتذكر اسمه الآن، وأترك للشيخ (عبد الرحمن) أن يأخذ بهذه الخيوط الضعيفة، فلعله ينسج منها حبلاً متيناً إن شاء الله ويصل إليه، فذلك الرجل جدير بأن يعرف وإن لم يكن له أثر في تعليمها للمكفوفين في جدة، ونحن لم نتعلم منه شيئاً غير أننا التقينا به فقط لنعرف ما عنده.

 

• الدكتور: صالح المهنا

تذكر سعادتكم التاريخ التقريبي للقائكم به؟

 

• الدكتور : المفدى

أعتقد إنه في حدود (1373هـ) أو (1374هـ).

 

• الأستاذ: عبد الرحمن الخلف

فيما يتعلق بما أثاره الإخوان حول المعلومات الموثقة، اسمحوا لي أن أذكر بعض الوثائق التاريخية الموجودة لدى وزارة المعارف، والمنشورة في بعض الصحف والمجلات، والمسجلة لدينا هنا في المكتبة على لسان الدكتور (محمد بن سعد بن حسين) أول وثيقة كتبتها وزارة المعارف، هو كتاب ضخم عن التعليم بصفة عامة في وزارة المعارف، ومن ضمن المعلومات التي وردت في هذا الكتاب نشأة تعليم المكفوفين في المملكة، وما ذكره الدكتور (محمد بن عبد الرحمن المفدى) - جزاه الله خيراً - هو مطابق لما ذكر في المجلد، الذي هو مرجع أو وثيقة من وثائق التعليم في الوقت الحاضر.

 

المرجع الثاني هو مجلة (التوثيق التربوي) فقد نشرت في عام (1406هـ) بحثاً عن نشأة تعليم المكفوفين في المملكة، وما في هذا البحث من معلومات هو أيضاً مطابق لما ذكره الدكتور (محمد).

 

ولدينا في المكتبة شريطان للدكتور (محمد بن سعد بن حسين) بصوته، وما ذكره في هذين الشريطين، لا يختلف عما ذكره الدكتور (محمد المفدى) في هذه المحاضرة، ثم إني فهمت من الدكتور (محمد بن سعد بن حسين)، أنه يعكف على كتابة هذه المعلومات ليخرجها في كتاب، وقد ذكر لي أن محتوى هذا الكتاب يغلب عليه الطابع الأدبي الثقافي، حيث أنه بعد قراءته لكتابي (تعليم المكفوفين في العالم العربي - نشأة الخط البارز)، ترك لي الكتابة عن الجانب التاريخي لنشأة تعليم المكفوفين في المملكة.

 

• الأستاذ: محمد المشعان

في أحد تعليقات الشيخ (عبد الرحمن الخلف)، قال إنه يريد أن يجرني إلى الكلام، وهو حريص فيما يبدو لي على الناحية التاريخية في هذا الموضوع، وقد ذكر أن البداية كانت في عام (1373هـ)، ولا أنكر أني ضعيف الذاكرة، غير أني على الرغم من هذا أعتقد أنها كانت عام (1374هـ)، في معهد الرياض العلمي الذي كان في شارع الوزير، يسمونها مبنى (أم سليم).

 

• الأستاذ: عبد الرحمن

(أم قبيص)

 

• الأستاذ: محمد المشعان

نعم (أم قبيص)..هي (أم) على كل حال.

 

مثل ما تفضل الدكتور (محمد المفدى) وذكر اسم الأخ (أحمد باحسين)، فالذي أعرفه أنه كان يعرف الحروف الهجائية فقط، وتعلم الإخوة منه الحروف الهجائية، ثم انطلقوا هم بجهودهم الذاتية، لكني تاريخياً في الواقع لا أستطيع أن أؤكد من هو البادئ، هناك الدكتور (محمد المفدى)، وهو كان في ذلك الوقت الطالب (محمد المفدى)، وكان الشيخ (عبد الله الغانم) كما كان هناك الشيخ (علي السويد)، وكان هناك الدكتور (محمد بن سعد بن حسين)، وهؤلاء الأخوة كانوا أثناء دراستنا في معهد الرياض العلمي بفصول يطلق عليها القسم الخاص، وهي مفصولة عن المبصرين، ويدرس المكفوفون فيها بعض المواد التي تختلف عن المواد التي يدرسها المبصرون، حيث يعفون من الجغرافيا والحساب وبعض المواد الأخرى، التي يدرسها المبصرون، ولذلك كان اجتماع المكفوفين وما يدور بينهم من حديث في فصولهم يخفى علينا.

 

وفي المرحلة الثانية كنت منضماً إلى الشيخ (عبد الله الغانم) في المدرسة الأولى في إحدى الكليات في (دخنة)، وكنت معه أيضاً في المدرسة التي في (جبرة)، ثم بعد ذلك في بيت من البيوت التي تبرع بها الملك (سعود) - رحمه الله - ثم المعهد الذي أستأجر في شارع (الظهيرة)، وهذا مثل ما ذكر الدكتور.

 

وأتساءل لماذا هذا الألم، البعض يقول إن المكتبة خرساء، والبعض الآخر يقول إن التعليم الخاص يموت ببطء، وأرى أن هذا الشعور بالألم فيه أمل، يكمن وراء الإحساس به، إذ ما هي الأسباب التي تدفع الإنسان لأن يقول مثل هذا غير الأمل.

 

فمن ترى المسؤول عن التقصير إن كان هناك تقصير، الذي أراه أن وزارة المعارف عملت ما تستطيع أن تعمله، ومن أجل الأعمال التي قدمتها للمكفوفين هذه المكتبة التي كلفت الدولة ممثلة في وزارة المعارف أكثر من ثلاثين مليون ريال، وهي في طريقها إلى أن تحقق الشيء الكثير.

 

وبقي أن نقول إن المسؤول هنا هو الشيخ (عبد الرحمن الخلف) في الدرجة الأولى فعليه أن يدافع.

 

• الدكتور: محمد المفدى

الأخ (محمد المشعان) كان يرجح أن تكون البداية عام (1374هـ)، غير أني أرجح أنها قبل هذا، بل أرجح أن تكون (1373هـ) إن لم تكن في (1372هـ) لأني أتذكر بعض القضايا، على سبيل المثال كنا قبل دخول الكلية نتعلم النسخ على الآلة الكاتبة في مدرسة لرجل فلسطيني فتحها للمبصرين يعلم فيها الآلة الكاتبة في شارع (دخنه)، وكنت واحداً من الذين تعلموا الضرب على الآلة الكاتبة بالحروف المبصرة في هذه المدرسة في ذلك الوقت، وهذا قبل (1374هـ) قطعاً، وتعلمي لهذه المهارة بعد تعليمي لمهارة (برايل).

 

طريقة (برايل) كانت في مراحلها الأولى محصورة على الجهود الفردية، كما ذكرت، وأظنها قبل عام (1373هـ)، وربما لو سئل الشيخ (علي السويد) لذكر ما يعزز بعض التواريخ التي ذكرتها، أو ذكرها قبلي الدكتور (محمد بن سعد بن حسين) والتي نظمها فيما بعد الشيخ (عبد الرحمن الخلف) في كتابه (تعليم المكفوفين في العالم العربي - نشأة الخط البارز).

وشكـراً،،،[10]


[1] انظر التعريف به ص 66، هامش (1).

[2] المحاضر شخص كفيف من مواليد (1357هـ) انظر ترجمته في (من أعلام المكفوفين) للأستاذ عبد الرحمن سالم الخلف (تحت الطبع).

[3] انظر ترجمته في المحاضرة الخاصة به.

[4] جودة الشريف: أحد المتخصصين في طبع الكتب البارزة، عمل مدرساً في معاهد النور، ثم طابعاً في مطابع التعليم الخاص، حاصل على الثانوية من مدارس المكفوفين في فلسطين ويعمل في مجال نسخ الخط البارز، وهو من الفلسطينيين المتعاقدين مع وزارة المعارف حتى تاريخ هذه المحاضرة، انتهى عمله في المملكة وعاد للأردن عام (1417هـ).

[5] انظر ترجمته في المحاضرة الخاصة به.

[6] انظر ترجمته في (من أعلام المكفوفين) للأستاذ: عبد الرحمن الخلف (تحت الطبع).

[7] سعود السبيعي: أحد المكفوفين المدرسين في معهد النور بالرياض وحاصل على ليسانس لغة عربية، جامعة الملك سعود.

[8] انظر ترجمته في المحاضرة الخاصة به.

[9] أحد المكفوفين المدرسين بمعهد النور بالرياض، حاصل على ليسانس شريعة وماجستير في العلوم الشرعية.

[10] المحاضرة رقم (3) من كتاب لقاءات علميّة وثقافية في المكتبة الناطقة إعداد ومراجعة وتعليق الأستاذ/ عبد الرحمن بن سالم العتيبي





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نشأة تعليم المكفوفين بالمملكة في المملكة العربية السعودية
  • تعليم المكفوفين في العالم العربي ونشأة الخط البارز
  • المكفوفون ونور البصيرة (خبرتي وذكرياتي)
  • مجالات العمل المناسبة للمكفوفين
  • البدايات التاريخية لتعليم المكفوفين في المملكة
  • جهاز نظام سعيد
  • دمج الأطفال المعوقين بصريًّا في المدارس العادية
  • تجربة دمج المكفوفين في الأحساء
  • لقاء فكري وثقافي مع د. محمد بن سعد بن حسين
  • مفهوم الإعاقة
  • التعريف بالمؤسسات الخيرية الخاصة في المملكة العربية السعودية وتطورها (1)
  • العلاقة العلمية بين البحرين وعلماء السعودية

مختارات من الشبكة

  • بداية تعليم المكفوفين في المملكة العربية السعودية(كتاب ناطق - المكتبة الناطقة)
  • أهمية تتطلبها أهداف التعليم والتربية في المملكة العربية السعودية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اتجاهات تطوير التعليم الفني في المملكة العربية السعودية (دراسة مستقبلية)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مدونة قرارات اللغة العربية في المملكة العربية السعودية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • دليل الباحث إلى مصادر تاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • علماء أصول الفقه في المملكة العربية السعودية من 1351هـ إلى 1444هـ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الأنظمة واللوائح والقواعد الخاصة بالأوراق المالية في المملكة العربية السعودية(كتاب - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • الأنظمة واللوائح والقواعد الخاصة بالأوراق التجارية في المملكة العربية السعودية(كتاب - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • قاعدة المعروف عرفا كالمشروط شرطا وتطبيقاتها في أنظمة المملكة العربية السعودية (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • موقف الأنظمة واللوائح في المملكة العربية السعودية من القرض بالفائدة(كتاب - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب