• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / حوارات وتحقيقات
علامة باركود

"زواج المسيار" ومثلث الرعب!!

سحر فؤاد أحمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/12/2007 ميلادي - 25/11/1428 هجري

الزيارات: 31446

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
أصبح "المسيار" موضوعًا لحوارات ونقاشات إعلامية واجتماعية؛ لاسيما في منطقة الخليج، وبالتحديد في السعودية؛ حيث بدأ هناك في منطقة القصيم- على يد وسيط- زواج رجل يُدعى: "فهد الغنيم" الذي حصل على فتوى من الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - تجيز هذا النوع من الزواج.

"المسيار" له صور مشابهة في الماضي، فقد كان يسمى بالزواج السري أو الخفي، ويسمى كذلك "زواج الخميس"؛ حيث يذهب الزوج إلى هذه الزوجة في وقت الخميس، وبقية الأيام يقضيها عند زوجته الأولى،كما كان يسمى بزواج "الملفا"؛ حيث كان التجار يلجؤون إليه في أيام الترحال والسفر، فكان التاجر يتزوج وعند رحيله يترك زوجته عند أهلها ينفقون عليها، ولا يحدد لهم موعد الرجوع، وربما يرزق أولادًا منها.

التناول الإعلامي لزواج المسيار اهتم أغلبه بالإثارة، لاعتبارات النشر والتوزيع - لا سيما المطبوعات العلمانية - مما جعل المسيار ظاهرة إعلامية أكثر منها ظاهرة اجتماعية تتطلب معاييرَ مختلفة ومعالجة أهدأ وتحليلاً أعمق.

والمسيار زواج تام الشروط منتفي الموانع، يتم بين رجل وامرأة، يدرك كل منهما حاجة الآخر للبقاء مع أسرته، ويرضَى كل من الطرفين بجزء محدود من وجود الآخر معه، فمن جانب المرأة: قد تكون الفتاة وحيدة أبويها، ويُصِرَّان على عدم فراقها، وقد يكون لا خادم لهما غيرها، وقد يكون لديها بعض الموانع الصحية، أو غيرها من العوارض التي لا تؤهلها لتحمُّل مسؤولية بيت وأطفال وحدها، وقد تكون ذات أسرة وأطفال من زوج توفي - أو طلقت - والصغار لا يزالون بحاجة إلى وجودها بجانبهم في منزلهم... والكثير من الأسباب التي لا تُحصى.

وأما من جانب الرجل: فربما تكون الأسباب أكثر، فقد يرغب في الزواج بهذه الطريقة إلى أن تنْفَرِجَ الأزمة وتتهيأ الظروف لانتقال الزوجة معه إلى سكنه، فالزوج لا يأتي يوميًّا إلى البيت فهو يأتي وَقْتَمَا يريد، وربما تكون لديه زوجة أولى؛ والثانية التي تزوجها مسيارًا ليس لها حق مثل الأولى - يعني ليلة وليلة - وإنما ترضى بأن يأتيها مرة في الأسبوع أو مرة كل يومين أو ثلاثة بحسب ما يشتهي هو، أو بحسب ما يتيسر له - وربما يكون الرجل عنده زوجة وأولاد، ولا يستطيع أن يفتح بيتًا ثانيًا، فيجد في المسيار حلاً، وتتوافق رغبته مع رغبة نساء يردن ولو بعض زوج.

لقد أثار المتحفظون على "المسيار" اعتراضات وجيهة، تدور حول مدى استحقاقه لهذا الحجم من الاهتمام الإعلامي الصاخب، ودعوا إلى ضرورة دراسته وتقويمه بعيدًا عن صخب الإعلام، فما دام الموضوع شرعيًّا اجتماعيًّا؛ فيجب إذن أن يعالجه مختصون من هذين الحقلين، فإذا أردنا الحكم الشرعي للمسيار، فسبيلنا إلى ذلك العلماء، وإذا قصدنا تَعَرُّف الفعالية الاجتماعية لهذا الحل "المسيار"؛ فعلينا أن نسأل المستهدفين منه.


مثلث الرعب

الحديث عن زواج المسيار لا يمكن أن يتمَّ بمعزل عن أسباب ظهوره وظروف نشأته، فالمجتمعات العربية تعيش أزمة مشكلات: الطلاق، والعنوسة، والتَّرَمُّل، بوطأتها الشديدة وآثارها المدمرة، ففي استطلاع للرأي أجرته مجلة الأسرة على 363 فتاة من المملكة العربية السعودية رأت 46.6% منهنَّ أنَّ سبب ظهور زواج المسيار هو عنوسة المرأة أو طلاقها أو حاجتها إلى أطفال.

والعنوسة تختلف معالمها من بلد إلى آخر، ففي السعودية يطلقون على الفتاة "عانسًا" إذا بلغتِ الخامسةَ والعشرين ولم تتزوَّج، وفي مصر نَجِدُ أنَّ الجهاز المركزي للتعبئة العامَّة والإحصاء يعتبر من تَجَاوَزَ الخامِسَةَ والثلاثين من الشباب، ومن تجَاوَزَتِ الثلاثين من الفتيات بلا زواج "عوانس"، وبهذا المعيار يندرجُ ثُلُثُ شباب مصر تحت هذه الفئة، وعدم توافر الأرقام في بقية المجتمعات لا يعني أنَّ المشكلة مفتعلة، فهي واقع محسوس ومؤلم في آن واحد.

أمَّا الطلاق فهو أحد أهم العوامل المهددة للأسرة العربية حيث تشير الإحصائيات إلى ارتفاع نسبة الطلاق في دول الخليج؛ حيث بلغتْ في البحرين 21% وفي الإمارات 37% ووصلت هذه النسبة في السعودية والكويت وقطر إلى 38%، أما في المغرب فقد بلغت نسبة الطلاق إلى 30%. وفي مصر وصل إجمالي حالات الطلاق إلى 12% من حالات الزواج ترتفع إلى33% في مدينة القاهرة، وجدير بالذكر أنَّ 40% من المطلقات لم يتجاوز عمرهن 25 سنة، بل إن 67% من حالات الطلاق في الكويت تَقَعُ قبل مرور 5 سنوات من عمر الزواج.

غياب العائل ووجود الأرامل والأيتام أضاف بعدًا ثالثًا إلى مشكلتي الطلاق والعنوسة، كدوافع الرجال إلى "زواج المسيار". فهذا النوع من الزواج طُرِح بوصفه أحد وسائل معالجة هذا الثالوث.

في الإمارات مَثَلاً تَبَيَّن أنَّ زَوَاجَ المِسيار ربما يساهم في حل بعض المشكلات المتعلقة بالزواج، فوفقًا لدراسة رسمية نُشرت في الإمارات حديثًا فإن عدد العوانس قد وصل إلى 68%، من عدد الفتيات أي أنَّ في كل بيت إماراتي فتاة عانسًا، ووفقًا لأبحاث أجراها مكتب صندوق الزواج بالإمارات، فإنَّ نسبة المواطنين في الإمارات لا تتعدى 25%؛ ولذلك تضمن مشروع قانون الأحوال الشخصية الاعتراف بزواج المسيار، بالسماح بتسجيل عقود زواج المسيار في المحكمة، وفق شروط معينة، ينبغي للزوج والزوجة الالتزام بها.

وقال الدكتور أحمد الكبيسي- رئيس اللجنة التي أعدت القانون -: إن مواد المشروع أجازت الاعتراف بالمسيار بأثر رجعي، وأوضح أن اللجنة ناقشت شروط وضوابط عقد زواج المسيار وأجازته وفق إطار شرعي مستمد من تعاليم شريعتنا الإسلامية، وهذا العقد تتمتع فيه الزوجة بجميع حقوقها الزوجية من ميراث وتلتزم بالواجبات الزوجية، إلا أنه من حقها أن تتنازل عن طيب خاطر عن بعض حقوقها في النفقة والسكن والمبيت، ولكي يسجل هذا العقد بالمحكمة فلابد أن تتوفر فيه الشروط التالية:
أن يكون بمعرفة أهل الزوجة، وأن يباشر الولي العقد، وأن يتوفر فيه شرط الإشهار المحدود، الذي يتضمَّن معرفة ولي الزوجة وأهلها بهذا الزواج، غير أنه لم يشترط تنفيذ شرط الإشهار الكامل لصحة الزواج، وما لم يكن العقد مسجلاً بالمحكمة فلن يتم الاعتراف به والسماح بإجازته.

زواج شرعي
الدكتور يوسف القرضاوي يعتبر زواج المسيار زواجًا شرعيًّا، يختلف عن الزواج العادي بتنازل الزوجة فيه عن بعض حقوقها على الزوج، مثل حق النفقة أو المبيت الليلي.
وفي السياق نفسه يضيف الشيخ عبد الله بن منيع - عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة-: إنه زواج مستكمل لجميع أركانه وشروطه المعروفة؛ من رضا الطرفين، والولاية، والشهادة، والكفاءة، وفيه الصداق المُتَّفَق عليه، وبعد تمامه تثبت لطرفيه جميع الحقوق المترتبة على عقد الزوجية؛ من حيث النسل والإرث والعِدَّة والطلاق وغير ذلك، إلا أنَّ الزوجين قدِ اتَّفقا على ألا يكون للزوجة حق في المبيت أو السكن، ولا يثبت ذلك في العقد غالبًا.

جائز ولكن
ويقول الشيخ محمد صالح المنجد: شرع الله الزواج لأهداف متعددة، منها تكاثر النسل، والحفاظ على النوع الإنساني، وإنجاب الذرية، ومنها تحقيق العفاف، وصون الإنسان عن التورّط في الفواحش والمحرّمات، ومنها التعاون بين الرجل والمرأة على شؤون العيش وظروف الحياة والمؤانسة، ومنها إيجاد الود والسكينة والطمأنينة بين الزوجين، ومنها تربية الأولاد تربية قويمة في مظلة من الحنان والعطف.

وزواج المسيار يحقق بعض هذه الأهداف لا كلها، فالزوجة تتنازل عن حقها في النفقة وفي المبيت إن كان للزوج امرأة أخرى، والغرض الظاهر منه هو الاستمتاع، إما بسبب واضح من الرجُل لزيادة رغبته في المتعة، وإما من المرأة التي فاتها قطار الزواج لأسباب عديدة.

وحكم هذا الزواج- في تقديري- أنه صحيحٌ لاستكمال أركانه وشرائطه المطلوبة شرعًا؛ من رضا الولي والشهادة والإعلان، فإن فُقِد أحد هذه الشروط، لم يصحَّ عند جماعة من الفقهاء.

ولكن ضمانًا لمصلحة الزوجة وحقوقها على المدى البعيد، ينبغي أن تحرص المرأة على تسجيله في سجلات الدولة الرسمية؛ إذ إنه قد يموت الزوج فيطلب منها العدّة، وتستحق الميراث، وقد تُغيِّر رأيها، فتطالب بحقها في النفقة أو القَسْم الواجب، وتقول - بعد مدة -: أريد حقوقي كاملة وهذا حقها، ولا يجوز للزوج عندئذ أن يحبسها، فإما أن يعطيها حقوقها ويجعلها أسوة بزوجته الأخرى؛ فيأتي لهذه ليلة ولهذه ليلة وينفق عليها مثلما ينفق على الأخرى، ويسكنها مثلما تسكن الأخرى، وإلا يجب عليه أن يُسرّحها.

ويضيف المنجد: هذا الزواج لا يحقق جميع مقاصد الزواج الشرعية والإنسانية والاجتماعية على النحو الصحيح أو الأفضل؛ لذلك فإني أحذِّر منه ولا أرغِّب فيه، وأكرهه، فإن التزام أهداف الزواج الذي هو ميثاق غليظ، أي شديد الحرمة ومؤكَّد التَّعظيم والمبرَّة لا تظهر فيه بنحو واضح، فإن أصرّ الزوجان عليه، جاز وتحمَّلا آثاره، وربما وقع أحد الزوجين بظلم في رعاية الحقوق والقيام بالواجبات وأخصها العشرة الزوجية التي قد تحتجب أو تغيب مدة طويلة، فيصبح ذلك حرامًا وإن كان العقد صحيحًا.

ويؤكد هذا الكلام الدكتور يوسف القرضاوي حيث يقول: أنا لست من دعاة زواج المسيار ولا من المرغّبين فيه، وإن كان بعض المعترضين على المسيار يرون أن هذا الزواج لا يحقّق كل الأهداف المنشودة من الزواج الشرعي، فيما عدا المتعة والأنس بين الزوجين، فالزواج في الإسلام له مقاصد أوسع وأعمق من هذا مثل الإنجاب والسكن والمودة والرحمة، ومن هنا فإنَّ المسيار ليس هو الزواج الإسلامي المنشود، ولكنه الزواج الممكن الذي أوجبته ضرورات الحياة وتطور المجتمعات وظروف العيش، وعدم تحقيق كل الأهداف المرجوة لا يلغي القصد ولا يبطل الزواج إنما يخدشه وينال منه.

أسباب شتى
يقول الأستاذ عبدالملك بن يوسف المطلق - صاحب الدراسة الفقهية والاجتماعية عنزواج المسيار -: إن هناك أسبابًا تتعلق بالرجال، مثل رغبة بعضهم في التعدد من أجل المتعة التي ربما لا يجدها مع زوجته الأولى؛ حيث أوضح 66.3% من أفراد عينة من الرجال - البالغ عددهم 200 رجلاً - إن من أسباب ظهور زواج المسيار هو رغبة الرجل في المتعة وتحرزًا من علم الزوجة الأولى، في حين أن 85.9% ممن شملتهم الاستبانة يرون السبب هو هروب بعض الرجال من تبعات الزواج العادي وواجباته كما رأى 61.3% من أفراد العينة أن عدم استقرار الرجل في العمل وكثرة تردده على بعض المدن والبلدان؛ يضطر في كثير من الأحيان إلى هذا الزواج؛ حيث الحاجة إلى امرأة مع عدم استعداده تَحَمُّل مسؤولية الزواج كاملة.

ويضيف الأستاذ المطلق أسبابًا أخرى لزواج المسيار تتعلق بالمجتمع، كغلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج، ونظرة المجتمع بشيء من الازدراء للرجل الذي يرغب في التعدد، حيث يتهمه البعض بأنه شهواني ولا همَّ له إلا النساء، وقد يكون هذا الرجل بحاجة فعليَّة إلى امرأة تُعفّه لظروف خاصة قد تكون عند زوجته مما يدفعه للبحث عن زواج فيه ستر وبعيد عن أعين المجتمع فكانت هذه الصورة.

فـروق
يخلط البعض بين زواج المسيار وغيره من صور الزواج الأخرى: كالزواج العرفي، وزواج المتعة، وزواج السر، لكن إذا كان هناك أوجه شبه بين المسيار وبين الأنواع الأخرى للزواج فإنَّ ثمَّة فروقًا واضحة بينهم:
فالزواج "العرفي" المكتمل للأركان والشروط هو زواج شرعي مثل زواج "المسيار" إلا أنه لا يوثَّق أبدًا في حين زواج المسيار يوثق في بعض الحالات.

أمَّا زواج المتعة فقد ثبت بطلانه وتحريمه بالكتاب والسنة والإجماع، حينما سُئلت السيدة عائشة عن زواج المتعة قالتْ: "بيني وبينكم كتاب الله". وقرأت الآية: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المعارج:29 -31]، ثُمَّ قالتْ: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون:7]، ثم قالت: "فمن ابتغى وراء ما زوَّجه الله أو ملَّكه فقد عدا، وقال الشافعي: ليس في الإسلام شيء أُحِلّ ثُمَّ حُرّم ثُمَّ أُحِلَّ ثم حرم إلا المتعة".

وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – في فتح مكة: ((يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرَّم ذلك إلى يوم القيامة، فَمَنْ كانَ عِنْدَهُ مِنْهُنَّ شيء، فلْيُخْلِ سَبيلَهُ، ولا تأخذوا مما آتيتموهُنَّ شيئًا)). ويختلف زواج المتعة كليًّا وجزئيًّا عن زواج المسيار الذي هو زواج شرعي بعقد.

لا يترتب على المتعة أي أثر من آثار الزواج الشرعي، من طلاق وعدة وتوارث - اللهم إلا إثبات النَّسب - بخلاف المسيار الذي يترتَّب عليه كل الآثار السابقة، كما أن الولي والشهود ليسوا شروطًا في زواج المتعة بخلاف المسيار.

من الناحية الشرعية لم يقُلْ أحَدٌ من العلماء بتحريم "المسيار"، بعضهم أحله، وبعضهم كرهه، وبعضهم تَحَمَّسَ له ودعا إليه، من الذين قالوا الإباحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – حيث قال: لا حرج إذا استوفى العقد الشروط المعتبرة شرعًا؛ وهي: وجود الولي، ورضا الزوجين، وحضور شاهدَيْنِ عَدْلَيْنِ على إجراء العقد، وسلامة الزوجين مِنَ الموانع؛ لعموم قول النبي – صلى الله عليه وسلم –: ((أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج)). وقوله- عليه الصلاة والسلام-: ((المسلمون عند شروطهم)). فإن اتفق الزوجان على أن تبقى المرأة عند أهلها أو على أنَّ القسم يكون لها نهارًا أو ليلاً أو في أيام معينة، فلا بأس في ذلك، بشرط إعلان النكاح وعدم إخفائه.

كما أباحه شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي؛ حيث سُئل عن زواج المسيار، فقال: العقد صحيح شرعًا، ومادام الاتفاق تَمَّ على عدم الوفاء بحقوق الزوجة، ورضيت هي بذلك فلا بأس؛ لأن الزواج الشرعي الصحيح قائم على المودَّة والرَّحمة، وعلى ما يتراضيان عليه ما دام حلالاً طيبًا بعيدًا عن الحرام.

تَحَفُّظ
أما الدكتور حسين بن محمد بن عبد الله آل الشيخ - بجامعة الإمام محمد بن سعود - فقد تحفَّظ عليه تحفظًا شديدًا، ويرى حصره في حالات خاصَّة جدًّا، وقال: إن زواج المسيار بالنظرة العامة إلى أركانه وشروطه جائزٌ شرعًا، ولكن لما في هذه الشروط من نتائج سيئة فهي فاسدة، وأضاف: "أرى أنَّ هذا الزواج جائز شرعًا مع قصره على حالات فردية خاصة، كالمعاقة جسديًّا مثلاً، أو نحو ذلك من الأمور التي يتحتَّم عليها البقاء مع أهلها، وقد يتساهل الناس فيه مما يسبب العزوف عن الزواج العادي".

وفي السياق نفسه يقول الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني: حكمة الزواج - المفهومة من قوله تعالى: {وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [البقرة:187] في إنشاء أسرة صالحة، وأبناء صالحين، يرعاهم أب وأم- غير متوفرة في المسيار؛ ففي هذا الزواج يتَّفق رجل وامرأة على الزواج، ويستكملان سرًّا الشروط الشرعية، من موافقة الطرفين بالعقد وحضور شاهدين، ولكن الشرط الأكبر وهو الإشهار يغيبانه وهو ركن عظيم، فالزواج تتحقق حكمته بإقامة علاقة وميثاق غليظ بين الزوجين، وبين أسرتي المرأة والرجل، وداخل المجتمع الذي يبارك إعلان وإشهار الزواج.

الزواج في الإسلام عقد وميثاق غليظ، وليس رباطًا بين الزوجين فحسب؛ بل بين الزوجين وأسرتي الزوجين وعشيرتهما، وهذه الحكم غائبة في زواج المسيار، الذي يقوم علىإشباع الرغبة الجنسية فقط بين زوج وزوجة يخشيان من إعلان الزواج، ولكن يتم عقده بصوره مخالفة للشرع من ناحية الإشهار، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ} [النساء: 34]، أي مطيعات ملتزمات بيوتَهن بما حفظ الله، أي: بما حفظ الله من حقوقهن، فأين القانتات المطيعات الملتزمات بيت الزوجية الحافظات لغيبة الزوج؟ وأول شرط من شروط عقد المسيار: أنها لا تلتزم بطاعة الزوج، وتخْرُج حيثما شاءت، وليس لها إلا ساعة من ليل أو نهار، وموعد كموعد العشاق وهذه خطوة في هدم الأسر والمجتمع، والسير به على طريق الحياة الغربية والمجتمع الغربي، القائم على تعدد الأصدقاء والصديقات.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الزواج المختلط البداية نزوة، والنهاية صراع ومحاكم!!
  • الزواج العرفي في المدارس والجامعات
  • تعريف زواج المسيار في اللغة والاصطلاح
  • نشأة زواج المسيار والفرق بينه وبين الزواج العرفي
  • صور نكاح المسيار ومذاهب الفقهاء في ذلك

مختارات من الشبكة

  • زواج المسيار والزواج العرفي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفرق بين: زواج المسيار .. وزواج المتعة .. والزواج العرفي(مقالة - ملفات خاصة)
  • الحكم الفقهي لزواج المسيار (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • زواج المسيار(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • نتائج دراسة: نكاح المسيار في الفقه الإسلامي(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • أريد أن أتزوج قبل أخي الأكبر وأهلي يرفضون(استشارة - الاستشارات)
  • خطيبتي علمت بزواجي السابق(استشارة - الاستشارات)
  • وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟(استشارة - الاستشارات)
  • رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في إجبار البنت على الزواج وزواج الصغيرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصور الحديثة للزواج في ضوء ضوابط عقد الزواج الشرعي(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
5- بشأن زواج المسيار
أمير - مصر 30-01-2010 02:23 AM
الأخت الفاضلة:سوسن - السعوديه

هناك فتوى على الموقع لفضيلة الشيخ خالد الرفاعي بشأن زواج المسيار يرجى مراجعتها
والفتوى بعنوان:"زواج المسْيار"، على الرابط التالي:

http://alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=3561&highlight=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B1&soption=0

وأيضًا من فتاوى فضيلة الشيخ العلامة ابن باز على الموقع -رحمه الله- فتوى عن زواج المسيار، بعنوان "حكم ما يسمى بـ زواج (المِسْيَار)" يرجى مراجعتها على الرابط التالي:

http://alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=639&highlight=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B1&soption=0
4- سؤال ؟
سوسن - السعوديه 27-01-2010 02:32 AM
ابي أسأل هل يشترط علم ولي وأهل الفتاة في زواجها المسيار ؟؟؟ وماذا لو لم تعلمهم كونها تعلم أنهم يرفضون هذه الزيجه ؟ هل يعتبر صحيحا ؟ او ان الشيخ لايقبل تزويجها لو لم يكن هناك علم وموافقه من ولي الأمر ؟ وشكرا
3- موضوع حلو
نور القمر - السعوديه 07-01-2010 12:32 PM
الموضوع يحكي عن قضية كبيرة
أنا امرأه ماعندي مانع أتزوج مسيار لكن صعب كيف الطريقة
الوضع أخطر من كذا لأن الغالبية مستهترة بي ليلة ويخرج بدون عودة ماذنب قلبي يتحطم وأنا رضيت بالتنازل لظروفي اأن اأد شخص جاد هذا الذي نريده فقط كفتاة يحفظ لي حقي
اللي أبي أحكيه
يكون هناك جهة حكومية تهتم وتحفظ حق أن لاتكون ليلة واحده من شخص همجي بهذا الأمر لأن الكثير محتاجات أنا والعديد من زميلاتي فقط للستر
2- المسيار
ابو منيرة 08-06-2008 07:45 PM
السلام عليكم
اشكركم على هذا المقال وارى ان ممن اقبلوا على هذا الزواج من النساء لم ينقصهن السكنى بل يريدن الستر والسكنى التي ذكرها اخينا بارك الله فيه لم يذكرها اهل العلم من بين الاركان
1- غير مطابق هذا الزواج لما نص عليه الأسلام
hanzada - egypt 23-02-2008 02:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نشكر لكم مجهوداتكم فى توضيح الأمر ،

لكننى برغم تقديرى واحترامى لشيوخنا الأجلاء الذين حللوا هذا النوع من الزواج الا أننى ضده وعلى طول الخط، لأنه فى اعتقادى أهم شروط الزواج هو السكن والسكينه ، وأبدا لن تتوافر فى مثل هذا النوع من الزواج ........هذا ركن ساقط منه ... ومعظم من يلجأ اليه من الرجال بظلم فيه الطرف الآخر ... ألا وهى الزوجه...هذا رأيى الشخصى ولا أدرى مادرجة تقبل الآخرين لذلك ... لكنه رأيى على أية حال ....

مره أخرى لكم منى الشكر الجزيل وسلام الله تعالى عليكم ورحمته وبركاته....
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب