• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء / مراهقون
علامة باركود

حقوق الأولاد (3)

حقوق الأولاد (3)
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/5/2025 ميلادي - 22/11/1446 هجري

الزيارات: 107

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق الأولاد (3)

 

الحمد لله المحمود بكل لغة ولسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الرحيم الرحمن، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد الأنام، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد..

• لقاءنا يتجدد معكم مع تربية الأولاد.

• مع وسائل إصلاح الأولاد.

• مع حقوق الأبناء على الآباء.

 

ومن حقوق الأبناء على الآباء تاسعا تربيتهم وتأديبهم؛‎ فالوالدان مسئولان عن تنشئة أبنائهِم وتربيتهم تربيةً حَسَنة، تنشئة على الفضائل، والاخلاق الحسنة من صدق الحديث وحفظ الأمانة، وإفشاء السلام وإطعام الطعام وخصال الكرام، وتنبيههم من الوقوع في الرَّذائل والاخلاق السيئة من كذب وزور وخيانة وبهتان،تنشئة تُعرّفهم الحلال والحرامَ، تحفظ عليهم دينَهم وفطرتهم، فيسلكوا مسالك الصَّالحينَ، ويُقبلوا على اللهِ تعالى إقبال المخلصين المتقين.‎

 

فالمولود يولد على الفِطرة، ومن واجب الآباء أن يحافظوا على هذه الفطرة، ويصونوها من الدنس والانحراف.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -:«مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ».: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾ [الروم: 30].

 

فالصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما ينقش فيه، فالتعليم في الصغر، كالنقش في الحجر، فإن عُوِّدَ الخيرَ وعُلّمَ الخير نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه وكلّ معلمٍ له ومؤدبٍ، وإنْ عُوّد الشرّ وأهمِل إهمالَ البهائم شقِي وهلك وكان الوزرُ في رقبة مربيه والقيّم عليه". كما قال أهل العلم.

 

ومن واجب الآباء أن يحصنوا أبناءهم من قبائح الرذائل والمنكرات، وويلات المسكرات والمخدرات، والحذر من شرور الانترنت والقنوات والجوالات.

 

الجوال وما أدراكم ما الجوال؟! أصبح وسيلة للفساد والافساد فهل اطلعت يوما على جوال ابنك وابنتك لترى ما فيه.

 

يا الله احفظ ذرياتنا من كل سوء، ومكروه.

 

صلاح الأبناء والبنات يتوقف:

على أمرهم بالأخلاق الفاضلة والآداب الكريمة. كثيرٌ من الناس يظن الناس أن الحسنات ليست إلا في العبادات بينما يقول النبي- صلى الله وعليه وسلم -:»مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي مِيزانِ المؤمِنِ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ». [أخرجه أبو داود والترمذي عن أبي الدرداء].

 

فلان من الناس بصيامه وقيامه وفلان من الناس بحسن خلقه كلاهما يوم القيامة في درجة واحدة، لذلك ويقول - صلى الله وعليه وسلم -: «إِنَّ المؤمنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ». [أخرجه أبو داود عن عائشة أم المؤمنين].

 

ومن أعظم الأخلاق التي يجب أن يتعلمها الأطفال منذ الصغر الصدق، وأعظم وسيلة لتحقيق ذلك القدوة الصادقة. يأتي طارق يسأل عن الأب في البيت، فيقول الأب لابنه: اذهب وقل له: إن أبي ليس في البيت! فيفتح الابن الباب فيقول للطارق: إن أبي يقول لك: إنه غير موجود في البيت! فيعمل الأب بهذا الفعل على غرس بذور الكذب في شخصية ابنه، فإذا نمت تلك البذرة الخبيثة كان أول ضحاياها هذا الأب التعس، فإذا سأل ابنه: أين كان؟ قال: كنت في المدرسة، بينما الحقيقة أنه كان في الشارع. روى أبو داود والبيهقي عن عبد الله بن عامر - رضي الله عنه - قال: «دعتني أمي يوما ورسول الله قاعد في بيتنا فقالت: يا عبد الله تعال حتى أعطيك، فقال لها رسول الله: «ما أردت أن تعطيه؟ قالت: أردت أن أعطيه تمرا، فقال: «أما أنكِ لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة»، وعنه عليه الصلاة والسلام فيما رواه أحمد وغيره: «من قال لصبي تعال هاك - أي خذ- ثم لم يعطه، فهي كذبة».

 

تربية الأطفال على الصدق وعدم الكذب منذ صغره يعودهم على الخير والصلاح، ويقودهم إلى مناهج الفلاح، أيها الأخوة الأكارم علموهم صدق الحديث وحفظ الأمانة، وإفشاء السلام وإطعام الطعام وخصال الكرام، عودوهم على هدي أهل الإسلام يكن لكم في ذلك خيري الدنيا والآخرة.

 

ومن وسائل صلاح الأبناء والبنات، أمْرهم بصلة الأرحام، وزيارة الأخوال والخالات، والعمات والأعمام، علموهم الرحمة بالضعفاء، وأدبوهم على احترام الكبير وتوقير أهل الفضل والدين.

 

كم من الآباء يغرس في قلوب أبناءه الحقد والكراهية لأهل زوجته، وكم من الأمهات تغرس بذور الحقد والكراهية في قلوب أبناءها لأهل زوجها.

 

ومما يُربَى عليه الأولاد والبنات تنشئتهم على الآداب الإسلامية وتدريبهم عليها؛ ومن ذلك آداب الأكل والشرب، رأى النبي - صلى الله وعليه وسلم - غلاما تطيشُ يدُهُ في الصحفة، فقال لهُ النبي - صلى الله وعليه وسلم - مبادرًا لنُصحه وتوجيههِ: «يا غلام، سمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك»[رواه البخاري].

 

علموهم آداب النوم وآداب الضيافة وآداب المجلس وآداب السلام وآداب قضاء الحاجة وآداب الجوار وتشميت العاطس وغير ذلك، فمتى اعتادها في الصغر نشأ عليها في الكبر، وسهل عليه القيام بها.

 

ومن حقوق الابناء عاشرا ان يكون الوالدان قدوة حسنة: فالولد يَفتح عينيه على أبويه، ومنهما يأخذ طريقتَه في الحياة، وأسلوبه في العيش، وعلى خطاهما يَسير.

 

إن تربيةَ الأولاد وصلاحَهم واستقامتهم، بعد إرادة الله، متوقفٌ على حركاتِ وسكنات واقوال وافعال الأبوين، فالأبناء والبنات إنْ تَربَّوْا في أحضانِ أبٍ يَخافُ اللَّه، وأمٍّ تَخْشى الله؛ نَشَؤُوا على ذلك الخلق الكريم. وصدق من قال:

مَشَى الطاووسُ يومًا باختيال
فقلّدَ شكلَ مشيتهِ بنوهُ
فقالَ: علامَ تختالونَ؟ فقالوا:
بدأْتَ به ونحنُ مقلِدوهُ
فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ
فإنا إن عدلْتَ مُعَدِّلُوه
أمَا تدري أبانا كلُّ فرعٍ
يجاري بالخُطى من أدّبوه؟
وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منا
على ما كان عوَّدَه أبوه

 

أخي الكريم: لا تدخن أمامه السجائر وترجوا ألا يكون مدخنًا في المستقبل، لا تسب أمامه أمه مثلًا، وترجوا منه أن يعامل زوجته باحترام، والأيام دول وأول شخص سيجرب فيه أبنك ما تعلمه هو أنت، فحاول أن تكون نموذجًا في كل شيء، تحديدًا أمام ابنك.

 

أيها الأب الكريم:

إنَّ أولادك مرآةٌ يعكسون أخلاقك وأعمالك، إن رأوْكَ تحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها، تأسَّوا بك فحافظوا عليها، إن رأوك معظِّمًا لأبيك وأمك؛ فإنهم سيعاملونك كذلك، كما تدين تدان.

 

أولادك إن سمعوا منك كلمات طيبةً وألفاظًا حسنة؛ كانت ألفاظهم كذلك، وإن سمعوا منك السِّباب واللعان والفحش؛ سمعتَ منهم مثل ذلك وأشدّ.

 

لا تستغربوا عندما تسمعوا أولاد صغار في سن الزهور يسبون بكل اللغات أين تعلموا هذا السب وممن انهم يسمعونه ويتشربونه؟

 

ومن حقوق الأبناء على الآباء حادي عشر أن يعلموهم العلم النافع؛‎ الذي ينتفعون به في حياتهم وبعد مماتهم، يعلمونهم الفرائض ليمتثلوها، والمحرمات ليجتنبوها، وإذا كان الأب يَخشى على أولاده من برد الشتاء وحرِّ الصيف، فلا بدَّ أن يَخشى عليهم من نار جهنَّم، فيحيطهم بالرِّعاية والتربية والتعليم. استجابة لأمر الله عزوجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6]. واستجابة لقول النبي- صلى الله وعليه وسلم -: «كفى بالمرء اثما أن يُضيّع من يعول ‎أيها الاب الكريم» ليكن لك مع اولادك جلسات ووقفات تقص عليهم من قصص الصحابة وسيرة النبي المصطفى واخلاق الصالحين، فإن لم تستطع فحثهم على حضور مجالس العلم وصحبة الصالحين.

 

ومن حقوق الابناء ثاني عشر الرحمة والرأفة بهم: فصلاح الأبناء والبنات يحتاج منك إلى كلمات طيبات وتوجيهات نافعات ومواعظ مؤثرات معطرة باللين والرفق والدعوات.

 

اقتد بلقمان الحكيم وهو يتطلف مع ابنه، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

 

بعض الآباء يظن التربية لا تكون إلا بالقسوة والشدة والغلظة والضرب، وهذا مخالف لهدي النبي المصطفى القائل؟ - صلى الله وعليه وسلم -: «ليس منا من لم يوقر صغيرنا ويرحم صغيرنا» [أخرجه أحمد والترمذي، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"]، لقد كان - صلى الله وعليه وسلم - مثلا مجسدًا للرحمة بالأبناء، روى الترمذي وغيره عن عبدا لله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال: «رأيت رسول الله وهو يخطب فجاء الحسن والحسين - رضي الله عنهما -، وعليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل النبي، فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال إنما أموالكم وأولادكم فتنة، نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما».

 

وروى النسائي والحاكم: «بينما كان رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - يصلي بالناس، إذ جاءه الحسين، فركب عنقه وهو ساجد فأطال السجود بالناس، حتى ظنوا أنه قد حدث أمر، فلما قضى صلاته، قالوا: قد أطلت السجود يا رسول الله، حتى ظننا أنه حدث أمر، فقال: إن ابني قد ارتحلني - أي صعد على ظهري، فكرهت أن أعاجله حتى يقضي حاجته»،، وكان - صلى الله وعليه وسلم - كما ورد في الصحيحين إذا مر على الصبيان يسلم عليهم ويحادثهم.

 

أيها الكرام: اعلموا أن الرحمة قد تأخذ طابع القسوة أحيانًا، ومن كان راحما فليقس احيانا على من يرحم، فالأطفال عندما يساقون إلى المدارس كرهًا ويُحفَّظون الدروس زجرًا، ولو تركوا وأهواءَهم لضاعوا بين اللهو واللعب، وعندما يؤدبون على الخطيئة أو ينهوا من قبل آبائهم وأمهاتهم عما تميل إليه نفوسهم وفيه ضرر عليهم إنما هو رحمة من الوالدين، كما الطبيب عندما يجري جراحة بالجسم فيمزق اللحم، وما يفعل ذلك إلا رحمة بالمريض، فليست الرحمة حنانًا لا عقل فيه، أو شفقة بلا عدل ونظام، وإنما هي عاطفة ترعى الحقوق جميعها.

 

لا نريد رحمة تصل إلى حد الدلال، وترك الحبل على الغارب؛ فالدلال ضياع.

 

إن من أعظم ما يُربى عليه الولد ويؤدّب: معرفة الله والإيمان به، فالتربية الإيمانية هي أساس كل خير، ومجتمعنا الآن لا يعاني من قلة الأقوياء وإنما من قلة الأمناء، مجتمعنا مفتقر إلى الأمناء الذين يخشون الله تعالى ويهربون من الحرام.

 

التربية على الإيمان بأن الله واحد لا شريك له، وبأنه هو الذي يعطي و يمنع، و هو الذي ينفع، و يضر، وأنه سبحانه مطلع على خلقه، لا يخفى عليه شيء من أمرهم، وأنه سبحانه جامع الناس ليوم لا ريب فيه، لتوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.

 

أخي الكريم: عوّد طفلك ان يلجأ الى الله ويطلب منه العون، وردد أمامه الاستغفار والحوقلة والحسبلة والحمدلة.

 

علّم أولادك رقابة الله وخشية الله الذي يعلم السر وأخفى.

 

علّم ولدك أن يقول صباح مساء: الله معي الله يراني الله مطلع علي الله سوف يحاسبني.

 

وهذا رسولنا الكريم يربي ابن عمه على الصلة بالله عزوجل، والثقة به حيث يقول لابن عباس: «يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، إذا استعنت فاستعن بالله....».

 

صلاح الأبناء والبنات يتوقف على أمرهم بالصلوات، فبركة حياتهم بالصلاة، فمروهم بها رغبوهم فيها حببوها الى قلوبهم تصلح أحوالهم، وتصلح شؤونهم؟. ها هو لقمان يوصي ابنه: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17].

 

و علِم الخليل عليه الصلاة والسلام، عظيم شأن الصلاة فرفع كفه إلى الله داعيًا سائلًا ضارعًا: ﴿ ) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ [إبراهيم: 40].

 

وليتعلقن الابن بأبيه بين يدي الله في يوم يفر المرء من امه وابيه، يقول: يا رب ما أمرني بالصلاة يا رب تركني نائمًا، يا رب ما أمرني بطاعتك.

 

ما الفائدة من ولد لا يصلي ولو كان أذكى الناس وأغنى الناس، بيت فيه قاطع الصلاة ممحوق البركة.

 

ومن حقوق الابناء، الحرص على تحفيظهم كتاب الله عزوجل: ففي ذلك حفظًا لأوقاتهم وحماية لهم من الضياع والانحراف، فإذا حفظوا القرآن أثر ذلك في سلوكهم وأخلاقهم، وفجر ينابيع الحكمة في قلوبهم.

 

جاء في الصحيح: أن حافظ القرآن يوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهم الدنيا وما فيها فيقولان: يارب أنى لنا هذا؟فيقال بتعليم ولدكما القرآن.

 

ومن مظاهر التقصير في تربية الابناء، احتقارهم وقلّة تشجيعهم، ومن مظاهر هذا الاحتقار إسكاتهم إذا تكلّموا، والسخرية بهم وبحديثهم؛ مما يجعل الولد عديم الثقة بنفسه، قليل الجرأة في الكلام والتعبير عن رأيه.

 

أيها الأب الكريم: شجع ابناءك، ارفع معنوياتهم، اثن عليهم.

 

ها هو أحد أئمة الحرم يقول عن نفسه: كانت أمي وانا صغير اثناء تحفيظي القرآن: أنت ان شاء الله امام الحرم. قالت ذلك تفاؤلا وتشجيعا فكان كذلك.

 

كانت أم السلطان محمد الفاتح تأخذه وهو صغير وقت الفجر؛ ليشاهد أسوار القسطنطينية وتقول له: أنت يا محمد تفتح هذه الأسوار.. اسمك محمد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمد الصغير يقول: كيف يا أمي أفتح هذه المدينة الكبيرة؟! فترد قائلة: بالقرآن والسلطان والسلاح وحب الناس.

 

ومن مظاهر التقصير، من الاباء، قلة التعاون مع المدارس، بل ربما لا يعلم في أي صف ومرحلة يدرسون، كم مرة زرت المدرسة لتسأل عن حاله ومستوى ابنك.

 

واختم هذه السلسة في تربية الأولاد وحقوقهم برسالة تحوي كلمات يبثّها صدرٌ مفعَم بالحب والمودّة لك أنت أيها الأب المبارك على لسان ابنك، فافتح قلبك لها، وارع لها سمعك.

 

يا أبتي، استمع إلى شكواي أبثّها إليك، ومشكلتي أضعها بين يديك، فمشكلتي ـ يا أبتي ـ أنك مشكلتي، فأين أنت يا أبتاه؟! بيتك الذي بنيته يناديك، عشك الذي رعيته يناجيك، ابنك الذي نسيته يبحث عنك ليدنو منك، أعمالك، شركاؤك، عقاراتك، رفاقك، إنهم جميعًا أعدائي؛ لأنهم أخذوك مني وأبعدوك عني بالرغم من علمي أنك لا تعمل بها إلا من أجلي ولإخوتي.

 

يا أبتي، دعني أُقدم لك الشكر كله على ما بذلته من أجلي وفي سبيل راحتي وسعادتي، فقد بذلت لي أسباب الراحة والرفاهية من مأكل ومشرب ومسكن على قدر جهدك وطاقتك، ولكنك ـ يا أبتي ـ قد قصرت في أهمّ الجوانب وأعظم المطالب، إنها مطالب الروح والقلب والإيمان، فمتى أهديتني كتابًا دينيًا يأخذ بيدي وينير لي دربي في هذا الزمان الذي كثرت ظلماته؟! ومتى حفظتني القرآن؟! ومتى علمتني السنة؟! ومتى فقهتني في الدين؟! لقد هيأت لي ـ يا أبتي ـ جوّ المعصية، وأحطتني بسياج الخطيئة، فتنفست رائحة الشهوة، والتقطت كل ما يفتن، ألقيتني في بحر الشهوات ولم تلبسني طوق النجاة، ثم تريدني بعد ذلك أن أكون ملكًا معصومًا! يا أبتي، إني أمانة في عنقك، فأشغلني بطاعة الله حتى لا أشغل نفسي بمعصية، استعملني في مرضاة الله حتى لا أقع فيما يغضبه، سخرني في قربات الله كي لا أجترح ما يسخطه.

 

أبتاه، اسمح لي أن أقسو في العبارة قليلًا، إنك ربيتني لأكون عبدًا للدنيا، فعليها أعيش، ومن أجلها ألهث، ولم تربني لأكون عبدًا لله كما يحب الله. فهل تذكر ـ أيها الحبيب ـ عندما تأخرت عن المدرسة يومًا من دون عذر ولم أُصلّ لله ركعة واحدة في ذلك اليوم وأنت على عِلم بهذا واطلاع عليه، أُسائلك بالله: علام وقع لومك وعتابك؟! وعلام كان عقابك؟! إنك ـ يا أبتي ـ عاقبتني على تأخّري عن المدرسة ولكنك لم تعاقبني ولم تلمني مجرّد لوم على عدم صلاتي ووقوفي موقف العزّ بين يدي خالقي ومولاي. فهل تريدني أن أهتم بالدنيا أكثر من الدين؟! وهل ترغب أن أخاف منك أكثر من خوفي من الله؟!

 

أيها الأب الكريم، ها هو ابنك يبثّ إليك ما دار في خلده وما احتبس في أعماقه وما احتوته جوانحه.

 

أيها المسلم، هؤلاء الأولاد متى أحسنتَ تربيتهم نِلتَ بهم السعادة في الدنيا والآخرة، واسمع نبيَّك إذ يقول: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاَّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفَع به، أو ولد صالح يدعو له» [أخرجه مسلم في الوصية (1631) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -].

 

فأنت في ظلمات اللحود تصل إليك دعواتُ أولئك الأبرار الأخيار، يسألون الله لك ويدعون الله لك، وأنت في لَحْدك قد انقضى عملك، وأصبحت فريدًا في لحدك وحيدًا، تتمنَّى مثقال ذرة من خير، وإذا الدعوات الصادقة الصادرةُ من الأبناء والبنات الذين طالما غرستَ الفضائل في نفوسهم، وحبَّبت الإيمان إلى قلوبهم، فدعواتهم تصعد إلى الله لك بالمغفرة والرضوان والتجاوُز، فما أنْعَمَهَا من حالٍ! وما أطْيَبَهُ من فضل! هكذا التربية الصالحة ونتائجها الحميدة، وثمارها المباركة.

 

يجمع الله الآباء المؤمنين بأبنائهم الصالحين في دار كرامته ومستقر رحمته في جنات النعيم كما قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾[الطور: 21].


أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بسند صحيح أن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - قال: «إن الله يرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب من أين لي هذا فيقول: باستغفار ولدك لك».


اللهم أصلح ذرياتنا، اللهم أصلح شباب المسلمين من البنين والبنات وخذ بنواصيهم إلى البر والتقوى وألهمهم السداد والهدى، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق الأولاد (1)
  • حقوق الأولاد (2)

مختارات من الشبكة

  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الأولاد وواجبات الوالدين(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • حقوق الأولاد وواجبات الوالدين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الأولاد على آبائهم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حقوق الأولاد العدل بينهم في العطاء والمنع(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حقوق الأولاد(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر)
  • حقوق الأولاد(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تذكير العباد بحقوق الأولاد(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب