• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء / مراهقون
علامة باركود

حقوق الأولاد (1)

حقوق الأولاد (1)
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/5/2025 ميلادي - 15/11/1446 هجري

الزيارات: 241

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق الأولاد (1)

 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين؟ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير. وأشهد أن محمدا رسول الله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة والسراج المنير. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.

 

وبعد:

فسأبدأ هذا اللقاء بسؤال أوجهه للآباء: ما هو أغلى ما تملكون في هذه الدنيا بعد دينكم؟ وما هو أحب شيء لكم في حياتكم؟ ومن الذين تفرحون بفرحهم وتحزنون بحزنهم وتغضبون لغضبهم؟ من هم الذين تسعون طيلة نهاركم لتحصِّلون لهم معايشهم وتسعدوهم في حياتهم؟ من هم يا ترى؟ إنهم أبناؤنا. نعم، إنهم أولادنا ثمرات قلوبنا وفلذات أكبادنا وهدية الله إلينا وزينة حياتنا والأثر الصالح الذي نُذكر به إذا كانوا صالحين وهم من كسبنا ودعاؤهم من العمل الذي لا ينقطع بموتنا ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46]. (إذا مات ابن آدم، انقطع عمله، إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) [رواه مسلم وغيره واللفظ له].


اللهم أصلحنا وأصلح ذرياتنا يارب العالمين.

 

الذرية إنها هبةٌ إلهية، ونعمةٌ ربانية؛‎ امتن الله بها على عباده في غير ما آية من القران الكريم، فقال سبحانه: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾ [النحل: 72]. وقال عزوجل: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [الشورى: 49].

 

الذرية الصالحة الطيبة كانت ‎أمنية الأنبياء وقرة عيون الأولياء، كما ‎أخبرنا الله تعالى بذلك في كتابه؛ فقال سبحانه عن نبيه إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 100، 101]. وقال عن نبيه زكريا عليه السلام: ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ﴾ [الأنبياء: 89، 90]. وقال عن عباده الصالحين: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].

 

إنها نعمةٌ عظيمة جليلة عظيمة تحتاج منا شكر ووعد الله الشاكرين بالمزيد، أسالوا من حُرم الذرية كم يتمنى لو دفع كل ما يملك من أجل الحصول على الذرية.

 

أيها الأحبة في الله:

تصوروا أن رجلًا يملك بستانًا له، بستانًا فيه رياحين وأزهار وأشجار وثمار، وهو يتعهّد ذلك البستان، يتعهّده بالرعاية والسقي والعناية التامّة، يرعى ذلك البستان ويحميه ويصونه، يصونه طبعا من عبث العابثين وإفساد المفسدين، فماذا يحدث؟! وماذا تكون النتيجة؟! لا شك أنه سينمو ويعطي أحسنَ الثمار وأروع الأزهار، ما نظر فيه أحد وما فيه من خيرات إلا وقال: تبارك الله ما شاء الله.

 

ولكن لو جعل هذا البستان نسيًا منسيّا، لا يتعاهده، ولا يرعاه، ولا يسقي أشجاره، ولا يحفظه، ويتركه عرضة للعبث والفساد، فماذا سيكون مصير هذا البستان؟! هل تكون فيه ثمار؟! هل تكون فيه أزهار؟! هل تكون فيه رياحين؟! هل تكون فيه أشجار؟! الأكيد أنه لا يبقى من ذلك البستان شيء، بل أنّ اسمه كبستان سيندثر وينمحي.

 

هذا مثال أسوقه إليكم ورسالة أرسلها إليكم في العناية بأبنائنا، فهم بساتين وثمار وأزهار وأشجار سنقطف ثمارها في الدنيا وفي قبورنا ويوم القيامة إن كانوا صالحين وجمعك الله بهم في جنته ودار كرامته ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾[الطور: 21].

 

وقال تعالى: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ﴾ [الرعد: 23].

 

كما أن للوالدين حقًَّا على الأولاد، فكذلك للأولاد حق على الوالدين، وكما أن الله عزوجل أمرنا ببر الوالدين فكذلك أمرنا بالإحسان إلى الأولاد، فالإحسان إليهم والحرص على تربيتهم أداء للأمانة، وإهمالهم والتقصير في حقوقهم غش وخيانة.

 

قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾[النساء: 58].

 

وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾[الأنفال: 27]. فإن من الخيانة لهذه الأمانة العظمى ـ أمانة تربية الأولاد ـ إضاعتهم وإهمالهم، وترك حبلهم على غاربهم، يخرجون في أي وقت يشاؤون، ويصاحبون من يريدون، ويسهرون الليل وينامون النهار، يضيعون الصلوات ويرتكبون المحرمات ولا ناهي لهم ولا زاجر، فهذا كله تضييع للأمانة.

 

رُوِيَ أن قاضيًا حَكَمَ على سارق بقطْعِ يدِهِ، فما أنْ لَفَظَ القاضي بالحُكْمِ حتى اهتَزَّتْ جَنَبَاتُ المَحْكَمَةِ بِصَوْتٍ يُجَلْجِلُ: اقْطَعُوا لِسانَ أُمِّي قَبْلَ أَنْ تقْطَعوا يَدِي، فلقد سَرَقْتُ في طفولتي بيضةً من جيراننا، فلم تؤنبني، وإنما هشّتْ لي وبشَّتْ، مستحسنةً ما فعلتُ، إنني لولا لسانُ أمِّي الذي هَلَّلَ للجريمة في صغري لما كنتُ اليوم سارقًا تقطعُ يدُهُ.

 

وعاتبَ بعضهم ولده على العقوق فقال: يا أبت، إنك عققتني صغيرًا فعققتك كبيرًا، وأضعتني وليدًا فأضعتُكَ شيخًا. لقد أهملنا رعايةَ أولادِنا في أول الطريق فساءت أخلاقُهُم في نهايته.

 

إخوة الإسلام:

من لم يتعب في تربية أبنائه وهم صغار سوف يتعب معهم إذا كبروا وانحرفوا، ومن زرع في البداية خيرا سوف يحصد خيرا في النهاية.

 

جاء رجل إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يشكو إليه عقوق ولده، فأمر عمر بإحضار الولد، وأنّبَ عمر الولد لعقوقه لأبيه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟! قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب ـ أي: القرآن ـ، قال الولد: يا أمير المؤمنين، إن أبي لم يفعل شيئا من ذلك؛ أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جُعلًا، ولم يعلمني من الكتاب حرفًا واحدا، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته من قبل أن يعقَّك، وأسأت إليه من قبل أن يسيء إليك.

 

وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون ﴾[التحريم: 6].

 

وفى الصحيحين من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله وعليه وسلم -قال: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل في أهل بيته راع ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته »، وفي قول النبي- صلى الله وعليه وسلم - المتفق على صحته: «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة».

 

أيها الأحبة:

في زمن تكالب فيه أعداء الإسلام على أهله، وفي زمنٍ كشّر الشر عن أنيابه، وفي زمنٍ انتشرت فيه وسائل الفساد وعمت وطمّت كان لزامًا علينا نحن الآباء والمربون وأولياء الأمور أن نهتمّ بشأن تربية الأولاد، وأن نبحث عن كل ما مِن شأنه أن يعيننا على القيام بهذه المسؤولية.

 

من مظاهر التقصير في تربية الأولاد الانشغال عنهم بمشاغل الدنيا فلا يكاد يجلس معهم إلا لأكل أو نوم أما سائر أوقاته فمشغول بعمله أو بأصحابه، ومنهم من ينشغل عنهم بغربة طالت فأكلت شبابه وضيعت متعة حياته مع أهله واحبابه وسلبت منه أغلى ما في حياته.

 

صلاحُ الأبناء والبنات أمنيّةٌ للآباء والأمهات، صلاح الأولاد ذكورهم وإناثِهم نعمةٌ عظيمة، ومِنَّة جليلة من رب العالمين. ما أسعدَ المسلمَ وهو ينظر إلى أولاده قد هداهم الله الطريقَ المستقيم، ورزقهم الاستقامة على الدين والهدى، يحبهم ويحبونه، يودّهم ويودّونه، إنْ أمَرَهم أطاعوه، فهم يبرّونه، ويطيعونه، وينفّذون أوامره في طاعة الله، قرّت بهم عينُه، وانشرح بهم صدرُه، وطابت بهم حياته، تلك نعمة عظيمة من الله. أولادٌ رُبُّوا تربية صالحةً، هُذِّبت أخلاقهم، حسُن سلوكهم، طابَتْ ألْفاظُهم، حسُنت معاملتُهم لرَبّهم قبل كُلّ شيء، ثم للأبوين، ثم للإِخوانِ والجيران والأرحام والمسلمين عمومًا. رُبُّوا على مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال، فصاروا عونًا للأبوين على كلّ ما أهمّهم من أمر دينهم ودنياهم.

 

إن مهمة الآباء مهمة عظيمة يجب على الآباء أن يحسبوا لها حسابها، ويعدوا العدة لمواجهتها خصوصًا في هذا الزمان الذي تلاطمت فيه أمواج الفتن واشتدت غربة الدين، وكثرت فيه دواعي الفساد حتى صار الأب مع أولاده بمثابة راعي الغنم في أرض السباع الضارية إن غفل عنها أكلتها الذئاب، أو انتهشتها السباع.

 

فكيف يا ترى نحصل على الذرية الصالحة المؤمنة البارّة؟

أولًا: العناية باختيار الزوجة الصالحة:

فالبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا، والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات، فعلى المسلم أن يختار لأبنائه الأم الصالحة التي تعرف حق ربها، وحق زوجها، وحق أبنائها، وتعرف رسالتها ووظيفتها في هذه الحياة. ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله وعليه وسلم - قَالَ: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاك». ‎فالزوجة هي أم الأولاد، وسينشئون على أخلاقها وطباعها، ثم إن لها تأثيرًا على الزوج نفسه; لذلك قيل: عليه السلامالمرء على دين زوجته عليه السلام، وعلى المسلمة أن تختار الزوج المناسب، ليكون أبًا يشعر بمسئوليته وأمانته، ويقوم بواجبه تجاه زوجته وأولاده. فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض». [أخرجه الترمذي في سننه]. وقال أبو الأسود الدؤلي لبنيه: « قد أحسنت إليكم صغارًا وكبارًا، وقبل أن تولدوا، قالوا: وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد? قال: اخترت لكم من الأمهات مَنْ لا تُسَبُّون بها».

 

كما أنه يشرع للزوج عند اتصاله بزوجته أن يدعو فيقول: «بسم الله، اللهم جنّبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا»، فإذا رُزق مولودًا استُحبّ له أن يؤذِّن في أُذُنِه اليمنى ويُقيم في أُذُنِه اليسرى، كما وردت بذلك الأحاديث عن النبي- صلى الله وعليه وسلم -. ليكون أول ما يسمع المولود كلمات الأذان، كلمات التوحيد، ولتكون دعوة المولود إلى دين الإسلام سابقة على دعوة الشيطان.

 

ومن حقوق الأبناء بعد الولادة: ‎ذبح العقيقة لهم وتسميتهم بأحسن الأسماء؛‎ فقد حث على ذلك نبينا عليه السلام، فقال: «كل غلام رهين بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق رأسه ويسمى». [أخرجه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه، وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح].‎

 

وعلى الأبوين أن يختارا لطفلهما اسما جميلا حسنا اسمًا ذا معنى محمود، أو صفة طيبة يرتاح لها القلب وتطمئن لها النفس.

 

ومن حقوق الأبناء بعد الولادة: الرضاعة الطبيعية؛ ‎، فهي الأنسب لتركيب جسمه خلال المرحلة الأولى من عمره، وذلك بإجماع الأطباء والبحوث العلمية. وقد أمر بذلك رب العالمين، فقال سبحانه: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ﴾ [البقرة: 233]. ولا يُفطمُ الطفلُ عن الرضاعة إلا بالتشاور والرضا بين الزوجين، مراعاة لحق الطفل في الرضاعة، قال تعالى: ﴿ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ﴾ [البقرة: 233].

 

وإذا تعذر على الأم أن ترضع ولدها لمرض أو قلة لبن أو انعدامه، فعلى الوالد أن يستأجر لطفله مَن ترضعُه، يبحث له عن مرضعة ويعطيها أجرَة مقابل ذلك. قال تعالى: ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 233].

 

وإذا كانت الأم مطلقة ولها رضيع فإنها ترضعه مقابل أجرة يدفعها الأب، ﴿ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ﴾ [الطلاق: 6]. كل ذلك من أجل إعطاء الطفل هذا الحق من حقوقه.‎

 

لكن كثيرا من الأمهات اليوم أصبحن يبخلن على أبنائهن بهذا الحق، ويعوضن ذلك بالحليب الاصطناعي الذي لا يمكن أن يقوم مقام حليب الأم في فوائده ومناعته، حتى اضطر العالم إلى تخصيص أسبوع في السنة للتشجيع على الرضاعة الطبيعية.

 

ومن حقوق الأبناء‎ على الآباء العدل بينهم؛‎ فالعدل بين الأبناءِ مَطلبٌ ضروريٌّ يتحقَّقُ به الصلاح والبرّ، فهو أساس المحبة والألفة، أما الظلم والتمييز بينهم فأساس البغض والحسد والحقد...‎

 

ولذلك حصل بين يوسف وإخوته ما حصل لِمَا رأوا من اهتمام يعقوب بيوسف وميله إليه: ﴿ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [يوسف: 8]. فكانت النتيجة: ﴿ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴾ [يوسف: 9]. لكن يعقوب عليه السلام معذور في فعله وحبه ليوسف، فهو يعلم أنه سيكون نبيا مرسلا، والنبي أفضل من غيره بلا شك ولا ريب، أما غيره ممن يفضل بين أبنائه فغير معذور بذلك، بل فعله ذلك جور وظلم، نهى عنه النبي - صلى الله وعليه وسلم - وحذر منه،، ففي الصحيحين عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله وعليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي اعطيت ابني فلانا كذا، فقال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: «أفعلت هذا بولدك كلهم؟» قال: لا، قال: «اتقوا الله واعدلوا في أولادكم». وفي رواية أخرى: فقال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: «فلا تشهدني إذا، فإني لا أشهد على جور». فكما أنَّ الوالدين يريدان من الأولاد أن يبروا بهما، فلا بدَّ من العدل بينهم؛ حتى يكون البر من الجميع.

 

أخي الحبيب:

ومن حقوق الأبناء الدعاء لهم بالصَّلاح والهداية والخير؛‎ اقتداء وتأسيا بأنبياء الله ورسله في دعائهم، فهذا الخليل، يدعو فيقول: ﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]، ويقول أيضًا: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40]. ويقول أيضًا: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ﴾ [البقرة: 128].

 

وهذا زكريا عليه السلام لا يطلب الذرية فقط؛ بل يطلبها ويسأل أن تكون ذرية طيِّبة صالحة: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38].

 

فدعاء الوالدين مستجاب كما قال رسول الله عليه السلام: «ثلاث دعوات مستجابات: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده». [رواه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقال الترمذي حديث حسن]. لذا حذر النبي عليه السلام من الدعاء على الأولاد مهما فعلوا، فعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكُم، لا تُوافقُوا من اللهِ تعالى ساعة فيستجيب لكم». ‎رواه أبو داود بإسناد صحيح‎. فإياك أيها الوالد الكريم‎.. أن‎ تكن سببا في إفساد ولدك بالدعاء عليه، وإن عقك يوما ولم يستجب لندائك، فكن سمحا صابرا رحيما متجاوزا، فهذا سيدنا يعقوب عليه السلام يقول لأبنائه رغم ما صدر منهم من هفوات وزلات: ﴿ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يوسف: 98].

 

أيها المسلم:اشرك اولادك في دعائك وادع الله أن يصلحَهم ويكفيهم شر الاشرار وأن يعيذهم من مكائد شياطين الإنس والجن.

 

حديثنا عن الاولاد وحقوقهم وتربيتهم لم ينته بعد ولنا لقاء اخر ان شاء الله.

 

ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين.

 

أسأل الله أن يصلح ذرياتنا، ويجعلهم قرة أعين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق الأولاد
  • حقوق الأولاد على آبائهم (خطبة)
  • حقوق الأولاد وواجبات الوالدين (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من أعظم حقوق الناس حق الجوار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام وحقوق المعاقين: دراسة فقهية في كيفية حماية حقوق المعاقين في المجتمعات الإسلامية وفق الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • تكفير الحج حقوق الله تعالى وحقوق عباده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين روسيا بانتهاك حقوق الإنسان في الشيشان(مقالة - المترجمات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب