• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الزوج على زوجته
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الثامنة عشرة: الحكمة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (2)
    نجلاء جبروني
  •  
    حاجتنا إلى التربية
    محمد حسني عمران عبدالله
  •  
    المرأة بين تكريم الإسلام وامتهان الغرب (1)
    نجلاء جبروني
  •  
    الإجازات وقود الإنجازات
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أنثى في القلب
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    خلف الكواليس
    د. ابتهال محمد علي البار
  •  
    إن لم تحرز تقدما تراجعت!
    أسامة طبش
  •  
    المحطة السابعة عشرة: المرونة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الآباء والأمهات لهم دور كبير في توجيه الطفل حتى ...
    عثمان ظهير
  •  
    جيل الحساسية الاجتماعية المفرطة
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الطفل (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    معذور لأنه مراهق!
    محمد شلبي محمد شلبي
  •  
    الزواج وفوائده وآثاره النافعة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الحقوق بين الزوجين
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أزواج وزوجات
علامة باركود

حقوق الزوج على زوجته

حقوق الزوج على زوجته
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/7/2025 ميلادي - 17/1/1447 هجري

الزيارات: 85

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق الزوج على زوجته

 

إن الحمد لله نحمده سبحانه ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المؤمنين المتقين، وسعت رحمته كل شيء، بيده الخلق والأمر وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهد أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله، بعثه الله رحمةً للعالمين بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله تعالى عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه وسار على نهجه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

وبعد:

بما أن للزوجة حقًا على زوجها، فللزوج حقوق على زوجته أوجبها الشارع ورتبها، وحث الزوجة على الالتزام بها، حتى تدوم الألفة والمودة بينهما.

 

الحقوق الواجبة على الزوجة لزوجها:

الحق الأول: طاعته بالمعروف: قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34]، ولا تكون المرأة صالحة إلا إذا كانت مطيعة لزوجها. روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حقَّ زوجها كلَّه، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه» [أخرجه أحمد (5/ 227)، والطبراني في الكبير (20/ 174) وابن ماجه في النكاح (1853) من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه، وصححه ابن حبان (4171)].

 

إن طاعة المرأة لزوجها في غير معصية الله تحفظ كيان الأسرة من التصدع والانهيار.

 

وتبعث إلى محبة الزوج القلبية لزوجته، وتعمق رابطة التآلف والمودة بين أعضاء الأسرة.

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة، شئت» [رواه ابن حبان ورواه الإمام أحمد من حديث عبد الرحمن بن عوف].

 

ولتعلم المرأة المسلمة أن الإصرار على مخالفة الزوج يوغر صدره، ويجرح كرامته، ويسيء إلى قوامته.

 

المرأة المسلمة الصالحة إذا أغضبت زوجها يومًا من الأيام فإنها سرعان ما تبادر إلى إرضائه وتطييب خاطره، والاعتذار إليه مما صدر منها. ولا تنتظره حتى يبدأها بالاعتذار. إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها (أي بالنفع والخير) التي إذا غضب زوجها جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذوق غمضًا (أي نومًا) حتى ترضى» [أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 140، رقم 307)، وفى الأوسط (6/ 11، رقم 5648) وقال الهيثمي في المجمع، 4/ 312: فيه السري بن إسماعيل وهو متروك].

 

الزوجة الصالحة مفتاح السعادة، ونعمة الله الكبرى على زوجها، ومتعته التي لا تدانيها متعة، فهي تنفض عنه غبار الهموم، وتغمره بالسعادة والحنان، وتجعل من نفسها ركنًا هادئًا لأجل راحته وسعادته.

 

ولتعلم الزوجة أن قناعتها ورضاها سبب من أسباب رضوان الله عليها، وإذا ماتت الزوجة وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة.

 

الحق الثاني: المحافظة على عرضه وماله:

قال تعالى: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34]، وحفظها للغيب أن تحفظه في ماله وعرضه. أن تصون نفسها عن غيره، فتحافظ على فراش زوجها، ولا تتساهل في خلوة أي أجنبي بها، ولا سيما أقارب الزوج وأقاربها الذين ليسوا بمحارم، فقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخلوة بالمرأة بصفة عامة، وحذر من الأقارب غير المحارم بصفة خاصة، فقال: «إياكم والدخول على النساء»، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت» [متفق عليه].

 

وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها طاعته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله» [رواه أبو داود، والحاكم الترمذي وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".].

 

الحق الثالث: مراعاة كرامته وشعوره:

فلا يرى منها في البيت إلا ما يحب، ولا يسمع منها إلا ما يرضى.

 

والزوج في الحقيقة إذا لم يجد في بيته الزوجة الأنيقة النظيفة اللطيفة ذات البسمة الصادقة، والحديث الصادق، والأخلاق العالية، واليد الحانية والرحيمة فأين يجد ذلك؟

 

وأشقى الناس من رأى الشقاء في بيته وهو بين أهله وأولاده، وأسعد الناس من رأى السعادة في بيته وهو بين أهله وأولاده.

 

الحق الرابع: قيامها بحق الزوج وتدبير المنزل وتربية الأولاد.

قال أنس رضي الله عنه: «كان أصحاب رسول الله إذا زفوا امرأة إلى زوجها يأمرونها بخدمة الزوج ورعاية حقه، وتربية أولاده».

 

الحق الخامس: قيامها ببر أهل زوجها:

وهذه من أعظم الحقوق على الزوجة، وهي أقرب الطرق لكسب قلب الزوج، فالزوج يحب من امرأته أن تقوم بحق والديه، وحق إخوانه وأخواته، ومعاملتهم المعاملة الحسنة.

 

الحق السادس: ألا تخرج من بيته إلا بإذنه حتى ولو كان الذهاب إلى أهلها. قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [الأحزاب: 33]، ففي الآية دلالة على أن النساء مأمورات بلزوم البيت، منهياتٌ عن الخروج.

 

وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «إذا استأذنت المرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها» [ متفق عليه]، فيُفهم من الحديث أنها إذا أرادت الخروج لا بد أن تستأذن، كما يُفهمُ منه أن للزوج منع زوجته من الخروج إلا ما استثني شرعًا، فالإسلام حينما جعل بيت المرأةِ قرارًا لها، وحذرها من الخروج منه، فإنه أباح لها الخروج عند الحاجة أو الضرورة، ومن ذلك الخروج لحضور صلاة الجماعة في المسجد كما في الحديث السابق، وكذا الخروج إلى مصلى العيد أو الجهاد أو ما إليه ضرورة.

 

إن الإسلام حكيمٌ عادل، بخلاف ما يدعو إليه دعاة الضلال الذين يغرون المرأة بالخروج إلى أماكن اللهو والفجور ومواطن الشك والارتياب، والمواقع الأخرى التي لا حاجة لوجود المرأة فيها، إذ يُكتفى فيها بالرجال.

 

ومع أن الإسلام أمر المرأة بعدم الخروج، إلا أن حُسْن المعاشرة يُحتّم على الزوج أن يكون حكيمًا، وأن يُدرك أن المرأة ليست حبيسة المنزل، فيأذن لها في الخروج فيما تحتاج في نفسها، أو ما تحتاجه من زيارة أبويها أو أقاربها؛ لأن في ذلك صلة للرحم التي أمر الشرع بصلتها، وهذا مشروط بأن لا يكون في خروجها ضرر يعود على زوجها أو على نفسها، فإن وجد شيء من ذلك تعين على الزوج منعها.

 

لقد اجترأ كثيرٌ من النساء في هذا الزمن للخروج من بيوتهن بلا ضرورة، بل لارتياد المتاجر، لا لشراء ما هن في حاجة إليه، بل لمعرفة ما استحدث من نماذج وموضات جديدة للملابس التي تُظهر المفاتن، وتكشف عما أُمرت المرأة بستره، وكأنها بخروجها تعرض مفاتنها لتوجه أنظار الرجال إليها، أو تثير إعجابهم بمحاسنها، وأصبح خروجها بهذه الطريقة عادة مألوفة في كثير من المجتمعات، وقد توعد النبيّ صلى الله عليه وسلم المرأة التي تخرج على تلك الصفة، فقال: «أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرَّت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية» [أخرجه الترمذي (2786) وأبو داود (4173) والنسائي (8/ 153) وأحمد (4/ 414) وغيرهم].

 

ومن حق الزوج على زوجته ألا تطالبه مما وراء الحاجة وما هو فوق طاقتهفترهقه من أمره عسرًا بل عليها أن تتحلى بالقناعة والرضا بما قسم الله لها من الخير. وان تكون صابرة على فقر زوجها إن كان فقيرا ولا تعينه على الحرام، كانت المرأة من نساء السلف تقول لزوجها وهو خارج إلى عمله اتقي الله فينا ولا تطعمنا حرام فانا نصبر على جوع الدنيا ولا نصبر على نار جهنم.

 

وعلى المرأة أن تحث الزوج على صلة والدية وأصدقائه وأرحامه.

 

وأن تربي أبنائها على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم - وأن تربيهم كذلك على احترام والدهم وطاعته وأن لا تساعدهم على أمر يكرهه الزوج وعلى الاستمرار في الأخطاء.

 

ومما نوصي به المرأة المسلمة أن لا تصف غيرها لزوجها، لان ذلك خطرٌ عظيم على كيان الأسرة.

 

ومن حقوق الزوج على زوجته أن لا تسأل زوجها الطلاق، فإن ذلك محرم عليها ولنتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما سبب فحرام عليها رائحة الجنة» [مسند أحمد (5/ 277، 283) عن ثوبان رضي الله عنه، وأخرجه أيضا أبو داود في الطلاق (2226)، والترمذي في الطلاق (1187)، وابن ماجه في الطلاق (2055)، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن"، وابن حبان (4184)].

 

وعليها أن تُقدم مطالب زوجها وأوامره على غيره حتى على والديّها، وان أن تسعى إلى تلمس ما يحبه زوجها من ملبس ومأكل وسلوك، وأن تحاول ممارسة ذلك لأن فيه زيادة لحب الزوج لزوجته وتعلقه بها.

 

ومما نوصي به المرأة المسلمة أن تودِّعه إذا خرج خارج المنزل بالعبارات المحببة إلى نفسه، وتوصله إلى باب الدار وهذا يُبين مدى اهتمامها بزوجها، ومدى تعلقه به.

 

وإذا عاد من خارج المنزل تستقبله بالترحاب والبشاشة والطاعة وأن تحاول تخفيف المتاعب.

 

وعلى المرأة أن تحتفظ بسره ولا تفشيه لأحد وهذا من باب الأمانة، وأن لا تنشغل بشيء في حالة وجود زوجها معها، كأن تقرأ مجلة أو تستمع إلى المذياع، بل تشعر الزوج بأنها معه قلبًا وقالبًا وروحًا.

 

ومما نوصي به المرأة المؤمنة أن تكون قليلة الكلام، وأن لا تكون ثرثارة، وقديمًا قالوا: «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب».

 

وعليها أن تهتم بهندام زوجها ومظهره الخارجي إذا خرج من المنزل لمقابلة أصدقائه، لأنهم ينظرون إلى ملابسه فإذا رأوها نظيفة ردوا ذلك لزوجته واعتبروها مصدر نظافته والعكس.

 

وعلى المرأة المؤمنة أن لا تسمح للآخرين بالتدخل في حياتها الزوجية، وإذا حدثت مشاكل في حياتها الزوجية، تسعى إلى حلها بدون تدخل الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء.

 

وإذا سافر زوجها لأي سبب من الأسباب، تدعوا له بالخير والسلامة، وأن تحفظه في غيابه، وإذا قام بالاتصال معها عبر الهاتف لا تنكد عليه بما يقلق باله، كأن تقول له خبرًا سيئًا، إنما المطلوب منها أن تسرع إلى طمأنته ومداعبته وبث السرور على مسامعه، وأن تختار الكلمات الجميلة التي تحثه على سرعة اللقاء. والرجل في حاجة إلى مواساة امرأته وتسكينها إياه في حالات الغضب، أو نزول حوادث محزنة، كموت ولدٍ أو فقد مال أو ما أشبه ذلك، ولقد ضربت أم سليم زوج أبي طلحة رضي الله عنها أنصع مثال في هذا، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مات ابن لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: «لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه«، فلما جاء قرَّبت إليه العشاء فأكل وشرب، قال: ثم تزينت له أحسن ما كانت تفعل قبل ذلك فبات معها، ثم قالت له: «يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قومًا أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟» قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك، قال: فغضب وقال: تركتِني حتى تلطختُ، ثم أخبرتِني بابني، فانطلق حتى أتى رسول الله فأخبره بما كان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بارك الله لكما في ليلتكما»[ متفق عليه].

 

ومن حقوق الزوج على زوجته إجابته إذا طلبها إلى فراشه، فإن عصيانه في هذه الحالة من أكبر المعاصي، روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح» [متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور» [رواه أبو حاتم في صحيحه والترمذي وقال حديث حسن ج3/ ص466 ح1160].

 

ومن الحقوق الاعتراف بفضل الزوج عليها وعدم إنكار معروفه، فلا تنكر الزوجةُ ما قدّمه لها وأسداه إليها من معروف، فإن كثيرًا من النساء تجحد فضل زوجها عليها، وخاصّة عندما تغضب، وذلك من أسباب دخولها النار، قال صلى الله عليه وسلم: «ورأيتُ النار، فلم أرَ كاليوم منظرًا قطُّ، ورأيتُ أكثر أهلِها النساء»، قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: «بكفرهنَّ»، قيل: أيكفرنَ بالله؟ قال: «يكفرن العشير، ويكفرنَ الإحسان، لو أحسنتَ إلى إحداهنَّ الدهر ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيتُ منك خيرًا قطُّ» [متفق عليه].

 

ومن الحقوق أن تحفظ ماله ولا تفرط فيه أو تبعثره، فلا يجوز للزوجة أن تضيع مال زوجها الذي تعب في تحصيله وتحمل المشاق في جلبه وكسبه، سواءً كان ذلك نقودًا أو طعامًا أو ملابس أو أثاثًا أو غير ذلك، فليس لها أن تُبذّر إذا أنفقت منه؛ لأنه قد ائتمنها على ذلك، وتبذيرها له خيانة، والخيانة من صفات المنافقين، وليس لها الحق في أن تتصرف بشيء من ماله دون إذنه ورضاه، إلا إذا كان حريصًا على المال حرصًا شديدًا، بحيث لا يوفر لها حتى النفقة على نفسها وأولادها، فيجوز لها حينئذ أن تأخذ ما يكفيها ويكفي أولادها بقدر الحاجة. يدل لذلك حديث عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت هندُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: «خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف» [متفق عليه].

 

ومن الحقوق أن لا تصوم صيام تطوع وزوجها موجود إلا بعد أن تستأذنه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه» [متفق عليه].

 

ومن حقوق الزوج على زوجته أن تعاشره معاشرة حسنة، فتبتسم في وجهه، وتظهر البشر والسرور، وتتجمل له، وتظهر أمامه بالمظهر الذي يعجبه، وتعمل كل ما من شأنه أن يحببها إليه ويرغبها فيه، ولا ينبغي أن تظهر أمامه بمظهر ينفر منه، كأن تلبس ملابس سيئة المنظر، أو تقترب منه وبها روائح غير مناسبة من آثار الطبخ وغيره، فإن ذلك من شأنه أن يكرّه الزوج فيها، ويُنَفِّره منها، وقد يعقبه بغض شديد لها، لا سيما إذا داومت على ذلك المظهر السيئ.

 

وكثيرٌ من النساء لا تعتني بمظهرها أمام زوجها، لا في ملبسها ولا في نظافتها، وتعكس ذلك إذا خرجت في زيارة خارج المنزل، فتراها تعتني بنفسها وتلبس أجمل ثيابها، وهذا الفعل يعتبر من أسوأ الأفعال وأشنع الصفات التي تصدر من الزوجة مع زوجها، فإنه أحق بتجملها وتنظفها وتطيّبها.

 

يحدثنا التاريخ أن شريحًا قابل الشعبي يوميًا فسأله الشعبي عن حاله في بيته فقال له شريح: منذ عشرين عامًا لم أر ما يغضبني من أهلي، قال له وكيف ذلك قال شريح:

«من أول ليلة دخلت على امرأتي ورأيت فيها حسنًا فاتنا وجمالًا نادرًا، قلت في نفسي أصلي ركعتين شكرًا لله عز وجل.

 

فلما سلّمت وجدت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي. فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء قمت إليها فمددت يدي نحوها فقالت: على رسلك يا أبا أمية كما أنت ثم قالت:

«إن الحمد لله أحمده واستعينه وأصلي على محمد وآله وبعد. فإني امرأةٌ غريبة، لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه، وبين لي ما تكره فأتركه، ثم قالت: فلقد كان في قومك من هي كفء لك، ولقد كان في قومي من هو كفء لي، ولكن إذا قضى الله أمرًا كان مفعولًا، وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به، فإمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولك».


من منا سمع مثل هذا الكلام ليلة عرسه؟

قال شريح: فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضوع، فقلت: «أحمد الله وأستعينه وأصلي وأسلم على النبي وآله وبعد فإنك قلت كلامًا إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك، فإني أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيتِ من حسنةٍ فانشريها، وما رأيتِ من سيئةٍ فاستريها»، فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟

 

قلت: ما أحب أن يملن أصهاري.

فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له ومن تكره فأكره.

 

قلت: بنو فلان قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء. قال شرحيك فبت معها بأنعم ليلة. فمكثت معي عشرين عامًا لم أعتب عليها في شيء إلا مرة وكنت لها ظالمًا.

 

وهذه أم توصي ابنتها عند الزواج وصية أم لابنتها عند الزواج، فتقول لابنتها: أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك ولكنها تذكرة للغافلة ومعونة للعاقلة.

 

«أي بنية: لو أن امرأة استغنت عن الزوج، لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليهما، لكنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال، فخذي وصيتي فإن فيها تنبيهًا للغافل ومعونةً للعاقل.

 

أي بنية: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلّفت العيش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تأليفه، فأصبح بملكه عليه رقيبًا ومليكًا، فكوني له أمة يكن لك عبدًا. واحفظي له خصالًا عشرًا تكن لك ذخرًا.

 

أما الأولى والثانية: فالخضوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.

 

وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا طيب ريح.

 

وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه. فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.

 

وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس لماله والإرعاء على حشَمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التدبير وفي العيال حسن التقدير.

 

وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له أمرًا، ولا تفشي له سرًا فإنك إن خالفت أمره أو غرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره.

 

ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مغتمًا، والكآبة بين يديه إن كان فرحًا.

 

هذه هي أخلاق المرأة المسلمة، وهذا فهمها، وهذه وصيتها، وتلك ثقافتها، فالله عليكم هل سمعتم كلامًا وعقلًا وحكمة كهذه؟

 

هذه هي المرأة المسلمة، يوم أن تسربلت بأخلاق الإسلام، وتربّعت على عرش حياتها تتمسك بحجابها بيمينها وتزلزل عروش الكفر والتغريب بشمالها.

 

وصلّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق الصحابة (1)
  • حقوق الأولاد (3)
  • حقوق المسنين (1)
  • حقوق المسنين (2)
  • حقوق الأم (1)
  • حقوق الأم (2)
  • حقوق الطفل (1)
  • حقوق الطفل (2)
  • حقوق البنات

مختارات من الشبكة

  • من حقوق الزوج على زوجته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الزوج على زوجته (4)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حقوق الزوج على زوجته (3)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حقوق الزوج على زوجته (2)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حقوق الزوج على زوجته (1)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الدرس الثامن والعشرون: حقوق الزوج على الزوجة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الزوجة على الزوج (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البيت السعيد - حقوق الزوج(مادة مرئية - موقع الشيخ د. عبد الله بن محمد الجرفالي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/1/1447هـ - الساعة: 15:53
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب